التوتر والقلق.. وراء حموضة المعدة
التوتر والقلق.. وراء حموضة المعدة
الكثير من النساء والرجال يشكون من الحموضة التي تسبب لهم ألما وضيقا شديدا، لكنهم لا يلقون لها بالا، ويتعاملون معها على أنها من الأمراض البسيطة.. فيتناولون الأدوية دون الذهاب للأطباء، ودون أن يعرفوا أنه ربما لهذه الأدوية آثار جانبية أخرى تصل إلى حد الخطورة! كما أنهم يمارسون حياتهم بشكل طبيعي دون أن يبحثوا عن أسباب إصابتهم بالحموضة، ولا كيف يتعاملون مع المرض.. فما هي أسباب حموضة المعدة؟ وما هي أخطارها؟
ماذا قال الدكتور حمدي، وعلى ماذا يؤكد؟
يقول الدكتور "حمدي محمد سليمان" ـ اختصاصي الأمراض الباطنية ـ إن هناك الكثير من الأمراض التي يعتبرها الناس أمراضا بسيطة فيهملون علاجها، مما يؤدي إلى تطور الحالة حتى تصل إلى مرحلة يصعب معها العلاج. كما أنها تأخذ وقتا كبيرا لعلاجها فضلا عما تسببه من الآم شديدة للمريض. لذا فإن علينا أن نتعامل مع المرض بشيء من الاهتمام من البداية، ولعل من هذه الأمراض هو ما يسمى بحموضة المعدة، التي تنتج عن زيادة في إفراز الحامض المعدي، فيشعر المريض بما نسميه "الحرقان "، ومن أسباب زيادة إفراز هذا الحامض الإكثار من تناول الأطعمة الحراقة أو الحريفة مثل "المخللات والطورشي" وللأسف فإن الكثير لا يستطيعون الأكل إلا بوجود مثل هذه الأنواع، ثم يستعملون بعد ذلك الأدوية "كالفوار" الخاص بالحموضة وهو منهج خاطئ .
أيضا من هذه الأطعمة المسببة للحموضة: المواد الغنية بالدهون والسكريات.. فضلا عن بعض المشروبات كالشاي والقهوة والمشروبات الغازية، خاصة إذا ما تم شربها والمعدة في حالة خواء أي دون طعام، أو ما يسميه العامة "على الريق". يضاف إلى ذلك تناول بعض أدوية الصداع ومسكنات الآلام.
ويحذر الدكتور سليمان من الإفراط في التدخين، بل ويطالب بالإقلاع عنه حيث يعد أحد المسببات الرئيسية للحموضة ومعوقا أساسيا في علاجها.
ويؤكد الدكتور سليمان أن التوتر العصبي والقلق من أهم عوامل الإصابة بالحموضة، وهي الحالة التي يصعب علاجها إلا بالعلاج النفسي الذي يبدأ بالبعد عن أسباب التوتر والقلق، ومحاولة الاسترخاء والهدوء. وينصح بتعميق الإيمان وكثرة قراءة القرآن وذكر الله الذي تطمئن معه القلوب.
كما ينصح بممارسة الرياضة بصفة منتظمة، وعدم تناول أية أدوية بدون استشارة الطبيب؛ لما له من أثر سلبي على وظائف الكبد والكليتين.
ويلفت الدكتور سليمان النظر إلى عظمة ديننا الحنيف الذي أمر بعدم الإسراف، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك..
وفي الحكمة المأثورة: "المعدة بيت الداء"؛ فالكثير مما يعانيه الإنسان من الآلام يكون بسبب عدم تنظيم الأكل والشرب أو الإفراط والتبذير، وهو ما حذر منه الإسلام
|