اريج بني عمرو
05-16-2017, 02:48 PM
سعد بن معاذ الأوسي الأنصاري ويكنى أباعمر، سيد الأوس، بإسلامه دخل جميع رجال ونساء قبيلته من بني عبد الأشهل في الإسلام، صحابي جليل من أهل المدينة، عند وفاته اهتز عرش الرحمن ونزل وشهد جنازته سبعون ألف ملك.
هو : سعد بن معاذ بن النعمان بن امرؤ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن غسان بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
أمه : كبشة بنت رافع بن عبيد بن ثعلبة بن الأبجر بن عوف بن الحارث بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن غسان بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
إسلامه
أسلم على يد مصعب بن عمير الذي أوفده الرسول محمد للدعوة في المدينة قبل الهجرة، وقال سعد لبني عبد الأشهل: «"يا بني عبد الأشهل ، كيف تعلمون أمري فيكم ؟ قالوا : سيدنا فضلا ، وأيمننا نقيبة . قال : فإن كلامكم علي حرام ، رجالكم ونساؤكم ، حتى تؤمنوا بالله ورسوله"» فمابقي في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا وأسلموا ، فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام وأقام مصعب بن عمير في داره يدعو الناس إلى الإسلام. كان سعد وأسيد بن الحضير يكسران الأصنام. ولما هاجر النبي آخى بينه وبين سعد بن أبي وقاص.
في غزوة بدر
قبل غزوة بدر جمع رسول الله أصحابه من المهاجرين والأنصار ليشاورهم في الأمر وقال « أشيروا علي أيها الناس» فقام سعد وقال:
سعد بن معاذ يارسول الله آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ماجئت به هو الحق وأعطيناك مواثيقنا على السمع والطاعة فامض يارسول الله لما أردت فنحن معك فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدواً غداً إنا لصبر عند الحرب صدق عند اللقاء لعل الله يريك فينا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله.
فسر رسول الله لقوله وقال « سيروا وأبشروا، فان الله وعدني احدى الطائفتين والله لكأني أنظر إلى مصرع القوم» ، وحمل سعد لواء الأوس في المعركة وأبلى بلاءً حسناً.
غزوة أحد
وشهد أحد مع النبي ، وثبت معه حين تشتت المسلمون ووقف بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم يذود عنه ويدافع في شجاعة فائقة.
غزوة الخندق
في غزوة الخندق اتفقت العديد من القبائل العربية المختلفة بتحريض من يهود بني النضير على غزو المدينة المنورة . وعندما علم رسول الله بالمؤامرة أمر بحفر الخندق وأرسل سعد بن معاذ و سعد بن عبادة إلى كعب بن أسد زعيم يهود بني قريظة، ليتبيّنا حقيقة موقف هؤلاء من الحرب المرتقبة، وكان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يهود بني قريظة عهود ومواثيق ،فلما التقى مبعوثا الرسول بزعيم بني قريظة فوجئا بقوله «ليس بيننا وبين محمد عهد ولا عقد»".
عز على الرسول عليه الصلاة والسلام أن يتعرض أهل المدينة لهذا الغزو ففكر في أن يعزل غطفان عن قريش، فينقص الجيش المهاجم بنصف عدده، ونصف قوته، وراح بالفعل يفاوض زعماء غطفان على أن ينفضوا أيديهم عن هذه الحرب، ولهم لقاء ذلك ثلث ثمار المدينة، ورضي قادة غطفان، ولكن قبل تسجيل الاتفاق في وثيقة ممهورة ، دعا اليه أصحابه رضي الله عنهم ليشاورهم واهتم عليه الصلاة والسلام اهتماما خاصا برأي سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة فهما زعيما المدينة، وهما بهذا أصحاب حق أول في مناقشة هذا الأمر، فتقدم السعدان إلى رسول الله « يا رسول الله ، أهذا رأي تختاره، أم وحي أمرك الله به ؟؟»: فقال الرسول: «بل أمر أختاره لكم ، والله ما أصنع ذلك الا لأنني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة، وكالبوكم من كل جانب، فأردت أن أكسر عنكم شوكتهم إلى أمر ما».
فقال سعد بن معاذ :
سعد بن معاذ يا رسول الله، قد كنا وهؤلاء على الشرك وعبادة الأوثان لا نعبد الله ولا نعرفه، وهم لا يطمعون أن يأكلوا من مدينتنا تمرة، الا قرى، أي كرما وضيفة، أو بيعا ، أفحين أكرمنا الله بالإسلام، وهدانا له، وأعزنا بك وبه، نعطيهم أموالنا ؟؟ والله ما لنا بهذا من حاجة. ووالله لا نعطيهم الا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم. سعد بن معاذ
فعدل رسول الله عن الاتفاق وأنبأ زعماء غطفان.
وروي أن سعد مر على أمه والسيدة عائشة بنت أبي بكر في غزوة الخندق وعليه درع له خرجت منها ذراعه وفي يده حربة وهو ينشد: «لا بأس بالموت إذا حان الأجل» فقالت أم سعد: «الحق يابني قد والله أخرت» فقالت عائشة: «يا أم سعد لوددت أن درع سعد أسبغ مما هي» فخافت أمه عليه فأصابه سهم في ذراعه فقطع أكحله (عرق من وسط الذراع) فقال سعد: «اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئاً فأبقني لها فإنه لا قوم أحب إلي أن أجاهدهم فيك من قوم آذوا نبيك وكذبوه وأخرجوه اللهم إن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعلها لي شهادة ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة» ثم حمل إلى المسجد فأقام له النبي خيمة فيه ليعوده من قريب ثم كواه النبي بالنار مرتين فانتفخت يده ونزف الدم، فلما رأى سعد ذلك قال: «اللهم لا تخرج نفسي حتى تقر عيني من بني قريظة فما قطر عرقه قطرة بعدها».
ولما حاصر النبي بني قريظة طلبوا منه أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ، وكانوا مواليه وحلفاءه في الجاهلية. فجاء سعد رسول الله مستنداً على حمار له، فلما رآه قال: «قوموا إلى سيدكم فقاموا إليه فأنزلوه» فقال له النبي : «احكم فيهم» قال: «فإني أحكم أن تقتل الرجال وتقسم الأموال وتسبى الذراري». فقال : «لقد حكمت فيهم بحكم الله ورسوله» فلما قتل آخر رجل منهم انفجر الدم من عرقه واحتضنه النبي : «فجعلت الدماء تسيل على رسول الله وجعل أبو بكر وعمر يبكيان ويسترجعان» .
وفاته
توفي وهو ابن ستة وثلاثين سنة وعند وفاته جاء جبريل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقال : من هذا العبد الصالح الذي مات ؟ فتحت له أبواب السماء ، وتحرك له العرش ، فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه سعد فقال لأصحابه : انطلقوا إليه ، قال جابر : فخرج وخرجنا معه وأسرع حتى تقطعت شسوع نعالنا وسقطت أرديتنا فعجب الصحابة من سرعته فقال: «إني أخاف أن تسبقنا إليه الملائكة فتغسله كما غسلت حنظلة» فانتهى إلى البيت فإذا هو قد مات وأصحاب له يغسلونه وأمه تبكيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «كل باكية تكذب إلا أم سعد». ثم حملوه إلى قبره ولما وضع في قبره كبر رسول الله وكبر المسلمون حتى ارتج البقيع. فقال رسول الله : «تضايق القبر على صاحبكم وضم ضمة لو نجا منها أحد لنجا سعد»، ثم فرج الله عنه، ولما انصرف من جنازته ذرفت دموعه حتى بلت لحيته. وقال أيضاً : هذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش ، وفتحت أبواب السماء ، وشهده سبعون ألفا من الملائكة لم ينزلوا إلى الأرض قبل ذلك ، لقد ضم ضمة ثم أفرج عنه .
وخرج صلى الله عليه وسلم يشيعه فقال القوم: ما حملنا يا رسول الله ميتاً أخف علينا منه فقال صلى الله عليه وسلم: «ما يمنعه أن يخف وقد هبط من الملائكة كذا وكذا لم يهبطوا قط قبل يومهم قد حملوه معكم والذي نفسي بيده لقد استبشرت الملائكة بروح سعد واهتز له العرش» .
وفسر ابن سعد الضمة بأنها ليست من عذاب القبر في شيء بل هو أمر يجده المؤمن كما يجد ألم فقد ولده وحميمه في الدنيا وكما يجد من ألم مرضه وألم خروج نفسه وألم سؤاله في قبره وامتحانه وألم تأثره ببكاء أهله عليه وألم قيامه من قبره وألم الموقف وهوله وألم الورود على النار ونحو ذلك وما هي من عذاب القبر ولا من عذاب جهنم قط ولكن العبد التقي يرفق الله به في بعض ذلك أو كله
وأهدى رسول الله ثوب حرير جعل الصحابة يتعجبون من لينه وحسنه، فقال : «مناديل سعد في الجنة أحسن من هذا».
يقول أبو سعيد الخدري رضي الله عنه:" كنت ممن حفروا لسعد قبره ، وكنا كلما حفرنا طبقة من تراب، شممنا ريح المسك حتى انتهينا إلى اللحد".
هو : سعد بن معاذ بن النعمان بن امرؤ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن غسان بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
أمه : كبشة بنت رافع بن عبيد بن ثعلبة بن الأبجر بن عوف بن الحارث بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن غسان بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
إسلامه
أسلم على يد مصعب بن عمير الذي أوفده الرسول محمد للدعوة في المدينة قبل الهجرة، وقال سعد لبني عبد الأشهل: «"يا بني عبد الأشهل ، كيف تعلمون أمري فيكم ؟ قالوا : سيدنا فضلا ، وأيمننا نقيبة . قال : فإن كلامكم علي حرام ، رجالكم ونساؤكم ، حتى تؤمنوا بالله ورسوله"» فمابقي في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا وأسلموا ، فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام وأقام مصعب بن عمير في داره يدعو الناس إلى الإسلام. كان سعد وأسيد بن الحضير يكسران الأصنام. ولما هاجر النبي آخى بينه وبين سعد بن أبي وقاص.
في غزوة بدر
قبل غزوة بدر جمع رسول الله أصحابه من المهاجرين والأنصار ليشاورهم في الأمر وقال « أشيروا علي أيها الناس» فقام سعد وقال:
سعد بن معاذ يارسول الله آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ماجئت به هو الحق وأعطيناك مواثيقنا على السمع والطاعة فامض يارسول الله لما أردت فنحن معك فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدواً غداً إنا لصبر عند الحرب صدق عند اللقاء لعل الله يريك فينا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله.
فسر رسول الله لقوله وقال « سيروا وأبشروا، فان الله وعدني احدى الطائفتين والله لكأني أنظر إلى مصرع القوم» ، وحمل سعد لواء الأوس في المعركة وأبلى بلاءً حسناً.
غزوة أحد
وشهد أحد مع النبي ، وثبت معه حين تشتت المسلمون ووقف بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم يذود عنه ويدافع في شجاعة فائقة.
غزوة الخندق
في غزوة الخندق اتفقت العديد من القبائل العربية المختلفة بتحريض من يهود بني النضير على غزو المدينة المنورة . وعندما علم رسول الله بالمؤامرة أمر بحفر الخندق وأرسل سعد بن معاذ و سعد بن عبادة إلى كعب بن أسد زعيم يهود بني قريظة، ليتبيّنا حقيقة موقف هؤلاء من الحرب المرتقبة، وكان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يهود بني قريظة عهود ومواثيق ،فلما التقى مبعوثا الرسول بزعيم بني قريظة فوجئا بقوله «ليس بيننا وبين محمد عهد ولا عقد»".
عز على الرسول عليه الصلاة والسلام أن يتعرض أهل المدينة لهذا الغزو ففكر في أن يعزل غطفان عن قريش، فينقص الجيش المهاجم بنصف عدده، ونصف قوته، وراح بالفعل يفاوض زعماء غطفان على أن ينفضوا أيديهم عن هذه الحرب، ولهم لقاء ذلك ثلث ثمار المدينة، ورضي قادة غطفان، ولكن قبل تسجيل الاتفاق في وثيقة ممهورة ، دعا اليه أصحابه رضي الله عنهم ليشاورهم واهتم عليه الصلاة والسلام اهتماما خاصا برأي سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة فهما زعيما المدينة، وهما بهذا أصحاب حق أول في مناقشة هذا الأمر، فتقدم السعدان إلى رسول الله « يا رسول الله ، أهذا رأي تختاره، أم وحي أمرك الله به ؟؟»: فقال الرسول: «بل أمر أختاره لكم ، والله ما أصنع ذلك الا لأنني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة، وكالبوكم من كل جانب، فأردت أن أكسر عنكم شوكتهم إلى أمر ما».
فقال سعد بن معاذ :
سعد بن معاذ يا رسول الله، قد كنا وهؤلاء على الشرك وعبادة الأوثان لا نعبد الله ولا نعرفه، وهم لا يطمعون أن يأكلوا من مدينتنا تمرة، الا قرى، أي كرما وضيفة، أو بيعا ، أفحين أكرمنا الله بالإسلام، وهدانا له، وأعزنا بك وبه، نعطيهم أموالنا ؟؟ والله ما لنا بهذا من حاجة. ووالله لا نعطيهم الا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم. سعد بن معاذ
فعدل رسول الله عن الاتفاق وأنبأ زعماء غطفان.
وروي أن سعد مر على أمه والسيدة عائشة بنت أبي بكر في غزوة الخندق وعليه درع له خرجت منها ذراعه وفي يده حربة وهو ينشد: «لا بأس بالموت إذا حان الأجل» فقالت أم سعد: «الحق يابني قد والله أخرت» فقالت عائشة: «يا أم سعد لوددت أن درع سعد أسبغ مما هي» فخافت أمه عليه فأصابه سهم في ذراعه فقطع أكحله (عرق من وسط الذراع) فقال سعد: «اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئاً فأبقني لها فإنه لا قوم أحب إلي أن أجاهدهم فيك من قوم آذوا نبيك وكذبوه وأخرجوه اللهم إن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعلها لي شهادة ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة» ثم حمل إلى المسجد فأقام له النبي خيمة فيه ليعوده من قريب ثم كواه النبي بالنار مرتين فانتفخت يده ونزف الدم، فلما رأى سعد ذلك قال: «اللهم لا تخرج نفسي حتى تقر عيني من بني قريظة فما قطر عرقه قطرة بعدها».
ولما حاصر النبي بني قريظة طلبوا منه أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ، وكانوا مواليه وحلفاءه في الجاهلية. فجاء سعد رسول الله مستنداً على حمار له، فلما رآه قال: «قوموا إلى سيدكم فقاموا إليه فأنزلوه» فقال له النبي : «احكم فيهم» قال: «فإني أحكم أن تقتل الرجال وتقسم الأموال وتسبى الذراري». فقال : «لقد حكمت فيهم بحكم الله ورسوله» فلما قتل آخر رجل منهم انفجر الدم من عرقه واحتضنه النبي : «فجعلت الدماء تسيل على رسول الله وجعل أبو بكر وعمر يبكيان ويسترجعان» .
وفاته
توفي وهو ابن ستة وثلاثين سنة وعند وفاته جاء جبريل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقال : من هذا العبد الصالح الذي مات ؟ فتحت له أبواب السماء ، وتحرك له العرش ، فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه سعد فقال لأصحابه : انطلقوا إليه ، قال جابر : فخرج وخرجنا معه وأسرع حتى تقطعت شسوع نعالنا وسقطت أرديتنا فعجب الصحابة من سرعته فقال: «إني أخاف أن تسبقنا إليه الملائكة فتغسله كما غسلت حنظلة» فانتهى إلى البيت فإذا هو قد مات وأصحاب له يغسلونه وأمه تبكيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «كل باكية تكذب إلا أم سعد». ثم حملوه إلى قبره ولما وضع في قبره كبر رسول الله وكبر المسلمون حتى ارتج البقيع. فقال رسول الله : «تضايق القبر على صاحبكم وضم ضمة لو نجا منها أحد لنجا سعد»، ثم فرج الله عنه، ولما انصرف من جنازته ذرفت دموعه حتى بلت لحيته. وقال أيضاً : هذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش ، وفتحت أبواب السماء ، وشهده سبعون ألفا من الملائكة لم ينزلوا إلى الأرض قبل ذلك ، لقد ضم ضمة ثم أفرج عنه .
وخرج صلى الله عليه وسلم يشيعه فقال القوم: ما حملنا يا رسول الله ميتاً أخف علينا منه فقال صلى الله عليه وسلم: «ما يمنعه أن يخف وقد هبط من الملائكة كذا وكذا لم يهبطوا قط قبل يومهم قد حملوه معكم والذي نفسي بيده لقد استبشرت الملائكة بروح سعد واهتز له العرش» .
وفسر ابن سعد الضمة بأنها ليست من عذاب القبر في شيء بل هو أمر يجده المؤمن كما يجد ألم فقد ولده وحميمه في الدنيا وكما يجد من ألم مرضه وألم خروج نفسه وألم سؤاله في قبره وامتحانه وألم تأثره ببكاء أهله عليه وألم قيامه من قبره وألم الموقف وهوله وألم الورود على النار ونحو ذلك وما هي من عذاب القبر ولا من عذاب جهنم قط ولكن العبد التقي يرفق الله به في بعض ذلك أو كله
وأهدى رسول الله ثوب حرير جعل الصحابة يتعجبون من لينه وحسنه، فقال : «مناديل سعد في الجنة أحسن من هذا».
يقول أبو سعيد الخدري رضي الله عنه:" كنت ممن حفروا لسعد قبره ، وكنا كلما حفرنا طبقة من تراب، شممنا ريح المسك حتى انتهينا إلى اللحد".