تساقط أوراق

بسم الله الرحمن الرحيم

تساقط أوراق

يربي الأب إبنه..يصرف عليه من دم قلبه..يدعو الله ليل نهار
بأن يقبل في إحدى الجامعات..يعمل بدوام إضافي من أجل توفير
مصاريف الدراسة..يتخرج الإبن ..يرافقه الأب من شركة الي
أخرى ومن وزارة إلى أخرى ..إلى أن يتم تعينه في إحدى الوزارات
ينوى الإبن الزواج..يفرح له الأب ..يتزوج..وتأتي زوجته المصون
لتبث في أذنه: لا أريد والدك معنا بالبت..يأخذ الإبن والده إلي إحدى
دور المسنين..ليعلن سقوط ورقتنا الأولى

كانت من الملتزمات..والمشهود لها بالاخلاق الفاضلة دخلت الشات
ذات يوم ..تعرفت على أحدهم ..ذئب من الذئاب البشرية..مثل عليها
دور العاشق الولهان..اخذها بالكلام المعسول..بدأت خطوات الشيطان
تكبر.. وتكبر..إلي أن فقدت أعز ما تملك..حاولت كثيراً الإتصال به
ولكنه كعادت الذئاب ..يهرب..وبذلك تسقط ورقتنا الثانية

كانا صديقان..مقربان ..متحابان جداً..لا يعز أحدهم على الآخر
شيئاً..يهب كل منهما لنجدة أخيه..عائلة كل منهما تعتبر الآخر
إبناً لها..تزوج أحدهم وبسبب الأخوة والثقة العمياء كان يسمح
لزوجته بالجلوس والحديث معهم كلما زاره في منزله..يعود
أحد الأيام إلي منزله ليرى زوجته وصديق عمره وأخيه في
سريره ..وبذلك تسقط ورقتنا الثالثة

لم يكن يملك الوقت الكافي كي يقضيه مع أبنائه..منغمس في
ملذات الحياة وملهياتها..كل واحد من أبنائه في طريق..لم
يسمعوا من أبيهم قط كلمة حرام..لا يجوز..اخلاق..مبادئ
أصحاب سؤ..يتورط أحد أبنائه مع عصابة مخدرات..يختلف
مع أحدهم..يتصارع معه فيرديه قتيلا..وبذلك تسقط ورقتنا الرابعة

كانت تحلم ككل البنات التي في سنها باليوم الذي سوف تتزوج
فيه..كانت تتخيله ذلك الزوج الرومنسي ..الحنون..والذي يعشقها
ولا يرد لها طلباً..كانت تحلم بالسفر..بالنزهات..والحفلات..والهدايا
يأتي هذا اليوم ..يتحول إلي واقع..ولكنه للأسف واقع مر..بل
شديد المرارة ..عندما تكتشف بأن زوجها من حلمت به وأنتظرته
طويلا..مصاباً بالايدز..وبذلك تسقط ورقتنا الأخيرة

كثيرة هي الأوراق التي تسقط أمامنا في كل يوم..وماتلك ألا نماذج
لهذه الأوراق..لكن تبقى هناك ورقة خضراء ستظل عالقةً بالشجرة
لن تسقط منها..تلك هى ورقة التفاؤل..تفاؤل بحياة تملؤها عقولٌ
مؤمنةٌ بربها..متبعةٌ هدى نبيها..ومتخذةٌ من القرآن شريعةً لها ..
..عندها فقط ..سوف يتوقف تساقط الأوراق

راق بطرحك


لا عدمناك يا غالي