الإهداءات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 04-10-2009, 02:41 AM
مركز تحميل الصور
ولد الشق غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 14155
 تاريخ التسجيل : Apr 2008
 فترة الأقامة : 6049 يوم
 أخر زيارة : 04-10-2011 (11:42 PM)
 المشاركات : 80 [ + ]
 التقييم : 1
 معدل التقييم : ولد الشق is an unknown quantity at this point
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي عين اخر الليل



عين اخر الليل
بدأت تلاحظ تغيراً في تصرفات الخادمة، إنها تعتني بمظهرها أكثر مما يلزم أي خادمة مثلها
إنها تضع المساحيق وتسرّح شعرها وتهتم بملابسها بشكل مبالغ فيه
ثم إنها تتكسر في مشيتها وتتغنّج في حركاتها
الأدهى أنها ترد عليها أحياناً وتراجعها في بعض الأمور وهو ما لم تكن تفعله عند قدومها لبيتهم

كل هذه الأشياء أثارت ريبتها

لا شك أن في الأمر سراً

ولكن ما هو هذا السر؟

أخذت تفكر وتفكر، راحت تراقب تصرفات الخادمة أكثر وأكثر

زاد قلقها وكأنما أحست الخادمة بقلق سيدة البيت فوجدت في ذلك متعة جديدة.

لابد أن هذه الخادمة قد تعرفت إلى رجل واتخذته خليلاً لها، لكن كيف؟

عادت تقول: ما أسهل الأمر على مثلها!
إن غرفة الخادمة في فناء البيت وما عليها إلا أن تترك الباب مفتوحاً فيدخل صاحبها إليها ليلاً دون أن يشعر بذلك أهل البيت
ولكن من صاحبها؟
وكيف تعرفت إليه؟

هي لا تخرج من البيت إلا معهم، فكيف لها أن تتعرّف على أحد..

عادت تفكر، من ذلك الرجل؟

مرّت بخاطرها فكرة مريبة، لابد أنه رجل البيت – زوجها- نعم يأتي إلى غرفتها في وقت متأخر ويمكث معها ما شاء ثم يدخل على زوجته وكأنه تأخر خارج البيت مع بعض الأصدقاء، ولا يلاحظ ذلك أحد

وأخذت تربط مشاهداتها ببعضها، نعم لقد وجدت رائحة عطر شبيه بعطرها صباح أمس عند الخادمة، لابد أنه هو من أهدى إليها العطر، هي تعرف ذوقه جيداً
بل لقد شمت أيضاً رائحة دخانه في ملابسها
نعم إنه يتأخر أياماً في الأسبوع وإذا سألته قال: مع الأصدقاء في الاستراحة، يبدو أن استراحته هي فناء بيته وأن هذه الخادمة هي كل أصحابه الذين يزعم أنه يسهر معهم.

كلفت الخادمة بترتيب ملابس الأطفال وذهبت هي إلى غرفتها وأخذت تنقل نظراتها في الموجودات.. خزانة صغيرة فقيرة، فتحت الخزانة، يا للهول هذا عطرها وذاك دخان زوجها، يا للمصيبة وهذا ثوبها .. تأكدت شكوكها، ولكن ماذا تفعل؟ هل تسفّر الخادمة؟ هذا ليس بحل، وإن كان إجراءً معقولاً تبدأ به.

عاد أبو حازم من عمله بعد الظهر، لتتلقاه زوجته مكفهرة الوجه، قال: ما بك؟ خيراً
قالت: هذه الخادمة قد مللت من تصرفاتها، أريدها أن تسافر إلى بلدها حالاً

قال في ضيق: أما كان ممكناً تأجيل هذا الحديث إلى وقت آخر؟ لقد عدت الآن من العمل لأجد في استقبالي مشكلة الخادمة
نظرت في ريبة وقالت: لا يهمك إلا مصلحتك، أما مصلحتي أنا فليس لها وزن عندك.

قال وقد ظهرت الدهشة على وجهه: وما علاقة مصلحتي أنا بالأمر؟!
أحرجها سؤاله، فهي لم تعد العدة للمكاشفة، ربما اختبار صغير فقط ، ولذلك استدركت قائلة: أنت لا تريد أن تدفع مصاريف سفرها واستقدام خادمة أخرى بدلاً عنها.

قال: حسناً هذا أمر آخر، ألسنا في غنى عن إهدار هذا المال؟
قالت أمر آخر؟ فما الأمر الأول إذاً؟

قال: إنها بنت مسكينة تعمل لدينا منذ شهور ولم نر منها ما نكره، فماذا أنكرت منها؟

قالت لنفسها: الآن دوره، إنه يختبرني ليرى إن كنت قد كشفت أمرهما أم لا، لكني سأكون أذكى منه ولن أكشف أوراقي

ردت: أشياء كثيرة لا تتقنها
قال: أعطها فرصة لم تمكث معنا طويلاً ثم لماذا لا تعلّمينها ما تريدين؟ لا يبدو أنها غبية
قالت: بالتأكيد هي ليست غبية

ثم قالت لنفسها: يبدو أنني الغبية الوحيدة في هذا البيت

عادت تقول: إنها لا تطيعني، قلت لها أن تسقي الحديقة كل يوم، وهي تسقيها كل يومين أو ثلاثة، بل هي تراجعني وتقول ما زالت الأرض رطبة ولا تحتاج إلى سقيا
قال: أتعلمين؟ ربما كانت على حق.

هنا صرخت الزوجة مستنكرة: هي على حق.. وتنصرها عليَّ أأنت في صفها؟

وضع أبو حازم يده على رأسه وقال: لست في صف أحد أرجوك إني متعب وجائع، دعي هذا الموضوع لوقت آخر، أتوسل إليك.

ذهبت إلى المطبخ وقالت للخادمة: جهّزي المائدة فوراً، ردّت: حاضر (مدام) وأخذت تتغنّى بلحن أعجمي ممّا زاد في غيظها، فنهرتها قائلة: صمتاً حضّري المائدة. سكتت الأخيرة وهي تنظر إلى السيدة بطرف عينها.

تناول الزوج غداءه وراح إلى غرفته ليقيل، أخذت أم حازم تنظر إليه في نومه وجعلت تحاوره، هكذا إذن، تدافع عنها، وأخذت تستعيد كلماته عنها: إنها بنت مسكينة، أعطها فرصة، إنها ليست غبية، ربما كانت على حق، نعم لا يريد تسفيرها، ويبرر ذلك بالمصاريف، كيف يسفّرها وهو لا يستغني عنها؟ ماذا لو واجهته بأني أعرف أمر العلاقة المشينة بينهما؟ لكن لا شك أنه سينكر ولن يقرّ بشيء وستخرج هي من الموقف خاسرة، وهي لا تريد أن تخسر الموقف، ترى ماذا ستفعل؟ ستنصب له كميناً ولسوف تمسك به متلبّساً فيبهت ولا يسعه أن ينكر سيضطر عندئذ إلى الإقرار وإلى تسفير هذه الخادمة اللعينة.

في المساء قال لها زوجها إنه مدعوّ للعشاء وإنه سيتأخر الليلة مع بعض أصدقائه
هزّت رأسها وهي تقول: لا بأس، ولكنني متعبة وقد لا أستطيع السهر لانتظارك
قال: وهل كنت دائماً تنتظرين عودتي؟ كم من مرة عدت وأنت نائمة، على أي حال أعفيك من انتظاري الليلة فاستريحي وطيبي نفساً.. سلّم وخرج

أما هي فقد اشتعلت نيران الغضب في قلبها، أخذت تردد في سخرية استريحي وطيبي نفساً، بل هو يريد أن يستريح ويطيب نفساً بصاحبته، لكني لن أترك لهما المجال أبداً

جاءت إليها الخادمة وهي تقول. هل تريدين شيئاً يا سيدتي قبل أن أنام؟
قالت: اذهبي للنوم لا أريد شيئاً.

تركتها ساعة ثم نادتها، تأخرت بالرد ثم خرجت إليها وهي تحني رأسها في حرج، نظرت أم حازم إليها وقد ازدادت غيظاً، المساحيق الملونة تملأ وجهها ورائحة عطرها تملأ المكان حولها. ما شاء الله، قالت بسخرية، ثم أرسلتها إلى المطبخ حيث جهّزت لها عملاً كثيراً، واضطرّت تلك للذهاب إلى المطبخ على مضض.

تسلّلت أم حازم إلى غرفة الخادمة وجلست تنتظر زوجها، ستكون بالنسبة له مفاجأة مذهلة، تتخيله وهو يدخل الغرفة ويراها فجأة فيبهت، لا قول لديه ولا رد، عادت تردد في استهزاء (إنها بنت مسكينة) أخذت تعبث بأدوات الزينة، وتنظر إلى المرآة، منذ مدة طويلة لم تستخدم هي مثل هذه الأدوات، حتى عطرها لم تمسّه منذ مدة طويلة أيضاً، نظرت إلى شعرها ربما لم تسرّحه اليوم لطوله. ولم تأخذ من أطرافه، بل لم تغيّر تسريحتها التقليدية أبداً، وهي تشاهدهم في القنوات الفضائية يقرعون أذنيها صباح مساء يلغون بما يسمّى (النيولوك)، برّرت لنفسها أنها مشغولة، وأنها لا تجد وقتاً لهذا الهراء أو هي لا تؤمن به، وعادت تقول لنفسها: هذه الخادمة مشغولة أكثر منك ومع ذلك وجدت وقتاً تهتم فيه بزينتها، ربما كان زوجها معذوراً، سمعت صوت الباب الخارجي يغلق بهدوء، حانت ساعة الصفر، تسمّرت عيناها صوب الباب ودخل الرجل متسللاً، ويا للمفاجأة التي عقدت لسانيهما معاً، فوجئت هي برجل غريب ربما كان سائق أحد جيرانهم وفوجئ هو بامرأة ليست صاحبته، ولّى الرجل هارباً، قبل أن تفكر في أي شيء، أذهلتها المفاجأة، وقامت تجر قدميها عائدة إلى غرفتها، جلست على كرسيها، وأخذت تسترجع ما كان من شأنها ثم امتدت يدها إلى أدواتها لابد أن تتصالح معها بعد هذه القطيعة، أخذت تتزين وهي لا تزال ذاهلة مما حدث، سرّحت شعرها بشكل مختلف، أخذت تفكر ماذا لو دخل زوجها ورأى الغريب معها في غرفة الخادمة؟ أين كانت ستذهب به الظنون؟ هل كان سيصدّق مزاعمها؟
ستكون أعدّت ذلك الكمين الأبله لنفسها!

يا الله، كم كانت غبيّة وهي تنفّذ هذه الفكرة المجنونة!

لكنها كانت على يقين أن الرجل الذي سيدخل إلى تلك الغرفة لن يكون غير زوجها، لم تفكر في أي احتمال آخر.

قطع حبل أفكارها دخول زوجها إلى الغرفة بهدوء. قال: ظننتك نائمة
قالت برقة: كنت أنتظرك
قال: لو كنت أعلم أن هذا الجمال في انتظاري ما تأخّرت.


**
منى العمد
نقل بتصرف من مجلة الأسرة العدد (171) جمادى الآخرة 1428هـ




رد مع اقتباس
قديم 05-10-2009, 04:20 PM   #2


الصورة الرمزية عاشق ثرى الديره
عاشق ثرى الديره غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 16275
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 08-06-2016 (05:01 AM)
 المشاركات : 2,965 [ + ]
 التقييم :  3
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: عين اخر الليل



هي غبيه والزوج مغفل بيته سرداحي مرداحي وهو في الاستراحات
مشكور على النقل


 


رد مع اقتباس
قديم 05-15-2009, 03:53 AM   #3
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية ابوليلى المهلهل
ابوليلى المهلهل غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15973
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 02-27-2016 (03:35 PM)
 المشاركات : 7,411 [ + ]
 التقييم :  7
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: عين اخر الليل



قصه رائعه..
يعطيك العافيه


 
 توقيع : ابوليلى المهلهل





الشوارب تنفتل وقت اللزوم
ولا يجيـب النايفـه كـود الولـد
والرخوم رخوم لو قامت تحوم
مرجـعـه لـلـدم لامـنـه بـــرد


رد مع اقتباس
قديم 12-10-2009, 05:28 PM   #4
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية الادهم الازدي
الادهم الازدي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 18401
 تاريخ التسجيل :  Nov 2009
 أخر زيارة : 01-31-2012 (03:02 PM)
 المشاركات : 624 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



قصه رائعه والاروع ناقلها
تسلم ولد الشق وتقبل مروري ياغالي


 
 توقيع : الادهم الازدي

[all1=#f7ff00]

اذا كان حبي لنصر جرم ارتكبته!!

فأنا كلي فخر بأعظم جريمه..


الادهم الازدي
[/all1]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أحب الليل سد الوادي الخواطر 2 08-09-2010 12:36 PM
الليل يا الليل وين اللي ينقال عنهم شعّار ..؟؟ واقـعـي الشعر الجنوبي للطرح الذاتي 1 05-25-2006 02:11 AM
فتة اللحم ندى الصباح قسم مطبخ نواعم 6 02-19-2006 08:42 AM
الليل ... العناااا عطر الكلمات 18 02-05-2004 08:24 PM
،،،،، عشق .. الليل ،،،،،،،، ساهر الليل عطر الكلمات 9 10-07-2003 01:03 PM


الساعة الآن 12:34 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir