غزوة بدر الكبرى نزول الملائكة والنصر ومكاسبه

نزول الملائكة: أغفى الرسول إغفاءة واحدة ورفع رأسه فقال: أبشر يا أبا بكر، هذا جبريل على ثنايا النقع "أى الغبار" وفى رواية محمد بن اسحاق قال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم: أبشر يا أبا بكر أتاك نصر اللّه، هذا جبريل أخذ بعنان فرسه يقوده على ثنايا النقع، ثم خرج من باب العريش وهو يثب فى الدّرع ويقول "سيُهزمُ الجمعُ ويُولوّن الدّبر" "القمر آية 45"، ثم أخذ حفنة من الحصباء فاستقبل بها قريشا وقال: شاهت الوجوه، ورمى بها فى وجوههم، فما من المشركين أحد إلاّ أصاب عينه ومنخريه وفمه من تلك القبضة، وفى ذلك أنزل اللّه "وما رميت إذ رميت ولكن اللّه رمى" "الأنفال آية 17". > الهجوم المضادّ: أصدر النبى أوامره: شدّوا وحرّضهم على القتال قائلا والذى نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر إلاّ أدخله اللّه الجنّة وهكذا استشهد عُمير بن الحمام، وعوف بن الحارث بن عفراء، وفى هذه اللحظة فتر حماس العدوّ، واشتدّ حماس المسلمين خصوصا لمّا رأوا النبى يثب فى الدّرع ويقول فى جزم وصراحة "سيُهزم الجمع ويولّون الدُبر" "القمر آية 45" قاتل المسلمون ونصرتهم الملائكة بأمر من اللّه، وانسحب ابليس وتابعوه من المشركين وبدأت جليّة أمارات الفشل والاضطراب فى صفوف المشركين. > صمود أبى جهل ومصرعه: حاول الصمود، وشجّع جيشه رغم فرار بعضهم، دون جدوى، قال عبد الرحمان بن عوف: التفت فإذا عن يمينى وعن يسارى فتيان حديثا السن فكأنى لم آمن بمكانهما إذ قال لى أحدهما سرّا من صاحبه: يا عمّ أرنى أبا جهل فقلت: يا ابن أخي، فما تصنع به؟ قال: أخبرت أنّه يسبّ رسول اللّه عليه الصلاة والسلام. قال: والذى نفسى بيده لئن رأيته لا يفارق سوادى سواده حتى يموت الأعجل منّا، فتعجبت لذلك، قال: وغمزنى الآخر فقال لى مثلها، فلم أنشب أن نظرت الى أبى جهل يجول فى الناس فقلت: ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذى تسألانى عنه، قال: فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه ثم انصرفا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيّكما قتله، فقال كلّ واحد منهما: أنا قتلته، قال: هل مسحتما سيفيكما؟ فقالا: لا فنظر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم الى السيفين فقال كلاكما قتله. وهكذا انتهت المعركة وقيلت روايات فى شأن أبى جهل. ـ المكاسب المعرفيّة: من ثمار الغزوة: 1" فكاك الأسرى مقابل أموال نقديّة "من ألف الى أربعة آلاف"، أو عند العجز تعليم الأميين من المسلمين "عشرة غلمان من غلمان المدينة، فإذا تعلّموا كان ذلك فداءه"، وهذا دليل تام أنّ العلم ثروة تغنى صاحبها وتعطيه أقدس ما يتمناه. فكان العلم مقابل الحرية. 2" سورة الأنفال جمعت عبرا أو مواعظ لفت بها اللّه أنظار المسلمين الى التقصيرات والتقاريظ الى جانب الثناء للّه على عونه ونصره للمسلمين حتى لا يغتروا بشجاعتهم وبسالتهم ويتوكلون على اللّه ويطيعونه ويطيعوا رسوله. 3" تشريع قوانين الحرب والسلم على أساس التفوّق فى الأخلاق والقيم والمثل لتثقيف المسلمين بجوهر القيم الخالدة. 4" فى سنة الغزوة فرض الصيام فى رمضان، وزكاة الفطر، وبيّنت أنصبة الزكاة الأخرى فخفّف هذا التشريع وزر ما يعانيه المهاجرون من فقر، وكان أول عيد يعيد به المسلمون فى حياتهم صدفة فى شوال سنة 2 هجرية إثر الفتح الحاصل فى غزوة بدر قال تعالي: "واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون فى الأرض تخافون أن يتخطّفكم الناس فآواكم وأيّدكم بنصره ورزقكم من ا لطيّبات لعلّكم تشكرون" "الأنفال آية 26". فأفادنا هذا التشريع بتأسيس صندوق لإعانة الفقراء لازالة الضيّم عن المستضعفين. 5" النظرة المستقبليّة المستوحاة من خبرة السلف تتجلّى فى الاجراءات الاصلاحية المحكمة والمعتمدة على أسس ثابتة مرنة لكلّ ما يستوجب التغيير لغاية الرقى والتمدّن السليم فقد أشار القرآن "ويخلق ما لا تعلمون" "النحل آية 86". 6" تعليم الأجيال الصاعدة قوّة الاعتماد على اللّه، واليقين بنصر اللّه، مهما أخذت العدوّ كبرياء القوّة وغرورها وعزّة الإثم وغطرسته وتعليمهم قوّة المدد الالهى لكلّ من يعتصم باللّه المشارك إليه بقوله تعالى "وما رميت إذ رميت ولكن اللّه رمى" "الأنفال آية 17". ـ الأوجه الحكيمة قبل بدء القتال: 1" شدّة الضّراعة الى اللّه وهذه الاستغاثة التى علمها أصحابه حتى أشفق صديقه أبو بكر عليه. 2" مبدأ المشورة والأخذ برأى الحباب بن المنذر 3" جمع كبار القادة قبل خوض المعركة وبسط آرائهم واملاء زاوية التوجيه المعنوى مثلا خطبة أبى بكر وعمر والمقداد بن عمرو، وسعد بن معاذ، والأقوال التى نثروها بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام. 4" التعبئة الجديدة التى هى من أبرز التشكيلات الحديثة فى حروب الصحراء. وأسلوب الصف الأمامى من المسلمين بالرّماح لصدّ هجمات الفرسان، والصفوف المتعاقبة من المسلمين بالنبال لتشديدها فى وجه الأعداء المهاجمين وتأمين قوى احتياطيّة للطوارىء "مقدّمة، وقسم أكبر، ومؤخرة" من جهة و"دوريّات الاستطلاع للحصول على المعلومات المطلوبة" من جهة أخرى و"مسيرة الاقتراب فى حروب الصحراء". 5" حمت الذّمار بعد عجز العدالة والسياسة عن الحماية ورفعت منارة النضال فى سبيل الدين والوطن.

الأخ الفاااضل *** علي بن زبن ***

اسأل الله لك جنة عالية قطوفها دانية

اسعدك الله في الدارين

وجزاك الله خير الجزاء

وجعله في ميزان اعمالك يارب

واثابك الآله عليه خير الثواب

ننتظـــر جـديــدك المميز كتميزك معنا

أخي علي سلمت اناملك على ما خطته لنا .... وجعل لك بكل حرف كتبته قصرا في الجنه ,,

تحياتي

همـ المشاعر ـس