قـتـلـتـني في بــردة أخــتي (عندما يكون الخيال من الواقع)!!

هي قصة جميلة..مؤلمة ومثيرة

خيال من الواقع .. وواقع من المواجع


(( خرجت بها تصيح وتأن ,, بين عبراتها موت..وفي جوانحها فوت,, كأنني أموت بسرعة وأنا أراها تموت ببطئ .

نعم انها أختي .. تلك الزهرة التي جففها الزمن ولم يرحمها القدر,, تركتني بين مواجع وألم ,, حملتها بين راحتي وخرجت في ليلة باردة أبرد من الضيم .. سرت أنشد لها طبيبا .. علّه لعلّتها يكون مبيدا.. دثّرتها بين بردتي وردائي .. لا أسمع الا أنينها وندائي..سرت أقول يامحييتي ان حييتي .. ويامفنيتي ان فنيتي..فداك عمري انتظري لا تذهبي .. لعله بقي في الوقت متسع.. وأبحث لك عن مضجع ..فيه العلاج ..يشفي مرضك ويفك تعكير المزاج..

هاه ياقلبي لم لا تجيبين؟؟ بالله الا تسمعين؟؟ أم أنك حسرة تسكتين..

يا بنت أجيبي!! أختي؟؟ لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ..لا تتركيني

اسمعـيني .. انتظري لقد وصلنا.. ( لا تجيب ) انها لم تعد تسمعني .. عليّ أن أصيح لنفسي أن كان يجدي الصياح

كشفت البردة وازحت عن وجهها الرداء ..ونظرت يالله ماهذا الشقاء؟

ماتت .. ومات في قلبي الرجاء.......ذهبت... ياسامعي ليتني لها فداء

دفنت بقاياها في الثرى .. لعـل الثرى يواري بقايا الفناء.. وعدت وفي يدي البردة ..خالية من المهجة .. وبها ذكريات ليس الا.. وبها آهات من مناياها تجلى..

رجعت قافلا لا أحمل الا الضيم في قلبي.. أخذني الاعياء.. وقتلني التعب والبكاء..استرحت عند عتبة والليل ماطر ..ورجعت أسلي الخاطر..وألحلفت البردة كتفي..وسرحت في همّي

هناك صوت من قريب؟؟ من ياترى هنا في الليل الاصرم البارد يسير!!
صوت ندي صغير.... هل من أحد؟؟ قمت وسرت أريد أن استبين..

أرى طيفا غريبا عند تلك الشرفة يبكي بأنين؟؟ انه خيال طفلة او لعـلّها من بنات الحي القريب..

ولكن لما هي في الخارج .. وماذا دهاها؟؟

اقتربت..واقتربت..كأني ألمح طيف اختي ( هل أنا أحلم أم أتخيل أم الحزن أعمى عيني؟؟)
لا أنها كأختي ...يافتاة...يافتاة............. تنظر .... نعم ماذا تريد..؟

ماذا ياصغيرتي هنا تفعلين؟؟

تبكي!!

أقتربت ...هل أنتي خائفة؟؟ تقول لا ومن ما أخاف لم أعد أهتم لشيء..

ماذا دهاك قولي لي.. لعـلي أساعدك ..

نظرت وهي تبكي بحرقة وهل تساعدني؟؟ قلت نعم وبلا تردد..؟؟

تقول ولماذا بدون تردد... قلت : ولماذا التردد لو أستطيع..

لقد انفتح لك قلبي .. وعادت بي الذكرى لسابق عهدي..وكأني وجدت أختا غير التي واراها الثرى... دخلتي قلبي ولا أدري ماذا جرى؟؟
قالت ومن التي وارها الثرى...حكيت لها بؤسي الى المنتهى..وكأنني أعرفها من زمان مضى!!

قالت أفلا تعتبرني أختك الأخرى..قلت بل أنتي هي ودعيني أنتسي الرجوى.. قالت أنا سأنسيك همك..لو مضيت معـك..ولأسليّـــنك كما كانت تسليك .. ولأ بددنّ أحزانا تواريك..

اتسع صدري ياقوم .. وقلت لنفسي اترك اللوم..قالت ان لي أهل خلف ذاك الجبل فقدتهم من زمن..هل لا أوصلتني اليهم يا أخ الألم..قلت هيا بنا .. فسرنا وسارت بنا أقدارنا..

الله كم أضحكتني .. وأشجتني .. وبحبها وصدقها أمتعـني.. تبتسم لابتسامتي.. وتيكي لندامتي..وطول الطريق تقول أنت الغالي على قلبي ولا أدري لما هكذا أقول..ولعـل قلبي لأخ لم تلده أمي ينول..

سرنا ومن البرد ألحفتها البردة..وأسقـيـتها الماء الذي في القربة.. وآثرت الظمأ في الغربة..
ياقوم وجدت أختي بعد فقدها .. وعادت مهجتي بعـد بعدها..

طالت بنا الطريق ..أدفؤها من برد الجو وأنا هلكت ولو تظاهرت بالدفء .. وفجأة قالت أحس بظمأ كبير.. ولم يعـد معنا ماء في القربة .. فاحترت كيف اسقيها والأرض قفار..وليس بها منار..مشيت أسليها وهي في كنفي وتدمع عيناي..وقلت في نفسي ليتني ماظمأت فتروى.. ولا بردت فتدفى..

وفجأة تراءت لنا بئر ..قلت لعـل فيها ماء ..دنوت منها ولكن الظلام يخيم والرياح لها صفير..قالت يا أخي الظمأ سيقتلني وأزف المسير.. قلت تدفأي بالبردة ..وأعطيني القربة.. وهذا حبل على البئر لعـلها نزلت من قريب.. اربطه بخاصرتي وأنزل وانزلي لي القربة.. وباذن الله أجلب الماء..

نزلت .. لا أدري ماذا ينتظرني.. وخفت عليها لوحدها تبقى .. ولكن لحسن الحظ وجدت الماء ..فأنزلت لي القربة وملأتها.. ثم رفعتها وأخذت تشرب حتى أرتوت ..

قلت أنزليها أملأها أخرى قد نظمأ فلا نجد ماء.. فرمتها بحبلها الى الماء وسقط الحبل مع القربة.. فقلت كيف تظهرينها الآن ؟؟ قالت لا أريدها أن تظهر.. كما لا أريدك أن تظهر أنت الآخر!

قلت ماذا ؟؟ قالت وصلت وأهلي خلف ذاك التل.. وأنت لن تلحقني بأي حال.. قلت أفلا تظهرينني فأوصلك وأطمئن عليك؟؟ قالت ماذا ؟؟ اوا أجلب لأهلي هذا العار؟؟

قلت أفلا تظهرينني فأعود أدراجي ؟؟ قالت: لا ... ثم تعود لأ صحابك فتقول عرفتها وسرت معها ..قلت ولماذا هكذا أقول ؟؟ قالت: قلبي هكذا يحس ويقول.. قلت قلبك قد يظلمني .. قالت ولن أدعك تظلمني .. قلت فماذا الان ؟؟ قالت اليك الحبل وأسقطته في الماء.. تظن أنه تعـذر عليّ الصعود والمضاء.. ثم سارت وقالت: لم يتغير شي انني أعزك وأحبك كما كنّا من قبل ولكن لا أستطيع تركك تبوء لي بجفاء.. وذهبت وتقول الى اللقاء..

ثم عادت ورمت علي بردة أختي وقالت خذ تدفأ بهذه حتى تلقى مصير صاحبتها واعذرني كدت أنساها معي.. لن أنساك يا أخي؟؟

وذهبت .. ولكنني خرجت فأنا أجيد التسلق والتملّق!!

وهي لاتدري بأي قلب حملتها .. وبأي قلب تركتها.. ولو حقدت لها كنت طلعت وهي لازالت على البئر فرميتها في البئر ورجعت..

ولكن تركتها ولا زلت أتذكر أخوّة جمعـتني بها.. ويكفي أنها

قتلتني في بردة أختي.....))