#1
|
||||||||
|
||||||||
التفاؤل الإيجابي
التفاؤل الإيجابي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد : فإن التفاؤل يدفع الإنسان لتجاوز المحن ، ويحفزه للعمل ، ويورثه طمأنينة النفس وراحة القلب .. والمتفائل لا يبني من المصيبة سجناً يحبس فيه نفسه ، لكنه يتطلع للفرج الذي يعقب كل ضيق ، ولليسر الذي يتبع كل عسر .. وقد كان نبينا - صلى الله عليه وسلم - إماماً في التفاؤل والثقة بوعد الله تعالى . تقول أمنا عائشة - رضي الله عنها - للنبي - صلى الله عليه وسلم - : هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد ؟ قال : " لقد لقيت من قومك ما لقيت ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت .. فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل ، فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك ، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم . فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال : يا محمد فقال ذلك فيما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين .. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً ". وقد كان - عليه الصلاة والسلام - يبشر أصحابه بالظهور على الكافرين في جزيرة العرب وما جاورها في أوقات كان الواحد منهم لا يأمن على حياته وهو في بيته ، فكانت النتيجة تسابقهم لرفع راية الإسلام في كل البقاع، بنفوس منشرحة قوية واثقة في نصر الله . إن سُم التشاؤم الذي يحاول المنافقون دسه للمنتمين لهذا الدين له ترياق جدير بأن يذهبه ألا وهو بث اليقين بمعية الله تعالى وتوفيقه للمتوكلين الصادقين في صفوف المسلمين ، وتعميق الإحساس بقدرة الله تعالى وعظمته في نفوسهم ، وتبشيرهم ببوادر النصر التي تلوح في الأفق .. ويكون ذلك بذكر حقائق الواقع الماثل .. ففي فلسطين مثلاً ، رغم تنكيل الصهاينة الغاصبين بالمجاهدين ، ورغم تخاذل المسلمين عن نصرتهم ، رغم ذلك ينطق تسلسل الأحداث بأن الغلبة لدين الله ، وأن النصر لجند الله . فقبل عشرين سنة فقط لم تكن في ساحة المقاومة راية تعرف سوى رايات الشيوعيين والعلمانيين ودعاة القومية العربية ، وأشباههم مع بعض عملاء الصهيونية ، أما اليوم فيشد أبناء فلسطين على أيدي المجاهدين ويقدمونهم لقيادة البلاد ، ورعاية مصالح العباد . قبل أقل من عشرين سنة كانت الراية المرفوعة هي الأرض مقابل السلام ، وكان القادة يتسابقون للقاء الصهاينة ومحاورتهم بل على الأصح تنفيذ شروطهم وإملاءاتهم ، واليوم يلتف أبناء فلسطين حول المجاهدين الذين أعلنوا أن الجهاد ماض حتى تطهر أرض الإسراء كلها من كل الصهاينة المعتدين . قبل عشرين سنة فقط كان المظهر العام في فلسطين مثله مثل كثير من الدول العربية التي ابتليت بالتغريب والانحلال ، واليوم يتجه الناس نحو الإسلام ، بل صارت سجون الصهاينة كتاتيب ومعاهد يحفظ فيه الأسرى كتاب ربهم . إذاً فالواقع يصدق الشرع ويقول : إن الدين منصور ، ألا بعداً لليأس والتشاؤم ، فلنأخذ بأسباب النصر ، ولنثق بأن الذي يخرج اللبن من بين الفرث والدم قادر على إخراج النصر من رحم البأساء والضراء . أما الذي يدعي أنه متفائل ويقعد عن العمل فعاجز لا متفائل ، وقد روي في الحديث : ( الكيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله ) ، وما حمد التفاؤل إلاّ لأنه يدفع الإنسان إلى المضي ، ويطرد عن النفس اليأس لينبعث صاحبها ويعمل في جد واجتهاد ، فإذا بطل هذا فلا تفاؤل على الحقيقة . رزقني الله وإياكم تفاؤلاً إيجابياً يثمر عملاً ، ويرفع خور النفوس وعجزها ، والحمد لله أولاً وآخراً ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. ياله من دين. |
06-14-2008, 10:41 PM | #2 |
|
رد: التفاؤل الإيجابي
اللهم آآمين
مرحبا بالكاتب الكبير د. مرعي لاعدمناك لاتعليق لدي ع ماكتبت لان سطورك وافية وكافيه تحياتي |
|
06-17-2008, 11:49 AM | #3 |
تـــربــوي
|
رد: التفاؤل الإيجابي
الأستاذ المبدع زاهر آل عابس
أشكرك وأثمن لك هذا التواجد الجميل وأسأله تعالى أن يكتب لك الأجر. |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الايحاء الإيجابي مع الأطفال .. نصائح مهمة لكل أسره | سد الوادي | المواضيع العامة والإخبارية | 1 | 04-21-2011 06:37 PM |
اكتشف نفسك – آليات اكتساب السلوك الإيجابي | أبوفارس | البرمجة اللغوية العصبية (NLP) | 2 | 08-31-2009 10:16 AM |
التفاؤل :- | alqrnu | عطر الكلمات | 2 | 01-28-2008 07:13 AM |
التفائل | صيهم | مجلس الأعضاء | 1 | 10-26-2004 02:06 PM |
التفائل | صيهم | مجلس الأعضاء | 0 | 10-24-2004 02:17 AM |