(المطلى) ... جبل الجنابا والباروووود .

°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°جبل المطلى °ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°







جبل المطلى هو من الجبال المشهورة في السراة من حيث الارتفاع والوعورة وكثرة الشعاب ويقع في بلاد عمرو الشام وهو الجبل الحصين الذي كانت تلجأ له قبائل بني عمرو كلما ألمت بها الخطوب في الأزمنة القديمة ....



وهو جبل عال جداً وفيه أشجار كثيرة وله فروع تنحدر إلى الشمال والجنوب والشرق فيها كثير من الأودية والقرى العائدة ( لآل الشيخ ) و(عضيدات) و(الشق) و(آل سليمان) و(بني عمارة) وبعض هذه القرى تقع على مقربة من قمته كقرية (صرة) و(الفرعة) و(لصفاء) , وبعض القرى المذكورة تقع في أوديته المنحدرة الى الشمال كقرية (آل سعد) و(آل حسيكة) و(آل مفرج) و(ذات العلب) و(آل سمله) , وبعضها في المنحدرات الشرقية (كلزمة) و(لفت) و(الكنهبلة) وغير ذلك من القرى الكثيرة التي لم نذكرها وأرضه طينية تميل في أكثر الأماكن الى الاحمرار وهو صالح للزراعة حيث حيث توجد فيه كثير من المدرجات الزراعية , وقد لجأ السكان الأولون الى بناء هذه المدرجات لقلة وجود الأرض السهول المناسبة للزراعة اذ إن المطلى هو من الجبال الصعبة فعلاً , وقد كانت للزراعة أهمية كبرى في حياة السكان فليس لديهم أي دخل آخر غير ما يزرعونه من أو يربونه من مواش مختلفة لذلك تكيفوا مع تلك البيئة فأخذوا يصلحون الأرض ويعملون المدرجات في فروع المطلى وفي غيره , فعملوا المدرجات من أسفل المطلى الى قمته وقد بنوها بالحجارة وبذلوا في ذلك جهداً كبيراً لتتحمل سقوط الأمطار الشديدة وانحدار السيول العنيفة , وقد صرفوا السيول المنحدرة من المطلى تصريفاً جيداً بحيث يستعملونها في إرواء مزارعهم متى أرادوا أو يتركونها تذهب الى الأودية الكبيرة إذا لم يرغبوا فيها .....


ومن أشهر الأودية المذكورة وادي عياش المعروف برنما الذي تنحدر أكثر سيوله من المطلى وان الإنسان ليعجب كثيراً إذا مشى فيه ليرى البناء المحكم والحجارة الضخمة حيث يمتد ذلك البناء من قرية آل الشاعر الى قرية الضفيرة , وانك لتمر بالمطلى في الربيع فترى الأشجار الخضراء والأعشاب ومزارع البر التي تمتد في أكثر نواحيه إلا أن بعض تلك المدرجات أهملت من بعض السكان حيث لم يقوموا بزراعتها كما إن بعضهم اخذ ينسفها ليستعمل حجارتها في بناء المساكن وانه لعمل ردئ أن يقوم الإنسان بنسف المزرعة ليبني بيتاً فحبذا لو عاد السكان الى رشدهم وتركوا نسف المدرجات , وتذكروا أن أجدادهم بذلوا جهدا كبيراً في بنائها وإنهم بذلك العمل الذي هو الهدم يعتبرون من الجهال لان نسف المدرجات سيؤدي الى إيجاد الخنادق الكبيرة في الجبال ومن ثم الى جرف التربة الزراعية والسكان في بني عمرو يسمون المدرجات المذكورة (بلاداً) , كما تعرف لديهم أيضا ب(الدمائس) واحدتها (دميسه) أو (الشطان) واحدها (شط) وهي منتشرة بكثرة في المطلى وفي غيره من الأماكن وقد بنيت بإحكام , وبذل فيها جهد كبير حيث عملها قوم اشتهروا بالقوة والمثابرة حتى قيل أن الرجل الواحد كان يعمل في اليوم الواحد عدداً من المدرجات ....


ومن ذلك مايروى من أحد سكان المطلى قديماً خرج (بمسحاته) للعمل به وبينما هو في العمل فيه إذا (بمسحاته) تتوقف في يده عن العمل حيث انكسرت (هراوتها) فاستمر في عمله يدخل أصابع يده فيها ويحفر الأرض بدون انقطاع , ويرجع الى بيته ويعلم أهله وأصحابه عن عمله في ذلك اليوم وانه كان بسيطاً , حيث لم لم يعمل إلا سبعة (شطان) ويخبرهم بما وقع له من انكسار لها مما سبب نقص عدد ما فعل .


وقد ورد في معجم البلدان اسم المطلى لعدة أماكن بعضها عين موقعها والبعض الآخر لم يعين كما أنها وردت في المعجم مكسورة الميم وجمعت على مطالي وقد وردت أيضا بفتح الميم وقيل عن المطلى انه الموضع الذي تطلى فيه الإبل والمطلى معروف في بني عمرو وهو بفتح الميم واليك ما ورد في معجم البلدان المطالي : بالفتح كأنه جمع مطلى وهو الموضع الذي تطلى فيه الإبل بالقطران والنفط وهو موضع بنجران قال بعضهم :

سقى الله ليلي والحمى والمطاليا

وقال آخر :

وحلت بنجد واحتللنا المطاليا

وقال القتال الكلبي :




وآنست قوماً بالمطالي وجاملاً ... أبابيل هزلي بين راع ومهمل




وقال ابوزياد : ومما يسمى من بلاد أبي بكر بن كلاب تسمية فيها خطها من المياه والجبال والمطالي وواحدها المطلى , وهي ارض واسعة وقال رجل من اليمن وهو نهدي :



إلا إن هنداً أصبحـت عامريـة ... وأصبحت نهديا بنجدين نائبـاً
تحل الرياض في نمير بن عامر ... بأرض الرباب أو تحل المطاليا



المطلى : واحد المطالي المذكورة قبل قال أعرابي :




اللبرق بالمطلى تهـب وتبـرق ... ودونك نيق من دغانيـن اعتـق
وميض يرى في بهرة الليل بعدما ... هجعنا وعرض البيد بالليل مطبق




وقال شاعر آخر :




غنى الحمام على أفنان غيطلـة ...من سدر بيشة ملتـف أعاليهـا
غنيـن لا عربيـات بألسـنـة ... عجم واملح أنحـاء نواحيهـا
فقلت والعيس خوص في أزمتها ... يلوي بأثياب أصحابي تباريهـا
أدعى الأراك قلوصي ثم اوردها ... ماء الجزيرة والمطلى فأسقيهـا



وبعد فلا تلمنا أيها القارئ إذا قلنا أنه أراد في الأبيات الأخيرة مطلى بني عمرو لأننا نعلم أنه ليس حوالي بيشة مطلى أشهر من مطلى بيشة وهكذا رأينا ونرجوا أن يدعمه الصواب فالمطلى الذكور مشهور ترى منه بيشة المذكورة وقد يرى من الجبال التي حواليها وهو مرتفع جداً وكثيراً , وتتجمع فوقه السحب الممطرة التي تلمع فيها البروق فترى من أماكن بعيدة جداً فما المانع أن يكون هو المراد ونحن لاننكر وجود المطالي الأخرى ولانغفل أمرها ولكننا نعتقد أن مطلى بني عمرو من أشهرها , أما ماء الجزيرة المذكورة في الأبيات الأخيرة فهو معروف , والذي فهمته من كلام المعجم أن كلمة المطلى قد ترد بالفتح وقد ترد بالكسر أي فتح الميم أو كسرها وأن المعنى لا يتغير مع ذلك فيصبح الفتح والكسر وبعد المشاريع الخاصة بالتلفزيون لارتفاعها عما حولها من الأراضي في جميع الاتجاهات ....


--------------------------------------------------------------------------------


نقلته من كتاب أدب وتاريخ من بني عمرو ...
تأليف .. الدكتور .. عوض بن محمد بن ظافر العمري ... 1398هـ ...

شكرا للاخ حسن بن سعيد لهذا الموضوع الرائع والحقيقه معلوماتك عن جبل المطلى كافيه ووافيه والمطلى تم فيه كسرودحر الدوله العثمانيه بجبروتها وقوتها على يد رجال بني عمرو حيث احكموا خططهم بصدق وشجاعه وتكاتف وتم النصر ويقال ان دماء الاتراك هي سبب احمرار تربة جبل المطلى ونسائل الله ان يرحم من توفى من بني عمرو ويبارك في الاحياء وشكرا ،،،،

حسن بن سعيد

يعطيك العافية على النقل الطيب لهذا الموضوع

ولك وللدكتور عوض بن محمد كل التقدير والاحترام

تحياتي

حسن بن سعيد

يعطيك العافية

شكرا على موضوعك الجميل يا أخ حسن بن سعيد ولكن لم أجد في الموضوع ما يشير إلى الجنابى وإليك هذه المقطوعة للشاعر حامد بن ظافر رحمه الله .
مرحبا عند عمرو الشام ألوف
أنت قيفي إذا جات القيـــوف
ليت عينك في المطلى تشوف
يوم عرض لها الباشة وقومه
بالنوافع وخضر اسلالهــــا

وشكــــــــــــــــــــــــــرا

أشكرك على الموضوع الجميل ..
وعندي معلومة بسيطة عن المطلا .. وهي أن المطلا وبحسب دراسة المانية هو ثاني أعلى منطقة في المملكة بعد السودة .. وهذا البحث أجراه باحثون ألمان ...

حسن بن سعيد

يعطيك العافية على النقل الطيب لهذا الموضوع

ولك وللدكتور عوض بن محمد كل التقدير والاحترام

تحياتي