المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذنوب الخلوات


اريج بني عمرو
03-08-2018, 03:10 PM
الذّنوب خلق الله -تعالى- الإنسان وأمره بطاعته، وحذّره من عصيانه، وجعل فطرته قابلةً لارتكاب المعصية؛ فالنّفس من أحوالها أنّها أمّارة بالسوء، لذا فالمرء مُعرَّض لأن يقع بالزّلل أو الضلال، فهو ليس نبيّاً مُرسَلاً، ولا مَلَكاً مُقرَّباً، ومن هنا يعترف الإسلام بقابليّة المسلم للوقوع في الخطأ، والمشكلة تكمنُ في الاصرار عليه، والتّمادي بفعله، فالأتقياء إذا ظلموا أنفسهم بمعصية سرعان ما تذكّروا الله، فيستغفرونه ويتوبون إليه، وقد حذّر الشرع أتباعه من الاستجابة لوسوسة الشيطان، أو اتّباع هوى النّفس ونزواتها، وفي سبيل ذلك حثّ على استحضار العبد لمراقبة الله تعالى، خاصّةً في الخلوات، فما هي ذنوب الخلوات، وما أثرها على العبد، وكيف يتمكّن من اجتنابها؟

تعريف الذّنب لبيان المقصود من ذنوب الخلوات، لا بدّ من بيان تعريف الذنب لغة واصطلاحاً على النحو الآتي: الذنب في اللغة: مفرد، وجمعه ذنوب، وهو ارتكاب الأمر غير المشروع، ويُسمّى الذنب: إثماً، وجُرماً، ومعصيةً.[١] الذنب

في الاصطلاح الشرعي: هو فعلٌ ما، حذّر منه الله -سبحانه وتعالى- ممّا جاء النهي عن تركه في الأحكام الشرعيّة، سواءً أكان قولاً أم فعلاً، ظاهراً كان أم باطناً، ويشمل أيضاً ترك ما أمر الله -تعالى- به من أوامر،[٢] والذنوب في الإسلام تُقسَم إلى قسمين، وبيان ذلك كالآتي:[٣] كبائر الذنوب: كلّ ذنبٍ اقترن شرعاً بوعيد شديد؛ مثل: دخول نار جهنّم، أو عذاب، أو غضب، أو لعنة. صغائر الذنوب: كلّ ذنبٍ ما دون الحدّين؛ حدّ الدنيا، وحدّ الآخرة.[٤]


ذنوب الخلوات ذنوب الخلوات هي المعاصي التي يرتكبها المرء في حال غيبته عن النّاس واختلائه بنفسه، ولا يدخل بها حديث النّفس الذي يطرأ أحياناً على خاطر الإنسان، ولكن إذا استرسل بها، أو استجلبها فإنّها تُعدّ من ذنوب الخلوات القلبيّة، ولا تدخلُ بها كذلك صغائر الذنوب التي لا يسلم منها أحد من العباد، دون استرسال بارتكابها، وقد ورد بيان حال أصحاب ذنوب الخلوات في قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (لأعلَمَنَّ أقواماً من أمَّتي يأتون يومَ القيامةِ بأعمالٍ أمثالِ جبالِ تِهامةَ بيضاءَ؛ فيجعلُها هباءً منثوراً، قال ثوبانُ: يا رسولَ اللهِ، صِفْهم لنا، جَلِّهم لنا لا نكونُ منهم ونحن لا نعلمُ، قال: أما إنَّهم إخوانُكم ومن جِلدتِكم، ويأخذون من اللَّيلِ كما تأخذون، ولكنَّهم قومٌ إذا خلَوْا بمحارمِ اللهِ انتهكوها)،[٥] ويظهر من الحديث أنّ المقصود بهم الذين لا يراعون لله -تعالى- حرمةً من المنافقين وأهل الرّياء، ومن كانت عنده الجرأة على الاستخفاف بحدود الله، فمن هؤلاء من تكون خلواته في مشاهدة الفضائيات الفاسدة، والنظر إلى المواقع الإباحية، ثمّ تجد هؤلاء لهم نصيب من الاستقامة في الظاهر، ولذا جاء الحديث مُحذِّراً لهؤلاء لئلّا يكون حالهم حال المنافقين.[٦][٧] وقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (إِذَا خَلوا بِمَحَارِمِ الله) في الحديث السابق لا يعني بالضرورة خلوتهم في بيوتهم وحدهم، بل قد يكونون مع مَن هم على شاكلتهم، ويدخل في معنى انتهاك حرمات الله مَن إذا سمحت لهم الفرصة وقعوا في محارم الله، وشأن المنتهكين لمحارم الله -تعالى- أنّهم إمّا يستحلّون فعل ذلك لأنفسهم بعيداً عن مرأى النّاس، أو يبالغون فيها بالخلوات ويستمرؤونها وكأنّهم قد أمنوا مكر الله وعقوبته لهم، ومن هنا جاء النّص بالوعيد بحبوط أعمالهم، باعتبار أنّ ارتكابهم للذنوب في الخلوات يدلّ على عدم استشعارهم مراقبة الله -تعالى- واطّلاعه عليهم.[٦][٧]

أبو ريان
03-08-2018, 08:55 PM
أحسن الله إليك وكتب أجرك ..
تقديري ..

عــذبــة الـــروح
03-09-2018, 01:57 AM
جزاكِ الله خيراً