ابوفهد العمري
01-31-2016, 08:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
من أرو ع القصص في السخاء ..
تمارى ثلاثة في السخاء ، فقال رجل :
أسخي الناس في عصرنا هذا عبدالله بن جعفر بن أبي طالب .
وقال آخر أسخي الناس عرابة الأوسـي .
وقال ثالث : بل قيس بن سعد بن عباده .
وأكثروا الجدال في ذلك ، وعلا ضجيجهم وهم بفناء الكعبة ،
فقال لهم رجل : قد أكثرتم الجدال في ذلك ، فما عليكم أن يمضي كل واحد منكم إلى صاحبه يسأله ، حتى ننظر ما يُعطيه ، ونحكم على العيان؟
فقام صاحب عبدالله إليه ، فصادفه قد وضع رجله في غرز ناقته يريد ضيعة له ، فقال :
يابن عم رسول الله ! قال : قل ما تشاء ،
قال أنا ابن سبيلٍ ومنقطع به ،
فأخرج رجله من غَرز الناقه ، وقال له : ضع رجلك ، واستو على الراحله ، وخذ ما في الحقيبة ، واحتفظ بالسيف ، فإنه من سيوف علي بن أبي طالب ،
فجاء بالناقة ، والحقيبة فيها مطارف خزَ ، وأربعة آلاف دينار ، وأعظمها وأجلها السيف .
ومضى صاحب قيس بن سعد بن عباده ، فصادفه نائماً ،
فقالت الجارية : هو نائم ، فما حاجتك إليه ؟
قال : ابن سبيل ومنقطع به ،
قالت :حاجتك أهون من إيقاظه ! هذا كيسُ فيه سبعمائة دينار ، والله يعلم أن ما في دار قيس غيره ، خُذه ، وامض إلى معاطن الإبل ، إلى اموالٍ لنا بعلامتنا فخذ راحلةً من رواحله ، وما يصلحها ، وعبداُ ، وامض لشأنك .
ولما انتبه قيس من رَقدَتِه اخبرتهُ بما صنعت فأعتقها .
ومضى صاحب عرابة الأوسي إليه ، فألفاه قد خرج من منزله يريد الصلاة وهو يمشي على عبدين ، وقد كُف بصره ،
فقال يا عرابة ، ابنُ سبيل ومنقطع به ،
فخَلى العبدين ، وصفَّق بيمناه على يُسراه ، وقال : أواه ! ما تركت الحقوق لعرابة مالاً ، ولكن خذهما _ يعني العبدين .
قال :ما كنتُ بالذي أقُصُّ جناحيك .
قال إن لم تأخذهما فهما حُران ، فإن شئت تأخذ ، وإن شئت تعتق ، وأقبل يلتمسُ الحائط ، راجعاً إلى منزله .
فأخذهما صاحُبه ، وجاء بهما إلى رفاقه ،
فقالوا : إن هؤلاء الثلاثة أجود عصرهم ،
إلأّ أن عرابة أكثرهم جوداً لأنه أعطى جهده .
من أرو ع القصص في السخاء ..
تمارى ثلاثة في السخاء ، فقال رجل :
أسخي الناس في عصرنا هذا عبدالله بن جعفر بن أبي طالب .
وقال آخر أسخي الناس عرابة الأوسـي .
وقال ثالث : بل قيس بن سعد بن عباده .
وأكثروا الجدال في ذلك ، وعلا ضجيجهم وهم بفناء الكعبة ،
فقال لهم رجل : قد أكثرتم الجدال في ذلك ، فما عليكم أن يمضي كل واحد منكم إلى صاحبه يسأله ، حتى ننظر ما يُعطيه ، ونحكم على العيان؟
فقام صاحب عبدالله إليه ، فصادفه قد وضع رجله في غرز ناقته يريد ضيعة له ، فقال :
يابن عم رسول الله ! قال : قل ما تشاء ،
قال أنا ابن سبيلٍ ومنقطع به ،
فأخرج رجله من غَرز الناقه ، وقال له : ضع رجلك ، واستو على الراحله ، وخذ ما في الحقيبة ، واحتفظ بالسيف ، فإنه من سيوف علي بن أبي طالب ،
فجاء بالناقة ، والحقيبة فيها مطارف خزَ ، وأربعة آلاف دينار ، وأعظمها وأجلها السيف .
ومضى صاحب قيس بن سعد بن عباده ، فصادفه نائماً ،
فقالت الجارية : هو نائم ، فما حاجتك إليه ؟
قال : ابن سبيل ومنقطع به ،
قالت :حاجتك أهون من إيقاظه ! هذا كيسُ فيه سبعمائة دينار ، والله يعلم أن ما في دار قيس غيره ، خُذه ، وامض إلى معاطن الإبل ، إلى اموالٍ لنا بعلامتنا فخذ راحلةً من رواحله ، وما يصلحها ، وعبداُ ، وامض لشأنك .
ولما انتبه قيس من رَقدَتِه اخبرتهُ بما صنعت فأعتقها .
ومضى صاحب عرابة الأوسي إليه ، فألفاه قد خرج من منزله يريد الصلاة وهو يمشي على عبدين ، وقد كُف بصره ،
فقال يا عرابة ، ابنُ سبيل ومنقطع به ،
فخَلى العبدين ، وصفَّق بيمناه على يُسراه ، وقال : أواه ! ما تركت الحقوق لعرابة مالاً ، ولكن خذهما _ يعني العبدين .
قال :ما كنتُ بالذي أقُصُّ جناحيك .
قال إن لم تأخذهما فهما حُران ، فإن شئت تأخذ ، وإن شئت تعتق ، وأقبل يلتمسُ الحائط ، راجعاً إلى منزله .
فأخذهما صاحُبه ، وجاء بهما إلى رفاقه ،
فقالوا : إن هؤلاء الثلاثة أجود عصرهم ،
إلأّ أن عرابة أكثرهم جوداً لأنه أعطى جهده .