رافع الشيخي
11-20-2015, 07:10 PM
أمي الحبيبة : عندما أسبح في فضاءات وجودك أشعر بسعادةٍ غامره ليس لها حدود . عندما أرى كل شيءٍ جميل في الوجود من صنع ربي . إذ أنت هو . عندما أرى الشمس مشرقه كل صباح . تذكرت صباحك الجميل وحياتك المليئة بالحب لكل من حولك . عندما أرى القمر في ليلة تمام البدر . تذكرت وجهك الجميل الذي يضيء من حوله فيستدل به التائهون في طريق الظلام ويأنس بنوره من يتوق إلى الراحة والهدوء وينعم بالسعادة الدائمه .عندما أرى نهراً يتدفق ماؤه . تذكرت عطائك المتجدد الذي لا ينضب على الدوام . عندما أرى أشجاراً تنحني أغصانها . تذكرت عطفك وحنانك الدافىء إلَي . عندما أرى ابتسامه جميله . تذكرت ابتسامتك التي تسر الناظر إلى ثغرك الباسم الجميل . عندما اشم رائحة المسك والعنبر وأطايب العطور . تذكرت رائحتك الزكيه التي يفوح شذاها في كل أرجاء المكان من حولك . عندما أرى ورده متفتحه في بستان جميل او زهره جميله في حديقة غناء تذكرت مقامك الزاهي لأنك وردة أو زهره لا يمكن لها ان تذبل لأنها أرتوت من معين صافٍ عذب ماؤه نقيٌ ساسه ومنبعه . وبعد يا أمي الحبيبه : أتذكرين حينما خرجت إلى هذه الدنيا باكياً تذرفين الدموع فرحا بميلادي . أتذكرين : حينما كنت غضاً مدثرا ً تحملني تلك الأيادي . أتذكرين : حينما كان ثدييك مصدر شربي وزادي . اتذكرين : حينما ينتابني عارض صحي تسهرين على راحتي واسعادي . أتذكرين كنت ِ تذكرين الله عليَ كثيرا خوفا من نظرة الحسادِ . أتذكرين : عندما بدأت أمشي كنتِ تفرحين وتحاولي مساعدتي وإسنادي . أتذكرين : همهمتي وترانيمي وإنشادي . أتذكرين عندما ألعب مع أقراني وقت وجبتنا تهرعين إليّ وإذ بصوتك عليّ ينادي . أتذكرين : أيام أعيادنا نلبس جديدنا ونُطيَّب بأطايب الأعوادِ . ونمد أيدينا إلى ما صنعتِ كأنه الشهد والناس لبيتنا بين ذاهب ومرتادي . أتذكرين : كنت شاباً يافعا أذهب حيث لا تدرين فيخفق عليِّ قلبك خوفا من سطوة الأولادِ . أتذكرين كنت أجلس إلى جنبك واسمع عن حكايات أبائي وأجدادي . كنتِ تقولين أنكِ تريدين رؤية احفادك أولادي . كل هذا يمر في لحظه من الذكريات ويجول الخيال بين حاضرٍ وماضي . أيتها الحبيبه لن أنسى كل هذا سأنحني لمقامك السامي لأقبل الجبين والأقدام والأيادي . عرفاناً لكِ بما أكنه في فؤادي . سأجثوا على ركبتيَّ تواضعا لمقامك وارفع أكف الضراعة الى السماء داعيا لكِ بطول حياتك ويجزيك خيراً لما قدمتِ من أجل فلذات أكبادك , أمي الحبيبه : حقا إنني أفخر بك ِ . فطالما أنت في حياتي فأنا لا زلت في مهد الطفوله مهما كَبُرت وليتني لا زلت كذلك لأرتوي من فيض حنانك الوافر . لكن مهما باعدت بيننا المسافات أو كنا قريبين فأنتِ والله في قلبي ووجداني ما دمت على قيد الحياة . عذرا ًأمي الحبيبه : تمنيت أن أكون بجانبك ما بقي من العمر لأبرِّك لأكسب رضا الله تعالى ورضاك . لكن هي الأقدار تفعل بنا ما تشاء وتسيرنا كيف تشاء . هكذا هي الحياه يا أمي الحبيبة : تجمع احبابٍ وتفرق آخرون دون إرادتهم . أمي الحبيبه : دعاؤكِ لي ورضاك عني سر سعادتي ومبتغى أملي في هذه الحياه . حفضك الله يا أمي الحبيبه الغاليه فأنتِ أجمل شيءٍ في حياتي . يا نبع حبي سر سعادتي