الإهداءات


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-10-2017, 04:43 PM   #16
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية الأميرة
الأميرة غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30869
 تاريخ التسجيل :  May 2017
 أخر زيارة : 06-22-2017 (12:27 PM)
 المشاركات : 206 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




وقال الشيخ أبو عمر بن عبد البر: وقد روي عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. قال: والمراد بالروم هنا الروم الأول وهم اليونان المنتسبون إلى رومي بن لقطي بن يونان بن يافث بن نوح عليه السلام.


ثم روى من حديث إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المُسَّيب، أنه قال: ولد نوح ثلاثة: سام ويافث وحام، وولد كل واحد من هذه الثلاثة، فولد سام: العرب وفارس والروم. وولد يافث: الترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج. وولد حام: القبط والسودان والبربر.


قلت وقد قال الحافظ أبو بكر البزار في "مسنده": حَدَّثَنا إبراهيم بن هانئ وأحمد بن حسين بن عباد أبو العباس قال: حدثني مُحَمْد بن يزيد بن سنان الرهاوي، حدثني أبي عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المُسَّيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولد لنوح: سام وحام ويافث، فولد لسام العرب وفارس والروم والخير فيهم. وولد ليافث: يأجوج وماجوج والترك والصقالبة ولا خير فيهم. وولد لحام: القبط والبربر والسودان".


ثم قال: لا نعلم يروى مرفوعاً إلا من هذا الوجه. تفرد به مُحَمْد بن يزيد بن سنان عن أبيه، وقد حدث عنه جماعة من أهل العلم واحتملوا حديثه ورواه غيره عن يحيى بن سعيد مرسلاً ولم يسنده، وإنما جعله من قول سعيد.


قلت: وهذا الذي ذكره أبو عمر، هو المحفوظ عن سعيد قوله، وهكذا روي عن وهب بن منبه مثله والله أعلم ويزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي ضعيف بمرة لا يعتمد عليه.


وقد قيل أن نوحاً عليه السلام لم يولد له هؤلاء الثلاثة الأولاد إلا بعد الطوفان، وإنما ولد له قبل السفينة كنعان الذي غرق، وعابر مات قبل الطوفان.


والصحيح أن الأولاد الثلاثة كانوا معه في السفينة هم ونساؤهم وأمهم وهو نص التوراة. وقد ذكر أن "حاماً" واقع امرأته في السفينة، فدعا عليه نوح أن تشوه خلقة نطفته، فولد له ولد أسود وهو كنعان بن حام جد السودان. وقيل: بل رأى أباه نائماً وقد بدت عورته فلم يسترها وسترها أخواه، فلهذا دعا عليه أن تغير نطفته، وأن يكون أولاده عبيداً لاخوته.


وذكر الإمام أبو جعفر بن جرير من طريق علي بن زيد بن جدعان، عن يوسف بن مهران، عن ابن عبَّاس أنه قال: قال الحواريون لعيسى ابن مريم: لو بعثت لنا رجلاً شهد السفينة فحَدَّثَنا عنها، قال فانطلق بهم حتى أتى إلى كثيب من تراب، فأخذ كفاً من ذلك التراب بكفه، وقال: أتدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: هذا كعب بن حام بن نوح. قال: وضرب الكثيب بعصاه وقال: قم بإذن الله، فإذا هو قائم ينفض التراب عن رأسه قد شاب. فقال له عيسى عليه السلام: هكذا هلكت؟ قال: لا. ولكني مت وأنا شاب، ولكني ظننت أنها الساعة فمن ثم شبت.


قال: حَدَّثَنا عن سفينة نوح. قال كان طولها ألف ذراع ومائتي ذراع، وعرضها ستمائة ذراع، وكانت ثلاث طبقات: فطبقة فيها الدواب والوحش، وطبقة فيها الإنس، وطبقة فيها الطير. فلما كثر أرواث الدواب أوحى الله عز وجل إلى نوح عليه السلام أن اغمز ذنب الفيل، فغمزه فوقع منه خنزير وخنزيرة، فأقبلا على الروث. ولما وقع الفأر يخرز السفينة بقرضه، أوحى الله عز وجل إلى نوح عليه السلام: أن اضرب بين عيني الأسد، فخرج من منخره سنور وسنورة فأقبلا على الفأر: فقال له عيسى: كيف علم نوح عليه السلام أن البلاد قد غرقت؟ قال: بعث الغراب يأتيه بالخبر فوجد جيفة فوقع عليها، فدعا عليه بالخوف فلذلك لا يألف البيوت.


قال: ثم بعث الحمامة فجاءت بورق زيتون بمنقارها وطين برجلها، فعلم أن البلاد قد غرقت فطوقها الخضرة التي في عنقها، ودعا لها أن تكون في أنس وأمان، فمن ثم تألف البيوت. قال: فقالوا: يا رسول الله، ألا ننطلق به إلى أهلينا فيجلس معنا ويحَدَّثَنا؟ قال: كيف يتبعكم من لا رزق له؟ قال: فقال له: عد بإذن الله. فعاد تراباً.


وهذا أثر غريب جداً.


وروى علباء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عبَّاس، قال: كان مع نوح في السفينة ثمانون رجلاً معهم أهلوهم، وأنهم كانوا في السفينة مائة وخمسين يوماً، وإن الله وجه السفينة إلى مكة فدارت بالبيت أربعين يوماً، ثم وجهها إلى الجودي فاستقرت عليه، فبعث نوح عليه السلام الغراب ليأتيه بخبر الأرض، فذهب فوقع على الجيف فأبطأ عليه، فبعث الحمامة فأتته بورق الزيتون ولطخت رجليها بالطين، فعرف نوح أن الماء قد نضب، فهبط إلى أسفل الجودي فابتنى قرية وسماها ثمانين، فأصبحوا ذات يوم وقد تبلبلت ألسنتهم على ثمانين لغة، إحداهما العربية. وكان بعضهم لا يفقه كلام بعض، فكان نوح عليه السلام يعبر عنهم.


وقال قتادة وغيره: ركبوا في السفينة في اليوم العاشر من شهر رجب، فساروا مائة وخمسين يوماً واستقرت بهم على الجودي شهراً.


وكان خروجهم من السفينة في يوم عاشوراء من المحرم. وقد روى ابن جرير خبراً مرفوعاً يوافق هذا، وأنهم صاموا يومهم ذلك.


وقال الإمام أحمد: حَدَّثَنا أبو جعفر، حَدَّثَنا عبد الصمد بن حبيب الأزدي، عن أبيه حبيب بن عبد الله، عن شبل، عن أبي هريرة قال: مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بأناس من اليهود وقد صاموا يوم عاشوراء، فقال: ما هذا الصوم؟ فقالوا: هذا اليوم الذي نجى الله فيه موسى وبني إسرائيل من الغرق، وغرق فيه فرعون، وهذا اليوم استوت فيه السفينة على الجودي، فصامه نوح وموسى عليهما السلام شكراً لله عز وجل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا أحق بموسى وأحق بصوم هذا اليوم" وقال لأصحابه: "من كان منكم أصبح صائماً فليتم صومه، ومن كان منكم قد أصاب من غد أهله فليتم بقية يومه".


وهذا الحديث له شاهد في الصحيح من وجه آخر، والمستغرب ذكر نوح أيضاً. والله أعلم.


 


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حمل كتاب كتاب العادات السبع ... ستيفن كوفي أبوعمر مواضيع الحوار والنقاش 2 01-08-2012 12:18 AM
التفاؤل عند الانبياء نواااااره رياض الصالحين 0 07-22-2010 08:20 AM
قصص الانبياء ابوصاهودالعمري رياض الصالحين 0 11-01-2009 11:51 AM
برنامج شجرة الانبياء سيــف العرب رياض الصالحين 2 11-14-2006 10:00 PM


الساعة الآن 06:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir