الإهداءات


قسم الأسرة والمجتمع يهتم بكل مايخص الأسرة والمجتمع والطفل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 07-15-2008, 10:19 PM
مركز تحميل الصور
ابن العالمي غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 14245
 تاريخ التسجيل : May 2008
 فترة الأقامة : 5842 يوم
 أخر زيارة : 07-31-2009 (12:35 AM)
 المشاركات : 59 [ + ]
 التقييم : 1
 معدل التقييم : ابن العالمي is an unknown quantity at this point
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي النظريات المفسرة للعنف الأسري



النظريات المفسرة للعنف الأسري
حاول كثير من المنظرين تفسير ظاهرة العنف وفهم الأشخاص المرتكبين لهذا النوع من السلوك، فأصحاب النظرة البايولوجية Biology يقدمون تفسيرا مختلفا عن غيرهم لسلوك العنف لدى الرجل، فهم يرون أن الرجل بطبيعته البايولوجية ميال إلى العنف أكثر من المرأة، ويرجعون هذا الميل إلى ارتفاع مستوى هرمون التستوسترون testosterone الذي تفرزه الخصية، ويرون أن هذا الارتفاع في مستوى الهرمون هو المسؤول عن سلوك العنف، إلا أن الأبحاث الطبية الحديثة –التي أجريت على الرجال المرتكبين للعنف وأضدادهم- أثبتت عدم وجود علاقة واضحة بين ارتفاع مستوى التستوسترون والسلوك العنيف.

ويرى أصحاب نظرية التحليل النفسي psychoanalytic theory أن أسباب مشكلة العنف تعود إلى اضطراب في شخصية الفرد، فهم يؤكدون على أهمية الخبرات والتجارب السابقة التي يمر بها الرجال والنساء على حد سواء في تشكيل شخصياتهم، فخبرات الطفولة تنمي لدى المرأة المعتدى عليها معتقدات وسلوكيات خاطئة تصبح مع مرور الزمن جزء من شخصيتها حتى في مرحلة البلوغ والرشد، هؤلاء النساء يعتقدن أنهن يستحقن العقاب، ويخشين من الدفاع عن أنفسهن أمام من هم أقوى منهن، ويستسلمن لهذه المعاملة بدلا من مواجهتها، وبسبب مشاعرهن القوية بعدم أهليتهن ونفعهن وكفاءتهن يخترن الرجال الذين يعاملهن بعنف، فخبراتهن الطفولية عن الرجال هي التي تشكل شخصياتهن.

أما خبرات الطفولة المبنية على العنف لدى الرجال –سواء كانوا ضحايا للعنف أو مشاهدين له- فإنها تؤثر فيهم بشكل أقوى من النساء، فهي تعلمهم كيف يحصلون على ما يريدون بالقوة، وتشعرهم بالارتياح حيال أنفسهم, مما يولد لنا شخصيات عدوانية مضطربة العقل استحواذية سادية مصابة بجنون العظمة.
ومن وجهة نظر أصحاب نظرية التحليل النفسي فإن علاج ضحايا العنف من الزوجات يتطلب علاجا نفسيا تصحيحيا طويل الأمد، فهذا النوع من العلاج يمكن أن يساعد المرأة في كسر حلقة العنف التي أدت بها إلى اختيار من يسيء معاملتها (Davis, 1995).

أما أصحاب نظرية التعلم الاجتماعي social learning theory فيفترضون أن الأشخاص يتعلمون العنف بنفس الطريقة التي يتعلمون بها أنماط السلوك الأخرى، وأن عملية تعلم العنف تتم داخل الأسرة سواء في الثقافة العامة أو الفرعية. فبعض الأسر تشجع أبناءها على استخدام العنف مع الآخرين، وتطالبهم بألا يكونوا ضحايا للعنف في مواقف أخرى، والبعض ينظر إلى العنف كوسيلة للحصول على حاجاتهم، بل أن بعض الأسر يشجعون أفرادها على التصرف بعنف عند الضرورة، ومن أهم الفرضيات التي تقوم عليها هذه النظرية:
1-إن العنف الأسري يتم تعلمه داخل الأسرة والمدرسة ومن وسائل الإعلام.
2-إن كثيرا من السلوكيات العنيفة التي يمارسها الوالدين تبدأ كمحاولات للتأديب والتهذيب.
3-إن سلوك العنف يتم تعلمه من خلال العلاقة المتبادلة بين الآباء والأبناء، وخبرات الطفولة المبكرة.
4-إن إساءة معاملة الطفل تؤدي إلى سلوك عدواني تبدأ بذوره في حياته المبكرة، وتستمر في علاقته مع أصدقائه وإخوته ووالديه ومدرسيه.
5-إن أفراد الأسرة الأقل قوة يصبحون أهدافا للعنف.

وقد أظهرت العديد من الدراسات أن الأفراد الذين يعيشون في أسر يسودها العنف كانوا أكثر عدوانية في تصرفاتهم، فالأزواج الذين يشبون في أسر يسودها العنف يكون احتمال ضربهم لزوجاتهم عشرة أضعاف الأزواج الذين لم يمروا بهذه الخبرة، والأطفال الذين يمارس العنف معهم هم أكثر عنفا من غيرهم (حلمي، 1999).

أما أصحاب النظرية النفسية الاجتماعية theory psychosocial فيرون أن للضغوط الاجتماعية social stress دور بارز في ارتكاب العنف، فالمؤيدين لهذه الفكرة يربطون بين المسؤوليات المتزايدة للرجل والسلوك العنيف، كما يؤكدون على دور البطالة والفقر وانعدام فرص الحياة في تشكيل الضغوط على الشخص مما يزيد بدوره من احتمالية ممارسته للعنف. ويؤكد بعض المؤيدين لهذه النظرية على وجود نوعين من الضغوط هما (في زايد وآخرون، 2002):

1-ضغوط أحداث الحياة غير السارة وضغوط العمل والأدوار المختلفة كمثيرات قد تدفع إلى السلوك العدواني، وقد أكدت دراسات على العلاقة المباشرة بين الضغوط الحياتية غير السارة وبين السلوك العنيف كما يبدو في ارتكاب جرائم العنف، أما الدراسات الحديثة فقد أكدت على الأثر السلبي للضغوط الحياتية غير السارة التي يتعرض لها الفرد وبين العنف وذلك في ضوء متغيرات وسيطة تتمثل في الاستعداد الوراثي، والخبرات المتعلمة في الماضي، وطبيعة إدراك الشخص للموقف وما يتضمنه من أخطار.

2-الضغوط البيئية المتمثلة في الضوضاء والازدحام والتلوث والطقس، وضغوط أخرى كاختراق الحدود الشخصية والاعتداء على الحيز المكاني والشخصي والازدحام السكاني، حيث تؤدي هذه المؤثرات البيئية إلى زيادة العنف من خلال ما تحدثه من آثار نفسية أو سلوكية، ويتم ذلك وفقا لمستوى استثارة الشخص، وحالة التشبع بالمثيرات، والإحباط الناجم عن هذه الضغوط، والقدرة على ضبط النفس، ودرجة القلق.

أما المعارضين لهذه النظرية فيقولون أن هناك دلائل كثيرة تفند هذه النظرة في تفسير العنف، فقد أشارت كثير من الدراسات إلى تعرض نسبة لا بأس بها من نساء الطبقة الوسطى لهذا العنف، وأن عددا منهن يستمرون في علاقاتهن بمن مارس العنف معهن مع قدرتهن على الاستقلال ماديا، هذا بالإضافة إلى أن العديد من الدراسات أشارت إلى انتشار هذا السلوك بين طبقات غنية (Pierson & Thomas, 2002).

ويرجع أصحاب النظرية الوظيفية العنف الأسري إلى الخلل الوظيفي الأسري family dysfunction حيث ينظر أصحاب هذه النظرية إلى الأسرة كنظام اجتماعي social system له بناؤه وعلاقاته المتبادلة وحدوده التي تحفظ له توازنه، وبالتالي فإن توازن الأسرة يمكن أن يصيبه الخلل نتيجة اضطراب البناء أو العلاقات أو الحدود، وبهذا يمكن القول أن العنف الأسري هو دليل على وجود خلل ما في هذه الأجهزة المكونة للنظام. وإذا تغيرت القواعد والقوانين والمسؤوليات التي تعمل على توازن النظام الأسري، فإن من المتوقع أن تظهر في الأسرة علاقات سلبية.

ولعل من أكثر المفكرين الذين درسوا موضوع العنف الأسري أصحاب نظرية التبادل والضبط الاجتماعي exchange/social control theory حيث قام عدد من علماء الاجتماع بدراسة ظاهرة العنف الأسري بمعمل أبحاث العنف الأسري في جامعة (نيو هامشاير New Hampshire) بهدف تفسير هذه الظاهرة ومعرفة الأسباب التي تؤدي إلى استخدام أفراد الأسرة للعنف تجاه بعضهم، وقد خلصت الدراسة إلى تفسير بسيط مفاده "أن أفراد الأسرة يضربون بعضهم البعض ويمارسون العنف لأنهم يستطيعون فعل ذلك"، بمعنى أن الجو الأسري، وطبيعة العلاقات بين الأفراد، ودرجة الضبط الاجتماعي التي تمارسه الأسرة على أفرادها كلها عوامل تساهم في حدوث العنف، كما حاول هؤلاء الباحثين معرفة مدى تأثير رضا الزوجين، واستقرار الحياة الأسرية، ونتائج العنف، وطبيعة العلاقات بين أفراد الأسرة في ارتكاب العنف، وخلصوا إلى أن طريقة معالجة الخلافات تتأثر بنوعية العلاقات بين الناس، فالخلافات بين أفراد الأسرة الواحدة يصعب تجنبها وأكثر كلفة –على الأسرة نفسيا واجتماعيا- في حال تجاهلها، بعكس الخلافات التي تنشأ بين الأصدقاء والزملاء وغيرهم، وفي حال عدم توفر المهارات اللازمة لحل الخلافات فإن مشاعر الغضب يمكن أن تؤدي إلى ارتكاب العنف، خاصة إذا أدرك الشخص أن استخدامه للعنف لا يترتب عليه أي عقوبات أو أن العقوبات التي تنتج عن ممارسة العنف تكون أقل إشباعا من تنفيس مشاعر الغضب (Davis, 1995).

ومن هنا فإن عملية الضبط الاجتماعي (العقوبة) تقلل من احتمالية وقوع العنف، ويؤكد أصحاب نظرية التبادل والضبط الاجتماعي على أن التدخل للتعامل مع حالات العنف يمكن أن تتم على المستوى الفردي والأسري والمجتمعي وذلك من خلال تعليم أفراد الأسرة أسلوب حل الخلافات دون اللجوء إلى استخدام القوة والعنف، وتوفير المساندة الأسرية والمجتمعية وتخفيف الضغوط الأسرية، وضمان حصول المرأة على الدعم والمساندة والخدمات والموارد التي تعينها على ترك زوجها الذي يمارس العنف معها، كما يرون أن علاج مشكلة العنف ينبغي أن تركز على تحقيق ثلاثة أهداف رئيسة هي:
1-خفض حجم المكافأة التي يحصل عليها الشخص نتيجة ممارسته للعنف.
2-زيادة حجم تكاليف (العقوبة) العنف.
3-تعزيز عمليات الضبط الاجتماعي.

ويتبنى عدد من الباحثين شعار "العنف يولد عنفا" حيث تحدد دورة العنف العملية التي يتم من خلالها تناقل العنف من جيل إلى الجيل التالي، فالطفل الذي يتعرض لأفعال العنف في سنوات حياته الأولى سوف يميل في شبابه إلى التورط في ارتكاب أفعال عنيفة، بل إن تضرر الأطفال من العنف يبدأ مبكرا عندما يكونوا أجنة في بطون أمهاتهم فقد يصابون بأذى عندما يضرب آباؤهم أمهاتهم، وأن الأم التي تتعرض للضرب من الأب تنخفض قدرتها على رعاية أطفالها ويزيد احتمال ضربها لأطفالها، وأن الأطفال الذين يشاهدون آباءهم يضربون أمهاتهم من المحتمل أن يضربوا زوجاتهم في المستقبل (شوقي، 2000).

ويشير (عوض، 2004) إلى عدم وجود طريقة لإثبات أو نفي مقولة دورة العنف بصورة قاطعة، إلا أن هناك الكثير من الشواهد الدالة على انتقال العنف من جيل إلى جيل آخر، وقد أكدت بعض الدراسات على اعتبار المنزل بمثابة ساحة تدريب لإنتاج نماذج من التفاعلات العنيفة، فكل من الضحايا والمشاهدين للعنف بين أفراد الأسرة قد يتوحدون مع المعتدي، حيث يلاحظون أن المعتدين يعيشون في علاقة حب ويحققون أهدافهم باستخدام العنف، الأمر الذي يجعل المشاهدين يؤمنون بأن العنف هو السلوك النموذجي في التعامل، كما أن معظم الآباء والأمهات يستخدمون في تربية أطفالهم نفس الاستراتيجيات التي استخدمها معهم آباؤهم وأمهاتهم، فالناس بشكل عام يسلكون ويتصرفون بأساليب سبق أن تعلموها في أسرهم، ومن هنا فإن هذه النماذج تنتقل من جيل إلى آخر، كما يمكن أن يمتد العنف الأسري إلى المجتمع المحلي.
وأخيرا يرى أصحاب المنظور الأنثوي feminists أن العنف الأسري هو نتاج طبيعي لنظرة المجتمع نحو المرأة، فالرجل يملك السلطة والقوة والمال والمراكز الاجتماعية والسياسية والاقتصادية العليا، وهم –أي الرجال- يتحكمون في الاتجاهات والقيم والأفكار ويوجهون المجتمع حسب ما يرونه ويعتقدونه، وبالتالي فإن المرأة هي الحلقة الأضعف في هذه المعادلة ويحق للرجل أن يستخدم هذه السلطة لفرض رأيه وفكره ومعتقداته حتى لو أدى ذلك إلى استخدام العنف بشكل عام وتجاه المرأة –الحلقة الأضعف- على وجه الخصوص. منقول للدكتور / عبدالمجيد نيازي




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دي مصر يا بيه - غرائب الشارع المصري سد الوادي الصور والأفلام والفلاش 14 08-15-2010 02:21 AM
العنف الأسري ...... هاوي كركتر الصور والأفلام والفلاش 1 05-18-2010 07:23 PM
مقطع جلد المصري في النماص أنا صاحي لهم الصور والأفلام والفلاش 8 11-24-2009 11:10 PM
المسرح المدرسي الرهيب معكم التربية 1 09-09-2009 05:44 PM
شوف هالمسنجر المصري الياسمين وسع صدرك 7 03-02-2005 11:36 PM


الساعة الآن 03:24 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir