#1
|
||||||||
|
||||||||
الثقة بالنفس
أيها الأخوة و الأخوات ..
السلام عليكم و رجمة الله و بركاته ... بين يدي موضوع هو من الأهمية بمكان .. جدير بكل واحد منا أن يقرأه و يطلع عليه ففيه تربية للنفس و تفسير لمعانٍ شتى ، ذلكم الموضوع هو موضوع الثقة ، و لن أطيل فقد اقتبسته احد الأخوان من موضوع للشيخ الدكنور علي العمري حفظه الله بالعنوان نفسه . ثم استأذنته وطرحته لكم.--------------------------- أغلى ما لدى الإنسان في هذه الحياة هي نفسه التي بين جنبيه، والتي أكد القرآن مراراً وتكراراً على العناية بها، والحرص على سلامتها. وإن الإنسان من طبعه يحب الحياة والبقاء فيها ولو كان من راغبي الآخرة طلباً للمزيد. فإن بذل هذه النفس رخيصة من أجل غاية سامية أو هدف عالٍ يعتبر مكرمة ومنقبة لا تقدر بثمن.. يجود بالنفس إن ضنَّ البخيل بها والجود بالنفس أغلى غاية الجود أيها الإخوة .. ولأن هذه النفس كذلك تمر بتقلبات مختلفة، وتتعرض لمحن متنوعة فإنها بحاجة إلى أمان واستقرار ورعاية، حتى لا تتورط في معصية، أو تشذَّ في غفلة لا تحمد عقباها. وأعظم باعث لاستقرار النفس وثباتها وهدوئها هو الثقة. فالإنسان لا يختار صديقاً يماشيه ويؤاخيه ويسليه ويواسيه إلا إذا وثق به واطمأن إليه. والإنسان لا يختار زوجة يبث إليها شكواه وآماله وآلامه إلا إذا وثق بها واطمأن إليها. والإنسان لا يسلم جسمه للطبيب ليختار له العلاج المناسب ولو على حساب صحته وتعبه إلا إذا وثق به واطمئن إليه. والإنسان لا يخبرك بهمومه وأحاسيسه إلا إذا وثق بك واطمأن إليك. والولد لا يخبر والده بما تعرض له من مشكلات في مدرسته أو مضايقات من زملائه إلا إذا وثق بأبيه واطمأن إليه. فمتى ما وجدت الثقة سهل الطريق لراحة النفس وأمانها واطمئنانها. ومتى ما فقدت الثقة ولو للحظة حصلت الفرقة والأذية وهزات نفسية كبيرة، وآلام وجراحات عميقة. أيها الإخوة.. إ ن موضوع الثقة موضوع مهم وخطير، وحساس ودقيق لأبعد درجة. فحاجة الإنسان إلى الثقة أمر جبلي فطر عليه الإنسان، ولذلك هو أمر لابد منه، والسعي للبحث عن الثقة من مطالب الحياة، وأمر الثقة في ظني لا يحتاج إلى تعريف وطول بيان، فكل إنسان غالباً يستطيع أن يميز بين من يثق به ومن لا يثق، ويستطيع أن يقارن بين من يقدر الأمور ويزنها بميزان صحيح، وبين من لا يستطيع ذلك. كما أنه يستطيع أن يعرف المسلم السوي في سلوكه وعبادته من غير أن يحدثه الناس كثيراً. وما يغفل عن هذه الحقائق إلا مجموعة بسيطة في تفكيرها، أو شاذَّة في سلوكها، أو مغفلة في قراءة تاريخها، ومعرفة بيئتها. الحاجة إلى الثقة أمر ملح، ومطلب أساسي من مطالب الحياة. لولا الثقات الأثبات .. لما صحت كثير من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم. ولو الثقات الأثبات .. لما قبلت الشهادات وحررت العقوبات. ولولا الثقات الأثبات .. لضاعت حقوق، وسلبت ممتلكات. ولو الثقات الأثبات .. لحصلت الخصومات، وتفرقت الجماعات. أيها الإخوة .. أن المفهوم القاصر عند كثير من شباب اليوم وللأسف أن الثقة عندهم هي المؤاكلة والمؤانسة، والمشاركة والمحادثة!! وهذا خلل كبير. فالثقة في الدين، والثقة في السلوك. فقد يأتي إليك الخاطب ليتقدم لابنتك أو أختك، وأنت قد لا تعرفه .. فما الضابط للقبول أو الرد. لنستمع (إذا جاءكم من ترضون ديته وخلقه فزوجوه إن لم تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) (1). كيف نثق بهذا الرجل؟ الجواب: إذا رضينا ووثقنا في (دينه) أي: عباداته الشعائرية الظاهرة، و(خلقه) أي: سلوكه وتعامله، علماً أن الخلق من الدين، ولكن أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤكد عليها، ويعتبر لها دلالة وأهمية خاصة. حينئذ نقبل رغبته، ونتم له أمره. وإن لم نفعل ذلك، فنكون قد أضعنا الأمانة، وجعلنا الثقة في غير مكانها (إن لم تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) لما؟ لأن الثقة بنيت على أنك ابن من؟ وكم معك؟ وأين تعمل؟ وما هو راتبك؟ وأين سكنك؟ وكم مهرك؟ وهذه هي المفاهيم الهابطة التي تؤدي إلى درك الشقاء، وتعاسة الحياة بعدئذ!. فالثقة في أمرين: الدين والسلوك. ومن غيرهما لن يتحقق نتائج وثمرات الثقة. فالأب في البيت قد يكون مصلياً بل وفي الصفوف الأولى، ولكنه يدخن في بيته، ويصيح في وجه ابنه وابنته، وحينها ورب الكعبة لن يثق به أبناؤه الثقة الكلية، ولربما أساؤوا من حيث لا يريد هو، ولربما تنكروا له، وتخبطوا في معيشتهم ودراستهم وانحدار أخلاقهم، لأن الثقة في القدوة غير موجودة. والوعظ القولي لا يغني عن الوعظ الفعلي لطالما كان بالإمكان حصولهما!. والمعلم المربي قد يكون طيباً مبتسماً، ولكنه قد يغضب أحياناً، أو يرمي ببعض الكلمات المنفرة، أو الإحباطات في حالة الفشل لتلميذه أو صديقه فتسحب الثقة من بين يديه تدريجياً. والموظف قد يكون نزيهاً أميناً في معاملاته، ولكنه لا يراعي حضوره وانصرافه، فتهز الثقة من زملائه ورؤسائه. والمسئول والوجيه والكبير لو وعظ ألف مرّة أنه أحرص الناس وهو يسرق مالهم، ويضع السياط على رؤوسهم لسقط عرش الثقة الذي بناه بكلامه في سنه، كما تسقط خيوط العنكبوت الواهية في لحظة!. وعوداً على بدأ .. الثقة في الدين وفي السلوك، هذا في جانب تعاملك وكيفية ثقتك بالآخرين. أما عن كيفية الثقة بنفسك، وتعاملك مع ذاتك، فهي كذلك لا تتم إلا بالأمرين نفسهما: ثقتك بدينك، وثقتك بسلوكك.. فثقتك بدينك: أنه لا يتم لك رزق ولا يكتب لك مال إلا وأنت واثق أن الله سيقضيه لك. وأنه لا تقدر عليك مصيبة في مرض أو عطل سيارة أو هم نفس إلا وأنت واثق أن هذا من قضاء الله وقضائه. وأنه لن تخطو خطوة في الحياة ولن تتنفس نفساً واحداً إلا وأنت واثق أن الله يختار لك ما يشاء متى ما شاء. وثقتك بسلوكك: أنه ما تمت مصيبة أو غفلة إلا وأنت واثق أنها بذنب منك. وأنه ما تم لك ضيق أو سوء معاملة أو حزن إلا وأنت واثق أنك أخطأت في أمر أو أسأت مع أحد. وأنه ما زارك المرض ولا الوهن ولا الاكتئاب إلا وأنت واثق أنك غفلت في خلوتك مع نفسك، أو بتصرفات جوارحك فيما لا يرضي. وأنه ما تنكبت دراسياً إلا وأنت واثق أنه بسبب تقصيرك وكسلك وضعفك. لابد أن يثق كل واحد منا أيها الإخوة أن هذه الحياة التي نعيشها هي فترة محدودة، وأن هذه المحن التي نلقاها كل لحظة، وأن هذه التغيرات التي نراها كل فترة، لا تمضي عبثاً، ولا تتم صدفة، بل هي محض سنة كونية جعلها الله في هذه الحياة. لابد أن نثق تمام الثقة أن الله سبحانه وتعالى لا يحابي أحداً، ولا يظلم أحداً، وأن ما يجري في الكون هو بقضائه وقدره وعدله. لابد أن نثق أن الله سبحانه وتعالى هو الحي القيوم الذي لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، وأنه يعلم ما يجري في العالم بأسره من ظلم الجبابرة، وطغيان المتسلطين، وفجور المهتكين، وفساد المفسدين، وإنه إن أمهلهم فإنه لن يهملهم ولن يتركهم سدى. لستُ مجبوراً أن أُفهم الآخرين من أنا فمن يملك مؤهِلات العقل والإحساس .. سأڪَـون أمـامهُ ڪَالكِتاب المفتـوح وعليـهِ أن يُحسِـن الإستيعاب .. وٍإذا طـال بي الغيــآب فَاأذڪَروا ڪَلمآتي وٍأصفحوا لي زلآتي
|
03-26-2009, 06:01 PM | #2 |
مميّزة وقديرة
|
رد: الثقة بالنفس
موضوع جميل جداً وفقك الله اخي عمري لكل خير ووفق كاتب الموضوع الشيخ على
راق لي كثيراً وثقتك بسلوكك: أنه ما تمت مصيبة أو غفلة إلا وأنت واثق أنها بذنب منك. وأنه ما تم لك ضيق أو سوء معاملة أو حزن إلا وأنت واثق أنك أخطأت في أمر أو أسأت مع أحد. وأنه ما زارك المرض ولا الوهن ولا الاكتئاب إلا وأنت واثق أنك غفلت في خلوتك مع نفسك، أو بتصرفات جوارحك فيما لا يرضي. وأنه ما تنكبت دراسياً إلا وأنت واثق أنه بسبب تقصيرك وكسلك وضعفك. (( اذاً لا مكــان للحظ كما ندعي )) |
ياحظ من عندهـ عجوزٍ وشـآيب..... وإلا حـــدى الثنتين ياسـعد عيــنه |
04-05-2009, 10:34 PM | #4 |
عضو قدير وصاحب مكانة بالمنتدى
|
رد: الثقة بالنفس
جمـــــــــانة.
الأخ العزيز بن ظافر. اشكر لكم مروركم ولكم خالص التحية. اخوكم. |
لستُ مجبوراً أن أُفهم الآخرين من أنا فمن يملك مؤهِلات العقل والإحساس .. سأڪَـون أمـامهُ ڪَالكِتاب المفتـوح وعليـهِ أن يُحسِـن الإستيعاب .. وٍإذا طـال بي الغيــآب فَاأذڪَروا ڪَلمآتي وٍأصفحوا لي زلآتي
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
اختبار الثقة بالنفس | mukhtar almuhaya | البرمجة اللغوية العصبية (NLP) | 5 | 08-31-2009 12:05 PM |
## الثقة بالنفس ## | سلطان القلوب | البرمجة اللغوية العصبية (NLP) | 4 | 08-31-2009 11:30 AM |
تعزيز الثقة بالنفس | آخــ؛ملاذ؛ــر | مواضيع الحوار والنقاش | 6 | 11-02-2006 10:52 AM |
اختبار الثقة بالنفس, | راعي الأوله | مواضيع الحوار والنقاش | 12 | 11-10-2005 06:57 AM |
ما هي الثقة بالنفس ؟؟ | منار | مواضيع الحوار والنقاش | 4 | 11-03-2003 11:30 PM |