كيف تكون شخصية إيجابية؟ (تغلب على العدو اللدود)

كيف تكون شخصية إيجابية؟

تغلب على العدو اللدود

مصطفى كريم

(إن الإجابة الوحيدة على الهزيمة هي الانتصار).

وينستون تشرشل.

في الأربعينيات من القرن الماضي، دار مخترع صغير اسمه تشيستر كارلسون بفكرته المبتكرة على عشرين شركة مختلفة، كان من بينها بعض كبريات الشركات في البلاد، ولكن كل هذه الشركات خذلته.
وفي عام 1947م، وبعد سبع سنوات طوال من الرفض، نجح تشيستر أخيرًا في الاتفاق مع شركة صغيرة في حي روتشيستر بمدينة نيويورك، وكانت هذه الشركة تسمى هالويد، واتفق معها تشيستر على شراء حق تصنيع عملية تصوير المستندات إلكتروستاتيكيًّا، والتي كان قد ابتكرها، وأصبحت شركة هالويد فيما بعد مؤسسة زيروكس.
فلو خاف تشيستر من الفشل، ذاك العدو اللدود للنجاح، لما تمكن من النجاح أبدًا، فالفشل هو العقبة الكئود التي تعترض طريق الإيجابية.
سعد t يصف لنا الطريق:
في يوم من الأيام، أرسل قائد جيش المسلمين سعد بن أبي وقاص t رسولًا إلى كسرى يعرض عليه الإسلام أو الجزية أو الحرب، فماذا كان جواب كسرى على سعد t؟ لقد حمَّل رسول المسلمين عمرو بن معديكرب مكتلًا فيه تراب، فقال: (خذوا هذا، فليس لكم عندي غيره)، فبسط عمرو بن معدي كرب رداءه فأخذه وخرجوا، فقال له أصحابه: (أخذت ترابًا).
فكانت رؤية كثير من المسلمين أن مهمة عمرو فشلت، ولكن انظر كيف يحول سعد t الفشل إلى نجاح؟ فلما قدم على سعد استبشر بذلك وقال: (قد ظفرنا والله بهم، ووطئنا أرضهم)، يعني أن ذلك التراب فأل حسن، فحوَّل ما ظنَّه الجميع فشلًا إلى نجاح باهر.
فقط لا تنسحب:
فشل في عمله عام 1831م، وفشل في عمله مرة أخرى عام 1834م، وأصيب بانهيار عصبي عام 1836م، وفشل في الانتخابات في سنة 1838م، وسنة 1846م، وسنة 1847م، وفشل في انتخابات مجلس النواب عام 1855م، وفشل في أن يصبح نائب الرئيس عام 1856م، ثم فشل في انتخابات مجلس النواب عام 1858م.
ولكن وبعد كل هذا العناء والجهد المتواصل، استطاع إبراهام لنكولن أن يصبح رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، وهو في الستين من عمره، ويومها قال: (إنك لن تفشل إلا إذا انسحبت).
حتى تحول الرمال إلى ذهب:
وحتى تحول رمال الفشل إلى ذهب النجاح، فلابد من عصا سحرية لذلك، ولذا عليك بجملة أمور من أهمها ما يلي:
1. العصا الأولى: يقين جازم:

إنه ذلك اليقين الذي يعلمنا النبي r إياه، حين يقول: (وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم

أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك) [رواه أبو داود وصححه الألباني].

2. العصا الثانية: استخارة واستشارة:

فإن استعصى عليك شيء، فاستشر غيرك، واستخر ربك، فما خاب من استخار ولا ندم

من استشار.

3. العصا الثالثة: توكل على الله:

فإن الله U قادر على أن يحيل فشلك نجاحًا، فالنبي rيبشرك بقوله: (لو أنكم كنتم

تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما ترزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا) [رواه الترمذي، وصححه الألباني].

4. العصا الرابعة: لعلَّه خير:

ثق دائمًا أن ما بذلت من الأسباب، سيجازيك الله به، وأن ما قدر الله لك، هو الخير لا

محالة، فالله U يقول: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم} [البقرة: ٢١٦].
وماذا بعد الكلام؟

1. امحُ من ذاكرتك كلمة الفرار من التحديات خشية الفشل، وتذكر دائمًا قول تشرشل: (إياك ثم إياك ثم

إياك والفرار)، واكتب هذا القول في مكان بارز من حجرتك.


2. صاحب الناجحين المتميزين، وتعلم من صفاتهم، ولا تجعل من حولك من يثبط من همتك أو يضعف

من عزيمتك.

أهم المراجع:

1. حتى لا تفشل، أحمد سالم بادويلان

2. إذا كان النجاح لعبة فهذه هي قوانينها، د.شيري كارتر سكوت

3. النجاح للمبتدئين، زيج زيجلار

4. البدء والتاريخ، ابن المطهر

5. تاريخ اليعقوبي، اليعقوبي