الalwaafiـوافي
04-30-2004, 08:37 PM
نارك وجنتك بين جنبيك.. نارك وجنتك فيما تختار وما تعجل إليه من أقوال وأفعال وما تبادر اليه من
عمل وما تمتد اليه يدك من حلال وحرام...
يدك هي التي تحفر بها قبرك وتصنع بها مصيرك ولسانك هو الذي يهوي بك الي الهاوية او يصعد بك الي أعلي عليين.. انت ما تقول وانت ما تفعل...
انظر ماذا تفعل تعلم مسكنك وتشهد قيامتك قبل قيامتك وتعلم ساعتك قبل ساعتك قال لي شيطاني مستنكرا:
وأين أنت من قيامتك واين انت من ساعتك.. هذا الوسواس الشؤم الذي تصحو وتبيت فيه.. انظر حولك يافتي... انت مازلت في الدنيا.. اقطف زهرتها وانعم بلذاتها وامامك فرص التوبة ممتدة بطول عمرك... وانت ما عشت فأنت في رعاية التواب الغفار قابل التوب وغافر الذنب... لا تعقد امورك واضحك للأيام تضحك لك.
قلت وأنا اتحسب كل كلمة..
تضحك لي أو تضحك علي يا لعين... ومن أدراني ان ما أقول الآن هو آخر أقوالي وما أفعل الآن هو ختام أفعالي وأني ميت اليوم ومن مات فقد قامت قيامته وبدأت ساعته.
قال شيطاني... أعوذ بالله من غضب الله...
ما هذا الكابوس الذي تعيش فيه, حياة كالموت وموت كالحياة, لم يبق إلا أن تصنع لنفسك تابوتا وتنسج لك كفنا تتمدد فيه.. أين أنت من هذا اليوم يارجل.
قلت:
ومن يدريني أن بعد اليوم بعد.
قال شيطاني.
هل أقمت من نفسك قابضا للأرواح وفالقـا للاصبــاح أم أنك المتنبي الذي لا تخيب له نبوءة... الزم غرزك يا رجل ما أنت إلا عبد من عباد الله.. عش يومك كأنك تعيش أبدا...
قلت:
ما قالوها هكذا يالئيم.. بل قالوا... اعمل لدنياك كانك تعيش أبدا واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا... أرأيت كيف تقلب كل الحقائق...
قال شيطاني:
إنما اردت لك الحياة وأردت انت لنفسك الموت.. ومرادي كان دائما مصلحتك.
قلت:
بل موت النفوس كان مرادك وهلاكها في الجحيم كان شغلك الشاغل وهمك المقيم ياسمسار الجحيم.
هل كنت أكلم أحدا؟... أم كان يكلمني أحد هل كان حوارا بحق... ام كان خيالا.. اتخيله.
إن حديث النفس حقيقة لاشك فيها... وهو نوع من الاعجاز الرباني... فهو حديث داخلي لايسمعه غيرك ولا يطلع عليه سواك.. ولا يستطيع اي جهاز الكتروني بشري ان يسجله عليك... والنفس فيه طرف.. والطرف الآخر يمكن ان يكون النفس ذاتها... ويمكن ان يكون الشيطان.. وابراهيم الكليم ابو الانبياء كلمه ربه.. وهكذا ترتفع المكالمة لكل نفس علي حسب قدرها ومستواها.
يقول ربنا مكلما موسي في سورة الأعراف الآية(144) قال ياموسي إني اصطفيتك علي الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما اتيتك وكن من الشاكرين[ الأعراف:144]
وحينما تكون وساوس النفس من المستوي الشيطاني.. يمكن ان يكون الشيطان طرفا في الحديث.. وحينما ترتفع النفس الي المستوي الملائكي.. يمكن ان يكون القرين المتحدث ملائكيا.. وكلما ارتفع مستوي الحديث ارتفع مستوي المتحادثين.
وللغيب علومه كما ان للفيزياء علومها وللذرة علومها وللنفس علومها.
والشيطان حقيقة وليس شخصية روائية خيالية من بنات خيال المؤلفين.
وفي آخر الزمان حينما تقوم القيامة سوف يعترف الشيطان بما فعل بضحاياه أمام الملأ وأمام الحشر المجتمع من كل الخلائق. وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي
إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب اليم[ إبراهيم:22].
وهكذا ينزل ستار الختام علي الدراما الكبري للوجود التي استغرقت اجيالا وقرونا من آدم اول الخلق الي الخاتم محمد بن عبد الله آخر الرسل عليه الصلاة والسلام... في كلمات هائلة تتصدع لها القلوب ومشهد جامع يشيب لهوله الولدان.
وسوف نري الشيطان ساعتها وهو يتكلم في قلب الجحيم وسوف نسمع آخر كلماته.
إن الظالمين لهم عذاب اليم.
إن الشيطان حقيقة وليس أسطورة.
والنار حق
والعذاب حق.
إنها ليست أوبرا يا سادة..يصفق بعدها الحضور وتنزل الستار... كما يتصور الاوروبيون المتحضرون عشاق الفن.
والأمر ليس كما تصوره الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران في حديث تليفزيوني أجاب فيه علي المذيع الذي سأله.. ماذا تقول لله حينما تراه يا سيادة الرئيس.... فأجاب ميتران:
سوف أقول له..SORRY
هكذا قال الرئيس ميتران في بساطة فرنسية.
ولا أظن أن الرئيس ميتران سوف يري الله... ولا أظنه سوف يقوي علي مكالمته.
ولا أظنه سوف يجتمع له رشد أمام ذلك المشهد الرهيب او يبقي فيه لب لينطق.
وكان آخر ما شهدت من الرئيس ميتران مشهدا لا أنساه ايام حرب الابادة التي أعلنها الصرب علي مسلمي البوسنة.
رأيته وقد جاء مسرعا من فرنسا ليري بعينيه مصارع المسلمين في الأرض الأوروبية... ووقف يتلفت حوله في ثقة واعتداد.
اخيرا جاء يوم الطرد النهائي للمسلمين من الأرض الأوروبية.
هكذا نطقت عيناه... وإن لم تنطق شفتاه.
وقلت له في نفسي ساعتها.
بل لم تنته القصة بعد يا سيادة الرئيس.
وقد انتهت حياة ميتران ومات بالسرطان.
ولم تنته القصة بل تعددت فصولا.. فشاهدنا لها فصلا ثانيا في حرب كوسوفا ثم فصلا ثالثا في حرب الشيشان تخوضها روسيا بتمويل أمريكي ومساندة إسرائيلية وسكوت اوروبي. والحرب معلنة علي المسلمين في كل مكان هذه الأيام.
وللشيطان أعوان من شياطين الإنس بلا عدد.
ولله شهداء يختارهم كل يوم ليزين صدورهم بأوسمة البطولة.
والحرب مستمرة... وسوف تتعدد فصولها الي آخر الزمان... حينما ينزل ستار الختام.. وتعلن الحقائق في مشهد جامع هو يوم القيامة.
وأعترف بأني شديد الفضول لرؤية السيد ميتران ساعتها... شديد الفضول لما سيقول... هل سيقول لرب العالمينSORRY.. كما زعم في حديثه الكوميدي في التليفزيون.
ليرحمنا الله جميعا...
فهذا مشهد يشق علي الجبابرة...
فما بال الضعفاء امثالنا.
وما زلت أعجب كيف قالها... بهذه البساطة الفرنسية.
إنه قطعا لم يتصور انه يتحدث عن واقع سيقع... ولم يخطر بباله أبدا انه سوف يحدث كما تروي الكتب الدينية.
والأوروبي العادي يفتح فمه في دهشة اذا قلت له انه سوف يقوم من الموت ليقف بين يدي الله.. رب العالمين... ولو انه ايقن بذلك وأمن به.. لما كان هناك استعمار... ولما كانت هناك تلك المجازر البشعة والإبادة المنظمة التي زاولها الرجل الابيض في حروبه مع السود في أفريقيا وآسيا ومع المسلمين في كل مكان..
وإنما الظلم كان يملأ صفحات التاريخ ليقين الظالمين بأنه لا قيام بعد الموت ولاحساب ولا مساءلة.
والكبـار كلهم ظنوا انهم لا يموتون ولا يحاسبون.. والذين خطر لهم أنهم يمكن ان يموتوا كان يقينهم ان الله سيبعثهم ملوكا.. وان جنة الآخرة لهم... كما كانت جنة الدنيا لهم..
وشيطانهم صنع لهم ذلك الوهم واقنعهم به.
وكان قدماء المصريين أكثر من آمن بالبعث والحساب والميزان. ولهذا كان المصريون أكثر الشعوب إنسانية.
إنه إفك قديم قدم التاريخ حكاية انكار الناس للبعث.
وأكثر الشعوب تقدما وأقواها بأسا كانت أكثرها كفرا... وهكذا كان ظن جاجارين حينما خرج من جو الأرض الي الفضاء... بلا نهاية... لا وجود لأحد هنا غيري... ولم أجد الله.. وحيثما أتلفت لا اجد إلها... لا أحد سواي... ورددت ابواق الإذاعة الشيوعية في موسكو لفورها... ان جاجارين جاء بالخبر اليقين وانه لم يجد إلها في السماوات.
هل تصور جاجارين انه سيجد الله في شرف استقباله وان موسيقي الملائكة سوف تعزف له السلام الملكي.
وقد مات جاجارين بعد ذلك بشهور في حادث تصادم.. ليس في الفضاء.. ولكن في الأرض... وفي أزقة موسكو كأي كلب ضـــال... ورأي ســــاعتها ما كان ينكره... ولكن بعد فوات الأوان بعد ان أصاب لسانه الخرس وتوقف قلبه عن الخفقان..ودفن مع سره في ظلام النسيان.
وسيظل ما بعد الموت طلاسم وظنونا وغيوبا مغيبة ولن يكشف السر الا بعد ان يغلق الباب الدائري خلف كل مرتحل ويستحيل التواصل بينه وبين أحد من الأحياء.. وفي ظلام الوحدة المطلقة سوف تتجلي له الحقيقة وسوف يري كل شئ... وساعتها لن ينفع الندم... فكتاب الأعمال أغلق... وحياته انتهت... وما بقي سوف تتقطع له نياط القلوب.
والويل لمن لا يفهم.
ان الله موجود, ليس لأن المسلمين يؤمنون بوجوده ولكن لأنه حقيقة مطلقة ازلية لا معني لأي شئ بدونها.
الله هو سر الجمال والرحمة والمودة والحرية والحياة وأسماؤه الحسني مطبوعة علي الوردة وعلي إشراقة الفجر وعلي ابتسامة الوليد وعلي إطلالة الربيع وعلي كفتي الميزان وعلي صولجان الحكم.. فهو العدل الحكم... وبدونه يستحيل العدل وتستحيل الرحمة وينطمس الكون ويظلم فهو نور السموات والأرض.
وهو الذي يمسك السماوات والأرض ان تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده..
إن الدين يبدأ به.. والفلسفة تنتهي اليه... والعقل يتوقف عنده... فلا كيف ولاكم ولااين ولامتي!!!
وإنما... هو..
ولا إله إلا هو...
ولايملك العقل الا السجود.. ولا تملك العين الا البكاء ندما.
رفعت الأقلام وجفت الصحف.
اسألوا لنا ولأنفسكم الرحمة...
والتمسوا لنا ولأنفسكم النجاة.
لم يبق إلا التوسل...
تحياتي للجميع
عمل وما تمتد اليه يدك من حلال وحرام...
يدك هي التي تحفر بها قبرك وتصنع بها مصيرك ولسانك هو الذي يهوي بك الي الهاوية او يصعد بك الي أعلي عليين.. انت ما تقول وانت ما تفعل...
انظر ماذا تفعل تعلم مسكنك وتشهد قيامتك قبل قيامتك وتعلم ساعتك قبل ساعتك قال لي شيطاني مستنكرا:
وأين أنت من قيامتك واين انت من ساعتك.. هذا الوسواس الشؤم الذي تصحو وتبيت فيه.. انظر حولك يافتي... انت مازلت في الدنيا.. اقطف زهرتها وانعم بلذاتها وامامك فرص التوبة ممتدة بطول عمرك... وانت ما عشت فأنت في رعاية التواب الغفار قابل التوب وغافر الذنب... لا تعقد امورك واضحك للأيام تضحك لك.
قلت وأنا اتحسب كل كلمة..
تضحك لي أو تضحك علي يا لعين... ومن أدراني ان ما أقول الآن هو آخر أقوالي وما أفعل الآن هو ختام أفعالي وأني ميت اليوم ومن مات فقد قامت قيامته وبدأت ساعته.
قال شيطاني... أعوذ بالله من غضب الله...
ما هذا الكابوس الذي تعيش فيه, حياة كالموت وموت كالحياة, لم يبق إلا أن تصنع لنفسك تابوتا وتنسج لك كفنا تتمدد فيه.. أين أنت من هذا اليوم يارجل.
قلت:
ومن يدريني أن بعد اليوم بعد.
قال شيطاني.
هل أقمت من نفسك قابضا للأرواح وفالقـا للاصبــاح أم أنك المتنبي الذي لا تخيب له نبوءة... الزم غرزك يا رجل ما أنت إلا عبد من عباد الله.. عش يومك كأنك تعيش أبدا...
قلت:
ما قالوها هكذا يالئيم.. بل قالوا... اعمل لدنياك كانك تعيش أبدا واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا... أرأيت كيف تقلب كل الحقائق...
قال شيطاني:
إنما اردت لك الحياة وأردت انت لنفسك الموت.. ومرادي كان دائما مصلحتك.
قلت:
بل موت النفوس كان مرادك وهلاكها في الجحيم كان شغلك الشاغل وهمك المقيم ياسمسار الجحيم.
هل كنت أكلم أحدا؟... أم كان يكلمني أحد هل كان حوارا بحق... ام كان خيالا.. اتخيله.
إن حديث النفس حقيقة لاشك فيها... وهو نوع من الاعجاز الرباني... فهو حديث داخلي لايسمعه غيرك ولا يطلع عليه سواك.. ولا يستطيع اي جهاز الكتروني بشري ان يسجله عليك... والنفس فيه طرف.. والطرف الآخر يمكن ان يكون النفس ذاتها... ويمكن ان يكون الشيطان.. وابراهيم الكليم ابو الانبياء كلمه ربه.. وهكذا ترتفع المكالمة لكل نفس علي حسب قدرها ومستواها.
يقول ربنا مكلما موسي في سورة الأعراف الآية(144) قال ياموسي إني اصطفيتك علي الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما اتيتك وكن من الشاكرين[ الأعراف:144]
وحينما تكون وساوس النفس من المستوي الشيطاني.. يمكن ان يكون الشيطان طرفا في الحديث.. وحينما ترتفع النفس الي المستوي الملائكي.. يمكن ان يكون القرين المتحدث ملائكيا.. وكلما ارتفع مستوي الحديث ارتفع مستوي المتحادثين.
وللغيب علومه كما ان للفيزياء علومها وللذرة علومها وللنفس علومها.
والشيطان حقيقة وليس شخصية روائية خيالية من بنات خيال المؤلفين.
وفي آخر الزمان حينما تقوم القيامة سوف يعترف الشيطان بما فعل بضحاياه أمام الملأ وأمام الحشر المجتمع من كل الخلائق. وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي
إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب اليم[ إبراهيم:22].
وهكذا ينزل ستار الختام علي الدراما الكبري للوجود التي استغرقت اجيالا وقرونا من آدم اول الخلق الي الخاتم محمد بن عبد الله آخر الرسل عليه الصلاة والسلام... في كلمات هائلة تتصدع لها القلوب ومشهد جامع يشيب لهوله الولدان.
وسوف نري الشيطان ساعتها وهو يتكلم في قلب الجحيم وسوف نسمع آخر كلماته.
إن الظالمين لهم عذاب اليم.
إن الشيطان حقيقة وليس أسطورة.
والنار حق
والعذاب حق.
إنها ليست أوبرا يا سادة..يصفق بعدها الحضور وتنزل الستار... كما يتصور الاوروبيون المتحضرون عشاق الفن.
والأمر ليس كما تصوره الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران في حديث تليفزيوني أجاب فيه علي المذيع الذي سأله.. ماذا تقول لله حينما تراه يا سيادة الرئيس.... فأجاب ميتران:
سوف أقول له..SORRY
هكذا قال الرئيس ميتران في بساطة فرنسية.
ولا أظن أن الرئيس ميتران سوف يري الله... ولا أظنه سوف يقوي علي مكالمته.
ولا أظنه سوف يجتمع له رشد أمام ذلك المشهد الرهيب او يبقي فيه لب لينطق.
وكان آخر ما شهدت من الرئيس ميتران مشهدا لا أنساه ايام حرب الابادة التي أعلنها الصرب علي مسلمي البوسنة.
رأيته وقد جاء مسرعا من فرنسا ليري بعينيه مصارع المسلمين في الأرض الأوروبية... ووقف يتلفت حوله في ثقة واعتداد.
اخيرا جاء يوم الطرد النهائي للمسلمين من الأرض الأوروبية.
هكذا نطقت عيناه... وإن لم تنطق شفتاه.
وقلت له في نفسي ساعتها.
بل لم تنته القصة بعد يا سيادة الرئيس.
وقد انتهت حياة ميتران ومات بالسرطان.
ولم تنته القصة بل تعددت فصولا.. فشاهدنا لها فصلا ثانيا في حرب كوسوفا ثم فصلا ثالثا في حرب الشيشان تخوضها روسيا بتمويل أمريكي ومساندة إسرائيلية وسكوت اوروبي. والحرب معلنة علي المسلمين في كل مكان هذه الأيام.
وللشيطان أعوان من شياطين الإنس بلا عدد.
ولله شهداء يختارهم كل يوم ليزين صدورهم بأوسمة البطولة.
والحرب مستمرة... وسوف تتعدد فصولها الي آخر الزمان... حينما ينزل ستار الختام.. وتعلن الحقائق في مشهد جامع هو يوم القيامة.
وأعترف بأني شديد الفضول لرؤية السيد ميتران ساعتها... شديد الفضول لما سيقول... هل سيقول لرب العالمينSORRY.. كما زعم في حديثه الكوميدي في التليفزيون.
ليرحمنا الله جميعا...
فهذا مشهد يشق علي الجبابرة...
فما بال الضعفاء امثالنا.
وما زلت أعجب كيف قالها... بهذه البساطة الفرنسية.
إنه قطعا لم يتصور انه يتحدث عن واقع سيقع... ولم يخطر بباله أبدا انه سوف يحدث كما تروي الكتب الدينية.
والأوروبي العادي يفتح فمه في دهشة اذا قلت له انه سوف يقوم من الموت ليقف بين يدي الله.. رب العالمين... ولو انه ايقن بذلك وأمن به.. لما كان هناك استعمار... ولما كانت هناك تلك المجازر البشعة والإبادة المنظمة التي زاولها الرجل الابيض في حروبه مع السود في أفريقيا وآسيا ومع المسلمين في كل مكان..
وإنما الظلم كان يملأ صفحات التاريخ ليقين الظالمين بأنه لا قيام بعد الموت ولاحساب ولا مساءلة.
والكبـار كلهم ظنوا انهم لا يموتون ولا يحاسبون.. والذين خطر لهم أنهم يمكن ان يموتوا كان يقينهم ان الله سيبعثهم ملوكا.. وان جنة الآخرة لهم... كما كانت جنة الدنيا لهم..
وشيطانهم صنع لهم ذلك الوهم واقنعهم به.
وكان قدماء المصريين أكثر من آمن بالبعث والحساب والميزان. ولهذا كان المصريون أكثر الشعوب إنسانية.
إنه إفك قديم قدم التاريخ حكاية انكار الناس للبعث.
وأكثر الشعوب تقدما وأقواها بأسا كانت أكثرها كفرا... وهكذا كان ظن جاجارين حينما خرج من جو الأرض الي الفضاء... بلا نهاية... لا وجود لأحد هنا غيري... ولم أجد الله.. وحيثما أتلفت لا اجد إلها... لا أحد سواي... ورددت ابواق الإذاعة الشيوعية في موسكو لفورها... ان جاجارين جاء بالخبر اليقين وانه لم يجد إلها في السماوات.
هل تصور جاجارين انه سيجد الله في شرف استقباله وان موسيقي الملائكة سوف تعزف له السلام الملكي.
وقد مات جاجارين بعد ذلك بشهور في حادث تصادم.. ليس في الفضاء.. ولكن في الأرض... وفي أزقة موسكو كأي كلب ضـــال... ورأي ســــاعتها ما كان ينكره... ولكن بعد فوات الأوان بعد ان أصاب لسانه الخرس وتوقف قلبه عن الخفقان..ودفن مع سره في ظلام النسيان.
وسيظل ما بعد الموت طلاسم وظنونا وغيوبا مغيبة ولن يكشف السر الا بعد ان يغلق الباب الدائري خلف كل مرتحل ويستحيل التواصل بينه وبين أحد من الأحياء.. وفي ظلام الوحدة المطلقة سوف تتجلي له الحقيقة وسوف يري كل شئ... وساعتها لن ينفع الندم... فكتاب الأعمال أغلق... وحياته انتهت... وما بقي سوف تتقطع له نياط القلوب.
والويل لمن لا يفهم.
ان الله موجود, ليس لأن المسلمين يؤمنون بوجوده ولكن لأنه حقيقة مطلقة ازلية لا معني لأي شئ بدونها.
الله هو سر الجمال والرحمة والمودة والحرية والحياة وأسماؤه الحسني مطبوعة علي الوردة وعلي إشراقة الفجر وعلي ابتسامة الوليد وعلي إطلالة الربيع وعلي كفتي الميزان وعلي صولجان الحكم.. فهو العدل الحكم... وبدونه يستحيل العدل وتستحيل الرحمة وينطمس الكون ويظلم فهو نور السموات والأرض.
وهو الذي يمسك السماوات والأرض ان تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده..
إن الدين يبدأ به.. والفلسفة تنتهي اليه... والعقل يتوقف عنده... فلا كيف ولاكم ولااين ولامتي!!!
وإنما... هو..
ولا إله إلا هو...
ولايملك العقل الا السجود.. ولا تملك العين الا البكاء ندما.
رفعت الأقلام وجفت الصحف.
اسألوا لنا ولأنفسكم الرحمة...
والتمسوا لنا ولأنفسكم النجاة.
لم يبق إلا التوسل...
تحياتي للجميع