خواطر في الحرية......

عندما يتنازل المرء عن المطالبة بحريته الحقيقية... ويستبدلها بحرية دونية تنحصر في إطار حرية المرأة والجنس..هنا يجب أن نخطره بروح الأمانة أنه قد إستظل بفكر مرتكس في مرتبة دونية أمام جميع الطوائف الفكرية المختلفة ذات التوجه السليم!!!
ذلك لأن (فكر) الإنسان له من الضروريات المقدمة كثيراً عن الحاجيات...والتي من الضرورة الممايزة بينهما وعدم الخلط فيها حتى لايتردى مستوى الفكر لدى الإنسان... .

ولن تجد مكاناً يتبنى نشوء هذا الفكر إلا حين تقع هذه النفسية تحت وطأة الفراغ (الروحي) والتربية (المتساهلة!!) وخلوها من الرغبة الحقيقية للكفاح الواقعي الذي يهتم بإنتشال وضعه (البائس) والمخجل من بين الأمم!!! تلك الرغبة اللتي تسمو وتعلو في إطارٍ أعلى من إطار محصور بين الشهوة والجسد.. وأعلى من تلك النظرة الدونية الصغيرة!!! ذات المطمع الحقير!!! والنيل الوضيع.. وهذا مانجده بكثره وللأسف في مجتمعاتنا العربية..

لن تجد أمة (متخلفة) يكثر فيها الشعر والغناء والطرب إلا بعد أن يدب فيها الخوار الأخلاقي.. متلازماً معه فراغ مهيب يستشري في جسد ذلك الشعب وترتكس تحت مظلته (عبودية الشهوة).. فتجدهم يملئون هذا الفراغ بأنواع (وضيعة) وتافهة من المشاعر والأحلام الواهية.. وتتكاثر فيه المطالبات الرخيصة.. اللتي تجعل من عقول هذا المجتمع عقلاً (مخدراً) وروحاً خاوية لاتفكر ولاتتستفيق من الظلم (المهول) الجاثم عليها!!!

لنرجع قليلاً ونقلب التاريخ (الأندلسي) والتاريخ (العباسي) ونتعلم منه كيفية ضياع الحضارات وتغير لخارطات التاريخ ومعالمه في ظل أجواء الفراغ والترف!!!

وهاهو أمامنا تاريخ (مصر) الحديث أمامنا خير شاهد على هذا الواقع فبدئاً من (قاسم أمين) وفكره الدخيل الذي مات من أجله وأضاع (مصر) من بعده!!! وإنتهاءً (بحنجرة أم كلثوم) التي خدرت عقول (المصريين) إلى حد ضياع (سيناء) منهم!!! هذا هو التاريخ الذي لايرحم... وهاهو فجر تلك الأيام يعود لكن (بقولبة) مفبركة!!!!

إن أول مرتبة للتمييز بين الإنسان والحيوان... ليس بالشكل أو اللسان.. إنما يبدأ ذلك (بالعقل) الذي سيتحرك بعدها لفصل الروح وإخراجها من حياة الشهوة اللتي تميز ذلك الحيوان عن بني البشر!!!! فتصبح حينها الضرورة (الحيوانية) كمالية (إنسانية) وهنا نستحق أن نعيش!!! إن واقع عصرنا اليوم يلزم على (صناع القرار) في الوطن أن يتجاوزوا هذه الإشكالية (الصغيرة) المتمثلة في بعض أصوات المطالبات اللتي أشغلت المفكرين وأوقفت عجلة تقدم ركاب المجتمع في ظل ندوات ومحاضرات لاتسمن ولاتغني من جوع...

تلك الندوات اللتي تحركت ببركة من النساء اللواتي (لفظتهن) بيوت العفة والحياء..فوقفوا بلا خجل وحياء منتصبات الصدور والأفئدة أمام الشاشات واقعين تحت نشوة ونزوة (الفلاشات) واللقائات التلفزيونية تاركين خلفهم مواقعهم الحقيقية في مصانع (توليد) الرجال!!!!

إن إشغال المجتمع (بأسره) في جزئيات فرعية تتميز بفكرها (الدخيل) والخارجة عن أفلاك المجتمع الفكرية تجعل في(نفسية) المجتمع ضيقاً وحنقاً على كل شيء.. وتشتته إلى (طرائق) وأطياف بدلاً من لملمة شعثه في منظومة تكاملية هو أحوج إليها من أي شيء آخر....

إن أكبر جريمة بحق (ثرى) هذا الوطن هو أن نمازج بين الحرية الحقيقية بهذه الحرية (المأفونة) وندسها بدعوى (الإصلاح) الحقيقي للمجتمع وإعادة الهيكلة الحقيقية الواهية له!!!! فليس لإنسانٍ حق وغيور على دينه ووطنه أن يحارب بقوة ويتفانى لإظهار هذه الصورة البشعة والموصلة إلى الإنحدار الفكري والأخلاقي... والموصلة لسقوط الهوية الدينية أولاً والوطنية (الحقيقية) ثانياً من أفئدة الشعب.. ومامن طريق يجنبنا هذا (المستنقع الآسن) ويحيلنا عنه...إلا بعد أن تسمو أخلاق الشعب وتترفع مسامعهم عن أصوات (مواخير) الظلام والإستعباد الإنساني في ظل هذه الحرية (المزعومة!!!!!)

إن الإنسان العربي هو من أشد الأفراد عالمياً من حيث سلب الحرية عنه... ومصادرة عقله وفكره وتوظيفها في رق وإستعباد (مغلف) بمسمى الحقوق الشخصية.... عليه أن ينظر بصدق وينادي بصوت مسموع لجلب حريته المسلوبة في ظل بعض السياسات الخارجية والمحيطة به والتي أجرمت بحق النفس البشرية... حتى غاب صوت الحقيقة بين تلك الأصوات.....

إنتهى....

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لقد كان في إستطاعة المؤمنين أن ينجوا بحياتهم في مقابل الهزيمة لإيمانهم.. ولكن كم كانوا يخسرون هم أنفسهم!!! وكم كانت البشرية كلها تخسر!؟ كم كانوا يخسرون وهم يقتلون هذا المعنى الكبير.. معنى زهادة الحياة بلاعقيدة.. وبشاعتها بلاحرية... وإنحطاطها حين يسيطر الطغاة على الأرواح بعد سيطرتهم على الأجساد!؟

"سيد قطب"



كتبه...
عمرو..

أخي الفاضل عمرو






شاركت بموضوع رائع يحتاج مجلدات لمناقشته


وتمحيص نقاطه ومعطياته وسبر أغواره وخفاياه


ويتطلب ذلك أشهراً من الزمن للتعاطي معه ونقاشه


فكم نحن في مسيس الحاجة لهذه المعطيات الجادة


تنير الفكر تصحح المفاهيم وتثقف بعض العقليات


من ما شابها وتشابه عليها وشبه لها ودلس عليها


والسير بها نحو أفاق أرحب وإتجاهات صحيحة


من سليم الأفكار والمعتقدات الفكرية والمنهجية


لننعم جميعاً بمستقبل زاهر لهذه الأمة المسلمة


زاخر بكل مافيه خير لديننا ودنيانا .


وضرورة النقلة النوعية المتميزة في تفكيرنا


لتواكب ما نواجهه من هجمات شرسة مقننة


والمتمعن في الحريات مزعومة التي يدعونها


لا تعدو كونها حريات زائفة لا نلبث أن نقع


في شراك تدافع بعضنا مع وهج تلك الأوهام


تماماً كالفراشات تحلق حول النار ثم ...


وندفع جميعاً ثمن فورة حماسنا الوهمي


وهي بل شك ستطال المجتمع بكامله


ولا عجب فإن حقيقة ما يطالب به البعض


ظاهره الرحمة ومن باطنه العذاب ...


فهم لا يتورعون عما يسلب لب البعض


ويعزفون على وتر الحرية المهترئ


ويتشدقون بإسطوانة مشروخة فاسدة


أكل الدهر وشرب عليها علهّا تحقق مناهم


وهذا للأسف ديدن كثيرممن هم في غفلة


لا هم لهم إلا تحقيق مأربهم الدنيئة


ولا مراد لهم إلا إشباع غرائزهم .


وقد يكون ذلك لتأثر بعضهم بالغرب


وإنفتاح البعض الآخر على الإعلام


وضعف الوازع الديني أولاً وأخيراً


نسأل الله العظيم أن يحمي المسلمين


ويعلي كلمتهم ويوحد صفوفهم ..


ويرد كيد الكايدين في نحورهم .













شكراً أخي العزيز على مشاركتك الرائعة












لك أطيب المنى

أخي الكريم الصقر 20021

أشكرك أخي الكريم على هذه المداخلة الرائعة... والتي رأيتها بصدق وأمانة فاقت زهواً وجمالاً على الموضوع الذي أوردته هنا بعد تنظيمه...

أحييك على هذا التفاعل الطيب... وعلى هذه الغيرة المحمودة... في زمان إشتغل غالبية أفراده بالهراء والسخف وتداول المواضيع السقيمة... والكلام الوضيع...

أحييك على هذه العبارات الرائعة التي أوجزتها لنا وبينت لنا فيها مدى براعة قلمك الجميل وفكرك القوي وأفق نظراتك الواسعة...

أحييك مجدداً.. وأشكرك على هذا التفاعل...

أخوك...

الرعية والراعي....

بيدهم المفاتيح لكنهم جعلوها في طي الخفاء والكتمان .... والخضوع ..
وكلاً منهم لهُ أسبابه .. !!!

تحدثنا كثيراً ...
ومازلنا نتحدث ... ولا شيء أمامنا سوى الحديث ..
مازال البحث جارياً عن مَخرج لكلِ هذا !
أتمنى أن نجد مخرجاً قبل أن يحلّ علينا غضب الله كما حلّ بالسابقين ..
شكراً لفكرك النيّر ومواضيعك القيّمة الهادفة ياسيدي ..

أرق التحاياااا لك

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى اليوم أكلمت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) ...



وهل هناك كمال إلا من صاحب الكمال والجلال ..؟؟!!!



ولكن الأمة الإسلامية اليوم ترفض هذا الكمال ..
لتبحث عن كمال آخر مستمد من أصحاب النقص وقلة العلم والإدراك ...


فما معنى إذا الإسلام إن لم نكن مستسلمين لشرائع من قال اليوم أكملت لكم دينكم ...!!


أكمل الدين سبحانة وتعالى من جميع جوانبه ..
ذكوراً وإناثا..ومواكب لجميع العصور والأزمنة ...


فهو دين صالح لكل زمان ومكان ..

وكيف لا ..
وهو دين الكمال ...من صاحب الجلال !!




هل كرامة المرأة في خلع حيائها وحجابها ..؟؟!!

هل جمال المرأة في نزع شعيرات خلقها الله فيها وجملها بها .. لتطلب جمال غير الجمال الذي أودعه الله فيها .. وكأن لسان حالها يقول أعدل خلق الله إلى الأفضل .. !!!

وكأن الله الذي خلق السموات والأرض وأبدع في الخلق تتهمه بسوء خلقته لها ...!!!


هل حرية المرأة في خروجها وولوجها وسفرها بلا محرم وبلا أذن ؟؟!!!


ومثل ذلك ينطبق على الرجل ...

هل يا أخي الكريم .. حلق اللحية تزيدك جمالاً وبهاء .. لا والله !!

هل ملاطفتك لأهلك وأبنائك هدارة لكرامة الرجل ونقص في هيبته ؟!!

هل شرب المحرمات تزيدك وجاهة بين الناس ...


أعتقد أن الجميع يتفق على كملة ( لا ) ..


إذا فلماذا نبدل دين الله وشرائعة ...

لماذا نطلب النقص ونرمي خلف ظهورنا الكمال ..



ثم نزينها بكلمات نمني أنفسنا بأنه هو الصواب ..

ونضعها تحت شعارات ( الكرامة والحرية والتطور ) !!!


فلا حرية ولا كرامة أخوتي إلا من أصل معينها ..
من صاحب الكمال .. ذو الجلال والإكرام ...

لا سواه ....



واحذرواقوله تعالى وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) ...

أخي عمرو بارك الله فيك طرح رائع بروعة تواجدك أسأل الله أن يهدينا الى أحسن الأخلاق والأقوال والأفعال

محبك نظــــــــــــــــــــام

الأخت العنااا

إن أضواء الأمل تبقى شموعها وإن كانت في ليالي البرد الشاتية... وإذا قرأت لسيرة سيد قطب وما وصل إليه اليأس مما يحيطه من فساد وبغاء وفتنة... وصل به الحال إلى أنه كاد أن يقضي على حياته برصاصة في رأسه!!!!!
إلا أن الخير يبقى والأمل يتجدد مع العزم والإرادة...ولاشيء إسمه مستحيل!!!!
شكراً لك...


الأخ الفاضل والكريم النظام...

كعادتك المعهودة... كلما تنوخ رحالك في أي موضوع... لامناص من وضع لمساتك الجمالية والمفيدة المعهودة على الجميع... لاأدري كيف أعقب على كلامك بعد هذه الكلمات الجميلة والرائعة...
أسألأ الله أن ينفع بك الناس... ونختص بهم أعضاء هذا المنتدى...

محبك..