الملك سلمان في مصر

الملك سلمان في مصر

بقلم/ فهد عامر الأحمدي :-
العلاقات التاريخية بين جزيرة العرب، وأرض الكنانة تبدو وكأنها مصير محتوم على الطرفين.. تملك امتدادا تاريخيا، وعمقا ثقافيا، وتلازما بشريا، تجعلها ضمن العلاقات القليلة في العالم التي يصعب عدم استمرارها أو تواصلها لوقت طويل (وقد لا يشبههما في ذلك سوى علاقة أمريكا ببريطانيا، واليونان بقبرص، وتركيا بتركمانستان)..

بدأت بالتجارة قبل الإسلام، وتجذرت بالهجرة والامتزاج الثقافي بعد الإسلام، واندمج الطرفان في العصور التالية تحت مظلة دول وإمبراطوريات إسلامية متعاقبة..

أما في عصرنا الحديث فيمكن القول إن العلاقات الرسمية بين السعودية ومصر بدأت بزيارة الملك عبدالعزيز للملك فاروق عام 1946 (وكانت زيارته الوحيدة رحمه الله خارج البلاد).. وحين قامت ثورة يوليو 1952 لم تتأثر علاقة الملك عبدالعزيز بالشقيقة مصر واعتبر ما يجري داخلها شأنا داخليا لا يؤثر في علاقة البلدين، وليس أدل على ذلك من استقباله لأعضاء تنظيم الضباط الأحرار في جدة وكان من بينهم محمد نجيب وجمال عبدالناصر اللذان كانا معجبين بالملك عبدالعزيز ويعتبرانه رائد الوحدة العربية الأول في العالم العربي..

وحتى حين حدث الخلاف الشهير بين الملك فيصل وجمال عبدالناصر (بسبب التدخل في اليمن) لم يمنع ذلك الملك فيصل من الوقوف مع الشعب المصري في نكسة 1967، وهدد بقطع النفط عن أميركا والدول التي ساندت إسرائيل في حربها ضد مصر.. ثم نفذ تهديده فعلا في حرب 1973..

وبدورها لم تتردد مصر في إعلان وقوفها مع السعودية في حرب الخليج الأولى - بل وشاركت في قوات التحالف- بعد رفض صدام حسين الانسحاب من الكويت رغم علاقتها الجيدة معه في تلك الأيام..

وفي الأعوام الأخيرة بالذات تجاوزت مصر اضطرابات الربيع العربي وعادت للاستقرار بسرعة في عهد الرئيس السيسي.. ومن جهتها حافظت السعودية على استقرارها وتماسكها في عالم مضطرب ويموج بالفتن، ومازالت تتعامل بحكمة وحزم مع ما يجري قرب حدودها الجنوبية والشمالية..

والحقيقة هي أن كلتا الدولتين تملك ثقلا سياسيا وتاريخيا كبيرا (ناهيك عن الثقل الديني للسعودية، والبشري لمصر) الأمر الذي يجعل من توافقهما خيرا للأمتين العربية والإسلامية..

واليوم تمر العلاقات السعودية - المصرية بأفضل حالاتها بدليل كثرة الزيارات المتبادلة بين الطرفين.. وكانت أول زيارة للرئيس السيسي للسعودية في مايو 2015 منذ تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم. وتأتي زيارة الملك سلمان الحالية للقاهرة تتويجا لزيارات كثيرة زادت وتيرتها منذ فوز الرئيس السيسي بانتخابات 2014.. فخلال إبريل 2015 مثلا تبادلت القيادات العسكرية السعودية - المصرية الزيارات لبحث التعاون المشترك في ظل “عاصفة الحزم”..

وفي يوليو 2015 قام ولي ولي العهد محمد بن سلمان بزيارة مصر استقبله خلالها الرئيس السيسي وانتهت باتفاقيات اقتصادية وسياسية وتنموية متعددة بين البلدين.. وكان الرضا الشعبي من نتائج الزيارة واضحا في الصحف المصرية التي صدرت في اليوم التالي تحمل عناوين مثل "جناحا الأمن القومي العربي ينهيان مباحثاتهما" و"إعلان القاهرة يؤكد متانة العلاقات الثنائية" و"السيسي: دائماً مصر والسعودية معاً."..

والزيارة الحالية للملك سلمان تأتي تتويجا لأكثر من عشر اتفاقيات اقتصادية وتنموية وبترولية وعسكرية بين البلدين.. في حين سيتخلل الزيارة ذاتها عقد الاجتماع السادس لمجلس التنسيق السعودي - المصري بين الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء المصري شريف اسماعيل الأمر الذي ينبئ بالمزيد من التعاون السياسي والتفاهم الأمني وتعزيز التبادل التجاري بين الطرفين..

.. وبدون شك فإن التنسيق بين دولتين بحجم السعودية ومصر أمر سيشغل المراقبين لوقت طويل، ويأتي في وقت نحتاج فيه نحن العرب والمسلمين لمزيد من التلاحم وتنسيق المواقف.. خصوصا قبل القمة الإسلامية المزمع عقدها يوم الأحد المقبل في اسطنبول.

من الافضل للبلدين...والأمه العربيه تحديداً
وهذه الزياره بإعتقادي هي توطيد لتوافق سياسي حول القضايا المصيريه العربيه ومن أهمها انتهاء حكم الأخوان المسلمين الذي أعتقد لو أستمر لقضى على الجامعه العربيه والآمال التي ترتكز عليها ولأصبحنا هذه الأيام في حروب وفتن أكثر وتقسيم مؤكد ان كان هناك مكاسب لن تكون كالخسائر بأي نسب محتمله

الصيـــ ( ضــــاري ) ــاد

شكراً لك ع المشاركة ، وع الإضافة
والله يكفينا شر من فيه شر ، والله يعطيك العافيك