عمرو بن حجر
02-08-2005, 12:25 AM
هذه ريما كما عهدناها ولكن هناك ربما ناس ذكورية كثيراً ما تنتقص نجاح الفتيات
ريما قلمك رائع الستي انتي من قالت فيها الدكتورة نورة العليان المرشدة الاكاديمية ان لكي مستقبل فاتح ذراعيه وان قلمك رائع لا يهمونك
اتابع قلمك في عدد من الصحف انتي واحده
جدتي تلك المسنة القابعة في جنوب الوطن ( النماص ) في قرية لا يوجد بها أشخاص أكثر عدداً مما تقوم بتربيته من الأغنام.. اجتمعنا نحن بناتها حولها بالعيد وأخذت تحدثنا عن الماضي القريب جدا والبعيد لمقاييس الحضارة.. اجتمعنا وأخذت بكل حزن تتذكر أيام الشقاء (من وجهة نظرها) وأننا نعيش الآن في وقت أكثر راحة أخذت أنا محاولة أن أقنعها بأن زمانها كان أفضل بكثير مما نحن عليه الآن حيث لم يكن أكثر همهم في ذلك الوقت إلا الرغيف وبينما نحن الآن لا يوجد ما يستطيع أن تلتمس به شيئاً يجعلك سعيداً أبدا.. تحضر أخذ معه راحه البال... بيد أننا لو تأملنا الموضوع بعمق لوجدنا أننا أكثر الأشياء حملت هذا الوقت الأسى والحزن وليس هناك أكثر منا، تطور العالم ونحن الآن لسنا مع ذلك العالم المتطور ولا نحن الذين بقينا في ذلك الوقت، ذلك الوقت الذي كان فيه الناس لا فرق بينهم رجلا كان أو أنثى، ومما حدثتنا به جدتي أنهم يخرجون للعمل جميعهم في ود ووئام فإن وجدت فتاة على قارعة الطريق فهي أخت وإن كانت أكبر من ذلك فهي لك أم يحرثون مع بعض، يزرعون ويحصدون القدم بالقدم يبنون المنازل كلهم وكل له مهمة ينجز بها ما بين يديه دون التعرض لما يسيئ لهم من قريب أو بعيد بكلام أو (باندا) لا أعرف ولكن ربما أن حاجة الناس لبعضهم في ذلك الوقت كانت هي سبب تلك الطيبة للناس كلهم وأنا بحديثي هذا لا أخص به أناس دون آخرين أبدا، ولكن في هذا الزمن أصبح لا يخدمك شيء غير (فلوسك) وأبوابك مغلقة عن الآخرين، حكت لنا جدتي الكثير رأيت الحزن في عينها على ذلك الماضي بينما لم أعرف هل أحزن لها أم أوفر حزني على هذا العصر المؤلم، والذي يفتقر لبسيط من سبل راحة النفس ولا عزاء للتاريخ فينا، لنعرج الآن على التتابع الزمني للحضارة، وعواملها واتجاهاتها الثقافية فهي عوامل وإن كانت مريحة إلا أنها مسببة للاضطراب النفسي وهناك شواهد كثيرة على ظهور اضطرابات في مجتمعات متقدمة ومنشرة بشكل يفوق المجتمعات في الدول النامية ومنها على سبيل المثال لا الحصر، عوامل الثقافة المريضة السائد فيها الهدم والتي ينتج عنها تباعا الإحباط والتعقيد الثقافي، وعدم القدرة على العيش بتوافق بين الفرد والثقافة، وكذلك هناك عامل التطور السريع وصعوبة التأقلم معه مما يحول دون التأمل والاسترخاء وتعقيد القوانين والخوف منها كذلك عامل تصادم الثقافة وما يحمله من تناقضات بين الشرق والغرب والنامي والمتقدم وهكذا..... لذلك تتطلب العملية الاجتماعية تنشئة الأبناء وإدخال الثقافة في المجتمع حتى يصبح الفرد حيوياً لأن أي إعاقة تعترض طريق التنشئة الاجتماعية والتطبيع والاندماج ستصبح مستقبلا مصدر ضغط يؤدي للاضطراب... وبما أننا جزء من هذا العالم فالعالم اليوم من حولنا يشهد سرعة في التقدم الحضاري والتكنولوجي والعلمي بل يوفر لها المبالغ الفلكية، وقد حقق التقدم العلمي في الخمسين سنة الماضية ما حققه في مئتي عام سبقتها " حتى أصبح هذا العصر يسمى بعصر ثورة المعلومات التي لم يشهد له مثيل من فجر الحضارة ولم ينبثق ذلك الفجر أيضا على مثلنا فلم نستطع أن نروض أنفسنا لنستفيد من هذا كله بل ضللنا نسيئ حتى استخدام تلك التقنيات ونمنعها ونعاقب عليها ، جعلناها لفضائح الناس وما نحن ببعيدين عن قضيه الباندا والإنترنت، تطور العلم وكذلك التكنولوجيا وانعكس ذلك على التحضر والتقدم الذي طال جميع مناحي الحياة بشكل جارف ومخيف ولم يصمد أي شيء أمام ذلك التقدم ، إذا تأملته فقد أصبح مقياساً لرؤية المستقبل ولا غنى لنا عنه تقدم اجتاح حتى المبادئ والقيم الإنسانية - الأخلاق - الدين ، ومع ذلك نراه ضرورياً، ما رأيك أنت الآن؟ أجب على هذا السؤال وستعرف أي تحضر أقصده، ماذا لو أن جدتي لم تعرف تستخدم المصعد الكهربائي (فعلا هي كذلك) هل أقول عنها إنها ليست متحضرة تكنولوجيا أو ماديا، ولكنها متحضرة ثقافيا وأخلاقيا، وليت همنا كان مثلهم الجوع فإننا سنكون بحال أفضل من وهم التحضر الذي تسقط معه القيم الإنسانية العظمى بعد أن كانت شامخة.
ريما بنت محمد العمري -
مقاله منشورة في صحيفه الوطن السعوديه _ الثلاثاء 18- شوال - 1425هـ عدد 1523
ريما قلمك رائع الستي انتي من قالت فيها الدكتورة نورة العليان المرشدة الاكاديمية ان لكي مستقبل فاتح ذراعيه وان قلمك رائع لا يهمونك
اتابع قلمك في عدد من الصحف انتي واحده
جدتي تلك المسنة القابعة في جنوب الوطن ( النماص ) في قرية لا يوجد بها أشخاص أكثر عدداً مما تقوم بتربيته من الأغنام.. اجتمعنا نحن بناتها حولها بالعيد وأخذت تحدثنا عن الماضي القريب جدا والبعيد لمقاييس الحضارة.. اجتمعنا وأخذت بكل حزن تتذكر أيام الشقاء (من وجهة نظرها) وأننا نعيش الآن في وقت أكثر راحة أخذت أنا محاولة أن أقنعها بأن زمانها كان أفضل بكثير مما نحن عليه الآن حيث لم يكن أكثر همهم في ذلك الوقت إلا الرغيف وبينما نحن الآن لا يوجد ما يستطيع أن تلتمس به شيئاً يجعلك سعيداً أبدا.. تحضر أخذ معه راحه البال... بيد أننا لو تأملنا الموضوع بعمق لوجدنا أننا أكثر الأشياء حملت هذا الوقت الأسى والحزن وليس هناك أكثر منا، تطور العالم ونحن الآن لسنا مع ذلك العالم المتطور ولا نحن الذين بقينا في ذلك الوقت، ذلك الوقت الذي كان فيه الناس لا فرق بينهم رجلا كان أو أنثى، ومما حدثتنا به جدتي أنهم يخرجون للعمل جميعهم في ود ووئام فإن وجدت فتاة على قارعة الطريق فهي أخت وإن كانت أكبر من ذلك فهي لك أم يحرثون مع بعض، يزرعون ويحصدون القدم بالقدم يبنون المنازل كلهم وكل له مهمة ينجز بها ما بين يديه دون التعرض لما يسيئ لهم من قريب أو بعيد بكلام أو (باندا) لا أعرف ولكن ربما أن حاجة الناس لبعضهم في ذلك الوقت كانت هي سبب تلك الطيبة للناس كلهم وأنا بحديثي هذا لا أخص به أناس دون آخرين أبدا، ولكن في هذا الزمن أصبح لا يخدمك شيء غير (فلوسك) وأبوابك مغلقة عن الآخرين، حكت لنا جدتي الكثير رأيت الحزن في عينها على ذلك الماضي بينما لم أعرف هل أحزن لها أم أوفر حزني على هذا العصر المؤلم، والذي يفتقر لبسيط من سبل راحة النفس ولا عزاء للتاريخ فينا، لنعرج الآن على التتابع الزمني للحضارة، وعواملها واتجاهاتها الثقافية فهي عوامل وإن كانت مريحة إلا أنها مسببة للاضطراب النفسي وهناك شواهد كثيرة على ظهور اضطرابات في مجتمعات متقدمة ومنشرة بشكل يفوق المجتمعات في الدول النامية ومنها على سبيل المثال لا الحصر، عوامل الثقافة المريضة السائد فيها الهدم والتي ينتج عنها تباعا الإحباط والتعقيد الثقافي، وعدم القدرة على العيش بتوافق بين الفرد والثقافة، وكذلك هناك عامل التطور السريع وصعوبة التأقلم معه مما يحول دون التأمل والاسترخاء وتعقيد القوانين والخوف منها كذلك عامل تصادم الثقافة وما يحمله من تناقضات بين الشرق والغرب والنامي والمتقدم وهكذا..... لذلك تتطلب العملية الاجتماعية تنشئة الأبناء وإدخال الثقافة في المجتمع حتى يصبح الفرد حيوياً لأن أي إعاقة تعترض طريق التنشئة الاجتماعية والتطبيع والاندماج ستصبح مستقبلا مصدر ضغط يؤدي للاضطراب... وبما أننا جزء من هذا العالم فالعالم اليوم من حولنا يشهد سرعة في التقدم الحضاري والتكنولوجي والعلمي بل يوفر لها المبالغ الفلكية، وقد حقق التقدم العلمي في الخمسين سنة الماضية ما حققه في مئتي عام سبقتها " حتى أصبح هذا العصر يسمى بعصر ثورة المعلومات التي لم يشهد له مثيل من فجر الحضارة ولم ينبثق ذلك الفجر أيضا على مثلنا فلم نستطع أن نروض أنفسنا لنستفيد من هذا كله بل ضللنا نسيئ حتى استخدام تلك التقنيات ونمنعها ونعاقب عليها ، جعلناها لفضائح الناس وما نحن ببعيدين عن قضيه الباندا والإنترنت، تطور العلم وكذلك التكنولوجيا وانعكس ذلك على التحضر والتقدم الذي طال جميع مناحي الحياة بشكل جارف ومخيف ولم يصمد أي شيء أمام ذلك التقدم ، إذا تأملته فقد أصبح مقياساً لرؤية المستقبل ولا غنى لنا عنه تقدم اجتاح حتى المبادئ والقيم الإنسانية - الأخلاق - الدين ، ومع ذلك نراه ضرورياً، ما رأيك أنت الآن؟ أجب على هذا السؤال وستعرف أي تحضر أقصده، ماذا لو أن جدتي لم تعرف تستخدم المصعد الكهربائي (فعلا هي كذلك) هل أقول عنها إنها ليست متحضرة تكنولوجيا أو ماديا، ولكنها متحضرة ثقافيا وأخلاقيا، وليت همنا كان مثلهم الجوع فإننا سنكون بحال أفضل من وهم التحضر الذي تسقط معه القيم الإنسانية العظمى بعد أن كانت شامخة.
ريما بنت محمد العمري -
مقاله منشورة في صحيفه الوطن السعوديه _ الثلاثاء 18- شوال - 1425هـ عدد 1523