سفير المملكة وشيخ الأزهر ووزير الأوقاف اليمني يتفاعلون

سفير المملكة وشيخ الأزهر ووزير الأوقاف اليمني يتفاعلون
تأييد واسع لمبادرة "الوطن" بمقاطعة الأخبار المسيئة للرسول

القاهرة، صنعاء، أبها: حازم عبده، الوطن

أثارت دعوة "الوطن" لمقاطعة وإهمال الأخبار الخاصة بالتهجم على الإسلام ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ردود فعل واسعة على الصعيدين الديني والدبلوماسي.
وقال سفير المملكة لدى مملكة هولندا وليد الخريجي مؤيداً طرح "الوطن" إن معظم العقلاء وأصحاب الرأي في هولندا يجمعون على ضرورة إهمال أخبار تلك الفئة التي دأبت على الهجوم على الإسلام في محاولة يائسة لتشويه الدين العظيم وكذلك الحصول على الشهرة.
وأضاف الخريجي أن من نتائج الهجوم على الدين ذلك الظهور الإعلامي الذي جعل نائباً مغموراً يتصدر أهم نشرات الأخبار في العالم.
وفي مصر أيد شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي فكرة "الوطن" داعياً إلى التعقل وعدم الانسياق وراء المتطرفين، مشيراً إلى أنه من الأفضل تجاهل مثل هؤلاء الذين يريدون أن يصبحوا نجوماً على حساب غضب المسلمين.
واتفق معه في الرأي وزير الأوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق قائلاً إن نكرة مثل سلمان رشدي أصبح بطلاً عندما تم إهدار دمه، ولو تجاهله المسلمون ما جنى كل هذه المكاسب وما حظي بالحماية والرعاية في المجتمع البريطاني والحكومة البريطانية.
من جانبه طالب وزير الأوقاف والإرشاد اليمني حمود عبدالحميد الهتار بعدم الوقوع في فخ الردود الغاضبة والانفعالية مشددا على ضرورة إقامة الحجة مع أهل الغرب.
إعلامياً، وفي صحيفة الحياة كتب الزميل عبدالله ناصر العتيبي مؤيداً طرح "الوطن" أن الصمت والتجاهل وعدم الاكتراث والتجاوز باحتقار هو الحل الوحيد الناجع لمثل هذه الحالات.

--------------------------------------------------------------------------------

أثار اقتراح "الوطن" الذي بلوره رئيس التحرير في عدد الجمعة الماضي والخاص بمقاطعة وإهمال الأخبار الخاصة بالتهجم على الإسلام وشخص رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ردود فعل واسعة على الصعيدين الديني والدبلوماسي..
وكان رئيس التحرير الزميل جمال خاشقجي قد لخص مناقشة مجلس التحرير بشأن الفكرة في مقال بعنوان "دعوة للمقاطعة". وقال خاشقجي متسائلاً: هل شجعت ردود أفعالنا الغاضبة على الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم آخرين على تكرار الأمر نفسه بصورة أو بأخرى لكسب الشهرة والظهور الإعلامي والتعبير عما تكنه أنفسهم من غل على الإسلام والمسلمين؟
ومضى قائلاً: جاءنا من مراسلتنا في هولندا الزميلة فكرية أحمد تحقيق صحفي عن مرتد إيراني أعلن عن نيته عرض فيلم عن الحياة الخاصة للرسول عليه الصلاة والسلام، تضمنت تصريحاته عبارات كفيلة بإثارة الغضب حتى الغليان في نفس كل محب للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وزوجاته أمهات المؤمنين، حتى إن وزيرا هولنديا وصف الفيلم بأنه "مهين ومقيت".
لو نشرنا التقرير لتصدر قائمة أكثر الأخبار قراءة، ولكننا اتخذنا جماعة قراراً بعدم النشر، فما الفائدة من نشر سبابه لرسولنا صلى الله عليه وسلم، حتى ولو كان في معرض الرد على هذا المرتد وإظهار قبحه وسوء صنعه؟ وما الفائدة من إثارة غضب على غضب وجرح خاطر مؤمنين محبين لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم طالما أن النشر لن يوقف هذا العبث؟
واختتم رئيس التحرير طرحه قائلاً: أتمنى لو تشاركنا كل الصحف ووسائل الإعلام في مقاطعة أخبار هؤلاء التافهين، فهم ليسوا أول من ارتد أو هاجم ديننا ونبينا صلى الله عليه وسلم على مدى التاريخ، فلم يزد هذا الدين القويم إلا منعة وانتشاراً، وهذا النبي العظيم صلى الله عليه وسلم إلا شرفاً ومحبة.. لنقاطع أخبارهم ونهملها، سنحاول ذلك في "الوطن" إلا ما يفرض نفسه كحدث، ولكن صناع الكوابيس من بيننا هم الذين سيروجون لأمثال هذا الإيراني المرتد كي يخدم أجندتهم في تعميق الفجوة بين الأديان والحضارات ويصبح هذا المرتد بشهرة سلمان رشدي!
زراعة الفتنة
بدوره، قال سفير المملكة لدى مملكة هولندا القريبة من الأحداث وليد الخريجي، مؤيدا طرح "الوطن":
في الوقت الذي يدعو خادم الحرمين الشريفين للحوار بين الأديان لكي يكون هناك قواسم يعمل من خلالها على بناء الجسور، تحاول فئة في الغرب الهجوم على الإسلام ونبيه - صلى الله عليه وسلم - وكتابه لتحقيق عدة أهداف منها محاولة تشويه الدين العظيم وكذلك الحصول على الشهرة، وفي مقابلاتي وأحاديثي مع الكثير من العقلاء وأصحاب الرأي في هولندا فمعظمهم يجمع على ضرورة إهمال أخبار تلك الفئة حيث إنهم يدركون أن من أهم نتائج الهجوم على الدين الظهور الإعلامي الذي جعل نائباً مغموراً يتصدر أهم نشرات الأخبار في العالم، هذه الشهرة استدعت آخرين للسير في نفس الطريق كما ذكر الأستاذ جمال خاشقجي في مقاله بعنوان دعوة للمقاطعة ( ليست دعوة لمقاطعة المنتجات والتي أجزم أنها ليست في صالحنا) إنما دعوة لمقاطعة الاستفزاز وطلب الشهرة على حسابنا والتي تعتبر دعوة حكيمة ستؤدي إلى إفساد مخططهم لزرع الفتنة والحد من ردود الفعل النمطية التي يحاولون إلصاقها بالإسلام من بعض البسطاء الذين لا يدركون الأهداف البعيدة لتلك الفئة.
التمسك بديننا أفضل رد
وفي مصر قال شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي نحن دائماًَ ندعو إلى التعقل وعدم الانسياق وراء متطرفين هنا أو هناك مشيراً إلى أنه من الأفضل تجاهل مثل هؤلاء الذين يريدون أن يصبحوا نجوماً على حساب غضب الشارع الإسلامي وخيراً فعلت "الوطن" ورئيس تحريرها بعدم نشر مثل هذه الإساءات.
وأوضح شيخ الأزهر أن الرد الأمثل على مثل تلك الإساءات هو التمسك بديننا ونبينا والعمل بسنته صلى الله عليه وسلم وتقديم الصورة الحضارية لهذا الدين الحنيف وشريعته السمحة للعالم كله.
من جانبه قال وزير الأوقاف المصري وعضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمود حمدي زقزوق إن نكرة مثل سلمان رشدي أصبح بطلاً عندما تم إهدار دمه ولو تجاهله المسلمون ما جنى كل هذه المكاسب وما حظي بالحماية والرعاية في المجتمع البريطاني والحكومة البريطانية، وقد نجحت سياسة التجاهل في وأد الكثير من تلك الأعمال التي يتعمد أصحابها الإساءة للإسلام فعندما اتخذ الأزهر قراره بتجاهل العشرات من الكتب التي كان يتعمد أصحابها تضمينها هجوماً على الإسلام ورموزه ومخالفة لإجماع الأمة ماتت ولم يسمع عنها أحد وذلك على العكس من الكتب التي تمت مصادرتها أو التوصية بعدم تداولها راجت وأصبحت النسخة تباع منها بأرقام فلكية وفتحت أمامهم أبواب الفضائيات والإذاعات والمنابر الإعلامية.
فخ الردود
من جانبه قال وزير الأوقاف والإرشاد اليمني حمود بن عبد الحميد الهتار لـ"الوطن" في القاهرة "إن التطرف هو مشكلة هذا العصر والتطرف ممقوت سواء كان من المسلمين أو المسيحيين أو اليهود، وإذا كنا مطالبين كمسلمين أن نوقف المتطرفين من إخواننا فعلى الآخرين أن يوقفوا المتطرفين من إخوانهم وهذه الإساءة التي يتعرض لها نبينا صلى الله عليه وسلم هي من المتطرفين من غير المسلمين وهذه الإساءة تسيء إلى العلاقات بين هذه الدول وبين الدول الإسلامية
وتفسد العلاقة بين المسلمين والمسيحيين وأدعو رجال الدين المسيحي أن يقفوا وقفة صادقة، وإلى من نشروا الرسوم هم لم يسيئوا للرسول - صلى الله عليه وسلم - فهو أكبر من أن يساء إليه وإنما جعلوا المسلمين يتمسكون برسولهم أكثر وأتاحوا فرصة واسعة لتعميق حب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلوب المسلمين وغير المسلمين لأنه نبي الرحمة".
وطالب الوزير اليمني بعدم الوقوع في فخ الردود الغاضبة والانفعالية وقال علينا أن نقيم الحجة مع أهل الغرب ونقول لهم كما قال الله تعالى " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ".." نحن ندعوهم إلى الحوار مرة أخرى لأننا نعتقد أن الحوار فريضة وليس ترفاً.
أما مساعد وزير الخارجية المصري السابق الدكتور عبد الله الأشعل فثمن دعوة رئيس التحرير وقال بالفعل يجب ألا ننزلق وراء كل متطرف أو معاد للإسلام في الغرب أو الشرق لننسى قضايانا الحيوية فأمثال هؤلاء تحركهم مؤسسات تريد لنا الانشغال عما يحدث في فلسطين والعراق وأفغانستان وحتى يخرج منا من يدعو لقتل أحد هؤلاء المسيئين ليأخذوه حجة علينا ليتهمونا بالإرهاب والتطرف بينما هم يدافعون عن ذلك تحت ستار حرية الرأي والتعبير في الوقت نفسه فإن على القنوات الدبلوماسية الإسلامية أن تتحمل مسؤولياتها والقيام بواجبها في مثل هذه الحالات عبر الوسائل الدبلوماسية المعروفة وعلى علماء الدين القيام بواجبهم في توصيل الإسلام الصحيح للناس في الغرب وعدم تركهم فريسة لوسائل الإعلام الحاقدة على الإسلام والتي
تبث سمومها وتقدم الإسلام بصورة مشوهة لتنفير الناس منه وتصويره على أنه دين إرهاب وعنف وقتل وجهل.
ميثاق الشرف المطلوب
وفي صحيفة الحياة كتب الزميل عبدالله ناصر العتيبي مؤيدا طرح "الوطن" أن الصمت والتجاهل وعدم الاكتراث والتجاوز باحتقار هو الحل الوحيد الناجع لمثل هذه الحالات.
وأضاف العتيبي قائلا: لو لم يثر المسلمون ويعلنوا احتجاجهم على فيلم فيلدرز لما شاهده على شبكة الإنترنت سوى أصدقائه وأعضاء حزبه وأصدقاء أعضاء حزبه، بينما أظن أن مشاهديه في الوقت الحالي يعدون بعشرات الملايين بسبب دعاية المسلمين الذين - بكل أسف - أسهموا بغير وعي في انتشار هذا الفيلم الذي يسيء لهم ولدينهم.
ومضى العتيبي قائلاً: لو التزمت صحافة الدول الإسلامية باتفاق شرفي "ميثاق الشرف مطلوب هنا" بعدم الحديث عن هذه النوعية من النكرات التي تظهر بين الحين والآخر، لما تكاثر الموتورون الساعون إلى الشهرة على حساب إسلامنا. بهذه الطريقة يمكننا محاربة هؤلاء السفلة ومن خلفهم دولهم التي تؤمن بحرية التعبير فيما يختص بالإساءة للإسلام فقط.
بهذه الطريقة يمكننا الرد، أما الاحتجاجات التي تملأ الشوارع صراخاً فليست بتلك الجدية التي ترسم موقفاً صلباً مؤثراً وإنما هي مواقف رجراجة تعبر عن ضعف عام ليس إلا!

يجب علينا جميعا ان نتفاعل


*·~-.¸¸,.-~*يعطيك العافيه*·~-.¸¸,.-~*