الله يالأيـــام
10-04-2004, 01:29 AM
صحيت ذلك اليوم وكان الوقت - المغرب-
على أصوات بكــــاء وصياح ....
كانت حجرتي مظلمة
نزلت من سريري متعثره
فإذا بي اتخبط في نواحيها.!!!
حتى فتحت باب داري...!!!
لأجد أخي وزوجة أخي بينهم أمي
تبكي وتنوح وتدعي الله عزوجل ...
وهما يحاولان إجلاسها...
وهي كالطفل الذي لاحيلة لــه...
وأنـــــــــــــــــــــــــــا........
كأني أنظر لحلم أوشيء وهمي!!!
أول مره بحياتي أرى..
قرة عيني
ومالكة قلبي
بهذا الحاله...!!!!
توجهت لهم لأعرف مالذي يحصل؟؟
فإذا بأخي يصرخ باكياً
مـــــــــــحـــــــــمد مــــااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااات
ماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااات
ماهذا....
ياإلهي....
كأن أذناي صابها صمم!!!
مالذي يقوله؟؟؟؟؟؟
إسودت الدنيا بوجهي
أنوار الصاله كأنها خفتت رغم شدة إضائتها....
لا لم تنحدر دمعتي...
بل أول ماأتى بذهني.....
والـــــــــدتي المسكينة..
صاحبة القلب الحنون......
صاحبة النظرة الجميلة.......
صاحبة الطيبه كلـــــــها.......
ليتجه نظري لها ....
وهي ملقاة بين يديهم كالفاقدة الوعي....
كيف لا...؟؟؟ وهي فقدت أول أولادها....
الذي دائماً...يردد عليها:
(( الله لايحرمني منك يالغالية))
الذي هو دائماً:
يرسم البسمة على شفاها......
كيف لاتحزن على الغـــــــــــالي محمد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أمسكت بها بكل ماأوتيت من قوة..
لأقول لها: قولي لاحول ولاقوة إلا بالله...
وبدأت أهدء من روعها ومن هول الصدمة الواقعة عليها.....
وأنـــــــــــــــــــــا
بداخلي عدم تصديق للخبر....لم أستوعب أن محمد (( سيرحل))
ولن سيدخل المنزل مرة أخرى وأنه كانت آخر جلسة له في المنزل ذلك المساء!!!
حينها نزلت دمعة أحرقت وجنتاي وأدمت قلبي...
فإذا بي أنظر لأمي بعيداً..
إنها الآن يكفيها ماجائها!!
فمابالي أعذبها بدموعي على الغالي!!!
فيزيد بكائها عليه؟؟؟
يا ألله أرحمه برحــــــــمتك ....يا ألله إجعل هذا الخبر كاذباً..
يا ألله أرجعه لنا ... يــــــــــــــــاألله
كــــــــــــــــل هذا وانا احدث به نفسي ......
ووالدتي بين أحضاني حضنتها برغم جسمي الصغير وبضعفي
لكن ذلك الوقت أوتيت قوة لم تأتني من قبل.......!!!
بدأت أتلوا عليها بعضاً من آيات القرآن
وأردد على مسامعها (( أدعي له بالرحمه...أدعي له بالرحمه... وقولي لاحول ولاقوة إلا بالله..))
وأنا أردد بصوت عالي.........
في ذلك الوقت لاأرى سوا أنا وأمي برغم وجود زوجات أخوتي
.... وأرى عينيها وحالتها التي تدمي القلوب المتحجرة..
في الجـــــــــــــــانب الآخــــــــــــــر.................
إخوتي وأبي في خط السير الأيمن والإسعاف في خط السير المقابل لهم...
يارباه!!
فإذا بأخي يصرخ (( هو والله هو اللي بالإسعاف والله هو))
ومن الذي يقود السياره؟؟
أخي الذي يعتبر توأم روح محمد .. لايسمع فيه..
يقود بسرعة جنونية ودموعة على خديه ..
ووالدي أطال الله بعمره لسانه يلهج بذكر الله....
والآخرون أحاطوا بالإسعاف...نزل محمــــــــد من الإسعاف جسد بلا روح
نزل وهو على السرير الأبيض ...
نزل وهو مغطى باللحاف الأبيض على كامل بدنه....
توأم روحه لم يتحمل المنظر أن..
يرى اخيه امامه قد أخذه الموت...
يرى من كان ليلة أمس وقبل ساعة يمازحه؟؟!!!!
الآن وهو أمامه لايتحرك روحه انتقلت لبارئها...
كل من كان بالمستشفى..مراجعين,
أطباء,
حراس أمن,
ممرضين,,
يــــــدعون له بالرحمه...
حينها ذهب ابي ليتأكد منه انه هو...
بالفعل هو محمد إبنه الغالي...
هو محمد الذي دائما ابتسامته لاتفارق وجهه...
هو محمد المرحوم
قبله على جبينه وغطاه...
في المنزل.............
احتشد فيه الأقارب... والجيران...
كل واحد منهم مصــــــــدوم....
وأنـــــــــــا
امي بأحضاني لا أريد أن يمسكها أحد غيري..
دخلت علينا أختي وهي مذهوله من الحاصل....!!!!
عينيها جاءت علينا انا وأمي..
فإذا بها تسقط على الارض جالسة...
لا تتكلم,,ودموعها تنهمر على وجنتيها..
وكأنها تتذكر وجهه أمامها,, وهو يحدثها ,, وعندما خرجا سوياً...
لم تستطع الكلام ولو بنبرة واحده حتى كأنها حالة بكم مؤقته...!!!
نظرت لحال أمــــــــي وأختــــــــي كل منهن تنهمر دموعها على فراقه ..
لكـــــــــــــــن أنـــــــــــــــــا؟؟؟؟؟؟
كأن ذلك الوقت جفت مدامعي وقسى قلبي وبدأ لساني يتكلم وأنا لاأعي ماذا اقول؟؟!!!
نظرت لزوجة أخي ولم تكن أحسن منهن حالاً...فقلت لها بصوت عالي((قومي جيبي مويه رشيه على وجه البنت))
وأنا تائهه !! هل أترك أمي؟؟ وأغسل وجه أختي الذي تحول للون الأزرق؟؟
هل أحظرها بجانبي انا وامي واحظنهن؟؟
ربــــــــاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااه
ألهمني الصبر والسلوان..رباه إنك عند حاجة العبد لك
ربــــــــاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااه
كــــــن في عونهن........
(( كل هذا الحديث في نفسي))ونظراتي تجول على وجه أمي الحزين...
هدأت أمي التي بدأت ترتجف بين يدي التي تحس ببرودة فضممتها ولملمتها بلحاف..
وبدأت أهمس بإذنيها...
(( يمه خلاص هذا قضاء وقدر
يمه هذا يومـــــــه..
يمه لاأنا ولاأنتي ولاحتى هالناس بيرجعونه لنا حي
يمه إدعي له بالرحمه
يمه هو الحين بحاجة دعائك
يمه لاتعذبينه بدموعك
يمه قومي صلي وأدعي...
يمه الله يخليك قووووووووووووووومي))
ذهبت وكأن هموم الدنيا تغشاها..
منكسره,,متعذبه,, جلست تصلي وتدعي حتى منتصف الليل......
في الجانب الآآآآآخر من المنزل..........
أول مرة بحياتي أرى إخوتي الرجـــــــــال يذرفون دموعهم
كلن يواجه الآخر ويضمة ويظرب على كتفه ويقول(( راح الغالي يافلان رااااااااااااح))
حينها لم أتمالك نفسي
حينها بدأت استوعب ان الأمر حقيقي وليس بحلم..
وأن محمــــــــــــــــــــد راح وراح للأبــــــــــــد........
ولا راح اشوفه بعد هاليوم................
إتجهت لأخي الكبير وارتميت بحظنه ولمني وبدأ يبكي كالطفل ويردد
(((( يافــــــــــــلانه محمـــــــــــد مات مات ماااااااااااااااات,,, شمعة أخوانك راح ولاهوب راجع))))
تمالكت نفسي وبدأت امسح دموعي فهمست بإذنه:
(( يابو فلان البكا ماراح يرجعه لنا ولا والله لو البكا يرجعه كان بكينا لين يرجع
ياخوي إدع لــــــــــــــه هو بحاجة دعائنا الحين ,,,))
وأخذت نفسي وذهبت ولم أدري اين اذهب!!!!!!!
نظرت للمنزل فإذا به ظلمة كالقبو... أسود كئيب..
ويخترق هذا الظلام دعاء أمي الذي لاينقطع وبكائها الذي قطع قلبي.....
ذلك الحين لم يهنأ النوم لأحد...
جلست في ساحة المنزل رغم شدة البروده لكن لاإحساس ,, تبلد لدي،، جلست حتى الفجر..
صبيحة اليوم التالي..........
المنزل مكتظ بالنساء واللون الاسود يملأ المكان.....
ذهبت ابحث عن والدتي,,, بحثت عن قرة عيني بين النساء...
فإذا بي أراها.. حزينه تملأ عينيها الدموع .. وبجانبها اختي ..
لم استطع الجلوس معهن نظرت اليهن..
نظرت لأمي من بعيد..
وأنا أرحم حالها بعد فراق أعز أولادها..
فراق شاب في مقتبل عمره لم يكمل عامه العشرين...
يا ألله صبرها على فراقه..ياألله ألطف بحالها..
---- مــــــــــــنـــــــــــظر حـــــــزين -----
(((((((((( والدة فقدت ولدهــــــــــا)))))))))))
يجعل القلب الجامد يلين..
والذي لايحس بتلك اللحظة ينطق احساسه بمدى عمق الألم اللذي يراه أمامه في عيني الأم..
بعد صـــــــــــلاة الظهر..............
فإذا بالرجال يأتون
نظرت؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!
فإذا ( بالمتلطم ,, واللي منديله بيده,, والآخر عيونه بتطلع من كثر مابكاء))
حينها ايقنت أنه رحــــــــــــــــل وبدون رجووووووووووووووووع
حينها ايقنت أن أحداً من أفراد عائلتي تركنا ورحل بلا عودة...
مر اليوم الأول من العزاء ...... اليوم الثاني ......... اليوم الثالث........
اليوم الرابع بدأ منزلنا يخلو من الناس شيئاً فشيئاً....
أحسست ان الأمر حقيقي وليس حلــــــــــــم ولا وهم
مثل ماهو بذاكرتي.......
لم أصــــــــــدق
....................
عادت ايامنا..
الصباح لاوجودلــ محمد
لظهر لاوجود لــــ محمد
العصر لاوجود لـــمحمد
المغرب لا وجود لـــ محمد
العشا لاوجود لـــــ محمد
على فراشـــه لاوجود له
بين اخواني بيننا لا وجود لمحمد غير ذكراه واسمه.........
لـــــــــــــــــــــــــكن
له وجود في كل مكان في المنزل ......
له وجود في قلوبنـــــــــا .........
له وجود في كل شيء بهذه الدنــــــــيا........
--------------
بعد مرور شهر..
أحسست بفقدانه..
حينها أطلقت العنان لأدمعي..
بدأت أسرح به..
أفكرفيه..
لايغيب عن ذاكرتي أبــــــــــــداً............
بدأت حزينه بعد أن كنت مرحه..
تغير حالي بفراق محــــــــــــــمــــــــــد
لم يعد لهذه الدنيا طعم بعدم وجوده فيها..
ومن يومها إلى يومي هذا وأنا بداخلي حزن لايعلمه إلا الله
أحس بالقهر بأني لم أبكِ من أول الصدمه..... لم استطع.......
لكن هذه الصدمة بقيت بداخلي لمدة 5 سنوات ولهذه السنه ولهذه اللحظة اللتي اكتب فيها
مدامعي تنحدر بمجرد تذكره........
كلٍ قضاه يموت مره ويرتاح... وأنا أموت ألفين مره علشانك
بفراقك يامحمدإنقلبت الموازين ..
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ياحرقة قلبي وقليب أمك عليك يامحمد
لكن مع هذا كله لابيدي إلا أن اقول........
اللهم إرحمه
اللهم إرحمه
واسكنه فسيح جناتك
اللهم اغفر له ووسع له في قبره
اللهم نور له قبره ......
اللهم إجمعنا وياه في الجنان الــــــعلى......
اللهم صبر قلب كل أم فقدت ابنها......
اللهم صبر قلوب محبـــــــــي محمد
من دفتر مذكراتي...
واللهم يرحم امواتنا وأموات المسلمين..
على أصوات بكــــاء وصياح ....
كانت حجرتي مظلمة
نزلت من سريري متعثره
فإذا بي اتخبط في نواحيها.!!!
حتى فتحت باب داري...!!!
لأجد أخي وزوجة أخي بينهم أمي
تبكي وتنوح وتدعي الله عزوجل ...
وهما يحاولان إجلاسها...
وهي كالطفل الذي لاحيلة لــه...
وأنـــــــــــــــــــــــــــا........
كأني أنظر لحلم أوشيء وهمي!!!
أول مره بحياتي أرى..
قرة عيني
ومالكة قلبي
بهذا الحاله...!!!!
توجهت لهم لأعرف مالذي يحصل؟؟
فإذا بأخي يصرخ باكياً
مـــــــــــحـــــــــمد مــــااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااات
ماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااات
ماهذا....
ياإلهي....
كأن أذناي صابها صمم!!!
مالذي يقوله؟؟؟؟؟؟
إسودت الدنيا بوجهي
أنوار الصاله كأنها خفتت رغم شدة إضائتها....
لا لم تنحدر دمعتي...
بل أول ماأتى بذهني.....
والـــــــــدتي المسكينة..
صاحبة القلب الحنون......
صاحبة النظرة الجميلة.......
صاحبة الطيبه كلـــــــها.......
ليتجه نظري لها ....
وهي ملقاة بين يديهم كالفاقدة الوعي....
كيف لا...؟؟؟ وهي فقدت أول أولادها....
الذي دائماً...يردد عليها:
(( الله لايحرمني منك يالغالية))
الذي هو دائماً:
يرسم البسمة على شفاها......
كيف لاتحزن على الغـــــــــــالي محمد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أمسكت بها بكل ماأوتيت من قوة..
لأقول لها: قولي لاحول ولاقوة إلا بالله...
وبدأت أهدء من روعها ومن هول الصدمة الواقعة عليها.....
وأنـــــــــــــــــــــا
بداخلي عدم تصديق للخبر....لم أستوعب أن محمد (( سيرحل))
ولن سيدخل المنزل مرة أخرى وأنه كانت آخر جلسة له في المنزل ذلك المساء!!!
حينها نزلت دمعة أحرقت وجنتاي وأدمت قلبي...
فإذا بي أنظر لأمي بعيداً..
إنها الآن يكفيها ماجائها!!
فمابالي أعذبها بدموعي على الغالي!!!
فيزيد بكائها عليه؟؟؟
يا ألله أرحمه برحــــــــمتك ....يا ألله إجعل هذا الخبر كاذباً..
يا ألله أرجعه لنا ... يــــــــــــــــاألله
كــــــــــــــــل هذا وانا احدث به نفسي ......
ووالدتي بين أحضاني حضنتها برغم جسمي الصغير وبضعفي
لكن ذلك الوقت أوتيت قوة لم تأتني من قبل.......!!!
بدأت أتلوا عليها بعضاً من آيات القرآن
وأردد على مسامعها (( أدعي له بالرحمه...أدعي له بالرحمه... وقولي لاحول ولاقوة إلا بالله..))
وأنا أردد بصوت عالي.........
في ذلك الوقت لاأرى سوا أنا وأمي برغم وجود زوجات أخوتي
.... وأرى عينيها وحالتها التي تدمي القلوب المتحجرة..
في الجـــــــــــــــانب الآخــــــــــــــر.................
إخوتي وأبي في خط السير الأيمن والإسعاف في خط السير المقابل لهم...
يارباه!!
فإذا بأخي يصرخ (( هو والله هو اللي بالإسعاف والله هو))
ومن الذي يقود السياره؟؟
أخي الذي يعتبر توأم روح محمد .. لايسمع فيه..
يقود بسرعة جنونية ودموعة على خديه ..
ووالدي أطال الله بعمره لسانه يلهج بذكر الله....
والآخرون أحاطوا بالإسعاف...نزل محمــــــــد من الإسعاف جسد بلا روح
نزل وهو على السرير الأبيض ...
نزل وهو مغطى باللحاف الأبيض على كامل بدنه....
توأم روحه لم يتحمل المنظر أن..
يرى اخيه امامه قد أخذه الموت...
يرى من كان ليلة أمس وقبل ساعة يمازحه؟؟!!!!
الآن وهو أمامه لايتحرك روحه انتقلت لبارئها...
كل من كان بالمستشفى..مراجعين,
أطباء,
حراس أمن,
ممرضين,,
يــــــدعون له بالرحمه...
حينها ذهب ابي ليتأكد منه انه هو...
بالفعل هو محمد إبنه الغالي...
هو محمد الذي دائما ابتسامته لاتفارق وجهه...
هو محمد المرحوم
قبله على جبينه وغطاه...
في المنزل.............
احتشد فيه الأقارب... والجيران...
كل واحد منهم مصــــــــدوم....
وأنـــــــــــا
امي بأحضاني لا أريد أن يمسكها أحد غيري..
دخلت علينا أختي وهي مذهوله من الحاصل....!!!!
عينيها جاءت علينا انا وأمي..
فإذا بها تسقط على الارض جالسة...
لا تتكلم,,ودموعها تنهمر على وجنتيها..
وكأنها تتذكر وجهه أمامها,, وهو يحدثها ,, وعندما خرجا سوياً...
لم تستطع الكلام ولو بنبرة واحده حتى كأنها حالة بكم مؤقته...!!!
نظرت لحال أمــــــــي وأختــــــــي كل منهن تنهمر دموعها على فراقه ..
لكـــــــــــــــن أنـــــــــــــــــا؟؟؟؟؟؟
كأن ذلك الوقت جفت مدامعي وقسى قلبي وبدأ لساني يتكلم وأنا لاأعي ماذا اقول؟؟!!!
نظرت لزوجة أخي ولم تكن أحسن منهن حالاً...فقلت لها بصوت عالي((قومي جيبي مويه رشيه على وجه البنت))
وأنا تائهه !! هل أترك أمي؟؟ وأغسل وجه أختي الذي تحول للون الأزرق؟؟
هل أحظرها بجانبي انا وامي واحظنهن؟؟
ربــــــــاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااه
ألهمني الصبر والسلوان..رباه إنك عند حاجة العبد لك
ربــــــــاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااه
كــــــن في عونهن........
(( كل هذا الحديث في نفسي))ونظراتي تجول على وجه أمي الحزين...
هدأت أمي التي بدأت ترتجف بين يدي التي تحس ببرودة فضممتها ولملمتها بلحاف..
وبدأت أهمس بإذنيها...
(( يمه خلاص هذا قضاء وقدر
يمه هذا يومـــــــه..
يمه لاأنا ولاأنتي ولاحتى هالناس بيرجعونه لنا حي
يمه إدعي له بالرحمه
يمه هو الحين بحاجة دعائك
يمه لاتعذبينه بدموعك
يمه قومي صلي وأدعي...
يمه الله يخليك قووووووووووووووومي))
ذهبت وكأن هموم الدنيا تغشاها..
منكسره,,متعذبه,, جلست تصلي وتدعي حتى منتصف الليل......
في الجانب الآآآآآخر من المنزل..........
أول مرة بحياتي أرى إخوتي الرجـــــــــال يذرفون دموعهم
كلن يواجه الآخر ويضمة ويظرب على كتفه ويقول(( راح الغالي يافلان رااااااااااااح))
حينها لم أتمالك نفسي
حينها بدأت استوعب ان الأمر حقيقي وليس بحلم..
وأن محمــــــــــــــــــــد راح وراح للأبــــــــــــد........
ولا راح اشوفه بعد هاليوم................
إتجهت لأخي الكبير وارتميت بحظنه ولمني وبدأ يبكي كالطفل ويردد
(((( يافــــــــــــلانه محمـــــــــــد مات مات ماااااااااااااااات,,, شمعة أخوانك راح ولاهوب راجع))))
تمالكت نفسي وبدأت امسح دموعي فهمست بإذنه:
(( يابو فلان البكا ماراح يرجعه لنا ولا والله لو البكا يرجعه كان بكينا لين يرجع
ياخوي إدع لــــــــــــــه هو بحاجة دعائنا الحين ,,,))
وأخذت نفسي وذهبت ولم أدري اين اذهب!!!!!!!
نظرت للمنزل فإذا به ظلمة كالقبو... أسود كئيب..
ويخترق هذا الظلام دعاء أمي الذي لاينقطع وبكائها الذي قطع قلبي.....
ذلك الحين لم يهنأ النوم لأحد...
جلست في ساحة المنزل رغم شدة البروده لكن لاإحساس ,, تبلد لدي،، جلست حتى الفجر..
صبيحة اليوم التالي..........
المنزل مكتظ بالنساء واللون الاسود يملأ المكان.....
ذهبت ابحث عن والدتي,,, بحثت عن قرة عيني بين النساء...
فإذا بي أراها.. حزينه تملأ عينيها الدموع .. وبجانبها اختي ..
لم استطع الجلوس معهن نظرت اليهن..
نظرت لأمي من بعيد..
وأنا أرحم حالها بعد فراق أعز أولادها..
فراق شاب في مقتبل عمره لم يكمل عامه العشرين...
يا ألله صبرها على فراقه..ياألله ألطف بحالها..
---- مــــــــــــنـــــــــــظر حـــــــزين -----
(((((((((( والدة فقدت ولدهــــــــــا)))))))))))
يجعل القلب الجامد يلين..
والذي لايحس بتلك اللحظة ينطق احساسه بمدى عمق الألم اللذي يراه أمامه في عيني الأم..
بعد صـــــــــــلاة الظهر..............
فإذا بالرجال يأتون
نظرت؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!
فإذا ( بالمتلطم ,, واللي منديله بيده,, والآخر عيونه بتطلع من كثر مابكاء))
حينها ايقنت أنه رحــــــــــــــــل وبدون رجووووووووووووووووع
حينها ايقنت أن أحداً من أفراد عائلتي تركنا ورحل بلا عودة...
مر اليوم الأول من العزاء ...... اليوم الثاني ......... اليوم الثالث........
اليوم الرابع بدأ منزلنا يخلو من الناس شيئاً فشيئاً....
أحسست ان الأمر حقيقي وليس حلــــــــــــم ولا وهم
مثل ماهو بذاكرتي.......
لم أصــــــــــدق
....................
عادت ايامنا..
الصباح لاوجودلــ محمد
لظهر لاوجود لــــ محمد
العصر لاوجود لـــمحمد
المغرب لا وجود لـــ محمد
العشا لاوجود لـــــ محمد
على فراشـــه لاوجود له
بين اخواني بيننا لا وجود لمحمد غير ذكراه واسمه.........
لـــــــــــــــــــــــــكن
له وجود في كل مكان في المنزل ......
له وجود في قلوبنـــــــــا .........
له وجود في كل شيء بهذه الدنــــــــيا........
--------------
بعد مرور شهر..
أحسست بفقدانه..
حينها أطلقت العنان لأدمعي..
بدأت أسرح به..
أفكرفيه..
لايغيب عن ذاكرتي أبــــــــــــداً............
بدأت حزينه بعد أن كنت مرحه..
تغير حالي بفراق محــــــــــــــمــــــــــد
لم يعد لهذه الدنيا طعم بعدم وجوده فيها..
ومن يومها إلى يومي هذا وأنا بداخلي حزن لايعلمه إلا الله
أحس بالقهر بأني لم أبكِ من أول الصدمه..... لم استطع.......
لكن هذه الصدمة بقيت بداخلي لمدة 5 سنوات ولهذه السنه ولهذه اللحظة اللتي اكتب فيها
مدامعي تنحدر بمجرد تذكره........
كلٍ قضاه يموت مره ويرتاح... وأنا أموت ألفين مره علشانك
بفراقك يامحمدإنقلبت الموازين ..
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ياحرقة قلبي وقليب أمك عليك يامحمد
لكن مع هذا كله لابيدي إلا أن اقول........
اللهم إرحمه
اللهم إرحمه
واسكنه فسيح جناتك
اللهم اغفر له ووسع له في قبره
اللهم نور له قبره ......
اللهم إجمعنا وياه في الجنان الــــــعلى......
اللهم صبر قلب كل أم فقدت ابنها......
اللهم صبر قلوب محبـــــــــي محمد
من دفتر مذكراتي...
واللهم يرحم امواتنا وأموات المسلمين..