الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
رياض الصالحين على مذهب أهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
جئتك بصيد فامسكوه............
من صيد الفوائد:
احفظ الله يحفظك هكذا قال صلى الله عليه وسلم : (( احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك )) [رواه أحمد والترمذي وقال : حسن صحيح ] . قال الحافظ ابن رجب في شرح هذا الحديث ما ملخصه : (( يعني احفظ حدود الله وحقوقه ، وأوامره ونواهيه ، وحفظ ذلك : هو الوقوف عند أوامره بالامتثال ، وعند نواهيه بالاجتناب ، وعند حدوده ، فلا يتجاوز ولا يتعدى ما أمر به إلى ما نهي عنه ، فدخل في ذلك فعل الواجبات جميعها وترك المحرمات كلها ... وذلك كله يدخل في حفظ حدود الله كما ذكره الله في قوله : {وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ } وقال {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ } ، وقد فسِّر الحفيظ هاهنا بالحافظ لأوامر الله ، وفسِّر بالحافظ لذنوبه حتى يرجع عنها ، وكلاهما يدخل في الآية . حفظ الصلوات الخمس * ومن أعظم ما يجب حفظه من المأمورات : الصلوات الخمس. قال تعالى : {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى } ، وقال تعالى : {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ } حفظ الوضوء * وكذلك الطهارة فإنها مفتاح الصلاة ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن )) فإن العبد تنتقض طهارته ولا يعلم بذلك إلا الله ، فالمحافظة على الوضوء للصلاة دليل ثبوت الإيمان في القلب . حفظ الأيمان * ومما أمر الله تعالى بحفظه : الأيمان ، ولهذا لمَّا ذكر الله كفارة اليمين قال : { وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ } فمن حفظ أيمانه دلَّ على دخول الإيمان قلبه . وكان السلف يحافظون على الأيمان ، فمنهم من كان لا يحلف بالله ألبتة ، ومنهم من كان يتورع حتى يكفّر عما شك في الحلف فيه . وقد ورد التشديد العظيم في الحلف الكاذب ، ولا تصدر كثرة الحلف بالله إلا من الجهل بالله ، وقلة هيبته في الصدور . حفظ الرأس والبطن * ومما يلزم المؤمن حفظه : رأسه وبطنه وحفظ الرأس وما وعى يدخل فيه : حفظ السمع والبصر واللسان من المحرمات . وحفظ البطن وما حوى يتضمن حفظ القلب عن الإصرار على محرَّم . وقد جمع الله ذلك كله في قوله تعالى : { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}. ويدخل في حفظ البطن وما حوى : حفظه من إدخال الحرام عليه من المأكولات والمشروبات حفظ اللسان والفرج * ومما يجب حفظه من المنهيات : حفظ اللسان والفرج . وفي حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من حفظ ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة )) وعن النبي صلى الله عليه وسلم : (( من يضمن لي ما بين لحييه ورجليه أضمن له الجنة )) . وقد أمر الله تعالى بحفظ الفروج خاصة ، ومدح الحافظين لها ، قال تعالى : { قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ } . وقال تعالى : { وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ } وقد روي عن أبي إدريس الخولاني : أن أول ما وصّى الله آدم عند إهباطه إلى الأرض بحفظ فرجه ، وألا يضعه إلا في حلال . الجزاء من جنس العمل قوله : (( يحفظك )) يعني أن من حفظ حدود الله وراعى حقوقه حفظه الله ، فإن الجزاء من جنس العمل كما قال تعالى : { وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} ، وقال {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} وقال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} . أنواع الحفظ * وحفظ الله لعبده يتضمن نوعين : أحدهما : حفظه في مصالح دنياه / كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله . قال تعالى : { لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ} قال ابن عباس : هم الملائكة يحفظونه بأمر الله ، فإذا جاء القدر خلوا عنه . وقال مجاهد : ما من عبد إلا له ملك يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوامّ ، فما من شيء يأتيه إلا قال : رواءك ، إلا شيء قد أذن الله فيه فيصيبه . صور حفظ الله للعبد في دنياه * ومن حفظ الله للعبد في دنياه : أن يحفظه في صحة بدنه وقوته وعقله وماله . * قال بعض السلف : العالم لا يخرف . وقال بعضهم : من جمع القرآن متَّع بعقله . وتأوّل بعضهم على ذلك قوله تعالى : {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ(5)إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6)] . وكان أبو الطيب الطبري قد جاوز المائة سنة وهو ممتَّع بعقله وقوته ، فوثب يوماً من سفينة كان فيها إلى الأرض وثبة شديدة ، فعوتب على ذلك فقال : هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر ، فحفظها الله علينا في الكبر. * وعكس هذا : أن الجنيد رأى شيخاً يسأل الناس فقال : إن هذا ضيّع الله في صغره ، فضيّعه الله في كبره !! حفظه في أولاده * وقد يحفظ الله العبد بصلاحه في ولده وولد ولده . كما قيل في قوله تعالى : { وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا } أنهما حفظا بصلاح أبيهما . * وقال محمد بن المنكدر : إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده وقريته التي هو فيها ، فما يزالون في حفظ من الله وستر . * وقال ابن المسيب لإبنه : يا بنيّ لأزيدن في صلاتي من أجلك رجاء أن أحُفظ فيك ، وتلا هذه الآية :{ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا } حفظه في أمواله ومتى كان العبد مشتغلاً بطاعة الله عز وجل ، فإن الله تعالى يحفظه في تلك الحال . * كان شيبان الراعي يرعى غنماً في البرية ، فإذا جاءت الجمعة خَطَّ عليها خطّاً ، وذهب إلى الجمعة ، ثم يرجع وهي كما تركها !! * وكان بعض السلف في الميزان يزن بها دراهم ، فسمه الآذان ، فنهض ونفضها على الأرض ، وذهب إلى الصلاة ، فلما عاد جمعها فلم يذهب منها شيء . حفظه من الجن والإنس * ومن الأنواع حفظ الله لعباده في دنياه : أن يحفظه من شر كلّ من يريده بأذى من الجن والإنس . كما قال تعالى : { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا}. قالت عائشة رضي الله عنها : يكفيه غمّ الدنيا وهمها . وقال الربيع بن خثيم : يجعل له مخرجاً من كل ما ضاق على الناس . وكتب بعض السلف إلى أخيه : أما بعد فإن من اتقى الله فقد حفظ نفسه ، ومن ضيّع تقواه ، فقد ضيّع نفسه ، والله الغني عنه . حفظه من الحيوانات المؤذية ومن عجيب حفظ الله تعالى لمن حفظه أن يجعل الحيوانات المؤذية بالطبع حافظة له من الأذى وساعية في مصالحه ، كما جرى لسفينة مولى النبي صلى الله عليه وسلم حين كُسر به المركب ، وخرج إلى جزيرة فرأى السبع فقال له : يا أبا الحارث ! أنا سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعل يمشي حوله ويدله على الطريق حتى أوقفه عليها ، ثم جعل يهمهم كأنه يودِّعه وانصرف عنه . * ومن ضيّع الله ضيّعه الله بين خلقه ، حتى يدخل عليه الضرر ممن كان يرجو نفعه ، ويؤذيه أخص أهله به وأرفقهم به . كما قال بعضهم : إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق خادمي وحماري . * فالخير كله مجموع في طاعة الله والإقبال عليه ، والشرُّ كله مجموع في معصيته والإعراض عنه . حفظ الدين * النوع الثاني من الحفظ : وهو أشرفهما وأفضلهما : حفظ الله لعبده في دينه ، فيحفظ عليه دينه وإيمانه ؛ في حياته من الشبهات المردية ، والبدع المضلة ، والشهوات المحرمة ، ويحفظ عليه دينه عند موته ، فيتوفاه على الإسلام . وهكذا كما حفظ يوسف عليه السلام ، قال : { كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} فمن أخلص لله خلّصه الله من السوء والفحشاء ، وعصمه منهما من حيث لا يشعر ، وحال بينه وبين أسباب المعاصي المهلكة . * فمن قام بحقوق الله عليه ، فإن الله يتكفل له بالقيام بجميع مصالحه في الدنيا والآخرة . فمن أراد أن يتولى الله حفه ورعايته في أموره كلها فليراع حقوق الله عليه ، ومن أراد ألا يصيبه بشيء مما يكره ، فلا يأت شيئاً مما يكرهه الله منه . وكان بعض السلف يدور على المجالس ويقول : من أحبّ أن تدوم له العافية فليتق الله. وقال العمري الزاهد : كما تحب أن يكون الله لك ، فهكذا كن لله عز وجل . فما يؤتى الإنسان إلا من قبل نفسه ، ولا يصيبه مكروه إلا من تفريطه في حق ربه عز وجل. كما قال بعض السلف : من صَفّى صُفِّي له ، ومن خلَّط خُلِّط عليه .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ===================================== صدريد
ومن يك ذا فضلٍ فيبخل بفضله ** على أهله يستغن عنه ويذمم ِ
ومهما يكن عند امرء من خليقةٍ ** وإن خالها تُخفى على الناس تُعلم ِ |
07-21-2003, 07:55 PM | #2 |
|
جزاك الله ألف خير
كنت أضن الموضوع صيد غزلان أو أرانب أو وبران كنت بجيب الناري لكن مابه صيد جزاك الله خير على هذه التوجيهات وأهلا وسهلا |
|
07-22-2003, 01:31 PM | #5 |
|
والله خطير سعيد الشايب هذا الله يعطينا خيره.. شكل بندقه على كتفه as2dt)
شكرا يا شباب على مروركم .. وسلام خاص لكل واحد منكم.. صدريدوووف |
ومن يك ذا فضلٍ فيبخل بفضله ** على أهله يستغن عنه ويذمم ِ
ومهما يكن عند امرء من خليقةٍ ** وإن خالها تُخفى على الناس تُعلم ِ |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فواتير لم تسدد بعد | ♥ غلا روحي ♥ | مواضيع الحوار والنقاش | 3 | 03-18-2009 08:16 PM |
جنبك بنت ؟؟؟ | (( صقر صدريد )) | وسع صدرك | 7 | 09-28-2008 12:05 AM |
لسانك جنتك ونارك | بعيـــ الغلا ـــونها | المواضيع المكررة | 4 | 06-18-2007 07:18 PM |
لسانك جنتك ونارك..... | بن فارس | رياض الصالحين | 5 | 06-18-2007 05:08 PM |
جئتك .. أطرق الباب , | بقايا عاشق | الخواطر | 12 | 12-29-2006 07:02 PM |