الإهداءات


عطر الكلمات (خاص بالمنقول)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-31-2011, 12:05 AM   #16
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية ابوفواز
ابوفواز غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7607
 تاريخ التسجيل :  Oct 2006
 أخر زيارة : 02-01-2015 (06:58 PM)
 المشاركات : 1,747 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



شـــاهد التاريــخ

اسقني من ماءِ نَهرِ الكوثرِ **** شَربَةً تغسل عني كدري
وانطلق بي في ميادين الهدى **** بحصانِ المكرُمَاتِ العبقري
لا تدعني واقفاً وحدي على **** مركب الحُزنِ الذي لم يَعبُرِ
لا تدعني خائفاً من حُلُمي **** ساهراً، همِّي يُغذِّي سهري
أرقبُ النجمَ الذي أَثكله **** في دُجَى الظلماءِ، فَقدُ القمر
اسقني ياحارسَ النَّبع ولا **** تَبقَ مثلَ الآدِبِ المُنتَقِرِ
فأنا أحمل قلباً خافقاً **** بوفاءٍ نادرٍ في البشَرِ
هذه كفّي التي صافحَها **** موسمُ الخصب بكفِّ المَطَرِ
مدَّها نحوَك حُبٌّ صادقٌ **** فَلتُصافحها بروح الزَّهَرِ
أَسأَلُ الأَمجادَ عن تاريخنا **** فتُريني منه أَبهَى الصُّوَر
وتُريني لوحةً مشرقةً **** نُقِشَت فيها أَجَلُّ العِبَرِ
وتُريني صورةَ المجد التي **** برزت في البيتِ عند الحجرِ
وتُريني المسجدَ الأقصى الذي **** ظلَّ يروي خبراً عن خَبَرِ
صامداً في رحلة الحق التي **** حفظت هذا البناءَ الأَثَريِ
ثابتاً كالجبل الضَّخم الذي **** واجهَ الأزَمانَ لم يندحرِ
عالياً كالكوكب الدُّريِّ في **** سُبُحاتِ الأُفُقِ المزدهرِ
كابتهاج الشمس في رَأدِ الضُّحَى **** في نهار الأَمَلِ المنتظَرِ
أيُّها المسجدُ، ما زلنا نرى **** شاهدَ التاريخ فوقَ المنبرِ
أنتَ أقصى أيُّها المسجدُ في **** داخلِ القلبِ عميقُ الأَثَرِ
لم تزل تُلقي علينا خُطبةً **** لَفظُها الصادقُ لم ينحدرِ
أيُّها الناسُ اسمعوني إنني **** سوف استنهضكم بالنُّذُرِ
أبحرت بي سُفُنُ الأيام في **** لُجَّةٍ ممزوجةٍ بالَخطَر
كان للأمواج فيها قصصٌ **** أسهبت فيها ولم تختصرِ
كم رأت عينايَ من جيلٍ مضى **** وطوى أيَّامَه في سَفَرِ
هكذا الدنيا، كما جرَّبتُها **** طولُ ما فيها شديدُ القِصَرِ
أيُّها الناسُ اسمعوا، إني أرى **** نارَ حربٍ قذفت بالشَّرَرِ
وأرى قَلبَ اليهوديِّ الذي **** لم يزل يعكس معنى سَقَرِ
وأرى خُطَّةَ حَربِ، ربما **** سبقت كلَّ لبيبٍ حَذِرِ
وأرى دائرةً مُحكَمَةً **** لم تزل واقفةً لم تَدُرِ
ربما دارت بنا نَحوَ الرَّدَى **** لو رضينا بحياةِ الخَدَرِ
أيُّها الناسُ أفيقوا، واذكروا **** صورةَ ابنِ العَلقميِّ الأَشِرِ
واذكروا بغدادَ كيف احترقت **** حين كانت هَجَماتُ التَّتَرِ
واذكروا دَورَةَ أيامِ الأسى **** كيف ساقَتنا إلى المنحدَرِ
واسألوا الأندلُسَ المفقودَ عن **** طائر العزم الذي لم يَطِرِ
أيُّها الناسُ، أنا مسجدكم **** مسجدُ المَسرَى لخير البَشَرِ
مرَّتِ الأحداثُ بي داميةً **** فأنا في وَردِها والصَّدَرِ
فلكم ذقتُ الأسى بعد الأسى **** من خياناتِ الصَّليبِ القَذِرِ
يالَها من ظُلمةٍ حالكةٍ **** سوَّدَت وجه المدى في نظري
ضاقَ بي الأَرحَبُ حتى خِلتُني **** لن أذوق الصَّفوَ بعد الكَدَرِ
وطواني البُؤسُ حتى هزَّني **** ذلك الشَّهمُ الأَبيُّ العبقري
أرسل النورَ إلى أروقتي **** وبغيث الحقِّ روَّى شجري
ما صلاحُ الدين إلا فارسٌ **** شدَّ من أزري وجلَّى بصري
قادني والليل مسكوبٌ على **** ساحتي والموجُ لم ينحسر
غسل الشاطىءَ من أدرانه **** ورمى نحوي بأغلى الدُّرَرِ
وأراني بسمةً مشرقةً **** وصفاءً في جبين القمرِ
ليت أيَّامي هنا قد وقفت **** عند رُمحِ الفارسِ المنتصرِ
ليتَها، لكنَّها أُمنيَّةٌ **** قتلتها غَدرَةٌ من غُدَرِ
وَعدُ بِلفُورَ الذي صيَّرني **** كسبايا الفُرسِ عند الخَزَرِ
أيُّها الناسُ أَفيقوا، وارحموا **** أمَلاً في قلبيَ المُنصَهِرِ
ما يَهودُ الغَدر إلا أَنفسٌ **** غُمِسَت في حقدها المُستَعِرِ
لم أزل أشربُ كأساً مُرَّةً **** من رزاياهم وأشكو ضَجَري
سلبوني نعمةَ الأمن التي **** حفظت قدري وصانت جوهري
زرعوا هَيكَلَهم قنبلةً **** فاحذروا من صوتها المُنفجرِ
ما يَهودُ الغدر إلَّا عُملَةٌ **** نُقِشَت فيها حروفُ البَطَرِ
عُملَةٌ زائفةٌ، قيمتُها **** في تضاعيف الرِّبا والمَيسِرِ
إن مضى قِردٌ، فقردٌ قادمٌ **** وخَبَال الرَّأي للمنتظر
ما لكم يا قوم، هل ترجون من **** قاتلِ الأطفالِ حُسنَ المَعشَرِ؟!
آهِ من أمَّتنا ما لبثَت **** تخسر المجدَ، كأن لم تَخسَرِ
كسَدَت سوق الدَّعاوى حَولَها **** وهي في سوق الدَّعاوى تشتري
أزهرت كلُّ الرُّبَى من حولها **** وهي في جَدب الأسى لم تُزهِرِ
لم تزل تستنجدُ الغَربَ، وهل **** عندَه إلاَّ جنونُ البَقَرِ
كيف ترجو من سرابٍ كاذبٍ **** شَربَةً للظامىء، المُحتضِرِ؟؟!
مسجدُ الاقصى أنا، أُخبركم **** أنني لا أَنثني للخطر
منهج الإسلام عندي واضحٌ **** فبه أسمو عن المنحَدَرِ
وبه أسلك دَربَ المجد، لا **** اشتكي من شوكه والحُفَرِ
صاحبي منكم، هو الشَّهمُ الذي **** يجعل الغُصنَ قريبَ الثَّمَرِ
صاحبي منكم هو الحادي الذي **** يُسمع القُدسَ نشيد الظَّفَرِ
صاحبي، مَن لايُريني غَفلَةً **** ويُريني جَبهةَ المنكسرِ
صاحبي مَن يحمل القرآن في **** قلبه يكسر بابَ الضَّجَرِ
صاحبي طفلٌ أَبيٌّ لم يَزَل **** يُسمع الدنيا غناءَ الحَجَرِ



 
 توقيع : ابوفواز



رد مع اقتباس
قديم 03-31-2011, 12:07 AM   #17
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية ابوفواز
ابوفواز غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7607
 تاريخ التسجيل :  Oct 2006
 أخر زيارة : 02-01-2015 (06:58 PM)
 المشاركات : 1,747 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



ذات الوشــاح

أزهارُ الوادي,.
تَبعَثُ عِطرَ شذاها
ورحيق الطَّلِّ,.
يُسَلسِلُ في الأغصانِ نَداها
أهدابُ الشمس,.
تُراقب خَيط رُؤاها
ورُؤاها ترسمُ وجهَ هواها
وهواها نارٌ,.
تحرق مَن خَلفِ البابِ,.
تُلَوِّحُ للشمس يَداها
وأمام البابِ عيونٌ,.
تُغمَضُ حين تَراها
قامتُها تسمع وَقع خطاها وخطاها تسمع هَمسَ ثراها
وثراها يُنشد لحن الخِصبِ,.
ويهتف حين يراها
من سرَّبَ في عينيها النومَ,.
ومن أغمض جَفنَ الليلِ عليها,.
مَن غطاها؟؟
ولماذا قبل طلوع الفجر دَعاها؟؟
وأباح لجيش الرُّعبِ حماها؟
مَن أسكنَ فيها الرُّعبَ,.
ومن أغواها؟؟
ولماذا امتص رحيق براءتها,.
ووراء جدار الحسرة ألقاها؟
مَن أطفأ شمعة بسمتها,.
ولماذا انقلبت شفتاها؟
مَن مزَّق فضل عباءتها
وبثوب الاغراء كساها؟
من أحرق قمح بيادرها
وبحب الحنظل غذَّاها؟
ولماذا عكَّر منبعها
وبكأس الأوهام سقاها؟
ولماذا اغتال محاسنها
بالصمت وعد خطاياها؟
مَن تلك، وكيف تحدِّثنا
عن أنثى نجهل فحواها؟
ولماذا صِرتَ تلاحقنا
بحكايا نجهل مغزاها؟
عمن تسألنا، عن ليلى
فلماذا تبعث ذكراها؟!
ولماذا لا تسأل قيسا
ليصور بعض سجاياها؟!
وليقرع باب قبيلتها
بالحب ليطلب لقياها
عمن تسألنا، عن لُبنَى
أو سُعدى او مَن والاها؟
مهلا,.
فسؤالي عن أخرى
يخفق بالحب جناحاها
حيرني وصف ملامحها
والشعر بعالمها تاها
عيناها,, كيف أصورها
والأفق الحالم عيناها
ربطت بالسحر ضفائرها
وعليه تلاقى جفناها
فكأن البدر استنسخها
وكأن الحسن تبناها
أسألكم عن ذات وشاحٍ
صبحها الرعب ومساها
تشكو والليل يلاحقها
يدفن في الظلمة شكواها
وأبوها يفتل شاربه
يغمض عينيه ويتباهى
وأخوها الأكبر يتغنى
في بلد الغربة بسواها
وأخوها الأوسط يتلهى
بنوادي الليل ويغشاها
وأخوها الأصغر يتلقى
زيف القنوات وطغواها
أما أبناء عمومتها
فقلوب تطفو بهواها
أسألكم عن أجمل انثى
رُفِعَت للخالق كفاها
شجر الزيتون موائدها
والتين المثمر حلواها
تضحك للشمس مآذنها
والبدر يتوق لنجواها
اسألكم عن ذات وشاحٍ
تمسك بالجمرة يُمناها
أنتم أخلفتم موعدها
ونقضتم بالذل عُراها
اسأل عن أجمل فاتنة
صوبها الغدر وأدماها
تشهد بالجرح مآذنها
ويحدِّث عنها أقصاها
والمسرى يسمع صرختها
ويكاد إلينا ينعاها
لو كان لها عين تبكي
لاجتاحت بالدمع رباها
عاشقة أسرف عاشقها
في الهجر، فمن يتولاها؟؟



 
 توقيع : ابوفواز



رد مع اقتباس
قديم 03-31-2011, 12:08 AM   #18
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية ابوفواز
ابوفواز غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7607
 تاريخ التسجيل :  Oct 2006
 أخر زيارة : 02-01-2015 (06:58 PM)
 المشاركات : 1,747 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



حـــوار مع التــاريــخ

أَفقِْ أَيُّها التّاريخُ ، نَبِّهْ رِجالَنَا ..... فَيارُبَّ مَرْموقٍ لهُ أَلْفُ هَفْوَةِ
َأِفْق أَيُّها التاريخُ ، أَدْرِكْ حَقيقَتي ..... فَعَنْ نَهْجَ ديني لن تَضِلَّ مَسيرَتي
أَفِق ، و انتَظِر من أُمَّتي وَثَباتِها ..... فَلَن تَقِفَ الأعْداءُ في وَجْهِ وَثْبَتي
فَلي من كِتابِ اللهِ أَعظمُ رائدٍ ..... ومِنْ سُنَّةِ العَدْنانِ أَعْظَمُ قُدْوَةِ
أَفِقْ فالفُؤادُ الحُّرِ لا يَعْرِفُ الخَنا ..... ولن تَصْلُحَ الأَيامٌ إلا بِسُنَّتي
سَفَحَتْ دَمَ الأَحْقادِ دُونَ شَريعَتي ..... وأَعْدَدْتُ للأَيامِ كامِلَ عُدَّتي
وكَيْفَ يَنالُ اليَأْسُ قَلْبًا مُوَحِّدًا ..... إلى اللهِ يَرْنو مُؤْمِنًا كُل لَحْظَةِ
أُخوتًنا في اللهِ ، مَهْما تَباعَدَتْ ..... مَسافاتُ أَوْطاني مِثالُ الأُخُوَّةِ
عَليها بَنى أَسلافُنا صَرْحَ مَجْدِنا ..... فَكَيْفَ هَدَمْنا صَرْحَنا بالتَّعَنُّتِ
وقُلْ لَلعِدى مَهْمَا يَجُورُنَ إننَا ..... حَمَلْنا إلى الدُّنْيا مَعالِمَ نَهْضَةِ
وَإِنّا سَنَمْضي في الطَّريقِ الذي مَضى ..... على نَهْجِهِ أَسْلافُنَا سَيْرَ حِكْمَةِ
وَإِنْ تَكُ أَوْطاني تَشَتَتَ جَمْعُها ..... فَعَمّا قَريب سَوْفَ تَمْضي بِهِمَّةِ
أَيا أُمَّةَ الإِسْلامِ لا زِلْتُ صامِدًا ..... ولا زُلْتُ رَغْمَ الصَّدِّ والهَجْرِ أُمَّتِي
لَكَ اللهُ مازالَ الزَّمانُ مُغَرِّدًا ..... عَلى قِمَّةِ الإِسْلامِ أَعْظَمُ قِمَّةِ
ُخذُوا كُلَّ ما تَبْغونَ إِلا كَرامَتي ..... فَمَوْتي لَذيذٌ في سَبيلِ عَقيدَتي
بَني أُمَّتِي ، إِنّ الحَياةَ رَخيصَةُ ..... إِذا لَمْ نَقُمْ فيها بإِحْياءِ شِرْعَةِ
أَفِيقُوا ، فَما للذِّئْبِ يا قَوْمُ ذِمَّةُ ..... وأَكْبَرُ عارٍ أَنْ أُضَيِّعَ ذِمَّتي


 
 توقيع : ابوفواز



رد مع اقتباس
قديم 03-31-2011, 12:10 AM   #19
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية ابوفواز
ابوفواز غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7607
 تاريخ التسجيل :  Oct 2006
 أخر زيارة : 02-01-2015 (06:58 PM)
 المشاركات : 1,747 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



بــوح وشـكـوى

إلهى من سناك قبستُ نوري **** وأنبت المحبة في ضميري
أعوذ بنور وجهك يا إلهـي **** من البلوى ومن سوء المصير
أفرُ إليك من نكدي ويأسي **** ومن عفن الضلالة في شعوري
فقيراً جئت بابك يا إلاهي **** ولستُ إلى عبادك بالفقير
غنى عنهمو بيقين قلبي **** وأطمع منك في الفضل الكبير
إلهي ما سألت سواك عوناً **** فحسبي العون من رب قدير
إلهي ما سألت سواك عفواً **** فحسبي العون من ربق غفور
إلهي ما سألت سواك هديا **** فحسبي الهدي من رب بصير
إذا لم أستعن بك يا إلهي **** فمن عوني سواك ومن مجيري
إليك رفعتُ يا ربي دعائي **** أجـود عليه بالدمع الغزير
لأشكو غربتي في ظل عصر **** ينكس رأسه بين العصور
أرى فيه العداوة بين قومي **** وأسمع فيه أبواق الشرور
وألمح عزة الأعداد حولي **** وقومي ، ذلهم يُدمي شعوري
أرى في كل ناحية سؤالاً **** ملحتاً ، والحقيقة في نفوري
وأسمع في فم الأقصى نداءً **** ولكن العزائم في فتور
إلهي ما يئسنا إذ شكونا **** فإن اليأس يفتكُ بالضمير
لنا يا رب إيمان يرينا **** جلال السير في الدرب العسير
تضيق بنا الحياة وحين نهفو **** إلى نجواك نحظى بالسرور



 
 توقيع : ابوفواز



رد مع اقتباس
قديم 03-31-2011, 12:11 AM   #20
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية ابوفواز
ابوفواز غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7607
 تاريخ التسجيل :  Oct 2006
 أخر زيارة : 02-01-2015 (06:58 PM)
 المشاركات : 1,747 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



وقفــة أمام عام الحزن

لمن يتدفَّق النَّغَمُ؟
وماذا يكتب القَلَمُ ؟!

ومَنْ ترثي قصائدُنا؟
وكيف يُصوَّر الألمُ؟

إذا كان الأسى لَهَباً
فقُلْ لي: كيف أبتسمُ؟

وقُلْ لي: كيف يحملني
إلى آفاقه الحُلُمُ؟

إذا كانتْ مَوَاجعُنا
كمثل النَّارِ تضطرمُ

فقُلْ لي: كيف أُطْفِئُها
وموجُ الحزن يَلْتِطم؟!

أَعامَ الحُزْنِ، قد كَثُرَتْ
علينا هذه الثُّلَمُ

كأنَّك قد وعَدْتَ المَوْت
َ وعداً ليس ينفصمُ

فأنتَ تَفي بوعدكَ،
وهوَ يمضي ـ مسرعاً ـ بِهِمُو

ألستَ ترى رِكَاب الموتِ
بالأَحباب تنصرمُ؟!

ألستَ ترى حصونَ العلمِ
ـ رَأْيَ العينِ ـ تنهدم؟

نودِّع ها هنا عَلَماً
ويرحل من هنا عَلَمُ

جهابذةُ العلوم مضوا
فدمعُ العين ينسجم

مضوا ـ وجميعُ مَنْ وردوا
مناهلَ علمهم ـ وَجَموا

تكاد الآلةُ الحًدْبَا
ءُ، والأَقدام تزدحِم

تطير بهم إلى الأعلى
وبالجوزاءِ تلتحمُ

أكادُ أقول: إنَّ الشِّعرَ،
لم يَسْلَمْ له نَغَمُ

وإنَّ عقاربَ الساعاتِ
لم يُحْسَبْ لها رقمُ

تشابهتِ البدايةُ والنهايةُ
واختفتْ "إرَمُ"

ونفَّــذ سَدُّ مَأْرِبَ كلَّ
ما نادى به "العَرِمُ"

هوى نجمُ الحديثِ كما
هوتْ من قبله قِمَمُ

وكم رجلٍ تموتُ بموتهِ
الأَجيــالُ والأُمَــــــــــمُ

أَناصرَ سُنَّة المختارِ،
دَرْبُــكَ قَصْــدُه أَمَـــمُ

رفعتَ لــواءَ سنَّـتنـا
ولم تَقْصُرْ بك الهِمَمُ

قَضَيْتَ العمرَ في عملٍ
بـه الأَوقــاتُ تُغْــتَـنَـمُ

خَدَمْتَ حديثَ خيرِ النَّاسِ،
لـم تسأمْ كمـن سئمـــوا

حديثُ المصطفى شُرِحَتْ
بــه الآيـــاتُ والحِكَــــــمُ

فنحن بنور سنَّتـــه
إلى القرآنِ نحتكـــمُ

خَدَمْتَ حديثَ خير النَّاسِ،
لم تُنْصِتْ لمن وَهِمـــــُوا

ولم تُشْغَلْ بما نثروا
من الأهواءِ أو نظموا

سَلِمْتَ بعلمك الصافي
من "البَلْوَى" وما سَلموا

غَنِمْتَ بما اتجهْتَ له
ومَنْ نشروا الهدى غَنموا

ومَنْ جعل العُلا هَدفاً
فلن ينتابَه السَّأَمُ

أَناصرَ سنَّة الهادي
سقاكَ الهاطلُ العَمَمُ

بكتْكَ الشَّامُ ـ وَيْحَ الشَّامِ ـ
أخفــتْ بَـــدْرَها الظُّـــلَمُ

وخيَّم فوق "أَرْدُنِها"
سحابٌ غـَيْــثُـــه الأَلمُ

بكتْ "ألبانيا" لعبتْ
بها أحقادُ من ظلموا

وعشَّش في مرابعها
بُغاثُ الطير والرَّخَمُ

بكاكَ المسجدُ القُدْسيُّ
والمدَنيُّ، والحَرَمُ

بكتْكَ سلاسلُ الكتبِ
التي كالدُّرِّ ، تنتظم

فسلسلةُ الأحاديث
التي صحَّتْ لمن فهموا

وسلسلةُ الأحاديث
التي ضَعُفَتْ لمن وَهموا

وتحقيقُ الأسانيد
التي ثبتتْ لمن علموا

علومٌ كلُّها شَرَفٌ
تعزُّ بعزِّها القِيَمُ

أناصرَ سنَّةِ الهادي
لنا من ديننا رَحِمُ

لقيتُكَ دونَ أن ألقاكَ،
تُورق بيننا الشِّيَمُ

لقيتُكَ في ظِلالِ العلمِ
والأزهارُ تبتسم

تجمِّعنا محبَّةُ خير
مَنْ سارتْ به قَدَمُ

خَدَمْتَ جَلال سنَّته
فيا طُوبى لمن خَدَموا

رحلْتَ رحيلَ مَنْ أخذوا
من الأمجادِ واقتسموا

كأنَّك لم تُدِرْ قلماً
ولم يُجْرِ الحديثَ فَمُ

حزنَّا، كيف لم نحزنْ
وشِرْيانُ القلوبِ دَمُ؟

ولكنَّا برغم الحزنِ
لم يشطحْ بنا الكَلِمُ

نعبِّر عن مَواجعنا
وبالإسلام نلتزمُ

ولولا أنَّ أَنْفُسَنا
بربِّ الكون تعتصمُ

لَمَاجتْ بالأسى وغدتْ
أمام الحزن تنهزم




 
 توقيع : ابوفواز



رد مع اقتباس
قديم 03-31-2011, 12:12 AM   #21
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية ابوفواز
ابوفواز غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7607
 تاريخ التسجيل :  Oct 2006
 أخر زيارة : 02-01-2015 (06:58 PM)
 المشاركات : 1,747 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



عندما يعزف الرصاص

نسـبى و نطرد يا أبي و نباد **** فإلى متى يتطاول الأوغاد
وإلى متى تدمي الجراح قلوبنا **** وإلى متى تتقرح الأكباد
نـصحـوا على عزف الرصاص كأننا **** زرع وغارات العدو حصاد

ونبيت يجلدنـا الشتاء بسوطه **** جلدا فما يغشي العيون رقاد

يتسامر الأعداء في أوطاننا **** ونصيبنا التشريد والإبعاد
وتفرخ الأمراض في أجسادنا **** أواه مما تحمل الأجساد
كم من مريض مل منه فراشه **** ما زاره آسٍ ولا عوّاد
نشرى كأنا في المحافل سلعة **** ونباع كي يتمتع الأسياد
في نهر (جيحون) الحزين مراكب **** غرقت ودنس صفوه الإلحاد
وعلى ضفاف النهر جثة زورق **** يبكي على أشلائها الصياد
وأمامه دار على جدرانها **** صور يجدد رسمها ويعاد
صور تلونها دماء أحبة **** غرسوا أصول المكرمات وشادوا
رحلوا وللقرآن في أعماقهم **** ألق أضاء نفوسهم فانقادوا
أنى اتجهنا يا أبي ظهرت لنا **** إحن يحرك جمرها الحساد
أو ما ترى من فوق كل ثنية **** صنما يزيد غروره العباد
نصحوا على أصوات ألف مبشر **** عزفوا لنا أوهامهم فأجادوا
جاءوا وسيف الجوع يخلع غمده **** فشدوا بألحان الغذاء وجادوا
أما دعاة المسلمين فهمهم **** أن تكثر الأموال والأولاد
هم في الخوالف حين ينطق مدفع **** وإذا تحدث درهم رواد
أرأيت أظلم يا أبي من صاحب **** تختال في أعماقه الأحقاد
يسعى ليبني بالخداع حياته **** أرأيت صرحا في الهواء يشاد
أين الأحبة يا أبي أو ما دروا **** أنـَّا إلى ساح الفناء نقاد ؟
أو ما دروا كم دمية في أرضنا **** تعلو وكم يزري بنا استعباد؟
أو ما لنا في المسلمين أحبة **** فيهم من العوز المميت سداد؟
ما بال إخواننا استكانوا يا أبي **** لا شامنا انتفضت ولا بغداد؟
قالوا الحياد وتلك أكبر كذبة **** فحيادهم ألا يكون حياد
هذي بساتين الجنان تزينت **** للخاطبين فأين من يرتاد؟
يا ويحنا ماذا أصاب رجالنا **** أو مالنا سعد ولا مقداد؟
نامت ليالي الغافلين وليلنا **** أرق يذيب قلوبنا وسهاد
سلت سيوف المعتديـن وعربدت **** وسيوفنا ضاقت بها الأغماد
هذا هو الأقصى يلوك جراحه **** والمسلمون جموعهم آحاد
دمع اليتامى فـيه شاهد ذلة **** وسواد أعينهن فيه حداد
أواه يا أبتي على أمجادنا **** يخـتال فوق رفاتها الجلاد

خمسون عاما أتخمت سنواتها **** ذلا فكل زمانها إخلاد

ها نحن يا أبتي يسير وراءنا **** ليل له فوق السواد سواد
ها نحن يا أبتي نبيت هنا ولا **** طـنب لخيمتنا ولا أوتاد
أهو القنوط يهد ركن عزيمتي **** وبه ظلام مخاوفي يزداد
أهو القنوط فأين إيماني بمن **** خلق الوجود وما له أنداد
يا أمة ما زال يكتب نثرها **** طه ويروي شعرها حماد
ويرتب الحلاج دفتر فكرها **** ويقيم مأتم عرسها حداد(1)
ترعى حماها كل سائبة وفي **** تمزيقها تتجمع الأضداد
تصغي لأغنية الهوى فنهارها **** نوم ثقيل والمساء سفاد
أجدادنا كتبوا مآثر عزها **** فمحا مآثر عزها الأحفاد
يا ليل أمتنا الطويل متى نرى **** فجرا تغرد فوقه الأمجاد
ومتى نرى بوابة مفتوحة **** للحق تقصـر عندها الآماد
أنا يا أبي طفل و لكن همتي **** فجر به يحلو لي استشهاد
لا تخش يا أبتي علي فربما **** قامت على عزم الصغير بلاد
ولربما مات القوي بسيفه **** وقضى على مال الغني كساد
في سيف عنترة الفوارس قوة **** ما كان يعرف سرها شداد
قل لي بربك يا أبي هل ننزوي **** خوفا فليس للعدو قياد
دعنا نسافر في دروب آبائنا **** ولنا من الهمم العظيمة زاد
ميعادنا النصرالمبين فإن يكن **** موت فعند إلهناالميعاد
دعنا نمت حتى ننال شهادة **** فالموت فـي درب الهدى ميلاد


 
 توقيع : ابوفواز



رد مع اقتباس
قديم 03-31-2011, 12:13 AM   #22
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية ابوفواز
ابوفواز غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7607
 تاريخ التسجيل :  Oct 2006
 أخر زيارة : 02-01-2015 (06:58 PM)
 المشاركات : 1,747 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



لغة الحجارة

أبتاه ما زالت جراحي تنزفُ **** والليل أعمى والمدافع تقصفُ
بيني وبين مطامحي ألف يد **** هذي تريق دمي وهذي تغرفُ
ليل التخاذل سيطرت ظلماته **** والقلب بالهمّ الثقيل مغلفُ
وتثائب الصمت الطويل ومقلتي **** ترنو الى الافق البعيد وتذرفُ
وأمام باب الدار يرقبني الردى **** وعلى النوافذ ما يخيف ويرجفُ
من أين أخرج يا أبي والى متى **** أحيا على خدر الوعود وأضعفُ
نشقى وتجار الحروب قلوبهم **** بلقاء من شربوا دمي تتشرفُ
ويسومنا الاعداء شر عذابهم **** فإلى متى لعدوّنا نتلطف ؟
ها نحن يا أبتي نعيد لقومنا **** شرف الدفاع عن الحمى ونشرّفُ
طال انتظار صغاركم فتحركوا **** لما رأو أن الكبار توقفوا
وتلفتوا نحو السلاح فما رأوا **** إلا الحصى من حولهم تتلهف
عزفوا بها لحن البطولة والحصى **** في كف من يأبى المذلة تعزف
هذي الحجارة يا أبي لغة لنا **** لما رأينا أننا لا ننصف
لما رأينا أن حاخاماتهم **** يتلاعبون بنا فيرضى الأسقف
لما رأينا أن أمتنا على **** أرض الخلاف قطارها متوقف
ماذا نؤمل يا أبي من فاسق **** يلهو ومن متدين يتطرف ؟
جيش الحجارة يا أبي متقدم **** والمعتدي بسلاحه متخلف
أنا لا أتوق الى الفناء وإنما **** موت الكريم على الشهادة أشرف
بيني وبين حصى بلادي موعد **** ما كان يعرفه العدو المرجف
يتعوذ الرشاش من طلقاتها **** ويفر منها المستبد الأجوف
لغة الحجارة يا أبي ، رسمت لنا **** وعد الإباء ووعدها لا يخلف
وغدت تنادينا نداء صادقا **** وفؤادها من ضعفنا يتألف
لا تألفوا هذا الركون الى العدا **** فالمرء مشدود الى ما يألف
هزوا سيوف الحق في زمن على **** كتفيه من ظلم العدا ما يجحف
عفواً أبي فقصائدي مجروحة **** تشكو معانيها وتبكي الأحرف
وقلوبنا مشحونة باليأس في **** زمن يداس به الضعيف ويجرف
يتطلع الاقصى اليّ وحوله **** عين تراقبه وسمع مرهف
ويد مجمدة على الرشاش لم **** تغسل بماء منذ ساء الموقف
في وجه صاحبها نفور صارخ **** وعلامة للغدر ليست توصف
هذا هو الاقصى وطائر مجده **** يشدوا بألحان الهدى ويرفرف
تتحلق الاعوام في ساحاته **** حِلَقاً تسبّح للإله وتهتف
ويقبّل التاريخ ظاهر كفه **** وبثوبه جسد العلا يتلحف
واليوم يرقبنا بطرف ساهر **** ويداه من هول المصيبة ترجف
ما زال يدعو يا أبي وفؤاده **** من كل معنى للتخاذل يأنف
يا أمة ما زلت أنشد مجدها **** شعراً يطاوعني صداه ويسعف
المجد مجدك إنما أزرى به **** راع يتيه وعالم يتزلّف
وشبيبة هجرت مبادئ دينها **** وغدت لأفكار العدا تتلقّف
يا زورق أحلام في بحر الأسى **** هذي يدي رغم القيود تجدف
وبوارج الأعداء تختزن الردى **** ربّانها متطاول متعجرف
واجهت يا أبتي الخطوب وعدتي **** قلب عصاميّ وحسٌ مرهف
وتوجهٌ لله يجعل هامتي **** أعلى ، وإن جار الطغاة وأسرفوا
أبتاه لن يحمي حمى أوطاننا **** إلا حسام لا يُفلّ ومصحفُ



 
 توقيع : ابوفواز



رد مع اقتباس
قديم 03-31-2011, 12:14 AM   #23
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية ابوفواز
ابوفواز غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7607
 تاريخ التسجيل :  Oct 2006
 أخر زيارة : 02-01-2015 (06:58 PM)
 المشاركات : 1,747 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



غـــريــب

غريب وأوطاني تُداس وأمتي ***** تعاني وموج الظلم يشتد صائله
غريب وهل في هذه الدار منزل؟ ***** لمن في سواها تستقر منازله
ألا ليت شعري يا بلادي متى أرى ***** خميساً من الأبطال سارت جحافله
يجَّمعنا شرع حكيم وسنّة ***** فيبدوا لنا زيف الضلال وباطله
أقافلة الإسلام هيا تحفزي ***** وسيري فإن الشر سارت قوافله
أيا أمتي قد يأنس المرء بالهـوى ***** ويشتاق للدنيا وفيها مشاغلُه
ويمضي مع الأيام يشدو بحبها ***** وفيها ولو يدري تقيم مقاتله
غريب .. ختار الحياض وماؤها ***** غثاء وحوض الدين تصفو مناهله
وكم من صديق تحسب الخير قصده ***** فتبدو على مر الليالي مهازله
ومن سار في الدنيا بغير طريقة ***** فقد بات والأوهام سم يداخله
تناول من الأغضان ما تستطيعه ***** ودعك من الغصن الذي لا تطاوله



 
 توقيع : ابوفواز



رد مع اقتباس
قديم 03-31-2011, 12:14 AM   #24
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية ابوفواز
ابوفواز غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7607
 تاريخ التسجيل :  Oct 2006
 أخر زيارة : 02-01-2015 (06:58 PM)
 المشاركات : 1,747 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الأمــل القادم

أنى تغيب ونور وجهك ساطع …. وضباء حبك في الفؤاد رواجع
أنى تغيب وأنت في عيني ضحى …. يزهو وبرق في خيالي لامع
أنى تغيب وأنت بين جوانحي …. شمس وفي الظلماء بدر طالع
أنى تغيب وأنت ظل عندما …. تشتد رمضائي إليه أسارع
حاصرتني في نصف دائرة الهوى …. وأنا بحظي من حصارك قانع
من أين أخرج والسياج يحيط بي …. من كل ناحية وأمرك قاطع
وأنا أقول لظبية الشعر التي …. ربيتها إن المسافر راجع
يا ظبية الشعر اطمئني إنني …. ما زلت في كتب الحنين أراجع
في القلب شيء قيل لي هو لوعة …. وأنا أقول هو الحريق اللاذع
وبمقلتي نهر سينقص قدره …. لو قلت هذي في العيون مدامع
وأمام أبواب المشاعر نبتة …. في غصنها ثمر المودة طالع
يا ظبية الشعر المؤجج في دمي …. تيهي فصيتك في فؤادي ذائع
عاقبتني لما شكوت وإنما …. أشكو لأن الحق فينا ضائع
ولأن جدران الكرامة هدمت …. في أمتي والذل فيها شائع
ولأنني أبصرت ثعبان الهوى …. في نابه المشؤوم سم ناقع
ولأنني أبصرت ما لم تبصري …. فهناك ذئب عند بابك قابع
إني أقول لمن يعاتبني أفق …. فأنا بسيف الشعر عنك أقارع
أنظر إلى لون السلام وطعمه …. مر مذاقته ولون فاقع
قالوا السلام أتى فتابعنا الذي …. وصفوا فبان لنا الكلام الخادع
قلنا لهم أين السلام فما نرى …. إلا أكف الواهمين تبايع
شتان بين مسالم ومتاجر …. إن المتاجر للكرامة بائع
في كف داعية السلام مزاهر …. وبكف تجار السلام مقامع
أرأيت في الدنيا سلاما عادلا …. تدعو إليه قنابل ومدافع
إني لأخجل حين أضحك لاهيا …. وقد ارتمى في الأرض طفل جائع
إني لأخجل حين أشغل بالهوى …. وعفاف ليلى البسنوية دامع
إني لأخجل حين أبصر أمتي …. تهفو إلى أعدائها وتوادع
ما زلت أدعوها ويجمد في فمي …. صوت المحب ولا يجيب الخاضع
ما زلت أدعوها وألف حكاية …. تروى عن الأهل الذين تقاطعوا
عن إخوة ركبوا الخلاف مطية …. وإلى سراديب الشقاق تدافعوا
يا أمة يسمو بها تاريخها …. ويسوقها نحو الضياع الواقع
يا أمة تصغي إلى أهوائها …. وتسد سمعا حين يصدع صادع
يا أمة ما زلت أسأل حالها …. عنها فتنطق بالجواب فواجع
ما لي أراك فتحت أبواب الهوى …. وقبلت ما يدعو إليه الطامع
يممت غربا والحقائق كلها …. شرق وفي يدك الدواء الناجع
ما لي أراك مددت للمال الربا …. جسرا وفي القرآن عنه قوارع
أنسيت حرب الله وهي رهيبة …. أوما لديك من العقيدة رادع
أو غاية الإسلام عندك أن يرى …. لك في الوجود معامل ومصانع
أنسيت أن الناس فيك معادن …. أنسيت أن الأرض فيك مواضع
لا تخدعي بعض الوجوه قبيحة …. وتزينها للناظرين براقع
وإذا أراد الله نزع ولاية…. عمي البصير بها وصم السامع
يا أمتي عوتبتُ فيك وإنما …. خشي المعاتب أن يسوء الطالع
قالوا تدافع بالقصائد قلت …. بل بيقين قلبي عن حماك أدافع
شبت عن الطوق الحروف فما …. بها حرف يزيف رؤيتي ويخادع
أسلمت للرحمن ناصيتي فما …. تلهو القصائد أو يغيب الوازع
إني أتوق إلى انتصار عقيدة …. فيها لأنهار النجاة منابع
قالوا : تروم المستحيل ؟ فقلت …. بل وعد من الرحمن حق واقع
والله لو جرف العدو بيوتنا …. ورمت بنا خلف المحيط زوابع
لظللت أؤمن أن أمتنا لها …. يوم من الأمجاد أبيض ناصع
هذي حقائقنا وليست صورة …. وهمية فيها العقول تنازع
أنا لن أمل من النداء فربما …. أجدى نداء من فؤادي نابع




 
 توقيع : ابوفواز



رد مع اقتباس
قديم 03-31-2011, 12:15 AM   #25
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية ابوفواز
ابوفواز غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7607
 تاريخ التسجيل :  Oct 2006
 أخر زيارة : 02-01-2015 (06:58 PM)
 المشاركات : 1,747 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



في خـيمــة الحـب

شعري وحبي فيكَ يلتقيانِ .... وعلى المسير إليكَ يتَّفقانِ
فتحا ليَ الباب الكبيرَ وعندما .... فَتحا رأيتُ خمائلَ البستانِ
ورأيتُ نَبعاً صافياً وحديقةً .... محفوفةً بالشِّيحِ والرَّيحانِ
ورأيتُ فيها للخُزامى قصةً .... تُروَى موثَّقةً إلى الحَوذانِ
ودخلتُ عالمَكَ الجميلَ فما رأت .... عينايَ إلاَّ دَوحةَ القرآنِ
تمتدُّ فوق السالكين ظِلالُها .... فيرون حُسنَ تشابُكِ الأغصانِ
ورأيتُ بستانَ الحديثِ ثمارُه .... تُجنى لطالب علمِه المتفاني
ورأيتُ واحات القصيم فما رأت .... عينايَ إلاّ منزلي ومكاني
لما دخلتُ رأيتُ وجهَ عُنيزةٍ .... كالبدر ليلَ تمامِه يلقاني
ورأيتُ مسجدَها الكبيرَ وإِنما ..... أبصرتُ صرحاً ثابتَ الأركانِ
ورأيتُ محراباً تزيَّنَ بالتُّقى .... وبصدق موعظةٍ وحُسنِ بيانِ
وسمعتُ تكبير المؤذِّن إنني ..... لأُحبُّ صوتَ مؤذِّنٍ وأذانِ
الله أكبر تصغر الدنيا إذا .... رُفعت وتكبرُ ساحةُ الإيمانِ
الله أكبر عندها يَهمي النَّدَى ..... ويطيب معنى الحبِّ في الوجدانِ
يا شيخُ قد ركضت إليكَ قصيدتي .... بحروفها الخضراءِ والأوزانِ
في ركضها صُوَرٌ من الحبِّ الذي .... يرقى بأنفسنا عن الأضغانِ
في خيمة الحبِّ التقينا مثلما .... تلقى منابعَ ضَوئها العينانِ
يا شيخ هذا نَهرُ حبي لم يزل .... يجري إليكَ معطَّرَ الجَرَيانِ
ينساب من نَبع المودَّةِ والرِّضا.... ويزفُّ روحَ الخصب للكثبانِ
حبٌّ يميِّزه الشعور بأننا .... نرقى برُتبَتِه إلى الإحسانِ
والحبُّ يسمو بالنفوس إذا غدا .... نبراسَها في طاعة الرحمنِ
هذي فتاواكَ التي أرسلتَها .... لتضيءَ ذهنَ السائلِ الحيرانِ
فيها اجتهدتَ وحَسبُ مثلكَ أن يُرى .... منه اجتهادٌ واضح البرهانِ
فَلأَنتَ بين الأجر والأَجرين في .... خيرٍ من المولى ورفعةِ شانِ
يحدوك إيمانٌ بأصدقِ ملَّةٍ ..... كَمُلَت بها إشراقةُ الأَديانِ
فَتوَاكَ ترفُل في ثيابِ أَمانةٍ ..... وتواضُعٍ للخالق الديَّانِ
فَتواكَ ترحل من ربوع بلادنا ..... عَبرَ الأثيرِ مضيئةَ العنوانِ
سارت بها الرَّكبانُ من يَمَنٍ إلى .....شامٍ .. إلى هِندٍ إلى إيرانِ
وصلت إلى أفريقيا بجنوبها ..... وشمالها .. ومضت إلى البلقانِ
ومن الولايات البعيدة أبحرت ..... من بَعدِ أوروبا إلى الشيشانِ
فَتواكَ نورٌ في زمانٍ أُلبِسَت ..... فيه الفتاوى صِبغَةَ الهَذَيانِ
وغَدَا شِعارُ اللَّابسين مُسُوحَها ..... فَتوايَ أمنحُها لمن أعطاني
يا ويلهم دخلوا من الباب الذي ..... يُفضي بداخله إلى الخُسرانِ
يا شيخُ ما أنتم لأمتنا سوى ..... نَبعٍ يُزيل غشاوةَ الظمآنِ
علَّمتمونا كيف نجعل همَّنا ..... في خدمة الأرواحِ لا الأبدانِ
علَّمتمونا كيف نُحسن ظنَّنا ..... بالله في سرٍّ وفي إعلانِ
علَّمتمونا أنَّ وَعيَ عقولنا..... يسمو بنا عن رُتبَةِ الحَيَوانِ
يا شيخَنا أَبشر .. فعلمكُ واحة ٌ..... فيها ثمارٌ للعلومِ دَوانِ
حَلَقاتُ مسجدك الكريمِ منارةٌ ..... للعلم تمسحُ ظُلمَةَ الأَذهانِ
بينَ الحديثِ وبينَ آي كتابنا ..... تمضي بكَ السَّاعاتُ دونَ تَوَانِ
وعلوم شرع الله خيرُ رسالةٍ ..... في الأرض ترفع قيمة الإنسانِ
يا شيخَنا دعواتُنا مبذولةٌ ...... رُفِعت بها نحو السَّماءِ يَدَانِ
نرجو لكم أجرا وسابغَ صحَّةٍ ..... وسعادةً بالعفو والغفرانِ
يا شيخُ لا والله ما اضطربت على ..... ثغري حروفي أو لَوَيتُ لساني
هو حبُّنا في الله أَثمَرَ غُصنُه ..... شعراً يبثُّ كوامنَ الوُجدانِ
هذا بناءُ الخير أنتَ بَنَيتَه ...... وعلامةُ التوفيق في البنيانِ



 
 توقيع : ابوفواز



رد مع اقتباس
قديم 03-31-2011, 12:16 AM   #26
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية ابوفواز
ابوفواز غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7607
 تاريخ التسجيل :  Oct 2006
 أخر زيارة : 02-01-2015 (06:58 PM)
 المشاركات : 1,747 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



تألقي يا حروف الشعـر

لا تُطفئي شمعة لا تُغلقي بابا **** فمـذ عرفتك وجه الفجر ما غابا
ومذ عرفتك عين الشمس ما انطفأت **** ومذ عرفتك قلب الحب ما ارتابا
ومذ عرفتك ريح الخوف ما عصفت **** ومذ عرفتك ظن الشعر ما خابا
تزينت لك أشعاري فكم سكبت **** عطراً ، وكم لبست للحب أثوابا
وكم أثارت جنون الحرف فـارتحلت **** ركابه في مدى شعري وما آبا
تألقي يا حروف الشعر واتخذي **** إلى شغاف قلوب الناس أسبابا
وصافحي لهب الأشواق في مهج **** محروقة واصنعي للحب جلبابا
وسافري في دروب الذكريات فقد **** ترين ما يجعل الإيجاز إسهابا
وصففي شعر أوزاني فقد عبثت **** بشعرها صبوات الريح أحقابا
وعانقي فوق ثغر الفجر أغنية **** كتبتها حين كان الفجر وثابا
وحين كانت شفاه الطل منشدة **** لحناً يزيد فؤاد الروض إطرابا
وحين كان شذى الأزهار منطلقاً **** في كل فج وكان العطر منسابا
تألقي يا حروف الشعر واقتحمي **** كهف المساء الذي ما زال سردابا
ومزقي رهبة في البدر تجعلـه **** أمام بوابة الظلماء بوابا
وخاطبي قلبي الشاكي مخاطبة **** تزيده في دروب العزم أدرابا
يا قلب يا منجم الإحساس في جسد **** ما ضـل صاحبه درباً ولا ذابا
قالوا أطالت يد الشكوى أظافرها **** وأقبلت نحوك الآهات أسربا
وأشعل الحزن في جنبيك موقده **** وأغلقت دونك الأفراح أبوابا
ماذا أصابك يا قلبي ألست على **** عهدي يقيناً وإشراقا وإخصابا
حددت فيك معاني الحب ما رفعت **** إليك غائله الأحقاد أهدابا
صددت عنك جيوش الحزن ما نشأت **** حرب ولاحرك الباغون أذنابا
ولا تقرب منك اليأس بل يئست **** آماله فانطوى بالهم وانجابا
فكيف تغرق في بحر جعلت على **** أمواجه مركباً للصبر جوابا
أما ترى موكب الأنوار كيف غدا **** يعيد نحوي من الأشواق ما غابا
وينبت الأرض أزهاراً ، ويمطرها **** غيثاً ويجعل لون الأفق خلابا
انظر إلى الروض يا قلبي فسوف ترى **** ظـلاً وسوف ترى ورداً وعنابا
قال الفؤاد أعرني السمع لست كما **** تظن أغلق مـن دون الرضا بابا
لكنها نار الحزن ، كيف يطفئها **** صبر وقد أصبح الإحساس شبابا
يزيدها لهباً دمعُ اليتيم بكى **** فما رأى في عيون الناس ترحابا
وصوت ثكلى غزاها الليل فانكشفت **** لها المآسي تحـد الظفر والنابا
نادت ، ونادت فلم تفرح بصوت أخ **** يحنو ولا وجدت في الناس أحبابا
وأرسلت دمعة في الليل ساخنة **** فأرسل الليل دمع الطل سكابا
ضاعت معالم بيت كان يسترها **** عن الذئاب ، وأمسى روضها غابا
فكيف تطلب تغريد البلابل في **** روض يُشيع به الطغيان إرهابا
هون عليك فؤادي لست منهزما **** حتى أراك أمام الحزن هيابا
هون عليك فؤادي واتخذ سببا **** إلى التفاؤل ،واترك عنك ما رابا
وقل لمن بلغ الإحساس غايته **** منهما ، فما عاد مكسوراً ولا خابا
لاتُطفئي شمعة يا من أبحت لها **** حمى فؤادي ، فإن الليل قد آبا
أما ترين ضياء الشمس كيف بدا **** مستبشراً ، فحماه الليل وانجابا
لكنها لم تطاوع يأسها فمضـت **** تخيط من نورها للبدر جلبابا
ما حركت شفة غضبي ولا شتمـت **** وما أثارت على ما كان أعصابا
مضت على نهجها المرسوم في ثقة **** وأعربت عن سداد الرأي إعرابا
لو أنها شغلت بالليل تشتمه **** لما رأت في نجوم الليل أحبابا
كذلك الناسُ لو لم يفقدوا أمـلاً **** واستمنحي رازقاً للخلق وهابا
فعندها سترين الأفق مبتسماً **** والشمس ضاحكة والفجر وثابا



 
 توقيع : ابوفواز



رد مع اقتباس
قديم 03-31-2011, 12:17 AM   #27
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية ابوفواز
ابوفواز غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7607
 تاريخ التسجيل :  Oct 2006
 أخر زيارة : 02-01-2015 (06:58 PM)
 المشاركات : 1,747 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



حوار في ساحة المطاف

مــــرَّ عامٌ، أهكذا مرَّ عامُ **** هكـــذا طوَّفتْ بنا الأيّــــامُ؟!
مرَّ عامٌ، كأنَّما مرَّ شهرٌ **** عجباً، هل تلاشـت الأعوامُ؟!
كيف صار المولود فينا رَضيعاً **** ومتى حُقَّ للرضيع الفِطامُ؟
ومتى أصبح الفَطيم غُلاماً **** ومتى جاوز البلوغَ الغُلامُ؟
ومتى أصبح الغُلام لدينا **** رجلاً، تَحتفي به الأقلامُ؟
ثم أضحى شيخاً حنَتْه الليالي **** فهو كالجذع مالَ منه القَوامُ
ليت شعري، أهكذا العمرُ يَمضي **** حين يمضي، وما يُحسُّ الأَنامُ؟؟
كنتُ في ساحةِ المطاف وقلبي **** مُطمئنٌّ، والطَّائفون الْتِحَامُ
كنت في ساعةٍ، تحلِّق روحي **** في مَداها، وتُشرق الأحلامُ
ها هنا تلتقي نفوسُ البَرايا **** يافثٌ هاهُنا و حَامٌ و سَامُ
صورةُ الحجِّ لوحةٌ من جلالٍ **** تتجلى فـيها أمورٌ عظامُ
كنت أستوقف الخيالَ فيأبى **** كيف باللهِ، يُوقَفُ الإلهامُ؟!
طافَ بي حينَها شعورٌ عجيبٌ **** بسؤالٍ يُماطُ عنه اللِّثامُ
مَوْسِمَ الحجِّ، كيف عُدْتَ إِلينا **** بعد شهرٍ، وَوَعـْدُ لُقْياكَ عامُ؟
كنتَ بالأمس عندنا، دون شكٍ **** نظري فيكَ دائماً لا يُضامُ
كنتَ بالأمس في المشاعر تمشي **** في خشوعٍ، لباسُكَ الإِحرامُ
حولَك الناسُ بالأُلوفِ تلبِّي **** فـتجيب البِطَاحُ والآكامُ
كنتَ بالأمس في المقام تُصلِّي **** لو سألنا، أجاب عنك المقامُ
كنتَ ترمـي الجِمَارَ بعد زَوالٍ **** للحصى، حينما رَمَيْتَ، ضِرامُ
كنتَ بالأمس في طوافِ وداعٍ **** تسأل اللهَ أنْ يطيب الختامُ
أوَ ما بِتَّ في مِنَىً قبلَ شهرٍ **** ودليلي على المبيتِ الخيامُ
أوَ ما كُنتَ في رُبَى عَرَفاتٍ **** واقفاً، والجموعُ فيها قيامُ
أيّها الحَجُّ، كيف عُدْتَ، أَجبْني **** قبل أنْ يُعجزَ اللِّسانَ الكلامُ؟
أنتَ رُكْنٌ مُخصّصٌ بزمانٍ **** مثلما خُصَّ بالزمانِ الصِّيامُ
فلماذا أتيتنا بعد شهرٍ **** قبل أنْ يتركَ العيونَ المَنام؟
مدَّ كفَّا إليَّ، يمسح رأسي **** وعلى ثغره يلوح ابتسامُ
قال لي ضاحكاً : لقد مرَّ عامٌ **** منذ ودَّعـتكم، وأنتم نيامُ
ودليلي، هذي المشاعر تنمو **** وعليها صَرْحُ العَطاءِ يُقام
كلَّ عام تمتدُّ فيها جسورٌ **** ودروبٌ، بها تخفُّ الزِّحام
خدْمةٌ للحجيج تُسعد قلبي **** واحتفاءٌ بشأنهم واهتمامُ
خَيْرُ هذي البقاع يَمْتَدُّ فوقي **** كلَّ عامٍ، كما يُمَدُّ الغَمام
مَرَّ عامٌ على طوافِ وَدَاعي **** حَدَثتْ فيه حادثاتٌ جِسَامُ
ودليلي تَجدُّدُ الجرحِ فيكم **** والنفوسُ التي طَواها الحِمَامُ
والبيوتُ التي تُهدَّم ظُلْمَاً **** والضحايا، والقتلُ، والإِجرامُ
ودليلي انتفاضةٌ فجَّرَتْها **** في فلسطينَ طفلةٌ وغُلامُ
والثَّكالى، قلوبهنَّ انكسارٌ **** يتلظَّى ببؤسها الأَيتامُ
ودليلي الشيشانُ تُخْبِرُ عنها **** كلَّ يومٍ أشلاؤها والحُطَامُ
ودليلي كشميرُ في القلب منها **** حَسراتٌ، لهنَّ فيه احتدامُ
ودليلي العراقُ ما زال يبكي **** ويُغنِّي بجرحه (صَدَّامُ)
لو سألنا بغدادَ عنه لقالتْ **** صِحّةُ الاسم عندنا (هَدَّام)
ودليلي نهايةٌ لنظامٍ **** عالميٍّ يَفرُّ منه النّظامُ
وانكشافُ الغطاءِ عَمَّا يُسمَّى **** بسلامٍ، وليس فيه سَلاَمُ
مَرَّ عامٌ، لديَّ أَلْفُ دليلٍ **** فلماذا تَسْتَغلِقُ الأَفهامُ؟
مرَّ عام شهوره ناطقاتٌ **** ما بها لـَكْنَةٌ ولا إِعجامُ
تُشرق الشمسُ فيه كلَّ صَباحٍ **** ويُغطّيه في المساءِ الظلامُ
وَيَهُلُّ الهلالُ فيه، ويبقى **** في نُموٍّ، حتى يكونَ التَّمَامُ
مرَّ عامٌ، هذي الحقيقةُ، لكنْ **** أنتم الغافلون عمَّا يُرامُ
صار يُلهيكم التكاثُرُ حتى **** فَرِحَ (القَسُّ) وانتشى (الحَاخامُ)
وبدا للبعيد منكم خضوعٌ **** فرماكم، وطاوعتْه السِّهامُ
لم يُصِبْكم إلاَّ لأنَّ خُـطاكم **** وقفتْ حَيْثُ ساخت الأَقدامَ
وإذا نالت المذلَّةُ قوماً **** طافَ أعداؤهم عليهم وحاموا
واستباحوا دَمَ الكرامةِ فـيهم **** ليت شعري متى يُفيق الكرامُ؟!
فلماذا تُخبِّئونَ رؤوساً **** مثلما تدفن الرؤوسَ النَّـعَامُ؟
موسمَ الحجِّ، يا حبيبَ قلوبٍ **** صاغها من ضيائه الإِسلامُ
مرَّ عامٌ، نعم، ولكنَّ مثلي **** في مَرامي سؤالهِ، لا يُلام
قَصُرتْ خُطْوَةُ الزَّمانِ وفينا **** أيُّها الموسم الحبيب انهزامُ
أثقلتْنا بالهمِّ دُنيا، هَواها **** طُحْلبيٌّ، والوَجْهُ منها جَهَامُ
بعضُنا لم يزلْ يُخادع بعضاً **** ولكَم يَتْبَعُ الخداعَ انتقامُ
كلُّنا نعرف انتقاصَ اللَّيالي **** وقليلٌ منَّا الذين استقاموا
كلُّنا، أيُّها الحبيبُ نُغنِّي **** غيرَ ألحانِ مجدِنا، والسّلاَمُ



 
 توقيع : ابوفواز



رد مع اقتباس
قديم 03-31-2011, 12:18 AM   #28
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية ابوفواز
ابوفواز غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7607
 تاريخ التسجيل :  Oct 2006
 أخر زيارة : 02-01-2015 (06:58 PM)
 المشاركات : 1,747 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



تـســولي

ما أنت الا مثلٌ من شعبكِ المرحل

مدي يديكِ .. أطلبي لا تخجلي

فربماوجدت كفنا لزوجك المجندلِ

وربما وجدت كسرة من خبزكِ المفضلِ

وربما وجدتِ رقعةٌ لثوبكِ المهلهلِ

وربما وجدتِ آثراً من بيتكِ المزلزلِ

لا تقلقي من رؤية الطائرة المحلقة

وثورة القنبلة المحرقة

لا تقلقي من صحفٌ مأجورةٌ ملفقة

ان هدموا منزلكِ الصغير فاسكتي

لا تصرخي ولا تعاتبي ولا تبكتي

فربما أصبحتي في قائمة الارهاب

اذا صرختي او بكيتي او بالغتي في العتاب

تسولي ياأختنا تسولي

لا تشتكي ولا تولولي

فعندك الرصيف خير منزلِ..نعم

ففي الرصيف راحة من مطبخ وغرفه وغرسة ومكتل

هم يرسمون ياأخيتي وجة الطريق الامثل

فلا تولولي .. لا تغضبي

فانهم لم يقصدوا ان يهدموا البيوت والمساجد

لم يقصدوا ان ينثروا أشلاء ركعٌ وساجدِ

قد يخطىْ الطيار يا اخيتي

وتخطىْ المقاصدِ

وربما ينحرف الصاروخ او يعاندِ

وربما تدحرجت قنبلة بريئة

وأشعلت بيوتكم أجزاؤها المضيئة

وأحدثت مالم يكن في الخطة الجريئة

تسولي يا أختنا تسولي

فحربهم تلاحق الجناة في الجبال

لم يقصدوا ان يقتلوا الاطفالِ

اطفالكم هم الذين ضيقوا المجالِ

فانهم هداهم الالة يلعبون

ويسرحون في ربوعكم ويمرحون

هم يخرجون لحظة الزلزال

يواجهون القصف والاهوال

كم يخطىء الاطفال يا أخيتي

تسولي يا أختنا تسولي

فحربهم تريد ان تزيل عنكم الشقاء
>
لم يقصدوا ان يقتلوا الشيوخ والنساء

شيوخكم قد اخطأوا

وأخطأت نساؤكم فكلكم خطاء

لانكم هداكم الالة تخرجون في العراء

وتهربون حينما تمطركم قنابل الوفاء

نعم قنابل الوفاء

اليس يرمي قبلها او بعدها الغذاء ؟؟

كم يخطىء الشيوخ يا أخيتي وتخطىء النساء

تسولي .. يا أختنا تسولي

لابأس ان يموت طفلك الصغير

وان يموت جده الكبير

وان يئن قلبك الكسير

وان تشب في دياركم السعير

لابأس ان تضربكم طائرة تغير

قائدها يمسك علبة عصير

جهازها يرقب في جبالكم تحرك الخيول والحمير

لانها وسيلة لنقلكم خطيرة

تحملكم ظهورها في الطرق العسير

هداكم الالة يا أخيتي

فعندكم أسلحةٌ مثيرة

لابأس ان يراقبوا مسيرة الحمارة الثيثة

وحركات القطة الغثيثة

فربما تطلق من اذنها بودرة للجمرة الخبيثة

تسولي .. يا أختنا تسولي

فربما تسللت من أرضكم فراشة

عنيفة قوية الهشاشة
وقطعت مسافة تقصر او تطول

وحينما تحقق الوصول

تفجرت في برجهم والناس في ذهول

ألستِ ياأخيتي في عصرنا العجيب ؟؟

بعقلةِ وفكرةِ الغريب

فربما تحولت فراشةٌ من أرضكم صغيرة

وأصبحت طائرةٌ كبيرة

واصطدمت ببرجِهم وأوقدت سعيرة

وأصبحت فراشةالارهابِ جديرةٌ بالضرب والعقاب

تسولي .. يا أختنا تسولي

فربما وجدت عابراً يمد كف مفضلِ

لا تشتكي ,,!!

أتشكين المر يا اخيتي الى نبات حنظل ؟؟

أتشكين هدم منزلِ الى ضمير معولِ

لاتشتكي ورددي أدعية وحوقلي

وسبحي وهللي وأبشري

فالليل مهما طال سوف ينجلى ؟؟؟



 
 توقيع : ابوفواز



رد مع اقتباس
قديم 03-31-2011, 12:19 AM   #29
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية ابوفواز
ابوفواز غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7607
 تاريخ التسجيل :  Oct 2006
 أخر زيارة : 02-01-2015 (06:58 PM)
 المشاركات : 1,747 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الــبــاحــة اليوم

صوتي لصوتك يا قلبي الحنون صدى **** فاهتف بلحن الرضى واجعل أساك فدى
أنخْ هنا ركبك الساري، فأنت على **** أرض ستُنبت أزهار الهناء غدا
أسمعْ رُبى غامدٍ لحناً، تردّده **** زهرانُ، فالدّرب صار اليوم متّحدا
إنّي حفرتُ روابي الشعر، أزرعها **** حباً، وصدقاً وللإنسان ما قصدا
يا فهدُ .. ها أنت والأزهار راقصة **** من حولنا تزدهي حبا لمن وفدا
الباحةُ – اليوم – لحن سوف أنشده **** شعراً، وتُنشدُه هذي الرُّبى أبدا
أرضيتها بلقاء، سوف يحفظه **** تاريخها زمنا، لا يعرف العددا
سمعتُ أزهارها تحكي، وقد حلفت **** بالله صدقا، إذا أحسنتم المددا
لتصبحنّ مثال الحسن في بلد **** لكم محاسنه ... أنعم به بلدا
وعدتُ قلبي بحلم كنتُ أرقبه **** إنّ الفتى من يفي دوماً بما وعدا
وها أنا اليوم ألقي الشعر تسمعني **** ربوعها، وأرى في ربعها فهدا
شعرا يعيش على أنغامه أملي **** ويقتل اللحن فيه الحزن والكمدا
يشدو به "حُزنةُ" العالي، وينقله **** لحناً شجياً إلى كل الربوع "شدا"(1)
أفنيتُ فيها شباب الحرف أنظمه **** وصفاً لها. كلما قرّبته ابتعدا
يا بلبل النغم العذب الذي غرست **** ألحانه عبر هاتيك الرّبوع صدا
إن كنت تشدو على أغصانها فعلى **** غصون قلبي عصفور الهناء شدا
يا شعر غرّد على أيك المشاعر في **** صدق فقد يؤنسُ التغريد من وجدا
هذا اللقاء الذي نحياه، ينقلني **** إلى زمان، أضاء المشرقين هدى
رأيت فيه رسول الله، يملؤه **** عدلا، وكان لمن يحتاجه سندا
وقد رأيت به الصدّيق ممتثلاً **** كما رأيت به الفاروق متّقدا
ولم تزل تسمع الأيام صرخته **** ويشرب الدهر منها عزّة وفدى
قد قالها عمر الفاروق في ثقة **** بالله، يمهرها الأموال والولدا
فلو تعثّر في صنعاء راحلة **** براكب، كنت مسئولا ومنتقدا
من حقّق النصر في بدر ومن جعل **** الأحزابَ، بالرغم من إحكامها، بددا؟
ومن طوى الأرض للإسلام طائعه **** إلا الذي لم يزل في حكمه أحدا

إنا نكوّن بالإسلام رابطة **** مهما اختلفنا فقد صرنا بها جسدا

لو اشتكى كدرا ماءُ الخليج شكا **** منه الفرات، ولم ينس الأسى بردى
ليس التزمّت طبعاً في عقيدتنا **** ولا التّحلّل .. إنّا نبتغي رشدا
وليس من يمتطي للمجد همّته **** كمن قضى عمره لهوًا فضاع سُدى
لا يعرفُ الحرّ إلا من تعامُلهِ **** ولا الشجاع الفتى إلا إذا صمدا
قد يغرق المرء في لذّاته، ويرى **** دنياه نشوى ويأتي عيشُه رغدا
حتى إذا ما تمادى في غوايته **** تبدّلت حاله بعد الرضى نكدا
مهما غفا الناس إعراضاً فلن يجدوا **** من دون ربهم الرحمن ملتحدا
في كل ذرّة رمل من جزيرتنا **** معنى من العزّ، بالبشرى يسيل ندى
تمّت لنا نعم الرحمن في بلد **** كالمنهل العذب، كم من ظامئ وردا
إليه تهفو قلوب المسلمين على **** بُعد المسافات، والإسلام منه بدا
دستورنتا الحق، لا نرضى به بدلا **** به نسـير إلى أهدافـنا صُعُدا
فبالهدى نجعل الأيّام ناعمةً **** تزهو.. وإن أحكمتْ أعداؤنا العُقدا
نمضي بإيماننا، و الله يكلؤنا **** ما خاب من مدّ لله الكريم يدا


 
 توقيع : ابوفواز



رد مع اقتباس
قديم 03-31-2011, 12:20 AM   #30
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية ابوفواز
ابوفواز غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7607
 تاريخ التسجيل :  Oct 2006
 أخر زيارة : 02-01-2015 (06:58 PM)
 المشاركات : 1,747 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



مــن أعــماق الـقـلب

أختاه، دونك حاجز وستار **** ولديك من صدق اليقين شعار
عودي إلى الرحمن عوْداً صادقاً **** فيه يزول الشرّ والأشرارُ
وبه يعود إلى البلاد أمانُها **** وبه يُفّكُ عن الخليج حصارُ
أختاه، دينُك منبع يروي به **** قلب التقي وتشرق الأنوارُ
وتلاوة القرآن خير وسيلةٍ **** للنصر، لا دفّ ولا مزمار
هو في احتدام القيظ ظلّ وارف **** وإذا التوى وجه النهار دثارُ
ودعاؤك الميمون في جنح الدّجى **** سهم تذوب أمامه الأخطار
الكون_ يا أختاه_ ليس قصيدة **** منثورة، في لحنها استهتار
الكون ليس بما حوى ألعوبة **** كلا، ولكن بالقضاء يُدار
يروي السياسيون ألف حكاية **** وتسوق ما لم يعرفوا الأقدار
أختاه حولك روضة مخضرة **** تختال فوق ربوعها الأشجار
نبع ونهر لا يجف مسيله **** أبدا، وجذع شامخ وثمار
دين تهون به الخطو، وتزدهي **** في ظله همم، ويمسح عار
ولديك يا أختاه منه ذخيرة **** يحمى بها عرض، ويحفظ جار
ولديك تاريخ عريق شامخ **** يحلو به للمؤمن استذكار
في منهج "الخنساء" درس فضيلة **** وبمثله يسترشد الأخيار
أختاه، يصمد للحوادث مخلص **** فيما يقول ويسقط السمسار
في كفك النشأ الذين بمثلهم **** تصفو الحياة وتحفظ الآثار
هزي لهم جذع البطولة، ربما **** أدمى وجوه الظالمين صغار
غذي صغارك بالعقيدة، إنها **** زاد به يتزود الأبرار
لا تستجيبي للدعاوى، أنها **** كذب وفيها للظـنون مثار
إعلام هذا العصر شر ظاهر **** فعلى يديه تزور الأخبار
وعلى يديه تشاع كل رذيلة **** وعلى يديه تشوه الأفكار
وبه تشب النار يوقد جمرها **** وبه يثار من الشكوك غبار
أختاه عين الفجر ترقب ما جرى **** وغدا ستشرب نوره الأزهار
وسيحرق الليل الطويل ثيابه **** ولسوف تهتك دونه الأستار
وسيكتب القمر المنير حكاية **** عن حزنه وستفضح الأسرار
وستعزف الشمس المضيئة نورها **** ولسوف تهدم عندها الأسوار
أختاه، كم من ظالم يبني له **** ملكا، فيهدم ملكه القهار
أين الجبابرة الذين تسلطوا **** ذهبوا، وظل الواحد الجبار
لا ترهبي التيار أنت قوية **** بالله مهما استأسد التيار
تبقى صروح الحق شامخة وان **** أرغى وأزبد عندها الإعصار
إن البناء وإن تسامق واعتلى **** ما لم يشيد بالتقى ينهار
قد يحصد الطغيان بعض ثماره **** لكن عقبى الظالمين دمار



 
 توقيع : ابوفواز



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصائد الشيخ الدكتور /عائض القرني ابوفواز عطر الكلمات 2 03-30-2011 09:26 PM
لمحبي قصائد العشماوي احلى البنات عطر الكلمات 2 09-15-2004 10:38 PM
قصيدة الدكتور عبد الرحمن العشماوي في سامي الحصين بعد براءته حصن الشقار عطر الكلمات 0 06-13-2004 09:51 AM
قصيدة للشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي بن فارس عطر الكلمات 0 05-24-2004 06:32 PM
معلقة الدكتور العشماوي أبوفارس عطر الكلمات 6 06-06-2003 06:34 PM


الساعة الآن 05:59 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir