الإهداءات


العودة   منتديات بني عمرو > المنتديات الإسلامية > علوم القرآن والسنة والسيرة النبوية
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 09-28-2016, 11:07 AM
مركز تحميل الصور
طالبة العلم غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 29356
 تاريخ التسجيل : Jun 2014
 فترة الأقامة : 3608 يوم
 أخر زيارة : 05-18-2018 (11:11 AM)
 المشاركات : 882 [ + ]
 التقييم : 1
 معدل التقييم : طالبة العلم is an unknown quantity at this point
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي تفسير قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ﴾ [البقرة: 21]



تفسير قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ﴾ [البقرة: 21]

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، الحمد لله بكرة وأصيلًا، وأولًا وأخيرًا، الحمد لله عدد خلقه، وزنةَ عرشه، ومداد كلماته، الحمد لله مُنزل القرآن، ومردفه بالتفسير والبيان، على نبيه الهُمام عليه الصلاة والسلام، وعلى آله وصحبه الكرام، وبعد:
فإن كتابَ الله تعالى يزخر بعلم نافعٍ ينبغي لأهل العلم بيانه لعامة الناس وخاصتهم بالأسلوب الذي يفهمونه، المتغيِّر على حسب الثقافات والأزمان، خاصة الآيات المشتملة على العلم الضروري الذي لا يجوز لإنسان جهلُه، ومن هذه الآيات الكريمة قوله تعالى في أوائل سورة البقرة: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ [البقرة: 21]، فأول فائدة تستخلص من هذه الآية أنه تعالى شرَّف المُكلَّفين من الإنس والجن بالنداء والخطاب، فرغم أنه سبحانه مالكُ كل شيء متكبر مستغنٍ عن خلقه، فإنه يحبُّ الخير لعباده، ويدلُّهم عليه، ويتودَّد إليهم بأحسن أساليب الخطاب وأبلغها.

ويُستفاد من هذه الآية الكريمة أنه تعالى يريدُ من عباده استحضارَ مراقبتِه لهم؛ لأن هذا الأسلوب في الخطاب يفيد الحضورَ؛ أي حضور القلب والبال، وهذا هو مقام الإحسان الذي عرَّفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((أن تعبد اللهَ كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك))، وهذا المقام العالي يدفع الإنسان إلى تحقيق التقوى لله في خلوتِه وخلطته، وسرِّه وعلانيته، ويدفعه إلى إتقان العبادة؛ لأنه يستحضر أن ربه يراه فيحرصُ على أن يُرضيَه، وإن أخطأ أو قصَّر يسارع بالتوبة والأَوْبة، فمن وُفِّق لهذا المقام فهو حيُّ القلب، مستنيرُ اللبِّ، مستمتع بالقرب من الرب.

ولفظ "الناس" في الآية عامٌّ يدخل فيه الإنس والجن؛ لاتِّصافهم بالنسيان، ويدخل فيهم المسلمون والمشركون، فالمسلم مأمور بالاجتهاد في تحقيق العبودية لربه، والتوحيد له سبحانه، والحفاظ على ذلك، والمشرك مأمور بترك شركه، والرجوع إلى توحيد ربه.

قال تعالى: ﴿ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ﴾، اعبدوا: فعلُ أمرٍ يفيد الوجوب حتى تصرفَه قرينة إلى حكم آخر، ولا قرينة هنا بالإجماع المُتَيقن، والعبادة هنا بمعنى الطاعة، فهي تأتي في القرآن على ثلاثة معانٍ:
إما الطاعة، وإما الذل لله، والدخول تحت قهره، وتُسمَّى هذه بالعبودية العامة؛ للزومها جميع الخلق مؤمنهم وكافرهم، قال تعالى: ﴿ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ﴾ [مريم: 93]، وإما بمعنى الرِّق الذي تقابله الحرية؛ لقوله تعالى: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ ﴾ [النور: 32]، ومن أراد التوسُّع في معاني العبادة، فليطالع رسالة العبودية؛ لشيخ الإسلام ابن تيمية.

فالآية تَحتمِلُ وجهَيْنِ معتبرَيْنِ:
الوجه الأول: الأمر بالتوحيد، وهو إفراد الله بالعبادة، فهو حقُّه على خلقه، وشرطه لدخول جنتِه، والنجاة من الخلود في ناره، فمن أصول العقيدة: أن الموحِّد لا يُخلَّد في النار، إما يدخل الجنة من أول مرة، أو يدخل النار حتى يُطهَّر من ذنوبه، ثم يكون مآله الجنة.

أما المشركُ الذي صرف العبادة لغيره سبحانه، فمأواه النار خالدًا فيها أبدًا، يقول تعالى على لسان عيسى عليه السلام: ﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [المائدة: 72]، ويقول سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48].

الوجه الثاني: أنه تعالى أمر عبادَه بتحقيق العبودية له في كل وقت وحين، حتى المباحات تكون عبادةً لله إن قصد الإنسان التقوِّيَ بها على الطاعة، يقول تعالى في بيان صفات عباده: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ... ﴾ [الفرقان: 63 - 65]، وقال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163].

وقد خاطب سبحانه وتعالى عبادَه بأسلوب الجمع: "اعبدوا"، وفيه إشارة إلى أنه تعالى يحبُّ أن يجتمع عبادُه على الحق وعلى الخير، قال تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103]، وفي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يدُ الله مع الجماعة)).

والرب اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الخالق المالكُ المدبِّر، المتَّصفُ بصفات الكمال، المسمَّى بأسماء الجلال والجمال، الذي ربَّى خلقه بنعمه التي لا تُحصى ولا تُعَدُّ، وفي إضافته لكاف الخطاب "ربكم" تودُّدٌ منه سبحانه لعباده، فمن أسمائه "الودود"؛ ما يفيد أن الأصلَ في الدعوة اللين والرفق، قال تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125]، وقال تعالى لموسى وهارون لمَّا بعثَهما لفرعون: ﴿ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ [طه: 44]؛ أي: إن اللين في الدعوة يُقرِّبها إلى قلب المَدعوِّ بحيث يكون أقرب للاستجابة.

وفي الأخير: ننصح أنفسَنا والقارئ الكريم بحشد الهمة والطاقة في تحقيق الغاية من الخَلق، والفوز بالوسام الإلهي الذي يتقاضى عليه الإنسان الرِّفعة والسعادة في دنياه وأخراه.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.






الالوكة




رد مع اقتباس
قديم 09-28-2016, 04:38 PM   #2
المدير العام


الصورة الرمزية أبو ريان
أبو ريان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Sep 2002
 أخر زيارة : 07-19-2019 (05:54 PM)
 المشاركات : 65,874 [ + ]
 التقييم :  1056
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



أحسن الله إليك وكتب أجرك ..
تقديري ..


 


رد مع اقتباس
قديم 09-28-2016, 04:40 PM   #3
مراقب


الصورة الرمزية بن ظافر
بن ظافر غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2352
 تاريخ التسجيل :  May 2005
 أخر زيارة : 09-23-2023 (12:49 PM)
 المشاركات : 34,509 [ + ]
 التقييم :  114
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



بارك الله فيك الله يعطيك العافية لا يحرم لاجر


 
 توقيع : بن ظافر



رد مع اقتباس
قديم 09-28-2016, 06:39 PM   #4
مشرف التربية والتعليم


الصورة الرمزية محمد سالم آل سعيّد
محمد سالم آل سعيّد غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2226
 تاريخ التسجيل :  May 2005
 أخر زيارة : 05-09-2020 (05:23 AM)
 المشاركات : 3,135 [ + ]
 التقييم :  1
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Brown
افتراضي



طررح ممتع ،،
بارك الله فيگ،


 


رد مع اقتباس
قديم 09-28-2016, 11:05 PM   #5
مشرفة الأسرة والمجتمع


الصورة الرمزية عــذبــة الـــروح
عــذبــة الـــروح غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 21269
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-28-2021 (01:07 AM)
 المشاركات : 38,862 [ + ]
 التقييم :  68
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



جزاكِ الله خيراً


 
 توقيع : عــذبــة الـــروح



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير قوله تعالى ﴿ وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ.. ﴾ طالبة العلم علوم القرآن والسنة والسيرة النبوية 3 09-17-2016 10:06 AM
حول قوله تعالى: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾ [البقرة: 163] طالبة العلم علوم القرآن والسنة والسيرة النبوية 2 07-10-2016 06:17 PM
تفسير قوله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ﴾ طالبة العلم علوم القرآن والسنة والسيرة النبوية 2 02-01-2016 08:11 PM
تفسير قوله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا طالبة العلم علوم القرآن والسنة والسيرة النبوية 3 01-31-2016 10:38 AM
تفسير قول الله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ ﴾ طالبة العلم علوم القرآن والسنة والسيرة النبوية 4 01-20-2016 07:55 PM


الساعة الآن 01:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir