أبوفارس
04-08-2004, 01:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اضطراب الوسواس القهري هوَ اضطراب نفسيٌّ تشيرُ أقلُّ التقديرات إلى أنهُ يصيبُ ما لا يقل عن مليون إنسان مصري ، وما لا يقل عن ستة مليون عربي ، لأنهُ يصيبُ واحدًا من كل خمسين من البشر على مستوى العالم ، وتشيرُ متابعةُ الدراسات العلمية عن معدل انتشاره إلى زيادةٍ مطردة ، على مستوى العالم أيضًا ، ورغم ذلك لم تحظَ المكتبةُ العربية حتى لحظة كتابة هذه السطور بكتابٍ عن اضطراب الوسواس القهري باللغة العربية.
ومشكلةُ هذا الاضطراب أنهُ كثيرًا ما يعتبرهُ المريضُ سرا يخفيه ما بينهُ وبينَ نفسه ، لأنهُ يخجلُ من أعراضه أو يخافُ أن يعتبرها الناسُ علامةً على جنونه أو قلة ثقته بنفسه أو قلة دينه أو استسلامه للشيطان ، خاصةً وأن المعنى اللغوي والمعنى الديني للوسوسة معروفٌ ومشتهرٌ بالشكل الذي يجعلُ الكثيرين من علماء الدين ومن الناس العاديين يخلطون ما بين الوسواس الخناس " الشيطاني " ووسواس النفس وما بين اضطراب الوسواس القهري الذي هوَ موضوعٌ مختلفٌ إلى حد كبير ، ومن المشاكل الأخرى المتعلقة بهذا الاضطراب أن الكثيرين من المرضى لا يعرفون أنهم مرضى فهم بالرغم من معاناتهم التي كثيرًا ما تكونُ متصلةً على مدى السنوات يحسبُون أن الله سبحانهُ وتعالى خلقهم على هذا الشكل وأن صفاتهم الغريبة تلك هي صفات غير موجودةٍ عند أحد سواهم.
ويعتبرُ موضوع الوسواس القهري واحدًا من المواضيع التي تغيرت الأفكار العلميةُ بشأنها تغيرًا مذهلاً خلال العقدين الأخيرين ، بحيثُ أن مفاهيمَ عمرها يزيدُ على مئات السنين تم محوها تماما واستبدالها بعكسها خلال بضعة أعوام ، والوسواس القهري موضوعٌ يمسُّ حياة الناس بشكل مباشر لأن خبرةَ الوسوسة كخبرة نفسية معرفيةٍ وشعوريةٍ هيَ خبرةٌ تحدثُ في تسعين بالمائة من البشر في كل المجتمعات ، ومعنى ذلك أن الوسوسةَ قديمةٌ قدمَ العقل البشري ذاته ، أي أنها موجودةٌ منذُ خلقَ الله الإنسان ، وبالرغم من ذلك لم يصل إلينا تفسيرٌ لها ، من حيث كونها خبرةٌ بشريةٌ عامة ، يسبقُ التفسير الإسلامي القديم الذي قسمها إلى نوعين هما وسوسةُ النفس ووسوسةُ الشيطان.
ونفس الكلام ينطبقُ على مفهوم الشيطان فهوَ أيضًا مفهومٌ قديم ، لأنهُ موجودٌ - وإن كانَ بصورةٍ غير واضحةٍ - في معظم الديانات البشرية القديمة كقوةٍ مسؤولةٍ عن الشر بوجهٍ عام ، وهوَ موجودٌ في الديانة اليهودية وفي الديانة المسيحية أيضًا ، إلا أن مفهوم الشيطان لم يظهر بشكلٍ واضحٍ كما ظهرَ في الإسلام ، ولا كان هناكَ ربطٌ ما بينَ الوسوسةِ وبينَ الشيطان قبل الفهم الإسلامي.
ومريضُ اضطراب الوسواس القهري عادةً ما يعاني من أفكارٍ تسلطية ومن أفعالٍ قهرية فمثلاً هناكَ من تشعرُ رغم نظافة يديها أن يدها غير نظيفة فتقومُ بغسلها، ولا تكتفي بالغسيل مرةً ولا مرتين بل تحتاجُ إلى عشرين مرة مثلاً ، وما دامت قررت غسلها عشرين مرة فإن العدد يجبُ أن يكونَ مضبوطًا وعادةً ما تشكُّ بينما هيَ تغسلُ في عدد المرات فتعيدُ الغسيل من البداية عشرين مرة ، فإذا ما انتهت من ذلك ، عاودها القلقُ والشك هل كان الغسيلُ كافيا أم لا ؟ وهكذا تسقطُ في دوامةٍ من الفعل وتكرار الفعل الذي لا يعطيها إلا راحةً زائفةً وقصيرةَ الأمد، وفكرةُ عدم نظافة يديها هيَ فكرةٌ تسلطيةٌ وكذلك شكها في عدد مرات الغسيل فكرةٌ تسلطيةٌ بينما فعل الغسيل نفسه هوَ فعلٌ قهري، وبعيدًا عن النظافةِ والغسيل فهناكَ من تبدو أفكاره التسلطيةُ التحقُـقِيَّـةُ غريبةً بحق فمثلاً هناكَ من يشكُّ بعد مغادرته مكانًا ما أن يدهُ قد سقطت منهُ في ذلك المكان، وهو يعرفُ أن يده موجودةٌ بل يراها بعينيه !
لكنهُ رغم ذلك لا يستطيعُ منع نفسه من العودة للمكان الذي كان فيه ليتحقق من أن يدهُ لم تسقط منه ! ففكرةُ أن يد الواحد سقطت منهُ فكرةٌ لا معنى لها وكلنا يستطيعُ طردَ مثل هذه الأفكار من رأسه إذا صادفتهُ في يوم من الأيام لكن مريض اضطراب الوسواس القهري لا يستطيع ذلك وهي لذلك فكرةٌ تسلطية، بل هو لا يستطيعُ منع نفسه من التصرف على أساس الفكرة التسلطية نفسها التي يعرفُ هوَ أنها بلا معنى وغير ممكنة الحدوث ، لكنهُ يضطرُ إلى التحقق من أن الفكرة غير صحيحة من خلال أدائه للفعل القهري وهو الرجوع للمكان الذي كان فيه ليرى بنفسه ويتأكد ويتحقق من أن يده الموجودةُ أصلا في نهاية ذراعه لم تسقط منه ، ومن الأمثلة المشابهة من يجدُ نفسه مرغمًا على أن يعود الطريق الذي قطعه لتوه بسيارته ليتأكدَ من أنه لم يدهس أحدًا ، رغم علمه أنهُ لم يدهس أحدًا ولا كانَ هناك أحدٌ عبر الطريق من أمامه طوال الطريق !!
وعادةً ما يسقطُ المريضُ في شراك هذا الاضطراب منذُ طفولته أو مراهقته، ويتساوى الرجالُ والنساءُ في نسبةِ الإصابةِ به وإن كانَ يبدأ مبكرًا في العمر في الرجال عنه في النساء، وعادةً ما تظلُّ معاناة المريض سرًّا يكتمهُ عن الناس لأنهُ يخافُ أن يتهمهُ الناس بالجنون وسبب ذلك أن الأفكار التسلطية والأفعال القهرية غالبًا ما تبدو لا منطقية ولا معقولةً ومزعجةً ومتعارضةً مع قيم المريض نفسه.
ونظرًا لأهمية ها الاضطراب وللخلط الحادث في أذهان الناس عامةً ومثقفين بشأنه خاصةً في نواحيه المتعلقة بالدين الإسلامي ، فقد قمنا بدراسة هذا الموضوع من كافة جوانبه وأودعنا تلك الدراسة كتابًا باللغة العربية هو كتاب :
الوسواس القهري بين الدين والطب النفسي
فالشيطانُ بنصِّ القرآن الكريم هوَ الوسواس الخناس ، وهو الذي وسوسَ لآدم ولحواءَ بأن يأكلا من الشجرة ، فتسبب في طردهما من الجنة ، كما أن النفسَ البشريةَ في الفهم الإسلامي هيَ الأخرى مصدرٌ من مصادر الوسوسة (النفس الأمَّارةُ بالسوء) إلا أن الوسوسةَ في التراث الإسلامي تعني معنى آخرَ هو التشدد في الدين ، كما تعني الوسوسة العديد من المعاني عند الناطقين بالعربية مثل الشك والتكرار والخوف على الصحة إلى آخره.
وقد كانَ لذلك تأثيرٌ كبيرٌ على تعامل المسلمينَ مع معطيات البحث العلمي الحديث فيما يتعلق بالوسواس القهري لأن غير الطبيب النفسي إنما يقفُ حائرًا أمام خبرات نفسية يفسرها الشيوخ بشكل ويفسرها الأطباءُ بشكل مختلف ، بينما الحقيقةُ هيَ أن ما يتكلمُ عنه الطبيبُ النفسي شيء وما يتكلم عنه الشيوخ شيء آخر من ناحية الجوهر ، بالرغم من التشابه الذي كثيرًا ما يحدثُ من ناحية المظهر ، وقد حاولنا في كتاب الوسواس القهري بين الدين والطب النفسي أن نبينَ أسباب هذا الخلط المزعج ، كما حاولنا أن نقفَ وقفةَ الطبيب النفسي المسلم في تعامله مع معطيات العلم الحديث ، فهـو موقفٌ لابد أن يختلفَ عن مواقف الآخرين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اضطراب الوسواس القهري هوَ اضطراب نفسيٌّ تشيرُ أقلُّ التقديرات إلى أنهُ يصيبُ ما لا يقل عن مليون إنسان مصري ، وما لا يقل عن ستة مليون عربي ، لأنهُ يصيبُ واحدًا من كل خمسين من البشر على مستوى العالم ، وتشيرُ متابعةُ الدراسات العلمية عن معدل انتشاره إلى زيادةٍ مطردة ، على مستوى العالم أيضًا ، ورغم ذلك لم تحظَ المكتبةُ العربية حتى لحظة كتابة هذه السطور بكتابٍ عن اضطراب الوسواس القهري باللغة العربية.
ومشكلةُ هذا الاضطراب أنهُ كثيرًا ما يعتبرهُ المريضُ سرا يخفيه ما بينهُ وبينَ نفسه ، لأنهُ يخجلُ من أعراضه أو يخافُ أن يعتبرها الناسُ علامةً على جنونه أو قلة ثقته بنفسه أو قلة دينه أو استسلامه للشيطان ، خاصةً وأن المعنى اللغوي والمعنى الديني للوسوسة معروفٌ ومشتهرٌ بالشكل الذي يجعلُ الكثيرين من علماء الدين ومن الناس العاديين يخلطون ما بين الوسواس الخناس " الشيطاني " ووسواس النفس وما بين اضطراب الوسواس القهري الذي هوَ موضوعٌ مختلفٌ إلى حد كبير ، ومن المشاكل الأخرى المتعلقة بهذا الاضطراب أن الكثيرين من المرضى لا يعرفون أنهم مرضى فهم بالرغم من معاناتهم التي كثيرًا ما تكونُ متصلةً على مدى السنوات يحسبُون أن الله سبحانهُ وتعالى خلقهم على هذا الشكل وأن صفاتهم الغريبة تلك هي صفات غير موجودةٍ عند أحد سواهم.
ويعتبرُ موضوع الوسواس القهري واحدًا من المواضيع التي تغيرت الأفكار العلميةُ بشأنها تغيرًا مذهلاً خلال العقدين الأخيرين ، بحيثُ أن مفاهيمَ عمرها يزيدُ على مئات السنين تم محوها تماما واستبدالها بعكسها خلال بضعة أعوام ، والوسواس القهري موضوعٌ يمسُّ حياة الناس بشكل مباشر لأن خبرةَ الوسوسة كخبرة نفسية معرفيةٍ وشعوريةٍ هيَ خبرةٌ تحدثُ في تسعين بالمائة من البشر في كل المجتمعات ، ومعنى ذلك أن الوسوسةَ قديمةٌ قدمَ العقل البشري ذاته ، أي أنها موجودةٌ منذُ خلقَ الله الإنسان ، وبالرغم من ذلك لم يصل إلينا تفسيرٌ لها ، من حيث كونها خبرةٌ بشريةٌ عامة ، يسبقُ التفسير الإسلامي القديم الذي قسمها إلى نوعين هما وسوسةُ النفس ووسوسةُ الشيطان.
ونفس الكلام ينطبقُ على مفهوم الشيطان فهوَ أيضًا مفهومٌ قديم ، لأنهُ موجودٌ - وإن كانَ بصورةٍ غير واضحةٍ - في معظم الديانات البشرية القديمة كقوةٍ مسؤولةٍ عن الشر بوجهٍ عام ، وهوَ موجودٌ في الديانة اليهودية وفي الديانة المسيحية أيضًا ، إلا أن مفهوم الشيطان لم يظهر بشكلٍ واضحٍ كما ظهرَ في الإسلام ، ولا كان هناكَ ربطٌ ما بينَ الوسوسةِ وبينَ الشيطان قبل الفهم الإسلامي.
ومريضُ اضطراب الوسواس القهري عادةً ما يعاني من أفكارٍ تسلطية ومن أفعالٍ قهرية فمثلاً هناكَ من تشعرُ رغم نظافة يديها أن يدها غير نظيفة فتقومُ بغسلها، ولا تكتفي بالغسيل مرةً ولا مرتين بل تحتاجُ إلى عشرين مرة مثلاً ، وما دامت قررت غسلها عشرين مرة فإن العدد يجبُ أن يكونَ مضبوطًا وعادةً ما تشكُّ بينما هيَ تغسلُ في عدد المرات فتعيدُ الغسيل من البداية عشرين مرة ، فإذا ما انتهت من ذلك ، عاودها القلقُ والشك هل كان الغسيلُ كافيا أم لا ؟ وهكذا تسقطُ في دوامةٍ من الفعل وتكرار الفعل الذي لا يعطيها إلا راحةً زائفةً وقصيرةَ الأمد، وفكرةُ عدم نظافة يديها هيَ فكرةٌ تسلطيةٌ وكذلك شكها في عدد مرات الغسيل فكرةٌ تسلطيةٌ بينما فعل الغسيل نفسه هوَ فعلٌ قهري، وبعيدًا عن النظافةِ والغسيل فهناكَ من تبدو أفكاره التسلطيةُ التحقُـقِيَّـةُ غريبةً بحق فمثلاً هناكَ من يشكُّ بعد مغادرته مكانًا ما أن يدهُ قد سقطت منهُ في ذلك المكان، وهو يعرفُ أن يده موجودةٌ بل يراها بعينيه !
لكنهُ رغم ذلك لا يستطيعُ منع نفسه من العودة للمكان الذي كان فيه ليتحقق من أن يدهُ لم تسقط منه ! ففكرةُ أن يد الواحد سقطت منهُ فكرةٌ لا معنى لها وكلنا يستطيعُ طردَ مثل هذه الأفكار من رأسه إذا صادفتهُ في يوم من الأيام لكن مريض اضطراب الوسواس القهري لا يستطيع ذلك وهي لذلك فكرةٌ تسلطية، بل هو لا يستطيعُ منع نفسه من التصرف على أساس الفكرة التسلطية نفسها التي يعرفُ هوَ أنها بلا معنى وغير ممكنة الحدوث ، لكنهُ يضطرُ إلى التحقق من أن الفكرة غير صحيحة من خلال أدائه للفعل القهري وهو الرجوع للمكان الذي كان فيه ليرى بنفسه ويتأكد ويتحقق من أن يده الموجودةُ أصلا في نهاية ذراعه لم تسقط منه ، ومن الأمثلة المشابهة من يجدُ نفسه مرغمًا على أن يعود الطريق الذي قطعه لتوه بسيارته ليتأكدَ من أنه لم يدهس أحدًا ، رغم علمه أنهُ لم يدهس أحدًا ولا كانَ هناك أحدٌ عبر الطريق من أمامه طوال الطريق !!
وعادةً ما يسقطُ المريضُ في شراك هذا الاضطراب منذُ طفولته أو مراهقته، ويتساوى الرجالُ والنساءُ في نسبةِ الإصابةِ به وإن كانَ يبدأ مبكرًا في العمر في الرجال عنه في النساء، وعادةً ما تظلُّ معاناة المريض سرًّا يكتمهُ عن الناس لأنهُ يخافُ أن يتهمهُ الناس بالجنون وسبب ذلك أن الأفكار التسلطية والأفعال القهرية غالبًا ما تبدو لا منطقية ولا معقولةً ومزعجةً ومتعارضةً مع قيم المريض نفسه.
ونظرًا لأهمية ها الاضطراب وللخلط الحادث في أذهان الناس عامةً ومثقفين بشأنه خاصةً في نواحيه المتعلقة بالدين الإسلامي ، فقد قمنا بدراسة هذا الموضوع من كافة جوانبه وأودعنا تلك الدراسة كتابًا باللغة العربية هو كتاب :
الوسواس القهري بين الدين والطب النفسي
فالشيطانُ بنصِّ القرآن الكريم هوَ الوسواس الخناس ، وهو الذي وسوسَ لآدم ولحواءَ بأن يأكلا من الشجرة ، فتسبب في طردهما من الجنة ، كما أن النفسَ البشريةَ في الفهم الإسلامي هيَ الأخرى مصدرٌ من مصادر الوسوسة (النفس الأمَّارةُ بالسوء) إلا أن الوسوسةَ في التراث الإسلامي تعني معنى آخرَ هو التشدد في الدين ، كما تعني الوسوسة العديد من المعاني عند الناطقين بالعربية مثل الشك والتكرار والخوف على الصحة إلى آخره.
وقد كانَ لذلك تأثيرٌ كبيرٌ على تعامل المسلمينَ مع معطيات البحث العلمي الحديث فيما يتعلق بالوسواس القهري لأن غير الطبيب النفسي إنما يقفُ حائرًا أمام خبرات نفسية يفسرها الشيوخ بشكل ويفسرها الأطباءُ بشكل مختلف ، بينما الحقيقةُ هيَ أن ما يتكلمُ عنه الطبيبُ النفسي شيء وما يتكلم عنه الشيوخ شيء آخر من ناحية الجوهر ، بالرغم من التشابه الذي كثيرًا ما يحدثُ من ناحية المظهر ، وقد حاولنا في كتاب الوسواس القهري بين الدين والطب النفسي أن نبينَ أسباب هذا الخلط المزعج ، كما حاولنا أن نقفَ وقفةَ الطبيب النفسي المسلم في تعامله مع معطيات العلم الحديث ، فهـو موقفٌ لابد أن يختلفَ عن مواقف الآخرين.