الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
ليـــلة القـــدر ...! من كلام إبن عثيمين رحمه الله ...
نسأل الله أن يمن علينا وعليكم بالأوقات التي تقربنا إليه سبحانه في العمل الصالح ....
فضل العشر الأواخر : هذه العشر تتميز بميزات متعددة .... الميزة الأولى : أن فيها ليلة القدر ، الدليل على ذلك ، أن النبي صلى الله عليه وسلم إعتكف العشر الأول من رمضان ، ثم إعتكف العشر الأوسط ، يتحرى ليلة القدر، لأنه لايعرف القدر إلا أصحاب القدر ( إنما يعرف الفضل من الناس ذووه ) فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم يعرف قدر هذه الليلة ، ولهذا إعتكف يتحراها لعله يوفق لها . إعتكف العشر الأول ثم العشر الأوسط ثم قيل له إنها في العشر الأواخر ، فاعتكف العشر الأواخر وقال للناس من كان متحريها فليتحرها في العشر الأواخر ، نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لإدراكها وأن يؤتينا من فضلها وثوابها ... ماهي ليلة القدر ؟! ليلة القدر هي ليلة الشرف والعظمة والبركة والتقدير ، فإنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة ، وقد أنزل الله فيها سورة كاملة وهي سورة القدر ، مما يدل على أهميتها وعظمها ، وقال فيها أيضاً : إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذِرِين فيها يُفْرَقُ كُلُّ أمرٍ حكيمٍ ، فوصفها بأنها مباركة لما فيها من الخير والرحمة والثواب ووصفها بأنها يُفْرَقُ فيها كُلُّ أمرٍ حكيم ، أي يفصل ويبين كل أمر يقضيه الله عز وجل في تلك السنة . واعلم أن كل أمر يقضيه ربنا عز وجل فهو حكيم مطابق للحكمة تماماً . امراً من عندنا إنَّا كنا مُرْسِلِين رحمةً من ربِّك إنَّهُ هُوَ السميعُ العليم . علامات ليلة القدر : وليلة القدر لها علامات ، علامات في نفس الليلة وعلامات بعد الليلة .. أما العلامات في نفس الليلة فقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام حديث (فيه مقال) ، أن ليلتها تكون مضيئة كأن فيها قمراً ، وهذا من المعلوم إنما يعرف فيما إذا كان الإنسان بعيد عن أنوار الكهرباء . ليلة القدر أبيض من غيرها وأبين ، هذه علامة موجودة في نفس الليلة . ثانياً أن ليلة القدر يجد المؤمن في صدره إنشراح وفي قلبه طمأنينة ويحس بلذة عظيمة في العبادة ، هذا مما يفتحه الله على بعض العباد . العلامة بعدها : هو أن الشمس تطلع في صبيحتها لا شعاع لها ، هكذا جاء في صحيح مسلم عن النبي عليه الصلاة والسلام ، وذلك والله أعلم لأن ليلتها نور ، فتخرج الشمس بلا شعاع والله على كل شيء قدير ، هذه أمور كونية فوق مستوانا ، ولكن هذه العلامة قد يقول قائل : ما فائدتنا من هذه العلامة وقد إنتهت ..؟! نقول فائدتها عظيمة ، هو أن الإنسان إذا رأى من نفسه في تلك الليلة أن الله قد شرح صدره للعمل الصالح واطمأن واستنار ، ثم طلعت الشمس ليس لها شعاع ، فرح بهذا وسُرَّ بأنه وفق لليلة القدر ، فهذه كالطابع وكالختم على علامات ليلة القدر . الأمر الثالث فيما يتعلق في ليلة القدر : هل يمكن أن يعرفها الإنسان بالمنام ؟ بمعنى أن يرى في النوم أن ليلة القدر في الليلة الفلانية ، وهل يمكن أن تكون الرؤية علامة ؟! الجواب نعم ، يمكن أن الله يكرم بعض عباده فيُرى ليلة القدر أنها ليلة اليوم الفلاني . الدليل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم إعتكف في العشر الأوسط من رمضان وأُري ليلة القدر في آخر العشر الأوسط وأخبر أنه أُري ليلة القدر ثم أنسيَها ، حكمة من الله أن الله نسَّاه إياها ، لكنه قال رأيتُنِي أسجد في صبيحتها في ماء وطين ( يعني صلاة الفجر ) ، قال راوي الحديث : فأمطرت السماء تلك الليلة ، وكان مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم على عريش ، أي على خوص النخل ومعلوم أن العريش إذا كثر المطر سوف يخر السقف على الأرض وصارت الأرض طيناً ، فسجد النبي صلى الله عليه وسلم على الأرض ، فأبصرَتْ عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى جبهته أثر الماء والطين من صبح إحدى وعشرين . كذلك ثبت في الصحيحين أن جماعة من الصحابة أراهم الله في المنام ليلة القدر في السبع الأواخر من رمضان ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر ، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر ، يعني في تلك السنة ، هذا أيضاً مما يدل على أنها يمكن أن يُري الله عز وجل الإنسان ليلة القدر . الأمر الرابع مما يتعلق بليلة القدر : هل هي في ليلة ثابتة في جميع الأعوام أو تختلف ؟! الصحيح أنها تختلف ، وقد ذكر إبن حجر رحمه الله في كتابه بلوغ المرام أن العلماء اختلفوا في تعيينها على أكثر من أربعين قولاً . لكن الصحيح أنها لا تتعين في ليلة معينة ، بمعنى أنه يمكن أن تكون هذا العام في ليلة ثلاث وعشرين ، وفي العام المقبل في ليلة سبع وعشرين أو تسع وعشرين لأنه لايمكن أن نجمع بين النصوص الواردة في ذلك إلا على هذا الوجه ، أن نقول إن ليلة القدر تتنقل ولكن أرجى مايكون في أوتار العشر الأواخر . ولكن جائز أن تكون في غير الأوتار ، لكن الأوتار أوكد ، ثم أوكد مايكون من الأوتار ليلة سبع وعشرين هي أرجى مايكون من الأوتار . ولكن لايمكن للإنسان أن يتيقن أنها في ليلة سبع وعشرين ، ولهذا من الخطأ مايفعله بعض الناس أنه لا يقوم إلا في تلك الليلة . هؤلاء ربما يحرمون خير ليلة القدر لأنهم كسالى ليس عندهم نشاط ولو شاء الله تعالى أن يعينها للعباد لعينها حتى لا يشق عليهم ، لكنه سبحانه إمتحن العباد في إخفائها حتى يتبين النشيط من الكسلان . وهؤلاء الذين لايقومون إلا في ليلة سبع وعشرين أنا أخشى أن يحرموا خيرها وثوابها ، ثم إن من البلاء أيضاً أن بعض الناس يقول هي ليلة سبع وعشرين ويأتي بعمرة في تلك الليلة . فما رأيكم في هؤلاء ؟! أهم مبتدعة أم على سنة ؟ الجواب ، هم مبتدعة . هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخص ليلة سبع وعشرين بعمرة ؟ أو هل حث أمته على ذلك ؟ أو هل كان الصحابة _ حتى الذين في مكة _ يخصونها بعمرة ؟ أبداً . سبحان الله يُخفي الله الفضل والشريعة عن أمة محمد في سلفها الصالح ثم يعلمها أقوام في آخر الأمة . ولهذا نقول هؤلاء الذين يخصون ليلة سبع وعشرين بعمرة هم للإثم أقرب منهم إلى السلامة . ماهو الأجر ! إلى السلامة . لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال كلمة محكمةً جامعةً مانعة كان يُعْلِن بها كل جمعة : كل بدعة ضلالة . وهل يمكن أن تكون الضلالة حقاً ؟! لا والله ، فماذا بعد الحق إلا الضلال . لهذا جزاكم الله خيراً حذروا إخوانكم من المسلمين عن تخصيص ليلة سبع وعشرين بعمرة ، وقولوا أنتم تتعبدون لله بأهوائكم وأذواقكم أو بشرعه ؟ طبعاً كل مؤمن يقول نتعبد الله بشرع الله . إذن لا تخص ليلة سبع وعشرين بعمرة . تخص ليلة القدر بما خصها به النبي عليه الصلاة والسلام وهي : من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه . هذا اللي تخص به . أما شيء من عندنا ، لا . لا تخص بشيء من عندنا أبداً . الشرع لله ليس لنا ، الحكم لله ليس لنا . إنِ الحكم إلا لله يقُصُّ الحق وَهُوَ خيرُ الفاصلين ... وما اختلفتم فيه من شيءٍ فحكمهُ إلى الله ... فإنْ تنازعتم في شيءٍ فَرُدُّوهُ إلى الله وإلى الرسولِ ... والله ما تعبد أحد بذوقه إلا رد عليه عمله ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ، من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد . أي مردود عليه .. فنقول لإخواننا لا تتعبوا أنفسكم في أمر لا يزيدكم من الله إلا بعداً . العمرة في رمضان كحجة ، في أول يوم أو في آخر يوم أو فيما بين ذلك . أما أن تخص ليلى سبع وعشرين بلا دليل من كتاب الله أو من سنة رسوله فهذا ليس إليك ، ولا يقبل منك ... إنتهى كلامه رحمه الله وغفر له .... من شريط العشر الأواخر للشيخ محمد إبن عثيمين رحمه الله ....
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
اخطاء شائعه بين الناس للشيخ العلامه بن عثيمين..رحمه الله.. | ابوليلى المهلهل | رياض الصالحين | 5 | 11-14-2009 02:38 AM |
فتوى الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله | جبل حرفه | قسـم الإفتاء | 3 | 08-29-2009 08:56 AM |
فتاوى رمضانية للعلامة بن عثيمين رحمه الله . | البرنس الجنوبي | المنتديات الرمضانية المؤقتة | 2 | 08-15-2009 11:26 AM |
من طرائف الشيخ ابن عثيمين رحمه الله | بيت القصيد | رياض الصالحين | 17 | 11-13-2006 10:28 AM |
الشيخ أبن عثيمين رحمه الله | نظام | رياض الصالحين | 3 | 04-19-2005 11:38 PM |