مشاهدة النسخة كاملة : بدايتي ..كانت..نهايتي .
$بلزاك$
04-08-2004, 07:13 AM
قـصة .. رواية .. حـوار .. أومـذكرات .. أطلـقوا عـليها ما أردتم !
لكـنني دوماً أحب أن أسميها رسـالة عنونتـها بـ " بدايتي كانت نهايتي " .
هذه الـرسالة تمتلئ بسـطور خطها إحسـاس تعـلم منها وبها كيف يبكي القلم فوق صفحات الجراح التي مزقت قلب إنسـان .. جعلت منه بقايا إنسـان .
في هذا الصـباح .. فتحت أحد أدراج مكتبي فوجدت الأوراق العتيقة .. كانت أول ورقة يـقع عليها بصـري
هي " بدايتي كانت نهايتي "
كنت قـد قـررت الـخروج إلى النادي الرياضي المجاور لفندق الدارالبيضاء في أول يوم خميس بعدما قررت العودة لممارسة الرياضة التي توقفت عنها منذ سنوات !
لكن .. يـبدو أننـي غـير محـظوظ للعودة إلى رياضتي المفضلة السباحة قبل بدء فصل الحزن في جــــــــــــــــده .
لم أخرج من غرفتي .. التي صارت غرفة نوم ومطبخ وصالة لمتابعة الفضائيات والإنترنت !
كانت الساعة الثامنة والنصف .. وهو موعد برنامج " الجزيرة هذا الصباح " والذي اعتدت مشاهدته خلال الإجازات فقط و لكنني مللت من الدقائق الأولى .. فالأخبـار هي الأخـبار .. قـبح الله السياسة !
عدت إلى الجـهاز الـصغير الذي لم أمل منه رغم قربه مني طوال السنوات العشر الأخـيرة .. في مكتبي .. إلا أنني جئت بشبيه له حتى إلى قرب سريري !!
قمت بالدخـول المباشر إلى الإنترنت و تصفحت بعض الأخبـار السـريعة هنا وهناك ..
تذكرت الدرج .. والأوراق العتـيقة .. فاقتحمت ملفاتي الشخصية التي احـتفظ بها على أقراص صغيـرة و اخـترت قرص " بدايتي كانت نهايتي "
تحياتي
$بلزاك$
04-08-2004, 07:23 AM
في ذاك المساء ، يوم قرأت الفضاء بواسطة صديقتي " كود بلو" لم أكن اعلم أنني سأقتحم ذاك الفضاء وأبعثر فيه حروفاً كانت إلى قبل ذاك المساء سجينة دفاتري العتيقة ، تبكيني كل مساء !
و بعد ذاك المساء .. وتحديداً حين منحت للقلم شرعية تحطيم أسوار السجن العتيق ، كتبت أول حرف من فصول حكاية ..
قد تكون طويلة للبعض و قصيرة للبعض الآخر ..
قد تكون طبيعية لبعض البشر وعاطفية للبعض الآخر ..
قد يراها البعض ضرباً من الخيال ، أو يراها البعض الآخر مأساة تروى وتدفن في مقبرة الحياة
ومع كل الاحتمالات .. والتردد في صياغة أول حرف .. بدأت برسم " بدايتي كانت نهايتي "
قرأها المئات .. ووصلتني العشرات من الرسائل البريدية عبر الفضاء
و مع كل رسالة عزاء كنت أبكي ،،،
و مع كل ردٍ في الفضاء كنت أبكي ،،،
و لا أزال أبكي !
ليس ضعفاً .. ليس ندماً .. ليس وهماً ..
إنما كل دمعة كانت تسابق الأحبار لتغتصب الوريقات البيضاء كانت الصدق يا امرأة .. !!
الصدق الذي تجهلينه .. !!
الصدق الذي لم تعرفي إليه طريق .. الصدق .. الصدق .. الصدق .. الصدق .. رددي معي الصدق .. الصدق .. الصدق .. الصدق .. !!
عندما أمسكت قلمي ، وكتبت أول حرف من فصول هذه الحكاية ، لم أكن اعلم إلى أين ستصل أسطري ، كنت أحسب أنني سأكتب سطراً .. صفحة .. أو صفحتين على الأكثر ..!
و إذ بي أعيد تصوير الحكاية ..
فاكتب لكِ نسختكِ الخاصة !
أنتِ تعرفين الحكاية ..
الإنسان .. الحب .. اللوعة .. التضحية .. الفرح .. الحزن .. السهر .. الخيال .. السعادة .. الألم !!!
تلك عناوين الحكاية التي تنتهي إلى الفشل !!
أه .. الفشل .. كم تؤلمني هذه الكلمة .. !!
كنت كلما أنهي فصلاً ، وكلما احسب أنني انتهيت من سرد الحكاية .. أجد قلمي يفتح وريقات جديدة .. ففي العام المنصرم .. كتبت في الذكرى الـ(.....) للحب .. فأبحرت في أعماق التفاصيل .. حتى وصلت إلى لاشيء .. ومنذ أشهر عديدة .. توقفت عن سرد الحكاية ..
حسبت أنني أنهيتها ..
واليوم أدركت أنني يجب أن أكمل .. لأن لكل نهاية بداية !
قد تكون النسخة الخاصة هي الأخيرة !!
قد تكون رصاصة الرحمة .. رصاصة الحرمان .. رصاصة الظلام!
فيا امرأة لا تتعبي .. فليس بين السطور أي كلام .. سأضع لك كل شيء فوق السطح ..
لن أبين من تكونين .. فأنت لا شيء !
لن أردد كلمات دفنتها في مقبرة قلبي .. فلم تكن هناك امرأة تستحق حرفاً مما رسمت !
فبالأمس .. حين بكيت .. دمعاً بين أضلعي .. أحسست أن روحاً في جسدي ..
تطير إلى أعلى نقطة في الفضاء ..
للأسف .. للأسف .. للأسف
تفضلي فسوف أشارك الفضاء قراءتك النسخة الخاصة .
تحياتي
جــــــــود
04-08-2004, 07:51 AM
بلزاك..
لي مداخله..
http://www.q8castle.com/4images/data/thumbnails/13/flower1.jpg
منحتك قلبي .. قلب لم يدق من قبل ولم تطرق ابوابه..
قلب ضخ اسمك بدمائه.. قلب صغير.. لم يدرك يوم ما ماهو الغدر..
عاهدك بنبضاته في ذاك المساء .. وجنّد كل اعضائه لذاك العهد..
كنت تنتظر دمعتي كي تضمها بين كفيك..
كنت تشتاق الى آهاتي كي تدفنها في قلبك الكبير..
وقد غدوت الصورة التي رسمتها في خيالك .. وبروزتها داخل قلبك وداعبتها بأحلامك..
تعشق الليل كي تخلو مع افكاري.. التي تراودك كل ماحل الظلام..
يتصفد العرق من جبينك عندما يرد في مجلسك اسمي..
تهرع من مكانك اذا مر عليك طيفي..
تهيم بالصحراء..
ترقب غروب الشمس في كل مساء..
تمد يديك نحو خيوطها الذهبيه..
لترسم بها قلب.. وقلبي سجين زنزانته "مشاعرك"..
عشقت نبض قلوب كل من احاط بك .. لعشقك نبض قلبي..
وحبي صامت ينبض به قلبي الرهين ليديك..
قلبي.. هو.. البسمه التي تعلو شفتيك..
الفرحة التي تحلق في سمائك..
هو العين التي ترى بها دنياك..
هو الشوق والوله الذي يأسرك..
قلب ملكته بودك .. وحطمته بغدرك.. وصدمته برحيلك..!!
http://www.q8castle.com/4images/data/thumbnails/13/flower1.jpg
هل انتظرت مليا.. ألا قلت لي انك سترحل بقلبك وتقتل قلبي
وتدفنه في صحراء الالم..
متجاهلا ذاك العهد الذي شهدت السماء بصفائها..
والارض بخضرتها..؟!!
والطيور فوق اشجارها... هل ستصدق نفسك انك قادر على نسيان عهدي..
كلا.. سيبقى ذاك العهد رباطا يطوق عنقك..
ويخنقك في كل حين..
ستبقى صورتي تراودك في احلامك..
سيبقى صوتي دفّا يطرق اذنيك..
وأي يد تمتد الى يدك مصافحة سيخيل اليك انها يدي..
وكل عطر تستنشقه يذكرك بعطري..
صراع يدور في كيانك لن تستطيع التخلص منه ابدا..
ستتمنى انك لاتسمع..
لا تشم..
لاتبصر..
كل ذاك الغدر من اجل ماذا..؟
هل لاني لم أبح لك بحبي ..؟؟
هل اردت ان اسمعك كلمة احبك..؟؟
ألا تدرك اني لن اقولها.. ألم تعلم ان حبي..
سيبقى صامتا ينبض به قلبي فقط..؟
http://www.q8castle.com/4images/data/thumbnails/13/flower1.jpg
اعذرني على الاطالة..
لقد ابحرت في الكلمات.. وكدت ان اغرق.. ولكن استطعت النجاة من الغرق
عند كلمة (فقط ) الاخيرة..
وعدت الى عالم المنتدى والنت..
بلزاك..
كل حرف سطرته يعبر عن مدى ذوقك.
.واحساسك الرائع..
وعن ماتحمله.. في صدرك من قلب (ماسي)...
http://www.q8castle.com/4images/data/thumbnails/13/flower1.jpg
تحيااااتي..
جوود..
المهاجر07
04-08-2004, 08:02 AM
00سيدي ما أعظمك 00
00لي عوده لأستفرد برد يليق بشخصك سيدي 00
00إلى أن أعود لك إحترام وأجلال لشخصك ولقلمك 00
00 المهــاجر 00
الوفــــاء
04-08-2004, 12:37 PM
تشتت افكاري
حاولت ان اجمعها
لابداء بخط حروفي تحت ما كتبت
ولكن...
ما جعلني استغرب حقا
لماذا نشعر بذلك العزف على الجرح ..رائع؟؟؟
كم هو قاسى
وقاسى للغاية
ان نفتح دفتر الماضى
ونقرأ ما خبئته صفحاته
اخي بلزك
هنا اقف لاقول
انني اعجز عن قول اي شئ
غير ان اتمني لك
ان يزول ذلك الآسى
سلمت اناملك
تحياتي
اختك الوفا
سماااا
04-08-2004, 10:36 PM
حتى اعود لك منى احلى الورودddfrad")
الحب الحب
04-09-2004, 11:25 AM
لقد تله الفكر وحارت الخطى واصبحت امشي كالاعمى
نعم كالاعمى فلقد افقدتي صوابي بسحر كلماتك العذبه
المتناسقه التي خطها قلمك الاماسي والتي تفجر قرارة النفس
والتي تغني النفس عن التعبير نعم هاهو بلزاك
يلون ازهار العشق من جديد طرح الحلول طرح الاسئله
بلزاك لا يسعني الا ان اشدواا فرحاا وحزنااا واللم لقلمك
الماشي على انغام الغرام الكلاسيكي الرفيع الحس
ولم استطع الان منع قلمي من التغل في قلمك الرائع واتمنى ان تسمح لي
بهذا التعبير .. القليل
*
*
*
*
*
*
من البدايه إلى النهاية
سيدتي ..
اقرأئي الكلمات من البداية الى النهاية ..
من اول مذكرة الى الاخيره ..
اعتقد بأنك ان قرأتيها بتمعن اكثر .. ستدركين انني قد قمت بتفصيل كل شي
كل شي حدث امامي وكأنه يحدث اليوم ..
وهذه لا تأتي من فراغ
وانما من صدق عاطفتي تجاه ما احس به ..
سيدتي ..
اسمى ما خلقته السماء في هذا الكون هو .. الحب
ولكن اعطت زمامه بيد بشريه لا تعرف كيف تتصرف في قيادتها
فاصبح العالم اليوم .. ينادي ويقول
انا احب وانا احب
فتراه اليوم مع فتاة وغدا مع اخرى ..
وهذه الحياة التعيسة .. لا تجني علينا سوى
الألم والفراق والبكاء
اما انا .. قد قطعت عهدا على نفسي بأن ابتعد عن كل تلكم المهازل
لأبدأ ( بأول تجربة) وأخر تجربة لي في هذا الجانب
وقد رضيت بواقع ما اعيشه .. فقد اهدتني السماء جوهرة مكنونة
لا يدرك لجينها الا من عاش بداخلها
البراءة والعاطفة الصادقة .. الاخلاص والتضحيه
والعهد باللقاء الابدي والحياة حتى الفناء
فهل اكون غير صادق في كل ما قلته ؟
انه القدر يا سيدتي
الحب الحب ... يتمنى لك التوفيق..
العناااا
04-10-2004, 03:46 PM
بلزاك
يا سيد القلم اكتب للمرة ثانية
هذه المرة لن اسرد مشاعري الخاصة
وشعوري برؤية كتاباتك بل اطلب شعورك انت
أتمنى ان تكتب وتكتب وتكتب لسببين أولهما : علّ الكتابة تريح قلبك
المنهك من كل هذا الحب المتأجج .. وثانيهما : أنانيتي !!
نعم .. اعترف أنني من عاشقات حروفك ياسيدي
ومنذ أولى كلماتك .. " أكرهك حبيبتي " ..
وحتى الآن وأنا في شوق دائم لقراءة المزيد
أقسم أن قلمي يعجز عن الرد على كلماتك الرائعة أحياناُ كثيرة
فكلماتك أجمل من أن أكتب عنها وأقوى من أن أبحر فيها
وشاطئك ليس طويلا فقط ... وإنما بعيييد وغارق البعد
لا يصله إلا من يفهمه... وخريطته تستعصي حتى على من تلامس أمواجك قدماه برفق
تقول له هاأنا ذا أدلك بلمسه حانيه وهو يتبعثر في زوايا خريطته !!
دائما بحر كلماتك له رونق خاص يجرنا في جيش امواجه المتلاطمه
فتهزمنا المشاعر أمام وطأتها ولا أملك سوى أن أترك لك مرة أخرى
رمز أحبه جداً وأشعر أنه لا بد من وجوده هنا في صفحاتك
http://members.lycos.co.uk/qetharah/up/up/aaaaa22.gif
دمت رائعاً .. يابلزاك
ولك مني أرق التحاياااااااا
غجرية المنفى
04-12-2004, 12:10 PM
000 ولم يعد المطر يهطل على جبين الورق
حينما أخط أسمك عليها00لم يعد الياسمين يتطاير من بين سطوره
ولم تعد العصافير تقطن أعشاش حروفه والنقاط00
000
000هل تصدق لم يعد قلمي يغرورق بالحنين، ويحاول الانتحار
حينما أسطر به عبارة ((وداعاً)) لزمنك00
000
كل مشاعري اصطفّت كما لم تتحد من قبل00
قادها الفقدُ لمظاهراتٍ تبدأ ولا تنتهي00
احتجاجا على البعدُ واليتمِ و الغياب000
000
وهاأنت تأتي الآن بعد دهر من الانتظار000
وتأتي و لكن لا تأتي00!
0000
تأتي جسد00 متنكر وغارق في سحاب سيجارة00
حامل بين يديك قلبك الذي أصبح كقبعة ساحر
خاوي00 ومليئاً بالأوهام الجميلة00
تأتي لتقبلني00 وتسري برودة الموت في جسدي00
ويرفض جلدي بصماتك00 فمكانها متحف المجرمين
والقتلة000
000
وسئمت محاضراتك عن التُقى ورائحة الشمبانيا تعصف من أنفاسك00
وبالرغم من رائحة عطرك الفرنسي الثمين00 تظل تهب منك
روائح مغامراتك00 بطولاتك00 خياناتك00 طعنات غدرك000
000
لا00 لا أستطيع أن أتملقك كما يفعلون00
ولا00 الادعاء بأن مسدسك أنيق وشفاف00
ورصاصك موهوب00 ومدافعك كمنجات فرح00
فلقد سئمت00 سئمت منك ومن أقنعتك00 ألسنتك00 وببغائياتك00
تعبت من جبروت ضعفي أمامك00 ومن غطرسة قلبك00و طواويس أعذارك00
000
وأريد00
وأريد أن أتعرى من حبك00 وأفقد ذاكرتي00
وأتحرر من قيدك00
لأجمع شتات أحلامي00 وأنفض غبار أحزاني00
فماذا تبقى لي؟؟
لا شيء !
لا شيء إلا البكاء00 والقلق00والحرمان000
لا شيء إلا كوابيس الظلام00 تغتالني ألف مرةٍ كل مساء00
0000
وآآآه000
كم هو الليل طويل00 طويل
ولكنه لا يتسع لتنهيدة من صدري00
وكم هي الشوارع واسعة00 واسعة
ولكنها لا تحيط بشهقة التلاشي00
والأبجدية شاسعة00
لكن الحوار قد اهترأ00
وسلالي فارغة00
مليئةٌ بالبكاء00
و00 وحده الحزن يطل لامتناهياً، وأثقاً من نفسه
ويجيد امتلاكي في ملكوت الأوحد!!
-------------------------------------------
عزيزي00
كم كنت أخشى لحظة وضع النقاط00
على سطورٍ لم يكن يعنيها إلا البياض000
هاهي النقاط تترامى00 بالأعلى والأسفل00
ويختفي طهر البياض00
لتظهر المعاني00أكثر وضوحاً000
و قسوة !
000 بلزاك!
تعلم جيداً00 إني أفضل الصمت00على أن لا تظهر هذه الكلمات على الملا 00والتي من المفترض أن تبقى بين طيات رسائلنا الخاصة00
لكنك أنت من أختار ذلك من أول سطر كتبته في ابتهالاتك المحمومة (أكرهك حبيبتي)00
وإضطرينتي بعد أن أصبحت أدرك أن البعض هنا يحيط بجزء من الحقيقة الغائبة00على العكس ممن هناك00!
لأضع تعليقي هنا00 في بني عمرو!
000
والآن00 هل لك أن تنتظر00 فسوف يكون هناك المزيد من هذه الرسائل!!
الجــرح
04-13-2004, 12:48 AM
بين بلزاك وبداية النهاية جسر عبور يمر على عبرات المنفى
فيزيد من أيديو ليجات المشاعر
لتفتت جمرا يكوي به قلوبنا قد يصل مضاؤه الدول الاسكندنافيّة
فيذيب ما كساها البعد من جليد ويبدد مابها من صقيع تجمدت منه أنفاس الغجر
أن الصورة اليوم أوضح من وقت مضى
ولم يكن الرد بأقل من صاحب القول
ولعـل كآبة وغربة المنفى جعلت الغريب يصيح
ويهتك ستار الضيق ليرتاح بأنات البوح
ولعل بلزاك أدرك فعلا أنها النهاية
وقسوة المنفى أكدت لبلزاك انها فعلا النهاية
فهل ياترى يمتطي صهوة جواده ويجتاح أرض الغجر من جديد
ويحس بردها الحميد
فيستلهم الذكرى
أم أن الظرف صعب على صاحب المنفى؟؟؟
********************
وليس لي الحق هنا أن أصول أو أجول
أو أحدد من البائس ومن الخجول
ولكن شدني حلو المقال وابداع بلزاك المستفيض
وأدهشني المنفى بعجريته التي وصلني منها وميض
سرق البصر مني وأدمى الوريد
قلت لعل أحدهما يصفح من جديد
$بلزاك$
04-13-2004, 04:49 AM
أيها الناعم في دنيا الخيالِ
.. . تذكر العهد و ماضي الصفحات
.. . فعلى بالك ما طاف ببالي
.. . من ليالٍ و عهودٍ مشرقات
.. . لا رأت عيناك شكي و ظلام ِ
.. . و حنيني و لهيب الذكريات // (ميادة)
غجرية المنفى
وصلتني المفاجئة عبر النقال ،
فأتيت مسرعاً ،
متحدياً.. الوقت وضيقه لكي أرُحب بكِ (((فقط)))
(((فقط))) ..
ما أجمل أن يكون نخب مساء جدة دافء بعزفكِ مهما كااان .
تحياتي الى أن اعود .
غجرية المنفى
04-13-2004, 02:48 PM
حقاً00 أحس برغبة وحشية في أن اقهقه معتوهه بفرح كسيح
وبشماته سرية00 لأنك مازلت تمارس موهبتك الفريدة وبإلحاح00!!
لإستيقاظ الحنين بداخلي 00 لأمسيات كنا نركض فيها معاً عبر
براري شاسعة من الفرح والجنون00
نقطعها برشفت حلم مسكوب من زجاجات حبنا المعتق 000
ونغرق في عزف الكؤوس طرباً00
000
يا أيّها الغالي الذي..
أرضيتُ عني الله.. إذْ أحببتهُ
هذا الهوى أجملُ حبٍّ عشتُهُ
أروعُ حبٍّ عشتهُ
000
فليتني حينَ أتاني زائراً
بالوردِ قد طوّقتهُ..
وليتني حينَ أتاني باكياً
فتحتُ أبوابي لهُ.. وبستهُ
آه 00 كم كانت أمسياتنا جميلة و نحن نتسابق بترديد كلمات هذه الأغنية الساحرة لأنستدعي
جنيات الفرح من مخابئهن لتشاركنا الرقص على
00 صخيب همساتنا 00 ضحكاتنا 00 قبلاتنــا 00
وحتى نتوارى خلف سيتار من غابات النشوة 00 والخدر00!!
000
واهآ منك أيها الغريب،
لقد ضقت ذرعاً بالحزن الذي يجتاحني حينما أسمع لحناً 00 أحببناه معاً00!!
وعبثاً نستجدي الذكرى 00 !!
فلم يعد بوسعي أن اتمايل بين ذراعيك 000 ولم يعد بوسع قلبي أن يخطو إليك00!!
، ، ،
وبرغم وجعي منك00اعترف لك بشيء من الأنتصار00!!
و00 سأظل أسترق الزمن لأسترجاع ذكرى شاردة لحبنا 00
والذي كان ضوء 00 وتحول بين يديك إلى تراب 00 !!
00 وستكون تلك حكايتنا00 التي سنورثها لجيل من العشاق00!
$بلزاك$
04-13-2004, 07:46 PM
هُنا كتبتَ ..
http://www.baniamro.com/vb/showthread.php?s=&threadid=7651
(1)
لقد عدتُ من جديد .. اكتب لك رسائلي .. هل سيأتي يوماً و تقرئين هذه الرسائل ؟ لا أعرف !!
لقد عدت لنشرها هنا بين مضاربنا معاً .. لعلك ان تمري !!
اعلم أنه يمكنكِ قراءة الفضاء .. قد قيل لي أنكِ كنتِ تتابعين ما اكتب في الصيف الماضي .. و لكن هل ما زلت مستمرة في قراءة الأحرف ..؟
(2)
" أكرهك حبيبتي ".. هذه الجملة التي دفعت بي لكتابة رسائل هذا العشق المجنون ..
أترين .. كيف لهذا الأحمق أن يجمع بين الكره و الحب كل مساء .. في منازلة بين الغضب و الحلم .. بين قوانين القبيلة و رومانسية نزار قباني !!
وهُنا كتبت ..
http://www.baniamro.com/vb/showthread.php?s=&threadid=10129
فيا امرأة لا تتعبي .. فليس بين السطور أي كلام .. سأضع لك كل شيء فوق السطح ..
لن أبين من تكونين .. فأنت لا شيء !
لن أردد كلمات دفنتها في مقبرة قلبي .. فلم تكن هناك امرأة تستحق حرفاً مما رسمت !
كلما كانت للأشواق جذور يبقى الطريق مشرعاً لخفقات القلب ..
يحمل رسول الغرام قوافلنا المحملة بالامل والصمود ليقرع طبول الخفق فنواكب هفواتنا
وتمتد امانينا لتلغي كل رفض لتلاقي المستحيل بالحلم ..
كان الهم الاكبر ان يجيد القلب لغة الغجرنة ليوفر على الحبر ان يطرق ابواب الصفحات
ولكن التناقض حشد حشودة متعمدا ليغرق الورق بقصيدة مبتورة .
إلى أن أجدَ وقتاً يستحق أن أهدره ..!!
سوف أعوووود
سماااا
04-13-2004, 08:32 PM
هناك اقلام مبدعه يحق لنا ان نحتفى بها فى سمااا منتديات بنى عمرو اجتمعت هنا ولانملك سوى التصفيق لها بحراره وتكرارالتمتع بمداد حروفهم لك بلزاك لك ِ غجريه المنفى
لقاء حميمى دعونا نستمتع بذالك اللقاء افعلو مااردتم اكتبو ماشئتم من الحروف سطرو الوروداسمعونا موسيقى الغرام الكلاسيكى
بلزاك شاعر الجمال وانتى جميله تستحقين ان يكون بلزاك شاعرقلبك لايتسع الا حبك فهو محط اهتمامك وموضوع عشقك
غجريه تحبين بصوت عالى تعبرين عن حبك بالصوت والصوره شكرا لحضورك لسطورك الرائعه اهلابك ومرحبا بحروفك
جميع التهم مرفوضه فى قاموس حبكم منفيه تماما باستثناء تهمه التفرغ للعشق وابداع اقلامكم
http://www.by-silke.de/silkes-traumwelt/elfen_gifs/linie_01.gif
$بلزاك$
04-15-2004, 04:32 AM
جـــــود
يسعد مساءك ..
وشكراً لهذا الحضور الذى استطاع التعمق لإبعد حد لهذه اللوحة ..
لكِ أرق تحية ،
وعذراً للتأخر .
====
المهاجر
يا طيباً إلى حُدود البحر ، لا يكتمل جمعٌ إلا بطلتك ..
ولا يصفو زمنٌ إلا برفقتك ، ولا يحلو حديث إلا وأنت تُجالسنا ..
ننتظرك .
أرق تحية
===
الوفاء
الآسى رفيق البوح وبإختفاء احدهما لا يكتمل الآخر ..
وهما رفيقنا وبغيرهما لا وجود لنا ..
عندما يأسرنا يبقي نبض خفقاتنا ..
عزيزتي ،
أشكركِ من أعماقي .
===
العزيز ( الحب الحب )
شكراً لهذا الكرم ،
و هذا الحضور المكسو قراءة . .
اعذر تأخري
ودمت هُنـا
بكل الود والإحترام والتقدير .
تحياتي لكم جميعاً
$بلزاك$
04-15-2004, 04:58 AM
لمعة الماسة
من نبض حرفكِ وجدت حروفنا السبيل إلى الاستقلال بعد طول استعمار ..
حرفي يرقص جذلا حينما أطل عليه حرفكِ ومس منه شعوراً ..
دام لحرفك نبضه ..
ولكِ شكري وتقديري
===
الدب الوسيم
حرف منك وحرف مني ..
يجمع نزفاً وألم ..
يطرح هماً وثقل ..
يضرب شجواً بسقم ..
يقسم آهات وشجن ..
لك تحياتي يا طيب .
===
سماااا
يا من تعطر موضوعي بمروركِ مرتين ..
يا من وجدت في كلماتكِ دافعاً قوياً لمواصلة النزف ..
سيدتي
العاشقين نجدهم دائماً ..
صاخبين مستهجنين صائحين ..
حينما يضحون لأحبابهم فاقدين ..
أجزاؤهم ؟؟؟ أنهم كانوا بكل جوارحهم مخلصون ..
كم نحن مســـــــــــــــــاكين ..
دمتِ قلما ً يفوح بشذى كشذى الورد ،
وصفاءً كصفاء السماء .
تحياتي لكم جميعاً
$بلزاك$
04-15-2004, 05:05 AM
غجرية المنفى
.. لو تعلمين ..؟!!
.. بل تعلمين ..!
.. كم هي قبيحة مقبرة العاشقين !
.. وتسمعين .. صراخاً .. كاد أن يوقظ الميتين ..
.. في أرضٍ .. من حطام قلوب المهجورين ...
.. في وديانٍ .. من دماء المجروحين .. .
.. في جبالٍ .. كونتها أجساد أشباه الآدميين ..
.. في بحارٍ .. تسبح فيها ذكريات الراحلين ..
.. في ينابيعِ .. امتلأت بغدر المحبين ..
.. فلا تسألين أين أنا .. عندما الألم تتجرعين !
.. لا تبحثين .. ففي أعماقكِ بقاياي ستجدين !
أهـلاً بكِ محلقة في عالمي
خالص مودتي
$بلزاك$
04-15-2004, 06:10 AM
نكمل ..
لكل نهاية بداية –
مكان الأحداث :" في بقعة من هذا العالم "
الزمان : " قبل نهاية الأزمنة "
________________
ولد في عام من الأعوام ... !
كبر الطفل سريعاً ، سابق الزمن محاولاً أن يكون كما أراد له أبوه ( الزعيم ) شبلاً من أسد !!
وضعه الزعيم فوق مركب ضخمة ، لم تكن تعترف بالخطأ ، ولا حتى أخطاء الأطفال !
الزعيم يسكن القرية وأراد أن يحقق حلمه الدراسي فيه والذي فشل بالفوز به لظروف التعليم حينها ، المدرسة كانت بقرية آخرى ليست بالبعيدة ، ولكن الزعيم أصر على ان يدرس أبنه في مدرسة أبعد لخلافات قبلية !
أراد الزعيم أن يرى شبله في ذات الطريق التي تاه عنها يوماً بعد أن أغرته الأرض والزعامة و القرية !
في تلك القرية كان الطفل يكبر بسرعة الريح ، في مدرسة " العدوة " الابتدائية تسبب هذا الطفل بنقل مدير المدرسة إلى أبعد قرية في المنطقة لأن ذاك المدير ضرب الطفل على وجهه لتأخره عن صلاة الظهر !!
في السادسة عشر من عمره ، أنتقل مع والده إلى المدينة ، كانت الفتاة التي وُلِدت في ذات اليوم والشهر الذي وُلِد فيهما في تلك المدينة ، هي ذاتها الطفلة التي كان يرفض إلا أن تكون معه عندما يآتي والدها كل صيف الى القرية ، بل ولا يقبل إلا أن تكون معه في أي لعبة يلعبون ، التي تغضب منه عندما يرفض مرافقتها للعب في طرقات القرية ، ذاك الطريق الذي فيه جرحت قدمها عندما كان يركض هارباً منها إلى أصدقائه ، لأنه يرفض أن تكون معه عندما يكون مع أصدقائه .. فعاداتهم و تقاليدهم تجري حتى في صغارهم كالدم في العروق !
كبرت كأنها قررت اللحاق به حتى في العمر ، زمن الطفولة قد ولى ، واليوم كأن شيئاً يحركه نحوها ، يشعر اتجاهها شعوراً يختلف عن أي إنسان آخر .. !
ليس شعور صداقة ! .. فما يشعر به يختلف تماماً عن شعوره بصديقه النور !
ليس شعور الأخوة ! .. فهو النقيض بعينه عن شعوره بأخواته الأربع !
إنه شعور الوله والشوق ، حتى عندما تكون أمامه تختال كفراشة بين ورود الحديقة .. إنه الخوف في أعماقه عندما يشعر أنها مريضة ، حتى وأن كان متأكداً أنها تتعذر بالمرض هرباً من الذهاب للمدرسة ..!!
كان له صديقاً من العائلة يكبره بأشهرٍ ، منحه لقب (( نور الهادي )) كاقتباس من معاني اسمه الحقيقي .. كان النور أول من علم بأمر هذا العاشق ، صارحه أنه أقرب إلا أنه عاشق ..
لم يصدق النور كلماته ، وأخبره أن يتريث فمن الممكن أن يكون شعور محبة ومعزة لا شعور الحب فهما تربيا معاً ومن الطبيعي أن يشعر بقربه منها !
لم يمنح صديقه أي اهتمام لما قال ، بل أكد له أنه الحب ، العشق ، إنه الهوى الذي أسماه أعلى درجات الجنون !
أمضيا الليالي الطويلة في حوار الحب الأول ، والعشق الذي يشعر به لأول مرة .. ومرت الأشهر سريعة ، وكانت الأمسيات جميلة في حوار الحب بينه و صديقه النور .
كان يصفها كأنه شاعر عربي قديم يرى مليحة في الحي فيتغنى شعراً بجمالها ... ولا يجرأ على أن يلمح لها.
كأنه رساماً يجسد سحر الكون فوق لوحة من قماش.
لم يكن ليحتمل ذاك السيل الجارف الذي يتغلغل في جوانب جسده النحيل ، و لا تلك الأشرطة الدخانية السابحة أمام عينيه في حديقته وهو يتأوه من خلالها عشقه الوليد .
و في مساء يومٍ هادئ ، توقف فيه المطر ، وأحس جميع من في المدينة بدفءٍ غريب كأن الربيع قد حان ، اتجه إليها حيث كانت :
الجــرح
04-16-2004, 06:57 AM
لا أعلق ولا أزيد
ولا يحق لي أن أستزيد
أني قد وقفت ها هنا أمتع عيناي بفلم سئمائي عاد بي لأيام سكسبير
أجول بين أحداثه بتمعن
وأقف أحيانا بين تسلسل مجرياته مليّأ وقد أغدقت عيناي الدموع ولا أبالغ
لأنه هنا فقط السينما التي تسبق بها الحقيقة الخيال
والحركة تسبق النص
والسيناريو مبهم مسبقا
ولعل المتتبع يتسامى الى متذوق ينتظر الحدث تلو الآخر
وأنا هنا أجعل من شاشة الأفكار سبيلا الى الخلاصة
الى النهاية
الى الـ THE END
والتى أتمنى أن تكون سعيدة
بقدر ما أمتعنا وأصّر عليه بلزاك
وبقدر ما أتسعت له بلاد المنفى من أطياف جمعها معا صدق النوايا
)OPEN~M!ND(
04-17-2004, 12:15 AM
سيدي بلزاك..
استميحك عذراً على المقاطعة واسمحلي أن ارحب بصديقتي غجرية//
سيدة المنفى../
إذاً .. واستيقظت الغجرية من سباتها..المكبل!
من صمتها الطويل..وعادت تخاطبنا!!
إذاً .. وعدتم كما كنتم /
طفلين في جبال(. . .)...
يقتسمان النجوم والغيوم
ويتشجران في غمرة القبلات
التي يطبعها القمر على خدودهما المتوهجة بالأشواق!!
وإذاً..التقينا وهانحن من جديد!
ولاأقول لك أهلا بقدر ماأقول لك شكراً لهذا الهطول الرائع / الساخط ..
والذي نتمنى أن تجعليه هتان دائم .. يعم بنفعه كل الآرجاء..
ولاتحرمينا من قلمك وبوحك المميز.. أستاذتي وسيدتي غجرية
ودمتي بود..وبألف تحية ورد
المهاجر07
04-17-2004, 05:35 AM
سيدي
أنت كالسماء في صفائها كالبحور في أسرارها
ملك أنت سيدي 00 عجبت من حروفك 00
من همساتك وسكوتك 00
كيف لا وأنا امام هذا الشلال الذي تغمره أحزان وأشجان 00
لله درك سيدي 00
وتعطلت لغة الكلام 00 فما أستطعت أن أقول لك
إلا أنك أتعبتني 00 أتعبتني ..
$بلزاك$
04-18-2004, 03:44 AM
http://www.imakenews.com/alontha_1/alontha_1_pic_74401.JPG?z=1-77502632
لحظة هذيااان
حينما غبتِ ..
اعتلت أعضاء طالما كانت في نشاط حافل ..
فالقلب اضطرب اضطرابا لا مزيد عليه ..
والعينان تهل الدمع غزيراً كالمطر ..
والمزاج تعكر بكل ألم ..
والشوق يشتعل في جوفي كالنار ..
والحياة من جراء ذلك أُصيبت بالاكتئاب ..
فحالة الصفاء مع محبوبتك ..
يترتب عليه ..
إلغاء كل الأ زمنة المحتملة غير زمنها ..
ويترتب عليه ..
ترصيع تلك المساءات بالذهب ..
وأن ..
تعطر جوها برائحة المسك ..
وأن ..
تصنع عالما ساحراً لا ينغصه كدر ..
فهل غيابكِ قاتلي ؟
سادر هو ذاك الذي لا يجسر بيني وبين روعة عينيكِ ..
ولمعة خديكِ ، ورقصة مشيتكِ ، ودفء مشاعركِ ..
ولذيذ حبكِ ..
فبوجودكِ حبيبتي .. لن أبالي .. ولن أسأم ..
ولن أغتم ..
بل سأنتشي بصورة سينمائية مكللة بالفرح ..
وسأحلق عاليا ..
بشكل راقص كما الطائر الحر بين ثنايا الغيوم ..
عودي للهوى المصاب ..
لا تتركي القلب الجريح ..
الذي نزف كثيرا ولا يــــــــــــــزال ..
وهو بذاك النزف ..
يبحث عن الدفء ..
الذي استشعره ذات مساء ..
عن الصوت الساحر ..
الذي شنف مسامعه في زمن حب لا مثيل له ..
عن الحب ..
الذي اشتعل كثيرا في ليلة وردية مساؤها قمر ..
عن الشوق اللاهب ..
الذي يحرقني ، ويحرقني ، ويحرقني ..
ويكاد أن يقذفني في مجاهل الظلام ..
ويضعني على حافة القبر ..
ويحملني بلا هوادة إلى عالم الهاوية المرير ..
آنئذٍ يحق لي أن أصدح ..
أعطني محبوبتي .. وارمني في البحر ..
مفارق الخلان
04-18-2004, 04:01 AM
أخي المبدع المتميز في جميع كتاباته
بلزاك
والله إني حاولت الرد على هذا الأبداع فلم تستطيع الحروف التعبير
وإكتفت بأن تقول أنك المبدع في أسلوبك
والمنمق في ردودك
والمتميز في طرحك
وقفت إعجاب
لك ياسيد الرواية
تقبل تحياتي
وأقبل عذري الخاص
........................
http://www.s22s.com/8.rom
غجرية المنفى
04-18-2004, 01:36 PM
دعني وجرحي فقد خابت أمانينا
هل من زمان يعيد النبض يحيينا
ياساقي الحزن لا تعجب ففي قلبي
نهر من الحزن يجري في مقآينا
كم من زمانٍ كئيب الوجه فرقنا
واليوم عدنا ونفس الجرح يدمينا
جرحي عميق خدعنا في المداوينا
لا الجرح يشفي ولا الشكوى تعزينا
كان الدواء سموما في ضمائرنا
فكيف جئنا بداءٍ كي يداوينا000
000
بلزاك/
لم اعد اذكر شيء غير أننا00
سعداء كنا 00 ولم يغفر لنا الناس هذا الجرم!!
كان لنا ربيع 00 في قحط شتائهم!!
وقد كان لنا عيد 00 في سقم أيامهم!
ولم يكن يحلو للقمر السهر إلا ليجمع الفرح من حول دارنا
وينثر ظلاله في لياليهم!
وكان قلبينا طيور وردية وقد تم إعدامهم!
لأننا طرنا بعيداً عن قبيلة الغربان والشتاء والروتين00
لنفتش عن براعم ربيع في أرض الحب والدهشة00
000
هل تذكر 00 ساحة ميس الريم في أواخر أيلول00؟
أنا اذكر00!!
كيف تعمد نسل يدي من يداك في ذروة الزحمة00
واختبأت خلف عربة ذلك العجوز بائع الدراق والمشمش00
أحاول أن ارتقبك وكيف جن جنونك عندما لم تجدني حولك
وبدأت أرصد علامة القلق والشحوب التي غيرت تقاسيم وجهك البشوش00
كنت تصرخ فيمن حولك /
هل شاهدوا الغجرية ذات الفستان الحريري الأبيض00؟!
هل شاهدوا صاحبة الشعر الطويل الفاحم00؟!
هل اشتميتم نسيم القرنفل الفواح00؟!
خُيِل لي أن قلبك جاب الكون للبحث عني في تلك اللحظة00
ولبرهة شاخت بي الذكرى لأتذكر نفس ملامح الخوف والقلق الذي
أصابك عندما نزفت قدمي حين تعثرت في أحدى طرقات قريتنا00
فخفق قلبي خوفاً عليك و أيضا منك 00 فعدت مسرعة إليك وأن أهمهم بكلمات
لؤم وعتاب وكيف تركتني أتلاش في هذا الزحام00
ولا أخفيك شعوري بوخز ضميري تلك الليلة00 ولم أجرؤ على أخبارك إني تعمدت ذلك 00!!
000
والآن أعود لأسأل نفسي كيف أضعتك من يدي أيها الشقي، كيف أضعت ربيع عمري؟
وهل مازال يحق لي أن أتوق لك الآن؟
فمازلت ابحث في كل الدروب 00 عن وجهك!
حين تصير كل الوجوه حولي صماء بلهاء00 يغطيها النفاق والرياء!
000
آه لو تعلم كم أتوق إليك،
ولأن القلب الذي عرف معنى مرورك بقريته الكئيبة مرة، مازال يتوق لبيارقك الملونة وأناشيد ضحكاتك!
000
وأتوق إليك،
لأننا معاً كنا ربيع000!
000
ولو000!
ولو عرفنا أن ساعة افترقنا أن جسد طفلنا/ الحب سيصلب على باب قريتنا ويحولها إلى أرض محروقة وخراب!
لو000!
لو لم أتركك تمضي 00 !
ولو إنني لم أصر على أن أمضي 00!
فقط لو كنت أعرف 00 لما تحول نيسان من بعدنا إلى كوم رماد !
$بلزاك$
04-19-2004, 03:29 AM
الدب الوسيم
هل هناك نهاية ؟
لا بد من النهاية فلكل بداية نهاية ولكل نهاية بداية !!!
حقيقة لا أرغب في نهاية النهاية ..! أحايين كثيرة أحلم بهذا !!!!
أخي العزيز ..
بعض الأسئلة التي تواجهنا تثير فينا جروحا لا تريد أبدا ان تندمل ....
حين يصبح المكان مقبرة بعد ان كان جنة أقول .... لماذا ؟؟؟؟
لماذا لا تجد إجابة ولن تجد إجابة أبدا .........
بعض الأسئلة لا تعرف إجابة ...
بعض الأسئلة لا تثير ألا جروحا ..
بعض الأسئلة يجب ان تلغى من قواميس الآخرين
ربما تظل الجروح بعدها خامدة حتى إشعار آخر ........
سيدي
عرفت حرفك من الذين يقرأون ما وراء الأسوار ..
وكلما قرأت لك ازداد قناعة بجمالية و صدق هذا الحرف ..
أشكر الله لوجود أمثالك بيننا .
لك مني سلام الأصـدقـاء
====
أوبن مايند
يا صديقة الحرف ورفيقة النزف ..
هل مثلكِ يطلب الأذن وهو من أهل الدار ..
كلماتكِ شطبت جميع المسافات .....
هـنـيـئاً لعروس البحر التحافها إياكِ ..
ففي كل كلمة يخطها يراعكِ اركض إلى حيث أنتِ ..
أقرأ ..
فأنتِ من القلائل الذين أجد نفسي بين حروفهم .
ارق وأعذب التحاياااا
====
المهاجر
عندما أهديتني كل ما لا أستحق ..
.. أقول .. شكراً لكل هذه الهدايا يا مهاجر ..
من عميق الأخوة ..
أُهديك تحياتي
====
مفارق الخلان
مجرد مرور أمثالك من هنا ..
يشرفني ويشبع غروري ..
ارق التحايا واعذبها لشخصك الكريم .
$بلزاك$
04-19-2004, 03:46 AM
http://www.imakenews.com/alontha_1/alontha_1_pic_000074411.GIF?z=1-86802557
غجرية المنفى
لا عليكِ اكتبى ما تشائين ..
وارسمي كما تحبين ..
انا هنا او هناك ...
سوف أقراء كل الحروف ..
سوف اتخيل كل الصور ..
سوف استشعر كل المشاعر ..
سوف اترجم كل النبضات ..
نعم رسمتكِ حبى ..
رسمتكِ سيدة حروفي وآهاتى ..
رسمتكِ فارسة آحزاني وأشواقي ..
وعشت أسير احلامكِ الأبدى ..
انا لن ابحث عنكِ ..
لإنكِ معي في كل مكان ..
في قلبي ....
في عقلى ....
في احزاني وافراحي ..
في سنين البعد القاسية ..
وفي ليالي اللقاء الثائره ..
ولن تراودني شكوك في اني افتقدكِ ..
سأظل احملكِ في كل شراييني ..
وخفقات فؤادى وهمس مشاعرى ..
سأكتب واكتب واكتب ..
كلمات حروفها نبضي ..
وفواصلها شوقي ..
بدايتها انتِ ونهايتها أنتِ ..
سأحفظكِ بين جفناي ..
واحكيكِ لكل زواري ..
سأبقيكِ مجهولة عن الأنظار ..
حقيقة في الفؤاد ..
وسأغنيكِ بكل اللغات ..
وارسمكِ بلون شفاف ..
حتى لا يدرككِ غيري ..
فلا تخشي المجهول ..
فالمجهول معكِ حقيقة واقعة .
http://www.imakenews.com/alontha_1/alontha_1_pic_000074411.GIF?z=1-86802557
$بلزاك$
04-19-2004, 07:40 PM
نكمل ..
لكل نهاية بداية –
مكان الأحداث :" في بقعة من هذا العالم "
الزمان : " قبل نهاية الأزمنة "
________________
و في مساء يومٍ هادئ ، توقف فيه المطر ، وأحس جميع من في المدينة بدفءٍ غريب كأن الربيع قد حان ، اتجه إليها حيث كانت :
هو : مساء الخير
هي : أهلاً ، أين كنت ، والدتك اتصلت تبحث عنك ؟
هو : كنت أتمشى في حدائق المدينة ، ثم ذهبت إلى فندق المدينة ، أين أهل الدار ؟
هي : لقد خرج بعضهم والبعض الآخر يحضر لدروس الغد !
هو : و أنتِ ! أليس لديك دروساً للغد ؟ إلى متى ستبقي هكذا غير مهتمة بدراستكِ !
هي : أرجوك يكفيني والدي ووالدتي !!
هو : أين هما .. هل خرجا أيضاً !!
هي : نعم ، ذهبا إلى بيت صاحبك الذي أنكر معرفته بمكانك عندما بحثنا عنك !!
هو : لم يكن يعلم أي إنسان أين كنت !!
هي : ما بالك ، أين المرح الذي كنت تملأه في أرجاء أي بيت تدخل !!
هو : أود أن أتحدث معكِ بشيءٍ لا أعرف إن كنا صغاراً على التحدث به أم لا .. لست متأكداً أن الوقت قد حان للتحدث به ، ولكنني أشعر به منذ زمنٍ كأنه ولد معي ، كأنه مصيري الذي لا مفر منه ، لا أعرف كيف أبدأ ، فلم أعتاد على التحدث به مع أي إنسان من قبل .
هي : ماذا تعني ، لم افهم !! .. و لماذا أنت متوتراً هكذا !! ؟
هو : أحبكِ .. نعم إنني أحبكِ .. !!
** صمت طويل ... .يداهم غرفة الجلوس الكبيرة ..
بقيا صامتان ينظران إلى التلفاز ، حتى ذهبت إلى غرفتها مسرعةً عندما سمعت صوت والدتها في مدخل البيت السفلي !!
خرج بعد أن جلس مع والديها قليلاً ، وخلف مكتبه الدراسي ، كان ناسياً كل كتب الدراسة التي أمامه شعر أنه أخطأ .. وتسرع بالحديث لها مباشرة .. ولكنه لم يكن يشأ أن يكون بينهم رسول !
كان يريد أن يترجم بنفسه أحاسيسه اتجاهها ، ويشرح حقيقة قلبه النابض بأحرفها الخماسية ، بعيداً عن كل البشر ، عن كل هؤلاء المحيطين بهما كان متأكد أن همسات الحب المتمردة إلى حيث عينيها لن يستطيع أن يترجمها أي إنسان ! **
هو : أين أنتِ .. جئت مراتٍ عدة و لم أراكِ .. وكلما اتصلت لا تردين على الهاتف ؟؟
هي : لا أعرف ما أقول ولكن كلامك فاجأني !!
هو : اسمعي .. إنا أحس في داخلي شيء غريب عندما أسمع صوتك أو أراكِ أو حتى عندما ينطقون باسمك ِ !!
هي : و لكن ما زلنا صغاراً .. ولا نعرف هذا الإحساس .. أنني خائفة ؟
هو : أنا لا اطلب أن تجبري نفسكِ فتكوني حبيبتي لأنني أريد فقط ! .. أنا أسألكِ الآن .. ما هو نوع الشعور الذي يسكنكِ اتجاهي !!
هي : لا أعلم .. أعترف أنني املك شعوراً خاصاً بك .. مميزاً عن الآخرين ,, وأنني ارتاح كثيراً عندما تزورنا !!
هو : هذا هو … إنه الحب !!
هي : ليس بالضرورة ..
هو : حسناً .. لنتفق على شيء .. أن نسمح لهذا الشعور الصغير الوليد أن ينمو معنا ويكبر ولا نتحدث بهذا الموضوع حتى نتأكد منه
هي : موافقة .. و لكن سنبقى عاديين أمام الجميع .. صديقين نلعب و نضحك .. نتناقش و نأخذ برأي الآخر .. وعندما احتاجك تأتي وعندما تحتاجني ألبي نداؤك !
هو : حسناً يا صديقتي اليوم .. و حبيبتي غداَ ..
هي : لقد اتفقنا .. ما بالك لم تمر ثواني على الاتفاق !!
هو : اسمعي .. لن أكمل هذا الاتفاق !!
هي : و لكنك أنت من أقترحه !!
هو : غيرت كلامي .. وأريدكِ .. بكل صدق أن تتأكدي من ذاك الإحساس و أتمنى أن تخبريني بأخبارٍ جميلة كعادتكِ !!
هي : حسناً لنبتعد عن بعضنا قليلاً .. أضف إلى أنك يجب أن تهتم بدراستك و أنا و أنت نعلم أن والدك متشدد جداً اتجاه هذا الموضوع !!
هو : سوف احضر هنا متى ما شئت و لن يمنعني من الحضور سوى والدكِ فقط !!
هي : تعلم أنك بمثابة ابناً له ، ولن يمنعك ، بل على العكس إنه يستغرب أحياناً إذا ما مر يوم ولم تحضر إلى هنا !!
هو : هو فقط !!
هي : الآن وداعاً ، فلدي اختبارين غداً ، ولم أحضر لأي منهما بعد !!
هو : حسناً ، في رعاية الله ..
** يجلس خلف مكتبه .. يتمنى لو يكبر سريعاً ، فيذهب بها بعيداً عن أعين الناس ،،، يدعو الله ألا يفرقهما .. أن يجمعهما معاً .. !
يزوره صديقه و يسأله عن الحب ؟
إن الحب لا يملك تعريفاً أو وصفاً ، الحب إحساس يجب أن يعيشه المرء فيحيا به ويتعرف عليه ..
و ينصح صديقه أن يصبر فحتماً سيأتي ذاك اليوم الذي يراه متوتراً تارةً وسعيداً تارةً أخرى !! **
نكمل انشاء الله لاحقاً
$بلزاك$
04-22-2004, 05:54 PM
نكمل ..
لكل نهاية بداية –
مكان الأحداث :" في بقعة من هذا العالم "
الزمان : " قبل نهاية الأزمنة "
________________
ما أجمل ولادة الحب ، كفرحة الأبوين بولادة الطفل الأول ، و يا لهذا الصباح المتورد بعينين عاشقتين تعزفان فرح الإنسان .
ما أجمل ليل الحب على أنغام " أبو نورا " و آهات " الست " و رومانسية " نجاة "
عيناه تفضحان العشق على وجنتيه حين يطرب الحي الراقي بموسيقى العشق ويراقص وريقات الحدائق اليانعة ، وكلما حضر ، وجد بين يديها وردة قطفتها من ورود حديقتها، غير آبهة بتعليمات أمها بعدم المساس بورود الحديقة ، متمردة على تقاليد القبيلة .
كانت هي الوردة الأجمل ، كم كان يود احتضانها !
و لكنها لازالت صامتة ، رغم الورود ، رغم الوله المرسوم على وجنتيها ، وهو منتظر أن تحرر هذا العشق السجين في أعماق عينها .. كانت تغيب عنه ، أياماً يبتهل للإله أن تكون بخير ، يحاول أن يراها ، أن يسمع همساتها ، كانت خائفة تستفسر إن غاب يوماً، وتهرب من رؤياه إن حضر يوماً ، وتتأوه من هذا الشوق الذي يحاصرها في كل الأجزاء ومن ذاك الحياء .. العطر الأنثوي الذي غدى سجاناً للمتمرد الذي يقبع أضلعها .
كل من حولهما شهد ولادة العشق المجنون ، كعادة البشر انقسموا لقسمين ، ندماء وعذال !
فراح من يحرضهما و يزيد ثورتهما ليكونا درباً لكل عاشق وعاشقة في القبيلة ، وراح من يبعثر الأشواك في طريقهما مهدداً تارة ، متوعداً أخرى ، صانعاً وهماً من خيال الحب ، وعذره فلان وفلانة ، ودليله قصص لعاشقين قبل آلاف السنين !
ولكنه حطم كل من يقف جداراً أمام مسيرة عشق ولدت في مكان وزمان حرموا به العشق ، وهم يثملون ، يمارسون طقوس الرذيلة مع نساء الليل ، وكأن الرذيلة حللت مقابل تحريم العشق !!
لم يحدث غير صديقه ، لم يناجي غير نديمه ، لم يسمح لأي إنسان أن يقتحم مملكة أسراره ، ومع كل هذه الإرادة ضعف وأعلن العشق ..
رفض نساء المدينة ، معلناً بيانه الشهير حين رفض أجمل بنات مدينة الحضر معترفاً بأنه صار أسير حبٍ لن يموت !
وأن أميرة القبيلة قد استوطنت عرش قلبه ولا ينتظر سوى اللحظة التي يمنحها تاجاً من أضلعه .
ذاك عام مضى كأنه ليل البارحة ، راح يجهز نفسه لحفلة ميلاد حبهما الأولى فأقام حفلاً دعا إليه المشاهير من العشاق ..
ابن الملوح وأمرؤ القيس ،
نادى على شكسبير ليحكي له قصة الحب العذري التي لا تضاهيها في جمال صدقها كل قصص شكسبير .. !!
كانوا جميعاً حاضرين وذاك القباني الذي كان سعيداً مع أهل الحب ، بما يسمعون من هذا العاشق المجنون !
كل أهل الحب حاضرين هذا الحفل .. منحوه شرف السيادة عليهم .. سيد أهل الحب ..!
ولما حضرت .. وقف الجميع ..
ينظرون كيف يتهادى جمال الحب من أمامهم
مرت حتى وقفت أمامه .. فقبل يدها اليمنى ..
وبدأت الموسيقى فرقصا معاً رقصة الحب ..
والجميع من حولهم ينظرون .. يباركون .. يفرحون ..
فذاك سيد الحب يرقص مع حبيبته .. رقصة الحب .. في حفل الحب الأول :
هي : مرحباً .. كيف حالك .. أين أنتَ ؟ سمعت أنك سجين غرفتك منذ شهر ، ولا أحد يعلم ما بك ؟
هو:
نكمل لاحقاً
غجرية المنفى
04-24-2004, 02:55 AM
http://us.greet1.yimg.com/img.greetings.yahoo.com/g/img/corbis1/67820.jpg***
*
... هذا المساء الحلو
... يخفي لنا
... من المنى
... أضعاف مايبدي
... أطيافه النشوى
... إلى مقلتي
... زفَّت بشارات
... إلى العودِ
... كم فيه من ترنيمة
... دغدغت
... قلبي بهمس
... الأمل الوردي
... غنَّت عصافير
... المنى غنوة
... هيمانة
... مشبوبة الوقدِ
... ياوعدي المحبوب
... حان اللقاء
... فامرح كما
... الأطيار ياوعدي
... غياهب الأشجان
... قد زُحزِحت
... ياهالة الأفراح
... فامتــــدِّي
... سعادتي في خافقي
... سقســـقت
... ألحانها تهمى
... بلا عـــــدِّ
... ما أطيب الدنيا
... وأشهى اللقاء
... والقلب في
... إشراقة الوُدِّ
*
*
*** بلزاك ***
كلما أخذني الحنين اتيت إلى هنا ،،،،،،،، أنتظر
على كرسي الشوق ............
فهل مازلت هنا ايها الغائب الحاظر
...............................
كلنا ننتظر
الجــرح
04-24-2004, 04:27 AM
الله أكبر عندما
غنَّت عصافير
... المنى غنوة
... هيمانة
... مشبوبة الوقدِ
*
*
*
*
الله أكبر عندما
حان اللقاء
... فامرح كما
... الأطيار ياوعدي
*
*
*
*
الله أكبرعندما
غياهب الأشجان
... قد زُحزِحت
... ياهالة الأفراح
... فامتــــدِّي
*
*
*
*
الله أكبر عندما
سعادتها سقســـقت
... ألحانها تهمى
... بلا عـــــدِّ
*
*
*
*
الله أكبر
ما أطيب الدنيا
... وأشهى اللقاء
... والقلب في
... إشراقة الوُدِّ
*
*
*
*
أنا هنا أرد على الآن على غجريّة المنفى
وأسجل اعجابي المتواضع بما قالت
وأسجل لها تحياتي أن أزالت الغمة ونادت
وأهنؤها من كل قلبي ,, وأهني بلزاك
ولازالت التكبيرات تضفي العظمة على الموقف
وتبيّن كم هي سعادتنا غامرة بذكراللقاء
وجلاء الغم والجفاء
هـــــــــــنــــــــا اهـــــــــــــداء_اضغط (http://song4.6rb.com/ksa/abdo/abdo-3alalbal.ram)
هنيئا من كل قــــــــلبي
غجرية المنفى
08-25-2004, 04:29 AM
http://y1y1.com/hd3/albums/userpics/10277/pic_playing_with_water%7E0.jpg
بلزاك....
حملتك الأيام بعيداً عني..
و لا غيمة تخبرني مكانك..
ولا ريح تحمل لي أخبارك..
وكل ما بقي لي..
آثار الشوق في عيناي..!
***
هل ذنبي إني..
جعلتك "بوصلة للحب"..
فتاهت سفني في بحرك/الغياب؟
***
بلزاك....
عدْ "ليّ" .. وسأقتسمُ معكَ الزمان ..
خذْ ..ما تبقى..
و لي .. "ما قد كان" !
http://muha.jeeran.com/iLoveU.mid
$بلزاك$
10-07-2006, 05:09 AM
وبعد غياب حال دون إكمال الحكاية ، أعود لكم أحبتي لنكملها ..
لأن لكل نهاية بداية و العكس ,,,,,,
** ويجب ان اكرر ما أشرت اليه في البداية ..
فصول هذه الحكاية ..
قد تكون طويلة للبعض و قصيرة للبعض الآخر ..
قد تكون طبيعية لبعض البشر وعاطفية للبعض الآخر ..
قد يراها البعض ضرباً من الخيال ، أو يراها البعض الآخر مأساة تروى وتدفن في مقبرة الحياة ..
ومع كل الاحتمالات .. والتردد في صياغة أول حرف ، كما التردد في إكمالها هنا .. أستقر القرار على المواصلة ..
(22-04-2004 02:54)
هي : مرحباً .. كيف حالك .. أين أنتَ ؟ سمعت أنك سجين غرفتك منذ شهر ، ولا أحد يعلم ما بك ؟
هو : ألا تعلمين أنت ِ ؟ فكرت أن أعطيكِ فرصة للتفكير !!
هي : التفكير بالدراسة جيد .. و مفيد .. مستقبل الإنسان و أنت تعلم أهمية الدراسة عند أهلنا !!
هو : ما بكِ .. أتمزحين أو تحاولين أن تغير الموضوع ؟
هي : أود أن أغني لأم كلثوم .. فـ اختر أغنية ؟
هو : أنت عمري .. أود أن أسمعها منكِ ..
هي : سأغني .. ماذا أغني .. أنت عمري لا أنت لست عمري .. أنت ,,, أنت ،،، أنت ،،،
هو : أنا ماذا .. ؟؟
هي : ما الذي جرى لصوتك وكأنك تنتظر خبراً فاجعاً ؟؟
هو : اختاري ما شئت .. فصوتكِ الجميل سيمنح أي أغنية جمالاً أكثر ..
هي : سأغني .. أنساك ..
هو : هل تريدين نسياني فعلاً ..؟
هي : أبو الشباب .. لقد اتصلت لأنني أود التحدث معك ، فلا تعكر الجو واسمع الأغنية .. بكل هدوء !!
"" و أحب تاني ليه .. و اعمل بحبك إيه "" غنت أنساك ... أطربته عندما أضفت جمالاً جديداً لأغنية أم كلثوم .. وكأنها تؤكد حبها له فتعلن أنه من المحال أن تنسى حبه و لا يمكن أن تحب غيره ! .. .. فماذا هي فاعلة بحبه الذي برهنت أنه يسكنها ، يطربها ، يزيدها جمالاً ورقةً !!
هو: الله .. لقد أزداد حبي و تعلقي بهذه الأغنية أكثر ..
هي : أود أن أقول شيء .. و أنا متأكدة منه .. ولكن الخوف يمنعني .. !!
هو : الخوف من ماذا .. ؟
هي : لا أعرف .. كلما فكرت بك .. يراودني شعور غريب ، يخيفني .. لا أعرف ما هو .. !!
هو : تكلمي .. فمنذ زمن و أنا أنتظركِ .. لتسمعينني هذه الكلمة !!
هي : هل تحبني ؟
هو : إن كان مقدراً للحب أن ينتهي من هذا العالم ، سيأتي كل العاشقين إلي ، أتعلمين لماذا ؟
لأمنحهم بعض من الحب الذي أملكه الذي كتب لكِ أنتِ وفقط أنتِ !!
هي : ولكن .. هل نحن فعلاً نتحدث عن ذاك الحب الذي يربط عاشقين معاً ، الحب الذي ينمو بين أثنين ، الذي نقرأ عنه في القصص والأشعار ..!!
هو : نعم ،، إنه الحب الذي جعلك تطربينني في هذه الساعة و كأنكِ في زمن أم كلثوم ، إنه ذاك الذي يجعلنا نتحدث وكأننا جيل القباني أو حتى قيس وليلى ، إنه الحب الذي لا يعترف بزمنٍ أو حدود !!
هي : أتعلم ، إنه أروع إحساس ، مختلف ، عذب ويعذب في ذات الوقت .. و خصوصاً عندما تتوهج فيك اللوعة والشوق للقاء أو حتى لسماع صوت الحبيب , أحياناً أود لو أن لي جناحان فأطير إليك وأجلس أمامك أراقبك وأشبع ناظري من رؤياك حتى بدون أن نتحدث ... حياتي .. هل تعتقد ..
هو : لحظة .. لحظة .. ماذا قلتِ ..!!
هي : ما بالك .. ماذا قلت !!
هو : قبل قليل .. نطقت بكلمة .. لم أحس بجمال موسيقاها إلا هذا الفجر .. سأحتفظ بهذا التاريخ .. للذكرى !!
هي : اليوم التاريخ & 13/02 &
هو : ما أروعكِ .. اخترت اليوم الأنسب لاتصالكِ الأجمل ..
فأعلنتِ شرعياً ولادة هذا الحب .. الذي أرى أنه سيكون أجمل حب ..
هي : وأرى أنه سيكون أعذب حب ،، وسنعذبه كثيراً !!
هو : الحب من يعذب العاشقين والمحبين وليس العكس !!
هي : نحن عاشقين سنقلب النظام و نعذب هذا الحب الجامح !!
هو : كما تشائين ،، فلنعذبه وليعذب كلانا الآخر ,, ولنمضي معاً أجمل عمر ..
هي : هل ستكون زوجاً صالحاً أم كبقية أبناء جنسك ، زوج تقليدي يبتسم لكل فتاة جميلة ! هو : أنا إنسان لا أرضى أن امنح ابتسامتي لأي جمال إلا من مستوى من أحببت ، وبما أنكِ قد احتكرت ذاك الجمال الذي أعشق ، فلا تخافي لن انظر لأي فتاة ، فالحب لكِ والابتسامة لكِ وكل شيء لكِ بعد أن منحتِ قلبي أجمل و أدفأ منزلٍ في هذا العالم .
هي : عمري ... ـأود أ ن ..
هو : ردديها .. فإنها تطربني .. تنسيني أشياء كثيرة مررت بها رغم صغر سني .. ردديها واجعليني أعلو فوق السحاب ..
هي : لا أعرف .. ماذا وجدت فيني ؟
هو : غروركِ النابع من عنادكِ .. كبرياؤكِ الذهبي وشعركِ الغجري .. ثقتكِ بنفسكِ .. نغمات صوتكِ ..أناقتكِ ..ابتسامتكِ .. حسد الناس الذي أراه في عيونهم عندما تختالين أمامهم ..
هي : كفانا الله شر الحساد !!
هو : أتعلمين أنني عندما فكرت يوماً أن الموت حق ، فدعوت الله أن ارحل قبلك ، و لكن عدت عن دعوتي خائفاً أن يعذبك ألم الفراق فدعوت أن ارحل بعدكِ وليعذبني ألم الفراق !!
هي : أحبك أكثر من أي شيء ولن احتمل يوماً بعدك عني ، أنت من منحته كل مشاعري وأعلنت له الحب وفاءً !!
هو : ما أسعدني من إنسان ، لا أعتقد أنه يوجد في هذا العالم من هو أكثر مني سعادة !
هي : أنا أكثر منك سعادة .. ما رأيك !!
هو : أحقاً ... ما تقولين .. أيكون ما تملكين من حب أكثر مما أملك !
هي : للتو قلت أن العاشقين في الأرض سيتجهون إليك .. لتمنحهم بعض من الحب .. فكيف أكون !
تأخر الوقت .. و يجب أن ننهي هذا الحوار .. أحلام سعيدة .. أحبك .. أحبك .. أحبك ..
وقبل أن تغلق السماعة .. أطربته .. فجن .. بآهات " أنت عمري" و " أنا بأعشقك " .. ثم صمتت .. تنتظر منه الكلام !
لم يجب بعدما سمع ما سمع .. خاف أن يعكر صوته على قلبه سماع تلك الترنيمات الموسيقية و أغلق سماعة الهاتف ..
---------------------------------------------------------------
نكمل لاحقاً ....
تحياااااااااتي
)OPEN~M!ND(
10-08-2006, 04:50 AM
بلزاك ........... هل أنت هنا أم هناك ؟
لقد أشتقت إليك وأنقطعت بي السبل ....... ولم أجدك إلا هنااااا
كيف بيروت و صخرة الروشة صخرة الموت أوالعشق أو كلاهما معاً .....؟
أنتظرك،
السااااري
10-08-2006, 06:08 AM
ولوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو
مبدع
بكل معاني الابداع
لااجد ما اقوله ولكن
بالفعل مبدع ومتمكن
تسلم
اخوك
السااااااااااااااري
$بلزاك$
10-09-2006, 10:16 PM
)OPEN~M!ND(
مرحباً سيدتي العقلية المتفتحة ..
مرحباً "صاحبة السمو" بـ عودتكِ لبني عمرو ..
رغم المهام والألقاب إلا أن الوفاء طبعكِ وديدنكِ ..
أنا هنا و هناك !!
باقات من الورود لحضوركِ ...
*****
الساري ..
شكراً لك سيدي واتمنى متابعتك
فهي تشريف و دافعاً للكتابة ...
تحياااااتي .......
$بلزاك$
10-09-2006, 10:23 PM
المكان :" في بقعة من هذا العالم "
الزمان :" قبل أن تنتهي الأزمنة "
________________________
هي : صباح الخير ..
هو : أهلا بأجمل صباح .. أهلاً بمن اشتقت لها
هي : إنني على خصامٍ معك و لن أرض حتى تعدني أنك ستنفذ ما أريد !
هو : ما بالك .. ما الذي حدث ؟
هي : حدثني النور ، ووضح لي أنك لم تعد مهتماً بدراستك ، وأنك دائم في غرفتك بين الأشعار والأحلام ؟
هو : ما أرق هذا النور ، ما أوفى هذا الصديق .. أتعلمين أنه غضب مني في ذاك اليوم عندما تحدثنا عن الحب ؟
هي : لماذا .. ؟
هو : ناديته بـ "كاتم الأسرار" .. وأنه "ساعي بريد" .. و ساعي البريد عادةً يجهل ما يحمل من بريد ؟
هي : هل جننت كيف تسمع أعز أصدقاؤك هذا الكلام ؟
هو : كنت أمازحه ، حاولت تغيير الموضوع حيث كان يتحدث عن الدراسة ومللت حواره ؟
كنت أود أن نتحدث عنكِ و عن الحب الذي أعيشه والفرح الذي يضمني ؟
هي : و هل تحاول أن تغير الحوار معي أيضاً .. لن أصالحك حتى تعدني ؟
هو : حسناً لك مني وعداً أن أدرس ،، هل ارتحت الآن ؟
هي : لقد اشتقت لك كثيراً .. ولولا أنك في فترة اختبارات لاتصلت بك كل ساعة بل كل ثانية ؟
هو : كل عام وأنت بخير .. الشهر المبارك سيحل بعد يومين إن شاء الله .
هي : وأنت بألف خير ..
هو : شهر رمضان جميل في كل مكان ..
هي : أرجوك حبيبي اهتم بدراستك ، لا أريد أن أكون سبباً في ابتعادك عن الدراسة ؟
هو : لا تخافي ، وإلى الملتقى ..
اليوم الأول .. وكالعادة .. إفطار الكثير من الأقارب في بيت والده ، ما أجمل أمسيات رمضان .. يلتقي هو وأصدقائه .. بعد صلاة العشاء .. في حديقة الحي .. قلة منهم من كان يحضر صلاة التراويح والأغلبية كانوا يركضون بعد الإفطار مباشرة للاختفاء وسط شجيرات الحديقة التي تتوسط الحي .. يتوارون عن الأنظار .. ويشعلون سجائرهم من بعضهم البعض .. يطفئون عطش النهار بدخان جمر من نار !
كان صاحب الدكان " أبو احمد " عجوزاً تقياً .. يبدأ عمله بعد صلاة التراويح .. اعتاد هذا العجوز رحمه الله أن يمر من وسط الحديقة ليرى هؤلاء المراهقين وكانوا يختفون خلف الأغصان .. لكي لا يراهم يدخنون .. و يمنعهم من دخول البقالة .. مع أنه يبيع علب السجائر في دكانه الصغير . !!
وفي بداية مساء .. والشمس ترسم خيوط غروبها اللامع .. قبل موعد الإفطار خرج إلى الحديقة ..يحرك الدقائق الثلاثون الباقية على الإفطار .. و إذ به يراها عائدة من بيت عجوز فقيرة بالحي لا تبعد عن منزلهم كثيراً .. كانت مسرعة الخطى نحو منزلها .. فاتجه إليها ..
يملأه الشوق الذي لا ينتهي .. وقف أمامها مرحباً .. وكانت متوترة .. يملأ الغضب عينيها .. !!
هو : ما بكِ مستعجلة .. هل هناك شيء ..
هي : لا شيء .. إنني ذاهبة إلى المنزل .. ولا أريد أن أتأخر ..
هو : سأرافقكِ ..
هي : ليس هناك ضرورة لأن ترافقني .. ثم أود منك أن تنسى كل شيء ..
هو : ماذا تقصدين .؟؟
هي : الأفضل النسيان ..
ذهبت مسرعة وبقي كجثة بلا حراك .. هذه حديقته التي نصبوه فيها زعيماً .. قد تحولت إلى غابه مخيفة ، أنكرته زعيماً بعد أن شهدت أوراق شجيراتها على الإعلان الأخـير .. وتلك هي الزهرة التي لا تذبل .. قد ذبلت اليوم في يومٍ ربيعي ماطر .. !!
لم يصدق .. ما سمع من كلمات .. بل كلمتين .. ( الأفضل النسيان ) .. بدأ يسأل الرصيف الذي كان يمشي عليه إلى جانبها ..
راح يسأل جدران المنازل المحيطة .. وأوراق الشجر التي اصفرت فجأة كأن الزمان خريفاً و ليس ربيعاً .. !!
لجأ إلى الصديق الصدوق .. إلى النور .. محتاراً بما سمع .. ناداه .. صرخ به .. ما الذي حدث .. وكيف تنطق بكلامٍ كأنه خنجرٍ غرس في ظهره .. حاول الصديق النور أن يخفف من وطأة ما قالت .. منبهاً إياه أن جميع نساء الحب .. يمرن بمرحلةٍ ما يجربـن قوة الحب لدى من يحبهن ، والممكن أن تكون زهرته لجأت لهذا الأسلوب لتتأكد من حبه .. !!
لم يقتنع .. فـ صديقه لم يرى عيني زهرة السوسن كيف كانتا تنظران إليه عندما نطقت بجملتها المخيفة .. !!
لم يرى كم كانتا تحملان من الحزن والندم والقهر .. فلا يوجد في هذا العالم من يستطع أن يفسر لغة عيون المحب سوى قلب حبيبه !!
نعم عندما تحدثت إليه قبل قليل .. كان كلامها نابعاً من عينيها .. كانت تخاطبه بلغة لا يفهمها إلا هو .. كانت حبيبة جريحة !!
ولكن مما .. ؟ .. فهو لم يخطئ .. فما الذي حدث .. ولماذا اتخذت الزهرة الفتية هذا القرار ؟
أمضى أول الليل في حديقته مع صديقه .. وأكمله وحيداً .. حتى شروق شمس الصباح .. !!
كانت الليالي تمر عليه ثقيلة يابسة رغم قطرات السماء الجميلة التي كانت تغازل وريقات الشجر في الحي !
ما عاد يذهب إلى عمه ويرافقه إلى المسجد المجاور لمنزله .. ما عاد يجتمع مع صحبته تحت الشجر .. لم يعد يهتم بدارسته !!
جاء احد اصدقائه .. يسـأله عن سر ابتعاده عن المجموعة .. يحاول أن يساعده .. قال له : ألسنا أصدقاء منذ سنوات .. ألم تقف معي في كل مشاجرة ولا تسألني من المخطئ إلا بعد أن نشبع الطرف الآخر ضرباً ..
حاول لأيام أن يفهم .. ولم يجب صديقه .. وكان يغير الموضوع .. فهو جنوبي قروي .. لا يمكن أن يقول أنه عاشق !!
-----------------------------------
نكمل .. تحياااااااااتي
$بلزاك$
10-10-2006, 02:55 AM
وبعد واحد وعشرون يوماً .. و في الليلة الثانية للعيد .. شاركه في سهرته (مشاهدة فلم على الفيديو) اثنان من أصدقائه ، فـ والده غادر مع والدته وعمه إلى الرياض .. لحضور مناسبة زواج أحد الأقرباء هناك .
خلال السهرة .. كان الهاتف يرن كل دقيقة .. وكانت الخادمة ترد عليه ولا أحد يجيب .. !!
طلب من الشغالة أن تأتيه بجهاز الهاتف الموجود في الصالة !
مرة أخرى يرن الهاتف .. وكان أن رد أحد الموجودين ولم يجب أحد أيضاً .. فنظر إليه صديقه مبتسماً بلهجة نجدية : ( أقول .. قم بس رد وقل للملقوفة هذه تتصل بعدين .. ألين يخلص الفيلم .. أنت ما تمل من هـ البنات . )
ابتسم وطلب منه أن يفصل السلك لكي يرتاحوا من رنينه .. وراح الثلاثة يتابعون الفيلم ..
شعر بملل .. وخرج من الغرفة متوجهاً إلى القسم الثاني من المنزل ولاحظ أن أخواته والخادمة نيام ..
كانت الساعة تقترب من الثالثة فجراً .. ولا يسمع سوى صوت الأشجار التي تراقصها ريح الشتاء ، وصوت التلفاز في الجانب الآخر من المنزل .. عاد إلى الغرفة وعاتبه صديقاه على تركه لهم .. !! جلس خلف احدهم يحاول إزعاجه ليكسر الملل المفاجئ ..
فتارة يضغط على كتفه وتارة يغمض عينيه .. وصديقة يطلب أن يتركه يتابع الفلم .. !!
التفت إلى الهاتف المسكين .. كأنه يناديه أن يدفئه بحرارة السلك .. تذكر رنين الهاتف .. وتسائل عمن يتصل في هذه الساعة ولا يجيب ..؟ كان لرنين الهاتف نغم مختلف .. فقام بوضع السلك في الجدار .. غير واثق من أنه سوف يسمع رنينه مرة أخرى ..!
وما أن تسللت الحرارة إلى الجهاز حتى راح يغرد .. أمسك السماعة بيده .. لم يستطع سماع الصوت الخافت .. بسبب التلفاز ..
لم يعرف من الذي يتصل .. لم يميز الصوت ولكن شيء ما طلب منه أن ينتقل بالهاتف إلى غرفة أخرى .. !!
ذهب مسرعاً كأنه يحمل بين يديه قطرات ماء خائف من أن تنساب من بين أصابعه !
قام بإيصال السلك مرة أخرى .. في جدار جديد .. وجلس على الكرسي الأقرب ..
هو : نعم .. ألو ..
هي : ما بك .. أين ذهبت ؟
هو : هل هناك شيء ..؟ .. أكل شيء على ما يرام ؟
هي : نعم لا تخف .. فقط اتصلت لإلقاء تحية العيد .. ألسنا في أيام عيد ؟
اسمع لا أعرف كيف أبدأ الحديث ولكن ..
كان يرتجف .. نعم يرتجف كأنه يقف وسط المطر عارياً .. طلب منها الانتظار قليلاً .. فاتجه يرتجف إلى غرفته وارتدى فرائه الأسود .
هي : ما بك .. ؟
هو: لا أعرف .. أشعر بالبرد
هي : اطلب منهم أن يعدو لك كوباً من الشاي ..
هو : الكل نائم ،، لن أسامحك على ما فعلتيه بي في ذاك اليوم .. !!
هي : منذ اللحظة التي حدثتك فيها عن ضرورة نسياني وأنا أبكي حتى وصلت سريري .. ولم أخرج من غرفتي خلال عطلة نهاية الأسبوع !!
هو : شاهدتكِ أمس في العيد ، رأيتكِ حزينة ..
هي : كنت أتوقع أن تبدأ بتحية العيد ولكنك تجاوزتني مع أنني كنت مع من ألقيت عليهم التحية ، خرجت من الصالة إلى الغرفة الخلفية في ذاك المنزل وبكيت كثيراً .. رغم تعبي .. وانظر النتيجة .. صوتي بالكاد يسمع .. !
هو : إن لصوتك في كل أشكاله ، نغمات موسيقية رائعة .. أتعلمين أنني لا زلت أرتجف ..!!
وواصل الحديث .. لا أعلم فجأة بعد أن طلبت من أحد الموجودين معي في المجلس بأن يفصل سلك الهاتف ، ثم قمت بنفسي وأحضرت الهاتف وصرخت به أرجوك لن أغلق الخط .. أحسست أن من يتصل كل لحظة يريد أن يحادثني ، فكانت أجمل نغمات صوتية أسمعها اشتقت لكِ كثيراً .. سامحكِ الله كيف استطعتِ أن تصبري على هذا البعد طوال هذه المدة !!
هي : ومن قال لك أنني استطعت الصبر .. بعد يومٍ من لقاؤنا في الحديقة .. كنت كلما أحاول الاتصال بك يأتي شيء غريب فيمنعني .. ثم أنني حسبت أنك من سيتصل .. !!
هو : فضلت عدم الاتصال حتى اعرف ما الذي حدث .. وقد اتصلت أمس في صباح العيد فلم تجيبي وعندما حضرت للمنزل عرفت أنكِ في المنزل الكبير منذ الصباح الباكر ..
هي : أتعلم أنني هربت منك .. علمت أنك سوف تحضر ففضلت ألا أكون في المنزل !!
هو : تهربين من لقائي! وتبكين لأنني لم ألقي بتحية العيد عليكِ .. !! ما بالك حبيبتي .. أتحاولين أن تختبري قوة حبي بعد كل هذه المدة ؟
هي : أحبك .. ولن أسمح لأي كائن أن يوهمني بعد اليوم ..
هو : من الذي حاول أن يزرع الشك بيننا ..
هي : لننساه و ليعاقبه الله .. ولندعو أن يمنحنا الله القوة لنبقى معاً.. .
هو : حبيبتي كم أحبك ، وأود لو أنني أمامك الآن .. أقسم لأشجونا بأشعارٍ لم يقلها أي عاشقٍ ولا حتى ابن الملوح
هي : تعال في عصر الغد ، ولنخرج معاً فترافقني إلى بيت صديقتي .
هو : لكنني لن أستطيع المكوث معكِ في بيت صديقتكِ
هي : ومن قال أنك ستمكث ولو لحظة ، فأنت سترافقني في طريق الذهاب والعودة فقط !!
هو : حسناَ إلى لقاء الغد .
لم يكن أحد غير صديقه النور يعلم أنه عاشق حتى الثمالة .. كم تمنى أن يكون النور معه في هذه الساعة .. !!
راح يركض إلى صديقيه وأقسم عليهم ان يبقوا معه .. كانوا ينظرون إليه باستغراب شديد .. كان يقفز يريد أن تلامس يديه سقف الغرفة , فتح المكتبة .. وجاء بشريط فيلم لعبد الحليم حافظ .. وراح يستمع لحوار الحب وأغاني العندليب .. شارفت الساعة على التاسعة صباحاً وكان الاثنين قد ناما منذ الساعتين . .
كان مستلقياً على أريكة في شرفة المنزل التي تطل على الحديقة .. ما أجمل ورق الشجر .. حين تلمع عليه قطرات الندى ..
لأول مرة يرى في الأرض منظراً يشبه السماء ولمعان نجومها
طلب من الخادمة أن تأتيه بإفطاره .. فقد قرر أن يتناوله في هذه الشرفة على صوت العصافير وكأنها تعزف له لحن السعادة ..
كان من ضمن التعليمات التي تركتها والدته مع الخادمة أن يكون عصير البرتقال الطبيعي وأكواب الحليب بديلة للشاي .. لم يكن يلتزم بتلك التعليمات من قبل ..
إلا هذا الصباح .. بدأ إفطاره بكوب الحليب وأنهاه بكأس البرتقال .. بل أنه طلب كأساً أخرى .
استغربت الخادمة .. فلم تعتد منذ أسابيع ثلاثة على ما تراه هذا الصباح .. فأخبرت أخته الكبرى التي جاءت ومعها فنجان قهوتها التركية وجلست بجانبه على الأريكة .. مستغربة في نظراتها هذه الابتسامة الصباحية التي كانت قد غابت منذ فترة .. وطلبت منه أن يذهب إلى النوم .. فهذه أول مرة تجده يصل الليل بالنهار وأشعرته أنها غاضبة !
ما أجبره على الذهاب إلى سريره أنه يجب أن يرافق حبيبته في الرابعة عصراً إلى منزل صديقتها .. فطلب من الجميع أن يعملوا على إيقاظه في الثالثة ظهراً .. والتفت إلى اخته : اسحبِ بي من سريري مثلما تفعلي حين توقظيني للمدرسة !
لم ينم .. طويلاً .. ففي الثانية ظهراً استيقظ .. وغادر المـنزل إليها.........
-----------------------------------------
نكمل لاحقاً ....
تحياااااااااتي
دواس علف
10-10-2006, 03:39 AM
بلزاك ما اروعك حين تلامس عواطفنا
بل انك اقتحمتها بكلامك
ما اجمل سردك وصياغته
الله عليك فقد سرحت معك بعقلي وقلبي
ولم تكتفي بتفتيح الجراح بل اصريت على ان تعذبنا بالانتظار لتكمل لنا تعذيبنا0
ما اروعك بلزاك
انا في انتظارك
)OPEN~M!ND(
10-10-2006, 10:41 PM
)OPEN~M!ND(
مرحباً سيدتي العقلية المتفتحة ..
مرحباً "صاحبة السمو" بـ عودتكِ لبني عمرو ..
رغم المهام والألقاب إلا أن الوفاء طبعكِ وديدنكِ ..
أنا هنا و هناك !!
باقات من الورود لحضوركِ ...
لتعلم سيدي أن لا الألقاب ولا الأماكن سوف تبعدني عنك
وعن جمال ماتكتب . . . هات لنا بالمزيد ولاتبخل
$بلزاك$
10-11-2006, 03:53 AM
عزيزي/ دواس علف
ابعد الله عنك عذاب الدنيا والآخرة
الشكر يتمنع خجلاً أمام حروفـــك
و لطف عباراتك ..
كل التحايااااااا لشخصكم الكريم
-----------------------------
)OPEN~M!ND(
مهما كتبت من عبارات الشكر والتقدير لن توفيكِ حقكِ
سيدة الكل ..
مكان يتشرف بحرفكِ ينجلي عنه الألم المصاحب لكل حرف
اضعه هناااااا
كـ وني بخير
$بلزاك$
10-11-2006, 04:08 AM
المكان :" في بقعة من هذا العالم "
الزمان :" قبل أن تنتهي الأزمنة "
-------------------------------------------
هي : مرحباً ، حضرت مبكراً
هو : أليس الآن موعد الذهاب ؟
هي : أنت تعلم أنه بقي للموعد ساعتين ..
هو : لم احتمل الانتظار .
هي : لقد أعددت بعض الشاي ، أتود أن تشرب معي ؟
هو : وهل سأجد أجمل من كوب شاي مع أجمل حبيبة ؟
هي : أرجوك إن الجميع في الصالة و لسوف يسمعونك .
هو : لقد اقتربت الامتحانات ويجب أن تعوضي ما فاتكِ في العام الماضي ، و إن كنتِ بحاجة لأي مساعدة سأكون جاهزاً !!
هي : إلا أنت ... إن احتجت أي مساعدة في دراستي سوف اطلبها من غيرك ، فـ الدراسة معك مستحيلة ، وسنفشل معاً !!
هو : لماذا ؟ سوف اقترح على أبويكِ أن أحضر إلى هنا لأدرس وأراقب دراستكِ .!!
هي : لن ننجح .. !! ولن تقترح شيء وإن اقترحت فلن يوافق أحد على ذلك .. فلا تضيع وقتك !!
هو : وكيف سأراكِ ؟
هي : سوف أزوركم في نهاية كل أسبوع .
هو : حرام عليك .. أتتحملين بعدي أسبوعاً كاملاً ؟
هي : لو كان الأمر بيدي لما ابتعدت عنك ، ولكن يا حبيبي يجب أن نكون واقعيين ، فنحن ما زلنا طلبة علم وعلينا الاهتمام بدراستنا وخصوصاً أنت ، فلديك من لا يلاعب على هذا الأمر .!!
هو : سوف نتحادث هاتفياً كل يوم ، موافقة !!
هي : موافقة ..
هو : ألم يحن وقت الذهاب إلى صديقتكِ ؟
هي : نعم وأنا جاهزة الآن !!
هو : أتعلمين .. أود لو نكبر بسرعة هذه الرياح فنصل إلى عمر العشرين ، ونبدأ حياتنا معاً !!
هي : نحن ولدنا معاً .. وأمضينا سنوات طفولتنا معاً .. ونحن الآن في بداية عمر الشباب معاً ..
فلماذا تريدنا أن نكبر بسرعة ونحن دوماً معاً ..
هو : أتحبين الرسائل ؟ .. أود لو نبدأ في المراسلة .. فيكتب كلاً منا ما يريد ويعبر عما في داخله اتجاه الآخر ..
فالإنسان عندما يكتب ، يبدأ في نسيان كل شيء محيط به ، فقلبه هو الذي يكتب ومشاعره هي التي تملي عليه ما يكتب !!
هي : أعلم .. وأحياناً كثيرة أود الكتابة إليك .. ولكن لقاؤنا المستمر لا يسمح لي بالكتابة !! هو : أما أنا فأكتب .. و قد كتبت قصيدة في أبها ..؟
هي : في أبها .. وكيف ولم تذهب إليها سوى مرةٍ واحدةٍ !!
هو : أشتاق لها .. رغم أنني لو وضعت فيها لضعت في شوارعها ، أتذكرينها في الصيف الماضي عندما زرناها .. ؟
هي : بالطبع أذكر .. أتذكر ليلة وصولنا ..؟
تمنيت لحظة رأيتك أمام ذاك المنزل في المساء مع البقية .. تجلسون أمام الخيمة البيضاء أن نطير معاً إلى هنا .. إلى حيث ذكريات طفولتنا وصبانا .. تمنيت لو أرافقك الطريق عندما أخبرنا والدي أنكم ستغادرون في الغد .. لم أكن أعرف من الأقرباء في أبها سوى القليل ولكنني كنت أحس أنني أعرف كل من فيها ..
أتعلم اشعر كأن أبها مكان ولادتنا .. وأشتاق إليها كثيراً ..
هو : أقسم لولاكِ لرحلت لـ أبها ، ولعشت فيها بقية عمري !!
لا أعلم لماذا لم يستقر والدينا ومن معهم في الجنوب كبقية أهلنا .. !!
ولكنني أتوقع أنه في يومٍ قريب سنجتمع كلنا في ديار أجدادنا ، فنعيش معاَ وكم أتمنى أن لا يطول ذاك اليوم فيأتي سريعاً !
هي : بعد أن عدنا من رحلة أبها ، سمعت والدتي ووالدتك يتحدثان عن بناء منزل جديد في الجنوب ، وهذا يعني أنهم بدؤوا التفكير في ما نتمناه ..
هو : أحس بذلك ..
هي : ولكن سأشتاق لصديقاتي ومدرستي !!
هو : أنا سوف أشتاق لحديقتي والمزرعة الجميلة .. وصوت العصافير في أول الصباح .
سوف أشتاق للزاوية الشهيرة .. ومنزل السور الأبيض حيث اعترفت لكِ بحبٍ يسكن جسدي و قلبي وأيامي !
هي : تشتاق للزاوية من أجل مدرسة البنات ... نعم ما زال لدي صديقات وقد تحدثن عنك وعن أصدقاؤك !!
هو : ولكننا لم نضايق أي طالبة ، لا من بعيد أو قريب ..
هي : هل تعلم أن هناك معجبات بك و ببعضٍ من أصدقاؤك ..
هو : من ؟ من ؟
هي : لن أقول.. .. ولن تعرف مني شيء !!
هو : حسناً هذا هو المنزل وسوف اتصل في السابعة مساءً إن لم تتصلي أنت قبلها !! سأكون في بيتنا أو في بيتكم ؟؟
هي : إلى اللقاء ولا تتأخر عن السابعة ..
.. وفي الموعد قرع جرس الباب .. فاستقبلته (صديقتها) .. متسائلة إذا ما كان يود تناول الكيك الذي صنعته والدتها وألمحت له أن أبيها موجوداً في المنزل .. فهي تعلم أن "البدوي- القروي- القبلي" لا يدخل بيتاً لا يكون فيه رجل ..!!
شكرها معتذراً عن قبول الدعوة .. وأستأذنها أن تنادي زهرة السوسن ..
هو : مرحباً .. هل أنتِ مستعدة ؟
هي : أهلاً .. ما شاء الله ما هذه المواعيد .. قلت في السابعة و اتصلت .. ثم قلت أنك ستحضر خلال عشر دقائق و فعلت !!
هو : وهل عندي أهم منكِ .. وكيف سأخلف موعداً قطعته و لمن .. .. لكِ أنتِ .,, ؟؟
هي : علينا أن نذهب إلى السوق .. فقد وعدت من في المنزل أن نحضر لهم بعض الحلويات ؟؟
هو : ولكنني.. لا أحمل نقوداً تكفي ؟ لماذا لم تقولي هذا من قبل !!
هي : سوف أعطيك بعض المال كدينٍ ترده متى ما شئت ؟ ثم أنهم اتصلوا بي من المنزل وطلبوا ذلك ؟
هو : لا .. سوف نجعل طريقنا إلى منزلي أولاً .. لأحصل على النقود ونذهب من هناك ..؟
هي : سوف يشاهدنا والدك ويرسلنا مع السائق ، فلنذهب لوحدنا ومعي نقود تكفي !!
هو : حسناَ أتودين أن نذهب بسيارة أجرة ؟
هي : ما زال الوقت مبكراً .. لنمشي قليلاً ..
هو : من الأشياء الجميلة في هذه المدينة أن تمشي في منطقة (الـ.....) متجهة إلى داخل السوق .. فذاك الطريق تكسوه الأشجار والهدوء .. وهو جميل جداً
هي : كما تشاء .. حتى الطريق تريد أن يكون أكثر رومانسية ..
هو : بل أريده أن يفخر أن أروع عاشقين مشيا معاً من خلاله .. فيزداد جمالاً .. وإشراقاً .. وغروراً
هي : لنذهب الآن .. ما أجملك عندما تتحدث في الخيال .. ولكن خيالك يخيفني دائماً .. فلنذهب ..
هو : سنذهب إلى محلٍ أعرف صاحبه .. ولديه حلويات جميلة ، إنه في منتصف السوق ؟
هي : ولماذا ذاك المحل .. إنه بعيد .. على مقربة منا محل جيد نستطيع شراء ما نريد منه ونعود إلى المنزل ..؟
هو : سأكون صريحاً .. أود أن أطيل الطريق .. ثم أنني لن أسمح أن تدفعي الفاتورة وأنا معكِ .. ماذا سيقول صاحب المحل ؟
هي : حبيبي أرجوك لا نريد أن نتأخر .. ثم أنه في منتصف سوق المدينة ازدحام كبير وسنتأخر أكثر ..!
هو : من هناك سنعود بسيارة أجرة .. فلا تعارضينني .. أرجوك ..
هي : حسناً أوافق بشرط .. أن ادفع المال أنا .. فليس هناك فرق بيني وبينك وإن شئت سأعطيك المال هنا قبل الوصول وتدفع أنت !!
هو : ماذا افعل بكِ .. وبهذا العناد المسيطر على تصرفاتكِ ؟
هي : لا شيء .. لا توافق إن كنت مخطئة .. وعليك أن تتخلص من أن الرجل هو كل شيء .. فنحن نستطيع أن نتصرف يا سيدي في كثير من الأحيان ..
هو : لكِ ما شئتِ .. ولكن تعلمين أن هذا في دمنا و لن نستطيع العيش بدونه .. الرجل رجل والمرأة امرأة
هي : لا أعارضك .. ولن نحل محلكم .. وسنبقى في حاجة دائمة لكم .. ولكننا نود أن نجسد شخصيتنا في أشياء من السهل أن نقوم بها .. فالمرأة يا حبيبي لا تريد سوى حرية تقبل بها أنت .. وتقتنع هي بها !!
هو : المرأة اليوم في حالٍ أفضل من الأمس بكثير .. ولا أعتقد أنها تحتاج أكثر.. فهي تعمل وراح تقود سيارتها وتخرج بكل حرية وتسير بكل أمان . .
هي : أتقبل أن أقود السيارة .. أتقبل أن أعمل .. أتقبل أن أذهب إلى صديقتي فأرافقها إلى السوق لوحدنا ..؟؟؟
هو : من ناحية العمل فلا مانع لدي أبداً .. وأما السيارة فأنت تعلمين أن وضعنا يختلف عن بقية أهل المدينة .. فنحن لا نقبل أن تقود بناتنا السيارة أو أن تسافر لوحدها إلى مدينة أخرى ..
هي : لأنك جنوبي وإلا لأنك سـعودي ..!! .. على أي حال أعتقد وبما أنكم معشر الرجال قد وافقتم أن تخرجوننا من بيوتنا إلى العمل بعد اعتراض دام لسنواتٍ طويلة ، سيأتي اليوم الذي توافقون على أن نقود السيارة .
هو : إذا كنت تسألينني عن ذلك اليوم سوف أعارض .. لكن لا أدري إن جاءت ابنتي في الغد هل سأبقى معارضاً أم سأوافق !؟
هي : صدقني أكاد أجزم أنك ستوافق .
هو : هذا هو المحل .. ما نوع الحلويات التي تريدين ؟
هي : أريد من هذا .. وهذا وذاك .. وتشكيلة من هذا أيضاً .
هو : لن تدفعي الحساب !
هي : واتفاقنا .. !!
هو : أحياناً .. يضطر الإنسان لأن ينقض الاتفاق من أجل مبدأ !!
هي : حتى لو كان هذا المبدأ خطأ ؟ .. ثم لماذا وافقت من البداية .؟
أنتم دائماً هكذا .. تتحدثون بأي شيء وفي النهاية تنفذون رغبتكم ! !
هو: لنذهب الآن .. فقد تأخر الوقت ..!!
هي : والحساب من سيدفعه .. ؟
هو: سآتي في الغد و ادفع له .. فهو يعرفني .. أنا زبون دائم لديه !!
هي : حسناً .. لنذهب ، ولكن لن أعقد معك أي اتفاقٍ حتى تقسم أنك ستلتزم به !!
هو: هناك اتفاقات لا تحتاج لقسم .. إن كانت مبنية على أساس رغبة الإنسان الذي يعقدها ..
هي : بدأت بفلسفتك التي لا أقوى عليها .. فدعنا من حوار الاتفاقات ولنستقل سيارة الأجرة .. فهل ستدفع غداَ لصاحب السيارة !!
هو : لا سنوصلكِ إلى بيتكِ .. ثم اذهب به إلى بيتنا وهناك ادفع له ..
هي : لديك حل دوماً لكل شيء .. !!
هو: حسناً هذا هو البيت .. في رعاية الله
هي : يا عم ليس معه نقود .. مع السلامة .. أراك غداً ..
ويتحرك به سائق السيارة العجوز .. وهو ينظر إليها كالريم التي لا تخشى سهم صياد .. ثم ينظر إليه وهو في المقعد الخلفي يراقبها كيف تجتاز وسط الحديقة بكل شموخ وجمال : وفقكما الله يا بني !
يجيب السائق بابتسامة .. امتزجت بغضب ٍ وشكرٍ وأيضاَ .. خجل !!!
نتابع ..... تحياااااااااااتي
$بلزاك$
10-11-2006, 04:32 AM
\
/
كان أن عاد والده ووالدته من الرياض ، وبقي عمه هناك لمتابعة الرحلة العلاجية التي قرروا له أثناء مراجعته لمستشفى الملك فيصل التخصصي عمه الذي سافر قبل أيام قليلة وقد أوصاه بعائلته في غيابه وإلا يقوم بأي عمل يغضب الزعيم .. مما يعني زيادة الاهتمام بالدراسة !
أوصاها أن تبقى قوية كما رباها ، وأن تهتم بدراستها وأخواتها الصغار ، ألا تغضب والدتها .. !!
وطلب منهما معاً ، أن يتصلا به هاتفياً إن احتاجا أي شيء .. من الرياض قرروا أن يسافر إلى أمريكا ..
هو : ما الذي جرى لكِ ، عهدتكِ قوية ومؤمنة .. لماذا تبكين ؟
هي : لماذا طلبوا منه أن يسافر .. لماذا ؟
هو : لقد اتصلت بهم في الرياض وعرفت أن رحلة أمريكا لإجراء تحاليل طبية للتأكد من أن التحاليل التي كانت في الرياض سليمة وإن شاء الله سنحتفل بعودته كما احتفلنا به عندما عاد من رحلته العلاجية في أوربا !
هي : لا أعرف منذ يومين وجدت والدتي تبكي .. ولما سألتها لم تجبني وذهبت إلى غرفتها ولم تخرج سوى في اليوم التالي !!
هو : أحياناً الإنسان يبكي من لا شيء .. فما بالك وزوجها بعيد عنها في رحلةٍ علاجية وهي رحلة وقائية لا أكثر
هي : إنني خائفة .. خائفة كثيراً .. ألا أراه مرة أخرى .. خائفة أن افتقده .. وأبقى وحيدة ..!!
لقد تحدثت مع والدتي بضرورة السفر إليه .. يجب أن نكون بجانبه .. فيزداد قوة بنا !!
هو : ما بالك .. ما هذا اليأس .. تتحدثين وكأنه يصارع الموت .. هل جننتِ .. أقول لكِ أنها رحلة وقائية !
هي : سأدعو له ليل ونهار .. سأدعو بأن يعود إلينا سالماً معافى .. ويضمنا بابتسامته من جديد .. في المكالمة الأخيرة كان يضحك معنا ويداعبنا كأننا أمامه .. وكلما انتهت المكالمة تغيب والدتي في حجرتها فتبكي .. حتى في صلاتها تبكي ؟
هو : سأذهب الآن إلى المنزل وإن احتجتم لشيء .. اتصلي بي .. ولا أريدكِ أن تبكي ففي البيت أطفال صغار .. ويجب أن تكوني عون والدتكِ في الاهتمام بهم ..!!
هي : إلى اللقاء .. !!
خرج من المنزل .. كان جاهلاً أنها تعلم كل شيء عن حالة والدها الصحية .. لم يجازف ليخبرها بما يعلم خوفاً عليها وكانت تحجب عنه ما تعلم خشيةً عليه لأنها تعلم مدى الحب الذي يسكنه اتجاه والدها .. !!
صار يأتي كل يوم إلى بيت عمه .. يحمل الألعاب للصغار أنواع الحلويات والعصائر .. كان يمضي ساعات في مداعبة الصغار .
لم يكن يريد لهم أن يشعروا بغياب أغلى الرجال إلى قلبه .. بل أنه كان يؤنس نفسه بوجودهم فيتناسى غياب عمه ..!! هذا العم الذي طالما قام بحمايته من غضب الزعيم ..
اتصلت به قبل موعد النوم .. كما تعودا
هي : مرحباً .. لقد قررت والدتي السفر ..
هو : هل ستذهبون جميعاً ..
هي : لا الصغار فقط سوف يرافقونها .. اتصل عمي الكبير من الرياض وطلب منها أن تحضر لترافق الوالد إلى أمريكا ..
هو : أود لو نرافقهم فنقضي معهم أياماً جميلة في أمريكا ..
هي : سأذهب إلى هناك .. لن أبقى هنا ووالدي بعيدان عني .. لن أبقى هنا !!
هو : سمعت أن والدي سوف يرسلكم إلى الرياض بعد انتهاء الدراسة ..
هي : لا أعتقد أنني سأنتظر حتى نهاية الدراسة .. سوف اتصل بوالدي واطلب منه أن يسمح لنا بمرافقته .. !!
هو : لقد تحدثت معه في الرياض .. وقد سألني عن دراستي و طلب مني أن أنجح .. وطلبت منه أن يعود إلينا !!
هي : سيعود بإذن الله .. هل تعلم أننا نجيب على خمسين اتصالاً تقريباً في كل يوم من كل مدينة و من أناسٍ لم أسمع بهم من قبل .. يسألون عنه وعن صحته ومتى يعود .. أحد المتصلين قال أنه سيعد وليمة كبيرة عندما يعود والدي وأن هذه الوليمة ستوزع على الفقراء ، وأنها وعد ودين عليه ..
هو : إن شاء الله سيعود .. وسوف نقيم ولائم كثيرة في كل مكان .. إن شاء الله
هي : أحبك كثيراً .. ووجودك بقربي ساعدني كثيراً وشد من أزري .. أحبك ..
هو : أود أن أنهي المكالمة الآن لأنام على أروع وأحلى نغمات في العالم .. تصبحين على خير ..
هي : أحلام سعيدة ..
هو : في ظهيرة اليوم التالي .. ومن أن عاد من المدرسة حتى اتصل بها في المنزل ..
هل غادروا إلى الرياض ..
هي : نعم ذهبوا في العاشرة صباحاً مع السائق إلى المطار .. والرحلة في الحادية عشر .. أعتقد إنهم في الرياض الآن ..
هو : إنها الواحدة والنصف وقد وصلوا الرياض بالتأكيد ..
هي : سأتصل بهم الآن ..
هو : حسناً .. أراكِ فيما بعد ..
أنهى المكالمة سريعاً لكي تتصل في الرياض و تطمئن على وصول والدتها . .
هي : مرحباً .. كيف حالك !
هو : بخير وأنتِ .. هل اتصلت ِ ..
هي : نعم وسوف يغادرون جميعاً إلى أمريكا بعد عشرة أيام !! تمنيت لو كنت معهم ..
هو : سوف نستقبلهم إن شاء الله في المطار عندما يعودون وسوف أستأجر عشرون سيارة .. سأجعله موكب فرح لمدة ساعتين من المطار حتى المنزل .. سأعد حفلاً كبيراً .. أتعلمين لقد تحدثت مع والدي عن هذا الأمر ووافقني الرأي !!
هي : عندما يعود سنقيم حفلاً لمدة شهر .. شهراً كاملاً .. دعوه يعود أولاً .. وسترى هذه المدينة حفلاً كبيراً كبيرا .!
هو : إن شاء الله .. سأذهب الآن و سنلتقي فيما بعد ، إن احتجتِ شيئاً فاتصلي بي .
هي : في رعاية الله .. لا تتأخر ، لا أطيق أن أبقى وحيدة ، وأنت بعيد عني !!
هو : حسناً سأعود في المساء .. إلى اللقاء
يخرج وحيداً في شوارع المدينة ، غير مصدقٍ لما سمع من أخبار عن والدها ، و غير مدركٍ أنه أخفى عنها حقيقة المرض !!
وحتى الآن لم يكن أحدهما يعلم أن الآخر مدركاً لمأساة المرض !
وهكذا بقيا معاً يخفي كلاً حقيقة الأمر عن الآخر خوفاً على هذا الآخر !!
كان يمشي بضع ساعات في مساء المدينة .. كان الكثير يشاهدونه ويسألوه عن الرجل الطيب الذي تقدره هذه المدينة كثيراً
كان أكثر إنسـان يكتسي الشموخ مع طيبة و كرما و صبرا .. الذي كاد مرة أن يبيع سيارته ليساعد رجلاً مسجوناً بسبب دين بعد أن جاءت عائلة السجين وبكت عند باب داره .. لكن مرافقيه طلبوا منه انتظار الزعيم الذي قام بكل شيء أراده أخيه !
يذكره صاحب هذا المحل الصغير الذي يصلح الدراجات وإطارات السيارات .. يذكره حين وجده يحمل ابنته الصغيرة التي وقعت من الطابق الثاني للعمارة التي يسكنها ، يوم كان يركض بها إلى المستشفى فوقف هذا الرجال بسيارته الألمانية الفاخرة .. وطلب من شقيقية ومني أن نستقل سيارة أجرة إلى البيت و وضع الطفلة وأبيها في المقعد الخلفي وطار بهما إلى المستشفى ..!!
يذكره ذاك الفلاح الذي وجده صدفة حين كان متجهاً ببعض الضيوف الذين وصلوا من الرياض للتو .. في فصل الصيف .. فدعاهم إلى مأدبة غداء في احد المنتزهات .. فوجدوا الفلاح يبكي على قارعة الطريق .. !!
توقف عنده .. ونزل وجلس أمامه مستفسراً .. لقد داهمت حشرات سامة أرض هذا الفلاح .. وسوف تقضي على محصوله إن لم يقضي عليها ولم يعد يملك من المال ما يكفي لشراء المواد التي يجب أن ترش فوق الأرض !!
كان المبلغ المطلوب أكثر مما يحمل في محفظته .. ولأن ضيوفه ليسوا بغرباء .. فقد جمع كل ما لديهم مع ما لديه ومنحه للفلاح وأعطاه رقم هاتفه في المدينة التي عاد إليها بعدما انتهت نقوده وأنهى ما يحمل ضيوفه أيضاً !!
يذكره صاحب الإبل الذي جاء مستنكراً ما قامت به دورية بمصادرة بعض من إبله التي اقتربت من مدينة وسط صحراء البدو ..
كان هذا البدوي العجوز .. يوبخه وهي طريقة كبار السن من البدو في طلب مساعدة أبناء القبيلة الواحدة !!.. "كان يعتقد انه من نفس القبيلة"!!
((لو كان الشيخ … رحمه الله على قيد الحياة لما استطاع أحداً التعرض لي .. لكن أنتم ما فيكم خير .. ولا عون)!!
ابتسم .. وغادر برفقة هذا العجوز على الصالون الذي اخترق به طرق الصحراء و أعاد الإبل لصاحبها وتناول بعض من لبنها مع حبات تمر (ثم اخبر العجوز انه جنوبي من قبيلة كذا) وعاد في منتصف الليل إلى بيته !!
هي : عمت مساءً .. أين كنت منذ ساعات وأنا اتصل أود أن تجيب أنـت ؟
ألم تقل أنك ستعود في المساء ، أين كنت .؟ ؟
هو : لقد ذهبت إلى داخل المدينة .. ولم أحبذ العودة إليكم في وقت متأخر !
هي : منذ متى وتخاف من رقيب في هذا البيت ، هل سبق وسألك أي إنسان لماذا حضرت في هذا الوقت أو ذاك ؟؟ أنه بيت عمك يعني بيتك ..
هو : ما بالك حبيبتي !! لما أنت منزعجة ؟؟
هي : لا أعرف ، أصبحت عصبية بدرجة لا تتخيلها ، لم أعد أطيق أن أبقى وحيدة ؟؟
هو : وهؤلاء الذين حولك ، لقد حضرت عائلة بكاملها للمكوث معكم ..
حاولي السماح لهم بأن يتحدثوا معكِ ، فهم يحبونك مثل الآخرين .. وسوف تعتادين عليهم وتروحين عن نفسك بعض الشيء !!
هي : لا أطيق بـُعد والدي وجزء من أخوتي ، إنها المرة الأولى التي نبتعد بها عن بعضنا البعض ؟
هو : سيعودون جميعاً ، فقط لندعي أن تكون عودتهم سريعة ويكونوا جميعاً سالمون معافون .
يحاول أن يخبرها وتمنعه كلماتها ، يمنعه خوفها وقلقها وحزنها من ابتعادهم عنها ، فكيف يستطيع أن يخبرها بالحقيقة ، وأن الله كتب لوالدها عمراً من المتوقع أن ينتهي بعد أشهرٍ قليلة !!!
وتحاول أن تخبره ويمنعها ذاك الأمل المتدفق مع كل كلمة ينطقها ، ذاك التفاؤل الذي يعيش معه ويكبر في كل لحظة ، فكيف ستخبره بالحقيقة ؟
نكمل لاحقا.... تحيااااااااااتي
$بلزاك$
10-13-2006, 04:39 AM
\
/
هو : ما بالك صامته ! ألم تتصلي لتتحدثي ، حبيبتي لقد اشتقت لكِ كثيراً ، أتعلمين البارحة رأيتك في منامي ؟
هي : وكيف رأيتني ؟
هو : تلبسين فستاناً أبيضاً ، وتركضين بخطى مسرعةً نحوي ، فأضمك إلى صدري غير آبهين بمن حولنا من بشرٍ أو أشباه بشر
هي : أيكون فرحاً قريباً !!
هو : إن شاء الله ..
هي : وماذا بعد . . . .
هو : ثم تطلبين مني شيئاً ، وألاحظ أن خديك قد أحمرا ، وعينيكِ لفهمها نوعاً من الحياء !!
هي : هل قبلتني عندما طلبت منك ذلك ؟
هو : وكيف عرفت أنني سأقول ذلك ؟
هي : ألا تذكر أنه كان حلمك قبل أشهر ..
هو : ما أروعكِ .. لا تنسين شيئاً .. ومع ذلك يقال أن الأحلام تتكرر !!
هي : الأحلام والأموات لا يتكرران أبداً ً !!؟
هنا لاحظ أنه لن يستطيع أن يغير الموضوع أو يخرجها من دائرة الشك التي كان يعتقد أنها مكبلة فيها ، فقرر أن ينسحب ويتركها تمضي بقية الليل مع دموعها !!
هي : ما بالك ، هل تود النوم ، إن كنت متعباً ، فلنتحدث غداً !
هو : حسناً إلى اللقاء ..
هي : أحبك
هو : أحبكِ
غاب يومان .. فلم يعد قادراً على أن يتحمل بث الأمل والتفاؤل بعدما سمع من والده أن آخر تقرير طبي صدر لحالة عمه .. أن الحالة صعبة جداً .. ولكنه عاد إليها .. ليكون أكثر قرباً .. فهي بحاجة إليه وهو يخاف أن تسمع الخبر ولا يكون بالقرب منها .
هي : مرحباً لماذا تأخرت .. أين كنت ..؟ لقد اشتقت لك كثيراً !!
هو : تعلمين أنني مشغولاً في الدراسة ولدي امتحان صعب ، ورقيب أصعب في المنزل ؟
هي : كيف حالك ؟
هو : بخير وأنت … ؟
هي : هل علمت أنني سأسافر إلى الرياض
هو : هذا ما أتى بي اليوم ، ولكن لماذا تسافرين ؟
هي : لم أعد احتمل البعد عن والدي ؟
هو : والدراسة .. كيف ستتركينها الآن ؟
هي : سأعيد السنة الدراسية في العام المقبل ، لا يهم !!
هو : وأنا !!
هي : اسمعني ، يجب أن اذهب وأكون قريبة من والدي ، فمن يدري ماذا تخبأ لنا الأيام !!
تأكد بشكل قاطع أنها تعلم كل شيء ، خرج بدون أن ينطق بكلمة واحدة ، مسرعا خشية أن يبكي مثل الليلة الماضية عندما سمع والده يتحدث مع رجلاً كان يسأل عن صحة والدها وحالته الصحية !
خرج إلى حديقته ، وتحت تلك الشجرة الكبيرة راح يبكي في داخله ، داعياً الله أن يعيد والدها لها وله ولجميع من أحبه !!
كان يمضي ساعاتٍ طوال في هذه الحديقة التي تمكن من السيطرة عليها ومعه مجموعته الصغيرة المؤلفة من تسعة أشخاص ، سيطروا عليها من المجموعة التي كانت قبلهم والتي انتقلت مجبرة إلى حي آخر ..
نعم كان ومجموعته أشبه بحماة هذا الحي الذي فيه يقطنون ، لم يكن أحداً ليتجرأ عليه أو على مجموعته ، وكان أفراد المجموعة يمثلون التيارات الموجودة في هذه المدينه ، فتجلى من خلالهم الفكر الديني والليبرالي والقبلي !!
وكان يحاول الربط بين التيارات الفكرية الثلاث مجتمعةً ، ومع ذلك كان يعود إليها دوماً وينسى تلك التيارات وأصحابها !!
هو : مساء الخير ، هل ستسافرون براً !!
هي : نعم ، لم نجد حجزاً في الطائرة ، والمهم أن نصل إلى والدينا
هو : تباً لهذا الحظ , لماذا لا أملك المال ..؟ .. لكنت استأجرت طائرة خاصة تقلكم إلى الرياض !
هي : حبيبي لا يهم وما الفرق ، إن شاء الله سنصل الرياض وسوف أكلمك مباشرة ؟
هو : أود لو أضمك وأقبل رأسك ..
هي : اقترب مني ..
هو : أبلغيه سلامي ، وأخبريه أنني أنتظر عودته وأنني مشتاق له كثيراً !
هي : حسناً إلى اللقاء ..
هو : سألحق بكم حال انتهاء الدراسة ؟
هي: أحبك , ولا أطيق البعد عنك ، ولكنني وضعت بين نار بعدك ونار فراق والدي ؟
أرادت أن تكون قريبة من والدها في محنته مع المرض ، وقبلت أن تحتمل فراق حبيبها إلى حين .. وعلم غايتها مما سهل عليه أن يقبل قرارها .. قبلها كما تمنى على رأسها أمام الجميع ، تحركت بها السيارة .. كانت تنظر إليه من وراء النافذة الخلفية ، كانت قوية جداً أبت أن يرى دمعها الذي بكته بحرقة في داخلها ..
عاد إلى البيت مسرعاً ، بحث عن السائق ولم يجده .. فذهب إلى مكتب تأجير السيارات خلف الحي الذي يقطن ، انتظر ساعة حتى جاء السائق ، وركب معه .. طلب منه أن يسرع ، فرفض فأعطاه من المال ما يكفيه شهراً ليجلس في بيته بلا عمل ، مشت به السيارة مدة الساعة ولم يلحق بها !! كان قد قرر أن يرافقها في الطريق إلى الرياض ..
ولكن لم يستطع ، فلم يلحق بها في الطريق وكأنها استقلت طائرة لا سيارة أو كأنه مشى في غير طريقها مع أنه لا توجد سوى طريق واحدة إلى الرياض .. وبعد ثلاث ليال مرت ثقيلة عليه كان اللقاء مجدداً ..عبر الهاتف :
هو : مسـاء الـخير ..
هي: اشتقت لك ..
هو : حاولت اللحاق بكم في الطريق ولم أستطع ..
هي : كنت أود أن أعود .. واطلب منك أن ترافقنا .. شعرت بخوف كبير يجتاحني بعد مغادرتنا المدينة .. لم يؤنس طريقي سوى دموعي ..
هو : أخبريني كيف هو عمي ؟ .. أكيد طار من السعادة بوجودكم حوله ..
هي : احتضناه جميعاً وبكينا .. لمحت الدموع في عينيه .. حتى أن خالي خرج من الصالة !!
هو : حبيبتي .. لا أتصور أنكِ بعيدة عني .. هل تعلمين أنها المرة الأولى التي نبتعد بها عن بعضنا البعض ؟
هي : و ماذا أقول أنا ؟ .. لا أتصور أنني لا أراك تدخل علينا وتصرخ : جائع .. أين الغداء .. يا ناس .. أهٍ .. لولا أنني جئت من أجل أبي .. لطلبت أن أعود .. إليك
هو : سأحاول السفر إلى الرياض .. إن شاء الله سوف أقنع والدي واحضر .. أيضاً سأطلب منه السفر برفقة عمي إلى أمريكا !!
هي : المهم أن تهتم بدراستك الآن .. أرجوك حبيبي .. ثم أنك وعدتني أن تكون الشهادة هدية لي أنا وأنا فقط ..
استمرت الاتصالات بينهما شهوراً عدة .. ثم جاء أحد الأصـدقاء من الرياض .. ومعه كانت الرسالة الأولى التي تكتبها له ..
قالت له في بعض من وريقات الرسالة :
((حبي .. ووهج حياتي .. أيها العاشق المجنون أشتاق لك كثيراً .. اشتاق للإبحار في عينيك وهي تتأملني كفراشة تبث عبيرها فوق الأزهار
كيف حالك ؟
أتعلم أن الرياض جميلة ، لقد أخذونا في كل مكان فيها ، وتجولنا كثيراً في الأسواق ..
ولكن مع جمالها إلا أن مدينة الذكريات تبقى الأجمل لأنك موجود فيها .. نعم حبيبي لأنك أنت فيها .. فكل ما بها من ذكريات كانت معك ولن أتصور أن أكون فيها إن لم تكن معي أنت .. كيف هي دراستك ، أتمنى أن تكون بخير .. هل اشتقت لي كما اشتقت لك أنا ؟
أيا حبيب العمر لو تعلم كم أنا معذبة هنا ، كم أنا مشتاقة إليك ، يعذبني الشوق لرؤياك .. أه لو تأتي وترى الحزن وقد كسا أيامي وتمكن مني كما لم يتمكن من قبل))!!
وصفت له الرياض .. أسواقها .. عمائرها .. سياراتها والازدحام في شوارعها .. أخبرته أن أجمل ما في الرياض .. الليل .. والمطعم الإيطالي .. وصحراء الثمامة …
كان يبتسم حين وصفت له كيف تعثرت بالعباءة وكادت تقع على الأرض وسط أسواق العقارية لولا أن خالهما ، أمسك بيدها ونظر إليها مبتسماً .. حين رفعت الغشاء الأسود عن وجهها وقالت له :
خالي .. بليز زز .. أبغى أتنفس !! .. فراح بها وبمن معها من العائلة إلى مطعم إيطالي .
ضحك أيضاً وهي تصف له كيف كادت عمتهما أن تضرب بحذائها أحد المراهقين الذي كان يلاحقهم وكيف كانت تستغرب هذه العينة من البشر فتقول : لا أظن أن هؤلاء يعرفون شيء عن كوكب الأرض !!
كانت الوريقات عديدة .. تجاوزت العشرون .. كانت تضعه معها في كل لحظة حتى في أحلامها .. ورغم الابتسامات والمواقف الطريفة التي كتبتها له .. إلا أنها كانت حزينة .. حزينة جداً !!!
قرأ كلماتها .. مئات المرات .. كانت الأحرف دواءً كتبه له طبيب ليتنفس ..
وضع رسالتها الأولى بين كتبه .. فيقرأ حين يصحو وحين يمشي في الشارع .. وفي المدرسة .. وفي طريق العودة .. وقبل النوم كانت الكلمات كأغنية من أغاني فنان العرب .. فنانه المفضل .. يرددها .. يغنيها ..
-----------------------------------------------------------
نكمل لاحقا.... تحيااااااااااتي
$بلزاك$
10-16-2006, 04:26 AM
المكان :" في بقعة من هذا العالم "
الزمان :" قبل أن تنتهي الأزمنة "
________________________
أمريكا .. ذاك البلد الذي تخيله بعيداً جداً .. كم تمنى في أن يزوره كثيراً !!
اليوم موعد سفر "عمه" إلى أمريكا.. سافر من أجل العملية الجراحية التي لم يكن هناك مفر منها .. كان الأمل في نجاحها ضعيفاً فالمرض قد تقدم كثيراً في جسده !!
رافقه بعض من العائلة .. واصدقاء حميمين له لم يتركوه أبداً و كانوا مثل ظله أينما حل تبعوه ..
بقيت هي ..في الرياض .. للاهتمام ببعض الصغار الذي لم يرافقوا الوالدين!
كان مشتاقاً لها ..وخائفاُ على أبيها الذي تعلق به وأحبه كما لم يحب أي رجلٍ آخر .. كان جالساً في بيت والده الجديد الذي انتهى من بنائه قبل أشهر فقط .. والذي انتقلوا إليه حيث أنهم وجدوا الراحة فيه في ضواحي المدينة .. كان أن اتخذ غرفة في الزاوية الغربية الشمالية للدور العلوي ، وجعلها نسخة طبق الأصل لغرفته القديمة التي لم يبق بها سوى غرفة نومه !
اتجه إلى غرفة في الدور السفلي .. وأجرى الاتصال إلى الرياض .. فأجاب من أجاب ..
سأل عن صديقاه سعد و (النور) اللذين كانا وسيلة الاتصال بينه وبين حبيبته ، فوجد في المنزل أحدهما .
كان سعد يريد أن يتحدث معه عن الصحبة و أخبار المدينة .. لكن العاشق كان يتصل من أجلها ، فطلب من الطيف أن يذهب إليها و يخبرها أنه سوف يتصل بعد الساعة على ذات الرقم ..
هو : مساء الخير .. كيف حالك ؟
هي : لقد اتصلت في الوقت المناسب .. أتعلم أنه سافر قبل قليل .. ودعناه في المطار ومعه بعض من أفراد العائلة !
لم أستطع أن احتمل ..لقد بكيت بين ذراعيه .. وبكى معي الجميع ؟
هو : هوني عليك ، فكلها أيام وسيعود سالماً إن شاء الله ..
هي : سوف نلحق به كما وعدوني هنا .. لم أتركك لأجلس في الرياض بعيدة عنه ، سأذهب إليه !
هو : حسناً ستذهبين ، ولكن لا تبكِ الآن ، وأخبريني ألم تشتاقين لي ..
هي : حبيبي أنتما فقط من أفكر بهما ولا يهمني من تبق من البشر .. نعم أهرب للتفكير بك ونار الشوق تسكنني ، ولكن التفكير بك والخوف على والدي .. يعذباني كثيرا ً !!
هو : سنلتقي إن شاء الله ... عما قريب ولسوف نتذكر هذه الأيام ، ونحكي كيف صبرنا عليها !!
هي : اسمعني لا أستطيع أن أبقى أكثر معك الآن .. وسوف أحاول الاتصال في أقرب فرصة ..
هو : حسناُ في رعاية الله و اهتمي بنفسك .. أحبك
هي : أحبك .. أحبك .. أحبك
بقيا على اتصالٍ معاً .. وفي كل مرة رغم لهيب الأشواق وحممه البركانية بسبب بعدهما عن بعضهما إلا أنها كانت دوماً تبدأ بالبكاء على والدها وتنهي الاتصال بالبكاء على فراقه في هذه المرحلة التي تشعر بها بوحدة رهيبة !!
دعي والده لحضور حفل زفاف أحد الأقارب في الرياض .. وقرر في نفسه أن يرافق الزعيم !!
أخيراً وبعد هذه الأشهر سوف يلتقي بها في الرياض .. ركض إلى والدته طلب منها أن تحدث الزعيم بأن يأذن له بمرافقته للرياض ..
رفض الزعيم .. ولأول مرة لا يستسلم لقرار الزعيم ، حاول مرة وأخرى ورابعة حتى حصل على الموافقة !!
وكان السفر .. في الطريق .. برفقة الزعيم وخاله الذي كان يقود السيارة السريعة ..
كان في المقعد الخلفي .. وحيداً شارد الذهن .. يفكر باللقاء بعد هذه الأشهر ، لا يعرف الرياض جيداً فراح يفكر كيف سيجد الوقت ليجلس معها ويحادثها.. في الطريق لاحظ خاله أنه غارق في التفكير .. صامتاً لا يهمس بشيء .. لم يكن خاله يعلم أنه هذا الشاب الذي يرافقهما الطريق يتمنى أن يغمض عيناه فلا يستيقظ إلا في الرياض .. أتعبه طول الطريق .. .!!
كان يأمل لو يستطيع .. أن يختصر المسافة ويطوي طريقهم الطويل !
في بداية مساءٍ صيفي شديد الحرارة .. وصلوا الرياض .. كان والده يشير باليمنى واليسرى محدثاُ إياه عن جمال الرياض !!
لم يكن منصتاً لحديث والده أو تعليقات خاله .. كان يفكر في أي منزل ستكون ..!!
وصلوا إلى بيت خاله .. فسأل عن صديقيه .. فلم يجدهما .. اتصل ووعده سعد بالحضور بعد قليل .. وبعد طعام العشاء حضر سعد .. وما كاد أن يجلس حتى حدثه .. سأل عنها ضحك صديقه على هذا المجنون .. ولم يعر سخريته أي اهتمام بل طلب منه أن يقله إلى هناك !!
لم يكن يعرف طرق الرياض .. وإلا لأستقل سيارة الأجرة إليها .. جاءه ابن خاله يعرض عليه أن ينام في غرفة جانبية ويتعهد له بعدم إزعاجه أبداً بعد هذا السفر !! ..
لو شاء الله لقلبه لخرج من بين القضبان ولصفع هذا الشاب الذي يهذي بساعات نوم !
صاح قلبه : لم احضر من هناك باحثاً عن النوم !!
تدخل هنا سعد وشرح أنه سيرافقه وسوف ينام في بيته الليلة .. فأنقذه من كرم ابن خاله العنيد !!
كان سعد يمشي أمامه .. دخل في الصالة الكبيرة .. وهو يتبعه تتطاير نظراته باحثة عنها من خلف الجدران !
استقبلنه أخواتها ، فهن يعرفنه جيداً .. إنه بمثابة أخٍ لهن جميعاً .. إلا هي فقد رفض أن تكون أخته منذ الصغر ..
لكنه اليوم تمنى أنها لو كانت صغيرة فتركض إليه .. فيضمها ويقبلها كباقي الصغار ..
مدت له يدها .. كم تمنى لو يطير بها من وسط هذه الصالة إلى البعيد هناك حيث السور الأبيض ..
جلس يجيب على أسئلة من الحضور .. ولم يكن يعلم كيف كان يجيب ، فجل تفكيره ومشاعره وهواجسه كانت تتجه إليها كلما لاقته بعينيها تبتسم ، وكان يذوب مع كل ابتسامة ..
أخيراً .. أنها أمامه .. ولكن كيف سيحدثها .. كيف سيصرخ لها أنه يحبها .. أن الشوق قد تمكن منه كثيراً ..
كيف وكل هذا الجمع في ذات البيت ...أقسم ألا تغفو عينه قبل أن يحدثها ..
وبعد مؤامرة لعقد اللقاء اشترك بها اكثر من طرف .. بعد ساعة من حضوره ..
كان لقاء السطح المشئوم :
هي : كيف حالك .. ؟
هو : مشتاق لكِ .. أتعلمين لم أكن أتخيل أن حبي لكِ بلا حدود ؟
هي : وكيف دراستك .. متى ستعلن النتائج ؟
هو : سأعيد السنة .. فقد أعلنت رسوبي لنفسي منذ أن رحلت من هناك ..!
أنتِ .. أخبريني .. بكل شيء .. !
هي : أود أن نتحدث بعقلانية بموضوعٍ يتعلق بنا ..!
هو : ماذا هناك .. ؟
هي : أتذكر عندما قلت لك أن التفكير فيك .. يعذبني كثيراً .. ؟
طوال الفترة الماضية كنت أفكر بالعلاقة التي تربطنا ..!!
كنت أود أن أشرح لك في مكالمة هاتفية أو في رسالة أرسلها إليك ، ولكن خوفي عليك وخوفي من أن لا تفهم كلامي كان يمنعني ..!!
ولما سمعت أنك ستحضر للرياض ، قررت أن أحدثك .. بكل شيء !!
هو : ما بك .. تتحدثين وكأن هناك شيء ما.. شيء مخيف .. تحدثي .؟
هي : حسناً .. كنت مترددة في الحديث ، ولكن أعتقد أنه حان وقت الحديث ..
إن ما بيننا من ارتباط وعلاقة .. وما نتخيله أنه حب .. شيء مؤقت !!
لأننا منذ طفولتنا معاً ، متعلقين بوجود بعضنا البعض .. وهذا ما يدعونه غرام المراهقة .. !!
لذلك أرى أنه من الأفضل أن نعيش كأي أثنين تربطهما صلة القرابة ..
فالحب هذا لن يكبر ولسوف يكون حملاً ثقيلاً علينا معاً !!
أعترف أن لك مكانة خاصة في قلبي .. أعترف أنني أميزك عن الباقين .. !!
ولكن هذا ليس حباً ولا أريد منك أن تتعلق بي أكثر ..
لا أريد أن تعيش أوهاماً أكثر من ذلك .. وعلينا أن نواجه الحقيقة .. !!
نحن ما زلنا في بر الأمان .. ونستطيع التراجع قبل أن نبحر في هذا الحب .. فيغرق ويغرقنا معه ؟؟
أرجو أن تفهم كلامي .. أرجو أن تكون حكيماً في ردة فعلك
وأتمنى أن تبق الأخ والصديق فمكانتك في قلبي لن تتغير مهما كانت ردة فعلك ..
يجب أن أذهب .. الآن .. الوقت تأخر .. !!
لم ينطق بأي كلمة ..
كانت على مقربة منهما فتاة تسمع حوارهما .. تسمع كلماتها التي كانت كأسهم صياد تصيب الفريسة في كل الأنحاء !!
سمع تلك الفتاة تصرخ في حبيبته وتصفها بالمجنونة المستهترة ..!!
كان يقف ينظر إليها.. وهي تسير مسرعة عائدة إلى الطابق السفلي ..
ركض باتجاه الفتاة .. سألها هل يحلم .. هل ما كان هنا حلماً .. أستحلفها بالله أن تقول له أنه يحلم .. !!
ولكن أكدت له .. أن حبيبته تفكر في هذا القرار منذ شهور ؟؟
جلس على الأرض .. وأشعل سيجارة كانت الأخيرة في جيبه .. راح ينظر إلى السماء .. يسأل نفسه لماذا … ما الذي حدث ؟؟
عاد هو الآخر إلى الصالة .. لم تكن هناك .. فقد سجنت نفسها وحيدة بين جدران أربع .. كانت تبكي .. فلماذا البكاء ؟
جاء إليه صديقاه .. يسألهما ما الذي حدث .. لم يكن أي منهما يعلم بشيء .. .. !!
وفي اليوم التالي .. وبعد حفل الزفاف .. قرر العودة .. إلى حديقته .. إلى السور الأبيض .. وكان أن عاد وحيداً في ذات الطريق ؟
كان يسأل نفسه ألف سؤال في الثانية .. لماذا .. ؟؟
لم تغمض عيناه طوال الطريق الذي كان طويلاً جداً لدرجة أنه شك بأنه ذات الطريق الذي سلكه قبل يومين !!
وصل مدينة الذكريات ومن هناك هرب إلى ملجأه .. واصل الطريق إلى الجنوب .. حيث القرية الصغيرة التي استقر بها جده قبل سنوات طويلة ..
هناك في القرية .. كان يسير طوال النهار يطلع جبل وينزل الآخر ، لا يعود إلى المنزل الذي بناه والده .. إلا عندما يحس أن التعب قد تمكن منه ..
أمضى أياماً كأنها تجاوزت السنين ، كان كل يوم يعيد كل الذكريات .. يحلل ما حدث ..
يصرخ بصوت يتردد صداه في الوديان عندما كان يشعر أنه عجز عن التفكير ..
الحزن ثوبه الجديد الذي لبسه مجبراً .. ثوباً لا يقيه برد الشتاء ولا حرارة شمس الصيف الملتهبة !
كانت الطيور في السماء حزينة بحزنه .. وتلك القرية الفقيرة التي لم يزرها المطر منذ فترة طويلة !
كان أهل القرية الصغيرة .. قليلون جداً .. فلم يكن سوى عشر عائلات .. كان اغلبهم يجتمعون كل مساء .. يتسامرون معه .. يحكون له قصص عن أجداده والقبيلة .. لم يكن معهم !!
عاد من جديد إلى مدينة الذكريات .. ومن جديد إلى مدرسته ذات الجدران العالية التي تسلقها يوماً وقفز منها هرباً من المدير !!
رحلت عنه البسمة التي كان يعرفها الجميع ، كان يمضي الساعات الطوال على ضفة السد الذي يقع إلى الجنوب من مدينته ..
كان يذهب إليه كل يوم وحيداً .. كان يرى العوائل هناك .. كان كلما لمح فتاة وشاب يتخيلها بجانبه ؟
بدأ يسير في طرقاً سوداء .. تعلم أشياء وأشياء .. لم يكن يعرفها .. من قبل .. !!
لامس الكأس الصفراء من أصدقاء السوء .. وراح يزور شباب جعلوا الانحراف هدفهم ..!!
مرت سنة .. على قرارها القاتل ..
وفي بداية الاختبارات التي ينتظرها الجميع من حوله .. هرب في أول امتحان .. هرب إلى قريته !
أرسل الرسالة الأولى المشهورة إلى الزعيم .. معتذراً منه أنه فشل مرة أخرى .. طالباً منه السماح له بالسفر إلى الرياض .. !!
كانت (هي) قد سافرت إلى أمريكا .. وكان السلطان وهو من أصدقائه المقربين على اتصال معها ..
كانت تسأل السلطان عنه وعن أحواله .. وفي ذات الوقت كان السلطان ينقل سؤالها إليه ..!!
فلماذا تسأل عنه ما دامت هي من اتخذ قرار النهاية !!
صفح عنه الزعيم .. ووعده بأن يرسله إلى الرياض .. فعاد إلى البيت .. وفي الأيام الثلاثة الأولى حصل على جميع أوراقه الدراسية ليرحل إلى الرياض !
--------------------------------------
نكمل لاحقاً ..... تحياااااااااااتي
$بلزاك$
10-16-2006, 04:57 AM
\
/
و في أمسية صيفية رائعة في الخيمة البيضاء كان هنالك ضيوفاً مدعوين عند والده على وليمة العشاء ، رن جرس الهاتف ..
كان الهاتف أمامه .. ولكن شيئاً ما منعه من أن يجيب ، حمل الهاتف وهو يرن أمام الجميع و تقدم به إلى الزعيم!
استغرب الحضور أنه لم يجب .. فهو الذي لم يسمح لأي إنسان أن يرد على الهاتف غيره لكي لا تسأل عنه أي من الفتيات الخمس اللواتي صارت كل واحدة منهن حبيبة لوحدها !! .. إلا أنه لم يرد على هذا الهاتف وأعطاه لوالده ..
كان الخبر الصاعقة .. لقد .. مات أغلى الرجال ..!!
جلس في مكانه وغاب عن الوعي .. ولما عاد إليهم .. كان حتى الرجال يبكون رحيل أغلى الرجال !!
خرج من حوش البيت إلى الأشجار المحيطة .. لم تدمع عينه حتى الآن .. !!
عاد بأحد الشبان الذي ركض يبكي خارجاً .. لم تدمع عينه حتى الآن .. !!
دخل .. إلى البيت .. فوجد أمه .. وبعض من النسوة .. يصرخن فقدان أغلى الرجال .. لم تدمع عينه حتى الآن .. !!
أغلى الرجال .. كان معروفاً بين أفراد القبيلة بأنه أطيب الرجال قلباً .. وأكثرهم مرحاً .. و أشدهم إرادةً .. !!
حتى أهل مدينة الذكريات عرفوا عنه طيبته وكرم أخلاقه .. فصار ملجأ الفقير .. وصاحب الحاجة .
كان أغلى الرجال قد سافر قبل سنوات إلى ألمانيا في رحلة علاجية وهناك لم يشأ أن يسمع بنصائح الأطباء وعاد إلى بيته وأهله وأصدقائه مؤمناً أنه سيرحل في اليوم الذي كتبه له الله عز وجل .
رحل أغلى الرجال .. ذبلت أزهار المدينة حزناً .. والرياح اشتدت في غير موسمها كأنها حزنت عليه !!
سهر وحيداً حتى الصباح .. كانت العصافير تزقزق كل صباح .. ولكنه لم يسمعها هذا الصباح ..لم تدمع عينه حتى الآن !
تمكن منه النعاس للحظات لم تكمل الساعة حتى جاءه الزعيم وأيقظه من فوق الأريكة التي تتوسط الصالة الكبيرة في البيت !! ولم تدمع عينه حتى الآن .. !!
نظر إلى أبيه .. سأله في نفسه : كيف ستحتمل العيش بدون ذراعك الأيمن ؟
وكأن الزعيم سمع سؤاله .. جلس بجانبه على الأريكة التي كان قبل قليل ممدداً عليها ، تحدث معه : أنها مشيئة الله ..!!
كان الزعيم يتحدث .. وكان هو في نفسه يعاتبه لأنه لم يسمح له بالسفر إليه .. فمنذ سنتان غادر أغلى الرجال هذه المدينة ولم يراه !!
حتى الزعيم بكى في غرفته .. إلا هو .. لم تدمع عينه حتى الآن .. !!..
كان طوال الوقت صامتاً ..
ينظر إلى الرجال الذين وصلوا للتو من قريته بعدما وصلهم خبر وفاة عمه للعزاء والوقوف على استقبال المعزين
رأى رجلاً من أقربائه بجانب شجرة صغيرة يبكي .. ولم تدمع عينه حتى الآن !!
من الطبيعي أن يبكي الرجال مثل النساء .. كأنهم في سباق بكاء .. والفرق أنك تسمع صوت بكاء المرأة بعكس الرجل ..
إلا في هذا السباق .. كنت تستطيع أن تسمع صوت الرجال يبكون ويصرخون أغلى الرجال بصوتٍ أعلى من صراخ النساء اللواتي تجمعن من كل صوب .. وحتى هذه اللحظة .. لم ينطق بكلمة .. ولم تدمع عينه حتى الآن .. !!
بدأ العزاء .. اليوم الأول .. كان الزعيم يتوقع قدوم الكثير من الناس معزين .. مشاركين في أحزانه بفقدانه أغلى الرجال !!
ولكن لم يكن الزعيم يتصور هذا الحجم من الناس ، حتى أن الرجل الأول في المدينة أمر بوضع من يتحكم بحركة المرور أمام بيت الزعيم لتجنب أية حوادث من شدة الازدحام !
منتصف الليل .. وقف أمام الزعيم الذي كان يتحدث مع بعض الرجال .. و كان ينظر إلى الزعيم .
حسبه الزعيم أنه يود الخروج , فطلب منه أن يذهب لأجل أن يبعده عن جو العزاء .. على أن لا يقود السيارة ..
فرد عليه بسؤال كصوت الرعد في السماء :
هل أنت متأكد من أنه رحل !!!!
صرخ .. بكى .. وركع على رجليه أمام الزعيم .. وعيناه تدمعان .. تنظران إلى الزعيم ..!!
حاول الزعيم أن يضمه إلى صدره .. صرخ به أن يتوجه إلى غرفته .. وصاح أحد الرجال من كبار السن بأن يتركوه يبكي .. ؟
كان الكثير ممن يعرفون العلاقة بينه وبين عمه .. خائفين عليه ، وكانوا يراقبونه ويطلبون منه أن يجلس فيستريح بدلاً من وقوفه مستقبلاً المعزين مع الزعيم .. ولكنه لم ينطق .. لم يبكي .. إلا في منتصف الليل .. في ذات الساعة التي سمع بها الخبر في الليلة الماضية !!!
كان يصرخ .. يصرخ .. يصرخ .. حاولوا نقله إلى المستشفى ورفض ..
راح يمشي بالشارع وثلاثة من أقربائه يراقبونه من بعيد ..
ما زال يصرخ .. كان يضرب شجر الشارع .. يحطم الأغصان .. يمزق وريقات الشجر !!
وقع على الأرض .. ركض الثلاثة إليه و حملوه بالسيارة إلى المستشفى .. يسابقون الريح التي هبت في تلك الليلة فجأة !
وبعد ساعات عاد إلى غرفته .. وأغلق الباب لمدة أسبوعين حتى أن العزاء لم ينتهي وكان المعزين يأتون من كل أنحاء البلاد !! ..
قرر السفر .. قرر أن يرحل إلى الرياض .. لأول مرة يشعر أن هذه المدينة تسكنها الأشباح ..
فلم يعد يتعرف على شوارعها ولا حدائقها .. و لا حتى من يقطنها من البشر ..
قرر السفر .. حدث الزعيم وحصل على موافقته مباشرة .. !! وفي يوم السفر .. طلب من مرافقيه أن يتريثوا قليلاً حتى يعود ..
اتجه إلى حيث السور الأبيض .. والدلة العربية .. إلى منزل أغلى الرجال الذي لم يغلق منذ أن بناه أغلى الرجال .. !!
وقف يناجي جدران المنزل ونوافذه .. يتذكر أياماً لا مثيل لها كان قد أمضاها في هذا البيت .. أياماً كانت بعمر السنين .. !!
في الصباح ترك مدينة الذكريات التي ترعرع فيها وعرف فيها أم كلثوم وميادة ووردة وفنان العرب ونزار قباني وجبران خليل جبران وفيروز ووديع الصافي وسيد درويش وعمر أبي ريشة وحافظ إبراهيم .. ودع هذه المدينة ودع حديقته .. متمنياً أن يكون لها زعيماً من بعده يستحقها .. يقدرها!
ودع أصدقائه والدمع سجيناً في أعينهم .. وقف أمام الحائط الكبير لمدرسته وودعه ..
ذهب إلى صاحب المتجر الذي كان يستدين منه ليكرم أصدقائه .. وأعطاه ما تبق له من نقود .. حتى العجوز كاد أن يبكي ..
ومن أمام مدرسة الفتيات مر .. مودعاً نوافذها وأسوارها .. متمنياً أن تجد شاباً من بعده يحترم حرمتها ..
كانت الصرخة تسكنه .. أراد منها أن تخرج إلا أنها أبت ..
سأله صديقه الرائع الذي رافقه في رحلة الوداع هذه .. ألن تشتاق .. ألن تغير قرارك وتعود .. ؟
لم يجبه على سؤاله بل لف ذراعيه حول صديقه مودعاً إياه كآخر من يودع .. نعم بكى صديقه ..!!
تمنى له التوفيق وأعطاه أرقام الهواتف التي سيجده عليها في الرياض ..
ساعات طوال .. جديدة في ذات الطريق التي سلكها من قبل إلى الرياض .. ؟
--------------------------------------------------
نكمل لاحقاً ......... تحياااااااتي
بنت النور
10-16-2006, 09:35 AM
بلزاك &&&
يامن تنزع عنا ثياب الحداد لتعلن التحدي والآمل
هذا انت كما عهدتك ....وعرفتك من بين نسج حروفك
تنطق الزهور الخرساء
رغم الألم ورغم الصمت
...................
ماأروعك في كل كلمة تلونها تظهر شفافية قلبك الطاهر
...............
أشواقي اليك معطرة بعطر الخزامى
أكمل .......... ننتظرك
أسفة ان قاطعتك بردي
بنت النــــــــــــــور
$بلزاك$
10-19-2006, 02:15 AM
بلزاك &&&
يامن تنزع عنا ثياب الحداد لتعلن التحدي والآمل
هذا انت كما عهدتك ....وعرفتك من بين نسج حروفك
تنطق الزهور الخرساء
رغم الألم ورغم الصمت
...................
ماأروعك في كل كلمة تلونها تظهر شفافية قلبك الطاهر
...............
أشواقي اليك معطرة بعطر الخزامى
أكمل .......... ننتظرك
أسفة ان قاطعتك بردي
بنت النــــــــــــــور
مرحبا اخيتي بنت النور
لو لم يمر بمتصفحي سواكِ لـ كفى ..
الأغلب هنا لا يحبذ المواضيع الطويلة
كان قد وصلني مثل هذا !!!!
يـُلاحظ الفرق بين هنا وهناااااك
سوف أكمل سيدتي أكراماً لكل من مر من هنا
تحياااااتي
$بلزاك$
10-19-2006, 02:20 AM
\
/
\
توجه .. مباشرة إلى عائلة عمه .. و طلب منه من رافقه إلى البيت ألا يبكي .. أمام الأطفال .. !!
دخل المنزل .. الصغير .. صرخ في داخله .. إنهم لا يستحقون هذا المنزل العتيق المستأجر .. !!
استقبله الصغار فرحين بقدومه فمنذ زمن لم يلتقي بهم .. أمسك الصغير منهم الوحيد الذي لم يشهد ولادته حيث ولد في أمريكا .. !!
قبله كثيراً .. ودخل إلى الصالة ..
وإذ بها تقف في منتصف الصالة ممسكة بكوب من الماء بعد أن فرغت من إعطاء والدتها العلاج !
تلاقت نظراتهما .. معزية كلاً الآخر برحيل أغلى الرجال .. نظر إلى الجميع من حوله .. للحظات أحس أن أغلى الرجال بينهم !!
تقدمت إليه فمدت يدها مرحبةً به .. لم تنطق .. وكان ينظر فيها وبوالدتها وبالصغار جميعاً.. بلا حراك !
تحركت والدتها أيضاً مرحبةً به بصوت عالٍ .. كانت امرأة ً قوية كعادتها .. أحست أنه خارج عن الوعي .. فقبلته تسأله عن أهله !
جلس .. وذهبت زهرة السوسن فأحضرت له كوباً من الماء ..
كان كلاً من أفراد العائلة يسأله عمن يحب في تلك المدينة إلا هي فقد كانت صامتة وبين الوهلة والأخرى كانت تلاقي نظراته .. للحظات !!
كانت ترى فيها الحزن .. واليأس .. كانت ترى فيها الوحدة والعذاب .. أحست به .. ولجمت مشاعرها .. محافظة على قرارها!
لم يكن يفكر فيها في هذه اللحظة .. كان يفكر كيف ستكون هذه العائلة بعد أن فقدت أغلى الرجال ..؟
كان منظر العائلة جديد عليه .. فلن يرى أغلى الرجال بينهم مرة أخرى ..!!
تمنى أنه لو لم يحضر .. ولم يرى هذا المشهد .. تمنى لو يأتيه كائن ويخبره بأنه يحلم ..!!
كاد أن يصرخ ذات الصرخة التي صرخ بها أمام الزعيم .. لولا أن صوتها ناداه بأن يذهب إلى مجلس الضيوف ، فينام بعد شقاء السفر .. !!
كان الزعيم قد طلب منه أن يسكن عندهم في هذا البيت ، ولكنه رفض خوفاً أن تحسب هي أنه يتقرب إليها !!
بدأ يتعرف على الرياض .. راح يزور كل الأماكن .. تعرف إلى فنادقها .. فاختار بهو الأنتركونـتينتال مكاناً يرى به لو شيء من تلك المدينة التي تركها بلا عودة !!
كان .. يعود كل مساء .. محملاً كما كان بألعاب الأطفال ويجلس مع الصغار بعض من الوقت ويغادر إلى البيت الذي صار مقر لدراسته .. فيمسك الكتاب وبقطع الكلمات بإرادة قوية على اجتياز هذه المرحلة التي حالت الظروف مرتين في أن يتجاوزها!
كان الزعيم في زيارة إلى الرياض .. أمضى بضع أيام ولما قرر السفر اجتمع معه : أريد أن ترفع رأسي عالياً !!
زادته هذه الكلمات إصراراً وإرادة .. كان يعيش في بيت خاله .. الذي وفر له كل شيء !
حتى في الإجازات قرر عدم السفر .. بل البقاء بقرب عائلة أغلى الرجال .. كان يلاعب الأطفال .. لكن في الرياض لا توجد سوى المطاعم لقضاء وقت مرح .. فكان ينفق مصروفه الشخصي الذي يعطيه إياه خاله والذي يأتيه من الزعيم على مطاعم الرياض !
كانت في أعماقه .. لكنه ومنذ أمسية السطح المشئوم قرر أن لا يعود ويطرق ذات الباب .. الذي أغلق بوجهه ..!!
كان يفكر بها .. ولكن إصراره على النجاح لاقى منه الأولوية في كل شيء .. شعر الجميع أنه فعلاً نسي كل شيء !!
لم يكن أي منهم يجرأ على أن يناقشه في الموضوع .. أو يسأله عن شعوره الحالي !!
خالته .. الصغيرة التي صارت صديقة له .. تجرأت وجلست في المساء عند رأسه وهو ممدد على سريره ..
بدأت في عطلة نهاية الأسبوع الحديث معه .. وراحت تمازحه أنها ستقوم باختيار عروس له تكون أجمل فتاة في جامعة الملك سعود بالرياض
كان يرد مازحاً .. هل ستكون بجمالك .. ؟ ويضحكان معاً ..
أخبرته أنها تتمنى أن يبقى سعيداً طوال حياته !! فردت عيناه بحزن عميق .. أبكت خالته !!
في الرياض تعلم أشياء كثيرة لم يكن يعلم عنها شيء من قبل .. في الرياض كان يرافق أبناء عمومته ويسابقون السيارات حتى كاد أحدهم أن يطيح في سيارتهم من فوق جـسر الخليج الذي يخترق وسط الرياض !!
في الرياض .. استغرب كثيراً كيف يقومون بمخاطبة فتيات يجهلون أي شيء عنهن حتى أعينهن ويخاطرون بأنفسهم من أجل أن ترضى فتاة باستقبال هذه القطعة البيضاء الصغيرة التي تحتوي سبعة أرقام وبطرق عديدة تتحول إلى مواقف مضحكة أحياناً .. وكيف يذهبون إلى بيوتهم ويتجمدون إلى جانب الهاتف كأنهم ينتظرون خبر تحرير الأقصى .. !!
في الرياض .. عشق فريقه المفضل الاتفاق أكثر .. صار أقرب أكثر .. و كان يتابع مباريات فريقه المفضل حتى أثناء الاختبارات !
في الرياض .. قفز من جدار مدرسته الصغير جداً مقارنة بذاك الذي تركه قبل أشهر .. قفز من فوق الجدار واتجه إلى بيت قريب له
لكي يتابع مباراة للمنتخب مع اليابان في بلد الأخير .. يوم خسر منتخبه وعاد حزيناً .. فعلم خاله أن تغيب عن المدرسة وعاتبه على أنه
لم يطلب منه الإذن لمشاهدة المباراة !! !
في الرياض .. كان يحصل على الأفلام السينمائية للذين يفضلهم في العالم من ممثلين و ممثلات .. كان يجد صعوبة في الحصول على بعض الأفلام .. فوجد طرق أخرى للحصول عليها !
كان يتجه إلى المكتبات ويشتري الكتب ويقرأ الكثير رغم أن كثير من هذا الكثير لم يناسبه كثيراً !
كان في ذات الوقت محافظاً على دراسته .. مواصلاً الحضور إلى المدرسة .. يناقش كل مدرس ويجتاز كل اختبار !
مر عاماً كاملاً .. أنهى اختبارات السنة الأخيرة في الثانوية العامة .. بعد أن فشل في اجتيازها مرتين من قبل !!
اليوم منتصف الليل أعلنت النتائج .. في هذه الليلة .. وجد اسمه في وسط جريدة الرياض ونجح بالشهادة التي أنتظرها الزعيم
الشهادة التي وعدها بها لما كانت معه ... ولكن أين هي ... أين الزعيم ؟
أنهما في مدينة الذكريات .. فهي رافقت أهلها ليمضوا الصيف هناك ..!!
سارع إلى حافة الطريق .. كان الهاتف الحكومي في تلك الزاوية .. ومعه قريبه فطلب منه أن يتصل بالزعيم !!
لم يحتاج ابن عمه أن يسأله لماذا لا يتصل هو بوالده !!
أمسك سماعة أخرى مبتسماً ينظر إليه كيف يسرع في الضغط على لوحة الأرقام الخاصة بهاتف بيتها في مدينة الذكريات !!
لم يكن يفكر ماذا سيقول لها .. لماذا يتصل ويخبرها هي .. ؟ .. كان يريد أن يخبرها وكفى !!
أربع ساعات حتى أجاب أحد افراد العائلة في بيت الزعيم.. ناداه صاحبه فأخذ السماعة وطلب أن يوقظوا الزعيم ..
نقل له الخبر السعيد وحدث والدته .. كان يتمنى لو يستطيع أن يطلب من الزعيم طلباً لا يطلبه الابن من أبيه ..!!
كان يود أن يرسل السائق إليها فيخبرها أنه أوفى بالوعد .. ونال الشهادة الهدية التي طلبت قبل أن تعلن قرار الانفصال .. !!
ولكن هل ستهتم بالوعد بعد الانفصال ..!!
عاد إلى ذات البيت حيث جميع الأصدقاء هناك .. اسم صديقه سعد لم يعلن في النتائج الأولية مما يعني أنه سيحتاج إعادة بعض من المواد الدراسية .. لم ينسى صديقه فواساه والذي بارك له وهو يبكي فشله !!
بعد أيامٍ قرر السفر إلى مدينة الذكريات .. وصل سريعاً فقد استقل الطائرة هذه المرة .. !!
جلس مع والديه قليلاً وذهب يبحث عنها في كل بيت ، كان يجلس قليلاً جداً في البيت الذي لا يجدها فيه ، متعذراً أنه يلقي بالتحية على أهل البيت .. وأنه يريد إلقاء التحية على آخرين .. فقد كان الكثير من الأقرباء من قرروا أن يمضوا إجازة الصيف في هذه المدينة المصيف !
وأخيراً .. هذه هي .. طار مع ابتسامتها .. حين باركت له النجاح .. فرد بأنه يفي بأي وعد يطلقه على نفسه ..!!
هربت من أمامه .. وكأنها تؤكد له أن قرارها نهائي لا رجعة فيه ، وأن تلميحه لن يفيد .. أحس بالهدف التي أرادته حين طلبت منه أن يقلها إلى بيته لتمضي المساء هناك مع أهله .. إنها تريده أن ينسى .. . تريد أن تكون علاقتهما علاقة أخوة لا أكثر .. !!
أمضى أربعة أيامٍ وعاد إلى الرياض .. ليكمل ما بدأه من إجراءات للالتحاق بالكلية العسكرية رغم أنه كان يرغب بمواصلة الجامعة ودراسة السياسة والاقتصاد ، لكن صديقه النور الذي سبقه في مراحل الدراسة والذي أمضى السنة الأولى من كليته العسكرية أقنعه بأن يكون معه كما كانا طوال سنوات مضت !
ولكن عضلته القلبية تقف في طريقه هذه المرة .. وتم الاعتذار من قبوله رغم أنه اجتاز بقية الامتحانات بتفوق وخصوصاً المقابلة الشخصية التي كان بها جريئاً .. هادئاً .. لا يمكن استفزازه ..!
ولكنه تقبل النتيجة وخرج إلى عمه الأكبر ليخبره بقرارهم .. فقرر عمه إرساله للدراسة في أمريكا .. في حال موافقة الزعيم
عاد إلى مدينة الذكريات مرة أخرى .. وطلب من الزعيم أن يسمح له بالذهاب إلى أوروبا ليكمل إجازة الصيف مع قريب له كان هناك يقضي إجازاته .. ومن ثم يتجهز للسفر إلى أمريكا .
أعطاه الزعيم التذكرة وطلب منه قضاء خمسة عشر يوماً فقط .. وفجأة قرر الزعيم الاستقرار في الرياض وطلب منه عدم السفر لكي يقود إحدى السيارات في رحلة الذهاب إلى الرياض والتي لم تكن أخيرة بعد !!
عرف الأسباب .. أسباب استقرار والده بالرياض .. فضحى بالحلم .. الجامعة .. ضحى في أن يدرس العلوم السياسية والاقتصاد ، ليكون مثل قريبه ومثله الأعلى الذي حصل على شهادة الدكتوراه بذات التخصص سياسة واقتصاد من أمريكا !!
اتخذ القرار الذي جسدته تربيته ونشأته ، اتخذ قراره من مبدأ تحمل المسؤولية ، فهو لم يعد ذاك الطفل الذي يحصل على ما يشاء ، ولم يعد ذاك المراهق الذي يستمتع بأن يقال عنه أنه "عاشق" عندما كان يجعل أسطوانات أم كلثوم الغنائية تسمع في كل الحي .. !!
في طريق العودة الى الرياض .. كان يدخن بشراهة وهو يقود مركبته خلف مركبة الزعيم ..
لم ينم ولم يأكل .. كان يفكر .. بالقرار .. قرار المستقبل !
أراد أن يثبت أنه الشبل الذي أراده والده ، فركب المركب الجديدة رغم أنه كان صغيراً جداً على هذا المركب ، إلا أنه قبل التحدي مرة أخرى في ذات المدينة التي خذلته فيها فتاته .. الرياض الذي تحداها بأن يحصل على شهادته من وسطها !
تسلم أول راتب لأول شهر يعمل فيه .. ركض إلى الزعيم مسلماً إياه الراتب ..
كان الزعيم يبتسم .. فقد لمح أمامه رجل الغد .. ومع ذلك الفرح لم يكن الزعيم يعلم أن الحزن يكسو شبله!!
لم يكن يعلم سوى أنه شبلاً منه وسيصبح أسداً يوماً ما ، متناسياً أن الظروف التي جعلته أسداً في الماضي وزعيماً تختلف تماماً عن الحاضر.. غير مدركاً أن فكر شبله ومنطقه في هذه الحياة يختلف كثيراً عن فكره هو .. غير شاعراً بأن شبله عاشقاً .. وهذا الأهم !!
نعم عاشقاً لمن طلبت منه أن ينساها ، وأن يكون لها الأخ والصديق .. !!
فكيف يكون العاشق أخاً و صديقاً ، وهل يمكن أن تلتقي الصداقة بالعشق يوماً ؟
في الوظيفة .. ازدادت معرفته بالرياض .. واقترب من الحياة العامة أكثر .. وتعرف على البشر ورأى متناقضات أشباه البشر !
صار له أصدقاء جدد عرفوه على دبي التي تردد كثيراً في زيارتها .. وتعرف على البحرين فصارت له متنفساً وهمياً !!
كاد أن يتجه إلى الجنوب الآسيوي ولكنه تردد وبدل رأيه في اللحظة الأخيرة !!
بعد عامٍ ونصف من العمل الدؤوب ، بعد أن تعرف على مجتمع الرياض ، وفي يومٍ كان المطر يهطل بكثرة وشدة لا مثيل لها في تاريخ الرياض ..
استلم منها رسالة من ستة صفحات .. رسالة بقي طوال الليل يعيد قرأتها وكأنها نص خطاب لأحد الساسة !!
كان يحلل ما بين السطور .. ويضع تفسيراً لكل كلمة كتبت في هذه السطور !!
رسالة بدأتها وأنهتها بكلمات لجبران خليل جبران !!
فأمسك قلم ووريقات .. وراح يجيب .. عن كل شيء !
$بلزاك$
10-19-2006, 02:27 AM
||||
اسمحوا لي بأن أكمل على أنـغام العندليب :
// سـواح .. وماشي في البلاد سواح
والخطوة بيني و بين حبيبي براح
مشوار بعيد وأنا فيه غريب
والليل يئرب والنهار رواح
وإن لاقكم حبيبي سلموا لي عليه
طمينوني الأسمراني عملاه إياه الغربة فيه
وسنين .. وسنين وأنا دايب شوق وحنين
عايز أعرف بس طريقه منين .. منـين .. //
_____________________
كتب لها أسـطر كثيرة .. كثيرة جداً .. رداً على رسالتها ذات الصفحات الستة ، فلم يترك أي نقطة إلا وفسرها ورد عليها
لقد قرر أن ينساها .. نعم في هذه الوريقات التي قرأها وراح يرد عليها .. قرر أن ينساها وأن يدفن هذا القلب الدكتاتوري الذي لا يفقه في العشق سوى أحرف أسمها ولا يرى الحب إلا في نظرات عينيها ولا يعيش الهوى إلا على أشجان صوتها !
رمى القلم من يده اليمنى التي أتعبها كثيراً .. تمدد فوق السجادة التي تتوسط غرفة نومه ينظر إلى الأعلى ..
يسأل ألا يوجد أنثى غيرها تستحق هذا القلب ؟
لماذا لا يتجه إلى البحرين ويتحدث إلى " لبنى " صديقته الشاعرة التي التقى بها أول مرة وهيا تتقدم أهلها في بهو الفندق .. في ذات مساء .. كانت تبحث وأهلها عن مكان يجلسون فيه .. كانت أجمل الجميلات المدينة و كان الجنوبي القروي البدوي ابن الشيخ القادم
من صحراء نجد التي يجهلها الكثير من أهل البحرين !
وفي وسط البهو وقف مكانه أمام طريقها .. كانت تتقدم نحوه .. إنه الجمال يتجه إليه .. فكر سريعاً ماذا يفعل .. لا يعرف ؟؟
كان مغروراً جداً يومها ، كاد أن يستوقفها ويحدثها بلامبالاة لمن يرافقها !!
ولكن ماذا سيقول لها .. أيطلب منها أن تكون صديقته ؟ ! وماذا بعد الصداقة ؟
أيعترف لها أن قبيلته ترفض أن تكون رفيقة دربه فتاة غير سعودية و قبلية !!
أيعترف لها أن الزعيم أشار يوماً أنه لا يجب التفكير بالزواج من بنات من خارج منطقته لاختلاف العادات والتقاليد .. !
فماذا لو عرف الزعيم أن الفتاة ليست من قومه وذهبه ؟؟!
لم يحدثها يومها .. وابتعد بنظره وجسده عن طريقها فمرت بسلام .. بكبرياء .. منعته شهامة القبيلة التي تناسب في عروقه من اعتراضها
منعه شموخ جبال وصحراء كونت صبره ..
تلك الصديقة الشاعرة التي اتصلت في منتصف الليلة التي شاهدها في بهو الفندق .. لم يسألها إلى اليوم كيف حصلت على هاتف غرفته بالفندق !!؟
كان تتصل من أجل سؤال .. لماذا كادت نظراتي تخطفها من وسط عائلتها فاستمرت الإجابة على السؤال ما يزيد عن السنة !
ما زال يقول أنها صديقة مع أنه ابتعد عنها منذ زمن بعيد .. ففي صباح يوم ، قابلها في مكان عام بالمنامة .. تقدمت إليه طالبة أن يلاقيها في ساعة الظهيرة بعد خروجهما من المدرسة .. واتجها إلى مقهى صغير وسط الشارع الرئيسي في المدينة !
وهناك .. تحدثت عن الغرام .. عن الحب .. راحت تسمعه خواطر ليل .. وأحرف شوق .. كانت تكتبه فيها !
فاجأته أن أهـلها يعلمون أنها تحبه وأنها تقابله .. !! اسـتغرب كيف أنهم لم يقتلوها .. ولم يسألها لما لم يقتلوها !
لكنهم حذروها منه .. من ردة فعله .. كانت أمها تخاف أن هذا الشاب يتلاعب بمشاعر ابنتها ومع ذلك أعطت الابنة حرية الاختيار!
طرحت عليه ذات الأسئلة التي فكر بها يوماً .. وأجابها بكل عنفوان الجنوبي القبلي .. لا أسـتطيع !!!
منذ البداية كان يحاول أن يبين لها أنها مثل بقية الأصدقاء من شباب وفتيات ، وكانت تتجاوب معه إلا أنها شعرت بشيء آخر اتجاهه !
أحبته " لبنى" .. التي أشارت أن والدتها تتمنى أن يكون ابن خالها زوجاً لها ..
خرجا صامتان من المقهى .. ثم أوقفها أمام بيتها وأمسك بأناملها التي ملأته دفئاً شجعه على أن يقول : وداعاً أيتها الصديقة !
كان يومها يحب فتاته .. ولم يكن يوماً من الأيام يسمح لجسده بأن يتلاعب بمشاعر الأخريات ..
اليوم يفكر هل ما زالت " لبنى" تفكر به التي دفنت حبها له في ابن خالها .. وتمنت لو تأخذ ملامحه البدوية فتضعها على ذاك الأشقر الإيراني الأصل !
" لبنى" متزوجة اليوم ولديها طفل صغير حسب آخر رسالة من صديقه الرائع الذي ما زال يرسل له أخبارها ..
عاد إلى الوريقات مرة أخرى وتابع الكتابة .. كان يحارب النعاس حتى ينتهي من رده الذي كان عشرة أضعاف رسالتها!
هو : هل قرأتِ جيداً ما كتبت لكِ رداً على رسائلكِ ؟
هي : نعم .. وأود أن أشكرك كثيراً .. فتلك الكلمات الصادقة والمرسلة من أخٍ عزيزٍ مثلك ، هي ما كنت أحتاجها .. !!
هو : أسمعي .. أود أن تبقي هكذا .. أقصد أن تكتبي ما شئتِ ومتى ما أردتِ .. وأرسليها لي !
لا تترددي يوماً في أن تطلبي مساعدتي أبداً ..
هي : إنني متأكدة من أنك لن تبخل في مساعدتي .. فأنا لأول مرة أتعامل مع إنسان صادق منذ رحيل والدي ..
أتعلم كنت بحاجة منذ رحليه لك .. كان يجب أن تكون بقربي لتخفف علي هموماً أتعبتني كثيراً وأناسٍ حطموني بلا شعور .. أعلم أنني كنت المخطئة الأولى .. لأنني خرجت عن تلك الطريق .. لأنني منحت ثقتي لكل من حولي .. !!
ولكنهم لم يقدروا هذه الثقة وانظر النتيجة .. فتاة لم تكمل العشرين .. فتاة محطمة يائسة .. !!
لقد أخطأت كثيراً منذ أن وصلت الرياض كنت أسير في دربٍ من السراب ضياع وخوف وتشرد في داخلي !!
أتعلم منذ زمن.. وأنا أحاول أن أتحدث إليك .. أن ألجأ إليك .. لتنتشلني من الوضع الذي أعيشه .. وهذه الوحدة الرهيبة !
إنما كنت خائفة من ردة فعلك ، فإما أن تفهم طلبي للمساعدة عودة إلى الماضي أو ظننت أنك ستحطمني أكثر لتنتقم لنفسك !!
ولكنك فاجأتني .. نعم فاجأتني بردك السريع والثمين.. !
لقد شعرت لأول مرة منذ أن غادرت مدينة الذكريات أن تلك الفتاة المرحة المغرورة .. الطيبة التي تحب كل الناس ما زالت حية في أعماقي ، ولكن الحزن الذي يكسوني ما زال مسيطر !
لماذا أنت صامت ... هل داهمك النعاس .. أعذرني لقد تحدثت طويلاً ونسيت أنك يجب أن تصحو في الصباح !!
هو : غداَ الجمعة .. ولم يداهمني أي نعاس .. وكان عليك محادثتي منذ البداية .. ولكن شاء الله وما قدر فعل .. !!
أود أن أكون صريحاً معكِ .. لم أفكر يوماً بأن أنتقم ولم أفكر يوماً بأن أحاول أن أعيدك إلي من جديد !!!
لما استلمت رسائلكِ ، عرفت أنكِ تعيشين في قفصٍ من جحيم ... قضبانه اليأس .. وأرضيته الندم .. وسقفه دمع وقهر !!
أحسست بكِ ليس لأنكِ كنتِ .. .. بل لأنني إنسان أحسست بكِ كإنسان لا أكثر ..
عرفت أنكِ غارقة في بحرٍ من اليأس وكان واجباً علي أن انتشلكِ مما أنتِ فيه!
كل إنسان فينا يخطئ .. ولكن عندما يعمل على تصحيح ذاك الخطأ.. عندما يعود إلى الطريق السليمة ويسير واثق الخطى فإن ذاك
هو الانتصار الأكبر .. ذاك هو تحطيم القفص والوصول إلى شواطئ الأمان ..
اعلمي أن الهموم والمشاكل لن تنتهي ولكن الله أنعم علينا بنعمة النسيان .. وعلينا أن ننسى هموم الماضي ونتجاوزها لنكون أكثر جرأة وصلابة على مواجهة هموم المستقبل .. نعم ثقي أن الهموم لن تنتهي ولكن مستواها يقل ويعلو حسب الطريق التي يسلكها الإنسان .. !!
هي : أنت أكثر إنسان يفهمني في هذا الوجود .. أتعلم أنك .. ماذا .. أنت إنسان مميز عن كل بني البشر وأتمنى لك التوفيق .. !!
هو : في أمان الله ..
واستمرت الحوارات بينهما .. ليالي طويلة .. كان يكتب أضعاف ما تكتب .. ولكنه لم يلمح يوماً بأي إشارة إلى ما يعتريه من مشاعر ..
أراد أن يقنع نفسه أنه من السهل نسيانها .. من الطبيعي جداً أن تكون مثل بقية قريباته ..
هو : مرحباً .. هل جهز طعام الغداء لديكم .. فهناك من دعاني إلى تناول الطعام عندكم ..
هي : بعد نصف ساعة سيكون كل شيء جاهزاً .. ثم أنا من طلب أن يتصلوا بك وببعض الأقرباء لأنني كنت مشغولة في المطبخ .
هو : حسناً بعد نصف ساعة سأصل إن شاء الله ..
هي : ما بالك تغيب ولما تظهر يبدو جسدك أقل وزناً مما سبق .. ألن تتعلم كيف تحافظ على صحتك !! ؟
هو : كيف الحال .. لقد كانت المائدة شهية .. أرى أنكِ تحسنت كثيراً وتلك الابتسامة قد ظهرت هكذا نريدكِ الفتاة الطيبة
هي : و لكن لن أسمح لطيبتي بأن تعيدني إلى طريق اليأس مرة أخرى !!
هو : وتلك هي قوتكِ التي نريدها أن تظهر من جديد .. وغرورها الجامح الذي لا حدود له ..
هي : لقد ساعدتني كثيراً .. في الأشهر الأخيرة .. والفضل لك بعد الله في أن أخرج من تلك الحالة لا أعادها الله !
هو : عليك بالدراسة .. وضعي النجاح هدفاً .. فهي سنة وتكوني طالبة جامعية .. عليكِ أن تعوضي السنوات الماضية وتكوني
في شخصيتكِ الواقعية .. إنسي كل شيء مضى .. أعلم أن هذا الأمر صعباً ولكن إرادتكِ التي عهدتها بكِ ستساعدكِ !!
هي : المهم أن تبق الأخ الصديق .. فلا تبتعد عني .. فأعلم أن أختك بحاجة إليك ..
هو : أين الشاي .. ؟ لقد طلبته منذ نصف ساعة .. لنذهب ونجلس مع البقية ولنضحك كثيراً ..
تعالي نتذكر مدينتنا السابقة .. فما رأيك ِ ؟
هي : كما تشاء .. فأنا في يدٍ أمينة الآن .. يد الأخ والصديق الصدوق !!
يجلس بينهم صامتاً .. تحاول هي أن تجتذبه بحديث الذكريات .. وتعلم هي وكما يعلم من حولها أنها لا زالت حبيبته ..!!
ما زالت هي رفيقة الدرب التي أحبها .. رغم أنها تحاول في كل لقاء أن تثبت له أنه مجرد أخٍ لا أكثر بالنسبة لها ..
رغم أن من حوله قد أكدوا له أنها أقسمت بأن تنسى ما كان في الماضي .. منذ رحيل والدها قد وهبت نفسها لأمها وأخوتها وأخواتها
ولكنه العاشق ما زال يحارب اليأس بقوة الحب !!
نسي أن خطط للنسيان ففي كل مساء قبل المنام يهمس وبصوتٍ مسموع متمنياً لها أحلام سعيدة وكأنها ترقد بجانبه !!
هي : مساء الخير .. نحتاجك لأن تقلنا إلى المدرسة في الصباح ، فالسائق في السجن بعد أن ارتكب حادث مروري
هو : حسناً ، سأحضر باكراً في الغد .. كيف أحوالكِ وأحوال الصغار ..!
هي: كلنا بخير .. سمعت أنك في إجازة .. فهل ستقضيها في الرياض !!
هو : نعم لدي إجازة ولكنني سأرافق صديقي إلى دبي .. وسنمضي أياماً فيها ومن المحتمل أن نعود إلى الرياض أو نواصل رحلتنا إلى المغرب .. لست متأكداً من ذلك .. المهم ألا يعرف أحداً بسفري ..!
هي: حسناً .. لن أخبر أحداً .. ولكن لماذا تخبرني أنا بمشروع السفر .. ؟
هو : لأنني أثق بكِ .. فأنتِ لن تخبري أحداً ..
هي: هل فعلاً تثق بي .. كما أثق بك ؟
هو : بالطبع يجب أن أثق بكِ .. ما دمت قد وثقتِ بي وتحدثتِ معي بأشياءٍ كثيرة .. حتى الصعبة منها ؟
هي: ماذا تقصد بالصعبة منها ؟
هو : أنسيت ما كتبتِ من كلماتٍ لجبران خليل جبران في رسائلكِ الأولى .. تلك كانت تكفي لتعبر أنكِ في حالٍ صعبة .. يكسوها الندم والحزن !!
هي: هل حقاً فهمت كل ما قصدت في الرسالة ؟ هل أحسست بشعوري المحطم الذي كان يمتلكني !!
هو : أعتقد أنني أجبت على هذين السؤالين في ردودي الكثيرة التي وصلتكِ .. في كل حوار كان بيننا ..
كنت أجعلكِ تشعرين بأنني كمن عاش شعوركِ هذا .. وعلمتكِ بل ساعدتكِ في أن تمسحي تلك الدمعة من على وجنتيكِ .
هي: لقد فعلت شيئاً لن يفعله إي إنسان .. عانى مثلك .. وتحمل جرحاً من فتاةٍ أحبها .. وهو اليوم يساعدها !!
هو : يجب أن تعلمي يا سيدتي أنني لم أجرح من أي فتاة ، ولدي فتاة ذات شعر غجري .. وفية مرحة مغرورة قوية ، ما زالت نائمة !!
هي: هل أنت متأكد أنها ما زالت نائمة بعد هذه السنين .. ؟ أود لو تصفها لي ..بليززز بلزاك ..
أتعلم أنني أتمنى لك فتاة تستحق قلبك .. فأنت صاحب القلب الطيب الذي لا يشبهه قلب في هذا العالم سوى قلب أبي ..!
أتعلم سوف أرقص كثيراً أمام عروسك وسوف أرافقكما إلى الفندق .. سأكون أسعد إنسان في فرحك !
هو : ما رأيك أن تذهبي للنوم .. فالوقت قد تأخر .. وغداً لديكِ امتحانات أرجو أن تكوني قد حضرتِ لها جيداً !!
هي: حسناً .. في رعاية الله ..
نكـمل لاحقاً ..... تحياااااااااتي
$بلزاك$
11-03-2006, 08:07 AM
نواصـــل ..
*
*
ما أن أغلق سماعة الهاتف .. حتى أحضر سطور الرسائل .. أعاد قراءة أسـطر الحوارات ..!
لماذا تريده أن يصف فتاته .. ؟ .. هل تظن أنه وجد فتاة يحبها غيرها ؟ .. ما الذي دفعها لأن تضعه في هذه الحيرة ؟
هل انتهت حربه مع اليأس .. أخيراً .. هل تغلبت قوة الحب ؟؟
سأل نفسه أسئلة كثيرة .. اتصل مراتٍ عدة و هي ما زالت مستيقظة وكان يغلق السماعة في كل مرة ..!! كان يشعر أنها تعرف أنه من يتصل في هذه الساعة ، وكان يشعر أنها تريده أن يبدأ الحديث ، حديث الحب كما بدأه أول مرة في مدينة السور الأبيض مدينة الذكريات .. ولكن كبرياء الحب كان يمنعه .. فيزيد لهفة الشوق لها أكثر .. بين جوانب قلبه .. !!
جرح الأمس كان يطالبه بأن يتأكد من مشاعرها .. فلا يجازف بكل هذا الصبر وتلك التضحية .. حين ضحى بحب فتياتٍ كانت كل واحدة منهن تريده الحبيب الأوحد !!
أعاد شريط الذكريات في مدينة السور الأبيض ، كان يراها تلك الطفلة التي سبقت سنوات عمرها فكبرت ، فأحبها ، ثم عشقها !!
تذكرها وهي تذهب من أمامه بخطى مسرعة بعد أن كسا الاحمرار وجنتيها ، لما حاول أن يغازلها ، فعاد مسرعاً في اليوم التالي معترفاً بحبه لها .. لينهي مشوار الانتظار قبل أن يبدأ .. أعاد الذكريات كلها كما يفعل كل مساء قبل أن يستسلم للنوم .. ولكن هذا المساء مختلفاً عن أي مساء قد مضى ، فقد لمس بكلماتها بعض من الحنين ، شعر وكأن الشوق قد تمكن منها !!
راح يكتب لها الرسالة المشهورة وعنونها بكلمة شكسبير الشهيرة " أكون أو لا أكون "
نعم لقد قرر أن يواجهها من جديد ، مواجهة مباشرة ، فلم يجد سوى القلم والوريقات البيضاء فراح يعقد قران هذه الورقة على ذاك القلم..
من جديد بدأ عرض جديد كان يبدأ في كل مرة عندما يبدأ العاشقين برسم لوحات الشوق والحب والعشق الدفين !!
لم يفكر كثيراً كيف يبدأ ، فقد قرر مسبقاً كل شيء ، المواجهة يجب أن تحدث لينتهي من رحلة الصبر التي تجاوزت السنوات الثلاث !!
بدأ رسالته وكأنه ذاك الأديب الذي بدأ بأول سطرٍ لكتابه الجديد .. وبعد مقدمة كان فيها من فلسفته الخاصة الشيء الكثير فقال:
"" نعم .. أنا من جديد .. جرح الزمن .. عاشقك سيدتي .. أكون أو لا أكون ؟ ""
وبدأ بتصوير الحب والعشق ، بدأ يحاورها بذات الشريط ، شريط الذكريات كاملة ..
بدأ العاشق رحلته مع حبيبته " في سطور من سهر الليالي "..أعاد كل شيء أمامها على تلك الوريقات التي لو شاء الله لها لبكت مما
سكبه فوق بياضها اللامع .. من دموع القلم التي تعددت ألوانها .. فكلما جف لون أكمل بآخر ..!!
لم ينم ليله ، وبقي النهار بأكمله بين جدران غرفته ، كان يطارح الورق أرضاً ، ثم لا يلبث أن يكمل فوق سريره ، وينتقل إلى طاولته الصغيرة .. كان يسابق الزمن .. فقد قرر أن يرسل لها الجزء الأول قبل نهاية اليوم .. ولما انتهى .. أرسل سطوره الأولى ..!!
نعم كان خائفاً .. من تأثير ما كتب عليها .. كان متوتراً .. لا يستطيع أن يتوقع رد فعلها !!
كان محظوظاً أن النعاس غلبه .. فارتاح من دائرة التفكير المعقدة التي أتعبته منذ أن أنهى أسطره ؟
بعد أياماً استلم ذات الدفتر ، فقد طلب منها في أحد أسطره أن يكتبا ما يشاءا في ذات الدفتر، وكان ردها عبارة عن قصائد وخواطر
للمشاهير ، وكتبت له نص رسالتها كما طلب .. لم تلمح لشيء و لكنها كانت تردد أخي وصديقي في كل جملة !!
عاد من جديد ، يحلل ما كتبت و يفسر معاني القصائد التي كتبت ، كان يسأل بعض من الأصدقاء ما مناسبة تلك القصيدة لنزار قباني
وتلك التي قالها جبران لمي زيادة ، ما الذي دفعه لأن يقولها !!
عاد إلى غرفته البيضاء .. التي جعل كل شيء فيها أبيض .. السرير والجدران والخزائن .. جلس خلف طاولته الصغيرة .. البيضاء أيضاً كتب إليها قصيدة [ تعالي] كأول نثرية يكتبها :
{ تعالي .. أنتِ كما أنتِ .. !!
تعالي ..فجري فرحي ..
امسحي دمعة سالت لا أدري كيف .. ؟
تعالي فقد جاء القمر خلسة بعدما هرب من قيوده .. غيوم السماء !!
تعالي .. لتضيء صحبتنا ... لتشعلي سهرتنا ..
تعالي قبل أن يرحل القمر .. متحسراً ..
تعالي فحطمي كذب البشرية القابع في أشلائي كالمرض المزمن !!
تعالي .. أنتِ كما أنتِ .. ذراعيك وسادتي ..و شعرك لحافي } ..
أعادت إليه السطور ، ولم تجب على سؤاله الذي وضعه عنوان الأسطر الأولى حتى الآن ..
كتبت له قصائد للشاعر الأمير الفنان .. دايم السيف وألقت من ضوء البدر على صفحاتها وأنهتها بأروع ما تغنى به فنان العرب ..
" صوتك يناديني " .. فأضافت كلماتها كاملة . . !!
كانت تكتب له كل شيء .. منذ أن تستيقظ تغرد كعصافير الصباح حتى تنام في آخر المساء .. كل شيء ما عدا الجواب !!
راح يكتب من جديد في دفترٍ جديد .. حتى وصل الجزء الرابع من " سطور من سهر الليالي " عندما قرأ كلماتها رداً على إحدى قصائده التي يطلب منها أن تغفر له إن أخطأ و نشر الكثير من أسرار حبهما فردت تقول:
[ لم تخطئ أيا حبيباً عذبته .. كثيراً
لم تخطئ يا من صبرت على تناقضاتي و أوهامي ..
لم تخطئ يا من وقفت بجانبي رغم أنني من غرس الخنجر في حبنا ..
أحبك .. أحبك .. وسأثبت أن حبي أقوى من أي شيءٍ آخر ..
أنت أيها العاشق .. أنت أطالبك اليوم بأن تساعدني لأجل هذا الحب ..
لأجل هذا الحب .. فننشر به سعادتنا .. ونصبح مثلاً لكل العاشقين ..
يا من جعلتني .. أرتوي من ينابيع حبك .. سأعوضك على كل ما فات من عمر حبنا ]
جن جنونه .. راح يحتضن الجدران .. ويقبل المرايا العديدة التي ملأت غرفته ..
انتصر الحب .. في الرياض .. الرياض التي خذلته في أول لقاء فوق السطح المشؤوم ..!
ماذا يفعل .. الآن .. كيف يرد عليها .. هل ينسى قرارها فوق السطح المشؤوم ؟
أم يتجه إليها ويسألها عن أسباب القرار ؟
ألم يكن هو من أراد المواجهة وانتصر فلما يسأل كيف يتصرف ؟
هل يذهب إليها .. حاملاً لها حباً معذباً بهجرانها فتداويه وتعوضه كما وعدت ؟
أم ما زال يشك أنها عادت لترد له دينه حين وقف معها وانتشلها من قاع الجحيم الذي كانت أسيرة فيه ؟
أتعبته أسئلة كثيرة .. متناقضة .. ومؤلمة .. وكان كلما فكر في قرارها .. يأتيه الحب ويأمره بأن ينسى ذاك القرار !!
ولكنه خائف على هذا الحب من أن يصرع في منازلة جديدة ، في وقت قادم ..
بات هذا العاشق يخاف على هذا الحب من تناقضات المستقبل ..!!
فقرر أن يتصل بها .. يسمع صوتها .. يناجي همساتها .. !!
هي : كيف حالك .. وأين السطور أريد أن أقرأ ماذا كتبت .. لقد أدمنت قراءة ما تكتب !!
هو : لا أعرف ماذا أقول .. ؟
هي: لا تقل شيئاً .. ودعنا نعيد الحياة لهذا الحب .. من جديد ؟
هو : لم يمت هذا الحب في أي لحظة .. رغم ما كان يواجهه من ريحٍ عاتيةٍ كانت تأتي منكِ ؟!
ولكنني خائف على هذا الحب .. ؟
هي : هل اطلب منك ألا نتحدث في الماضي فقد ندمت على ما فعلت ..؟
هو : لكِ ذلك .. ولن أسألك آلاف الأسئلة التي جهزت نفسي بها !!
هي : حين استلمت منك أسطرك الأولى ، تأكدت أنك ما زلت وفياً لهذا الحب ، الحب الذي غدرت أنا به !!
صدقني كنت لأجله أتعذب كثيراً .. عذاباً قوياً .. ؟!
هو : سوف يسامحكِ الحب فأنت سيدته التي عشق .. !
هي : لقد اشتقت لك كثيراً .. لهمسك .. لجنونك .. اشتقت أن تناديني .. حبيبتي ..
هو : حبيبتي .. حبيبتي .. حبيبتي ..
لا تعلمين ما كنت فيه .. لا تتخيلين .. لن تعرفي أبداً .. حتى لو بقيت كل الدهر اصف لكِ !! هي : لننسى .. لنتجاوز كل ما مضى .. أرجوك دعنا ننظر للمستقبل .. ندفن ذاك الماضي الرهيب ..
هو : وعدتك بذلك .. وعدتك !!
هي : كيف عملك .. سمعت أنك ستتوجه إلى أمريكا في دورة تدريبية ؟
هو : نعم .. لقد تم ترشيحي مع مجموعة من الزملاء .. ولكن لست متأكداً من الذهاب ..
العدد المطلوب قليل .. أربعة فقط .. ونحن عشرون .. أكثر من نصفنا يحملون شهادات جامعية والأفضلية لهم !
هي : سمعت أن عمي سيعود إلى مدينة السور الأبيض ؟
هو : نعم .. لقد قرر ذلك وسوف يغادرون بعد أسبوع !
هي : أين ستبقى .. ؟
هو : لا اعلم .. لم أقرر بعد .. خالي طلب مني المكوث في بيته .. ولكن يبدو أنني سأكون ضيفاً في منزل النور !
هي : نعم .. صديقك .. لا تستغني عنه .. إن هذا الإنسان رائع بحق .. رغم غموضه !
هو : لكنني سأعذبك كثيراً بخصوص الطعام .. سوف أتناول الإفطار والغداء والعشاء عندكم ..
هي : من الآن .. علي أن أطبخ ..
هو : لكي تعتادي حبيبتي .. ولا تحرقين الطعام حين نكون في بيتنا ..
هي : يا سـلام .. لماذا .. هل قالوا لك أنني لا أعرف .. المسألة مزاج يا سيدي ؟؟
هو : حسناً .. سوف نرى عشاء الغد .. مزاجك رائع الليلة .. وسوف أدعو نفسي للعشاء غداً وسنرى ؟
هي : من أجل العشاء .. علينا أبو الشباب ..
هو : أنا حددت العشاء كاختبار .. ولم أقل أنه سبب مجيء ..
هي : حبيبي أرجوك .. اهتم بعملك وبمستقبلك .. لماذا لا تدرس ؟
هو : إن شاء الله .. اسمعي ما دمت بجانبي فسوف افعل كل شيء .. أتعلمين أنكِ الأوكسجين الذي أتنفس ؟
هي : أنت قلت مرة .. أنك لا تتنفس إلا حين تكتب .. فهل هناك نوعان من الأوكسجين ..
هو : بل هو واحد .. هو أنتِ .. أنتِ الحياة والقلم والقراءة والأكل والنوم والسفر والبسمة وماذا بقي ..
هي : كم أحبك .. أحبك ..أحبك ..
هو : أود أن أنام على هذه الموسيقى الرائعة ..
كان زمناً جميلاً .. ليس أجمل من عذاب الحب سوى كلمة أحبك بعد غياب .. كما المطر الذي يزور صحراء قاحلة منذ سنوات !
مرت الأيام سريعة .. جميلة .. كان يسهر معها .. في أحلامه .. كانت تصف له البيت الجميل الذي سيعيشان معاً فيه في الرياض .. تخيلت معه الأسلوب الفرنسي رفيع الذوق .. وكان يحلم بأن يكون منزله في زاوية بيت الزعيم ..
أراد أن يكون عشهما الصغير بوابة في الأمام يكتب عليها .. قصر الحب .. وصالة كبيرة تطل من الخلف بشرفة تملأها الورود على بركة السباحة التي أرادها أن تكون بشكل القلب .. وفي الدور العلوي يريد ثلاث غرفٍ .. منها اثنـتين لهما فقط !
كانت تسأله عن أسماء الأطفال التي يحب .. فاقترحت ريان ورد باسم راكان .. وكانت معجبة باسم رهف فتمنى شروق..
كانت تقترح أي الدول يزورون في كل عام .. تحب أثينا .. ويصف لها جمال روما والبندقية .. تحب بيروت .. ويعشق تونس الخضراء .
نعم كان زمناً جميلاً .. رائعاً .. بموسيقى صوتها ورقصات عينيها وعنادها المغرور الذي يعشق ..
كان في اليوم الثاني من الشهر الأول لعام (....) عائداً من البحرين مع أبناء عمومته .. ومن أن وصل غرفته في المساء حتى استسلم للنوم !
أيقظه همسها .. في ساعات الفجر الأولى .. متسائلة عن صحة سفره .. فتأكدت من أنه متجه لرؤية أخيه الاصغر الذي سمع أن هناك شكوكاً طبية أن يكون مصاباً بوباء الكبد ..!!
كانت تعلم منذ الشهر بذلك ولكن لم تخبره مثلما أخفى الجميع عنه الحقيقة .. إلا ابن عمه الذي أخبره في سهرة البحرين ودفعه للعودة سريعاً إلى الرياض ليتوجه إلى هناك ..
في الصباح الباكر .. ودعها متجهاً إلى مدينة الذكريات إلى حيث إلى حيث عاد الزعيم بعد أن سكن الرياض سنتين فقط ..!!
يتبع .......... تحيااااااااااتي
$بلزاك$
11-03-2006, 10:03 AM
المكان :" في بقعة من هذا العالم "
الزمان :" قبل أن تنتهي الأزمنة "
** ما قبل الأخير**
غادر الرياض في إجازة اختارها أن تكون في هذا الشتاء البارد ، إلى هناك إلى مدينة الذكريات .. كان وحيداً في طريق السفر لا يرافقه سوى همسات حبيبته .. ودعواتها له .. وطلبها ألا يسرع في الطريق .. ولكنه لم يحقق رغبتها ، فكان يمزق الطريق بعجلات سيارته التي أحبها منذ الصغر .. كما أحبتها هي تماماً .. !!
في الطريق الطويل .. كان يسبق الغيوم السوداء التي يراها في السماء لكي لا يوقفه المطر الذي بدأ ينهمر كسيل جارف !
كان يتوقف لأجل سيارته في محطات قليلة في الطريق ، وكلما توقف اتصل وكلما اتصل ردت هي على الهاتف ..
أستوقفه الشرطي الملتحي .. صارخاً به .. أتخاف الله ..؟ .. قال : بلى والله …
كان مؤشر سرعة السيارة كان قد تجاوز أكبر رقم على لوحة السرعة ، حتى كاد الشرطي أن يجن !!
في الساعات الأولى للفجر كان على مشارف المدينة .. كان يستمتع طول طريقة بغناء أم كلثوم " أنسـاك " .. ولـ فيروز .. وللـ قباني الذي غرد وهو يردد قصائد في شريط حصل عليه من فتاته في الرياض .. !!
مدينة السور الأبيض , مدينة الذكريات .. اليوم يصلها من جديد .. بعد غياب .. ما أجمل الأشجار .. ينظر إليها ..
يتأمل ذكريات بين أشجارها .. وهذا الفندق الكبير الذي كان الوحيد الخمسة نجوم ..
وصل بيت الزعيم .. وجد والدته " ست الحبايب " تنتظره .. في السابعة صباحاً .. قبل يدها والجبين واتجه إلى غرفته بعد الساعة لينام .. فوجد هاتفه في ذات المكان الذي تركه فيه في آخر زيارة .. أمسك السماعة وبدأ بالضغط على الأرقام .. المتجهة إلى الرياض !
أجابت والدتها .. ساد الصمت في أسلاك الهاتف .. ماذا سيقول ..؟ .. أغلق السماعة معتذراً من والدتها في نفسه !
في الظهيرة .. استيقظ وشارك الزعيم والعائلة طعام الغداء .. وأخيه الصغير بجانبه .. يمازحه ويحمد الله أنه بخير !
لقد أخبره الزعيم وهما يتناولان فنجاني القهوة لوحدهما .. أن أخيه بخير وأن التشخيص جاء مطمئناً حيث أن المستوى المرضي لا يحتاج زراعة بعمل جراحي .. بل علاج وتغذية خاصة وسوف يزول .. إن شاء الله
بعد يومين أمضاها بين أفراد عائلته .. اتجه إلى المدينة الساحلية .. على شواطئ البحر الأحمر .. كان برفقة عمه الشاب الذي رتب سهرة في إحدى الشاليهات شارك فيها فتايات ليل ..
عمه الذي استفسر منه بعد استغراب من رافقهم في سهرة شتوية ماطرة .. أجابت عيناه بالعشق .. بالحب .. بالوفاء .. يا جاهلين الهوى !!
ضحكوا طوال السهرة .. سأله عمه عن حبيبته وأنه مستعد لخطبتها غداً إن شاء .. ومستعد لأن يدفع مهرها مهما كان !!
رفض العاشق أن يخبره .. انتهت السهرة التي كانت من أجل وصوله .. انتهت بعدما أطرب شعراً وحواراً كل من شاركوه السهرة .
تقدمت منه (رحمه) معترفة له .. مقسمة بربها .. أنها لأول مرة تشارك بسهرة من نوع رفيع .. كانت معجبة بهذا الشاب الذي لم يكمل الرابعة والعشرين من عمره .. بذوقه .. بأسلوبه .. بعشقه .. كانت تردد معه قصائد القباني في حوار الحب وقصائد حافظ إبراهيم
وعمر أبي ريشة في حوار السياسة .. كانت تحاول أن ترقص مع ألحان فنان العرب .. ولما بدل الشريط وأدار أغنية فنان العرب (( جتني )) راح يشرح لها معاني القصيدة .. وكانت تذوب مع المعاني الرقيقة .. فبادرته رحمة بسؤال .. سألته هل يحب .. فضحك كثيراً ..!! أجابها : إنه أسير الحب .. وفارسه في ذات الوقت .. لم تكن في المستوى الذي يسمح لها بأن تسأل كيف يصبح الفارس أسيراً لذات الشيء!
في الصباح حضرت له (رحمة) كوباً من القهوة .. و رحمة هذه في الثانية والعشرين من عمرها مغربية الجنسية ، متزوجة من سعودي يبلغ من العمر قرابة الخمسين ..!! تقدمت منه رحمة .. التي كانت معجبة به لدرجة أنها في ليل الأمس قبلته بدون أن يشعر حين وقف على شرفة الشاليه ينظر إلى سحر البحر ليلاً .. ودعته .. و طلبت منه ألا ينسى هذه السهرة .. فهي لن تنساها ما دامت على قيد الحياة .. كان ممسكاً بكأسه , يفكر بزهرة السوسن .. يتخيل .. ويسأل هل نامت الآن أم ما زالت تفكر فيه .. ؟
نعم كانت تفكر في عودته .. اشتاقت له .. وهو الذي كان يتناول طعام الغداء في يوم السفر قبل أيام ستة في منزل عائلتها !
اتصل صديقه سعد .. وسأله عن إجازته الشتوية .. التي لم يدفن منها سوى أيام .. ونقل له أشواقها .. التي كانت تلألأ في عينيها ..
نقل عنها كيف تنازل الشوق في كل لحظة .. ذات الشعور الذي كان يحمل .. فقرر العودة في منتصف الليل إلى الرياض ..
وجهز قريبه فيصل نفسه ليكون رفيق درب العودة مستغرباً أنه أنهى إجازة الشهر في أسبوع !!
كان البرد قاسياً .. فكانوا في منتصف الشتاء .. شتاء يعرفه جيداً ..
ولكن قراره كان السفر في منتصف الليل وساعدته سيارته الألمانية على السير في هذه الأجواء رغم أن والدته طلبت منه الانتظار حتى الصباح .. ولكنه ودعها .. وودع باقي أفراد العائلة وطلب منهم أن يبلغوا سلامه للزعيم الذي لم يكن في المنزل في ساعة السفر !
عاد إلى الرياض ، كان يقود سيارته بسرعة هائلة وكان رفيقه يطلب منه أن يهدأ من سرعته ولم يكن ينصت ، كان يريد الوصول إلى الرياض بأسرع وقت ..
أوقفه رجال أمن الطرق .. في الطريق السريع .. حتى تهدأ العواصف التي قلبت حتى المركبات الكبيرة .. لكنه باغتهم وأكمل طريقه !
دخل المنزل ، كانت تركض باتجاهه مسرعة الخطى وألقت عليه السلام ولولا وجود بعض ممن في المنزل حوله لاحتضنها ..!!
كان نائما في مجلس الضيوف وأيقظته لتناول طعام الإفطار معها ومع والدتها ، وقالت له ألا يخبر والدتها بأنها أيقظته وأن يدعي بأنه استيقظ لوحده كان متعباً وبحاجة للنوم ولكن ابتسامتها انتشلت كل التعب وإرهاق السفر من جسده ورفع رأسه إليها :
ليس أجمل من أن تستيقظ لترى شفتي حبيبتك مبتسمتين ، ليس أجمل من أن تصحو على قبلة حبيبة ( و لكن هذه الأخيرة مؤجلة حتى إشعار آخر )
ثم ضحكا معا ، وتناولا طعام الإفطار وطلبت والدتها منه أن يرافقهم إلى الكويت حيث سيمضون عطلة الشهر المبارك هناك عند بعض الأقرباء ، فتجهز للسفر في اليوم التالي .. ووقفت سيارات ثلاث أمام المنزل .. تقل ثلاث عائلات .. تود الهرب من الرياض لأيام قلائل.. !!
كان الجميع محتارا في اختيار السيارة التي يركب ، فنادى عليها و على ثلاث من أخواتها أن يستقلن سيارته .. مازحاً أنها الأحدث
و الأسرع .. لم تنتظر ونادت أخواتها الثلاث إلى سيارة حبيبها .. !!
كان يتمنى لو تجلس في المقعد الأمامي بجانبه ولكن أخيها الشقي الذي يصغرها بالعمر ، والذي تعلق به كثيرا جاء وجلس في المقعد الأمامي ، وبعد أن تجاوزوا الحدود وصار الجميع داخل الكويت .. وفي ذاك المنزل ، وصاحبه الذي يكون خالاً لهما معاً ، ألقى بالتحية على الجميع وعاد إلى الرياض بعد أن تناول طعام الإفطار الرمضاني !
مضت خمسة عشر يوماً .. لم يكن يستطيع أن يتصل بها .. فقرر العودة إلى الكويت .. وفي صباح العيد اتجه إلى المنزل الذي كانت تقطن فيه مع عائلتها وبارك للجميع بالعيد وفي المساء يتجه إلى الصحراء السعودية حيث الأصدقاء الذين قرروا أن يمضوا هذه الإجازة في الصحراء يستغلون زيارة الربيع السريعة .. إلى صحراء نجد !
بعد أيام عاد الجميع إلى الرياض ، وفي ليلة باردة نوعا ما ، تحولت فجأة إلى ليلة من ليال صيف الرياض ، تحدث إليها مذكراً إياها بحديثهما عن الزواج فقد حضر الزعيم وقد قرر أن يحادثه.
هو : لقد حضر والدي .. وسوف أحدثه غداً
هي : تحدثه عن ماذا ؟
هو : اسمعي .. يجب أن نتزوج .. يجب أن نكون معاً في واحة نملأها حب وسعادة
هي : حبيبي .. هل تعتقد أن عمي سيوافق أن نتزوج ؟ .. ما زلنا صغار .. أنت لم تصل الخامسة والعشرين بعد !
هو : لقد قررت .. المهم أنتِ موافقة أن نتزوج في 15/08/--19م
هي : يا مجنون .. حددت التاريخ أيضاً ..
هو : نعم .. حددته .. سيكون مولدك وليلة العمر .. في تاريخ واحد !
هي : دعني أفكر ..
هو: تفكرين بماذا ؟ .. هل يحتاج الأمر لأن نفكر ؟
هي : ودراستي .. ؟
هو : سوف تكملين دراستك .. ثم أن الزواج سيكون في الصيف
هي : اسمع .. اذهب الآن .. وافعل ما تشاء .. الفتيات في الصالة ويجب أن اذهب إليهن .. فقد لاحظن غيابي الآن !
هو : سوف أرافق خالي إلى الزعيم ونتحدث معه .. مع السلامة
كررت موافقتها وبفرح شديد .. تم كل شيء ، ووافق الجميع ، لم يكن أحداً ليعترض ، فهو ابن الزعيم وهي أقرب فتاة إليه ..
لقد تربيا كأنهما في بيت واحد ، ثم أن أغلى الرجال كان يتمناه زوجاً لها .. وافق الزعيم وقد قرر أن يكون الفرح في بيته حيث مدينة الذكريات .. لم يهتم لمكان الفرح .. وقد فرح بأن مدينة السور الأبيض سوف تشهد فرحته الكبرى !
كان يوم مولدها مطابقاً للتاريخ الذي حدده .. قرر أن يكون العيد الأغلى والليلة الأجمل في ذات التاريخ ..
فأقنع الزعيم والشيخ الأكبر على أن يكون الفرح في 15/08 متعذراً بعمله وأن هذا التاريخ الذي تبدأ به إجازته وكان حظه طيباً أن اليوم في هذا التاريخ يصادف يوم خميس .. اليوم التقليدي لأفراح السعوديين !
بعد أيام .. صارت زوجته شرعياً .. حسب عقد النكاح .. ولكن هناك شيء .. خط أحمر !
لم يعد قادراً على رؤيتها .. من الآن حتى تاريخ الزواج .. !!!
رباه .. إنها خمسة أشهر .. !!
بعد انتهاء الفصل الدراسي .. غادر أغلب الأقرباء إلى مدينة الذكريات لحضور الزواج .. وغادرت هي أيضاً !
كان الطريق بين الرياض ومدينة الذكريات سعيداً جداً .. فهذه أجمل عروس تمر في طريقه الطويلة .. ودعها هاتفياً قبل السفر .. كان يحاول أن يقنعها بأن تقابله وكانت ترفض .. ما أغبى هذه التقاليد !!!
بقي الهاتف .. وسيلة الاتصال الوحيدة بينهما .. كان يكتب ويردد ما يكتب على الهاتف .. وهو في صيف الرياض وهي في مدينة الذكريات ذات الجو المعتدل الرائع ..!
في ذاك المبنى الضخم .. مكان عمله .. كان مديره العربي الأصل .. الأمريكي الجنسية يبتسم كلما مر بجانبه ورآه شارد الذهن لا يهتم بما يحتوي مكتبه من أوراق .. كان يدعوه للغداء .. ومرة دعاه لحضور الاحتفال بمناسبة مولد ابنته الطفلة الجميلة
كان يعرف العائلة .. وتقاليدهم وطقوسهم .. فراح يشارك الزوجة في حديقة المنزل في شواء اللحوم الأمريكية ، وكان زملائه من السعوديين ينظرون إليه باستغراب ..!! كان يمازحهم ضاحكاً : هل أجلب لكم الدلة والتمر .. والجميع يضحك !
كانت الأيام تمر عليه بطيئة .. ثقيلة .. أمضى أكثرها في بيت خاله الذي كان يوقظه في الليل ويطلب منه أن يرد على الهاتف !
خاله كان يعلم أن ابنة أخته هي من تتصل في هذه الساعة من الليل ولكنها أبت أن ترد عليه حتى حين لفظ اسمها وأخبرها أنه في المستشفى مرافقاً لابنه المريض .. اتصلت بأربع مستشفيات في الرياض .. تبحث عنه .. ووجدته ..
إن من حسن حظها أن المريض كان ابن خالها كما أخبرها خالها الذي راحت تستمع لكلماته بدون أن يسمع صوتها !
رد ابن خالها على الهاتف .. المريض مستيقظ .. والمرافق نائم .. في الحقيقة المريض كان طفلاً يبلغ الرابعة عشر من عمره وسبب استيقاظه في الثانية بعد منتصف الليل ليتابع كيف خسرت البرازيل أمام دولة افريقية ..
أيقظه .. وهو لا يعرف من هذه التي تطلبه في هذه الساعة .. كان مهتماً بالمباراة أكثر من أن يسأل !
وراحت تصف له منظر الناس في بيت الزعيم والأفراح .. كانت ترفض الذهاب إلى هناك لكن أختها كانت تصف لها ما يحدث !
أضحكته كثيراً .. كيف اتصل بها الزعيم مستفسراً لماذا لا تحضر إلى بيته وهو عمها .. كان الخجل يعتريها لم ترد إلا بـ :
إن شاء الله طال عمرك .. ابشر إن شاء الله ..
كيف رد عليها خالها .. وراح يخبرها أن حبيبها في المستشفى .. وكادت تصرخ .. من الخوف إلا أنها بقيت صامتة !
خالها هذا عاش في أمريكا .. وأنجب إحدى بناته الثلاثة الرائعات هناك .. لم يكن يعترف بأي تقاليد تناقض المنطق !
خاله هذا قدوة له في كل شيء إلا في أمر واحد لا يعلمه سوى خاله .. يتمنى أن يكون مثل خاله في كل شيء إلا ذاك الأمر ..
كان يريد أن يكون مثله في إتقانه لعمله الذي تجاوز العشرين عاماً في الشركة البترولية ، شاعراً نبطياً يحافظ على إرث الأجداد
وأديباً روائياً .. عاشقاً مغروراً .. محامي المرأة .. الذي يبدأ كل حديث في الفلسفة حتى مع من يجهلون من يكون سقراط هذا !!
خاله الذي لم يتمكن من مشاركته الفرح الأكبر .. كان خاله على متن طائرة غادرت في منتصف ليل الفرح الأكبر من باريس إلى نيويورك في رحلة عمل ضمن وفد رسمي .. فلم يستطع الاعتذار سوى من هذا الشاب الذي حاول جاهداً أن يحضر خاله !!
نكمل لاحقاً .. نهاية البداية ... تحياااااااااتي
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir