تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تحريم الحلف بغير الله


طالبة العلم
10-31-2016, 10:09 AM
تحريم الحلف بغير الله


عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدرك عمر بن الخطاب وهو يسير في ركبٍ، يحلف بأبيه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمُت))،قال عمر: فوالله ما حلفتُ بها منذ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ذاكرًا ولا آثرًا؛ متفق عليه[1].


يتعلق بهذا الحديث فوائد:
الفائدة الأولى: الحلف بغير الله حرام، وهو من الشرك الأصغر؛ كالحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم، أو بالكعبة أو بالآباء، أو بالأولياء، وغير ذلك، والواجب على من حلف بغير الله تعالى التوبةُ الصادقة، وتجديد التوحيد بقول: (لا إله إلا الله)؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من حلف فقال في حلفه: باللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله))؛ متفق عليه[2].


الفائدة الثانية: مِن الأيمان المحرمة: الحلف بالأمانة والذمة والصلاة ونحو ذلك، جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: لا يجوز الحلف بالأمانة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من حلف بالأمانة فليس منا))[3][4]، وفي سؤال وُجِّه لشيخنا الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى: هل يجوز التذميم بقوله لأخيه: بذمتك أو بصلاتك، أو بقوله: أنت بحرج إن فعلت كذا؟ فأجاب - رحمه الله -: لا يجوز الحلف لا بالصلاة ولا بالذمة ولا بالحرج ولا بغير ذلك من المخلوقات؛ فالحلف يكون بالله وحده، فلا يقول: بذمتي ما فعلت كذا، ولا بذمة فلان، ولا بحياة فلان، ولا بصلاتي، ولا أطالبه فأقول: قل بذمتي، ولا بصلاتي، وبزكاتي، كل هذا لا أصل له؛ لأن الصلاة فعل العباد، والزكاة فعل العباد، وأفعال العباد لا يحلف بها؛ اهـ[5].


الفائدة الثالثة: لقد أمر الله تعالى بحفظ اليمين فقال: ﴿ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ﴾ [المائدة: 89]؛ وذلك لعِظَم شأنها، وحفظها يدخل فيه أمور عديدة، منها: الحلف بأسماء الله وصفاته، وتجنب الحلف بغير الله، ومنها: الإقلال من الأيمان، وتجنب الإكثار منها، جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: الإكثار من الحلف في الأمور الدنيوية بلا حاجة مكروهٌ؛ لعموم قول الله تعالى: ﴿ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ﴾ [المائدة: 89]؛ اهـ، ومن حفظ اليمين: أن يفعل ما حلف على فعله، ويترك ما حلف على تركه، ما لم يكن في ذلك إثم، أو في حال يكون الحنث في اليمين أولى من حفظها[6].

[1] رواه البخاري في كتاب الأيمان والنذور، باب لا تحلفوا بآبائكم 6/ 2449 (6270)، ومسلم في كتاب الأيمان، باب النهي عن الحلف بغير الله تعالى 3/ 1266 - 1267 (1646).

[2] رواه البخاري في كتاب الأيمان والنذور، باب لا يحلف باللات والعزى ولا بالطواغيت 6/ 2450 (6274)، ومسلم في كتاب الأيمان، باب من حلف باللات والعزى فليقل: لا إله إلا الله 3/ 1267 (1647).

[3] رواه أحمد 5/ 352، وأبو داود في كتاب الأيمان والنذور، باب في كراهية الحلف بالأمانة 3/ 223 (3253)، وهذا لفظه، والحاكم في المستدرك على الصحيحين 4/ 331 وقال: صحيح الإسناد، وصححه ابن حبان 10/ 205 (4363)، وقال النووي في رياض الصالحين ص313، والأذكار ص293: إسناده صحيح.

[4] فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 23/ 57.

[5] مجموع فتاوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله 23/ 106 - 108.

[6] مثل أن يحلف على قطيعة رحمه؛ فالواجب عليه أن يحنث في يمينه، أو يحلف ألا يدخل بيت أخيه؛ فالأولى له أن يدخله، ما لم يكن حلفه بسبب إثم في بيت أخيه، وتقدم ذلك في الحديث رقم (39).







الالوكة

أبو ريان
10-31-2016, 03:39 PM
العياذ بالله من الشرك وأهله ..
أحسنتِ الطرح أحسن الله إليك وكتب أجرك ..
تقديري ..

عــذبــة الـــروح
10-31-2016, 10:43 PM
جزاكِ الله خيراً