من سيلبي النداء؟

مشاعرٌ فياضةٌ جياشة ، براقةٌ ناصعة

أبيضُ من رداءِ المُحرم وإزاره ، وأندى من المزن وماءه ، وأرق من نسائم

الصباح .. مشاعـرٌ عصيةُ الوصف

نفحاتٌ ملـئـت طُرقات مكة و شنفت الجبال والسفوح والأشجار :

لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك

لبيك يا الله ، لبيك يا من خلق إبراهيم وأمره أن يؤذن في الناس بالحج

لبيك يا رحمان يا من أعـزنا بهذا الدين وشرفنا بهذا المكان

لبيك يا من رحمتنا بنبيك محمد وأكرمتنا أن كُنا من أمته ..

مشاهدٌ تخترق شغاف القلب حين ترى شاباً مُحرما مُلبياً يحمل أمه على ظهره

ويدعـو: اللهم أرحمنا يوم تحشرنا عراةً حفاة كلما ضاق به الزحام وأشتد به المكان

أمـه فوقه تسمع و تبكي فقلبها أرقُ من أن يحتمل هول ما رأت وسمعت :

أصحيح أنها رُزقت من العُمر ما أوصلها صعيد عرفات حيث يدنو المولى سبحانه

ليباهي بخلقه ملائكـته ثـم يقول : أشهدكم أني غفرت لهم

أي فوزٍ أكبر من غفران الله ، أي فوز أن يعود المرء لأهله خالياً من الذنوب كيوم ولدته أمه ..

إنه الحج ، إنه الركن الخامس من ديننا العظيم

إنه الركن الذي غرق أهل مصر في البحر قبل بلوغه فرحاً ..

إنه مـوسـم يرنو له الفقير مُشتاقا حرِقا ..

أيامٌ كلها فرحٌ بالقرب من الله ويقين بقبول الدعوات

عرفات بصخورها الشمّاء تفتقر إلى كُل شيء إلا من رحمة الله وبركـته

تجتمعُ اللغات واللهجات والأجناس من كُل فجٍ عميق

تاركين كل شيء خلفهم حتى يُلبون نداء أبيهم إبراهيم :

لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك


اعجبتني ونقلتها

من مدونة شخص بقلم صاحبها

لبيك اللهم لبيك

لبيك لا شريك لك لبيك

إن الحمد والنعمة لك والملك

لا شريك لك