سعد بن حسين
08-31-2004, 06:56 PM
جـزاكم الله خـيراً ...!) (هـذه قضـية نطرحـها للمناقـشة لأهـميتها ( بشرط !!)
بشـرط .. مـن أراد أن يدخـل في النـقاش عـليه ابتـداء ،
أن يتجـرد من هـواه الشخـصي ..
علـيه ابتـداءً أن يضـع هـواه تحـت نعـل ، ويدوسـه بقـوه ..
ولا يسـمـح له بالحـركة ، ولا بالتنـفس ..!!
وعـليه أن يستـند إلى مـا لا نستطـيع رده بعيـداً عن الهـوى ..!!
= = = =
فـي بحـر أسـبوع أو يزيد قـليلاً ، اسمـع وأقـرأ عـجباً يتكـرر علـى لـسان
بعـض الطيـبين والطـيبات ..
يقـول هـؤلاء :
مـاذا يعـني أن يكـتب شخـص تعـقيبا علـى موضـوع قـرأه :
( جـزاك الله خـيراً ) .. هـل أفـاد أحـداً ؟ هـل أضـاف شـيئاً ؟
والمـعنى : أن هـذا عـمل لا جـدوى مـنه ،مـادام أنه لـم يضـف شـيئاً أ ولم ينفـع أحداً ..!!!!
سبحـاان الله ، ثم سبحـااان الله ..
قلـت لأحـدهم :
صـدق والله سلـفنا الصـالح حـين قـرروا أن :
دواء الجـهل السـؤال !!!
وقلـت لـه : لـو أنك سـألتَ لسـمعتَ جـواباً شـافياً ،
بدلا من أن تبنـي قـرارا وأحـكاماً على خـطأ ..
وكـل ما بني عـلى باطـل فـهو باطـل !!!
قـال : كـيف ؟ أرجـو أن توضـح ..
قـلتُ : ساوضـح .. ما فـي ذلك شـك ، ولكـني عـليك أن تحتـملني !!..
فقـد أوجـعك بكلامـي هـذا الـيوم ..!!
قـال : تفـضل ... معرفتـي بك تجعـلني أحـتمل كل ما سـتقول..
وثقـتي بك ، تجعـلني أتأمـل بعين مجـردة بعيدة عن الهـوى الشخـصي
كـل ما سـتقول ، لأني على ثقـة أنك لا تريد لـي وبي إلا الـخير ..
قلـت .. جـزاك الله خـير الجـزاء ..إذن جهـز نفسـك ..
أخـي الكـريم .. أنت بهـذا _ وبدون شعـور وبلا قصـد مـنك _
تكـون حـقرت ما عظـمه رسـول الله صـلى الله عليه وسلم ،
وقـللت ما كـثره ، واستـهنت بمـا أعـلى من شـأنه ..
صـاح : أعـووووووذ بالله .. كـيف هـذا بالله عـليك ..!!
قلـت : تأمـل الحـديث التالـي بتركـيز شـديد ..
( من صـنع إليه معـروف فقـال لفاعـله: جـزاك الله خـيرا،فقـد أبلـغ في الثنـاء" رواه الترمـذي
وفـي الحـديث الآخـر (مـن أسـدى إليكـم معـروفا فكـافئـوه، فـإن لم تجـدوا، فادعـوا له،
حـتى تعلـموا أن قـد كـافأتمـوه)!رواه أبو داود والنـسائي وابن حـبان
تأمـل هـاهـنا : أن قـول ( جـزاك الله خـيراً ) قامـت مقـام المكـافأة التـي عجـزنا _ اصـلاً _ عنـها !!
قـال : ولكـن يعـلم الله أننـي أقول ذلك فـي سـري ،وأدعـو للكـاتب بظـهر الغـيب ..
قـلت : وهـذا خـطأ آخـر ترتكـبه يا صاحـبي !!!
قـال : سبحـان الله .. كـيف ؟
قلـت : الحـديث واضـح أمـامك .. وضـوح الضحـى !!
يوجـهنا رسـول الله صلى الله علـيه وسلم ..أن نقـول للفاعـل فيسمـع ..!!
وفـي هـذا جملـة من الفـوائد التربوية لا تخـفى على اللبـيب المتـأمل ..
قـال : أما هـذه فنعـم .. فـرب كلـمة ثناء وتشجـيع تكـون
ســبباً في تحـريك هـمة إنسـان ، أو دفعه لمـزيد من العطـاء ،
أو تشجـيعه على مـزيد من الإتقـان .. صـدقت والله ..
قـلت : لـو أنك تأمـلت جمـلة من الأحـاديث التي تتمحـور
حـول مثل هذه القـضية ، فـإننا نجد رسول الله صـلى الله عليه وسلم
يدفعـنا إلى أن نعـبر عن مشـاعـرنا تجـاه الطـرف الآخـر ،
ومـا ينطـق عن الهـوى إن هـو إلا وحـي يوحـى ،
فقـد أدرك صلـى الله عليه وسلم أن هـذا ( التصـريح )
سيثمـر فـوائد كـثيرة .. منـها على سـبيل المـثال ..
حـين علّـمنا أن نقـول لمـن أحـببناه فـي الله .. أنـي أحـبك فـي الله ..
فيسمـعها فينشـرح ويُسـر ..!!وهكـذا الحـال هـاهنا ..
لم يشـأ رسـول الله صلى الله عليه وسـلم أن نحتـفظ بالدعـاء
لهـذا الإنستان في سرنا وبظتهر الغيب فحـسب ،وإن كـان هـذا مطـلوب أيضا ..
ولكـن مـما لا شـك فيه أن متثل هذه الكـلمات تزيد روابـط الألفـة والمحـبة ..
قـال : صدقـت .. هذا حـق ..
قلت:دعـني أواصـل الرحـلة معـك ..
ألسـت حريصـاً على أن تشـارك فاعـل الخـير في الأجـر الذي يكـسبه .؟
قـال : أظـنك تشـير إلى الحديث الشـريف " الـدال على الخـير كـفاعله ".
قـلت : هـو ذاك .. حـين يكـتب إنسـان كلمـة طيـبة نافعة ، قـد يقـرأها كـثيرون
فينتفعـون بها ، وقد ينفعـون هـم من وراءهم وهـكذا تتسـع الـدائرة ..
فيكـسب هو حسـنات مضاعفـة لا يحـسب لهـا حـساباً ، بسبـب انتفاعـهم
بما فتـح الله به عـلى قلـبه ..
أنت تستطـيع وبكل يسـر ، ومنتهـى السهـولة ، أن تأخـذ :
( نسخـة طبق الأصـل ) من حـسنات ذلك الكـاتب !!!
فتشـاركه فـيها ..مع أنك لـم تبذل جهـداً كـبيراً ..
قـال : هـذا شـيء راائـع والله .. ولكـن ما دخـل هـذا بموضـوعنا ؟
قلـت : حـين ينزل الموضـوع إلـى الأسـفل ، أو تطـويه الصفـحة التـالية ،
فتـبادر أنت إلى رفعـه بكـلمة ( جـزاك الله خـيراً ) فقـط ..
فلعـل البعـض لم يلتفـت إليه من قبـل ،
وبسـبب رفعـك له يقـرأونه فينتفعـون به !!
أو لعـل زوارا جـددا أو أخـوة غـابوا لفـترة ، لـم يروا الموضـوع فبرفـعك إياه
تكـون قد قدمـت لهـم ( طـبقاً شهـياً ) تقـع أعـينهم ابتـداءً عـليه ، فينتفعـون به ،
وبهـذا تكـون قد شـاركت الكـاتب الأجـر ، بدون أي جـهد يذكـر !!
قـال : راائـع والله .. كـيف فـاتتني هـذه ..
قـلت : أخـي الكـريم ..للأسـف الشـديد أن كـثيرين من أخـواننا وأخـواتنا
يستهـينون بما يجلـب لهم حـسنات جديدة يضيـفونها إلى رصـيدهم بجـهد قـليل ،
وكـأن الواحـد منهم قد أمـسى مستغـنياً عن حسـنات تأتيه من هـذا الطريق !!!!!
قـال : سبحـان الله .. كـيف يتلاعـب الشيطـان بالإنسـان من حيث لا يشـعر ..
ويقطـع عنه خـيرا وفـيراً بألف عـذر وعـذر ..
قلـت : وأزيدك من الشـعر بيـتاً ..
أســألك : أليـس قـول ( جـزاك الله خيـراً ) حـسنة ..
قـال : بلى .. ما فـي ذلك شـك
قلـت : هذه واحـدة .. وأليـس نيتك بقـول هذه الكلـمة أن ترفـع موضـوعا
لعـل إنسـان ينتفـع به ، هـذه النية أليسـت حـسنة ؟
قـال : بلـى والله ..
قلـت : هـذه الثانية .. وأليـس قـولك هـذه الكلـمة بنية إدخـال السـرور
إلى قلـب الطـرف الآخـر ، أليسـت هـذه النية حـسنة أيضاً ؟
قـال : بلـى والله ..
قـلت : وهـذه الثالثـة . وأستطـيع أن أشـقق لك رابعـة وخـامسة ..
ولكـني أكتفـي بهذه الحـسنات الثـلاث _ والحـسنة بعـشر أمـثالها ..
فلمـاذا تحـرم نفسـك من إضـافة حسـنات جديدة إلى رصـيدك بمـثل هذه الكـلمة ؟
قـال : لا جـوااب عـندي ..ما تقـوله حـق رغـم أنف الهـوى !!!
قلـت : بل أقـول لك شـيئا عجـيبا وخطـيراً ..
أتدري لعلـك بقـول هذه الكـلمة فقـط تكـسب حسـنات كـما رأينا ،
وفي المـقابل لا تكـسب أية حـسنة حـين تكتب
( إضـافة جـديدة )علـى الموضـوع !!
قـال : سبحـاان الله .. وكـيف هذا ؟
قلـت : حـين يكـون همـك أن تكتب إضـافة جـديدة ، ليقـال عـنك :
كـذا وكـذا !!! فقـد مضـيت بأجـرك !!!
وحـين يقول غـيرك فقـط ( جـزاك الله خـيرا ) وليـس في ذهـنه إلا
أن يقـول ( جـزاك الله خيرا ) فهـو أفضـل منك فـي هـذه الحـالة !!!
قـال : سبحـان الله .. مـاذا يفعـل الجهـل بأهـله ..!
تجـد أحـياناً في بعـض المنتـديات أن عـدد (( الـردود )) تصـل إلى مـئات ...
ناهـيك عن عـدد الـزوار للموضـوع الـذي قد يصـل إلـى رقـم خـرافـي !!!
فتجـد نفسـك ( أنا وأنت وهـو وهـي ) مشـدوداً إلـى هذا المـوضوع بعـينه ،
علـى الأقـل مـن باب حـب الاستطـلاع ، فـإذا دخـلت لتقـرأ لم تجـده شـيئاً ،
وانه لا يستـحق كـل هـذا ، إن لـم يكـن تافـهاً أصـلاً ..!!
وللأسـف الشـديد .. فـي المقـابل ..
تجـد الموضـوع الـرائع والطيـب والنافـع والمفـيد ، يزروه عـشرات
ولا يكـلف أكـثر هـؤلاء أن يقـول كلمـة طـيبة ولـو ( جـزاك الله خـيراً )
علـى الأقـل تحقـيقا لهـذا القـانون ، مـن أجـل تدور العجـلة فيعمـل عمـله
مـع آخـرين وآخـرين ، فـيؤتي المـقال ثمـراته ، ويعـطي بركـاته بإذن الله ..
للأسـف الشـديد أن هـؤلاء _ خـاصة الذين ستهـينون بقـول :
( جـزاك الله خـيراً ) ولا يرونها تجـدي ، وأنهـم لابد أن يضـيفوا جـديداً وإلا فـلا داعـي للتعـقيب !!
تركـيزي علـى هـؤلاء خـاصة ..
أمـا إنسـان لم يقـرأ الموضـوع اصـلا .. فـلا كـلام لنا مـعه ،
أو إنسـان لم يجـد الوقـت حتـى ليكتـب كلـمة عـبرة ..
نعـم .. لو اسـتطعت أن تضـيف شـيئا على الموضـوع تعـزيزا لفكـرته ،
أو توضـيحاً أو تنبـيها ، أو تصـحيحا ، فـبادر ..
وإن لـم تستطـع فأضعـف الإيمـان أن تقـول للمحـسن : أحـسنت ..
وتدعـو له ولـو بقـول ( جـزاك الله خـيرا ) ..أمـا أن نسـتهين بمـثل هـذا ، فهـاهـنا الكـارثة ..
ونحـن نبخـل بأن نقـول للمحـسن ( جـزاك الله خـيراً ..
فندعـو له والحـقيقة أننا ندعـو لأنفـسنا ...!
ففـي الحـديث الشـريف ..أنك حـين تدعـو لأخـيك يقـول المـلك : ولك بمثـل ما دعـوت ..
فأنـت حـين تبخـل بالدعـاء لأخـيك ، إنمـا تبخـل عـلى نفسـك ..!!!
ومـن يدري مـاذا يمكـن أن تثمـر كلـمتك لإنسـان ، من تحـريك هـمة ،
ودفـع إلى نشـر خير ، وحـرص على تقـديم فائدة ،
وتكـون أدخـلت السـرور علـى قـلبه ، وربمـا متابعـتك العـابرة هـذه يكـون لـها بالـغ الثر عـليه ولـو بعـد حين ..
معـذرة علـى الإطـالة ..
ولكـني أحـببت أن أغـطي الموضـوع من كـل جـوانبه ..
قـال : ولقـد أعـانك الله .,. وأحـسب أنك لـم تبق شـيئاً ..
وجـزاك الله عـني خـير الجـزاء ..
وبالله التوفيق...
بشـرط .. مـن أراد أن يدخـل في النـقاش عـليه ابتـداء ،
أن يتجـرد من هـواه الشخـصي ..
علـيه ابتـداءً أن يضـع هـواه تحـت نعـل ، ويدوسـه بقـوه ..
ولا يسـمـح له بالحـركة ، ولا بالتنـفس ..!!
وعـليه أن يستـند إلى مـا لا نستطـيع رده بعيـداً عن الهـوى ..!!
= = = =
فـي بحـر أسـبوع أو يزيد قـليلاً ، اسمـع وأقـرأ عـجباً يتكـرر علـى لـسان
بعـض الطيـبين والطـيبات ..
يقـول هـؤلاء :
مـاذا يعـني أن يكـتب شخـص تعـقيبا علـى موضـوع قـرأه :
( جـزاك الله خـيراً ) .. هـل أفـاد أحـداً ؟ هـل أضـاف شـيئاً ؟
والمـعنى : أن هـذا عـمل لا جـدوى مـنه ،مـادام أنه لـم يضـف شـيئاً أ ولم ينفـع أحداً ..!!!!
سبحـاان الله ، ثم سبحـااان الله ..
قلـت لأحـدهم :
صـدق والله سلـفنا الصـالح حـين قـرروا أن :
دواء الجـهل السـؤال !!!
وقلـت لـه : لـو أنك سـألتَ لسـمعتَ جـواباً شـافياً ،
بدلا من أن تبنـي قـرارا وأحـكاماً على خـطأ ..
وكـل ما بني عـلى باطـل فـهو باطـل !!!
قـال : كـيف ؟ أرجـو أن توضـح ..
قـلتُ : ساوضـح .. ما فـي ذلك شـك ، ولكـني عـليك أن تحتـملني !!..
فقـد أوجـعك بكلامـي هـذا الـيوم ..!!
قـال : تفـضل ... معرفتـي بك تجعـلني أحـتمل كل ما سـتقول..
وثقـتي بك ، تجعـلني أتأمـل بعين مجـردة بعيدة عن الهـوى الشخـصي
كـل ما سـتقول ، لأني على ثقـة أنك لا تريد لـي وبي إلا الـخير ..
قلـت .. جـزاك الله خـير الجـزاء ..إذن جهـز نفسـك ..
أخـي الكـريم .. أنت بهـذا _ وبدون شعـور وبلا قصـد مـنك _
تكـون حـقرت ما عظـمه رسـول الله صـلى الله عليه وسلم ،
وقـللت ما كـثره ، واستـهنت بمـا أعـلى من شـأنه ..
صـاح : أعـووووووذ بالله .. كـيف هـذا بالله عـليك ..!!
قلـت : تأمـل الحـديث التالـي بتركـيز شـديد ..
( من صـنع إليه معـروف فقـال لفاعـله: جـزاك الله خـيرا،فقـد أبلـغ في الثنـاء" رواه الترمـذي
وفـي الحـديث الآخـر (مـن أسـدى إليكـم معـروفا فكـافئـوه، فـإن لم تجـدوا، فادعـوا له،
حـتى تعلـموا أن قـد كـافأتمـوه)!رواه أبو داود والنـسائي وابن حـبان
تأمـل هـاهـنا : أن قـول ( جـزاك الله خـيراً ) قامـت مقـام المكـافأة التـي عجـزنا _ اصـلاً _ عنـها !!
قـال : ولكـن يعـلم الله أننـي أقول ذلك فـي سـري ،وأدعـو للكـاتب بظـهر الغـيب ..
قـلت : وهـذا خـطأ آخـر ترتكـبه يا صاحـبي !!!
قـال : سبحـان الله .. كـيف ؟
قلـت : الحـديث واضـح أمـامك .. وضـوح الضحـى !!
يوجـهنا رسـول الله صلى الله علـيه وسلم ..أن نقـول للفاعـل فيسمـع ..!!
وفـي هـذا جملـة من الفـوائد التربوية لا تخـفى على اللبـيب المتـأمل ..
قـال : أما هـذه فنعـم .. فـرب كلـمة ثناء وتشجـيع تكـون
ســبباً في تحـريك هـمة إنسـان ، أو دفعه لمـزيد من العطـاء ،
أو تشجـيعه على مـزيد من الإتقـان .. صـدقت والله ..
قـلت : لـو أنك تأمـلت جمـلة من الأحـاديث التي تتمحـور
حـول مثل هذه القـضية ، فـإننا نجد رسول الله صـلى الله عليه وسلم
يدفعـنا إلى أن نعـبر عن مشـاعـرنا تجـاه الطـرف الآخـر ،
ومـا ينطـق عن الهـوى إن هـو إلا وحـي يوحـى ،
فقـد أدرك صلـى الله عليه وسلم أن هـذا ( التصـريح )
سيثمـر فـوائد كـثيرة .. منـها على سـبيل المـثال ..
حـين علّـمنا أن نقـول لمـن أحـببناه فـي الله .. أنـي أحـبك فـي الله ..
فيسمـعها فينشـرح ويُسـر ..!!وهكـذا الحـال هـاهنا ..
لم يشـأ رسـول الله صلى الله عليه وسـلم أن نحتـفظ بالدعـاء
لهـذا الإنستان في سرنا وبظتهر الغيب فحـسب ،وإن كـان هـذا مطـلوب أيضا ..
ولكـن مـما لا شـك فيه أن متثل هذه الكـلمات تزيد روابـط الألفـة والمحـبة ..
قـال : صدقـت .. هذا حـق ..
قلت:دعـني أواصـل الرحـلة معـك ..
ألسـت حريصـاً على أن تشـارك فاعـل الخـير في الأجـر الذي يكـسبه .؟
قـال : أظـنك تشـير إلى الحديث الشـريف " الـدال على الخـير كـفاعله ".
قـلت : هـو ذاك .. حـين يكـتب إنسـان كلمـة طيـبة نافعة ، قـد يقـرأها كـثيرون
فينتفعـون بها ، وقد ينفعـون هـم من وراءهم وهـكذا تتسـع الـدائرة ..
فيكـسب هو حسـنات مضاعفـة لا يحـسب لهـا حـساباً ، بسبـب انتفاعـهم
بما فتـح الله به عـلى قلـبه ..
أنت تستطـيع وبكل يسـر ، ومنتهـى السهـولة ، أن تأخـذ :
( نسخـة طبق الأصـل ) من حـسنات ذلك الكـاتب !!!
فتشـاركه فـيها ..مع أنك لـم تبذل جهـداً كـبيراً ..
قـال : هـذا شـيء راائـع والله .. ولكـن ما دخـل هـذا بموضـوعنا ؟
قلـت : حـين ينزل الموضـوع إلـى الأسـفل ، أو تطـويه الصفـحة التـالية ،
فتـبادر أنت إلى رفعـه بكـلمة ( جـزاك الله خـيراً ) فقـط ..
فلعـل البعـض لم يلتفـت إليه من قبـل ،
وبسـبب رفعـك له يقـرأونه فينتفعـون به !!
أو لعـل زوارا جـددا أو أخـوة غـابوا لفـترة ، لـم يروا الموضـوع فبرفـعك إياه
تكـون قد قدمـت لهـم ( طـبقاً شهـياً ) تقـع أعـينهم ابتـداءً عـليه ، فينتفعـون به ،
وبهـذا تكـون قد شـاركت الكـاتب الأجـر ، بدون أي جـهد يذكـر !!
قـال : راائـع والله .. كـيف فـاتتني هـذه ..
قـلت : أخـي الكـريم ..للأسـف الشـديد أن كـثيرين من أخـواننا وأخـواتنا
يستهـينون بما يجلـب لهم حـسنات جديدة يضيـفونها إلى رصـيدهم بجـهد قـليل ،
وكـأن الواحـد منهم قد أمـسى مستغـنياً عن حسـنات تأتيه من هـذا الطريق !!!!!
قـال : سبحـان الله .. كـيف يتلاعـب الشيطـان بالإنسـان من حيث لا يشـعر ..
ويقطـع عنه خـيرا وفـيراً بألف عـذر وعـذر ..
قلـت : وأزيدك من الشـعر بيـتاً ..
أســألك : أليـس قـول ( جـزاك الله خيـراً ) حـسنة ..
قـال : بلى .. ما فـي ذلك شـك
قلـت : هذه واحـدة .. وأليـس نيتك بقـول هذه الكلـمة أن ترفـع موضـوعا
لعـل إنسـان ينتفـع به ، هـذه النية أليسـت حـسنة ؟
قـال : بلـى والله ..
قلـت : هـذه الثانية .. وأليـس قـولك هـذه الكلـمة بنية إدخـال السـرور
إلى قلـب الطـرف الآخـر ، أليسـت هـذه النية حـسنة أيضاً ؟
قـال : بلـى والله ..
قـلت : وهـذه الثالثـة . وأستطـيع أن أشـقق لك رابعـة وخـامسة ..
ولكـني أكتفـي بهذه الحـسنات الثـلاث _ والحـسنة بعـشر أمـثالها ..
فلمـاذا تحـرم نفسـك من إضـافة حسـنات جديدة إلى رصـيدك بمـثل هذه الكـلمة ؟
قـال : لا جـوااب عـندي ..ما تقـوله حـق رغـم أنف الهـوى !!!
قلـت : بل أقـول لك شـيئا عجـيبا وخطـيراً ..
أتدري لعلـك بقـول هذه الكـلمة فقـط تكـسب حسـنات كـما رأينا ،
وفي المـقابل لا تكـسب أية حـسنة حـين تكتب
( إضـافة جـديدة )علـى الموضـوع !!
قـال : سبحـاان الله .. وكـيف هذا ؟
قلـت : حـين يكـون همـك أن تكتب إضـافة جـديدة ، ليقـال عـنك :
كـذا وكـذا !!! فقـد مضـيت بأجـرك !!!
وحـين يقول غـيرك فقـط ( جـزاك الله خـيرا ) وليـس في ذهـنه إلا
أن يقـول ( جـزاك الله خيرا ) فهـو أفضـل منك فـي هـذه الحـالة !!!
قـال : سبحـان الله .. مـاذا يفعـل الجهـل بأهـله ..!
تجـد أحـياناً في بعـض المنتـديات أن عـدد (( الـردود )) تصـل إلى مـئات ...
ناهـيك عن عـدد الـزوار للموضـوع الـذي قد يصـل إلـى رقـم خـرافـي !!!
فتجـد نفسـك ( أنا وأنت وهـو وهـي ) مشـدوداً إلـى هذا المـوضوع بعـينه ،
علـى الأقـل مـن باب حـب الاستطـلاع ، فـإذا دخـلت لتقـرأ لم تجـده شـيئاً ،
وانه لا يستـحق كـل هـذا ، إن لـم يكـن تافـهاً أصـلاً ..!!
وللأسـف الشـديد .. فـي المقـابل ..
تجـد الموضـوع الـرائع والطيـب والنافـع والمفـيد ، يزروه عـشرات
ولا يكـلف أكـثر هـؤلاء أن يقـول كلمـة طـيبة ولـو ( جـزاك الله خـيراً )
علـى الأقـل تحقـيقا لهـذا القـانون ، مـن أجـل تدور العجـلة فيعمـل عمـله
مـع آخـرين وآخـرين ، فـيؤتي المـقال ثمـراته ، ويعـطي بركـاته بإذن الله ..
للأسـف الشـديد أن هـؤلاء _ خـاصة الذين ستهـينون بقـول :
( جـزاك الله خـيراً ) ولا يرونها تجـدي ، وأنهـم لابد أن يضـيفوا جـديداً وإلا فـلا داعـي للتعـقيب !!
تركـيزي علـى هـؤلاء خـاصة ..
أمـا إنسـان لم يقـرأ الموضـوع اصـلا .. فـلا كـلام لنا مـعه ،
أو إنسـان لم يجـد الوقـت حتـى ليكتـب كلـمة عـبرة ..
نعـم .. لو اسـتطعت أن تضـيف شـيئا على الموضـوع تعـزيزا لفكـرته ،
أو توضـيحاً أو تنبـيها ، أو تصـحيحا ، فـبادر ..
وإن لـم تستطـع فأضعـف الإيمـان أن تقـول للمحـسن : أحـسنت ..
وتدعـو له ولـو بقـول ( جـزاك الله خـيرا ) ..أمـا أن نسـتهين بمـثل هـذا ، فهـاهـنا الكـارثة ..
ونحـن نبخـل بأن نقـول للمحـسن ( جـزاك الله خـيراً ..
فندعـو له والحـقيقة أننا ندعـو لأنفـسنا ...!
ففـي الحـديث الشـريف ..أنك حـين تدعـو لأخـيك يقـول المـلك : ولك بمثـل ما دعـوت ..
فأنـت حـين تبخـل بالدعـاء لأخـيك ، إنمـا تبخـل عـلى نفسـك ..!!!
ومـن يدري مـاذا يمكـن أن تثمـر كلـمتك لإنسـان ، من تحـريك هـمة ،
ودفـع إلى نشـر خير ، وحـرص على تقـديم فائدة ،
وتكـون أدخـلت السـرور علـى قـلبه ، وربمـا متابعـتك العـابرة هـذه يكـون لـها بالـغ الثر عـليه ولـو بعـد حين ..
معـذرة علـى الإطـالة ..
ولكـني أحـببت أن أغـطي الموضـوع من كـل جـوانبه ..
قـال : ولقـد أعـانك الله .,. وأحـسب أنك لـم تبق شـيئاً ..
وجـزاك الله عـني خـير الجـزاء ..
وبالله التوفيق...