الإهداءات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 07-11-2017, 12:32 AM
مركز تحميل الصور
ست الحبايب غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 30826
 تاريخ التسجيل : May 2017
 فترة الأقامة : 2727 يوم
 أخر زيارة : 07-04-2020 (08:34 AM)
 المشاركات : 166 [ + ]
 التقييم : 16
 معدل التقييم : ست الحبايب is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي مصطفى العقاد يروي قصته مع امه..





مصطفى العقاد يروي قصته مع امه ......

ليس دائما: تقول أمي الحقيقة !!..


ثماني مرات: كذبت أمي عليّ !!!

تبدأ القصة عند ولادتي، فكنت الابن الوحيد في أسرة شديدة الفقر
فلم يكن لدينا من الطعام ما يكفينا.

وإذا وجدنا في يوم من الأيام بعضا من الأرز لنأكله ويسد جوعنا:

كانت أمي تعطيني نصيبها ..

وبينما كانت تحوِّل الأرز من طبقها إلى طبقي كانت تقول:





يا ولدي تناول هذا الأرز، فأنا لست جائعة ..

وكانت هذه كذبتها الأولى



وعندما كبرت أنا شيئا قليلا كانت أمي تنتهي من شئون المنزل

وتذهب للصيد في نهر صغير بجوار منزلنا،

وكان عندها أمل أن أتناول سمكة قد تساعدني على أن أتغذى وأنمو،

وفي مرة من المرات استطاعت بفضل الله أن تصطاد سمكتين،

أسرعت إلى البيت وأعدت الغذاء ووضعت السمكتين أمامي

فبدأت أنا أتناول السمكة الأولى شيئا فشيئا،

وكانت أمي تتناول ما يتبقى من اللحم حول العظام والشوك، فاهتز قلبي لذلك،

وضعت السمكة الأخرى أمامها لتأكلها، فأعادتها أمامي فورا وقالت:





يا ولدي تناول هذه السمكة أيضا، ألا تعرف أني لا أحب السمك

وكانت هذه كذبتها الثانية


وعندما كبرت أنا كان لابد أن ألتحق بالمدرسة،

ولم يكن معنا من المال ما يكفي مصروفات الدراسة،

ذهبت أمي إلى السوق واتفقت مع موظف بأحد محال الملابس

أن تقوم هي بتسويق البضاعة بأن تدور على المنازل وتعرض الملابس على السيدات،

وفي ليلة شتاء ممطرة، تأخرت أمي في العمل وكنت أنتظرها بالمنزل،

فخرجت أبحث عنها في الشوارع المجاورة،

ووجدتها تحمل البضائع وتطرق أبواب البيوت، فناديتها:

أمي، هيا نعود إلى المنزل فالوقت متأخر والبرد شديد

وبإمكانك أن تواصلي العمل في الصباح،

فابتسمت أمي وقالت لي:





يا ولدي.. أنا لست مرهقة ..

وكانت هذه كذبتها الثالثة


وفي يوم كان اختبار آخر العام بالمدرسة، أصرت أمي على الذهاب معي،

ودخلت أنا ووقفت هي تنتظر خروجي في حرارة الشمس المحرقة وعندما دق الجرس

وانتهى الامتحان خرجت لها فاحتضنتني بقوة ودفء وبشرتني بالتوفيق من الله تعالى،

ووجدت معها كوبا فيه مشروب كانت قد اشترته لي كي أتناوله عند خروجي،

فشربته من شدة العطش حتى ارتويت، بالرغم من أن احتضان أمي لي:

كان أكثر بردا وسلاما،

وفجأة نظرت إلى وجهها فوجدت العرق يتصبب منه، فأعطيتها الكوب على الفور

وقلت لها: اشربي يا أمي، فردت:





يا ولدي اشرب أنت، أنا لست عطشانة ..

وكانت هذه كذبتها الرابعة


وبعد وفاة أبي كان على أمي أن تعيش حياة الأم الأرملة الوحيدة،

وأصبحت مسئولية البيت تقع عليها وحدها، ويجب عليها أن توفر جميع الاحتياجات،

فأصبحت الحياة أكثر تعقيدا وصرنا نعاني الجوع،

كان عمي رجلا طيبا وكان يسكن بجانبنا ويرسل لنا ما نسد به جوعنا،

وعندما رأى الجيران حالتنا تتدهور من سيء إلى أسوأ،

نصحوا أمي بأن تتزوج رجلا ينفق علينا فهي لازالت صغيرة،

ولكن أمي رفضت الزواج قائلة:





أنا لست بحاجة إلى الحب ..

وكانت هذه كذبتها الخامسة



وبعدما انتهيت من دراستي وتخرجت من الجامعة، حصلت على وظيفة إلى حد ما جيدة،

واعتقدت أن هذا هو الوقت المناسب لكي تستريح أمي

وتترك لي مسؤولية الإنفاق على المنزل،

وكانت في ذلك الوقت لم يعد لديها من الصحة ما يعينها على أن تطوف بالمنازل،

فكانت تفرش فرشا في السوق وتبيع الخضروات كل صباح،

فلما رفضت أن تترك العمل خصصت لها جزءا من راتبي،

فرفضت أن تأخذه قائلة:





يا ولدي احتفظ بمالك، إن معي من المال ما يكفيني ..

وكانت هذه كذبتها السادسة


وبجانب عملي واصلت دراستي كي أحصل على درجة الماجيستير،
وبالفعل نجحت وارتفع راتبي،

ومنحتني الشركة الألمانية التي أعمل بها الفرصة للعمل بالفرع الرئيسي لها بألمانيا،

فشعرت بسعادة بالغة، وبدأت أحلم ببداية جديدة وحياة سعيدة،

وبعدما سافرت وهيأت الظروف،

اتصلت بأمي أدعوها لكي تأتي للإقامة معي،

ولكنها لم تحب أن تضايقني وقالت:





يا ولدي .. أنا لست معتادة على المعيشة المترفة ...

وكانت هذه كذبتها السابعة



كبرت أمي وأصبحت في سن الشيخوخة، وأصابها مرض السرطان اللعين،

وكان يجب أن يكون بجانبها من يمرضها، ولكن ماذا أفعل فبيني وبين أمي الحبيبة بلاد،

تركت كل شيء وذهبت لزيارتها في منزلنا، فوجدتها طريحة الفراش بعد إجراء العملية،

عندما رأتني حاولت أمي أن تبتسم لي ولكن قلبي كان يحترق

لأنها كانت هزيلة جدا وضعيفة،

ليست أمي التي أعرفها، انهمرت الدموع من عيني

ولكن أمي حاولت أن تواسيني فقالت:





لا تبكي يا ولدي فأنا لا أشعر بالألم ...

وكانت هذه كذبتها الثامنة
وبعدما قالت لي ذلك، أغلقت عينيها، فلم تفتحهما بعدها أبدا











إلى كل من ينعم بوجود أمه في حياته:

حافظ على هذه النعمة قبل أن تحزن على فقدانها ..

وإلى كل من فقد أمه الحبيبة:

تذكر دائما كم تعبت من أجلك، وادع الله تعالى لها بالرحمة والمغفرة ..

أحبك يا أمـي



 توقيع : ست الحبايب






رد مع اقتباس
قديم 07-11-2017, 12:42 AM   #2
مستشار إلمدير العام


الصورة الرمزية ابوفهد العمري
ابوفهد العمري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 17199
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 11-10-2023 (11:36 PM)
 المشاركات : 76,347 [ + ]
 التقييم :  287
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkgreen
افتراضي



قصة رائعة وواقعية جدا .
رحم الله والدينا وجزاهم عنا خير الجزاء .


 
 توقيع : ابوفهد العمري



رد مع اقتباس
قديم 07-11-2017, 03:35 PM   #3
المدير العام


الصورة الرمزية أبو ريان
أبو ريان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Sep 2002
 أخر زيارة : 07-19-2019 (06:54 PM)
 المشاركات : 65,874 [ + ]
 التقييم :  1056
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



روائع القصة وسموها كبير ..
الله يعطيك العافية ..
تقديري ..


 


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خرب الوناسة مصطفى ههههههـ الله يسامحه محبكم في الله وسع صدرك 8 12-04-2012 11:18 PM
محمد الشلهوب يروي قصته بالصور سد الوادي الصور والأفلام والفلاش 10 05-23-2010 12:30 PM
يحكي قصته بن ظافر وسع صدرك 0 08-24-2007 10:36 AM
قصة مصطفى في وادي بن هشبل !! المحترم وسع صدرك 13 09-27-2003 09:41 PM
(تحذير إلهي )<<<<لدكتور مصطفى محمود @ البندري @ مواضيع الحوار والنقاش 1 02-17-2003 03:57 PM


الساعة الآن 01:04 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir