يوم من الذكريات / الجزء الرابع !

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تطرقنا في الاجزاء السابقة الى ذكريات القرية والرعي والزراعة والصبا فذكريات الشباب فالدراسة .
والآن نختم بهذا الجزء عن السفر لمواصلة الدراسة وقبل الوظيفة .

جال في الذاكرة كيف تم السفر بعد الثالث المتوسط .
كانت المدرسة حولنا تقف عند المتوسط ولم يكن هناك ثانوي الا في المدن او شبه المدن مما يظطر البعض الى السفر اما للوظيفة ان كانوا في سن التوظيف او لمواصلة الدراسة ان كانوا لازالوا صغارا او التوقف والبقاء في القرية لحين يتمكن من قص ( تابعيه ) ( حفيظة نفوس ) قبل بطاقة الاحوال . ثم يسافر للتوظيف في وظيفة وكان الاغلبية ينخرطون في السلك العسكري .
وتذكرت كيف عرضت على الوالد رغبتي في السفر ,
سألني الى اين ؟
قلت الى الرياض .
وسأل عن رغبتي ؟
قلت اواصل الدراسة هناك .
وافق على السفر ووفر لي مبلغ اتوقع انه كل ما كان معه انذاك ( 100) ريال .
جهزت نفسي من الليل باوراقي . شهادة الدراسة المتوسطة وشهادة الميلاد وحسن السيرة والسلوك .
تذكرت ساعة وادعت والدي ووالدتي واخواني وذهبت مشيا على الاقدام حتى وصلت طريق ابها الطائف وكان حينها ترابي غير معبد وهناك انتظرت حتى مرني سيارة مور سدس شاحنه وركبت معه في السلة فوق وكان يسير رحمة الله عليه بسرعة مخيفه . تغدينا وتعشينا في الطريق ونمنا في الطريق قبل ان نصل الى الطائف .
تذكرت عندما لقينا الاسفلت قبل الباحه في بلاد غامد وكان قبله ( قهوة ) يستريح فيها المسافرون قبل السير على الاسفلت وكيف تغير الحال .
تذكرت عندما وصلت الطائف وكان بعد الظهر اليوم الثاني .
وقفت مندهش محتار لا اعرف ماذا اعمل او الى اين اتجه .
بدأت الوم نفسي واتذكر ديرتي واسأل نفسي ما الذي جبرني على هذا الموقف ؟
اخذت اصول واجول بناظري يمينا وشمالا سيارات كثيرة وشوارع وعالم لم اتعود عليهم احسست بالغربة فعلا .
اتت صلاة العصر وانا مكاني صلينا في مصلى ترابي في الموقف تعبت من الوقوف جلست على صخرة كانت قرب الموقف .
مر بي صاحب السيارة التي اتينا فيها يا الله كانني رأيت والدي لم اعرف الا هذا الشخص ناديته يا عم :
التفت لي قال : انت اللي جيت معنا من الديره ؟
قلت نعم .
قال : وليش واقف هنا ؟
شرحت له وضعي .
قال طيب ولا يهمك انا اوقف لك دباب وتركب معه الى موقف الرياض ومن هناك تركب مع اي تاكسي .
وفعلا اوقف لي دباب وركبت معه حتى انه رحمة الله عليه هو من دفع له الاجار .
وصلت الموقف وسألت صاحب الدباب كيف اسافر ؟
قال ولا يهمك ونزلت ونزل معي وجاء اللي عليه سرى التحميل , وسأل : الرياض ؟ قلنا نعم .
قال هات اوراقك وانتظر هنا السرى علينا ونمشي بعد شوي .
وجلست على كرسي ( قعادة ) في القهوة وكان موقف طريف ضحك عليه احد الجالسين حتى كاد يغمى عليه .

( جلست واذا بتلك الاشياء تتحرك امامي ليست من الانس ولا من الجن , اناظر لها وانا مندهش وخائف جدا والرجل يعمر شيشه امامي وهو يناظرني ويضحك بينه وبين نفسه . احسست ان الرجل يراقبني نظرت اليه . قال : وهو يبتسم وش فيك ؟ قلت لا ولا شيء .
قال تدري وش هو ذا ؟ قلت لآ زاد من الضحك وقال هذا تلفزيون واللي فيه كراتين وانفك بالضحك من قلبه وحسيت بلاحراج ولكنني مشيتها )
المهم سافرنا وطول ليلنا وصلنا الرياض مع الاشراق او بعده وسألت صاحب التاكسي كيف اصل الى المعهد الذي قررت اواصل دراستي فيه . وشرح لي الوضع .
نزلت واذا بالرياض اكبر من الطائف واذا المشكلة هي نفسها الا انني صار عندي فكرة كيف اسوي .
اوقفت سيارة هايلكس وعلمته بوجهتي واوصلني الرجل ما قصر وانهيت التسجيل بقي عليه توقيع الشيخ او العمدة .
قلت للمدير انا جاي من بني عمرو والله ما اعلم اين اسير هنا .
وكان معه شخص اسأل الله ان يرحمه ويغفر له قال جب اوراقك وبعد الظهر تقابلني هنا .
سألت الرجل من انت قال انا عمري وسجلت احد اقاربي هنا .
اعطيته اوراق العمدة وذهب وبقيت انا عند باب المعهد انتظر حتى اذن للصلاة وصلينا واذا بالرجل واقف عندي قال هذه اوراقك جاهزة سلمتها وانهيت التسجيل .
واستمرت الدراسة في المعهد ثلاث سنوات وكنا مجموعة من شباب الوادي والقرى المجاورة ذقنا فيها الحلو والمر ومرعلينا من الفقر الى درجة اننا ندرس الى الظهر ونكتب عند البريد الى الساعة العاشرة مساءا لنحصل على قوت يومنا وساكنين السنة الاولى في بدروم في منفوحه والسنة الثانية في صندقة لا ماء ولا كهرباء في حر الرياض ومع ذلك كانت تلك الصندقة شعلة من الحياة الجميله .
اما السنة الثالثة فتحسن الوضع وتم اسكاننا في سكن خاص للمعهد واصبحت الامور جيده .

كل هذه الامور جالت في الذاكرة فحبيت ان اضعها هنا لعل منها الفائدة مع العلم اننا ومع هذه الظروف الصعبة حققنا ولله الحمد نتائج ممتازة في الثانوية مما اهلنا للالتحاق بالكلية .

الله يطول في عمرك ويمدك بالصحة والعافية ..
دمت بخ ـير ..
تقديري..

كفاح
الله يبارك فى عمرك

ابو فهد الغالي
ايام من الذكريات باجزائها الاربع تنم عن حزم ورجوله وكفاح ومعانه وألم وايام حلوه ومره البعض منها مررنا به والبعض سمعنا به والجزء الكبير منه وضحته وابدعت في طرحه وفقك الله واسعد ايامك اسعدتنا بطرحك الجميل والرائع وتجربتك الموفقه والشاقه والحلوه التي اخرجت لنا رجال بكل ماتعنيه الكلمه من معنى امثالك ابو فهد
يقول الشاعر
كان ماضي وكانت ذكريات وكانت ايام هيضت عبرتي حتى عيوني فاض ماها
لك مني كل الحب والتقدير

ماشاء الله
ذكريات جميله رغم قساوتها
استمتعت جدا بقرائتها يابو فهد
تمنيت أن تطول من شدة اندماجي في القصة
أيام فعلاً صعبه وعانيت فيها الأمرين من قسوة الحياه
لكنها اخرجت جيل راشد نقدره ونحترمه ونجله

نسأل الله ان يطيل بعمرك وان يمتعك بالصحه والعافية
وبارك الله فيك

أسأل الله العلي العظيم أن يطول في عمرك على طاعته وأن يرزقك كل خير ..
نعم أنت مدرسة يا أبا فهد وإن كان هناك مدارس تتحدث
بهكذا أسلوب وتاريخ فنحن نحب مدرسة أبا فهد فقط ..
معاناة وحياة قاسية وشدة ظروف لمستها في هذه الذكريات ..
بصراحة موقفك في القهوة حق اللي يقول تدري وش هذي ضحكت منه لين فطست
تستاهل مذا عليك تقعد تتبحلق في العرب
رائع يا أبا فهد بكل ما قدمت وربما فاتنا جانب مهم فيك ألا وهو
جانب التواضع من خلال إخفاء ما وصلت إليه
بعد هذه المعاناة وماذا حققت من درجات ومواقع عبر الزمن ..
فإن كان تواضعك أغفلها فإن واجبك علينا تبيان ذلك فأنت ممن كانوا بمقامات
وقيادات عسكرية وبرتب عالية ..
تقديري واحترامي لك ..

( جلست واذا بتلك الاشياء تتحرك امامي ليست من الانس ولا من الجن , اناظر لها وانا مندهش وخائف جدا والرجل يعمر شيشه امامي وهو يناظرني ويضحك بينه وبين نفسه . احسست ان الرجل يراقبني نظرت اليه . قال : وهو يبتسم وش فيك ؟ قلت لا ولا شيء .
قال تدري وش هو ذا ؟ قلت لآ زاد من الضحك وقال هذا تلفزيون واللي فيه كراتين وانفك بالضحك من قلبه وحسيت بلاحراج ولكنني مشيتها )


هههههههههههههههههههه

يعطيك العافيه أبو فهد

رحلة علمية شاقة وتخللتها المتاعب والعقبات ولكن كانت الإرادة التي تمتلكها أقوى بإذن الله ..

بارك الله فيك وسهل الله لك طريقاً الى الجنة .
تقديري

ابو فهد العمري

بجد تعبت وانا اقرا تعبت نفسيا ولما وصلت للنهاية (تنفست بعمق ) وكأني كنت اطلع جبل

اتكلم من موقعي كأم ولد في عمر 15 سنه تقريبا ويسافر لوحده ولمكان يجهله ولا يعرف احد ولا يعرف وين ورايح ولا اش رح يشوف ولامعه ما يكفيه ويعيش كل هذا البعد عن الاهل من اجل الدراسه ! ياسلام ماشاء الله قلب اهلك جبار بصراحه
ولدي في ثالث ثانوي الان ومن الحين دمعتي كل شوية تنط كل ما تذكرت انه بيطلع ويروح الله العالم الى وين


ياسيدي حياه شاقه وذكريات رغم مافيها من معاناه لكنها تصف بشكل دقيق الفرق بين رجل الامس ورجل اليوم وتوضح
ان النجاح يولد من رحم المعاناة كما يقولون

متابعه
ولو تتوسع في ذكرياتك ايام الدراسة لابد ان هناك الكثير مما يستحق ان تذكره .



اقتراح للاداره :
الموضوع اكثر من رائع وله اجزاء
ياليت يجمع في موضوع واحد ويثبت ويكمل ابو فهد العمري ذكرياته بتسلسل

تحية طيبة للجميع

ابو فهد

عشنا معكم هنا ,, الحلقات الاربع من الذكريات الجميلة
كأننا نتابع مسلسل درامي رائع كنتم فيه البطل
ابدعت اخي الكريم في تسلسل ذكريات عمر , نســأل الله ان يمد به على طاعته
كنا معكم منذ الجزء الاول ,, قصة حياة مكافح , أبى إلا أن يعاند الضروف للوصول الى الهدف المنشود
لم يذهب هذا الكفاح سدى بل وصلتم بفضل الله ثم بكفاحكم الى اعلى المناصب
عُرف عنكم التواضع والخلق النبيل والالتزام الديني
وما ذكرياتكم الا دليلا على ذلكـ
ليت شبابنا اليوم يستفيد من مثل هذه التجارب والتي اسميها ..
( تجربة حيـــــاة )

حفظكم الله ورعاكم
ولكم دعواتنا بطول العمر
واحترامنا وتقديرنا

.,’

القدير / ابو فهد

ذِكْريآآآتُكــــــ
كَرِحْلَةِ شِتَاءٍ شِعْرِيَّةْ يَحْكي عَنْهَا الْعمرْ

جَمِيْلٌ مَا أقْرَؤُهُ لَكَــ


إِنحِنَاءَةُ ضَوءْ


.,’

ما شاء الله عليك يا أبو فهد ..

الله يعطيك الصحة والعافية ، وعساك دايم على الخير والقوة ..

والله يطول في عمرك على طاعته ..

صراحة كأننا عشنا الماضي معك بجمال الطرح وموضوعيته وتسلسله وتصويره وتعبيره ..

ونتمنى أن تواصل هذه الذكريات ، لأنني أعتقد بل ومتأكد أنها لم تقف وتنتهي هنا ..

شكراً على هذه الذكريات الرائعة والمُعبرة والمؤثرة ..

ودمت بخير وصحة وعطاء وفائدة ..

الله يطول في عمرك ويمدك بالصحة والعافية كل ذكرياتك متابعها والبارح

سالت عن جيلك واحد من القداما وكيف كانت عيشتكم رغم صغر السن

وعدم الاكل والشرب والنوم وكيف السفر من الديرة الى الرياض وجدة ومكه

عمي الله يرحمه{سعيد بن شائق} كان يقص علينا قصص نبكي من

بعضها ونضحك من بعضها بارك الله فيك واتم عليك الصحه والعافية

اما بعد


شكرا لمرورك بارك الله فيك .

كبيتانو


هكذا الحياة .

شرفني مرورك لاهنت بارك الله فيك .