تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحمد والشكر في أربعين حديثًا نبويًّا (5)


طالبة العلم
03-14-2016, 10:37 AM
الحمد والشكر في أربعين حديثًا نبويًّا (5)



محمد خير رمضان يوسف



(28)
الرأفة بالحيوان
عن أبي هريرة:
أن رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: "بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ اشتدَّ عليهِ العطَشُ، فوجدَ بئرًا، فنزلَ فيها، فشرِبَ، ثمَّ خرجَ فإذا كلبٌ يلهَثُ، يأكلُ الثَّرَى منَ العطشِ، فقالَ الرَّجُلُ: لقد بلغَ هذا الكلبَ منَ العطشِ مثلُ الَّذي كانَ بلغَ بِي.

فنزلَ البئرَ، فملأَ خُفَّهُ، ثم أمسَكَهُ بفيهِ، فسقَى الكلبَ، فشكرَ اللَّهُ لهُ، فغفرَ لهُ".
قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، وإنَّ لنا في البهائمِ أجرًا؟
فقالَ: "في كلِّ ذاتِ كبِدٍ رطبةٍ أجرٌ".
صحيح البخاري (5663) واللفظُ له، صحيح مسلم (2244).
الكبدُ الرطبةُ كنايةٌ عن الحياة.

(29)
أمر المؤمن كله خير
عن صهيبٍ قال:
قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "عجبًا لأمرِ المؤمن، إنَّ أمرَهُ كلَّهُ خيرٌ! وليسَ ذاكَ لأحدٍ إلّا للمؤمن، إنْ أصابتْهُ سرّاءُ شَكرَ فكانَ خيرًا له، وإنْ أصابتْهُ ضرّاءُ صبرَ فكانَ خيرًا له".
صحيح مسلم (2999).

(30)
سجود وشكر
عن أبي بَكرة:
عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، أنه كانَ إذا جاءَهُ أمرُ سرور، أو بُشِّرَ بِه، خرَّ ساجدًا، شاكرًا للَّهِ تعالى.
رواه أبو داود (2774) واللفظُ له، وابن ماجه (1394)، وصححه لهما في صحيح الجامع الصغير (4701).

(31)
العطاء
عن جابر بنِ عبدالله:
عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "مَن أُعطِيَ عَطاءً فوَجدَ، فليَجزِ به، ومَن لم يَجدْ فليُثْنِ، فإنَّ من أثْنَى فقد شكر، ومن كتَمَ فقد كفر، ومَن تحلَّى بما لم يُعْطَهُ كان كلابسِ ثوبَي زُور".

رواه الترمذي (2032) وقال: حديثٌ حسنٌ غريب، وحسَّنهُ الألباني، ورواهُ ابن حبّان في صحيحه (3415) وذكرَ الشيخ شعيب أن إسناده قوي. واللفظُ للأول.

فوجد: أي فوجدَ ما يكافئُ به.
كلابسِ ثوبَي زور: هو الرجلُ يلبسُ الثيابَ المشبَّهةَ لثيابِ الزهّاد، يوهِمُ أنه منهم، ويُظهرُ من التخشُّعِ والتقشُّفِ أكثرَ مما في قلبهِ منه.

وأرادَ بالتثنية، أنَّ المتحلِّي بما ليس فيه كمن لبسَ ثوبَي الزور، ارتدَى بأحدهما واتَّزرَ بالآخر[1].

(32)
كنوز الدعاء
عن شدَّاد بنِ أوس قال:
قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إذا اكتَنزَ النَّاسُ الدَّنانيرَ والدَّراهم، فاكتَنِزوا هؤلاءِ الكلمات: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الثَّباتَ في الأمر، والعزيمةَ على الرُّشدِ، وأسألُكَ شُكرَ نعمتِك، وحُسنَ عبادتِك، وأسألُكَ مِن خيرِ ما تعلَم، وأستغفرُكَ لِما تعلَم، إنَّكَ أنتَ علَّامُ الغيوب".

رواهُ ابنُ حبّان في صحيحه (935) وصححهُ الشيخ شعيب، ورواهُ أحمد في المسند (17155) وحسَّنه الشيخ بطرقه، واللفظُ للأول.
العزيمة على الرشد: أي عقدُ القلبِ على إمضاءِ الأمر[2].

(33)
حين يصبح
عن ابن عباس:
أن رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: "مَن قالَ حينَ يُصبِح: اللَّهمَّ ما أصبَحَ بي مِن نعمةٍ أو بأحَدٍ مِن خَلْقِكَ فمنكَ وحدَكَ لا شريكَ لكَ، فلَكَ الحمدُ ولكَ الشُّكر، فقد أدَّى شُكْرَ ذلكَ اليومِ".

رواهُ ابن حبّان في صحيحه (861)، وذكر الشيخ شعيب الأرناؤوط أن إسنادهُ صحيح.

قالَ العظيم آبادي رحمهُ الله تعالَى: هذا يدلُّ على أن الشكرَ هو الاعترافُ بالمنعمِ الحقيقي، ورؤيةُ كلِّ النعمِ دقيقِها وجليلِها منه، وكمالهُ أن يقومَ يحقِّ النعم، ويصرفها في مرضاةِ المنعِم[3].

(34)
سجود شكر
عن ابنِ عباس:
أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ سجدَ في (ص)، وقال: "سجدَها داودُ توبةً، ونَسجدُها شُكرًا".
رواهُ النسائي في السنن (المجتبى)، وصححهُ له الألباني، كما صححهُ للطبراني والخطيب في صحيح الجامع الصغير (3682).
نسجدها شكرًا: أي على النعمةِ التي آتاها الله تعالَى داود، وهي قبولُ التوبة[4].

[1] ينظر فتح الباري 9/ 318.

[2] تحفة الأحوذي 9/ 249.

[3] عون المعبود 13/ 281.

[4] شرح سنن ابن ماجه 1/ 74.

أبو ريان
03-14-2016, 02:05 PM
آللهم صل وسلم على سيدنا محمد ..
أحاديث رائدة ومفيدة وفقك الله وكتب أجرك ..
تقديري ..