#1
|
|||||||
|
|||||||
التربية الجنسية
تعريف التربية الجنسية :
التربية الجنسية هي ذلك النوع من التربية التي تمد الفرد بالمعلومات العلمية و الخبرات الصالحة و الاتجاهات السليمة إزاء المسائل الجنسية , بقدر ما يسمح به نموه الجسمي و الفسيولوجي و العقلي و الانفعالي و الاجتماعي و في إطار التعاليم الدينية و المعايير الاجتماعية و القيم الأخلاقية السائدة في المجتمع , بما يؤهله لحسن التوافق في المواقف الجنسية و مواجهة مشكلاته الجنسية في الحاضر و المستقل مواجهة واقعية تؤدي إلى الصحة النفسية . لماذا التربية الجنسية ؟ النمو الجنسي موضوع هام في كل مراحل النمو , و السلوك الجنسي مشكلة هامة في الطفولة بصفة عامة و المراهقة بصفة خاصة , حيث يبلغ النشاط الجنسي أعلى قمة , و يحس المراهق – و قد زادت الدوافع و تعاظمت الموانع – بالبلبلة و التناقض بين ما يسمع و يرى بخصوص الجنس و السلوك الجنسي , ويبرز عدد من التساؤلات : هل الجنس خير أم شر , مقدس أم مدنس يؤدي إلى السعادة أم إلى الشفاء ...... الخ ؟؟! و تفرض التعاليم الدينية و المعايير الاجتماعية و القيم الأخلاقية قيودا على النشاط الجنسي للشباب بما يحقق مصلحة الفرد و الجماعة و رغم هذا يبدو أن المجتمع لم ينجح تماما في محاولاته لان يفرض منعا تاما على النشاط الجنسي للمراهقين , إذ يبحث الشباب عن مخارج للطاقة الجنسية في صور مختلفة . و قد تؤثر المشكلات الجنسية على شخصية المراهق فتتدخل في نشاطه العقلي و الاجتماعي و الانفعالي , و كثيرا ما يأتي فرد إلى العيادة النفسية و ليس ما يعاني منه اضطراب سلوكي سوى نتيجة لجهله بالأمور و المسائل و الحقائق الجنسية البسيطة . و من الطبيعي أن يهتم الفرد بالمسائل الجنسية في كل مراحل نموه و إلا أن الكبار يشعرون بالحرج يشعرون بالحرج و الخجل و الضيق حين يسألهم الصغار عن الأمور الجنسية . و من الأفكار الخاطئة الشائعة عند بعض الوالدين و المربين ما يلي : 1- أن التربية الجنسية تزيد فضول الأطفال و المراهقين و تزيد من اهتمامهم بالأمور الجنسية . 2- أن التربية الجنسية تؤدي إلى التجريب و الإفراط في السلوك الجنسي المتحرر من المسئولية . و من المسلم به انه إذا أحيط النمو الجنسي بغلاف من التحريم و التكتم و التمويه , وإذا أغمض الوالدان و المربون أعينهم و أصموا آذانهم و كمموا أفواههم و لم يقوموا بواجبهم في التربية الجنسية لأولادهم – كجزء من عملية التربية بصفة عامة – بحث هؤلاء الأطفال و المراهقون عن مصادر أخرى لإشباع حاجتهم إلى المعرفة في هذا الشأن , و ربما اتجهوا إلى أدعياء المعرفة من غير أهل العلم و الثقة و الأخلاق و الضمير , و ربما تطوع هؤلاء بهذه المعلومات في غير أوانها و وربما اتجهوا إلى الأفلام الجنسية و الصور الجنسية و الكتب المثيرة , و النتيجة المؤسفة هي المعلومات الخاطئة و الوقوع في التجريب او الخبرات الحقيقة و الشعور بالاشمئزاز و الإثم والخطيئة و الخوف و القلق و الاستغراق في أحلام اليقظة و الانحراف الجنسي و الاضطراب النفسي. و نحن نعلم إن الأطفال و المراهقين لا يظلون على جهل تام بالأمور الجنسية فنادرا ما يتزوج فتى و فتاة دون أن يعرفا شيئا من هذه الأمور , إلا أننا لا نعرف متى حصلت هذه المعرفة و أين أتى بها و مدى صحة ما يعرف منها , و لو فرضنا جدلا أن الطفل ظل جاهلا بالمسائل الجنسية , فان الأحاسيس الجنسية حين تتدفق مع المراهقة فجأة و بعنف قد تزعجه و تخيفه , و قد يترتب على ذلك الانحراف أو الشقاء الزوجي و الأمراض النفسية . من كل هذا نلمس مدى الحاجة إلى التربية الجنسية , فموضوع التربية الجنسية يهم ولاة الأمور من حيث التربية الجنسية السليمة , و تنظيم النسل , و اداب العلاقات الجنسية و معاييرها و قوانينها , وموضوع التربية الجنسية أيضا يهم المربين الذين طالما يسألهم التلاميذ عن موضوعات الجنس , و الموضوع يهم المراهقين الذين تم بلوغهم الجنسي و يميلون للجنس الآخر و لا يعلمون ماذا يفعلون , و الموضوع ليس مهما للكبار فقط بل هو كذلك يهم الأطفال الذين يريدون معرفة الكثير عن أعضاء التناسل و الفروق بين الذكر و الأنثى و تعلم دورهم الجنسي المناسب .... الخ .. أهداف التربية الجنسية : لهذا فنحن في حاجة إلى برامج علمية مدروسة و مخططة للتربية الجنسية تهدف إلى تحقيق ما يلي : 1 - تزويد الفرد بالمعلومات الصحيحة اللازمة عن ماهية النشاط الجنسي . 2 - تعليمه الألفاظ العلمية المتصلة بأعضاء التناسل و السلوك الجنسي . 3 - إكسابه التعاليم الدينية و المعايير الاجتماعية و القيم الأخلاقية الخاصة بالسلوك الجنسي . 4 - تشجيعه على تنمية الضوابط الإرادية لدوافعه و رغباته الغريزية و شعوره بالمسئولية الفردية و الاجتماعية و تنمية الوعي و الثقافة العلمية و معرفة خطورة الحرية الجنسية علة الفرد و على المجتمع . 5 - وقايته من أخطاء التجارب الجنسية غير المسئولة التي يحاول فيها استكشاف المجهول أو المحظور بدافع إلحاح الرغبة الجنسية المتأججة و المكبوتة لديه . 6 - تكوين اتجاهات سليمة نحو الأمور الجنسية و النمو الجنسي و التكاثر و الحياة الاسرية تتمشى مع العلاقات الانسانية المحمودة و مبادىء نمو الشخصية . 7 - ضمان إقامة علاقة سليمة بين الجنسين قائمة على فهم دقيق و اتجاهات صحية مع تقدير كامل للمسئولية الشخصية و الاجتماعية للسلوك الجنسي . 8 - تصحيح ما قد يكون هناك من معلومات و أفكار و اتجاهات خاطئة مشوهة نحو بعض أنماط السلوك الجنسي الشائع . 9 - تنمية الضمير الحي فيما يتعلق باي سلوك جنسي يقوم به الفرد بحيث لا يقوم الا بما يشعره باحترامه لذاته , و يظل راضيا عنه في المستقبل , و لا يضر أحدا , و يتمشى مع التعاليم الدينية و المعايير و القيم الأخلاقية و برضى هذا السلوك عن نفسه . من يقوم بالتربية الجنسية : هناك دراسات تدور حول ما اذا كان من الأفضل أن تترك مسئولية التربية الجنسية على عاتق المدرسة او تترك كلية على عاتق الوالدين . الواقع ان التربية الجنسية عملية يجب أن يتعاون فيها كل من : - الوالدان : إذا توافرت النية و صدق العزم و اتسع الوقت و توفرت المعلومات العلمية , و وجهت اليهم عناية خاصة بقصد إعدادهم للقيام بدورهم في التربية الجنسية . - المربون : أو الرواد أو الأخصائيون الاجتماعيون في المدرسة . - علماء النفس : خاصة المرشدون و المعالجون النفسيون , و هؤلاء عليهم رسالة مزدوجة وقائية و علاجية , مع الاطفال و المراهقين و الازواج و على المرشد النفسي بشكل خاص القيام بدور فعال في التربية الجنسية . - الاطباء : في عملهم العلاجي و بعض المحاضرات . - رجال الدين : في الوعظ و الإرشاد الديني . و في المدارس بالذات يمكن دعوة بعض المتخصصين من علماء النفس و الأطباء و رجال الدين و غيرهم لإلقاء المحاضرات و حضور ندوات و مناقشات حيث يتناول كل منهم الموضوع من زاوية , و يحسن في هذه الحالات أن تقدم الأسئلة و الاستشارات مكتوبة , و هذا يقلل من الإحراج الذي يشعر به البعض . وهناك عدة صفات يجب ان تتوافر فيمن يقوم بالتربية الجنسية هي : -الإلمام بخصائص النمو في جميع مراحله و الحقائق العلمية الخاصة بالتناسل و الحمل و الولادة .......... الخ . -فهم مشكلات المراهقة و القدرة على المساعدة في حلها . متابعة الدراسات الخاصة بالموضوع . -الالتزام بالاتجاه العلمي الخاص الهادىء عند الاستماع الى التساؤلات و عند الاجابة عنها . -حسن اختيار الألفاظ و البعد عن الألفاظ العامية . -الاستفادة من الوسائل المعينة المناسبة . -ان يكون شعاره " التوجيه الرشيد و التعبير السديد " . -اتساع الأفق و رحابة الصدر و طول البال و الحكمة . -المرونة و الخلو من التزمت و الآراء و الاتجاهات الجامدة . -التوافق الجنسي , وان يكون قد تغلب على مشكلاته الجنسية بنجاح . -ان يكون قدوة حسن للناشئين . و هنا يجب ان نشير الى ضرورة التربية الجنسية للوالدين و المربين , فنحن نعرف ان فاقد الشيء لا يعطيه , و لذلك فمن أول الواجبات ان يشترك الوالدان و المعلمون في حلقات دراسية جماعية يستمعون فيها الى محاضرات و أحاديث المختصين و يناقشون و يتبادلون الآراء و الخبرة مما يؤهلهم للقيام بمهمتهم . متى تبدأ التربية الجنسية : يجب أن تكون التربية الجنسية عملية مستمرة , و لا تقتصر على سن معينة , بل تبدأ من الطفولة ثم تستمر خلالها و في مرحلة المراهقة حتى الراشد , و قبل الزواج و أثناءه و بعده . أين تقدم التربية الجنسية ؟ يجب ان تقدم التربية الجنسية في المنزل و في المدرسة و في الجامعة و في دور العبادة و في مؤسسات تنظيم الاسرة , بحيث تتكامل هذه الجهات , فمثلا يجب ان تسد المدرسة الثغرات التي تتبقى من التربية الجنسية في المنزل . كيف تقدم التربية الجنسية ؟ هناك عدة أسئلة فرعية حول كيفية تقديم المعلومات الجنسية , و اهم هذه الاسئلة ما يلي : هل يكون التوجيه فرديا ام جماعيا ؟ يرى البعض الاقتصار على التوجيه الفردي لان التوجيه الجماعي يسبب بعض المشكلات النفسية حيث توجد فروق فردية في مستوى النضج , و لكن يتجه اغلب الراي نحو التوجيه الجماعي مع إعطاء الفرصة للاستيضاحات و المناقشات الفردية لمن يريد , و في التوجيه الجماعي ميزة التغلب على الخجل و اخذ المسالة مأخذا علميا صريحا و يجب الا تفرض المعلومات و الحقائق الجنسية على التلاميذ بل تقدم استجابة لأسئلتهم . هل تناقش موضوعات التربية الجنسية في جماعات مختلفة ؟ يلجأ البعض الى مناقشة موضوعات التربية الجنسية في جماعات مختلفة في بعض أجزاء البرنامج و إن كان البعض يرى انه يحسن فصل البنين عن البنات في بعض أجزاء البرامج الخاصة . كيف تجيب عن الأسئلة و الاستفسارات ؟ ينبغي ان تكون الإجابة على قدر السؤال و بألفاظ تتناسب مع مرحلة نمو الفرد و قدرته على الفهم و الالتزام بالأمانة و الصراحة و الصدق و البساطة و الدقة العلمية . و من الضروري الالتزام بالموضوعية و الهدوء الانفعالي , ويجب ان تكون الإجابات واعية وافية . مــا هي الوسائل المعينة ؟ يمكن الاستعانة ببعض الأفلام العلمية المتخصصة عن النمو و التناسل يليها فترة مناقشة , و يجب استغلال التمثيليات المدروسة و يحسن استخدام ما تيسر من الصور و الرسوم و النماذج , و حبذا لو تيسرت زيارة بعض المعارض و المتاحف الطبية , و تفيد زيارة حدائق الحيوان و الريف حيث الحياة و التلقيح و البيض و الأفراخ و التكاثر بين الطيور و الحيوانات في جو خال من التعقيدات الانفعالية البشرية , و يمكن الاستفادة بإحداث الحياة اليومية في تزويد الأطفال بالمعلومات الضرورية في هذه النواحي مثل مولد طفل في الأسرة , و يجب إعداد الكتب البسيطة التي تشرح المبادىء الأولية في التربية الجنسية لكي تكون في متناول يد الوالدين و المربين و الشباب . هل تعطى المعلومات الجنسية قائمة بذاتها أم كجزء من معلومات أخرى ؟ يحسن ألا تكون التربية الجنسية مادة قائمة بذاتها , و يحسن الا يكون هناك اجزاء من المناهج الدراسية في المدارس او الكليات تسمى الدراسات الجنسية , و يجب ان تعطى المعلومات الجنسية ضمن المعلومات الاخرى مثل الاحياء و الصحة و اللغة و الدين و المجتمع و الجغرافيا ...... الخ , فمثلا في دروس الأحياء تدرس قصة الحياة في جميع الاحياء و العمليات الحيوية في النبات و الحيوان و الإنسان , و في دروس اللغة العربية يدرس الأدب الذي يصور الحب في أسمى الصور و أرقاها , و في دروس الدين التي تدرس الآيات القرآنية و الأحاديث الشريفة و النصوص السماوية الأخرى التي تتعلق بالعلاقة بين الرجل و المراة و تكوين الأسرة و حكمة تشريع الزواج في جميع الأديان السماوية , و في دروس الاجتماع تدرس المعايير الاجتماعية الخاصة بالسلوك الجنسي , و في دروس الجغرافيا تدرس مشكلات الانفجار السكاني و تنظيم الأسرة و تنظيم النسل . ماذا يقدم من معلومات جنسية ؟ فيما يلي أهم الموضوعات التي يجب تقديمها و المعلومات الجنسية الضرورية في مراحل النمو المتتالية : - شرح الفروق التشريحية بين الذكر و الانثى .... الخ . - دراسة الكائنات الحية و تكاثرها – النبات و الحيوان و الانسان . - تنمية الفخر بالجنس الذي ينتمي اليه الفرد , و احترام افراد الجنس الاخر , فالرجل الذي يعرف لنفسه كرامتها و للمرأة منزلتها , يأبى ان يلوث كرامته و كرامتها , انه يكرم نطفته ان يضعها في حرام , و المراة تكرم نفسها ان تكون موضع ترفيه للرجل . - توضيح ان هناك فروقا فردية بين الافراد فيما يتعلق بالنمو النفسي الجنسي . - اعداد الاطفال في مرحلة الطفولة المتاخرة نفسيا لاستقبال التغيرات الفسيولوجية التي تتميز بها مرحلة المراهقة , و هي البلوغ و الانتعاظ و الأمناء و الحيض و الاحتلام الجنسي ........... الخ., و باقي التغيرات الجسمية الثانوية عند كل من الفتى و الفتاة و باقي التغيرات العقلية و الانفعالية و الاجتماعية , مع تأكيد ان هذه التغيرات طبيعية و عادية و هي علامة الانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الأنوثة أو الرجولة . - توضيح ان هناك فروقا بين الجنسين في توقيت البلوغ حيث تسبق البنات البنين بنحو عام أو عامين . - معرفة تشريح ووظائف أعضاء الجهاز التناسلي ضمن تشريح ووظائف أعضاء باقي أجهزة الجسم , بحيث تكون معرفة الأسماء و الافرازات في لغة صحيحة بدلا مكن الألفاظ العامية و الملتوية . - تزويد الفرد بالحقائق الاساسية عن التكاثر عند الانسان من الاتصال الجنسي الى البويضة المخصبة و الجنين و الرعاية اثناء الحمل و الوضع و رعاية الطفل .... الخ . التربية الجنسية و التربية الدينية : يجب ان تسير التربية الجنسية جنبا الى جنب مع التربية الدينية . و لقد أورد الإمام أبو حامد الغزالي في إحياء علوم الدين الكثير عن التربية الجنسية و آدابها ......... ان الدين يعترف بالغريزة الجنسية و يوجهها , و لم يكن الله الذي زود الانسان باجهزة التناسل و ركب فيه غريزة الجنس ليحرم عليه استعمال هذه الاجهزة بتاتا و كانها لم تكن , و لم يكن الله ليترك للانسان حرية التصرف كاملة في هذه الاجهزة بلا ضابط فيكون كالحيوان , ان الدين الحنيف يوجه الغريزة الجنسية الى الحلال الطيب الذي لا لوم فيه و لا حرمة فيه و هو الزواج الذي فيه تكريم للمراة و للرجل و للاسرة و للمجتمع , و يبعدها عن الحرام الخبيث و هو الزنا و الانحرافات الجنسية باشكالها المختلفة مثل اللواط و الاستمناء ...... الخ . ان علماء التربية الدينية ينصحون بالاهتمام بتعليم الحلال و الحرام و احكام الدين و حدود الله فيما يتعلق بالسلوك الجنسي و تشجيع السلوك الديني بصفة عامة , روي في صحيح البخاري انه " جاءت ام سليم امراة ابي طلحة الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : يا رسول الله لا يستحى من الحق , هل على المراة غسل اذا هي احتلمت ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : نعم اذا رأت الماء " ان الدين يحث على السلوك الجنسي الحلال , فلقاء الازواج حلال مقدس يباركه الله و الاهل و المجتمع و فيه ثواب و احسان و عفة و راحة نفسية , و الدين يضع الاحتياطات لسلامة الغريزة الجنسية مثل العفة و البعد عن المثيرات كلمة او صورة او حقيقة ملموسة , و غض البصر و ستر العورة و عدم الخلوة بالاجانب و احترام البيوت و حسن الظن بالناس و البعد عن الاحاديث التي تتناول الاعراض و تغليب العقل على الهوى و الشهوة , و الدين ايضا يعالج الانحرافات السلوكية بالفضائل المضادة فهو يعالج الانحراف الجنسي بالعفة , و الجهل بالتعليم ..... و هكذا , مع ضرورة توافر الارادة و العزم و الاستعانة بالله . اعداد الفرد لما سوف يسمعه من احاديث من زملائه او ما يقرؤه او ما يراه من الموضوعات الجنسية , و تصحيح ما قد يكون هناك من معلومات و افكار و اتجاهات خاطئة او مشوهة نحو بعض انماط السلوك الجنسي الشائع . تعليم الاطفال و المراهقين معايير السلوك بصفة عامة و السلوك الجنسي بصفة خاصة كتعريفهم الحدود التي ينبغي الا يتجاوزها سلوكهم باعتبارها واقية لهم من الزلل , و تعريفهم ان ثمة سلوكا لا ينبغي اتيانه علنا , بل في اطار شخصي حساس . التعريف بمشكلات الطفولة و المراهقة ووسائل التغلب عليها . شرح مراحل النمو المتتابعة ابتداء من مرحلة ما قبل الميلاد الى مرحلة الشخيوخة مرورا بمراحل الطفولة و المراهقة و الرشد . تفسير عملية الاتصال الجنسي و توضيح و ظيفتها و غرضها و انها يقوم بها المتزوجون فقط بغرض التناسل و تكوين اسرة . التعريف بالانحرافات و الاضطرابات الجنسية كالافراط في العادة السرية و الجنسية المثلية و الاستهتار الجنسي و البغاء ....الخ , و بالاضرار الناتجة عنها و أسبابها و طرق الوقاية منها و علاجها . التعريف بالأمراض التناسلية و مدى خطورتها كجزء من دراسة الأمراض المعدية . تعريف المراهق ان الجنس مقدس في الحلال مدنس في الحرام و ان الامتناع المؤقت عن الاتصال الجنسي و تأجيله ليس ضارا و لكن له مزايا كثيرة منها احترام الفرد لذاته و تعوده ضبط النفس و التعفف و تحكيم العقل في الشهوة و الرضا عن النفس دينيا و اجتماعيا . تعريف المراهق ان العلاقات الجنسية قبل الزواج تسبب المشكلات اكثر مما تحل و ان الصعاب التي تكتنفها تفقدها الكثير من بهجة الاتصال المشروع في الزواج . تأكيد ان العلاقات الجنسية نوع من العلاقات الإنسانية الايجابية البناءة المحترمة التي تتطلب كغيرها من العلاقات مستوى رفيعا من الشرف و الأمانة و الاعتبار للآخرين . تعريف الشباب بعادات الزواج و تقاليد اختلاط الجنسين و اختيار شريك الحياة و فترة الخطوبة . تعريف المراهقين ان الزواج علاقة متعددة الاوجه بين الرجل و المراة و لا تقتصر فقط على العلاة الجنسية . التعريف بالزفاف و شهر العسل و اسس التوافق الزواجي من كافة النواحي و شرح اسباب الطلاق و انهيار الاسرة و التحذير منها . تعريف الفرد ان اشباع الدافع الجنسي يجب ان يسير جنبا الى جنب مع الحاجة الى تحقيق ألذات و احترامها و تربية الضمير و تنمية المسئولية الاجتماعية الدينية . تدبر قوله سبحانه و تعالى في كتابه العزيز : " و ليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله " – سورة النور : آية 32 – " و إما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه سميع عليم " – سورة الاعراف : آية 200- " يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم و يدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار .." – سورة التحريم : آية 8- " يا أيها النبي قل لأزواجك و بناتك و نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين و كان الله غفورا رحيما " – سورة الأحزاب : آية 59 – " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم و يحفظوا فروجهم , ذلك أزكى لهم , إن الله خبير بما يصنعون , و قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن و يحفظن فروجهن و لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها .." –سورة النور : آية 30 ,31 – " و الذين هم لفروجهم حافظون , إلا على أزواجهم أو ما ملكت إيمانهم فأنهم غير ملومين , فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون " –سورة المعارج : آية 29,31- و اسمع حديث الرسول صلى الله عليه و سلم : " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه اغض للبصر و احصن للفرج , ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء " |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أقوال لابن الجوزية.. | هند آل فاضل | رياض الصالحين | 3 | 12-16-2010 06:34 AM |
طريقة عمل الجوزية / صور | الأزدية | قسم مطبخ نواعم | 6 | 05-09-2010 07:44 PM |
******** التربية الجنسية والعواصف الزوجية من منظور شرعي اجتماعي.******** | الـKـنق | مواضيع الحوار والنقاش | 7 | 10-03-2009 09:15 AM |
من هو -- ابن القيم الجوزية؟ | علي بن زبن | رياض الصالحين | 4 | 11-23-2006 08:42 PM |
الفوائد العلمية الجنسية | حبيب ال طلحة | الطب والعـلوم | 5 | 02-27-2006 02:14 AM |