أمـثـال شعـبـيـــة ... من الــديــار العـمـريـة

بسم الله الرحمن الرحيم

تـُعد الأمثال والحكم بصفة عامة من انواع الكلام الخالدة في تاريخ اللغة العربية وتبقى رغم مرور الزمن من مكاسب لغة الضاد ، واللغة العربية حـُبلى بهذه الأمثال والحكم ودونت على مر السنين لتبقى من عجائب اللغة ودلائل فصاحة متحديثها وحسن كلامهم وبديع أقوالهم ، هذه الحكم والأمثال باللغة العربية الفصحى لم تمنع وجود أمثال وحكم باللهجات العربية الكثيرة على تعدد بلدان العرب ومنها الأراضي السعودية ، ومن المسلم به أن هناك أمثال يتداولها العامة في أغلب الدول بتحوير جزء من اللفظ أو تغييره كليةً مع ثبات المعنى لذا فمن الصعب أن نحكم بأن هذا المثل أو ذاك ظهر من تلك الدولة أو من ذاك الإقليم ، وتزول هذه الصعوبة في الحكم بنشأة أي مثل اذا ماكانت الالفاظ دالة بشكل واضح على مكان نشأته 0

هنا أقدم لكم بعض الأمثال من مجتمعنا العمري ومنها مايتم تداوله في القبائل المجاورة خصوصاً قبائل رجال الحجر أو حتى خارج الجنوب ، وهنا لا أجزم كما في المقدمة بأن أي مثل هو عمري المولد ماعدا تلك التي نشأت نتيجة لقصص معروفة سأذكرها في حينها :

- الــوعــد عـنـد ثــمــي

ومعناه أن الحكم النهائي للشخص حتى وإن أصر على عكس رأئه أياً كان !! وهذا المثل عمري ويعود للشاعر ( النفيري ) من قرية نابط إحدى قرى عضيدات بعمرو الشام وهو من الخالدة سيرهم وأفعالهم رحمة الله عليه حيث عزم عليه أحد الأشخاص ليتناول معه وجبة ما ولكنه أعتذر فما كان من الداعي إلا الحلف وإجبار النفيري على الأكل فكان رد النفيري ( الوعد عند ثمي ) أي اذبح ولكنني لن أكل فصارت مثلاً يستخدم حتى اليوم ليس برد من يعزم في الأكل بل حتى في غيره 0


مــنــك يـا مــســيـــد ماهي منيّ

ومسيد تعني مسجد ولكن اللهجة المحلية تشتهر بقلب الجيم ياءاً فيقال ياري بدلاً من جاري ، وريال بدلاً من رجال 0

ويضرب هذا المثل في التدليل على أن القصور من الطرف المقابل0 وهذا المثل عمري النشأة والولادة وذلك في قرية آل مفري ( آل مفرج ) إحدى قرى آل الشيخ من عمرو الشام عبر أحد أشهر دهاة بني عمرو المسمى( خماد) رحمه الله وهذه قصته الطريفة التاريخية مع المسيد

في يوم شتاء مطير وسماء ملبدة بالغيوم وقطع الضباب ذهب خماد لصلاة الفجر وبه من ضيقة الصدر الشيء الكثير بسبب المطر والبرد مع قومة الصبح !! وعند عتبة المسجد اصطدم رأسه بالعتبة فكان ذلك سبباً في فورة أعصابه وغضبه وحنقه فقال ( منك يامسيد ماهي مني .... بالحرام ما اركعها !!!!!!) وعاد أدراجه لبيته دون أن يصلي !!!!

فصار مثلأً يتعذر به الشخص اذا ما قدم نصيحة او خدمة لأخر ورفض قبولها 0


رحم الله خماد والنفيري فلقدا كانا من أعلام بني عمرو ومن الذين خلدا أسمائهما بقصص رائعة وطريفة تحكي دهائهما وقوتهما حتى وإن كان فيها شيء من التأثر بالجهل فهي أبداً لاتقلل منهما ولا من حبنا للإستزادة عن سيرتهما 0