الإهداءات


عطر الكلمات (خاص بالمنقول)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-16-2006, 08:35 AM   #46
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية بنت النور
بنت النور غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4764
 تاريخ التسجيل :  Apr 2006
 أخر زيارة : 11-11-2006 (05:26 PM)
 المشاركات : 27 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: بدايتي ..كانت..نهايتي .



بلزاك &&&

يامن تنزع عنا ثياب الحداد لتعلن التحدي والآمل
هذا انت كما عهدتك ....وعرفتك من بين نسج حروفك
تنطق الزهور الخرساء
رغم الألم ورغم الصمت
...................
ماأروعك في كل كلمة تلونها تظهر شفافية قلبك الطاهر
...............
أشواقي اليك معطرة بعطر الخزامى
أكمل .......... ننتظرك

أسفة ان قاطعتك بردي

بنت النــــــــــــــور



 


رد مع اقتباس
قديم 10-19-2006, 01:15 AM   #47
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية $بلزاك$
$بلزاك$ غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 190
 تاريخ التسجيل :  Jan 2003
 أخر زيارة : 07-09-2009 (12:25 AM)
 المشاركات : 619 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مشاركة: رد: بدايتي ..كانت..نهايتي .



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت النور
بلزاك &&&

يامن تنزع عنا ثياب الحداد لتعلن التحدي والآمل
هذا انت كما عهدتك ....وعرفتك من بين نسج حروفك
تنطق الزهور الخرساء
رغم الألم ورغم الصمت
...................
ماأروعك في كل كلمة تلونها تظهر شفافية قلبك الطاهر
...............
أشواقي اليك معطرة بعطر الخزامى
أكمل .......... ننتظرك

أسفة ان قاطعتك بردي

بنت النــــــــــــــور


مرحبا اخيتي بنت النور

لو لم يمر بمتصفحي سواكِ لـ كفى ..

الأغلب هنا لا يحبذ المواضيع الطويلة
كان قد وصلني مثل هذا !!!!
يـُلاحظ الفرق بين هنا وهناااااك

سوف أكمل سيدتي أكراماً لكل من مر من هنا

تحياااااتي



 
 توقيع : $بلزاك$

"كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"

" أنوريه دى بلزاك"


رد مع اقتباس
قديم 10-19-2006, 01:20 AM   #48
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية $بلزاك$
$بلزاك$ غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 190
 تاريخ التسجيل :  Jan 2003
 أخر زيارة : 07-09-2009 (12:25 AM)
 المشاركات : 619 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مشاركة: بدايتي ..كانت..نهايتي .



\
/
\
توجه .. مباشرة إلى عائلة عمه .. و طلب منه من رافقه إلى البيت ألا يبكي .. أمام الأطفال .. !!
دخل المنزل .. الصغير .. صرخ في داخله .. إنهم لا يستحقون هذا المنزل العتيق المستأجر .. !!
استقبله الصغار فرحين بقدومه فمنذ زمن لم يلتقي بهم .. أمسك الصغير منهم الوحيد الذي لم يشهد ولادته حيث ولد في أمريكا .. !!
قبله كثيراً .. ودخل إلى الصالة ..
وإذ بها تقف في منتصف الصالة ممسكة بكوب من الماء بعد أن فرغت من إعطاء والدتها العلاج !
تلاقت نظراتهما .. معزية كلاً الآخر برحيل أغلى الرجال .. نظر إلى الجميع من حوله .. للحظات أحس أن أغلى الرجال بينهم !!
تقدمت إليه فمدت يدها مرحبةً به .. لم تنطق .. وكان ينظر فيها وبوالدتها وبالصغار جميعاً.. بلا حراك !
تحركت والدتها أيضاً مرحبةً به بصوت عالٍ .. كانت امرأة ً قوية كعادتها .. أحست أنه خارج عن الوعي .. فقبلته تسأله عن أهله !
جلس .. وذهبت زهرة السوسن فأحضرت له كوباً من الماء ..
كان كلاً من أفراد العائلة يسأله عمن يحب في تلك المدينة إلا هي فقد كانت صامتة وبين الوهلة والأخرى كانت تلاقي نظراته .. للحظات !!
كانت ترى فيها الحزن .. واليأس .. كانت ترى فيها الوحدة والعذاب .. أحست به .. ولجمت مشاعرها .. محافظة على قرارها!
لم يكن يفكر فيها في هذه اللحظة .. كان يفكر كيف ستكون هذه العائلة بعد أن فقدت أغلى الرجال ..؟
كان منظر العائلة جديد عليه .. فلن يرى أغلى الرجال بينهم مرة أخرى ..!!
تمنى أنه لو لم يحضر .. ولم يرى هذا المشهد .. تمنى لو يأتيه كائن ويخبره بأنه يحلم ..!!
كاد أن يصرخ ذات الصرخة التي صرخ بها أمام الزعيم .. لولا أن صوتها ناداه بأن يذهب إلى مجلس الضيوف ، فينام بعد شقاء السفر .. !!
كان الزعيم قد طلب منه أن يسكن عندهم في هذا البيت ، ولكنه رفض خوفاً أن تحسب هي أنه يتقرب إليها !!
بدأ يتعرف على الرياض .. راح يزور كل الأماكن .. تعرف إلى فنادقها .. فاختار بهو الأنتركونـتينتال مكاناً يرى به لو شيء من تلك المدينة التي تركها بلا عودة !!
كان .. يعود كل مساء .. محملاً كما كان بألعاب الأطفال ويجلس مع الصغار بعض من الوقت ويغادر إلى البيت الذي صار مقر لدراسته .. فيمسك الكتاب وبقطع الكلمات بإرادة قوية على اجتياز هذه المرحلة التي حالت الظروف مرتين في أن يتجاوزها!
كان الزعيم في زيارة إلى الرياض .. أمضى بضع أيام ولما قرر السفر اجتمع معه : أريد أن ترفع رأسي عالياً !!
زادته هذه الكلمات إصراراً وإرادة .. كان يعيش في بيت خاله .. الذي وفر له كل شيء !
حتى في الإجازات قرر عدم السفر .. بل البقاء بقرب عائلة أغلى الرجال .. كان يلاعب الأطفال .. لكن في الرياض لا توجد سوى المطاعم لقضاء وقت مرح .. فكان ينفق مصروفه الشخصي الذي يعطيه إياه خاله والذي يأتيه من الزعيم على مطاعم الرياض !
كانت في أعماقه .. لكنه ومنذ أمسية السطح المشئوم قرر أن لا يعود ويطرق ذات الباب .. الذي أغلق بوجهه ..!!
كان يفكر بها .. ولكن إصراره على النجاح لاقى منه الأولوية في كل شيء .. شعر الجميع أنه فعلاً نسي كل شيء !!
لم يكن أي منهم يجرأ على أن يناقشه في الموضوع .. أو يسأله عن شعوره الحالي !!
خالته .. الصغيرة التي صارت صديقة له .. تجرأت وجلست في المساء عند رأسه وهو ممدد على سريره ..
بدأت في عطلة نهاية الأسبوع الحديث معه .. وراحت تمازحه أنها ستقوم باختيار عروس له تكون أجمل فتاة في جامعة الملك سعود بالرياض
كان يرد مازحاً .. هل ستكون بجمالك .. ؟ ويضحكان معاً ..
أخبرته أنها تتمنى أن يبقى سعيداً طوال حياته !! فردت عيناه بحزن عميق .. أبكت خالته !!
في الرياض تعلم أشياء كثيرة لم يكن يعلم عنها شيء من قبل .. في الرياض كان يرافق أبناء عمومته ويسابقون السيارات حتى كاد أحدهم أن يطيح في سيارتهم من فوق جـسر الخليج الذي يخترق وسط الرياض !!
في الرياض .. استغرب كثيراً كيف يقومون بمخاطبة فتيات يجهلون أي شيء عنهن حتى أعينهن ويخاطرون بأنفسهم من أجل أن ترضى فتاة باستقبال هذه القطعة البيضاء الصغيرة التي تحتوي سبعة أرقام وبطرق عديدة تتحول إلى مواقف مضحكة أحياناً .. وكيف يذهبون إلى بيوتهم ويتجمدون إلى جانب الهاتف كأنهم ينتظرون خبر تحرير الأقصى .. !!
في الرياض .. عشق فريقه المفضل الاتفاق أكثر .. صار أقرب أكثر .. و كان يتابع مباريات فريقه المفضل حتى أثناء الاختبارات !
في الرياض .. قفز من جدار مدرسته الصغير جداً مقارنة بذاك الذي تركه قبل أشهر .. قفز من فوق الجدار واتجه إلى بيت قريب له
لكي يتابع مباراة للمنتخب مع اليابان في بلد الأخير .. يوم خسر منتخبه وعاد حزيناً .. فعلم خاله أن تغيب عن المدرسة وعاتبه على أنه
لم يطلب منه الإذن لمشاهدة المباراة !! !
في الرياض .. كان يحصل على الأفلام السينمائية للذين يفضلهم في العالم من ممثلين و ممثلات .. كان يجد صعوبة في الحصول على بعض الأفلام .. فوجد طرق أخرى للحصول عليها !
كان يتجه إلى المكتبات ويشتري الكتب ويقرأ الكثير رغم أن كثير من هذا الكثير لم يناسبه كثيراً !
كان في ذات الوقت محافظاً على دراسته .. مواصلاً الحضور إلى المدرسة .. يناقش كل مدرس ويجتاز كل اختبار !
مر عاماً كاملاً .. أنهى اختبارات السنة الأخيرة في الثانوية العامة .. بعد أن فشل في اجتيازها مرتين من قبل !!
اليوم منتصف الليل أعلنت النتائج .. في هذه الليلة .. وجد اسمه في وسط جريدة الرياض ونجح بالشهادة التي أنتظرها الزعيم
الشهادة التي وعدها بها لما كانت معه ... ولكن أين هي ... أين الزعيم ؟
أنهما في مدينة الذكريات .. فهي رافقت أهلها ليمضوا الصيف هناك ..!!
سارع إلى حافة الطريق .. كان الهاتف الحكومي في تلك الزاوية .. ومعه قريبه فطلب منه أن يتصل بالزعيم !!
لم يحتاج ابن عمه أن يسأله لماذا لا يتصل هو بوالده !!
أمسك سماعة أخرى مبتسماً ينظر إليه كيف يسرع في الضغط على لوحة الأرقام الخاصة بهاتف بيتها في مدينة الذكريات !!
لم يكن يفكر ماذا سيقول لها .. لماذا يتصل ويخبرها هي .. ؟ .. كان يريد أن يخبرها وكفى !!
أربع ساعات حتى أجاب أحد افراد العائلة في بيت الزعيم.. ناداه صاحبه فأخذ السماعة وطلب أن يوقظوا الزعيم ..
نقل له الخبر السعيد وحدث والدته .. كان يتمنى لو يستطيع أن يطلب من الزعيم طلباً لا يطلبه الابن من أبيه ..!!
كان يود أن يرسل السائق إليها فيخبرها أنه أوفى بالوعد .. ونال الشهادة الهدية التي طلبت قبل أن تعلن قرار الانفصال .. !!
ولكن هل ستهتم بالوعد بعد الانفصال ..!!
عاد إلى ذات البيت حيث جميع الأصدقاء هناك .. اسم صديقه سعد لم يعلن في النتائج الأولية مما يعني أنه سيحتاج إعادة بعض من المواد الدراسية .. لم ينسى صديقه فواساه والذي بارك له وهو يبكي فشله !!
بعد أيامٍ قرر السفر إلى مدينة الذكريات .. وصل سريعاً فقد استقل الطائرة هذه المرة .. !!
جلس مع والديه قليلاً وذهب يبحث عنها في كل بيت ، كان يجلس قليلاً جداً في البيت الذي لا يجدها فيه ، متعذراً أنه يلقي بالتحية على أهل البيت .. وأنه يريد إلقاء التحية على آخرين .. فقد كان الكثير من الأقرباء من قرروا أن يمضوا إجازة الصيف في هذه المدينة المصيف !
وأخيراً .. هذه هي .. طار مع ابتسامتها .. حين باركت له النجاح .. فرد بأنه يفي بأي وعد يطلقه على نفسه ..!!
هربت من أمامه .. وكأنها تؤكد له أن قرارها نهائي لا رجعة فيه ، وأن تلميحه لن يفيد .. أحس بالهدف التي أرادته حين طلبت منه أن يقلها إلى بيته لتمضي المساء هناك مع أهله .. إنها تريده أن ينسى .. . تريد أن تكون علاقتهما علاقة أخوة لا أكثر .. !!
أمضى أربعة أيامٍ وعاد إلى الرياض .. ليكمل ما بدأه من إجراءات للالتحاق بالكلية العسكرية رغم أنه كان يرغب بمواصلة الجامعة ودراسة السياسة والاقتصاد ، لكن صديقه النور الذي سبقه في مراحل الدراسة والذي أمضى السنة الأولى من كليته العسكرية أقنعه بأن يكون معه كما كانا طوال سنوات مضت !
ولكن عضلته القلبية تقف في طريقه هذه المرة .. وتم الاعتذار من قبوله رغم أنه اجتاز بقية الامتحانات بتفوق وخصوصاً المقابلة الشخصية التي كان بها جريئاً .. هادئاً .. لا يمكن استفزازه ..!
ولكنه تقبل النتيجة وخرج إلى عمه الأكبر ليخبره بقرارهم .. فقرر عمه إرساله للدراسة في أمريكا .. في حال موافقة الزعيم
عاد إلى مدينة الذكريات مرة أخرى .. وطلب من الزعيم أن يسمح له بالذهاب إلى أوروبا ليكمل إجازة الصيف مع قريب له كان هناك يقضي إجازاته .. ومن ثم يتجهز للسفر إلى أمريكا .
أعطاه الزعيم التذكرة وطلب منه قضاء خمسة عشر يوماً فقط .. وفجأة قرر الزعيم الاستقرار في الرياض وطلب منه عدم السفر لكي يقود إحدى السيارات في رحلة الذهاب إلى الرياض والتي لم تكن أخيرة بعد !!
عرف الأسباب .. أسباب استقرار والده بالرياض .. فضحى بالحلم .. الجامعة .. ضحى في أن يدرس العلوم السياسية والاقتصاد ، ليكون مثل قريبه ومثله الأعلى الذي حصل على شهادة الدكتوراه بذات التخصص سياسة واقتصاد من أمريكا !!
اتخذ القرار الذي جسدته تربيته ونشأته ، اتخذ قراره من مبدأ تحمل المسؤولية ، فهو لم يعد ذاك الطفل الذي يحصل على ما يشاء ، ولم يعد ذاك المراهق الذي يستمتع بأن يقال عنه أنه "عاشق" عندما كان يجعل أسطوانات أم كلثوم الغنائية تسمع في كل الحي .. !!

في طريق العودة الى الرياض .. كان يدخن بشراهة وهو يقود مركبته خلف مركبة الزعيم ..
لم ينم ولم يأكل .. كان يفكر .. بالقرار .. قرار المستقبل !
أراد أن يثبت أنه الشبل الذي أراده والده ، فركب المركب الجديدة رغم أنه كان صغيراً جداً على هذا المركب ، إلا أنه قبل التحدي مرة أخرى في ذات المدينة التي خذلته فيها فتاته .. الرياض الذي تحداها بأن يحصل على شهادته من وسطها !
تسلم أول راتب لأول شهر يعمل فيه .. ركض إلى الزعيم مسلماً إياه الراتب ..
كان الزعيم يبتسم .. فقد لمح أمامه رجل الغد .. ومع ذلك الفرح لم يكن الزعيم يعلم أن الحزن يكسو شبله!!
لم يكن يعلم سوى أنه شبلاً منه وسيصبح أسداً يوماً ما ، متناسياً أن الظروف التي جعلته أسداً في الماضي وزعيماً تختلف تماماً عن الحاضر.. غير مدركاً أن فكر شبله ومنطقه في هذه الحياة يختلف كثيراً عن فكره هو .. غير شاعراً بأن شبله عاشقاً .. وهذا الأهم !!
نعم عاشقاً لمن طلبت منه أن ينساها ، وأن يكون لها الأخ والصديق .. !!
فكيف يكون العاشق أخاً و صديقاً ، وهل يمكن أن تلتقي الصداقة بالعشق يوماً ؟
في الوظيفة .. ازدادت معرفته بالرياض .. واقترب من الحياة العامة أكثر .. وتعرف على البشر ورأى متناقضات أشباه البشر !
صار له أصدقاء جدد عرفوه على دبي التي تردد كثيراً في زيارتها .. وتعرف على البحرين فصارت له متنفساً وهمياً !!
كاد أن يتجه إلى الجنوب الآسيوي ولكنه تردد وبدل رأيه في اللحظة الأخيرة !!
بعد عامٍ ونصف من العمل الدؤوب ، بعد أن تعرف على مجتمع الرياض ، وفي يومٍ كان المطر يهطل بكثرة وشدة لا مثيل لها في تاريخ الرياض ..
استلم منها رسالة من ستة صفحات .. رسالة بقي طوال الليل يعيد قرأتها وكأنها نص خطاب لأحد الساسة !!
كان يحلل ما بين السطور .. ويضع تفسيراً لكل كلمة كتبت في هذه السطور !!
رسالة بدأتها وأنهتها بكلمات لجبران خليل جبران !!

فأمسك قلم ووريقات .. وراح يجيب .. عن كل شيء !



 
 توقيع : $بلزاك$

"كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"

" أنوريه دى بلزاك"


رد مع اقتباس
قديم 10-19-2006, 01:27 AM   #49
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية $بلزاك$
$بلزاك$ غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 190
 تاريخ التسجيل :  Jan 2003
 أخر زيارة : 07-09-2009 (12:25 AM)
 المشاركات : 619 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مشاركة: بدايتي ..كانت..نهايتي .



||||
اسمحوا لي بأن أكمل على أنـغام العندليب :

// سـواح .. وماشي في البلاد سواح
والخطوة بيني و بين حبيبي براح
مشوار بعيد وأنا فيه غريب
والليل يئرب والنهار رواح
وإن لاقكم حبيبي سلموا لي عليه
طمينوني الأسمراني عملاه إياه الغربة فيه
وسنين .. وسنين وأنا دايب شوق وحنين
عايز أعرف بس طريقه منين .. منـين .. //

_____________________

كتب لها أسـطر كثيرة .. كثيرة جداً .. رداً على رسالتها ذات الصفحات الستة ، فلم يترك أي نقطة إلا وفسرها ورد عليها
لقد قرر أن ينساها .. نعم في هذه الوريقات التي قرأها وراح يرد عليها .. قرر أن ينساها وأن يدفن هذا القلب الدكتاتوري الذي لا يفقه في العشق سوى أحرف أسمها ولا يرى الحب إلا في نظرات عينيها ولا يعيش الهوى إلا على أشجان صوتها !
رمى القلم من يده اليمنى التي أتعبها كثيراً .. تمدد فوق السجادة التي تتوسط غرفة نومه ينظر إلى الأعلى ..
يسأل ألا يوجد أنثى غيرها تستحق هذا القلب ؟
لماذا لا يتجه إلى البحرين ويتحدث إلى " لبنى " صديقته الشاعرة التي التقى بها أول مرة وهيا تتقدم أهلها في بهو الفندق .. في ذات مساء .. كانت تبحث وأهلها عن مكان يجلسون فيه .. كانت أجمل الجميلات المدينة و كان الجنوبي القروي البدوي ابن الشيخ القادم
من صحراء نجد التي يجهلها الكثير من أهل البحرين !
وفي وسط البهو وقف مكانه أمام طريقها .. كانت تتقدم نحوه .. إنه الجمال يتجه إليه .. فكر سريعاً ماذا يفعل .. لا يعرف ؟؟
كان مغروراً جداً يومها ، كاد أن يستوقفها ويحدثها بلامبالاة لمن يرافقها !!
ولكن ماذا سيقول لها .. أيطلب منها أن تكون صديقته ؟ ! وماذا بعد الصداقة ؟
أيعترف لها أن قبيلته ترفض أن تكون رفيقة دربه فتاة غير سعودية و قبلية !!
أيعترف لها أن الزعيم أشار يوماً أنه لا يجب التفكير بالزواج من بنات من خارج منطقته لاختلاف العادات والتقاليد .. !
فماذا لو عرف الزعيم أن الفتاة ليست من قومه وذهبه ؟؟!
لم يحدثها يومها .. وابتعد بنظره وجسده عن طريقها فمرت بسلام .. بكبرياء .. منعته شهامة القبيلة التي تناسب في عروقه من اعتراضها
منعه شموخ جبال وصحراء كونت صبره ..
تلك الصديقة الشاعرة التي اتصلت في منتصف الليلة التي شاهدها في بهو الفندق .. لم يسألها إلى اليوم كيف حصلت على هاتف غرفته بالفندق !!؟
كان تتصل من أجل سؤال .. لماذا كادت نظراتي تخطفها من وسط عائلتها فاستمرت الإجابة على السؤال ما يزيد عن السنة !
ما زال يقول أنها صديقة مع أنه ابتعد عنها منذ زمن بعيد .. ففي صباح يوم ، قابلها في مكان عام بالمنامة .. تقدمت إليه طالبة أن يلاقيها في ساعة الظهيرة بعد خروجهما من المدرسة .. واتجها إلى مقهى صغير وسط الشارع الرئيسي في المدينة !
وهناك .. تحدثت عن الغرام .. عن الحب .. راحت تسمعه خواطر ليل .. وأحرف شوق .. كانت تكتبه فيها !
فاجأته أن أهـلها يعلمون أنها تحبه وأنها تقابله .. !! اسـتغرب كيف أنهم لم يقتلوها .. ولم يسألها لما لم يقتلوها !
لكنهم حذروها منه .. من ردة فعله .. كانت أمها تخاف أن هذا الشاب يتلاعب بمشاعر ابنتها ومع ذلك أعطت الابنة حرية الاختيار!
طرحت عليه ذات الأسئلة التي فكر بها يوماً .. وأجابها بكل عنفوان الجنوبي القبلي .. لا أسـتطيع !!!
منذ البداية كان يحاول أن يبين لها أنها مثل بقية الأصدقاء من شباب وفتيات ، وكانت تتجاوب معه إلا أنها شعرت بشيء آخر اتجاهه !
أحبته " لبنى" .. التي أشارت أن والدتها تتمنى أن يكون ابن خالها زوجاً لها ..
خرجا صامتان من المقهى .. ثم أوقفها أمام بيتها وأمسك بأناملها التي ملأته دفئاً شجعه على أن يقول : وداعاً أيتها الصديقة !
كان يومها يحب فتاته .. ولم يكن يوماً من الأيام يسمح لجسده بأن يتلاعب بمشاعر الأخريات ..
اليوم يفكر هل ما زالت " لبنى" تفكر به التي دفنت حبها له في ابن خالها .. وتمنت لو تأخذ ملامحه البدوية فتضعها على ذاك الأشقر الإيراني الأصل !
" لبنى" متزوجة اليوم ولديها طفل صغير حسب آخر رسالة من صديقه الرائع الذي ما زال يرسل له أخبارها ..
عاد إلى الوريقات مرة أخرى وتابع الكتابة .. كان يحارب النعاس حتى ينتهي من رده الذي كان عشرة أضعاف رسالتها!

هو : هل قرأتِ جيداً ما كتبت لكِ رداً على رسائلكِ ؟
هي : نعم .. وأود أن أشكرك كثيراً .. فتلك الكلمات الصادقة والمرسلة من أخٍ عزيزٍ مثلك ، هي ما كنت أحتاجها .. !!
هو : أسمعي .. أود أن تبقي هكذا .. أقصد أن تكتبي ما شئتِ ومتى ما أردتِ .. وأرسليها لي !
لا تترددي يوماً في أن تطلبي مساعدتي أبداً ..
هي : إنني متأكدة من أنك لن تبخل في مساعدتي .. فأنا لأول مرة أتعامل مع إنسان صادق منذ رحيل والدي ..
أتعلم كنت بحاجة منذ رحليه لك .. كان يجب أن تكون بقربي لتخفف علي هموماً أتعبتني كثيراً وأناسٍ حطموني بلا شعور .. أعلم أنني كنت المخطئة الأولى .. لأنني خرجت عن تلك الطريق .. لأنني منحت ثقتي لكل من حولي .. !!
ولكنهم لم يقدروا هذه الثقة وانظر النتيجة .. فتاة لم تكمل العشرين .. فتاة محطمة يائسة .. !!
لقد أخطأت كثيراً منذ أن وصلت الرياض كنت أسير في دربٍ من السراب ضياع وخوف وتشرد في داخلي !!
أتعلم منذ زمن.. وأنا أحاول أن أتحدث إليك .. أن ألجأ إليك .. لتنتشلني من الوضع الذي أعيشه .. وهذه الوحدة الرهيبة !
إنما كنت خائفة من ردة فعلك ، فإما أن تفهم طلبي للمساعدة عودة إلى الماضي أو ظننت أنك ستحطمني أكثر لتنتقم لنفسك !!
ولكنك فاجأتني .. نعم فاجأتني بردك السريع والثمين.. !
لقد شعرت لأول مرة منذ أن غادرت مدينة الذكريات أن تلك الفتاة المرحة المغرورة .. الطيبة التي تحب كل الناس ما زالت حية في أعماقي ، ولكن الحزن الذي يكسوني ما زال مسيطر !
لماذا أنت صامت ... هل داهمك النعاس .. أعذرني لقد تحدثت طويلاً ونسيت أنك يجب أن تصحو في الصباح !!
هو : غداَ الجمعة .. ولم يداهمني أي نعاس .. وكان عليك محادثتي منذ البداية .. ولكن شاء الله وما قدر فعل .. !!
أود أن أكون صريحاً معكِ .. لم أفكر يوماً بأن أنتقم ولم أفكر يوماً بأن أحاول أن أعيدك إلي من جديد !!!
لما استلمت رسائلكِ ، عرفت أنكِ تعيشين في قفصٍ من جحيم ... قضبانه اليأس .. وأرضيته الندم .. وسقفه دمع وقهر !!
أحسست بكِ ليس لأنكِ كنتِ .. .. بل لأنني إنسان أحسست بكِ كإنسان لا أكثر ..
عرفت أنكِ غارقة في بحرٍ من اليأس وكان واجباً علي أن انتشلكِ مما أنتِ فيه!
كل إنسان فينا يخطئ .. ولكن عندما يعمل على تصحيح ذاك الخطأ.. عندما يعود إلى الطريق السليمة ويسير واثق الخطى فإن ذاك
هو الانتصار الأكبر .. ذاك هو تحطيم القفص والوصول إلى شواطئ الأمان ..
اعلمي أن الهموم والمشاكل لن تنتهي ولكن الله أنعم علينا بنعمة النسيان .. وعلينا أن ننسى هموم الماضي ونتجاوزها لنكون أكثر جرأة وصلابة على مواجهة هموم المستقبل .. نعم ثقي أن الهموم لن تنتهي ولكن مستواها يقل ويعلو حسب الطريق التي يسلكها الإنسان .. !!
هي : أنت أكثر إنسان يفهمني في هذا الوجود .. أتعلم أنك .. ماذا .. أنت إنسان مميز عن كل بني البشر وأتمنى لك التوفيق .. !!
هو : في أمان الله ..

واستمرت الحوارات بينهما .. ليالي طويلة .. كان يكتب أضعاف ما تكتب .. ولكنه لم يلمح يوماً بأي إشارة إلى ما يعتريه من مشاعر ..
أراد أن يقنع نفسه أنه من السهل نسيانها .. من الطبيعي جداً أن تكون مثل بقية قريباته ..

هو : مرحباً .. هل جهز طعام الغداء لديكم .. فهناك من دعاني إلى تناول الطعام عندكم ..
هي : بعد نصف ساعة سيكون كل شيء جاهزاً .. ثم أنا من طلب أن يتصلوا بك وببعض الأقرباء لأنني كنت مشغولة في المطبخ .
هو : حسناً بعد نصف ساعة سأصل إن شاء الله ..
هي : ما بالك تغيب ولما تظهر يبدو جسدك أقل وزناً مما سبق .. ألن تتعلم كيف تحافظ على صحتك !! ؟
هو : كيف الحال .. لقد كانت المائدة شهية .. أرى أنكِ تحسنت كثيراً وتلك الابتسامة قد ظهرت هكذا نريدكِ الفتاة الطيبة
هي : و لكن لن أسمح لطيبتي بأن تعيدني إلى طريق اليأس مرة أخرى !!
هو : وتلك هي قوتكِ التي نريدها أن تظهر من جديد .. وغرورها الجامح الذي لا حدود له ..
هي : لقد ساعدتني كثيراً .. في الأشهر الأخيرة .. والفضل لك بعد الله في أن أخرج من تلك الحالة لا أعادها الله !
هو : عليك بالدراسة .. وضعي النجاح هدفاً .. فهي سنة وتكوني طالبة جامعية .. عليكِ أن تعوضي السنوات الماضية وتكوني
في شخصيتكِ الواقعية .. إنسي كل شيء مضى .. أعلم أن هذا الأمر صعباً ولكن إرادتكِ التي عهدتها بكِ ستساعدكِ !!
هي : المهم أن تبق الأخ الصديق .. فلا تبتعد عني .. فأعلم أن أختك بحاجة إليك ..
هو : أين الشاي .. ؟ لقد طلبته منذ نصف ساعة .. لنذهب ونجلس مع البقية ولنضحك كثيراً ..
تعالي نتذكر مدينتنا السابقة .. فما رأيك ِ ؟
هي : كما تشاء .. فأنا في يدٍ أمينة الآن .. يد الأخ والصديق الصدوق !!

يجلس بينهم صامتاً .. تحاول هي أن تجتذبه بحديث الذكريات .. وتعلم هي وكما يعلم من حولها أنها لا زالت حبيبته ..!!
ما زالت هي رفيقة الدرب التي أحبها .. رغم أنها تحاول في كل لقاء أن تثبت له أنه مجرد أخٍ لا أكثر بالنسبة لها ..
رغم أن من حوله قد أكدوا له أنها أقسمت بأن تنسى ما كان في الماضي .. منذ رحيل والدها قد وهبت نفسها لأمها وأخوتها وأخواتها
ولكنه العاشق ما زال يحارب اليأس بقوة الحب !!
نسي أن خطط للنسيان ففي كل مساء قبل المنام يهمس وبصوتٍ مسموع متمنياً لها أحلام سعيدة وكأنها ترقد بجانبه !!

هي : مساء الخير .. نحتاجك لأن تقلنا إلى المدرسة في الصباح ، فالسائق في السجن بعد أن ارتكب حادث مروري
هو : حسناً ، سأحضر باكراً في الغد .. كيف أحوالكِ وأحوال الصغار ..!
هي: كلنا بخير .. سمعت أنك في إجازة .. فهل ستقضيها في الرياض !!
هو : نعم لدي إجازة ولكنني سأرافق صديقي إلى دبي .. وسنمضي أياماً فيها ومن المحتمل أن نعود إلى الرياض أو نواصل رحلتنا إلى المغرب .. لست متأكداً من ذلك .. المهم ألا يعرف أحداً بسفري ..!
هي: حسناً .. لن أخبر أحداً .. ولكن لماذا تخبرني أنا بمشروع السفر .. ؟
هو : لأنني أثق بكِ .. فأنتِ لن تخبري أحداً ..
هي: هل فعلاً تثق بي .. كما أثق بك ؟
هو : بالطبع يجب أن أثق بكِ .. ما دمت قد وثقتِ بي وتحدثتِ معي بأشياءٍ كثيرة .. حتى الصعبة منها ؟
هي: ماذا تقصد بالصعبة منها ؟
هو : أنسيت ما كتبتِ من كلماتٍ لجبران خليل جبران في رسائلكِ الأولى .. تلك كانت تكفي لتعبر أنكِ في حالٍ صعبة .. يكسوها الندم والحزن !!
هي: هل حقاً فهمت كل ما قصدت في الرسالة ؟ هل أحسست بشعوري المحطم الذي كان يمتلكني !!
هو : أعتقد أنني أجبت على هذين السؤالين في ردودي الكثيرة التي وصلتكِ .. في كل حوار كان بيننا ..
كنت أجعلكِ تشعرين بأنني كمن عاش شعوركِ هذا .. وعلمتكِ بل ساعدتكِ في أن تمسحي تلك الدمعة من على وجنتيكِ .
هي: لقد فعلت شيئاً لن يفعله إي إنسان .. عانى مثلك .. وتحمل جرحاً من فتاةٍ أحبها .. وهو اليوم يساعدها !!
هو : يجب أن تعلمي يا سيدتي أنني لم أجرح من أي فتاة ، ولدي فتاة ذات شعر غجري .. وفية مرحة مغرورة قوية ، ما زالت نائمة !!
هي: هل أنت متأكد أنها ما زالت نائمة بعد هذه السنين .. ؟ أود لو تصفها لي ..بليززز بلزاك ..
أتعلم أنني أتمنى لك فتاة تستحق قلبك .. فأنت صاحب القلب الطيب الذي لا يشبهه قلب في هذا العالم سوى قلب أبي ..!
أتعلم سوف أرقص كثيراً أمام عروسك وسوف أرافقكما إلى الفندق .. سأكون أسعد إنسان في فرحك !
هو : ما رأيك أن تذهبي للنوم .. فالوقت قد تأخر .. وغداً لديكِ امتحانات أرجو أن تكوني قد حضرتِ لها جيداً !!
هي: حسناً .. في رعاية الله ..

نكـمل لاحقاً ..... تحياااااااااتي



 
 توقيع : $بلزاك$

"كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"

" أنوريه دى بلزاك"


رد مع اقتباس
قديم 11-03-2006, 07:07 AM   #50
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية $بلزاك$
$بلزاك$ غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 190
 تاريخ التسجيل :  Jan 2003
 أخر زيارة : 07-09-2009 (12:25 AM)
 المشاركات : 619 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: بدايتي ..كانت..نهايتي .



نواصـــل ..
*
*
ما أن أغلق سماعة الهاتف .. حتى أحضر سطور الرسائل .. أعاد قراءة أسـطر الحوارات ..!
لماذا تريده أن يصف فتاته .. ؟ .. هل تظن أنه وجد فتاة يحبها غيرها ؟ .. ما الذي دفعها لأن تضعه في هذه الحيرة ؟
هل انتهت حربه مع اليأس .. أخيراً .. هل تغلبت قوة الحب ؟؟
سأل نفسه أسئلة كثيرة .. اتصل مراتٍ عدة و هي ما زالت مستيقظة وكان يغلق السماعة في كل مرة ..!! كان يشعر أنها تعرف أنه من يتصل في هذه الساعة ، وكان يشعر أنها تريده أن يبدأ الحديث ، حديث الحب كما بدأه أول مرة في مدينة السور الأبيض مدينة الذكريات .. ولكن كبرياء الحب كان يمنعه .. فيزيد لهفة الشوق لها أكثر .. بين جوانب قلبه .. !!
جرح الأمس كان يطالبه بأن يتأكد من مشاعرها .. فلا يجازف بكل هذا الصبر وتلك التضحية .. حين ضحى بحب فتياتٍ كانت كل واحدة منهن تريده الحبيب الأوحد !!
أعاد شريط الذكريات في مدينة السور الأبيض ، كان يراها تلك الطفلة التي سبقت سنوات عمرها فكبرت ، فأحبها ، ثم عشقها !!
تذكرها وهي تذهب من أمامه بخطى مسرعة بعد أن كسا الاحمرار وجنتيها ، لما حاول أن يغازلها ، فعاد مسرعاً في اليوم التالي معترفاً بحبه لها .. لينهي مشوار الانتظار قبل أن يبدأ .. أعاد الذكريات كلها كما يفعل كل مساء قبل أن يستسلم للنوم .. ولكن هذا المساء مختلفاً عن أي مساء قد مضى ، فقد لمس بكلماتها بعض من الحنين ، شعر وكأن الشوق قد تمكن منها !!

راح يكتب لها الرسالة المشهورة وعنونها بكلمة شكسبير الشهيرة " أكون أو لا أكون "
نعم لقد قرر أن يواجهها من جديد ، مواجهة مباشرة ، فلم يجد سوى القلم والوريقات البيضاء فراح يعقد قران هذه الورقة على ذاك القلم..
من جديد بدأ عرض جديد كان يبدأ في كل مرة عندما يبدأ العاشقين برسم لوحات الشوق والحب والعشق الدفين !!
لم يفكر كثيراً كيف يبدأ ، فقد قرر مسبقاً كل شيء ، المواجهة يجب أن تحدث لينتهي من رحلة الصبر التي تجاوزت السنوات الثلاث !!
بدأ رسالته وكأنه ذاك الأديب الذي بدأ بأول سطرٍ لكتابه الجديد .. وبعد مقدمة كان فيها من فلسفته الخاصة الشيء الكثير فقال:
"" نعم .. أنا من جديد .. جرح الزمن .. عاشقك سيدتي .. أكون أو لا أكون ؟ ""
وبدأ بتصوير الحب والعشق ، بدأ يحاورها بذات الشريط ، شريط الذكريات كاملة ..
بدأ العاشق رحلته مع حبيبته " في سطور من سهر الليالي "..أعاد كل شيء أمامها على تلك الوريقات التي لو شاء الله لها لبكت مما
سكبه فوق بياضها اللامع .. من دموع القلم التي تعددت ألوانها .. فكلما جف لون أكمل بآخر ..!!
لم ينم ليله ، وبقي النهار بأكمله بين جدران غرفته ، كان يطارح الورق أرضاً ، ثم لا يلبث أن يكمل فوق سريره ، وينتقل إلى طاولته الصغيرة .. كان يسابق الزمن .. فقد قرر أن يرسل لها الجزء الأول قبل نهاية اليوم .. ولما انتهى .. أرسل سطوره الأولى ..!!
نعم كان خائفاً .. من تأثير ما كتب عليها .. كان متوتراً .. لا يستطيع أن يتوقع رد فعلها !!
كان محظوظاً أن النعاس غلبه .. فارتاح من دائرة التفكير المعقدة التي أتعبته منذ أن أنهى أسطره ؟
بعد أياماً استلم ذات الدفتر ، فقد طلب منها في أحد أسطره أن يكتبا ما يشاءا في ذات الدفتر، وكان ردها عبارة عن قصائد وخواطر
للمشاهير ، وكتبت له نص رسالتها كما طلب .. لم تلمح لشيء و لكنها كانت تردد أخي وصديقي في كل جملة !!
عاد من جديد ، يحلل ما كتبت و يفسر معاني القصائد التي كتبت ، كان يسأل بعض من الأصدقاء ما مناسبة تلك القصيدة لنزار قباني
وتلك التي قالها جبران لمي زيادة ، ما الذي دفعه لأن يقولها !!
عاد إلى غرفته البيضاء .. التي جعل كل شيء فيها أبيض .. السرير والجدران والخزائن .. جلس خلف طاولته الصغيرة .. البيضاء أيضاً كتب إليها قصيدة [ تعالي] كأول نثرية يكتبها :
{ تعالي .. أنتِ كما أنتِ .. !!
تعالي ..فجري فرحي ..
امسحي دمعة سالت لا أدري كيف .. ؟
تعالي فقد جاء القمر خلسة بعدما هرب من قيوده .. غيوم السماء !!
تعالي .. لتضيء صحبتنا ... لتشعلي سهرتنا ..
تعالي قبل أن يرحل القمر .. متحسراً ..
تعالي فحطمي كذب البشرية القابع في أشلائي كالمرض المزمن !!
تعالي .. أنتِ كما أنتِ .. ذراعيك وسادتي ..و شعرك لحافي } ..

أعادت إليه السطور ، ولم تجب على سؤاله الذي وضعه عنوان الأسطر الأولى حتى الآن ..
كتبت له قصائد للشاعر الأمير الفنان .. دايم السيف وألقت من ضوء البدر على صفحاتها وأنهتها بأروع ما تغنى به فنان العرب ..
" صوتك يناديني " .. فأضافت كلماتها كاملة . . !!
كانت تكتب له كل شيء .. منذ أن تستيقظ تغرد كعصافير الصباح حتى تنام في آخر المساء .. كل شيء ما عدا الجواب !!
راح يكتب من جديد في دفترٍ جديد .. حتى وصل الجزء الرابع من " سطور من سهر الليالي " عندما قرأ كلماتها رداً على إحدى قصائده التي يطلب منها أن تغفر له إن أخطأ و نشر الكثير من أسرار حبهما فردت تقول:

[ لم تخطئ أيا حبيباً عذبته .. كثيراً
لم تخطئ يا من صبرت على تناقضاتي و أوهامي ..
لم تخطئ يا من وقفت بجانبي رغم أنني من غرس الخنجر في حبنا ..
أحبك .. أحبك .. وسأثبت أن حبي أقوى من أي شيءٍ آخر ..
أنت أيها العاشق .. أنت أطالبك اليوم بأن تساعدني لأجل هذا الحب ..
لأجل هذا الحب .. فننشر به سعادتنا .. ونصبح مثلاً لكل العاشقين ..
يا من جعلتني .. أرتوي من ينابيع حبك .. سأعوضك على كل ما فات من عمر حبنا ]

جن جنونه .. راح يحتضن الجدران .. ويقبل المرايا العديدة التي ملأت غرفته ..
انتصر الحب .. في الرياض .. الرياض التي خذلته في أول لقاء فوق السطح المشؤوم ..!
ماذا يفعل .. الآن .. كيف يرد عليها .. هل ينسى قرارها فوق السطح المشؤوم ؟
أم يتجه إليها ويسألها عن أسباب القرار ؟
ألم يكن هو من أراد المواجهة وانتصر فلما يسأل كيف يتصرف ؟
هل يذهب إليها .. حاملاً لها حباً معذباً بهجرانها فتداويه وتعوضه كما وعدت ؟
أم ما زال يشك أنها عادت لترد له دينه حين وقف معها وانتشلها من قاع الجحيم الذي كانت أسيرة فيه ؟
أتعبته أسئلة كثيرة .. متناقضة .. ومؤلمة .. وكان كلما فكر في قرارها .. يأتيه الحب ويأمره بأن ينسى ذاك القرار !!
ولكنه خائف على هذا الحب من أن يصرع في منازلة جديدة ، في وقت قادم ..
بات هذا العاشق يخاف على هذا الحب من تناقضات المستقبل ..!!
فقرر أن يتصل بها .. يسمع صوتها .. يناجي همساتها .. !!

هي : كيف حالك .. وأين السطور أريد أن أقرأ ماذا كتبت .. لقد أدمنت قراءة ما تكتب !!
هو : لا أعرف ماذا أقول .. ؟
هي: لا تقل شيئاً .. ودعنا نعيد الحياة لهذا الحب .. من جديد ؟
هو : لم يمت هذا الحب في أي لحظة .. رغم ما كان يواجهه من ريحٍ عاتيةٍ كانت تأتي منكِ ؟!
ولكنني خائف على هذا الحب .. ؟
هي : هل اطلب منك ألا نتحدث في الماضي فقد ندمت على ما فعلت ..؟
هو : لكِ ذلك .. ولن أسألك آلاف الأسئلة التي جهزت نفسي بها !!
هي : حين استلمت منك أسطرك الأولى ، تأكدت أنك ما زلت وفياً لهذا الحب ، الحب الذي غدرت أنا به !!
صدقني كنت لأجله أتعذب كثيراً .. عذاباً قوياً .. ؟!
هو : سوف يسامحكِ الحب فأنت سيدته التي عشق .. !
هي : لقد اشتقت لك كثيراً .. لهمسك .. لجنونك .. اشتقت أن تناديني .. حبيبتي ..
هو : حبيبتي .. حبيبتي .. حبيبتي ..
لا تعلمين ما كنت فيه .. لا تتخيلين .. لن تعرفي أبداً .. حتى لو بقيت كل الدهر اصف لكِ !! هي : لننسى .. لنتجاوز كل ما مضى .. أرجوك دعنا ننظر للمستقبل .. ندفن ذاك الماضي الرهيب ..
هو : وعدتك بذلك .. وعدتك !!
هي : كيف عملك .. سمعت أنك ستتوجه إلى أمريكا في دورة تدريبية ؟
هو : نعم .. لقد تم ترشيحي مع مجموعة من الزملاء .. ولكن لست متأكداً من الذهاب ..
العدد المطلوب قليل .. أربعة فقط .. ونحن عشرون .. أكثر من نصفنا يحملون شهادات جامعية والأفضلية لهم !
هي : سمعت أن عمي سيعود إلى مدينة السور الأبيض ؟
هو : نعم .. لقد قرر ذلك وسوف يغادرون بعد أسبوع !
هي : أين ستبقى .. ؟
هو : لا اعلم .. لم أقرر بعد .. خالي طلب مني المكوث في بيته .. ولكن يبدو أنني سأكون ضيفاً في منزل النور !
هي : نعم .. صديقك .. لا تستغني عنه .. إن هذا الإنسان رائع بحق .. رغم غموضه !
هو : لكنني سأعذبك كثيراً بخصوص الطعام .. سوف أتناول الإفطار والغداء والعشاء عندكم ..
هي : من الآن .. علي أن أطبخ ..
هو : لكي تعتادي حبيبتي .. ولا تحرقين الطعام حين نكون في بيتنا ..
هي : يا سـلام .. لماذا .. هل قالوا لك أنني لا أعرف .. المسألة مزاج يا سيدي ؟؟
هو : حسناً .. سوف نرى عشاء الغد .. مزاجك رائع الليلة .. وسوف أدعو نفسي للعشاء غداً وسنرى ؟
هي : من أجل العشاء .. علينا أبو الشباب ..
هو : أنا حددت العشاء كاختبار .. ولم أقل أنه سبب مجيء ..
هي : حبيبي أرجوك .. اهتم بعملك وبمستقبلك .. لماذا لا تدرس ؟
هو : إن شاء الله .. اسمعي ما دمت بجانبي فسوف افعل كل شيء .. أتعلمين أنكِ الأوكسجين الذي أتنفس ؟
هي : أنت قلت مرة .. أنك لا تتنفس إلا حين تكتب .. فهل هناك نوعان من الأوكسجين ..
هو : بل هو واحد .. هو أنتِ .. أنتِ الحياة والقلم والقراءة والأكل والنوم والسفر والبسمة وماذا بقي ..
هي : كم أحبك .. أحبك ..أحبك ..
هو : أود أن أنام على هذه الموسيقى الرائعة ..

كان زمناً جميلاً .. ليس أجمل من عذاب الحب سوى كلمة أحبك بعد غياب .. كما المطر الذي يزور صحراء قاحلة منذ سنوات !
مرت الأيام سريعة .. جميلة .. كان يسهر معها .. في أحلامه .. كانت تصف له البيت الجميل الذي سيعيشان معاً فيه في الرياض .. تخيلت معه الأسلوب الفرنسي رفيع الذوق .. وكان يحلم بأن يكون منزله في زاوية بيت الزعيم ..
أراد أن يكون عشهما الصغير بوابة في الأمام يكتب عليها .. قصر الحب .. وصالة كبيرة تطل من الخلف بشرفة تملأها الورود على بركة السباحة التي أرادها أن تكون بشكل القلب .. وفي الدور العلوي يريد ثلاث غرفٍ .. منها اثنـتين لهما فقط !
كانت تسأله عن أسماء الأطفال التي يحب .. فاقترحت ريان ورد باسم راكان .. وكانت معجبة باسم رهف فتمنى شروق..
كانت تقترح أي الدول يزورون في كل عام .. تحب أثينا .. ويصف لها جمال روما والبندقية .. تحب بيروت .. ويعشق تونس الخضراء .
نعم كان زمناً جميلاً .. رائعاً .. بموسيقى صوتها ورقصات عينيها وعنادها المغرور الذي يعشق ..
كان في اليوم الثاني من الشهر الأول لعام (....) عائداً من البحرين مع أبناء عمومته .. ومن أن وصل غرفته في المساء حتى استسلم للنوم !
أيقظه همسها .. في ساعات الفجر الأولى .. متسائلة عن صحة سفره .. فتأكدت من أنه متجه لرؤية أخيه الاصغر الذي سمع أن هناك شكوكاً طبية أن يكون مصاباً بوباء الكبد ..!!
كانت تعلم منذ الشهر بذلك ولكن لم تخبره مثلما أخفى الجميع عنه الحقيقة .. إلا ابن عمه الذي أخبره في سهرة البحرين ودفعه للعودة سريعاً إلى الرياض ليتوجه إلى هناك ..
في الصباح الباكر .. ودعها متجهاً إلى مدينة الذكريات إلى حيث إلى حيث عاد الزعيم بعد أن سكن الرياض سنتين فقط ..!!

يتبع .......... تحيااااااااااتي




 
 توقيع : $بلزاك$

"كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"

" أنوريه دى بلزاك"


رد مع اقتباس
قديم 11-03-2006, 09:03 AM   #51
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية $بلزاك$
$بلزاك$ غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 190
 تاريخ التسجيل :  Jan 2003
 أخر زيارة : 07-09-2009 (12:25 AM)
 المشاركات : 619 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: بدايتي ..كانت..نهايتي .



المكان :" في بقعة من هذا العالم "
الزمان :" قبل أن تنتهي الأزمنة "

** ما قبل الأخير**

غادر الرياض في إجازة اختارها أن تكون في هذا الشتاء البارد ، إلى هناك إلى مدينة الذكريات .. كان وحيداً في طريق السفر لا يرافقه سوى همسات حبيبته .. ودعواتها له .. وطلبها ألا يسرع في الطريق .. ولكنه لم يحقق رغبتها ، فكان يمزق الطريق بعجلات سيارته التي أحبها منذ الصغر .. كما أحبتها هي تماماً .. !!
في الطريق الطويل .. كان يسبق الغيوم السوداء التي يراها في السماء لكي لا يوقفه المطر الذي بدأ ينهمر كسيل جارف !
كان يتوقف لأجل سيارته في محطات قليلة في الطريق ، وكلما توقف اتصل وكلما اتصل ردت هي على الهاتف ..
أستوقفه الشرطي الملتحي .. صارخاً به .. أتخاف الله ..؟ .. قال : بلى والله …
كان مؤشر سرعة السيارة كان قد تجاوز أكبر رقم على لوحة السرعة ، حتى كاد الشرطي أن يجن !!
في الساعات الأولى للفجر كان على مشارف المدينة .. كان يستمتع طول طريقة بغناء أم كلثوم " أنسـاك " .. ولـ فيروز .. وللـ قباني الذي غرد وهو يردد قصائد في شريط حصل عليه من فتاته في الرياض .. !!
مدينة السور الأبيض , مدينة الذكريات .. اليوم يصلها من جديد .. بعد غياب .. ما أجمل الأشجار .. ينظر إليها ..
يتأمل ذكريات بين أشجارها .. وهذا الفندق الكبير الذي كان الوحيد الخمسة نجوم ..
وصل بيت الزعيم .. وجد والدته " ست الحبايب " تنتظره .. في السابعة صباحاً .. قبل يدها والجبين واتجه إلى غرفته بعد الساعة لينام .. فوجد هاتفه في ذات المكان الذي تركه فيه في آخر زيارة .. أمسك السماعة وبدأ بالضغط على الأرقام .. المتجهة إلى الرياض !
أجابت والدتها .. ساد الصمت في أسلاك الهاتف .. ماذا سيقول ..؟ .. أغلق السماعة معتذراً من والدتها في نفسه !
في الظهيرة .. استيقظ وشارك الزعيم والعائلة طعام الغداء .. وأخيه الصغير بجانبه .. يمازحه ويحمد الله أنه بخير !
لقد أخبره الزعيم وهما يتناولان فنجاني القهوة لوحدهما .. أن أخيه بخير وأن التشخيص جاء مطمئناً حيث أن المستوى المرضي لا يحتاج زراعة بعمل جراحي .. بل علاج وتغذية خاصة وسوف يزول .. إن شاء الله

بعد يومين أمضاها بين أفراد عائلته .. اتجه إلى المدينة الساحلية .. على شواطئ البحر الأحمر .. كان برفقة عمه الشاب الذي رتب سهرة في إحدى الشاليهات شارك فيها فتايات ليل ..
عمه الذي استفسر منه بعد استغراب من رافقهم في سهرة شتوية ماطرة .. أجابت عيناه بالعشق .. بالحب .. بالوفاء .. يا جاهلين الهوى !!
ضحكوا طوال السهرة .. سأله عمه عن حبيبته وأنه مستعد لخطبتها غداً إن شاء .. ومستعد لأن يدفع مهرها مهما كان !!
رفض العاشق أن يخبره .. انتهت السهرة التي كانت من أجل وصوله .. انتهت بعدما أطرب شعراً وحواراً كل من شاركوه السهرة .
تقدمت منه (رحمه) معترفة له .. مقسمة بربها .. أنها لأول مرة تشارك بسهرة من نوع رفيع .. كانت معجبة بهذا الشاب الذي لم يكمل الرابعة والعشرين من عمره .. بذوقه .. بأسلوبه .. بعشقه .. كانت تردد معه قصائد القباني في حوار الحب وقصائد حافظ إبراهيم
وعمر أبي ريشة في حوار السياسة .. كانت تحاول أن ترقص مع ألحان فنان العرب .. ولما بدل الشريط وأدار أغنية فنان العرب (( جتني )) راح يشرح لها معاني القصيدة .. وكانت تذوب مع المعاني الرقيقة .. فبادرته رحمة بسؤال .. سألته هل يحب .. فضحك كثيراً ..!! أجابها : إنه أسير الحب .. وفارسه في ذات الوقت .. لم تكن في المستوى الذي يسمح لها بأن تسأل كيف يصبح الفارس أسيراً لذات الشيء!
في الصباح حضرت له (رحمة) كوباً من القهوة .. و رحمة هذه في الثانية والعشرين من عمرها مغربية الجنسية ، متزوجة من سعودي يبلغ من العمر قرابة الخمسين ..!! تقدمت منه رحمة .. التي كانت معجبة به لدرجة أنها في ليل الأمس قبلته بدون أن يشعر حين وقف على شرفة الشاليه ينظر إلى سحر البحر ليلاً .. ودعته .. و طلبت منه ألا ينسى هذه السهرة .. فهي لن تنساها ما دامت على قيد الحياة .. كان ممسكاً بكأسه , يفكر بزهرة السوسن .. يتخيل .. ويسأل هل نامت الآن أم ما زالت تفكر فيه .. ؟
نعم كانت تفكر في عودته .. اشتاقت له .. وهو الذي كان يتناول طعام الغداء في يوم السفر قبل أيام ستة في منزل عائلتها !
اتصل صديقه سعد .. وسأله عن إجازته الشتوية .. التي لم يدفن منها سوى أيام .. ونقل له أشواقها .. التي كانت تلألأ في عينيها ..
نقل عنها كيف تنازل الشوق في كل لحظة .. ذات الشعور الذي كان يحمل .. فقرر العودة في منتصف الليل إلى الرياض ..
وجهز قريبه فيصل نفسه ليكون رفيق درب العودة مستغرباً أنه أنهى إجازة الشهر في أسبوع !!
كان البرد قاسياً .. فكانوا في منتصف الشتاء .. شتاء يعرفه جيداً ..
ولكن قراره كان السفر في منتصف الليل وساعدته سيارته الألمانية على السير في هذه الأجواء رغم أن والدته طلبت منه الانتظار حتى الصباح .. ولكنه ودعها .. وودع باقي أفراد العائلة وطلب منهم أن يبلغوا سلامه للزعيم الذي لم يكن في المنزل في ساعة السفر !
عاد إلى الرياض ، كان يقود سيارته بسرعة هائلة وكان رفيقه يطلب منه أن يهدأ من سرعته ولم يكن ينصت ، كان يريد الوصول إلى الرياض بأسرع وقت ..
أوقفه رجال أمن الطرق .. في الطريق السريع .. حتى تهدأ العواصف التي قلبت حتى المركبات الكبيرة .. لكنه باغتهم وأكمل طريقه !
دخل المنزل ، كانت تركض باتجاهه مسرعة الخطى وألقت عليه السلام ولولا وجود بعض ممن في المنزل حوله لاحتضنها ..!!
كان نائما في مجلس الضيوف وأيقظته لتناول طعام الإفطار معها ومع والدتها ، وقالت له ألا يخبر والدتها بأنها أيقظته وأن يدعي بأنه استيقظ لوحده كان متعباً وبحاجة للنوم ولكن ابتسامتها انتشلت كل التعب وإرهاق السفر من جسده ورفع رأسه إليها :
ليس أجمل من أن تستيقظ لترى شفتي حبيبتك مبتسمتين ، ليس أجمل من أن تصحو على قبلة حبيبة ( و لكن هذه الأخيرة مؤجلة حتى إشعار آخر )
ثم ضحكا معا ، وتناولا طعام الإفطار وطلبت والدتها منه أن يرافقهم إلى الكويت حيث سيمضون عطلة الشهر المبارك هناك عند بعض الأقرباء ، فتجهز للسفر في اليوم التالي .. ووقفت سيارات ثلاث أمام المنزل .. تقل ثلاث عائلات .. تود الهرب من الرياض لأيام قلائل.. !!
كان الجميع محتارا في اختيار السيارة التي يركب ، فنادى عليها و على ثلاث من أخواتها أن يستقلن سيارته .. مازحاً أنها الأحدث
و الأسرع .. لم تنتظر ونادت أخواتها الثلاث إلى سيارة حبيبها .. !!
كان يتمنى لو تجلس في المقعد الأمامي بجانبه ولكن أخيها الشقي الذي يصغرها بالعمر ، والذي تعلق به كثيرا جاء وجلس في المقعد الأمامي ، وبعد أن تجاوزوا الحدود وصار الجميع داخل الكويت .. وفي ذاك المنزل ، وصاحبه الذي يكون خالاً لهما معاً ، ألقى بالتحية على الجميع وعاد إلى الرياض بعد أن تناول طعام الإفطار الرمضاني !
مضت خمسة عشر يوماً .. لم يكن يستطيع أن يتصل بها .. فقرر العودة إلى الكويت .. وفي صباح العيد اتجه إلى المنزل الذي كانت تقطن فيه مع عائلتها وبارك للجميع بالعيد وفي المساء يتجه إلى الصحراء السعودية حيث الأصدقاء الذين قرروا أن يمضوا هذه الإجازة في الصحراء يستغلون زيارة الربيع السريعة .. إلى صحراء نجد !
بعد أيام عاد الجميع إلى الرياض ، وفي ليلة باردة نوعا ما ، تحولت فجأة إلى ليلة من ليال صيف الرياض ، تحدث إليها مذكراً إياها بحديثهما عن الزواج فقد حضر الزعيم وقد قرر أن يحادثه.

هو : لقد حضر والدي .. وسوف أحدثه غداً
هي : تحدثه عن ماذا ؟
هو : اسمعي .. يجب أن نتزوج .. يجب أن نكون معاً في واحة نملأها حب وسعادة
هي : حبيبي .. هل تعتقد أن عمي سيوافق أن نتزوج ؟ .. ما زلنا صغار .. أنت لم تصل الخامسة والعشرين بعد !
هو : لقد قررت .. المهم أنتِ موافقة أن نتزوج في 15/08/--19م
هي : يا مجنون .. حددت التاريخ أيضاً ..
هو : نعم .. حددته .. سيكون مولدك وليلة العمر .. في تاريخ واحد !
هي : دعني أفكر ..
هو: تفكرين بماذا ؟ .. هل يحتاج الأمر لأن نفكر ؟
هي : ودراستي .. ؟
هو : سوف تكملين دراستك .. ثم أن الزواج سيكون في الصيف
هي : اسمع .. اذهب الآن .. وافعل ما تشاء .. الفتيات في الصالة ويجب أن اذهب إليهن .. فقد لاحظن غيابي الآن !
هو : سوف أرافق خالي إلى الزعيم ونتحدث معه .. مع السلامة

كررت موافقتها وبفرح شديد .. تم كل شيء ، ووافق الجميع ، لم يكن أحداً ليعترض ، فهو ابن الزعيم وهي أقرب فتاة إليه ..
لقد تربيا كأنهما في بيت واحد ، ثم أن أغلى الرجال كان يتمناه زوجاً لها .. وافق الزعيم وقد قرر أن يكون الفرح في بيته حيث مدينة الذكريات .. لم يهتم لمكان الفرح .. وقد فرح بأن مدينة السور الأبيض سوف تشهد فرحته الكبرى !
كان يوم مولدها مطابقاً للتاريخ الذي حدده .. قرر أن يكون العيد الأغلى والليلة الأجمل في ذات التاريخ ..
فأقنع الزعيم والشيخ الأكبر على أن يكون الفرح في 15/08 متعذراً بعمله وأن هذا التاريخ الذي تبدأ به إجازته وكان حظه طيباً أن اليوم في هذا التاريخ يصادف يوم خميس .. اليوم التقليدي لأفراح السعوديين !
بعد أيام .. صارت زوجته شرعياً .. حسب عقد النكاح .. ولكن هناك شيء .. خط أحمر !
لم يعد قادراً على رؤيتها .. من الآن حتى تاريخ الزواج .. !!!
رباه .. إنها خمسة أشهر .. !!
بعد انتهاء الفصل الدراسي .. غادر أغلب الأقرباء إلى مدينة الذكريات لحضور الزواج .. وغادرت هي أيضاً !
كان الطريق بين الرياض ومدينة الذكريات سعيداً جداً .. فهذه أجمل عروس تمر في طريقه الطويلة .. ودعها هاتفياً قبل السفر .. كان يحاول أن يقنعها بأن تقابله وكانت ترفض .. ما أغبى هذه التقاليد !!!
بقي الهاتف .. وسيلة الاتصال الوحيدة بينهما .. كان يكتب ويردد ما يكتب على الهاتف .. وهو في صيف الرياض وهي في مدينة الذكريات ذات الجو المعتدل الرائع ..!
في ذاك المبنى الضخم .. مكان عمله .. كان مديره العربي الأصل .. الأمريكي الجنسية يبتسم كلما مر بجانبه ورآه شارد الذهن لا يهتم بما يحتوي مكتبه من أوراق .. كان يدعوه للغداء .. ومرة دعاه لحضور الاحتفال بمناسبة مولد ابنته الطفلة الجميلة
كان يعرف العائلة .. وتقاليدهم وطقوسهم .. فراح يشارك الزوجة في حديقة المنزل في شواء اللحوم الأمريكية ، وكان زملائه من السعوديين ينظرون إليه باستغراب ..!! كان يمازحهم ضاحكاً : هل أجلب لكم الدلة والتمر .. والجميع يضحك !
كانت الأيام تمر عليه بطيئة .. ثقيلة .. أمضى أكثرها في بيت خاله الذي كان يوقظه في الليل ويطلب منه أن يرد على الهاتف !
خاله كان يعلم أن ابنة أخته هي من تتصل في هذه الساعة من الليل ولكنها أبت أن ترد عليه حتى حين لفظ اسمها وأخبرها أنه في المستشفى مرافقاً لابنه المريض .. اتصلت بأربع مستشفيات في الرياض .. تبحث عنه .. ووجدته ..
إن من حسن حظها أن المريض كان ابن خالها كما أخبرها خالها الذي راحت تستمع لكلماته بدون أن يسمع صوتها !
رد ابن خالها على الهاتف .. المريض مستيقظ .. والمرافق نائم .. في الحقيقة المريض كان طفلاً يبلغ الرابعة عشر من عمره وسبب استيقاظه في الثانية بعد منتصف الليل ليتابع كيف خسرت البرازيل أمام دولة افريقية ..
أيقظه .. وهو لا يعرف من هذه التي تطلبه في هذه الساعة .. كان مهتماً بالمباراة أكثر من أن يسأل !
وراحت تصف له منظر الناس في بيت الزعيم والأفراح .. كانت ترفض الذهاب إلى هناك لكن أختها كانت تصف لها ما يحدث !
أضحكته كثيراً .. كيف اتصل بها الزعيم مستفسراً لماذا لا تحضر إلى بيته وهو عمها .. كان الخجل يعتريها لم ترد إلا بـ :
إن شاء الله طال عمرك .. ابشر إن شاء الله ..
كيف رد عليها خالها .. وراح يخبرها أن حبيبها في المستشفى .. وكادت تصرخ .. من الخوف إلا أنها بقيت صامتة !
خالها هذا عاش في أمريكا .. وأنجب إحدى بناته الثلاثة الرائعات هناك .. لم يكن يعترف بأي تقاليد تناقض المنطق !
خاله هذا قدوة له في كل شيء إلا في أمر واحد لا يعلمه سوى خاله .. يتمنى أن يكون مثل خاله في كل شيء إلا ذاك الأمر ..
كان يريد أن يكون مثله في إتقانه لعمله الذي تجاوز العشرين عاماً في الشركة البترولية ، شاعراً نبطياً يحافظ على إرث الأجداد
وأديباً روائياً .. عاشقاً مغروراً .. محامي المرأة .. الذي يبدأ كل حديث في الفلسفة حتى مع من يجهلون من يكون سقراط هذا !!
خاله الذي لم يتمكن من مشاركته الفرح الأكبر .. كان خاله على متن طائرة غادرت في منتصف ليل الفرح الأكبر من باريس إلى نيويورك في رحلة عمل ضمن وفد رسمي .. فلم يستطع الاعتذار سوى من هذا الشاب الذي حاول جاهداً أن يحضر خاله !!


نكمل لاحقاً .. نهاية البداية ... تحياااااااااتي



 
 توقيع : $بلزاك$

"كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"

" أنوريه دى بلزاك"


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
على جدار الزمن الغادر .. كتبت نهايتي ..!! الفارس الملغمق الخواطر 15 02-03-2009 02:45 PM
×?°إلى من كانت حبيبتي ×?° صبي ذات العلب الخواطر 3 11-24-2006 08:08 PM
لم أعرف بدايتي من النهايه...ولكنني تعلمت من غدرها الكثير.. >> لاري << عطر الكلمات 5 04-10-2004 12:58 AM
بدايتي معكم .. نهاية .. قصتي .. همسة امل عطر الكلمات 13 04-12-2003 02:13 PM


الساعة الآن 12:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir