الإهداءات


المجتمع المسلم والفتاوى الأسرة ، الأباء ، الأبناء ، المرأة ، الشباب ، الارحام ، الجار ، الطفل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 01-28-2013, 10:12 AM
عضو قدير وصاحب مكانة بالمنتدى
ابو زياااد2009 غير متصل
Qatar     Male
لوني المفضل Maroon
 رقم العضوية : 15595
 تاريخ التسجيل : Dec 2008
 فترة الأقامة : 5627 يوم
 أخر زيارة : 08-18-2015 (09:07 PM)
 المشاركات : 21,423 [ + ]
 التقييم : 132
 معدل التقييم : ابو زياااد2009 will become famous soon enoughابو زياااد2009 will become famous soon enough
بيانات اضافيه [ + ]
Neww ** استضافات .. لشخصيات اسلامية **( الائــمــة )...





** استضافات .. لشخصيات اسلامية **

الائــمــة





الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
نبينا وحبيبنا سيدنا
محمد صلى الله عليه واله وسلم
نتناول في هذا الموضوع
إن شاء الله تعالى ..



.. شخصيات اسلامية ..


أعلام النبلاء والائمة والصحابة وعن حياتهم ..





فى تاريخ الاسلام الكثير والكثير من العظماء الذين حملوا هم
الدين على عاتقهم وجعلوا من حياتهم خادما لهذا العمل
وهؤلاء العظماء الذين فتح الله على ايديهم مشارق الارض
ومغاربها نشروا فيها الضياء بعد ان اصبحت الظلمة هى الصفة
الوحيدة الغالبة فى تلك الازمان ونشروا فيها العلم
بعد ان كان الجهل اصبح شيئا عاديا يتفاخر به البعض
احيانا ونشروا العدل حتى رعى الذئب الغنم
0
0
0


عذرآ

لكل من تطلقون عليهم عظماء فى هذا الزمان

عذرآ

يا من يدعونك اعظم عالم فى الكون !

عذرآ

يا من يدعونك اعظم قائد عسكرى فى العالم !




عذرآ

لكم جميعا !!


لستم بعظماء

هؤلاء هم العظمــــــاء











رد مع اقتباس
قديم 01-28-2013, 01:35 PM   #2
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية انوثه طاغيه
انوثه طاغيه غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28163
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 07-27-2021 (01:18 PM)
 المشاركات : 2,645 [ + ]
 التقييم :  1
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkolivegreen
افتراضي



طرح جـميــــــــــــــــــــــــل ورائع أنتقــــــــــــــــــــــاائك
وتسلــــــــــم الأيــــــــــــــــــــاادي التي جلبت هالطرح
جــــــــــــــــــــزاك الله خير ولايحرمك الأجـــــــــــــــــر
جعلها الله في ميزان حسنــــــــــــــاتك وبارك الله فيك
أبدعت في الطرح المميــــــــــــــــــــز والمبــــــدع
تقبل مـروري وجل احترامـــــــــــــــي وتقـــــــــــــديري



 
 توقيع : انوثه طاغيه



رد مع اقتباس
قديم 01-28-2013, 01:39 PM   #3
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية انوثه طاغيه
انوثه طاغيه غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28163
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 07-27-2021 (01:18 PM)
 المشاركات : 2,645 [ + ]
 التقييم :  1
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkolivegreen
افتراضي









شخصية الاسبوع الاول




شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله










ابن تيمية الشيخ الإمام العالم،


المفسر، الفقيه، المجتهد، الحافظ، المحدث، شيخ الإسلام،
نادرة العصر، ذو التصانيف الباهرة، والذكاء المفرط ..
الذهبي
***
إمام الأئمة المجتهد المطلق ..
الشوكاني
***
كان إذا سئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن، وحكم أن أحداً لا يعرفه مثله، وكان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جلسوا معه استفادوا في مذاهبهم منه ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك، ولا يعرف أنه ناظر أحداً فانقطع معه ولا تكلم في علم من العلوم، سواء أكان من علوم الشرع أم غيرها إلا فاق فيه أهله، والمنسوبين إليه، وكانت له اليد الطولى في حسن التصنيف، وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتبيين .
كمال الدين بن الزملكاني
***
صليت مرة الفجر خلف شيخ الإسلام بن تيمية
فظل يذكر الله حتى انتصف النهار ، ثم التفت إلى وقال هذه غدوتي لو لم أتغذى غدوتي سقطت قوتى .
ابن القيم
***
سمع مسند الإمام أحمد بن حنبل مرات،
وسمع الكتب الستة الكبار والأجزاء، ومن مسموعاته معجم الطبراني الكبير.
وعني بالحديث وقرأ ونسخ، وتعلم الخط والحساب في المكتب، وحفظ القرآن، وأقبل على الفقه، وقرأ العربية على ابن عبد القوي ، ثم فهمها، وأخذ يتأمل كتاب سيبويه حتى فهم في النحو، وأقبل على التفسير إقبالاً كلياً، حتى حاز فيه قصب السبق، وأحكم أصول الفقه وغير ذلك.
هذا كله وهو بعد ابن بضع عشرة سنة، فانبهر أهل دمشق من فُرط ذكائه، وسيلان ذهنه، وقوة حافظته، وسرعة إدراكه ..
وقلّ كتاب من فنون العلم إلا وقف عليه، كأن الله قد خصه بسرعة الحفظ، وإبطاء النسيان لم يكن يقف على شيء أو يستمع لشيء - غالباً - إلا ويبقى على خاطره، إما بلفظه أو معناه، وكان العلم كأنه قد اختلط بلحمه ودمه وسائره.
ابن عبد الهادي






من هو




هوأحمد تقي الدين أبو العباس



بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله
بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر
بن علي بن عبد الله بن تيمية الحراني .
أحد علماء المسلمين الحنابلة .
وذكر مترجموه أقوالاً في سبب تلقيب العائلة بآل (تيمية)
منها ما نقله ابن عبد الهادي رحمه الله :
(أن جده محمداً كانت أمه تسمى (تيمية)، وكانت واعظة،
فنسب إليها، وعرف بها.
وقيل : إن جده محمد بن الخضر حج على درب تيماء،
فرأى هناك طفلة، فلما رجع وجد امرأته قد ولدت بنتاً له فقال :
يا تيمية، يا تيمية ، فلقب بذلك .
ولد رحمه الله يوم الاثنين، عاشر، وقيل:
ثاني عشر من ربيع الأول سنة 661هـ. في حرّان .
وفي سنة 667هـ أغار التتار على بلده، فاضطرت عائلته إلى ترك حران، متوجهين إلى دمشق ، وبها كان مستقر العائلة، حيث طلب العلم على أيدي علمائها منذ صغره، فنبغ ووصل إلى مصاف العلماء من حيث التأهل للتدريس والفتوى قبل أن يتم العشرين من عمره .
قرأ الحديث والتفسير واللغة وشرع في التأليف من ذلك الحين.
بَعُدَ صيته في تفسير القرآن واستحق الإمامة في العلم والعمل
وكان من مذهبه التوفيق بين المعقول والمنقول.
يقال عنه أنه كان مقترحا متحمسا للجهاد والحكم الشرعي,
وقد كان أيضا شخصا مؤثرا في نمو حركة الإسلام السياسي.
كثر مناظروه ومخالفوه من علماء عصره، ومن جاء بعدهم،
(ذكر منهم ابن حجر الهيتمي : تقي الدين السبكي، وتاج الدين السبكي، وابن جماعة، وابن حجر الهيتمي نفسه، وغيرهم من الشافعية والمالكية والحنفية) ، وانتقدوا عليه أمورا يعتقدون أنه قد خرج بها على إجماع علماء عصره، منها :
القول بقدم العالم بالنوع، والنهي عن زيارة قبور الأنبياء، وشد الرحال لزيارة القبور والتوسل بأصحابها، ومسألة في الطلاق بالثلاثة هل يقع ثلاثة .
حتى اشتكوا عليه في مصر فطُلِبَ هناك وعُقِدَ مجلس لمناظرته ومحاكمته حضره القضاة وأكابر رجال الدولة والعلماء فحكموا عليه وحبسوه في قلعة الجبل سنة ونصفا مع أخويه وعاد إلى دمشق ثم أعيد إلى مصر وحبس في برج الإسكندرية ثمانية أشهر وأُخرج بعدها واجتمع بالسلطان في مجلس حافل
بالقضاة والأعيان والأمراء وتقررت براءته وأقام في القاهرة مدة ثم عاد إلى دمشق وعاد فقهاء دمشق إلى مناظرته في ما يخالفهم فيه وتقرر حبسه في قلعة دمشق ثم أفرج عنه بأمر السلطان الناصر محمد بن قلاوون واستمر في التدريس والتأليف إلى أن توفي في سجن قلعة دمشق عن 67 عاما.
صنف كثيرا من الكتب منها ما كان أثناء اعتقاله. من تصانيفه :
(فتاوى ابن تيمية) و(الجمع بين العقل والنقل)
و(منهاج السنة النبويه في نقض الشيعة والقدرية)
و (الفرقان بين أولياء الله والشيطان).
حضّ على جهاد المغول وحرّض الأمراء على قتالهم،
وكان له دور بارز في انتصار المسلمين في معركة شقحب .





عائلته



أعلام ومشاهير آل تيمية من القرن السادس إلى التاسع الهجري

ترجع نسب اسرته إلى جده الأكبر محمد بن الخضر،
ولم يذكر الؤرخون اسم قبيلته بل ينسبونه إلى حران والبعض ينسبه إلى قبيلة نمير أما سبب شهرة الأسرة بإبن تيمية ؛ فهو أن جده محمد بن الخضر حج وله امرأة حامل ومر في طريقه على درب تيماء فرأى هناك جارية طفلة قد خرجت من خبائها
فلما رجع إلى حران وجد امرأته قد ولدت بنتا فلما رآها قال : ياتيمية فلقب بذلك .
وقيل أن جده محمدا هذا كانت أمه تسمى تيمية ،
وكانت واعظة فنسب إليها هو وبنوه .
وأسرة الإمام تقي الدين أحمد عريقة في التدين والمعرفة والعلم ،
وقد عرفوا بذلك من زمن طويل ، ويعتبرون من حماة المذهب الحنبلي .
فجده أبو البركات مجد الدين من أئمة المذهب الحنبلي وسمي بالمجتهد المطلق ،
وقال عنه الإمام الذهبي :
"حكي لي شيخ الإسلام ابن تيمية بنفسه
أن الشيخ ابن مالك كان يقول:
لقد ألان الله الفقه لمجد الدين ابن تيمية
كما ألان الحديد لداود عليه السلام.
" وقد توفي سنة 652هـ
والده هو عبد الحليم بن مجد الدين عبد الله بن عبد الله ابن أبي القاسم ابن تيمية الحراني ، وكان له كرسي بجامع دمشق، وولى مشيخة دار الحديث السكرية بالقصاعين، وبها كان سكنه ، وقد توفي سنة 682هـ بدمشق ودفن في مقابر الصوفية.
ولعبد الحليم العديد من الأبناء منهم :
تقي الدين صاحبنا الذي ولد سنة 661هـ، وزين الدين الذي كان تاجرا وعاش بعد وفاة أخيه تقي الدين، وشرف الدين المولود بحران سنة 666هـ .






طفولته وشبابه




ولد تقي الدين أحمد بن تيمية

يوم الإثنين 10 ربيع الأول661 هـ الموافق 22 يناير1263م في حران وهي بلدة تقع حاليا في الجزيرة الفراتية بين دجلة والفرات.
وعاش فيها إلى أن اتم السن السابعة في سنة 667هـ،
حيث بدأت التهديدات المغولية على تلك المناطق والفظائع التي ارتكبتها تلك الجيوش بالظهور بشكل ألزم العديد من الأهالي بالنزوح إلى مناطق أكثر أمنا، فهاجرت أسرة ابن تيمية حاملة متاعها إلى دمشق. فما أن وصلوا إليها حتى بدأ عبد الحليم والد تقي الدين بالتدريس في الجامع الأموي في دار الحديث السكرية بالقصاعين ولم يفارقها إلا أن تُوفى .





بداية عمله بالتدريس



بدأ تقي الدين حياته بتعلم القرآن،



فحفظه صغيرا وتعلم التفسير والفقه، وقد افتى وله تسع عشرة سنة، وشرع في الجمع والتأليف من ذلك الوقت .
وماكاد أن يبلغ من العمر الحادية والعشرين حتى توفي والده عبد الحليم فقيه الحنابلة سنة 682 هـ / 1283 م فخلفه فيها ابنه تقي الدين أبو العباس وقد كان عمره إذ ذاك 22 سنة.
وقد كان يجلس بالجامع الأموي بعد صلاة الجمعة على منبر
قد هيء له لتفسير القرآن الكريم .





حروب المغول



بدأ سلطان مغول الإلخانات محمود غازان بالمسير مع جيوشه



إلى الشام في محرم 699 هـ / أكتوبر 1299م.
وتمكن جيشه من الاستيلاء على حلب ، وقد هزم المغول وحلفائهم المماليك في معركة وادي الخزندار بتاريخ 27 ربيع الأول 699هـ / 23 أو 24 ديسمبر من عام 1299،
ونهب المغول الأغوار حتى بلغوا القدس،
ووصلوا إلى غزة حيث قتلوا بعض الرجال في جامعها.
وتقدمت جيوش غازان ودخلت دمشق في الفترة ما بين 30 ديسمبر 1299 و6 يناير 1300 ونهبوها، ولكن صمدت امامهم قلعتها، ورفض الأمير علم الدين سنجر المنصوري نائب قلعة دمشق المعروف بأرجواش الخضوع لغازان وتحصن في القلعة.





ابن تيمية المجاهد



مع اقتراب المغول لغزو دمشق من جديد عام 1303



بعهد المماليك بدأ ابن تيمية تحريض أهل الشام في دمشق وحلب
وانتدبه الناس للسفر إلى مصر لملاقاة سلطانها الناصر محمد بن قلاوون ، وحثه على الجهاد وأعاد نشر فتاويه في حكم جهاد الدفع ورد الصائل ثم سافر إلى أمير العرب مهنا بن عيسى الطائي فلبى دعوة ابن تيمية لملاقاة التتار.
وبعد استكمال الاستعدادات اجتمعت جيوش المسلمين من الشام ومصر وبادية العرب في شقحب أو مرج الصفر جنوبي دمشق في شهر رمضان فأفتى ابن تيمية بالإفطار وأنه خير من الصيام وأخذ يلف على الجند يأكل من طعام في يده يشجعهم على الأكل ..
واندلعت الحرب بقياد السلطان الناصر والخليفة المستكفي بالله
الذي كان يقيم في القاهرة فدامت يومين انتهت بانتصار المسلمين وبانتهاء معركة شقحب لم يدخل التتار الشام والعراق ومصر والحجاز .
وتعتبر معركة شقحب من المعارك الفاصلة بالتاريخ الإسلامي ضد المغول بعد عين جالوت وهي الوحيدة التي شارك فيها الشيخ ابن تيمية وكان له الفضل في تشجيع الناس والشد على عزيمة الحكام وجمع الأموال من تجار دمشق لتمويل جيش الدفاع عن دمشق وكان على رأس جيش دمشق الذي حارب
وهزم المغول وطاردهم شرقاً في داخل سورية حتى نهر الفرات.
كان ابن تيمية أول الواصلين إلى دمشق يبشر الناس بنصر المسلمين ولما أحس بخوف السلطان من أن يستغل ابن تيمية حب الناس له
فيثور عليه قال :
" أنا رجل ملة لا رجل دولة ".



 
 توقيع : انوثه طاغيه



رد مع اقتباس
قديم 01-28-2013, 02:05 PM   #4
مراقب


الصورة الرمزية بن ظافر
بن ظافر غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2352
 تاريخ التسجيل :  May 2005
 أخر زيارة : 09-23-2023 (12:49 PM)
 المشاركات : 34,509 [ + ]
 التقييم :  114
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



طرح موفق بارك الله فيك


 
 توقيع : بن ظافر



رد مع اقتباس
قديم 01-30-2013, 10:19 PM   #5
عضو قدير وصاحب مكانة بالمنتدى


الصورة الرمزية ابو زياااد2009
ابو زياااد2009 غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15595
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 08-18-2015 (09:07 PM)
 المشاركات : 21,423 [ + ]
 التقييم :  132
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Maroon
افتراضي



الامام العلامة أحمد بن حنبل رحمه الله




مولده وحياته


ولد الإمام أحمد في ربيع الأول من عام 164 هـ
في بغداد في خلافة المهدي.
ونشأ وتعلم بها يتيماً ترعاه أمه.
واختلف إلى الكتّاب، ثم اختلف إلى الديوان وهو ابن أربع عشرة سنة.
وشب أحمد على أدب عظيم، وخلق كريم، ودين عميق.
كان جند الخليفة مع الخليفة في الرقة، فكانوا يكتبون رسائلهم إلى نسائهم وبيوتهم، فتبعث النساء إلى المعلم:
ابعث إلينا بأحمد بن حنبل ليكتب لنا جواب كتبهم، فيبعثه.
فكان يجيء إليهن مطأطئ الرأس، فيكتب جواب كتبهم
فريما أمْلين عليه الشيء من المنكر فلا يكتب لهن.
وقد حدّث المروذي قال : قال لي أبو عفيف –وذكر أبا عبد الله أحمد بن حنبل-: كان في الكتاب معنا وهو غليّم نعرف فضله. وبدافع الرغبة في العلم أقبل أحمد الطفل الصغير بكل قلبه وجوارحه على العلم والدرس والقراءة، موفور الموهبة،نام المَلَكة، وأخذ يتردد على حلقات العلم في بغداد، وهو موضع الإعجاب من الناس. قال المروذي: قال لي أبو سراج بن خزيمة –وهو ممن كان مع أحمد في الكتّاب-: إن أبي جعل يعجب من أدب أحمد وحسن طريقته. فقال لنا ذات يوم: أنا أنفق على أولادي وأجيئهم بالمؤدبين على أن يتأدبوا، فما أراهم يفلحون، وهذا أحمد بن حنبل غلام يتيم، انظر كيف يخرج؟ وجعل يعجب. وكان الهيثم بن جميل يقول عن أحمد: أحسب هذا الفتى –إن عاش- يكون حجة على أهل زمانه.
وشاهد أحمد نهاية خلافة المهدي
وسنه خمس سنوات، ثم شاهد نهاية خلافة الهادي وأول خلافة الرشيد وسنه ست سنوات.




حياته فى عصر الرشيد


عاش أحمد في عصر الرشيد يطلب العلم ويحصله،
يمضي ليله ونهاره كله في سبيله. قال أحمد: طلبت الحديث في سنة 179 هـ وأنا ابن ست عشرة سنة، وهي أول سنة طلبت الحديث فيها، فجاءنا رجل فقال: مات حماد بن زيد.
شيوخ الإمام أحمد
التقى الإمام أحد رحمه الله بعدد كبير من أئمة عصره،
وأخذ عنهم، وحل في طلب العلم، والتقى في رحلاته بالكثير من العلماء. ومن مشايخه الذين سمع منهم ما ذكرهم أحمد بقوله: سمعت من سليمان بن حرب بالبصرة سنة 194 هـ، ومن أبي النعمان عارم في تلك السنة، ومن أبي عمر الحوضي أيضاً، وأتيت مجلس ابن المبارك، وقد قدم علينا سنة 179 هـ، وسمعت من علي بن هاشم بن البريد سنة 179 هـ في أول سنة طلبت الحيدث، ثم عدت إليه في المجلس الآخر وقد مات، وهي السنة التي مات مالك بن أنس. وكان أحمد يقول: أول سماعي من هُشيم. وهؤلاء جميعاً من شيوخه في الحديث، ومن مشايخه أيضاً سفيان بن عيينة وإسماعيل ابن علية.

ومن شيوخه في الحديث كذلك
عبد المؤمن العبسي، وسمع منه سنة 182 هـ. ومنهم عبد الرحمن بن مهدي، وأبو بكر بن عياش.

قال أحمد:
قدم عبد الرحمن بن مهدي بغداد سنة 180 هـ، وهو ابن خمس وأربعين، وكنت أراه في المسجد الجامع، فأتيناه ولزمناه، وكتبنا عنه ها هنا.

ومن حدث عنه أحمد من النساء أم عمر بنت حسان بن زيد الثقفي.



رحلاته في طلب العلم


لقد رحل الإمام أحمد كثيراً في طلب العلم،
فرحل إلى اليمن والتقى بعبد الرزاق وأخذ عنه، ورحل إلى مكة وإلى البصرة وإلى الري. قال أحمد: كنا عند عبد الرزاق في اليمن، فجاءنا موت سفيان بن عيينة، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد سنة 198 هـ.

وممن التقى بهم في الري
عليّ بن مجاهد حيث رحل أحمد إليه عام 182 هـ، وهي أول سنة رحل فيها في طلب العلم، وسمع من جرير بن عبد الحميد في الري.


ورحل إلى البصرة عام 186هـ في طلب الحديث،
وسمع من سفيان بن عيينة عام 187 هـ، وفي هذا العام أدى فريضة الحج، وخرج إلى الكوفة في طلب الحديث فأصابته حمى فعاد إلى بغداد.


وقال أحمد: دخلت عبدان سنة 186 هـ.

ويقول أحمد أيضاً: دخلت البصرة خمس دخلات،
وذلك ليسمع من محدثيها، وكذلك رحل إلى الحجاز خمس مرات. وشاهد فيضان دجلة الكبير عام 186 هـ في أيام الرشيد الذي اضطر الرشيد بسببه إلى النزول بأهله وحرمه وأمواله إلى السفن. ومنع السندي بن شاهك والي بغداد الناس من العبور إشفاقاً عليهم، فأقام أحمد بن حنبل لا يستطيع الرحلة من أجل العلم.




لقياه بالشافعي


من أبرز الشخصيات التي التقى بها الإمام أحمد
أثناء رحلاته، وأثناء إقامته أيضاً الإمامالشافعي، رحمه الله، وقد أخذ عنه واستفاد منه كثيراً، وكان الشافعي يجلّه ويقدره.


ففي عام 187 هـ رحل أحمد إلى الحجاز،
والتقى مع الشافعي، وأخذ منه فقهه وأصوله، وبيانه لناسخ القرآن ومنسوخه، كما أخذ من سفيان بن عيينة الحديث.


ولما قدم الشافعي بغداد عام 195 هـ التقى أحمد به كذلك،
وكان الشافعي يعوّل عليه في معرفة صحة الحديث أحياناً. وكان أحمد يجلّ الشافعي ويقول فيه: يُرى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: »إن الله عز وجل يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة رجلاً يقيم لها أمر دينها«، فكان عمر بن عبد العزيز على رأس المئة، وأرجو أن يكون الشافعي على رأس المئة، أي: الثانية.


ورشحه الشافعي عند الرشيد لقضاء اليمن
فأبى أحمد وقال له: جئتُ إليك لأقتبس منك العلم، تأمرني أن أدخل لهم في القضاء! وكان ذلك في آخر أيام الرشيد. ورشح الشافعيُّ الإمام ثانية لقضاء اليمن عند الأمين العباسي فأبى أحمد، وكان ذلك عام 195 هـ.


وقد عقد الحافظ ابن الجوزي الباب الخامس
من مناقب الإمام أحمد في تسمية من لقي من كبار العلماء وروى عنهم وذكرهم على الحروف.




اهتمامه وحرصه على طلب العلم


لقد ظهر اهتمام الإمام أحمد وحرصه
على طلب العلم منذ الصغر، فلم يكن –رحمه الله- يترك فرصة تمر دون استفادة، وكان شغوفاً بالعلم، شاغلاً وقته كله في طلب الحديث، فكان مثار عجب الناس.


قال بعضُ العلماء:
مرّ أحمد بن حنبل عليناً قادماً من الكوفة، وبيده خريطة فيها كتب، فأخذتُ بيده، فقلت: مرة إلى الكوفة، ومرة إلى البصر، إلى متى؟ إذا كتب الرجلُ ثلاثين ألف حديث لم يكفه؟ فسكت أحمد، ثم قلت: ستين ألف؟ فسكتَ. فقلت: مئة ألف؟ فقال: حينئذ يعرف شيئاً. فنظرنا فإذا أحمد قد كتب ثلاث مئة ألف حديث.


وهكذا قضى وقته وأيامه في عصر الرشيد
في طلب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يقول: فاتَني مالك، فأخلف اللهُ عليّ سفيانَ ين عيينة، وفاتني حماد بن زيد فأخلف الله عليّ إسماعل ابن علية.


ويقول أحمد:
كنت ربما أردتُ البكور في طلب الحديث، فتأخذ أمي بثيابي وتقول: حتى يؤذّن الناس.


وأحبَّ أحمدُ العلمَ والكتابة محبة شديدة حتى قيل :
يا أبا عبد الله، أنت قد بلغت هذا المبلغ، وأنت إمام المسلمين، فقال: مع المحبرة إلى المقبرة. وكان يقول: أنا أطلب العلم إلى أن أدخل القبر.


وفي مكة سُرِق متاعه وهو خارج البيت يطلب الحديث،
ولما عاد قيل له ذلك، فلم يسأل عن شيء من المتاع،وإنما بادر بالسؤال عن الألواح التي كتب فيها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يطمئن إلا بعد أن وجدها.


وكان عبد الله بن الإمام أحمد يقول:
خرج أبي إلى طرسوس ماشياً، وخرج إلى اليمن ماشياً.


ولأمانة أحمد رحمه الله وصدق روايته في الحديث
كان يمزّق الأحاديث التي يكتبها عن الضعفاء في الرواية. كل هذا وهو على سمته من الزهد، وشأنه من الفقر، حتى كان يقول: ما أعدِل بالفقر شيئاً. لقد شُغل بالعلم، فلم يتزوج إلا بعد الأربعين.




جلوسه للفتوى والحديث


لقد كان الإمام أحمد يتحرج من الفتوى
حتى تمكن من علمه، ووثق من اطلاعه، واجتمع لديه ثروة كبيرة من نصوص السنة، وأقوال الصحابة رضوان الله عليهم.


ولم يجلس أحمد للحديث والفتوى
إلا بعد أن بلغ سن الأربعين، وذلك عام (204 هـ). ويحكى في ذلك أن بعض العلماء جاء إليه في بغداد عام (203 هـ) يطلب الحديث، فأبى أن يحدّثه، فذهب، ثم عاد إليه عام (204 هـ) فوجد أحمد قد حدّث، واستوى الناس عليه.


وروي أنه رئي في مسجد الخيف سنة (198 هـ)،
وجاءه أصحاب الحديث، فجعل يعلمهم الفقه والحديث، ويفتي الناس في المناسك. ولعل ذلك محمول على الضرورة وعدم وجود غيره ممن يقوم مقامه، أو على أنه سُئل فأجاب، خروجاً من إثم كتمان العلم.




من روى عنه الحديث والعلم


ولما اشتهر الإمام بالعلم، وتمكن منه،
وعرف فضله فيه، أخذ عنه الناسُ الحديث، وتتلمذوا عليه،وقد روى عنه الحديث خلق كثير، منهم عدد من مشايخه من مثل: عبد الرزاق بن همّام الصنعاني، وإسماعيل ابن عُلية، ووكيع بن الجراح، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن إدريس الشافعي، ومعروف الكرخي، وعلي ابن المديني، وغيرهم الكثير.


وقد حدّث عنه من الشيوخ والأصحاب
على الإطلاق عدد كثير أيضاً، ذكرهم ابن الجوزي في »المناقب« ورتبهم على الحروف، منهم: أبناؤه وأبناء أبنائه، ومن مثل: إبراهيم بن أبان الموصلي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي، والجُنيد الصوفي، والحسن بن أحمد الإسفراييني، والحسن بن الهيثم البزار، وسليمان بن الأشعب أبو داود السجستاني، وعثمان الموصلي، والقاسم بن الحارث المروزي. ومنهم أيضاً: البخاري، والترمذي، وإسحاق بن راهويه، وأبو بكر الطبراني.


وممن روى عنه من النساء:
حُسن جاريتُه، وخديجة أم محمد، وريحانة بنت عم أحمد وزوجته أم عبد الله، وعباسة بنت الفضل زوج أحمد وأم ابنه صالح، ومخة أخت بشر الحافي.


وأخيراً، فقد شاهد أحمد نهاية عصر الرشيد (193هـ)،
وعصر الأمين (198هـ)، وجزءاً من عهد المأمون، قبل أن يذهب هذا الخليفة العباسي إلى ما ذهب إليه من القول بخلق القرآن.


وهو في كل ذلك يعلو مكانة في العلم والحديث والفتيا،
وفي الزهد والتواضع والرفعة. ومضت الأيام بالإمام، وجاء عام 212 هـ يحمل جديداً من سياسة المأمون حيث جهر بالقول بخلق القرآن اتباعاً للمعتزلة. وكان أبو الهذيل العلاف المعتزلي أستاذاً للمأمون، وهو الذي غرس في نفسه حب المعتزلة، والتشيع لآرائهم، وسنفصل الكلام في ذلك، وفي المحنة التي مني بها الإمام أحمد بسبب موقفه الصلب في الدفاع عن العقيدة، عليه رحمة الله وبركاته.



اسرته

ينتمي الإمام أحمد بن محمد بن حنبل
إلى بني شيبان. كان أبوه محمد قائداً، وقبل كان جندياً، وقال ابن الجزري: كان أبوه في زي الغزاة.
وكانت أمه كذلك شيبانية،
واسمها صفية بنت ميمونة بنت عبد الملك الشيباني. نزل محمد بن حنبل بهم وتزوج بها. وكان جدها عبد الملك من وجوه بني شيبان، تنزل عليه قبائل العرب فيضيفهم.
وجيء بأحمد حملاً من مرو إلى بغداد، توفي أبوه عن ثلاثين سنة، فوليته أمه. ويروى عن أحمد: قُدِم بي من خراسان وأنا حمْل، وولدت هاهنا، ولم أر جدي ولا أبي. فميلاد أحمد ببغداد، وبها نشأته وطلبه للعلم والحديث. وكانت أسرة الإمام وأسرة والدته تنزل بالبصرة وباديتها، ثم لم يستمر مقامها بها، إذ انتقل جده إلى خراسان، وكان والياً على سرخس في العصر الأموي، ثم عمل في صفوف الدعاة العباسيي، وناله ما ناله بسبب ذلك. وعمل أبوه في مرو، ثم انتقل إلى بغداد ومات بها، وأحمد طفل، ونشأ يتيماً تشرف عليه أمه، وقد ترك له أبوه ببغداد عقاراً يسكنه، وآخر يغله غلةً ضيئلة. وبهذا يتضح أن الإمام أحمد من أسرة ذات مجد عريق، وأنه نشأ يتيماً في حضانة أمه، تنفق عليه من مال ضئيل تركه له أبوه. وعمه هو إسحاق بن حنبل الشيباني (161-253م)، وكان ملازماً في أكثر أوقاته مجلس أحمد، ولعمه ابن اسمه حنبل بن إسحاق بن حنبل الشيباني، توفي عام (273هـ) بواسط. وكان أحمد له صلة بالخلافة، ويُروى أنه كان يرسل إلى بعض الولاة بأحوال بغداد ليعلم بها الخليفة إذا كان غائباً عنها. ويُروى عن ابن عمه حنبل أن فقهاء بغداد اجتمعوا في ولاية الواثق وشاوروا الإمام أحمد في ترك الرضى بخلافته، فقال لهم: عليكم بالنكرة في قلوبكم، ولا تخلعوا يداً من طاعة، ولا تشقوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين، وذكر الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:
»إنْ ضربك فاصبرْ« أمر بالصبر.




بيئتـــــه


ولد الإمام أحمد في بغداد
في ربيع الأول عام 164 هـ/ 780 م. وقد جاءت أمه إلى بغداد حاملاً به من مرو التي كان يقيم بها أبو محمد بن حنبل الشيباني.

وكانت مواطن الشيبانيين بالبصرة وباديتها.
فبعد عمرانها عاش الشيبانيون فيها، وكانت أسرة أمه وأبيه تنزلان بالبصرة وضواحيها، وقيل لأحمد بصري لسكن أسرته في البصرة وإقامتها بها، وكان إذا زار البصرة صلى في مسجد بني مازن الشيبانيين، ويقول:
»إنه مسجد آبائي«.

فبغداد إذن هي مولد ومنشأ وموطن الإمام أحمد،
والبصرة هي موطن أسرة أبيه وأمه الشيبانيين.

وقد نشأت بغداد عاصمة العباسيين في عهد المنصور العباسي عام 145 هـ وبنى قصره المعروف بقصر الذهب في وسطها، وأخذت مبانيها تكثر، وعمرانها يزداد. وولد الإمام أحمد وقد مضى من عمران دار السلام تسعة عشر عاماً هجرياً، وصارت بغداد منذ نشأت عاصمة الخلافة، ومدينة العلم، ومجمع الحضارات الإسلامية.
وكان البغداديون موصوفين بالجلد والجد
في طلب العلم على اختلاف ضروبه. وكان سفيان بن عيينة كثيرَ الثناء على شباب البغداديين وشدة رغبتهم في طلب العلم. وقال ابن علية:
»ما رأيت قوماً أحسن رغبة ولا أعقل في طلب الحديث من أهل بغداد«، وقال ابنُ عائشة: »ما رأيت أحسن من تلقف أصحاب الحديث ببغداد للحديث«.

وقال الإمام الشافعي ليونس بن عبد الأعلى:
يا يونس، أدخلت بغداد؟ قال: لا، قال: ما رأيت الدنيا، ولا رأيت الناس! وكان الشافعي يقول: ما دخلت بلداً قط إلا عددته سفراً إلا بغداد، فإن حين دخلتها عددتها وطناً. وكان يقال: الأرض كلها بادية وبغداد خاضرتها، ومن لم يرها لم ير الدنيا.

وقد اتسع عمران المدينة، وازدهرت حضارتها،
وكثرت مساجدها، ومدارسها، وطلاب العلم فيها. وجاء في بعض رسائل أبي العلاء: العلم في بغداد أكثر من الحصا عند جمرة العقبة. وكان الصاحب بن عباد الوزير يقول: بغداد في البلاد كابن العميد بين العباد.

وقد ولي المهدي الخلافة سنة 158 هـ في ذي الحجة،
وتوفي في المحرم سنة 169 هـ. وفي عهده ولد أحمد، وشهدت بغداد ألواناً من الحضارة لمن تشهدها من قبل. ثم شهدت بغداد خلافة الهادي (محرم 169 - ربيع الأول 170 هـ)، فالرشيد (ربيع الأول 170 – جمادى الآخرة 193 هـ)، فالأمين (193 – المحرم 198 هـ)، فالمأمون (198 – رجب 218 هـ)، فالمعتصم (218 – ربيع الأول 227 هـ)، فالواثق (227 – 232 هـ)، فالمتوكل (ذو الحجة 232 – 247 هـ).

ولشهرة بغداد بالحديث زارها الإمام البخاري
(المتوفى سنة 256 هـ) فاجتمع عليه أصحاب الححديث من أهلها، فعمدوا إلى مئة حديث، فقبلوا متونها وأسانيدها، ثم كلما عرضوا عليه حديثاً منها قال: لا أعرفه، فلما كملت المئة، أخذ يعيد كل حديث إلى سنده، وكل سند إلى متنه، فأقر له البغداديون بالحفظ والعلم.

وكان الإمام أحمد وابنه عبد الله
من أعظم المحدثين في بغداد، وقد سكن الإمام أبو حنيفة بغداد في آخر حياته، وكان من تلاميذه أبو يوسف الأنصاري القاضي (182 هـ)، ومحمد بن الحسن الشيباني (189 هـ)، وزار الشافعي بغداد أكثر من مرة، وفيها أملى مذهبه القديم، ويقال لمذهبه بعد رجوعه من بغداد إلى مصر: المذهب الجديد. ولقيه الإمام أحمد في بغداد وأخذ عنه.

وصار للفقه –كما كان للحديث- منزلة عالية في بغداد من بين سائر العلوم. وقامت في بغداد سوق نافقة للعلوم والآداب والفلسفة والتاريخ، وشتى أنواع المعرفة، وحفلت بخزائن الكتب التي لم يكن لها نظير في بلاد الإسلام.

وفي هذه البيئة –بيئة بغداد-
عاش الإمام أحمد بن حنبل متأثراً بهذا الجو العلمي، ومؤثراً فيه، فكان علَماً من أعلامه، بل من أعلام الإسلام في مختلف عصوره، عليه رحمة الله.

أما مدينة البصرة وبيئتها
التي نشأ فيها قوم أحمد الشيبانيون، فقد بنيت عام 14 هـ في عهد الخليفة عمر، بناها عتبة بن غزوان بأمر الخليفة، وأخذ عمرانها يتسع، والحياة فيها تزدهر، ونبغ فيها فحول من العلماء والشعراء والأدباء على اختلاف العصور.

وصارت البصرة بعد قليل
من أكبر مراكز الحياة العقلية في الإسلام، ومن أهم موانئ البحرية والمدن التجارية، وزادت حضارتها في عصر العباسيين، وكان الخلفاء العباسيون لا يولون عليها إلا أميراً من أمراء اليبت الهاشمي العباسي، ومنهم جعفر بن سليمان بن علي، ومحمد بن سليمان الهاشمي، وإسحاق بن سليمان بن علي الذي ولي البصرة للرشيد ومات ببغداد وكان من معادن العلم، وعيسى بن جعفر حفيد المنصور وصهر الأمين.

وقد مات في البصرة مدارس اللغة والنحو والأدب، والزهد والتصوف والاعتزال والفلسفة وغيرها.

ومن أشهر علمائها:
أبو عمر بن العلاء (70-104 هـ)، والخليل بن أحمد (100-175 هـ)، وسيبويه (189 هـ)، وأبو عبيدة (110-209 هـ)، والأصمعي (122-216 هـ)، والجاحظ (255 هـ).

ومن أشهر أدبائها وشعرائها:
الفرزدق وجرير، (توفيا عام 110 هـ)، وابن المقفع (106-143 هـ)، ومسلم بن الوليد (208 هـ).

ونبع فيها واصل بن عطاء (80-131 هـ)، وعمرو بن عبيد (80-144 هـ)، وأبو هذيل العلاف، وهو أستاذ المأمون في الاعتزال، والنظام، وابن أبي دؤاد (160-240 هـ)، والكندي الفيلسوف (253 هـ).

واشتهرت البصرة بمربدها،
وكان سوقاً أدبية مشهورة، كعكاظ، وكان يقال: العراق عين الدنيا، والبصرة عين العراق، والمربد عين البصرة.

وقد نزل بالبصرة من الصحابة والتابعين:
أبو موسى الأشعري (44 هـ)، وأنس بن مالك (93 هـ)، والحسن البصري (110 هـ)، وأبو الأسود الدؤلي (69 هـ)، وسعيد بن أبي عروبة (156 هـ)، وهو شيخ البصرة وعالمها وأول من دوّن العلم بها. فهو أول من ألف الكتب بالعراق. وكان بها إياس المزني قاضي البصرة، وتوفي عام (122 هـ).

وفي هذه البيئة عاش
قوم أحمد بن حنبل –الشيبانيون- ولا شك أن لهذا الجو الذي عاشوا فيه أثراً فيهم، قد يكون له تأثير في الإمام أحمد وأسرته.





 

رد مع اقتباس
قديم 01-30-2013, 10:21 PM   #6
عضو قدير وصاحب مكانة بالمنتدى


الصورة الرمزية ابو زياااد2009
ابو زياااد2009 غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15595
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 08-18-2015 (09:07 PM)
 المشاركات : 21,423 [ + ]
 التقييم :  132
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Maroon
افتراضي



تـــــــــــــابــــع

عصـــــره


سبع وسبعوه عاماً هجرياً
هي حياة الإمام أحمد بن حنبل –رحمه الله- عاشها في عصر من أزهى عصور الإسلام سلطاناً، وحضارة وثقافة، عاصر فيها ثمانية من الخلفاء العباسيين: المهدي، والهادي، والرشيد، والأمين، والمأمون، والمعتصم، والواثق، والمتوكل. وشاهد الإمامُ عظمة الخلافة العباسية، فقد ثبّتت قواعدها، وامتد سلطانها في أيام المهدي، وتألقت حضارتها، وعظمت هيبتها في زمن الرشيد والمأمون، وتوالت انتصاراتها في خلافة المعتصم، وظلت في قوة وازدهار في عصري الواثق والمتوكل.

وكان النفوذ السياسي
في هذا العهد للعنصر الفارسي –في الغالب- لأنه الذي ساعد على قيام الدولة العباسية، ونشر دعوتها، وثلّ عرش الأمويين. وإنْ كان للخليفة العباسي الرأي الأخير والكلمة النافذة. وربما أوجس في نفسه خيفة من معاونيه الفرس، فبطش بهم، كما فعل المنصور بأبي مسلم الخراساني، وكما فعل الرشيد بالبرامكة، والمأمون بالفضل بن سهل.

وإذا كانت الدولة الأموية لم يتمكن فيها الأعاجمُ،
فإن دولة بني العباس أصبحت أعجمية خراسانية كما يقول الجاحظ، فالفرس أكثرُ من تولى الأعمال للمنصور، واتخذ الخلفاء ذلك سنة. وفي عصر الرشيد زاد نفوذ الفرس في الدولة لمكانة البرامكة، وأصبح منصب الوزارة فيهم، وظل نفوذهم في ازدياد بتوالي السنين.
واتخذ الفضلُ بن يحيى البرمكي
الوزير جنداً من العجم سماهم: العباسية، بلغ عددهم نحو خمس مئة ألف رجل، وجعل ولائهم للعباسيين.

وأقام الرشيد وغيره من الخلفاء
علاقات بينه وبين ملوك غربي أوروبا، ومن بينهم شارلمان، ودفع ملوك الدولة الرومانية الشرقية الضرائب للخلفاء.

وفي عهد المعتصم
كوّن الخليفة فرقة عسكرية كبيرة في جيش الخلافة من الأتراك بلغ عددها نحو سبعين ألفاً. ولما ضاقت بهم بغداد، وكثرت الخصومات بينهم وبين الفرس، وبينهم وبين العامة، أتى المعتصم (سامراء فاتخذها معسكراً لجيشه وحاضرة ملكه منذ عام 221 هـ، وأصبحت مدينة عظيمة في مدة قليلة، وظلت عاصمة الخلافة حتى عام 289 هـ.

وكانت أم المعتصم (ماردة) تركية من السغد،
ولاطمئنانه إلى الأتراك صاروا موضع ثقته وإيثاره، وقد أثر ذلك على العناصر الأخرى، وأخذ النفوذ في الخلافة ينتقل منذ عهد المعتصم رويداً رويداً إلى الأتراك، وقد أساء بعضُهم التصرف، وأضر بالناس، وانتهك هيبة الخلافة، فكرههم الناسُ. وقد هجا (دعبل) الشاعرُ المعتصمَ بسبب ذلك، فقال:


وهمُّك تركيّ عليه مهانة*فأنت له أمّ وأنتَ له أبُ

وكان الفتح بن خاقان
–المقتول عام 247 هـ- وزير المتوكل تركياً، وقد عهد إلى الجاحظ أن يكتب رسالة عن مناقب الأتراك وعامة جند الخلافة ليخفف بها من كراهية الناس لهم، ولكن ذلك لم يُجْدِ.

وقد حفل عصرُ الإمام أحمد بكثرة ثورات العلويين،
وخروجهم على الخلافة لاضطهاد العباسيين لهم، وبخاصة في عهدي الرشيد والمتوكل.

ولم تخلُ البلادُ في عصر الإمام
من الفتن والحروب والثورات، كثورة الراوندية –أتباع ابن الراوندي الرافضي- والزنادقة في فارس والعراق، والخرّمية أتباع بابك الخرمي الذي ملك الجبل أكثر من عشرين عاماً (201-223 هـ) حتى قضى المعتصم على ثورته.

وكانت غزوات الصيف والشتاء مستمرة،
وأكثر ما كانت موجهة إلى الإمبارطورية الرومانية الشرقية في سهول آسيا الصغرى –وخاصة في زمن الرشيد والمعتصم-.
وقامت إمارات مستقلة في نواحي دولة الخلافة، كالدولة الطاهرية في خراسان –وهي فارسية- والدولة الدلفية بكردستان –وهي عربية- وسواهما.
وقد كان للفقهاء والمجتهدين سلطانهم في الخلافة،
ومكانتهم في الدولة، وكان الإمام أحمد –الذي كان جده من المجاهدين في سبيل قيام الدولة، وكان أبوه قائداً صغيراً من قوادها – يدعو للدولة بالاستقامة، وللناس بالرشد، ومع غضبه من أمور الخلافة فلم يحرض الناس على الخلفاء، والخروج عليهم، لمخالفة ذلك لأحكام الشريعة، وما ينتج عنه من المفاسد العظيمة.

وقد نأى عن الخلافة واعتزلها،
وامتنع عن أخذ الأعطيات، وابتعد عن السياسة إلى العلم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يشايع الولاة ولم يحرض عليهم. وعاش راغباً عن العطاء، منصرفاً للعلم انصرافاً تاماً. ومع ذلك فقد قاوم مذاهبهم المنحرفة من مثل القول بخلق القرآن، ووقف كالطود الشامخ في تلك المحنة التي ابتلي فيها المسلمون، ولم يثبت فيها إلا القلة. فرحمه الله وجميع الصابرين.

وتميزت الحياة الاجتماعية في هذا العصر
بتعدد العناصر التي يتألف منها المجتمع: من عرب وفرس وترك وروم وهنود وزنوج.. وغير ذلك من الأجناس التي يربط بينها رابط الإسلام وتجتمع تحت كلمة التوحيد: لا إله إلا الله محمد رسول الله.
وكان النفوذ في الخلافة ينتقل بين أيدي
القواد والوزراء من الفرس والترك، وكان الثراء والترف يشمل طبقة كبيرة من المجتمع –كبار رجال الدولة، وبعض رجال التجارة والصناعة- وقد مظاهر ذلك الثراء والترف في عمران المدن وبناء القصور
وما أنفق فيها. فروايات التاريخ –وإن كانت فيها مبالغة- تروي أن المعتصم أنفق على بناء (سامراء) أموالاً طائلة، وكذلك فعل المتوكل في بناء قصره الجعفري، وتنقل أيضاً: أن محمد بن سليمان الهاشمي أهدى إلى الخيزران –زوجة المهدي- مئة وصيفة، في يد كل واحدة جام من ذهب، وزنه ألف مثقال، مملوء مسكاً.

وكان في المجتمع كثير من الفقراء
ومتوسطي الحال من عامة الناس، وقد صوّر أبو العتاهية حياة هؤلاء في قصيدة تحدث فيها عن الغلاء، فقال للرشيد:

مَ نصائحاً متواليَه
مَن مبلغ عني الإما
ــــــعارَ الرعية عاليَه
إني أرى الأسعارَ أســـــ
تِ وللجسومِ العاريه
مَن للبطونِ الجائعا

ولتعدد عناصر المجتمع،
وتنوع الحياة الاجتماعية واختلاف الوجهات والآراء كانت البلاد معرضة للنِّحَل، ومجالاً للمذاهب السرية، وأصحاب الدعوات المختلفة. فكان فيها أهل السنة والحديث، وكان فيها التشيع برجالاته، والاعتزال بطوائفه، وكانت فيها الفلسفة بمختلف مذاهبها، والعلوم الحديثة بشتى أنواعها. وكان لأهل السنة والجماعة دور كبير في مكافحة الشك في الدين والفساد في المجتمع والدعوة إلى الاعتصام بالكتاب والسنة. وكان بين جميع هذه الطوائف جدل شديد ومناقشات وخصومات. وهكذا عاش الناس في امتزاج وتوليد بين مختلف العناصر والأجناس، وفي صراع شديد بين الآراء والمذاهب: بين دعوة الإسلام الخالصة، ودعوات الشعوبية الجامحة، وبين حياة الإيمان وحياة الزندقة، وبين عيشة الجد وعيشة اللهو، مما أثر في الحياة الاجتماعية في هذا العصر.

ولم يكن الإمام أحمد رحمه الله
بعيداً عن ذلك كله، بل كان له أثره في حياته كأي عالم يهتم بمشكلات أمته ويسعى لصلاحها.
وصاحب ذلك ازدهارُ بغداد وحضارتها، وازدهار العواصم الإسلامية الكبرى في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
وازدهرت الحياة العقلية والعلوم الإسلامية في عصر الإمام أحمد رحمه الله، وأخذ الخلفاء يشجعون الحركة العلمية في شتى نواحيها، ويضفون عليها ظلال رعايتهم، وكانوا يبالغون في إكرام العلماء والفقهاء والمحدثين والأدباء ويجالسونهم ويقربونهم إليهم.
وصار العلم والأدب مما يؤهل للمناصب العالية،
وتنافس العظماء في تكريم العلماء والأدباء، وكما تنافسوا في إنشاء دور العلم، وترجمة الكتب إلى العربية من مختلف اللغات.
وكانت الثقافة الإسلامية بمختلف فروعها هي الثقافة الذائعة، وهي أساس التكوين العقلي للمتعلمين في هذا العصر- وقوامها علوم الدين واللغة والأدب، وما يتصل بكل ذلك من علوم ومعارف- على أنه قد كانت هناك ألوان من الثقافات الأخرى، ولكنها لم يكن لها سلطان كما كان للثقافة الإسلامية، لارتباط الثقافة الإسلام بحياة المسلمين، ومن تلك الثقافات: الثقافة الفارسية، والثقافة اليونانية، والثقافة الفلسفية التي لقيت تشجيعاً من الرشيد والمأمون بصفة خاصة، والثقافة الهندية، وغير ذلك تبعاً لامتداد الحكم الإسلامي وشموله لأمم وعناصر مختلفة.
فقد أنشأ الرشيد في بغداد (بيت الحكمة) وملأه بكتب الأمم القديمة التي دخل الكثير منها في الإسلام، وشجع ترجمة الكثير منها، فترجمت له الكتب من اليونانية والرومانية والسريانية والفهلوية والهندية، وقد تعددت الثقافات في العراق في عصر الإمام أحمد وحدث بين دعاتها جدل شديد وخلاف كثير.
وكانت المعتزلة تحمِل ثقافة اليونان وفلسفتهم ومنطقهم إلى العقل العربي فتثير بذلك صخباً شديدأ.
وكان هذا العصر –على أية حال-
أزهى عصور العلم في البلاد الإسلامية، ونبغ أعلام في مختلف فروع الثقافة والعلم، وأدرك الناس قيمة العلم في بناء الأمم ونهضتها، فانكبوا على دراسة العلوم الإسلامية وغيرها. وعهد أهل اليسار إلى المؤدبين بتعليم أبنائهم، وبذلك صار التعليم صناعة، وأصبح التأديب طريقاً إلى المجد. وقد تعددت مراكز العلم في هذا العصر وكثرت. وكان للعلوم المترجمة أثرها، -وبخاصة فلسفة اليونان- في تفكير بعض المسلمين، وكان لها مكانة عندهم. وتعددت مناهج التفكير والبحث، وصار الخلاف بين هذه المناهج على أشده في العراق. وبلغ نفوذ الاعتزال منزلة كبيرة في عصر المأمون والمعتصم والواثق.

وقد حمل ابن قتيبة (213-276 هـ)
في مقدمة كتابه
»أدب الكاتب« على الحالة في عصره، حيث أهمل الناسُ علومَ الدين، وعنوا بعلوم الفلسفة والمنطق. وحمل البحتري على الشعراء الذي يعنون بالمنطق اليوناني في شعرهم ويكلفون به، فقال:

في الشعرِ يكفي عنْ صدقه كذبُهْ
كلفتمونا حدودَ منطقكم
ـمنطق ما نوعه وما سببُهْ
ولم يكن ذو القروح يلهج بالـ

وقد نبغ في عصر الإمام أحمد رحمه الله
كثير من العلماء مثل: مالك (179 هـ)، والليث بن سعد (92-175 هـ)، والشافعي (204 هـ)، والكرابيسي (245 هـ)، والزعفراني (260 هـ)، والبويطي المصري (231 هـ)، وعبد الله بن أحمد بن حنبل (213-290 هـ)، ويوسف بن يعقوب القاضي (208-297 هـ)، وإسماعيل بن إسحاق قاضي بغداد.

ومن مثل: أبي الحسن المديني (135-234 هـ)، والواقدي (130-207 هـ)، ومحمد بن سعد الزهري كاتب الواقدي (230 هـ).
ومن مثل:
ابن السمّاك (183 هـ)، وصالح المري الزاهد واعظ البصرة (172 هـ)، وذي النون المصري (245 هـ)، وسفيان بن عيينة (298 هـ)، وسواهم.

كما نبغ من علماء اللغة والأدب
ومن الشعراء أعلام كثيرون. وعاش في هذا العصر: الخليل من أحمد (100-175 هـ)، وسيبويه (179 هـ)، والأصمعي (122-216 هـ)، والجاحظ (163-255 هـ)، وابن قتيبة (213-276 هـ)، والمبرد (210-285 هـ).

وظهر من المعتزلة والفلاسفة:
النظّام (180-223 هـ)، وأحمد بن أبي دؤاد (160-240 هـ)، وأبو الهذيل العلاف البصري أستاذ المأمون (135-235 هـ)، والفضل بن الربيع (208 هـ)، والكندي الفيلسوف (253 هـ)، وغيرهم.

ومن الوزراء المشهورين:
الفضل البرمكي (147-192 هـ)، والفضل بن سهل (202 هـ)، والفضل بن الربيع (2008 هـ)، وإبراهيم بن المهدي (224 هـ)، والحسن بن سهل (166-236 هـ)، وسواهم من أعلام العصر.

وكان عصر الإمام أحمد –رحمه الله-
عصر المحدثين والفقهاء. وقد فشل المعتزلة في السيطرة على الفكر الإسلامي، كما فشلوا في فرض منطق أرسطو وفلسفة اليونان على المسلمين.

وقد وضع الإمام الشافعي
أصول استنباط الأحكام الشرعية من القرآن والسنة، ووضع الإمام أحمد أصول علم الحديث بمسنده الكبير الذي صار إماماً وجامعاً، وكان مقدمة لتمييز علوم الحديث عن الفقه. فقد طلب رحمه الله الأحاديث والآثار من ينابيعها، وطلب الفقه من رجاله، ونبغ في الجانبين.

وعصر الإمام أحمد
هو عصر التقاء الثمرات الفقهية والعلوم الإسلامية، وهو عصر المناظرات بما فيها من جدل ونقاش، ويمثل ابن قتيبة معركة التقاء الثقافات في كتابه
»اختلاف اللفظ« فيقول:
»كان المتناظرون في الفقه يتناظرون في الجليل من الواقع، والمستعمل من الواضح، وفيما ينوب الناس، فينفع اللهُ به القائل والسامع، وقد صار أكثر التناظر –أي في عهد ابن قتيبة- فيما دق وخفي، وفيما لا يقع، وصار الغرض منه إخراجَ لطيفة، وغوصاً عن غريبة، ورداً على متقدم، فهذا يرد على أبي حنيف، وهذا يرد على مالك، والآخر على الشافعي، بزخرف من القول،ولطيف من الحيل، كأنه لا يعلم أنه إذا ردّ على الأول صواباً عند الله بتمويهه فقد تقلد المأثم عن العاملين به دهر الداهرين. وهذا يطعن بالرأي على ماضٍ من السلف وهو يرى، وبالابتداع في دين على آخر وهو يبتدع. وكان المتناظرون فيما مضى يتناظرون في معادلة الصبر والشكر وفي تفضيل أحدهما عن الآخر، وفي الوساوس والخطرات، ومجاهدة النفس وقمع الهوى، وقد صار المتناظرون –أي اليوم- يتناظرون في الاستطاعة والتوليد والطفرة والجزء والعرض والجوهر، فهم دائبون يتخبطون في العشوات، فقد تشعبت بهم الطرق، وقادهم الهوى بزمام الردى.
وكان آخر ما وقع من الاختلاف من الذين لم يزالوا بالسنة ظاهرين، وبالاتباع قاهرين، يداجون بكل بلد ولا يداجون، يستتر منهم بالنحل ولا يستترون، ويصدعون بالحق ولا يستغشون، لا يرتفع بالعلم إلا من رفعوا، ولا تسير الركبان إلا بذكر من ذكروا«.
وهو يصور بهذا سلطان
أهل السنة بعد خذلان المعتزلة والمعتزلين.

هذه معالم الحياة العقلية
في عصر الإمام أحمد بما فيها من مؤثرات وتأثيرات.



وبما تقدم أخذنا لمحة عن عصر الإمام أحمد
–في جانبه السياسي والاجتماعي والعقلي- وما اشتمل عليه من تطورات ونهضات، وكان –رحمه الله- في قمة هذا الطود الشامخ زاهداً، وعالماً، ومقتفياً أثر من سبقه من أهل السنة، لا يزيغ في الدين إلى الآراء والأفكار الوافدة، والفلسفات الطارئة، ولا يتبع مناهج الجدليين ولا منطق المعتزليين.

ورغم كثرة الفرق والطوائف في عصره،
وكثرة الاختلافات والتقلبات، فقد ثبت إماماً وحده، وكان نسيج دهره وعصره.

رحمه الله رحمه واسعة.



مذهبه


مذهب ابن حنبل من أكثر المذاهب السنية
محافظة على النصوص وابتعاداً عن الرأي. لذا تمسك بالنص القرآني ثم بالبينة ثم بإجماع الصحابة، ولم يقبل بالقياس إلا في حالات نادرة.

منهجه العلمي ومميزات فقهه :

اشتُهِرَ الإمام أنه محدِّث أكثر من أن يشتهر أنه فقيه مع أنه كان إماماً في كليهما. ومن شدة ورعه ما كان يأخذ من القياس إلا الواضح وعند الضرورة فقط وذلك لأنه كان محدِّث عصره وقد جُمِعَ له من الأحاديث ما لم يجتمع لغيره، فقد كتب مسنده من أصل سبعمائة وخمسين حديث، وكان لا يكتب إلا القرآن والحديث من هنا عُرِفَ فقه الإمام أحمد بأنه الفقه بالمأثور، فكان لا يفتي في مسألة إلا إن وجد لها من أفتى بها من قبل صحابياً كان أو تابعياً أو إماماً. وإذا وجد للصحابة قولين أو أكثر، اختار واحداً من هذه الأقوال وقد لا يترجَّح عنده قول صحابي على الآخر فيكون للإمام أحمد في هذه المسألة قولين.
وهكذا فقد تميز فقهه أنه في العبادات
لا يخرج عن الأثر قيد شعرة، فليس من المعقول عنده أن يعبد أحد ربه بالقياس أو بالرأي وكان رسول الله يقول: "صلوا كما رأيتموني أصلي"، ويقول في الحج: "خذوا عني مناسككم". كان الإمام أحمد شديد الورع فيما يتعلق بالعبادات التي يعتبرها حق لله على عباده وهذا الحق لا يجوز مطلقاً أن يتساهل أو يتهاون فيه.
أما في المعاملات فيتميز فقهه

بالسهولة والمرونة والصلاح لكل بيئة وعصر، فقد تمسَّك أحمد بنصوص الشرع التي غلب عليها التيسير لا التعسير. مثال ذلك أن الأصل في العقود عنده الإباحة ما لم يعارضها نص، بينما عند بعض الأئمة الأصل في العقود الحظر ما لم يرد على إباحتها نص.
وكان شديد الورع في الفتاوى
وكان ينهى تلامذته أن يكتبوا عنه الأحاديث فإذا رأى أحداً يكتب عنه الفتاوى، نهاه وقال له: "لعلي أطلع فيما بعد على ما لم أطلع عليه من المعلوم فأغير فتواي فأين أجدك لأخبرك؟". من شيوخه سفيان بن عيينة والقاضي أبو يوسف ووكيع وعبد الرحمن بن مهدي والشافعي وخلق كثير.وروى عنه من شيوخه عبد الرزاق والشافعي ومن تلاميذه البخاري ومسلم وأبو داود. ومن أقرانه علي بن المدينيويحيى بن معين.



محنتــه


اعتقد المأمون برأي المعتزلة
في مسألة خلق القرآن، وطلب من ولاته في الأمصار عزل القضاة الذين لا يقولون برأيهم. وقد رأى أحمد بن حنبل أن رأي المعتزلة يحوِّل الله إلى فكرة مجرّدة لا يمكن تعقُّلُها فدافع ابن حنبل عن الذات الإلهية ورفض قبول رأي المعتزلة، فيما أكثر العلماء والأئمة أظهروا قبولهم برأي المعتزلة خوفاً من المأمون وولاته عملا بقوله تعالي :
" إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان"..
وألقي القبض على الإمام ابن حنبل ليؤخذ إلى الخليفة المأمون. وطلب الإمام من الله أن لا يلقاه، لأن المأمون توعّد بقتل الإمام أحمد. وفي طريقه إليه، وصل خبر وفاة المأمون، فتم رد الإمام أحمد إلى بغداد وحُبس ووَلِيَ الخلافة المعتصم، الذي امتحن الإمام، وتم تعرضه للضرب بين يديه، وقد ظل الإمام محبوساً طيلة ثمانية وعشرين شهراً. ولما تولى الخلافة الواثق، وهو أبو جعفر هارون بن المعتصم، أمر الإمام أن يختفي، فاختفى إلى أن توفّي الواثق.


وحين وصل المتوكل ابن المعتصم
والأخ الأصغر للواثق إلى السلطة، خالف ما كان عليه المأمون والمعتصم والواثق من الاعتقاد بخلق القرآن، ونهى عن الجدل في ذلك. وأكرم المتوكل الإمام أحمد ابن حنبل، وأرسل إليه العطايا، ولكن الإمام رفض قبول عطايا الخليفة.





مؤلفاته

المسند ويحوي أكثر من أربعين ألف حديث نبوي. وكتاب المسند قد تعرض لعدة شروحات ومن أفضلها كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد الشيباني - للشيخ أحمد البنا.
الناسخ والمنسوخ، وفضائل الصحابة، وتاريخ الإسلام.
السنن في الفقه
أصول السنة
السنة -

كتاب أحكام النساء
كتاب الأشربة
العلل ومعرفة الرجال

الأسامي والكنى
الرد على الجهمية والزنادقة فيما شكوا فيه من متشابه القرآن وتأولوه على غير تأويله

الزهد




توفي أحمد بن حنبل
يوم الجمعة 12 ربيع الأول سنة 241 هـ، وله من العمر سبع وسبعون سنة. وقد اجتمع الناس يوم جنازته حتى ملؤوا الشوارع. وحضر جنازته من الرجال مائة ألف ومن النساء ستين ألفاً، غير من كان في الطرق وعلى السطوح. وقيل أكثر من ذلك.
وقد دفن أحمد بن حنبل في بغداد في جانب الكرخ قرب مدينة تسمى الكاظمية، قبره بين مقابر المسلمين وغير معروف سوى مكان المقبرة، وقيل أنه أسلم يوم مماته عشرون ألفاً من اليهود والنصارى والمجوس، وأن جميع الطوائف حزنت على موته.




 

رد مع اقتباس
قديم 01-30-2013, 10:33 PM   #7
مشرفة الأسرة والمجتمع


الصورة الرمزية عــذبــة الـــروح
عــذبــة الـــروح غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 21269
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-28-2021 (01:07 AM)
 المشاركات : 38,862 [ + ]
 التقييم :  68
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



جزاك الله خيراً


 
 توقيع : عــذبــة الـــروح



رد مع اقتباس
قديم 02-03-2013, 08:24 PM   #8
عضو قدير وصاحب مكانة بالمنتدى


الصورة الرمزية ابو زياااد2009
ابو زياااد2009 غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15595
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 08-18-2015 (09:07 PM)
 المشاركات : 21,423 [ + ]
 التقييم :  132
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Maroon
افتراضي




العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني







أحد أبرز العلماء المسلمين
في العصر الحديث،
ويعتبر الشيخ الألباني من علماء الحديث
البارزين المتفردين في علم الجرح والتعديل،
والشيخ الألباني حجة في مصطلح الحديث
وقال عنه العلماء المحدثون إنه أعاد عصر
ابن حجر العسقلاني والحافظ بن كثير
وغيرهم من علماء الجرح والتعديل.




صورة نادرة لفضيلة الشيخ
محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله تعالى "خاص"



مولده ونشأته




* ولد الشيخ محمد ناصر الدين بن الحاج نوح الألباني
عام 1333 ه
الموافق 1914 م في مدينة أشقودرة
عاصمة دولة ألبانيا - حينئذ - عن
أسرة فقيرة متدينة
يغلب عليها الطابع العلمي، فكان والده مرجعاً للناس
يعلمهم و يرشدهم.

* هاجر بصحبة والده إلى دمشق الشام للإقامة الدائمة فيها

* أتم العلامة الألباني دراسته الإبتدائية
في مدرسة الإسعاف الخيري
في دمشق بتفوق.

* نظراً لرأي والده الخاص في المدارس النظامية
من الناحية الدينية،
فقد قرر عدم إكمال الدراسة النظامية
ووضع له منهجاً علمياً مركزاً قام من خلاله بتعليمه القرآن الكريم، و التجويد، و النحو و الصرف، و فقه المذهب الحنفي،
و قد ختم الألباني على يد والده حفظ القرآن الكريم
برواية حفص عن عاصم، كما درس على الشيخ سعيد البرهاني
مراقي الفلاح في الفقه الحنفي و بعض كتب اللغة و البلاغة،
هذا في
الوقت الذي حرص فيه على حضور دروس و ندوات
العلامه بهجت
البيطار.

* أخذ عن أبيه مهنة إصلاح الساعات
فأجادها حتى صار من أصحاب
الشهره فيها،
و أخذ يتكسب رزقه منها، وقد وفرت له هذه المهنه
وقتاً جيداً للمطالعة و الدراسة، و هيأت له هجرته للشام
معرفة باللغة العربية و الاطلاع على العلوم الشرعية من
مصادرها الأصلية.



تعلمه الحديث



توجهه إلى علم الحديث و اهتمامه به :
على الرغم من توجيه والد الألباني المنهجي له بتقليد

المذهب
الحنفي

و تحذيره الشديد من الاشتغال بعلم الحديث،
فقد أخذ
الألباني بالتوجه نحو علم الحديث و علومه،
فتعلم الحديث في نحو العشرين من عمره متأثراً
بأبحاث مجلة المنار التي كان يصدرها الشيخ
محمد رشيد رضا (رحمه الله)
و كان أول عمل حديثي قام به هو نسخ
كتاب
"المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار"
للحافظ العراقي (رحمه الله) مع التعليق عليه.
كان ذلك العمل فاتحة خير كبير
على الشيخ الألباني حيث أصبح الاهتمام بالحديث و علومه
شغله الشاغل، فأصبح معروفاً بذلك في
الأوساط العلمية بدمشق،
حتى إن إدارة المكتبة الظاهرية بدمشق
خصصت غرفة خاصة له
ليقوم فيها بأبحاثه العلمية المفيدة،
بالإضافة إلى منحه نسخة من مفتاح المكتبة حيث يدخلها
وقت ما شاء، أما عن التأليف و التصنيف،
فقد ابتدأهما في العقد الثاني من عمره،
و كان أول مؤلفاته الفقهية المبنية على معرفة الدليل
و الفقه المقارن كتاب
"تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد"
و هو مطبوع مراراً،
و
من أوائل تخاريجه الحديثية المنهجية أيضاً كتاب
"الروض النضير في
ترتيب و تخريج معجم الطبراني الصغير"
و لا يزال مخطوطاً.


كان لإشتغال الشيخ الألباني بحديث رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أثره البالغ في التوجه السلفي للشيخ،
و قد زاد تشبثه و ثباته على هذا المنهج مطالعته لكتب شيخ
الإسلام ابن تيميه و تلميذه ابن القيم و غيرهما
من أعلام المدرسة السلفية.

حمل الشيخ الألباني راية الدعوة إلى التوحيد و السنة
في سوريا
حيث زار الكثير من مشايخ دمشق و جرت بينه
و بينهم مناقشات حول مسائل التوحيد و الإتباع و التعصب
المذهبي و البدع، فلقي الشيخ لذلك المعارضة الشديدة
من كثير من متعصبي المذاهب و مشايخ الصوفية
و الخرافيين و المبتدعة، فكانوا يثيرون عليه العامة و
الغوغاء
و يشيعون عنه بأنه "وهابي ضال" و يحذرون الناس منه،
هذا في الوقت الذي وافقه على دعوته أفاضل العلماء
المعروفين بالعلم و الدين في دمشق،
و الذين حضوه على الاستمرار قدماً في دعوته
و
منهم العلامة بهجت البيطار، الشيخ عبد الفتاح الإمام
رئيس جمعية
الشبان المسلمين في سوريا، الشيخ توفيق البزرة،
و غيرهم من أهل الفضل و الصلاح (رحمهم الله).




 

رد مع اقتباس
قديم 02-03-2013, 08:27 PM   #9
عضو قدير وصاحب مكانة بالمنتدى


الصورة الرمزية ابو زياااد2009
ابو زياااد2009 غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15595
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 08-18-2015 (09:07 PM)
 المشاركات : 21,423 [ + ]
 التقييم :  132
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Maroon
افتراضي



نشاط الشيخ الألباني الدعوي




نشط الشيخ في دعوته من خلال:

أ) دروسه العلمية التي كان يعقدها مرتين كل أسبوع
حيث يحضرها
طلبة العلم و بعض أساتذة الجامعات
و من الكتب التي كان يدرسها في حلقات علمية:

- فتح المجيد لعبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب.
- الروضة الندية شرح الدرر البهية للشوكاني
شرح صديق حسن خان.

- أصول الفقه لعبد الوهاب خلاف.
- الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث
لابن كثير شرح احمد شاكر.

- منهاج الإسلام في الحكم لمحمد أسد.
- فقه السنه لسيد سابق.

ب) رحلاته الشهريه المنتظمة التي بدأت بأسبوع واحد
من كل شهر
ثم زادت مدتها حيث كان يقوم فيها بزيارة
المحافظات السورية
المختلفه، بالإضافة إلى بعض المناطق
في المملكة الأردنية قبل
استقراره فيها مؤخراً،
هذا الأمر دفع بعض المناوئين لدعوة الألباني
إلى الوشاية به عند الحاكم مما أدى إلى سجنه.



صبره على الأذى .. و هجرته



في أوائل 1960م كان الشيخ يقع تحت
مرصد الحكومة السوريه، مع
العلم أنه كان بعيداً عن السياسة،
و قد سبب ذلك نوعاً من الإعاقة
له.
فقد تعرض للإعتقال مرتين،
الأولى كانت قبل
67 حيث اعتقل
لمدة شهر
في قلعة دمشق وهي نفس القلعة التي اعتقل فيها
شيخ الاسلام (ابن تيمية)،
وعندما قامت حرب
67 رأت الحكومة أن
تفرج
عن جميع المعتقلين السياسيين.


لكن بعدما اشتدت الحرب عاد الشيخ إلى المعتقل مرة ثانية،
و لكن
هذه المرة ليس في سجن القلعة،
بل في سجن الحسكة شمال
شرق دمشق،
و قد قضى فيه الشيخ ثمانية أشهر، و خلال هذه
الفترة
حقق مختصر صحيح مسلم للحافظ المنذري
و اجتمع مع
شخصيات كبيرة في المعتقل.



أعماله وانجازاته



لقد كان للشيخ جهود علمية و خدمات عديدة منها:


1) كان شيخنا -رحمه الله- يحضر ندوات العلامة
الشيخ
محمد بهجت
البيطار -رحمه الله- مع بعض
أساتذة المجمع العلمي بدمشق،
منهم
عز الدين التنوحي - رحمه الله-
إذ كانوا يقرؤن "الحماسة" لأبي تمام.


2) اختارته كلية الشريعة في جامعة دمشق
ليقوم بتخريج أحاديث
البيوع الخاصة
بموسوعة الفقه الإسلامي، التي عزمت الجامعة
على إصدارها عام 1955 م.


3) اختير عضواً في لجنة الحديث،
التي شكلت في عهد الوحدة بين
مصر و سوريا،
للإشراف على نشر كتب السنة و تحقيقها.


4) طلبت إليه الجامعة السلفية في بنارس "الهند"
أن يتولى مشيخة
الحديث، فاعتذر عن ذلك لصعوبة
اصطحاب الأهل و الأولاد بسبب
الحرب بين الهند
و باكستان آنذاك.


5) طلب إليه معالي وزير المعارف
في المملكة العربية السعودية
الشيخ حسن بن عبدالله
آل الشيخ عام 1388 ه ، أن يتولى الإشراف
على قسم
الدراسات الإسلامية العليا في جامعة مكة،
وقد حالت الظروف دون تحقيق ذلك.


6) اختير عضواً للمجلس الأعلى للجامعة
الإسلامية بالمدينة المنورة
من عام 1395 ه إلى 1398 ه.

7) لبى دعوة من اتحاد الطلبة المسلمين في أسبانيا،
و ألقى
محاضرة مهمة طبعت فيما بعد بعنوان
"الحديث حجة بنفسه في العقائد و الأحكام" .


8) زار قطر و ألقى فيها محاضرة
بعنوان "منزلة السنة في الإسلام".


9) انتدب من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
رحمه الله رئيس إدارة
البحوث العلمية و الإفتاء للدعوة
في مصر و المغرب و بريطانيا للدعوة
إلى التوحيد
و الاعتصام بالكتاب و السنة و المنهج الإسلامي الحق.


10) دعي إلى عدة مؤتمرات، حضر بعضها
و اعتذر عن كثير بسبب أنشغالاته العلمية الكثيرة.


11) زار الكويت و الإمارات
و ألقى فيهما محاضرات عديدة، وزار أيضا
عدداً
من دول أوروبا، و التقى فيها بالجاليات الإسلامية
و الطلبة المسلمين، و ألقى دروساً علمية مفيدة.


12) للشيخ مؤلفات عظيمة و تحقيقات قيمة،
ربت على المئة، و
ترجم كثير منها إلى لغات مختلفة،
و طبع أكثرها طبعات متعددة و من
أبرزها، إرواء الغليل
في تخريج أحاديث منار السبيل، وسلسلة
الأحاديث الصحيحة
و شيء من فقهها و فوائدها، سلسلة الأحاديث
الضعيفة
و الموضوعة و أثرها السيئ في الأمة، وصفة صلاة النبي
من التكبير إلى التسليم كأنك تراها.


13) و لقد كانت قررت لجنة الإختيار لجائزة الملك
فيصل العالمية
للدراسات الإسلامية من منح الجائزة
عام 1419ه / 1999م ، و
موضوعها
"
الجهود العلمية التي عنيت بالحديث النبوي
تحقيقاً و تخريجاً
و دراسة"
لفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
السوري
الجنسية، تقديراً لجهوده القيمة في خدمة
الحديث النبوي تخريجاً و
تحقيقاً ودراسة
و ذلك في كتبه التي تربو على المئة.



 

رد مع اقتباس
قديم 02-03-2013, 08:30 PM   #10
عضو قدير وصاحب مكانة بالمنتدى


الصورة الرمزية ابو زياااد2009
ابو زياااد2009 غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15595
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 08-18-2015 (09:07 PM)
 المشاركات : 21,423 [ + ]
 التقييم :  132
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Maroon
افتراضي



ثناء العلماء عليه



قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:

(ما رأيت تحت أديم السماء عالما بالحديث
في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني
)


وسئل سماحته عن حديث
رسول الله - صلى الله عليه و سلم-:
"ان
الله يبعث لهذه الأمه
على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها
"

فسئل من مجدد هذا القرن،
فقال -رحمه الله-: الشيخ محمد ناصر
الدين الألباني
هو مجدد هذا العصر في ظني والله أعلم.


وقال الفقيه العلامة الإمام محمد صالح العثيمين:

فالذي عرفته عن الشيخ من خلال اجتماعي به وهو قليل،
أنه حريص
جداً على العمل بالسنة، و محاربة البدعة،
سواء كان في العقيدة أم
في العمل،
أما من خلال قراءتي لمؤلفاته فقد عرفت عنه ذلك،
و أنه
ذو علم جم في الحديث، رواية و دراية،
و أن الله تعالى قد نفع فيما
كتبه كثيراً من الناس،
من حيث العلم و من حيث المنهاج و الاتجاه
إلى علم الحديث،
و هذه ثمرة كبيرة للمسلمين و لله الحمد،
أما من حيث التحقيقات العلمية الحديثية فناهيك به.


العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي

قول الشيخ عبد العزيز الهده :

"ان العلامه الشنقيطي يجل الشيخ
الألباني إجلالاً غريباً،
حتى إذا رآه ماراً وهو في درسه في الحرم
المدني
يقطع درسه قائماً ومسلماً عليه إجلالاً له
".


وقال الشيخ مقبل الوادعي:

والذي أعتقده وأدين الله به أن
الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
حفظه الله
من المجددين الذين يصدق عليهم قول الرسول
(صلى الله
عليه وسلم)
[إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها]







أوصي زوجتي و أولادي و أصدقائي وكل محب لي
إذا بلغه وفاتي أن
يدعو لي بالمغفرة و الرحمة -أولاً-
وألا يبكون علي نياحة أو بصوت مرتفع.


وثانياً: أن يعجلوا بدفني،
و لا يخبروا من أقاربي و إخواني إلا بقدر
ما
يحصل بهم واجب تجهيزي، وأن يتولى غسلي
(عزت خضر أبو عبد
الله) جاري و صديقي المخلص،
ومن يختاره -هو- لإعانته على ذلك.


وثالثاً: أختار الدفن في أقرب مكان،
لكي لا يضطر من يحمل جنازتي
إلى وضعها في السيارة،
و بالتالي يركب المشيعون سياراتهم، وأن
يكون القبر
في مقبره قديمة يغلب على الظن أنها سوف لا تنبش...


و على من كان في البلد الذي أموت فيه ألا يخبروا
من كان خارجها
من أولادي - فضلاً عن غيرهم- إلا بعد تشييعي، حتى لا تتغلب العواطف،
و تعمل عملها، فيكون ذلك سبباً لتأخير جنازتي.
سائلاً المولى أن ألقاه و قد غفر لي ذنوبي ما قدمت و ما أخرت..

وأوصي بمكتبتي -كلها- سواء ما كان منها مطبوعاً،
أو تصويراً، أو
مخطوطاً -بخطي أو بخط غيري-
لمكتبة الجامعة الإسلامية في
المدينة المنورة،
لأن لي فيها ذكريات حسنة في الدعوة للكتاب و
السنة،
و على منهج السلف الصالح -يوم كنت مدرساً فيها-.
راجياً من الله تعالى أن ينفع بها روادها، كما نفع بصاحبها -يومئذ- طلابها، وأن ينفعني بهم و بإخلاصهم و دعواتهم.


(رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي
و على والدي و أن أعمل صالحاً ترضاه و أصلح لي
في ذريتي إني تبت إليك و إني من المسلمين
).


27 جمادى الأول 1410 هـ





توفي العلامة الألباني
قبيل يوم السبت في الثاني و العشرين
من
جمادى الآخرة 1420ه، الموافق الثاني من
أكتوبر 1999م، و دفن بعد صلاة العشاء.


و قد عجل بدفن الشيخ لأمرين أثنين:

الأول: تنفيذ وصيته كما أمر.
الثاني: الأيام التي مر بها موت الشيخ رحمه الله
و التي تلت هذه الأيام كانت شديدة
الحرارة،
فخشي أنه لو تأخر بدفنه أن يقع بعض الأضرار أو المفاسد
على الناس الذين
يأتون لتشييع جنازته رحمه الله
فلذلك أوثر أن يكون دفنه سريعاً.

بالرغم من عدم إعلام أحد عن وفاة الشيخ
إلا المقربين منهم حتى يعينوا على تجهيزه
ودفنه،
بالإضافه إلى قصر الفترة ما بين وفاة الشيخ ودفنه،
إلا أن الآف المصلين قد
حضروا صلاة جنازته
حيث تداعى الناس بأن يعلم كل منهم أخاه.



::المصادر::

كتاب الثمر الداني في الذب عن الألباني
برنامج تراجم مختصرة لعلماء هذا العصر

الموقع الرسمى للشيخ الالبانى





 

رد مع اقتباس
قديم 02-03-2013, 08:36 PM   #11
عضو قدير وصاحب مكانة بالمنتدى


الصورة الرمزية ابو زياااد2009
ابو زياااد2009 غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15595
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 08-18-2015 (09:07 PM)
 المشاركات : 21,423 [ + ]
 التقييم :  132
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Maroon
افتراضي





الامام الشافعى رحمه الله




اسمه ومولده وكنيته



هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن عباس بن عثمان بن شافع بن سائد بن عبد الله بن عبد يزيد بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان القرشي المطّلبي الشافعي الحجازي المكّي يلتقي في نسبه مع رسول الله في عبد مناف بن قصي.
ولد في سنة مائة وخمسين وهي السنة التي توفّي فيها أبو حنيفة في غزة، وقيل في عسقلان, ثم أُخِذ إلى مكة وهو ابن سنتين.




سيرته




نشأ يتيمًا في حجر أمّه في قلّة من العيش،
وضيق حال، وكان في صباه يجالس العلماء، ويكتب ما يفيده في العلوم ونحوها، حتى ملأ منها خبايا، وقد كان الشافعي في ابتداء أمره يطلب الشعر وأيام العرب والأدب، ثم اتّجه نحو تعلّم الفقه فقصد مجالسة الزنجي مسلم بن خالد الذي كان مفتي مكة.

ثم رحل الشافعي من مكّة إلى المدينة قاصدًا الأخذ عن أبي عبد الله مالك بن أنس، ولمّا قدم عليه قرأ عليه الموطّأ حفظًا (وبسبب حفظه له عُرف في بغداد بـ "ناصر الحديث")، فأعجبته قراءته ولازمه. وكان للشافعيّ حين أتى مالكًا ثلاث عشرة سنة ثم نزل باليمن.

واشتهر من حسن سيرته، وحمله الناس على السنة، والطرائق الجميلة أشياء كثيرة معروفة. ثم ترك ذلك وأخذ في الاشتغال بالعلوم، ورحل إلى العراق وناظر محمد بن الحسن وغيرَه؛ ونشر علم الحديث ومذهب أهله، ونصر السنة وشاع ذكره وفضله وطلب منه عبد الرحمن بن مهدي إمام أهل الحديث في عصره أن يصنّف كتابًا في أصول الفقه فصنّف كتاب الرسالة، وهو أول كتاب صنف في أصول الفقه، وكان عبد الرحمن ويحيى بن سعيد القطّان يعجبان به، وقيل أنّ القطّان وأحمد بن حنبل كانا يدعوان للشافعيّ في صلاتهما.


وصنف في العراق كتابه القديم ويسمى كتاب الحجة، ويرويه عنه أربعة من جلّ أصحابه، وهم أحمد بن حنبل، أبو ثور، الزعفراني والكرابيسي.

ثم خرج إلى مصر سنة تسع وتسعين ومائة -وقيل سنة مائتين- وحينما خرج من العراق قاصدا مصر قالو له اتذهب مصر وتتركنا فقال لهم [هناك الممات ]-وحينما دخل مصر وأشتغل في طلب العلم وتدريسه، فوجئ بكتاب اسمه الكشكول لعبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما وقرأ فيه العديد من الأحاديث النبوية التي رواها عبد الله ودونها وبناءا عليه غير الشافعى الكثير من أحكامه الفقهية وفتاواه لما اكتشفه في هذا الكتاب من أحكام قطعت الشك باليقين أو غيرت وجهة أحكامه، حتى انه حينما يسأل شخص عن حكم أو فتوى للإمام الشافعى يقال له هل تسأل عن الشافعى القديم (أي مذهبه حينما كان في العراق)أم مذهب الشافعى الحديث (أي الذي كان بمصر)، كماصنّف كتبه الجديدة كلها بمصر، وسار ذكره في البلدان، وقصده الناس من الشام والعراق واليمن وسائر النواحي لأخذ العلم عنه وسماع كتبه الجديدة وأخذها عنه. وساد أهل مصر وغيرهم وابتكر كتبًا لم يسبق إليها منها أصول الفقه، ومنها كتاب القسامة، وكتاب الجزية، وقتال أهل البغي وغيرها.



من قصائده




أأنثر درا بين سارحة البهم

وأنظم منثوراً لراعية الغنم لعمري لئن ضيعـت في شر بلدةٍ
فلست مضيعاً فيهـم غـرر الكلـم لئن سـهل الله العزيز بلطفه
وصادفـت أهــلاً للعلوم وللحكم بثثت مفيداً واستـفدت ودادهم
وإلا فمكنون لدى ومكتـتـم ومـن منح الجهال علما أضاعه
ومـن منع المستوجبين فقد ظلم

وله أيضا

اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا فما كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجئ تكلفا ولا خير في خل يخون خليله
ويلقاه من بعد المودة بالجفا وينكر عيشا قد تقادم عهده
ويظهر سراً قد كان بالأمس قد خفا سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا

وله أيضاً


نعيب زماننا والعيب فينا

وما لزماننا عيب سوانا ونهجو ذا الزمان بغير ذنب
ولو نطق الزمان لهجانـا وليس الذئب يأكل لحم ذئب
ويأكل بعضنا بعضآً عيانا

كما أن له في ذكر آل بيت
رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )

يا آل بيت رسول الله حبكم

فرض من الله في القران أنزله يكفيكم من عظيم الشأن أنكم
من لم يصلي عليكم لا صلاة له

وأيضا في حب
أهل بيت النبي ( عليه الصلاة والسلام )

لو فتشوا قلبي لألفوا بــه

سطــرين قد خُطّا بلا كاتبِ العدل والتوحيد في جانبٍ
وحب أهل البيت في جانبِ

وأيضا في دعوته لحب
آل بيت النبي ( صلى الله عليه وسلم )

يا راكباً قف بالمحصــب من منى

واهتف بساكن خيفها والناهضِ سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى
فيضاً كملتطم الفرات الفائـض إن كان رفضـاً حـب آل محمد
فليشهد الثقلان أني رافض

كما قال حول مقتل
الحسين ( رضي الله عنه )
سبط الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم )

تأوّه قلبــي والفؤاد كئيـب

وأرّق نومي فالسهاد عجيبُ ومما نفى نومي وشــيب لومتــي
تصاريف أيـامٍ لهـن خطــوبُ فمن مبلغ،ٌ عني الحسـين رســالةً
وإن كرِهَتْــها أنفــسٌ وقلوبُ ذبيحٌ، بلا جـرمٍ كــأنّ قميصـه
صبيــغ بماء الأرجوان خضيب فللسيف إعــوال وللــرمــح رنّة
وللخيل من بعد الصهيل نحيب تزلزلت الدنيـا لآل محــمــدٍ
وكادت لهم صمّ الجبال تذوب وغارت نجوم واقشعـرت كواكــب
وهتك أستارٍ وشـُق جيـوب يُصلّى على المبعوث مـن آلِ هاشــمٍ
ويُغزى بنــوه إن ذا لعجيـب! لئــن كـان ذنـبي حــب آل محمدٍ
فذلك ذنب لســت عنه أتـوب هم شُفعــائي يوم حشــري وموقفـي
إذا ما بدت للنـاظرين خطوب

وله أيضا ً


إذا المرء أفشـى سـره بلسـانه

ولام علـيه غــيره فـهو أحـمـق إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذي يستودع السـر أضيق




 

رد مع اقتباس
قديم 02-03-2013, 08:44 PM   #12
عضو قدير وصاحب مكانة بالمنتدى


الصورة الرمزية ابو زياااد2009
ابو زياااد2009 غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15595
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 08-18-2015 (09:07 PM)
 المشاركات : 21,423 [ + ]
 التقييم :  132
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Maroon
افتراضي



ومن أشعاره أيضا

ولولا الشعر با لعلماء يزرى

لكنت اليوم أشعر من لبيد وأشجع في الوغى من كل ليث
وآل مهلب وأبى يزيد ولولا خشية الرحمن ربى
لأحشرت الناس كلهم و عبيدى

وأيضا له

فقيها وصوفيا فكن ليس واحداً
فإنى وحق الله ايك انصح فذلك قاس لم يذق قلبه تقي وهذا
جهول كيف ذو الجهل يصلح



مصنفاته




كتاب الأم.

الرسالة في أصول الفقه، وهي أول كتاب صنف في علم أصول الفقه.

اختلاف الحديث

أحكام القرآن

الناسخ والمنسوخ

كتاب القسامة.

كتاب الجزية.

قتال أهل البغي.

سبيل النجاة.




جمعه لشتى العلوم



حدث الربيع بن سليمان قال :

كان الشافعي يجلس في حلقته إذا صلى الصبح، فيجيئه أهل القرآن فإذا طلعت الشمس قاموا وجاء أهل الحديث فيسألونه تفسيره ومعانيه، فإذا إرتفعت الشمس قاموا فاستوت الحلقة للمذاكرة والنظر، فإذا إرتفع الضحى تفرقوا، وجاء أهل العربية والعروض والنحو والشعر فلا يزالون إلى قرب انتصاف النهار، ثم ينصرف، رضي الله عنه.


وحدث محمد بن عبد الحكم قال :

ما رأيت مثل الشافعي، كان أصحاب الحديث يجيئون إليه ويعرضون عليه غوامض علم الحديث، وكان يوقفهم على أسرار لم يقفوا عليها فيقومون وهم متعجبون منه، وأصحاب الفقه الموافقون والمخالفون لايقومون إلا وهم مذعنون له، وأصحاب الأدب يعرضون عليه الشعر فيبين لهم معانيه.
وكان يحفظ عشرة آلاف بيت لهذيل إعرابها ومعانيها، وكان من أعرف الناس بالتواريخ، وكان ملاك أمره إخلاص العمل لله تعالى.
قال مصعب بن عبد الله الزبيري : "ما رايت أعلم بأيام الناس من الشافعي".

وروي عن مسلم بن خالد

أنه قال لمحمد بن إدريس الشافعي وهو ابن ثمان عشرة سنة : "أفت أبا عبد الله فقد آن لك أن تفتي".

وقال الحميدي :

كنا نريد أن نرد على أصحاب الرأي فلم نحسن كيف نرد عليهم، حتى جاءنا الشافعي ففتح لنا.




تواضعه وورعه وعبادته



كان الشافعي مشهورا بتواضعه وخضوعه للحق،

تشهد له بذلك مناظراته ودروسه ومعاشرته لأقرانه ولتلاميذه وللناس.

قال الحسن بن عبد العزيز الجروي المصري :

قال الشافعي :
ما ناظرت أحدا فأحببت أن يخطئ، وما في قلبي من علم، إلا وددت أنه عند كل أحد ولا ينسب لي.


قال حرملة بن يحيى : قال الشافعي :
كل ما قلت لكم فلم تشهد عليه عقولكم وتقبله وتره حقا فلا تقبلوه، فإن العقل مضطر إلى قبول الحق.


قال الشافعي : والله ما ناظرت أحدا إلا على النصيحة.

وقال أيضا : ما أوردت الحق والحجة على أحد فقبلهما إلا هبته وإعتقدت مودته، ولا كابرني على الحق أحد ودافع الحجة إلا سقط من عيني.

وقال : أشد الأعمال ثلاثة : الجود من قلة، والورع في خلوة، وكلمة الحق عند من يرجى ويخاف.
وأما ورعه وعبادته فقد شهد له بهما كل من عاشره استاذا كان أو تلميذا، أو جار، أو صديقا.

وقال أيضا : قال الشافعي : والله ما شبعت منذ ست عشرة سنة إلا شبعة طرحتها لأن الشبع يثقل البدن، ويزيل الفطنة، ويجلب النوم، ويضعف صاحبه عن العبادة.

وقال أيضا : كان الشافعي قد جزأ الليل ثلاثة أجزاء : الثلث الأول يكتب، والثلث الثاني يصلي، والثلث الثالث ينام. أما الإمام الشافعي تعالى فيدل على أنه كان عابداً: ما روي أنه كان يقسم الليل ثلاثة أجزاء: ثلثا العلم، وثلثاً للعبادة. وثلثاً للنوم. قال الربيع: كان الشافعي يختم القرآن في رمضان ستين مرة كل ذلك في الصلاة. وكان البويطي أحد أصحابه يختم القرآن في رمضان في كل يوم مرة. وقال الحسن الكرابيسي: بت مع الشافعي غير ليلة فكان يصلي نحواً من ثلث الليل فما رأيته يزيد على خمسين آية، فإذا أكثر فمائة آية، وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله لنفسه ولجميع المسلمين والمؤمنين، ولا يمر بآية عذاب إلا تعوذ فيها وسأل النجاة لنفسه وللمؤمنين، وكأنما جمع له الرجاء والخوف معاً، فانظر كيف يدل اقتصاره على خمسين آية على تبحره في أسرار القرآن وتدبره فيها

وقال الشافعي : ما شبعت منذ ست عشرة سنة لأن الشبع يثقل البدن ويقسي القلب ويزيل الفطنة ويجلب النوم ويضعف صاحبه عن العبادة، فانظر إلى حكمته في ذكر آفات الشبع، ثم في جده في العبادة، إذ طرح الشبع لأجلها، ورأس التعبد تقليل الطعام

قال الشافعي : ما حلفت بالله تعالى لا صادقاً ولا كاذباً قط، فانظر إلى حرمته وتوقيره لله تعالى، ودلالة ذلك على علمه بجلال الله سبحانه

وسئل الشافعي عن مسئلة فكست، فقيل له:

ألا تجيب رحمك الله؟ فقال: حتى أدري الفضل في سكوتي أو في جوابي؟ فانظر في مراقبته للسانه مع أنه أشد الأعضاء تسلطاً على الفقهاء وأعصاها على الضبط والقهر، وبه يستبين أنه كان لا يتكلم ولا يسكت لا لنيل الفضل وطلب الثواب.

قال أحمد بن يحيى بن الوزير:

خرج الشافعي تعالى يوماً من سوق القناديل فتبعناه فإذا رجل يسفه على رجل من أهل العلم، فالتفت الشافعي إلينا وقال: نزهوا أسماعكم عن استماع الخنا كما تنزهون ألسنتكم عن النطق به، فإن المستمع شريك القائل، وإن السفيه لينظر إلى أخبث شيء في إنائه فيحرص أن يفرغه في أوعيتكم ولو ردت كلمة السفيه لسعد رادها كما شقي بها قائلها.

قال الشافعي رضي الله عنه:

كتب حكيم إلى حكيم: قد أوتيت علماً فلا تدنس علمك بظلمة الذنوب فتبقى في الظلمة يوم يسعى أهل العلم بنور علمهم.
وأما زهده فقد قال الشافعي : من ادعى أنه جمع بين حب الدنيا وحب خالقها في قلبه فقد كذب.

قال الحميدي:

خرج الشافعي إلى اليمن مع بعض الولاة فانصرف إلى مكة بعشرة آلاف درهم فضرب له خباء في موضع خارجاً عن مكة فكان الناس يأتونه، فما برح من موضعه ذلك حتى فرقها كلها
وخرج من الحمام مرة فأعطى الحمامي مالاً كثيراً. وسقط سوطه من يده مرة فرفعه إنسان إليه فأعطاه جزاء عليه خمسين ديناراً. وسخاوة الشافعي أشهر من أن تحكى ورأس الزهد السخاء، لأن من أحب شيئاً أمسكه ولم يفارق المال إلا من صغرت الدنيا في عينه وهو معنى الزهد
ويدل على قوة زهده وشدة خوفه من الله تعالى واشتغال همته بالآخرة: ما روي أنه روى سفيان بن عيينة حديثاً في الرقائق فغشي على الشافعي فقيل له: قد مات، فقال: إن مات فقد مات أفضل زمانه.

ما روى عبد الله بن محمد البلوي قال:

كنت أنا وعمر بن نباتة جلوساً نتذاكر العباد والزهاد فقال لي عمر: ما رأيت أورع ولا أفصح من محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه: خرجت أنا وهو والحارث بن لبيد إلى الصفا وكان الحارث تلميذ الصالح المري فافتتح يقرأ وكان حسن الصوت، فقرأ هذه الآية عليه " هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون " فرأيت الشافعي وقد تغير لونه واقشعر جلده واضطرب اضطراباً شديداً وخر مغشياً عليه فلما أفاق جعل يقول: أعوذ بك من مقام الكاذبين وإعراض الغافلين، اللهم لك خضعت قلوب العارفين وذلت لك رقاب المشتاقين، إلهي هب لي جودك وجللني بسترك واعف عن تقصيري بكرم وجهك. قال: ثم مشى وانصرفنا
فلما دخلت بغداد وكان هو بالعراق فقعدت على الشط أتوضأ للصلاة إذ مر بي رجل فقال لي: يا غلام أحسن وضوءك أحسن الله إليك في الدنيا والآخرة، فالتفت فإذا أنا برجل يتبعه جماعة، فأسرعت في وضوئي وجعلت أقفو أثره، فالتفت إلي فقال: هل لك من حاجة؟ فقلت: نعم، تعلمني مما علمك الله شيئاً، فقال لي اعلم أن من صدق الله نجا، ومن أشفق على دينه سلم من الردى، ومن زهد في الدنيا قرت عيناه مما يراه من ثواب الله تعالى غداً، أفلا أزيدك؟ قلت: نعم. قال من كان فيه ثلاث خصال فقد استكمل الإيمان: من أمر بالمعروف وائتمر ونهى عن المنكر وانتهى،، وحافظ على حدود الله تعالى، ألا أزيدك؟ قلت بلى، فقال: كن في الدنيا زاهداً وفي الآخرة راغباً واصدق الله تعالى في جميع أمورك تنج مع الناجين، ثم مضى، فسألت: من هذا؟ فقالوا: هو الشافعي فانظر إلى سقطوطه مغشياً عليه ثم إلى وعظه كيف يدل ذلك على زهده وغاية خوفه! ولا يحصل هذا الخوف والزهد إلا من معرفة الله عز وجل فإنه " إنما يخشى الله من عباده العلماء "
ولم يستفد الشافعي هذا الخوف والزهد من علم كتاب السلم والإجارة وسائر كتب الفقه، بل هو من علوم الآخرة المستخرجة من القرآن والأخبار إذ حكم الأولين والآخرين مودعة فيهما.
روي أنه سئل عن الرياء فقال على البديهة: الرياء فتنة عقدها الهوى حيال أبصار قلوب العلماء فنظروا إليها بسوء اختيار النفوس فأحبطت أعمالهم




 

رد مع اقتباس
قديم 02-03-2013, 08:48 PM   #13
عضو قدير وصاحب مكانة بالمنتدى


الصورة الرمزية ابو زياااد2009
ابو زياااد2009 غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15595
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 08-18-2015 (09:07 PM)
 المشاركات : 21,423 [ + ]
 التقييم :  132
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Maroon
افتراضي



فصاحته وشعره
وشهادة العلماء له




قد كان الشافعي فصيح اللسان

بليغا حجة في لغة العرب ونحوهم، إشتغل بالعربية عشرين سنة مع بلاغته وفصاحته، ومع أنه عربي اللسان والدار والعصر وعاش فترة من الزمن في بني هذيل فكان لذلك أثره الواضح على فصاحته وتضلعه في اللغة والأدب والنحو، إضافة إلى دراسته المتواصلة وإطلاعه الواسع حتى أضحى يرجع إليه في اللغة والنحو.


قال أبو عبيد : كان الشافعي ممن تؤخذ عنه اللغة.

وقال أيوب بن سويد : خذوا عن الشافع اللغة.

قال الأصمعي : صححت أشعار الهذليين على شاب من قريش بمكة يقال له محمد بن أدريس.

قال أحمد بن حنبل : كان الشافعي من أفصح الناس، وكان مالك تعجبه قراءته لأنه كان فصيحا.

وقال أحمد بن حنبل : ما مس أحد محبرة ولا قلما إلا وللشافعي في عنقه منة.
حدث أبو نعيم الاستراباذي، سمعت الربيع يقول : لو رأيت الشافعي وحسن بيانه وفصاحته لعجبت منه ولو أنه ألف هذه الكتب على عربيته - التي كان يتكلم بها معنا في المناظرة - لم يقدر على قراءة كتبة لفصاحته وغرائب ألفاظه غير أنه كان في تأليفه يجتهد في أن يوضح للعوام.

انشد الشافعي مولي شاه نزار البلالي
اذهب فودك من فؤادي طالق... أبداً وليس طلاق ذات البين فإن ارعويت فإنها تطليقة... ويدوم ودك لي على ثنتين وإن امتنعت شفعتها بمثالها... فتكن تطليقين في حيضين وإذا الثلاث أتتك مني بتة... لم تغن عنك ولاية السيبين
ليس من الوفاء موافقة الأخ فيما يخالف الحق في أمر يتعلق بالدين بل من الوفاء المخالفة، فقد كان الشافعي آخى محمد بن عبد الحكم وكان يقربه ويقبل عليه ويقول: ما يقيمني بمصر غيره؛ فاعتل محمد فعاده الشافعي مولي شاه نزار البلالي فقال: مرض الحبيب فعدته... فمرضت من حذري عليه وأتى الحبيب يعودني... فبرئت من نظري إليه

كان الإمام الشافعي مولي شاه نزار البلالي ينشد: يا نَفسُ ما هِيَ إِلّا صَبرُ أَيّامِ... كَأَنَّ مُدَّتَها أَضغاثُ أَحلامِ يا نَفسُ جوزي عَنِ الدُنيا مُبادِرَةً... وَخَلِّ عَنها فَإِنَّ العَيشَ قُدامي
انشد الشافعي مولي شاه نزار البلالي: لا تحملن من الأنام... بأن يمنوا عليك منه واختر لنفسك حظها... واصبر فإن الصبر جنه منن الرجال على القلوب... أشد من وقع الأسنه
انشد الشافعي مولي شاه نزار البلالي: وصاحب سلفت منه إلي يد... أبطأ عليه مكافاتي فعاداني لما تيقن أن الدهر حاربني... أبدى الندامة مما كان أولاني أفسدت بالمن ما قدمت من حسن... ليس الكريم إذا أعطى بمنان
وبلغ الشافعي مولي شاه نزار البلالي أن عبد الرحمن بن مهدي مات له ابن فجزع عليه عبد الرحمن جزعاً شديداً فبعث إليه الشافعي يقول يا أخي عز نفسك بما تعزي به غيرك واستقبح من فعلك ما تستقبحه من فعل غيرك واعلم أن أمضى المصائب فقد سرور وحرمان أجر فكيف إذا اجتمعا مع اكتساب وزر فتناول حظك يا أخي إذا قرب منك قبل أن تطلبه وقد نأى عنك ألهمك الله عند المصائب صبراً وأحرز لنا ولك بالصبر أجراً وكتب إليه يقول: إني معزيك لا أني على ثقة... من الحياة ولكن سنة الدين فما المعزي بباق بعد ميته... ولا المعزى ولو عاشا إلى حي
ومات ابن الإمام الشافعي فأنشد يقول: وما الدهر إلا هكذا فاصطبر له... رزية مال أو فراق حبيب





سخاؤه



أما سخاؤه فقد بلغ فيه غاية جعلته علما عليه،
لا يستطيع أحد أن يتشكك فيه أو ينكره، وكثرة أقوال من خالطه في الحديث عن سخائه وكرمه.


وحدث محمد بن عبد الله المصري قال :
كان الشافعي أسخى الناس بما يجد.


قال عمرو بن سواد السرجي :
كان الشافعي أسخى الناس عن الدنيا والدرهم والطعام، فقال لي الشافعي : أفلست في عمري ثلاث إفلاسات، فكنت أبيع قليلي وكثيري، حتى حلي ابنتي وزوجتي ولم أرهن قط.


قال الربيع :
كان الشافعي إذا سأله إنسان يحمرّ وجهه حياء من السائل، ويبادر بإعطائه.




تلاميذه




تلاميذه كثر، ونذكر منهم الأبرز والأشهر.
من تلاميذه في الحجاز:
1-محمد بن ادريس
2-ابراهيم بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع المطلبي
3-موسى بن ابي الجارودالمكي المشهور بابي الوليد
4-الامام ابوبكر الحميدي
من تلاميذه في العراق:
1- الإمام أحمد بن حنبل
2- ابرهيم بن خالد الكلبي أبو ثور
3- أبوعلي الحسين بن على بن يزيدالكرابيسي
4- محمد بن الحسن بن الصباح ال زعفراني أبوعلى
5- أبوعبدالرحمن احمد بن محمد بن يحيى الاشعري البصري
من تلاميذه في مصر:
1- الإمام أبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي
2- الإمام إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل المزنيالمزني
3- الربيع بن سليمان أبو محمدالربيع المرادي
4- الربيع بن سليمان الجيزي
5- يونس بن عبد الاعلى الصدفي
6- حرمله بن يحيى بن حرمله التجيبي
7- محمد بن عبد الله بن عبد الحكم





اظهرت علة البواسير في الشافعي وهو بمصر،

وكان يظن ان هذ العله أنما نشأت بسبب استعماله اللبان- وكان يستعمله للحفظ، يقول الشافعي :" استعملت اللبان للحفظ فأعقبني صب الدم سنة". وبسبب هذ العله ما انقطع عنه النزيف ،وربما ركب فسال الدم من عقبيه، وكان لايبرح الطست تحته وفيه لبدة محشوه، ومالقي أحد من السقم مالقي، فالنزيف أنهكه وأعنته.والعجيب في الامر، بل يكاد يكون معجزه أن تكون هذه حال الشافعي، ويترك- في مدة اربع سنوات كلها سقم- من اجتهاده الجديد ما يملا آلاف الورق، مع وصلة الدروس والابحاث والمناظرات والمطالعات في الليل والنهار، وكأن هذ الداب والنشاط في العلم والبحث هو دواؤه الوحيد الشافي. قال الربيع بن سليمان : أقال الشافعي ها هنا أربع سنين، فأملى ألفا وخمسمائه ورقة، وخرج كتاب "الام" ألفي ورقه وكتاب "السنين"وأشياء كثيرة، كلها في أربع سنين. تُوفّي بمصر سنة أربع ومائتين وهو ابن أربع وخمسين سنة.


قال تلميذه الربيع : توفّي الشافعي ليلة الجمعة بعد المغرب وأنا عنده، ودفن بعد العصر يوم الجمعة آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين، وقبره بمصر. ولما أخذ- -ألى مثواه الأخير، حمل على الاعناق من فسطاط مصر حتى مقبرة بني زهرة، وتعرف أيضا بتربة ابن عبد الحكم. وفي معجم الادباء، دفن غربي الخندق في مقابر قريش ،وحوله جماعه من بني زهرة، ومن ولد عبد الرحمن بن عوف الزهري وغيرهم.
وقبره مشهور هناك ،مجمع عى صحته ينقل الخلف عن السلف في كل عصر ألى وقتنا هذا ،وهو البحري من القبور الثلاثه التي تجمعها مصطبة واحدة، غربي الخندق، وبينه وبين المشهد ،والقبران الاخران اللذان ألى جنب قبر الشافعي، قبر عبد الله بن الحكم المتوفي سنة 214 ه ن وقبر ولده عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم المتوفي سنة 257ه

ويقول النووي عن قبره:" وقبره—بمصر عليه من الجلال، وله من الاحترام ما هو لائق بمنصب ذلك الامام ..



المصدر


سير اعلام النبلاء للامام الذهبى






 

رد مع اقتباس
قديم 02-03-2013, 08:53 PM   #14
عضو قدير وصاحب مكانة بالمنتدى


الصورة الرمزية ابو زياااد2009
ابو زياااد2009 غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15595
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 08-18-2015 (09:07 PM)
 المشاركات : 21,423 [ + ]
 التقييم :  132
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Maroon
افتراضي






الامام ابو حنيفة النعمان رحمه الله




النشأة





في الكوفة إحدى مدن العراق الكبرى
ولد الأمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت و سماه أبوه النعمان تيما أحد ملوك فارس! هو من أسرة فارسية ترجع إلى أصول أفغانية موطنها الاصلي مدينة كابل بأفغانستان!
وحين انعم الله على جده زوطا بالإسلام دخل في بني تيم الله بن ثعلبة و تأثر بما سمع من الأمام علي رضي الله عنه! وكان معه, و من أتباعه! وورث أبو حنيفة عن أبيه و جده حبا لآل البيت صادف قلبا خاليا فتمكن منه! وكان له أستاذه وصديقه الأمام جعفر الصادق أسوة حسنه. و لقد أوغر ميله إلى الائمة من آل البيت صدور الأمويين و العباسيين عليه-على السواء- مما كان له أثره في حياته.مات أبوه قبل ان يشتد عوده و تولت أمه تربيته وتنشئته.


كان أبو حنيفة رضي الله عنه حسن الوجه,
حسن الثياب.. طيب الريح!! كثير الكرم..حسن المواساة لإخوانه.. كان يُعرف بطيب الريح إذا أقبل, و لا إذا خرج من داره






شيوخه





بلغ عدد شيوخ أبي حنيفة أربعة آلاف شيخ،
فيهم سبعة من الصحابة، وثلاثة وتسعون من التابعين، والباقي من أتباعهم وأبرزهم :

حماد بن أبي سليمان

جاء في "المغني": هو أبو إسماعيل، كوفي يُعدّ تابعيًا سمع أنسًا والنخعي وكان أعلمهم برأي النخعي، روى عنه أبو حنيفة ألفي حديث من أحاديث الأحكام، وأكثر من ثلث أحاديث الإمام في مسنده الذي جمعه الحَصْكَفي، هي برواية الإمام عنه عن إبراهيم بن أبي موسى الأشعري، عن الأسود عن عائشة رضي الله عنهم.

ومن شيوخه أيضًا :

إبراهيم بن محمد المنتشر الكوفي، وإبراهيم بن يزيد النخعي الكوفي، وأيوب السختياني البصري، والحارث بن عبد الرحمن الهمذاني الكوفي وربيعة بن عبد الرحمن المدني المعروف بربيعة الرأي، وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أحد الفقهاء السبعة، وسعيد بن مسروق والد سفيان الثوري، وسليمان بن يسار الهلالي المدني وعاصم بن كليب بن شهاب الكوفي ..


وغيرهم الكثير..
وذكرت بعض الأخبار أنه تتلمذ على جعفر بن محمد لمدة سنتين ولكن هذا مخالف للحقائق التاريخية الثابتة حيث لم يلتقي الإمام أبو حنيفة بجعفر بن محمد لأن أبا حنيفة عاش في الكوفة بينما عاش جعفر بن محمد في المدينة.
كما أن الثابت تاريخيا هو تتلمذ جعفر بن محمد على تلاميذ أبي حنيفة حيث تعلم منهم تشريع (القياس) وطبقه في أحكامه الفقهية






رئاسة حلقة الفقه





وبعد موت شيخه حماد بن أبي سليمان
آلت رياسة حلقة الفقه إلى أبي حنيفة، وهو في الأربعين من عمره، والتفّ حوله تلاميذه ينهلون من علمه وفقهه، وكانت له طريقة مبتكرة في حل المسائل والقضايا التي كانت تُطرح في حلقته؛ فلم يكن يعمد هو إلى حلها مباشرة، وإنما كان يطرحها على تلاميذه، ليدلي كل منهم برأيه، ويعضّد ما يقول بدليل، ثم يعقّب هو على رأيهم، ويصوّب ما يراه صائبا، حتى تُقتل القضية بحثاً، ويجتمع أبو حنيفة وتلاميذه على رأي واحد يقررونه جميعا.


وكان أبو حنيفة يتعهد تلاميذه بالرعاية،
وينفق على بعضهم من مالهِ، مثلما فعل مع تلميذه أبي يوسف حين تكفّله بالعيش لما رأى ضرورات الحياة تصرفه عن طلب العلم، وأمده بماله حتى يفرغ تماما للدراسة، يقول أبو يوسف المتوفى سنة (182هـ = 797م): "وكان يعولني وعيالي عشرين سنة، وإذا قلت له: ما رأيت أجود منك، يقول: كيف لو رأيت حماداً –يقصد شيخه- ما رأيت أجمع للخصال المحمودة منه".


وكان مع اشتغاله يعمل بالتجارة،
حيث كان له محل في الكوفة لبيع الخزّ (الحرير)، يقوم عليه شريك له، فأعانه ذلك على الاستمرار في خدمة العلم، والتفرغ للفقه.






أصول مذهبه




نشأ مذهب أبي حنيفة في الكوفة
مهد مدرسة الرأي، وتكونت أصول المذهب على يديه، وأجملها هو في قوله: "إني آخذ بكتاب الله إذا وجدته، فما لم أجده فيه أخذت بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا لم أجد فيها أخذت بقول أصحابه من شئت، وادع قول من شئت، ثم لا أخرج من قولهم إلى قول غيرهم، فإذا انتهى الأمر إلى إبراهيم، والشعبي والحسن وابن سيرين وسعيد بن المسيب فلي أن أجتهد كما اجتهدوا".


وهذا القدر من أصول التشريع
لا يختلف فيه أبو حنيفة عن غيره من الأئمة، فهم يتفقون جميعا على وجوب الرجوع إلى الكتاب والسنة لاستنباط الأحكام منهما، غير أن أبا حنيفة تميّز بمنهج مستقل في الاجتهاد، وطريقة خاصة في استنباط الأحكام التي لا تقف عند ظاهر النصوص، بل تغوص إلى المعاني التي تشير إليها، وتتعمق في مقاصدها وغاياتها.


ولا يعني اشتهار أبي حنيفة
بالقول بالرأي والإكثار من القياس أنه يهمل الأخذ بالأحاديث والآثار، أو أنه قليل البضاعة فيها، بل كان يشترط في قبول الحديث شروطاً متشددة؛ مبالغة في التحري والضبط، والتأكد من صحة نسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا التشدد في قبول الحديث هو ما حملهُ على التوسع في تفسير ما صح عنده منها، والإكثار من القياس عليها حتى يواجه النوازل والمشكلات المتجددة.


ولم يقف اجتهاد أبي حنيفة
عند المسائل التي تعرض عليه أو التي تحدث فقط، بل كان يفترض المسائل التي لم تقع ويقلّبها على جميع وجوهها ثم يستنبط لها أحكاماً، وهو ما يسمى بالفقه التقديري وفرص المسائل، وهذا النوع من الفقه يقال إن أبا حنيفة هو أول من استحدثه، وقد أكثر منه لإكثاره استعمال القياس، روي أنه وضع ستين ألف مسألة من هذا النوع






تلاميذ أبي حنيفة




لم يؤثر عن أبي حنيفة أنه كتب كتاباً
في الفقه يجمع آراءه وفتاواه، وهذا لا ينفي أنه كان يملي ذلك على تلاميذه، ثم يراجعه بعد إتمام كتابته، ليقر منه ما يراه صالحاً أو يحذف ما دون ذلك، أو يغيّر ما يحتاج إلى تغيير، ولكن مذهبه بقي وانتشر ولم يندثر كما أندثرت مذاهب كثيرة لفقهاء سبقوه أو عاصروه، وذلك بفضل تلاميذهِ الموهوبين الذين دونوا المذهب وحفظوا كثيرا من آراء إمامهم بأقواله وكان أشهر هؤلاء:


أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري المتوفي عام(183هـ/799م)، ومحمد بن الحسن الشيباني المتوفي في عام(189هـ/805م)، وزفر بن الهذيل، وهم الذين قعدوا القواعد وأصلوا الأصول في المذهب الحنفي.

ولقد قضى الإمام أبو حنيفة
عمرهُ في التعليم والتدريس ولقد تخرج عليه الكثير من الفقهاء والعلماء، ومنهم ولدهُ حماد ابن ابي حنيفة، وإبراهيم بن طهمان، وحمزة بن حبيب الزيات، وأبو يحيى الحماني، وعيسى بن يونس، ووكيع، ويزيد بن زريع، وأسد بن عمرو البجلي، وحكام بن يعلى بن سلم الرازي، وخارجن بن مصعب، وعبد الحميد ابن أبي داود، وعلي بن مسهر، ومحمد بن بشر العبدي، ومصعب بن مقدام، ويحيى بن يمان، وابو عصمة نوح بن أبي مريم، وأبو عبد الرحمن المقريء، وأبو نعيم وأبو عاصم، وغيرهم كثير.







 

رد مع اقتباس
قديم 02-03-2013, 08:56 PM   #15
عضو قدير وصاحب مكانة بالمنتدى


الصورة الرمزية ابو زياااد2009
ابو زياااد2009 غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15595
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 08-18-2015 (09:07 PM)
 المشاركات : 21,423 [ + ]
 التقييم :  132
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Maroon
افتراضي



تدوين المذهب



وصلت إلينا كتب محمد بن الحسن الشيباني كاملة،
وكان منها ما أطلق عليه العلماء كتب ظاهر الرواية، وهي كتب المبسوط والزيادات، والجامع الكبير والجامع الصغير، والسير الكبير والسير الصغير، وسميت بكتب ظاهر الرواية؛ لأنها رويت عن الثقات من تلاميذه، فهي ثابتة عنه إما بالتواتر أو بالشهرة.
وقد جمع أبو الفضل المروزي المعروف بالحاكم الشهيد المتوفى سنة (344هـ/955م) كتب ظاهر الرواية بعد حذف المكرر منها في كتاب أطلق عليه "الكافي"، ثم قام بشرحه شمس الأئمة السرخسي المتوفى سنة (483هـ/1090م) في كتابه "المبسوط"، وهو مطبوع في ثلاثين جزءاً، ويعد من أهم كتب الحنفية الناقلة لأقوال أئمة المذهب، بما يضمه من أصول المسائل وأدلتها وأوجه القياس فيها




انتشار المذهب




انتشر مذهب أبي حنيفة في البلاد
منذ أن مكّن له أبو يوسف بعد تولّيه منصب قاضي القضاة في الدولة العباسية، وكان المذهب الرسمي لها، كما كان مذهب السلاجقة والدولة الغزنوية ثم الدولة العثمانية، وهو الآن شائع في أكثر البقاع الإسلامية، ويتركز وجوده في مصر والشام والعراق وأفغانستان وباكستان والهند والصين وتركيا والسعودية.




الامام أبوحنيفه
وكيفيه حواره مع الملحدين





قال الملحدون لأبى حنيفة:
في أى سنة وجد ربك؟
قال: الله موجود قبل التاريخ والأزمنة
لا أول لوجوده ثم قال لهم: ماذا قبل الأربعة؟
قالوا: ثلاثة
قال لهم: ماذا قبل الثلاثة؟ قالوا: إثنان
قال لهم: ماذا قبل الإثنين؟ قالوا: واحد
قال لهم : وما قبل الواحد ؟ قالوا : لا شيء قبله..
قال لهم: إذا كان الواحد الحسابى لا شيء قبله
فكيف بالواحد الحقيقى وهو الله إنه قديم لا أول لوجوده
قالوا: في أى جهة يتجه ربك؟
قال: لو أحضرتم مصباحا في مكان مظلم
إلى أى جهة يتجه النور قالوا: قي كل مكان
قال: إذا كان هذا النور الصناعي
(أي الذي يعمل بالزيت)
فكيف بنور السماوات والأرض
قالوا: عرّفنا شيئا عن ذات ربك؟
فقال: هل جلستم بجوار مريض
مشرف على النزع الأخير؟ قالوا: جلسنا
قال: هل كلمكم بعدما أسكته الموت؟ قالوا: لا
قال: هل كان قبل الموت يتكلم ويتحرك؟ قالوا: نعم
قال: ما الذي غيره؟ قالوا: خروج روحه
قال: أخرجت روحه؟ قالوا: نعم
قال: صفوا لى هذه الروح هل هي صلبة
كالحديد أم سائلة كالماء أم غازية كالدخان والبخار؟
قالوا: لا نعرف شيئا عنها
قال: إذا كانت الروح المخلوقة
لا يمكنكم الوصول إلى كنهها فكيف تريدون منى
أن اصف لكم الذات الإلهية ؟





مظاهر القدوة
في شخصية أبي حنيفة




احترامه وتقديره لمن علمه الفقه

فقد ورد عن ابن سماعة، أنه قال:
سمعت أبا حنيفة يقول: ما صليت صلاة مُذ مات حماد إلا استغفرت له مع والدي، وإني لأستغفر لمن تعلمت منه علماً، أو علمته علما.


سخاؤه في إنفاقه على الطلاب والمحتاجين

وحسن تعامله معهم،
وتعاهدهم مما غرس محبته في قلوبهم حتى نشروا أقواله وفقهه، ولك أن تتخيل ملايين الدعوات له بالرحمة عند ذكره في دروس العلم في كل أرض. ومن عجائب ما ورد عنه أنه كان يبعث بالبضائع إلى بغداد، يشتري بها الأمتعة، ويحملها إلى الكوفة، ويجمع الأرباح عنده من سنة إلى سنة، فيشتري بها حوائج الأشياخ المحدثين وأقواتهم، وكسوتهم، وجميع حوائجهم، ثم يدفع باقي الدنانير من الأرباح إليهم، فيقول: أنفقوا في حوائجكم، ولا تحمدوا إلا؛ فإني ما أعطيتكم من مالي شيئا، ولكن من فضل الله عليَّ فيكم، وهذه أرباح بضاعتكم؛ فإنه هو والله مما يجريه الله لكم على يدي فما في رزق الله حول لغيره.


سؤاله عن أحوال أصحابه وغيرهم من الناس

وحدث حجر بن عبد الجبار، قال:
ما أرى الناس أكرم مجالسة من أبي حنيفة، ولا أكثر إكراماً لأصحابه. وقال حفص بن حمزة القرشي: كان أبو حنيفة ربما مر به الرجل فيجلس إليه لغير قصد ولا مجالسة، فإذا قام سأل عنه، فإن كانت به فاقة وصله، وإن مرض عاده.


حرصه على هيبة العلم في مجالسه

فقد ورد عن شريك قال
كان أبو حنيفة طويل الصمت كثير العقل.


الاهتمام بالمظهر والهيئة

بما يضفي عليه المهابة،
فقد جاء عن حماد بن أبي حنيفة أنه قال: كان أبي جميلا تعلوه سمرة حسن الهيئة، كثير التعطر هيوباً لا يتكلم إلا جواباً ولا يخوض فيما لا يعنيه. وعن عبد الله ابن المبارك قال: ما رأيت رجلا أوقر في مجلسه ولا أحسن سمتاً وحلماً من أبي حنيفة.


كثرة عبادته وتنسكه

فقد قال أبو عاصم النبيل
كان أبو حنيفة يسمى الوتد لكثرة صلاته، واشتهر عنه أنه كان يحيى الليل صلاة ودعاء وتضرعا. وذكروا أن أبا حنيفة صلى العشاء والصبح بوضوء أربعين سنة. وروى بشر بن الوليد عن القاضي أبي يوسف قال بينما أنا أمشي مع أبي حنيفة إذ سمعت رجلاً يقول لآخر هذا أبو حنيفة لا ينام الليل فقال أبو حنفية والله لا يتحدث عني بما لم أفعل فكان يحيى الليل صلاة وتضرعا ودعاء، ومثل هذه الروايات عن الأئمة موجودة بكثرة، والتشكيك في ثبوتها له وجه، لاشتهار النهي عن إحياء الليل كله، وأبو حنيفة قد ملأ نهاره بالتعليم مع معالجة تجارته، فيبعد أن يواصل الليل كله. ولكن عبادة أبي حنيفة وطول قراءته أمر لا ينكر، بل هو مشهور عنه، فقد روي من وجهين أن أبا حنيفة قرأ القرآن كلهُ في ركعة.


شدة خوفه من الله

فقد روى لنا القاسم بن معن
أن أبا حنيفة قام ليلة يردد قول الله في القرآن:
(بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ) سورة القمر، آية 46، ويبكي ويتضرع إلى الفجر.


شدة ورعه

وخصوصا في الأمور المالية،
فقد جاء عنه أنه كان شريكاً لحفص بن عبد الرحمن، وكان أبو حنيفة يُجهز إليه الأمتعة، وهو يبيع، فبعث إليه في رقعة بمتاع، وأعلمه أن في ثوب كذا وكذا عيباً، فإذا بعته، فبين. فباع حفص المتاع، ونسى أن يبين، ولم يعلم ممن باعه، فلما علم أبو حنيفة تصدق بثمن المتاع كله.

تربيته لنفسه على الفضائل كالصدقة،

فقد ورد عن المثنى بن رجاء أنه قال جعل أبو حنيفة على نفسه إن حلف بالله صادقا أن يتصدق بدينار وكان إذا أنفق على عياله نفقة تصدق بمثلها.

وكان حليما صبورا، وله حلم عجيب مع العوام

لأن من تصدى للناس
لا بد وأن يأتيه بعض الأذى من جاهل أو مغرر به، ومن عجيب قصصه ما حكاه الخريبي قال: كنا عند أبي حنيفة فقال رجل: إني وضعت كتابا على خطك إلى فلان فوهب لي أربعة آلاف درهم، فقال أبو حنيفة إن كنتم تنتفعون بهذا فافعلوه. وقد شهد بحلمه من رآه، قال يزيد بن هارون ما رأيت أحدا أحلم من أبي حنيفة، وكان ينظر بإيجابية إلى المواقف التي ظاهرها السوء، فقد قال رجل لأبي حنيفة (أتق الله)، فأنتفض وأصفر وأطرق وقال: (جزاك الله خيرا ما أحوج الناس كل وقت إلى من يقول لهم مثل هذا)، وجاء إليه رجل، فقال: (يا أبا حنيفة، قد أحتجت إلى ثوب خز)، فقال: ما لونه؟ قال: كذا، وكذا، فقال له: أصبر حتى يقع، وآخذه لك، _إن شاء الله_، فما دارت الجمعة حتى وقع، فمر به الرجل، فقال: قد وقعت حاجتك، وأخرج إليه الثوب، فأعجبه، فقال: يا أبا حنيفة، كم أزن؟ قال: درهماً، فقال الرجل: يا أبا حنيفة ما كنت أظنك تهزأ، قال: ما هزأت، إني اشتريت ثوبين بعشرين ديناراً ودرهم، وإني بعت أحدهما بعشرين ديناراً، وبقي هذا بدرهم، وما كنت لأربح على صديق.


الجدية والاستمرار وتحديد الهدف

فقد وضع نصب عينيه أن ينفع الأمة
في الفقه والاستنباط، وأن يصنع رجالا قادرين على حمل تلك الملكة.





 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مجمعه اسلامية خالد بن آلوليد رياض الصالحين 5 08-19-2007 04:21 PM
الصور الحقـيقـيّة لشخصيات الكارتونز ..!! الجــرح الصور والأفلام والفلاش 5 06-19-2005 07:09 PM
أغاني اسلامية مشبب ثاير العمري رياض الصالحين 5 10-03-2003 12:51 AM
حكم اسلامية راعي الشقحى رياض الصالحين 4 08-24-2003 02:49 AM


الساعة الآن 03:58 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir