#1
|
|||||||
|
|||||||
الغضـــــــــب
روي أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني ، قال : " لا تغضب " فردد مراراً ، قال : " لا تغضب " رواه البخاري .
فقد ثبت علمياً أن الغضب كصورة من صور الانفعال النفسي يؤثر على الشخص الذي يغضب تأثير العدْو أو الجري ، وانفعال الغضب يزيد من عدد انقباضات القلب في الدقيقة الواحدة ، فيضاعف بذلك كمية الدماء التي يدفعها القلب ، أو التي تخرج منه إلى الأوعية الدموية مع كل واحدة من هذه الانقباضات أو النبضات ، وهذا بالتالي يجهد القلب ؛ لأنه يقصره عن زيادة معدلات العمل الذي يفترض أن يؤديه بصورة عادية أو ظروف معينة . إلا أن العدْو أوالجري في إجهاده للقلب لا يستمر طويلاُ لأن المرء يمكن أن يتوقف عن الجري إن هو أراد ذلك ، أما في الغضب فلا يستطيع الإنسان أن يسيطر على غضبه ، لا سيما وإن كان قد اعتاد على عدم التحكم في مشاعره. وقد لوحظ أن الإنسان الذي اعتاد على الغضب يصاب بارتفاع ضغط الدم ، ويزيد عن معدله الطبيعي ، حيث إن قلبه يضطر إلى أن يدفع كمية من الدماء الزائدة عن المعتاد ، كما أن شرايينه الدقيقة تتصلب جدرانها ، وتفقد مرونتها وقدرتها على الاتساع ، لكي تستطيع أن تسمح بمرور تلك الكمية من الدماء الزائدة التي يضخها هذا القلب المنفعل ، ولهذا يرتفع الضغط عند الغضب .. هذا بخلاف الآثار النفسية والاجتماعية التي تنجم عن الغضب في العلاقات بين الناس ، والتي تقوض من الترابط بين الناس . ومما هو جدير بالذكر أن العلماء في الماضي كانوا يعتقدون أن الغضب الصريح ليس له أضرار ، وأن الغضب المكبوت فقط هو السمؤول عن كثير من الأمراض . ولكن دراسة أمريكية حديثة قدمت تفسيراُ جديداُ لهذين النوعين من الغضب ، مؤداه أن الغضب الصريح أو الكبت يؤديان إلى الأضرار النفسية ذاتها ، وإن اختلفت حدته . ففي حالة الكبت قد يصل الأمر إلى ارتفاع ضغط الدم ، وأحياناً إلى الإصابة بالسرطان ، أما في حالة الغضب الصريح وتكراره فإنه يؤدي إلى الإضرار بشرايين القلب ، واحتمال الإصابة بأزمات قلبية قاتلة . لأن انفجار موجات الغضب قد يزيده اشتعالاً ويصبح من الصعب التحكم بالانفعال مهما كان ضئيلاً ، فالحالة الجسمانية للفرد لا تنفصل عن حالته النفسية ، مما يجعله يسري بسرعة إلى الأعضاء الحيوية ، في إفراز عصاراتها ، ويصل معدل إفراز هذه الغدد إلى حد من سد الطرق أمام جهاز المناعة للجسم ، وإعاقة حركة الأجسام المضادة المنطلقة من هذا الجهاز عن الوصول إلى أهدافها الأخطر ، وأخطر من ذلك ما يمكن أن يصيب القلب بسبب الانفعال المذكور . كما قد تصاب الغدة الحيوية بالضعف الشديد نتيجة لإصابتها بالتقلص عند حدوث أزمات نفسية خطيرة ، وذلك يفسر احتمالات تحول الخلايا السليمة إلى سرطانية في غياب النشاط الطبيعي لجهاز المناعة . وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أوصانا بعدم الغضب ، ومن هنا تظهر الحكمة العلمية والعملية من تكرار النبي صلى الله عليه وسلم الوصية بعدم الغضب . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|