تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما الفرق بين الستير والستار ، وأيهما اسم من أسماء الله عز وجل


حنايا الفجر
08-27-2017, 08:45 AM
سؤال :

ما الفرق بين الستير والستار ، وأيهما اسم من أسماء الله عز وجل ؟

الجواب :
الحمد لله

أولاً :
أسماء الله تعالى توقيفية ، كما هو مذهب أهل السنة والجماعة ، فلا يسمى سبحانه إلا بما سمى به نفسه ،

أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : "أسماء الله تعالى توقيفية ، لا مجال للعقل فيها : وعلى هذا فيجب الوقوف فيها

على ما جاء به الكتاب والسنة ، فلا يُزاد فيها ولا ينقص ؛ لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء ،
فوجب الوقوف في ذلك على النص ؛ لقوله تعالى :

(وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) الإسراء/36 ،

وقوله : (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ

سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) الأعراف/33 ،

ولأن تسميته تعالى بما لم يسم به نفسه ، أو إنكار ما سمى به نفسه ، جناية في حقه تعالى ،

فوجب سلوك الأدب في ذلك والاقتصار على ما جاء به النص" انتهى .

"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (3/275) .

ثانياً :

لفظ "الستار" لم يثبت - فيما نعلم - في نصوص الكتاب والسنة أنه اسم من أسماء الله تعالى .

وقد سُئل الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله : هل السَّتَّار من أسماء الله الحسنى ؟

فأجاب : " الستار لا أعلم أنه من أسماء الله ، ولكن من أسماء الله : "الستير" ، كما جاء في الحديث :

( إن الله حيي ستير ) ،

أما الستار فلا أعلم أنه من أسماء الله ، وإنما هو من باب الخبر ، أُخْبِرَ عن الله أنه ستار ،

وباب الخبر أوسع من باب الأسماء " انتهى .

"نقلاً : عن شريط شرح الإبانة الصغرى لابن بطة" .

أما لفظ الستير ، فقد روى أبو داود (4012)

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

(إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَلِيمٌ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ ، فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ)

وصححه الألباني في صحيح الجامع .

وقال ابن القيم رحمه الله في "نونيته" :

وهو الحيي فليس يفضح عبده ***** عند التجاهر منه بالعصيان

لـكنه يـلـقي عليه ستره ***** فهو الستير وصاحب الغفران

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "لقاء الباب المفتوح" :

هل المحيي والستير يعتبران من أسماء الله ؟

فأجاب :

" المحيي ليس من أسماء الله ، بل هو صفة فعل من أفعال الله ، قال الله تعالى :

(هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) غافر/68 ،

فالمحيي اسم فاعل من أحيا ، فهو من صفات الأفعال وليس من الأسماء .

وأما الستير فقد ورد فيه حديث ، ولكن يحتاج إلى نظر في صحته ، فإذا صح فهو من أسماء الله ؛

لأن مذهب أهل السنة والجماعة أن كل ما صح في أسماء الله عن رسول الله فإنه يثبت ، أي : ثابت التسمية به " انتهى .

وأما الفرق بين "الستير" و "الستار" فكلاهما يدل على المبالغة في الستر ، فالله تعالى يستر على عباده كثيراً .

واسم الفاعل إذا أريد المبالغة في الوصف به جاء على عدة أوزان منها : فَعَّال ، وهذا كثير مشهور ، ومنه : "ستَّار" .

ومنها : فِعِّيل ، ومن هذه الصيغة : اسم " سِتِّير" ، وقد ورد استعمال هذه الصيغة في القرآن الكريم ، قال الله تعالى :

(يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ) يوسف/46 ،

وقال تعالى : (ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ) المائدة/82 .

والله أعلم

أبو ريان
08-27-2017, 01:44 PM
إجادة وإفادة بارك الله فيك وكتب أجرك ..
تقديري ..

عــذبــة الـــروح
08-27-2017, 05:16 PM
جزاك الله خيراً

ابوفهد العمري
08-27-2017, 10:13 PM
جزاك الله خيراً

محمد الجخبير
08-28-2017, 11:15 PM
http://up.hawahome.com/nupload/162255_1244867024.gif