طالبة العلم
04-05-2016, 11:25 AM
آيات من سورتي العاديات والقارعة
بتفسير الزركشي
سورة العاديات
﴿ فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا ﴾ [العاديات: 4]
قوله تعالى: ﴿ فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ﴾ [العاديات: 4، 5] [1]، فالهاء الأولى كناية عن الحوافر، وهي موريات، أي أثرن بالحوافر نقعًا، والثانية كناية عن الإغارة، أي المغيرات صبحًا: ﴿ فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ﴾ [2]، جمع المشركين، فأغاروا بجمعهم[3]، وقيل: الضمير لمكان الإغارة، بدلالة والعاديات عليه، فهذه الأفعال إنما تكون لمكان[4].
﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ﴾ [العاديات: 8]
قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ﴾ أي إن حبه للخير لشديد، وقيل: المقصود: أنه لحب المال لبخيل، والشدة: البخل، أي من أجل حبه للمال يبخل[5].
سورة القارعة
﴿ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ﴾ [القارعة: 7]
قوله تعالى: ﴿ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ﴾، قيل: على النسب، أي: ذات رضا، وقيل: بمعنى مرضية، وكلاهما مجاز إفراد لا مجاز إسناد؛ لأن المجاز في لفظ ﴿ رَاضِيَةٍ ﴾ لا في "إسنادها"، ولكنهم كأنهم قدّروا أنهم قالوا: رضيتْ عيشتُه، فقالوا: عيشة راضية[6].
﴿ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ﴾ [القارعة: 9]
قوله تعالى: ﴿ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ﴾ [القارعة: 9] ، فاسم "الأم الهاوية" مجاز، أي: كما أن الأم كافلة لولدها وملجأ له، كذلك - أيضًا - النار للكافرين كافلة ومأوى ومرجع[7].
[1] سورة العاديات: 4-5.
[2] سورة العاديات: 5.
[3] البرهان: معرفة تفسيره وتأويله - الإجمال ظاهرًا وأسبابه 2/ 134.
[4] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - قاعدة في الضمائر 4/ 20.
[5] المصدر السابق: قلب الإسناد 3/ 185- قاعدة في الضمائر 4/ 30- اللام العاملة جرًا 4/ 207.
[6] المصدر السابق: بيان حقيقته ومجازه 2/ 160 - 2/ 177.
[7] المصدر السابق: المجاز الإفرادي 2/ 161.
الالوكة
بتفسير الزركشي
سورة العاديات
﴿ فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا ﴾ [العاديات: 4]
قوله تعالى: ﴿ فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ﴾ [العاديات: 4، 5] [1]، فالهاء الأولى كناية عن الحوافر، وهي موريات، أي أثرن بالحوافر نقعًا، والثانية كناية عن الإغارة، أي المغيرات صبحًا: ﴿ فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ﴾ [2]، جمع المشركين، فأغاروا بجمعهم[3]، وقيل: الضمير لمكان الإغارة، بدلالة والعاديات عليه، فهذه الأفعال إنما تكون لمكان[4].
﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ﴾ [العاديات: 8]
قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ﴾ أي إن حبه للخير لشديد، وقيل: المقصود: أنه لحب المال لبخيل، والشدة: البخل، أي من أجل حبه للمال يبخل[5].
سورة القارعة
﴿ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ﴾ [القارعة: 7]
قوله تعالى: ﴿ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ﴾، قيل: على النسب، أي: ذات رضا، وقيل: بمعنى مرضية، وكلاهما مجاز إفراد لا مجاز إسناد؛ لأن المجاز في لفظ ﴿ رَاضِيَةٍ ﴾ لا في "إسنادها"، ولكنهم كأنهم قدّروا أنهم قالوا: رضيتْ عيشتُه، فقالوا: عيشة راضية[6].
﴿ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ﴾ [القارعة: 9]
قوله تعالى: ﴿ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ﴾ [القارعة: 9] ، فاسم "الأم الهاوية" مجاز، أي: كما أن الأم كافلة لولدها وملجأ له، كذلك - أيضًا - النار للكافرين كافلة ومأوى ومرجع[7].
[1] سورة العاديات: 4-5.
[2] سورة العاديات: 5.
[3] البرهان: معرفة تفسيره وتأويله - الإجمال ظاهرًا وأسبابه 2/ 134.
[4] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - قاعدة في الضمائر 4/ 20.
[5] المصدر السابق: قلب الإسناد 3/ 185- قاعدة في الضمائر 4/ 30- اللام العاملة جرًا 4/ 207.
[6] المصدر السابق: بيان حقيقته ومجازه 2/ 160 - 2/ 177.
[7] المصدر السابق: المجاز الإفرادي 2/ 161.
الالوكة