رافع الشيخي
01-02-2016, 08:08 PM
رحم الله أبي
كان شيخاً وقورا . كان عزّاً في مقامهِ صلباً صبوا . كان على محياه قسمات الزمان تحكي السنين والشهورا . كان ذا هيبةٍ شامخاً كالجبال لاينكسر مقداماً جسورا . كان في ظاهرهِ قاسياً , لكنه يملك قلباً طيباً طهورا . كان يتألم , نرى الحزن في عينيه , يخفيه , ربما يسترجع الماضي أو يأسى لحالنا , كان يظهر لنا السرورا . عظيم هو ... وعادة العظام يخفون آلامهم ليبقى ذكرهم معطراً بعد الممات دهورا . من حكاياته , كان يجلسني بجانبه , كنت أتوجس لوماً أو نظرةٍ طابعها العتاب بل العقاب , قد يقع قد يكون شعورا . ربما ارتكبت خطأً , لا أدري كنت صغيرا . كان قليل الكلام , إن تكلم مع العقلاء ترى كلماته لؤلؤاً منثورا . وما دونهم كان يجيبهم بكلماتٍ كالسهم تصيبهم في مقتل يكسر الغرورا . رده قاسٍ سريع ذو فراسه , يستبق الأحداث , تحذيراته صائبه , لقد كنت به فخورا . كان يطعمنا من نتاج أرضنا , من مزارعنا , رزقُنا ميسُورا . كان سبّاقاً لنجدةِ غيره , كتبت له تلك ليؤجرهُ ربٌ غفورا .الشواهد كثيره , أحداثهُ مثيره , كم أنقذ أرواحاً بريئه . كان مصدر أماناً لقريتنا هكذا قال أقرانه حامياً لها يدفع عنها الشرورا . كان يتوكأ على عكازهِ يطوف بكل ناحيةٍ , يقف متأملاً , يَذّكّر أياما كان السيد المشهورا . كان صدى صوتهِ يُسمع في الأرجاء , كان صوتاً جهورا . كان وقع أقدامهِ على الأرض تذكِّرنا القائدَ المظفرَ المنصورا . كان قدوةٍ لقومهِ يقدمونه يأخذون منه رأياً وَ شَورا .فاله فال خير , سمحاً وفيا شجاعاً , كان القويَ حضورا . هكذا كان أبي . رحم الله أبي وآباءكم وجعلهم في الجنان العلى ورزقهم فيها بساتيناً وأنهاراً وقصورا . افخروا بآبائكم , فكلٌ له مناقبه .
برّوهم ادعوا لهم , فكم ذاقوا مرارة العيش وتحملوا عبء الحياة من أجلنا , كان كلٌ منهم عبداً شكورا .
كان شيخاً وقورا . كان عزّاً في مقامهِ صلباً صبوا . كان على محياه قسمات الزمان تحكي السنين والشهورا . كان ذا هيبةٍ شامخاً كالجبال لاينكسر مقداماً جسورا . كان في ظاهرهِ قاسياً , لكنه يملك قلباً طيباً طهورا . كان يتألم , نرى الحزن في عينيه , يخفيه , ربما يسترجع الماضي أو يأسى لحالنا , كان يظهر لنا السرورا . عظيم هو ... وعادة العظام يخفون آلامهم ليبقى ذكرهم معطراً بعد الممات دهورا . من حكاياته , كان يجلسني بجانبه , كنت أتوجس لوماً أو نظرةٍ طابعها العتاب بل العقاب , قد يقع قد يكون شعورا . ربما ارتكبت خطأً , لا أدري كنت صغيرا . كان قليل الكلام , إن تكلم مع العقلاء ترى كلماته لؤلؤاً منثورا . وما دونهم كان يجيبهم بكلماتٍ كالسهم تصيبهم في مقتل يكسر الغرورا . رده قاسٍ سريع ذو فراسه , يستبق الأحداث , تحذيراته صائبه , لقد كنت به فخورا . كان يطعمنا من نتاج أرضنا , من مزارعنا , رزقُنا ميسُورا . كان سبّاقاً لنجدةِ غيره , كتبت له تلك ليؤجرهُ ربٌ غفورا .الشواهد كثيره , أحداثهُ مثيره , كم أنقذ أرواحاً بريئه . كان مصدر أماناً لقريتنا هكذا قال أقرانه حامياً لها يدفع عنها الشرورا . كان يتوكأ على عكازهِ يطوف بكل ناحيةٍ , يقف متأملاً , يَذّكّر أياما كان السيد المشهورا . كان صدى صوتهِ يُسمع في الأرجاء , كان صوتاً جهورا . كان وقع أقدامهِ على الأرض تذكِّرنا القائدَ المظفرَ المنصورا . كان قدوةٍ لقومهِ يقدمونه يأخذون منه رأياً وَ شَورا .فاله فال خير , سمحاً وفيا شجاعاً , كان القويَ حضورا . هكذا كان أبي . رحم الله أبي وآباءكم وجعلهم في الجنان العلى ورزقهم فيها بساتيناً وأنهاراً وقصورا . افخروا بآبائكم , فكلٌ له مناقبه .
برّوهم ادعوا لهم , فكم ذاقوا مرارة العيش وتحملوا عبء الحياة من أجلنا , كان كلٌ منهم عبداً شكورا .