الإهداءات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 07-11-2016, 12:28 PM
مركز تحميل الصور
طالبة العلم غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 29356
 تاريخ التسجيل : Jun 2014
 فترة الأقامة : 3791 يوم
 أخر زيارة : 05-18-2018 (12:11 PM)
 المشاركات : 882 [ + ]
 التقييم : 1
 معدل التقييم : طالبة العلم is an unknown quantity at this point
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي شرح حديث (ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس)



شرح حديث

(ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس)

عن أبي العباس سهل بن سعدٍ الساعدي رضي الله عنه قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، دلني على عملٍ إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس، فقال: ((ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس))؛ حديث حسن، رواه ابن ماجه وغيره بأسانيدَ حسنة.

ترجمة الراوي:
سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة، الإمام الفاضل المعمَّر، بقية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو العباس الخزرجي الأنصاري الساعدي، وكان أبوه من الصحابة الذين توفُّوا في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، كان سهل يقول: شهدت المتلاعنين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن خمس عشرة سنة.
وقال ابن حبان: كان اسمه حزنًا، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سهلًا.
وقال عبيدالله بن عمر: تزوج سهل بن سعد خمس عشرة امرأة.
ويروى أنه حضر مرة وليمة، فكان فيها تسعٌ من مطلقاته، فلما خرج وقَفْنَ له وقلن: كيف الحال يا أبا العباس؟!
وهو آخر مَن مات بالمدينة من الصحابة، توفي سنة إحدى وتسعين، ومروياته مائة حديث وثمانية وثمانون حديثًا[1].

منزلة الحديث:
هذا الحديث هو أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام؛ إذ الزهد في الدنيا فيه محبة الله، والزهد فيما عند الناس فيه العزة والعفة ومحبة الناس.
قال ابن رجب رحمه الله: قد اشتمل هذا الحديث على وصيتين: إحداهما: الزهد في الدنيا، وأنه مقتضٍ لمحبة الله عز وجل، والثانية: الزهد فيما في أيدي الناس؛ فإنه مقتضٍ لمحبة الناس[2].

غريب الحديث:
ازهد: من الزهد، وهو الإعراض عن الشيء احتقارًا له.

شرح الحديث:
((يا رسول الله، دلني على عملٍ إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس))، وهذا الطلب لا شك أنه مطلب عالٍ يطلب فيه هذا السائل ما يجلب محبة الله له، وما يجلب محبة الناس له، ((فقال)) الرسول صلى الله عليه وسلم: ((ازهد في الدنيا يحبك الله)) الزهد: ترك ما لا يحتاج إليه من الدنيا، وإن كان حلالًا، والاقتصار على الكفاية، والورع ترك الشبهات، وقالوا: أعقل الناس: الزهاد؛ لأنهم أحبوا ما أحب الله، وكرهوا ما كره الله من جمع الدنيا، واستعملوا الراحة لأنفسهم، وقد وصى النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من الصحابة أن يكون بلاغ أحدهم من الدنيا كزاد الراكب، منهم سلمان وأبو عبيدة بن الجراح وأبو ذر وعائشة[3]، ووصى ابن عمر أن يكون في الدنيا كأنه غريب أو عابر سبيل، وأن يعد نفسه من أهل القبور[4].

وقال الشافعي رحمه الله في ذم الدنيا:
ومَن يَذُقِ الدنيا فإني طعِمْتُها
وسيق إليَّ عَذْبها وعذابها
فلم أرَها إلا غرورًا وباطلًا
كما لاح في ظَهرِ الفلاة سرابها
وما هي إلا جيفةٌ مستحيلةٌ
عليها كلابٌ هَمُّهنَّ اجتذابها
فإن تجتنِبْها كنتَ سِلْمًا لأهلها
وإن تجتذِبْها نازعَتْك كلابها
فطوبى لنفسٍ أُولِعَتْ قَعْرَ بيتِها
مُغلّقة الأبوابِ مُرْخًى حِجابُها

((وازهد فيما عند الناس))؛ أي: أعرض عما في أيديهم من الدنيا ((يحبك الناس))؛ أي: لأنهم منهمكون على محبتها بالطبع، فمن زاحمهم عليها أبغضوه، ومن زهد فيها وتركها لهم أحبوه.

قال الحسن البصري رحمه الله: لا تزال كريمًا على الناس، ولا يزال الناس يكرمونك ما لم تعاط ما في أيديهم، فإذا فعلت ذلك استخفوا بك، وكرهوا حديثك، وأبغضوك.
وقال أبو أيوب السختياني: لا ينبل الرجل حتى تكون فيه خصلتان: العفة عما في أيدي الناس، والتجاوز عما يكون منهم.

ومن زهد فيما في أيدي الناس وعف عنهم، فإنهم يحبونه ويكرمونه لذلك، ويسود به عليهم، كما قال أعرابي لأهل البصرة: من سيد أهل هذه القرية؟ قالوا: الحسن، قال: بِمَ سادهم؟ قالوا: احتاج الناس إلى علمه، واستغنى هو عن دنياهم.

الفوائد من الحديث:
1- حرص الصحابة رضي الله عنهم على سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عمَّا ينفعهم.
2- أن الإنسان بطبيعة الحال يحب أن يحبه الله، وأن يحبه الناس.
3- الزهد في الدنيا من أسباب محبة الله تعالى، ومن أسباب نيل محبة الناس الزهد فيما في أيديهم.
4- دل على أن الناس يكرهون من طلب منهم وسألهم ما في أيديهم.

[1] السير (3/ 422) أسد الغابة (2/ 472 رقم 2293) الإصابة (2/ 88 رقم 3353) تهذيب التهذيب (4/ 252 رقم 430).

[2] جامع العلوم والحكم (2/ 90).

[3] جامع العلوم والحكم (2/ 102).

[4] رواه البخاري (6416) بلفظ: ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)).






الالوكة





رد مع اقتباس
قديم 07-11-2016, 05:15 PM   #2
المدير العام


الصورة الرمزية أبو ريان
أبو ريان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Sep 2002
 أخر زيارة : 07-19-2019 (06:54 PM)
 المشاركات : 65,874 [ + ]
 التقييم :  1056
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



أجدتي وأفدتي بارك الله وكتب أجرك ..
تقديري ..


 


رد مع اقتباس
قديم 07-12-2016, 03:59 AM   #3
مشرفة الأسرة والمجتمع


الصورة الرمزية عــذبــة الـــروح
عــذبــة الـــروح غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 21269
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-28-2021 (02:07 AM)
 المشاركات : 38,862 [ + ]
 التقييم :  68
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



جزاكِ الله خيراً


 
 توقيع : عــذبــة الـــروح



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الخير يملأ الدنيا ولا يشغل الناس، والشر يشغل الناس ولا يملأ الدنيا أم وائل مواضيع الحوار والنقاش 5 12-21-2013 02:38 PM
اشهد اني فقدته واشهد اني خسرته طيف عطر الكلمات 7 11-04-2010 08:47 PM
عندما تتألم وتجرح من أعز الناس...فيما تفكر؟؟؟ هيآمـ آلورد مواضيع الحوار والنقاش 11 05-27-2009 03:29 PM
جيتك ؟ جيتك أسابق خطوتي سعيد العمري عطر الكلمات 6 04-07-2008 03:23 PM
إن الله يحبك العناااا رياض الصالحين 28 09-04-2004 03:07 PM


الساعة الآن 04:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir