قريتي بين الماضي والحاضر

عندما ينسل الفجر من بين ظلام دامس ..كانت تستيقظ قريتي علي صوت الفلاحين وهم يتجهون الي حقولهم في جد ونشاط .
بل ان صوت الحيوانات كانت كأعذب سيمفونية يسمعها الناس في ذاك الحين .
حيث كانت تعلن عن انتهاء النوم وبداية عمل ليوم جديد ..
كنت أرقب كل ذلك عن كثب وأنا سعيد حتى اذا ما انبلج الصباح أخرج الي الساحه شأني في ذلك شأن كل الأطفال والبيوت جميعها مفتوحة لا تعرف الأقفال طوال اليوم .
كنا نجتمع وكان الناس يتقابلون بإستمرار بالنهار والليل وكانو أحياناً يجتمعون على الطعام بشكل جماعي لمعظم أهل القرية ,أطفال, ورجال, ونساء.
لم يكن أحد يحمل هما للحياة فما عند غيرك هو ملكك ..
نفوس محبة متعاضدة فعندما يكون هناك عرس ما في القرية الكل يذهب ليفزع وليبارك ويهنيء أخاه ويقدم ما يحتاج إليه جاره.

اما ان كان هناك حالة وفاة فان القرية كانت تغطيها سحابة من الحزن .
فلا يسمع للراديو صوتا ولا تسمع للناس ضحكا
وكأن المتوفي في بيتهم وليس أحدا أخر ....

يعود الناس بعد الظهر لتناول الغداء والراحة قليلا والكل يحمل ابتسامة الرضا علي شفتيه ..ليعود من أراد بعد ذلك للحقل وليذهب الي بعض شأنه من يشاء .حتي يؤذن لصلاة المغرب فيذهبوا الي الصلاة ثم يعودوا وبعضهم كانوا يتناولون طعام العشاء مباشرة وبعضهم يرجي ذلك لما بعد صلاة العشاء ثم يخلد معظمهم الي للنوم ويتسامر من شاء ,حتي ينام الناس في ساعة مبكرة والأبواب اقفلت من اجل أن ينام أهل الدار ليهناوا بنوم عميق نوم لا منغص فيه ولا كدر ..

الآن تغير وتبدل الحال وفتحت علينا أبواب الخارج وأثرت فينا تلك الثقافات المستورده ..
أما المزارع فأهملت بل تم البناء في معضمها وأصبح الكل يصبوا الي هناك إلى تلك [المدينه] حيث العمل بالوظائف وغلقت أبواب القرية الحالمه ثم ٌهجرت تماماً وصارت القرية مرتعا خصبا للغرباء من المجهولين الذين يبحثون عن عمل لدى من تبقى من كبار السن وبعض الوافدين يعملون رعاة لقليل من الغنم ..

تغيرت معالم القرية كثيرا عن ذي قبل ولم يتبقي من القرية الا اسمها .

هناك من يري أن الوضع الان أفضل عن ذي قبل فلم يكن هناك كهرباء ولا أي نوع من أنواع الخدمات ..

ويرون أن العقول الآن تفتحت وتنورت وتثقفت ..

لنرى آرائكم أنتم مابين الماضي والحاضر

كتبت وأجدت الوصف وعيّشتنا الحدث وكأننا نشاهد فلم وثائقي ..
كلام واقعي وصحيح ونسمعه كثيراً من الآباء الذين يصفون مثل هذه الأحداث لدرجة التحسّر بقوة ..
متى أحببنا أن ناخذ كلامك على أرض الواقع ونستمع لسرده بطريقة مثاليه فعلينا أن نتجه لكبار السن ونفتح لهم السالفة
وبعدها استمع لما يُبحر فيه وخذ من كلامه عبرة وخبرة ومنطق وصدق تعبير ومنطقيّة ..
تقديري لك بلا حدود ..

كُل شيء يتبدّل ويتحوّل ويتغيّر ولا يدوم إلا وجهه سبحانه ..
لكُل وقت وزمان ناسه وطبعه وطباعه ..

الماضي جميل في وقته وبأهله .. وذلك بإمكانياته البسيطة وحياته الأبسط وطبيعة المعيشة المحدودة في ذلك الوقت ..
في الماضي الناس كان عددهم قليل ويكفيهم القليل .. وراضين بالقليل وما دون القليل والأغلبية كانوا سواسية فيما يتعلق بالمهنة والمعيشة الحياة اليومية ككل .. قلوبهم بيضاء تفكيرهم في حدودهم نومهم مع بعضهم جلستهم واحدة أكلهم واحد دائماً تجدهم متحابين مترابطين متكاتفين ..
لا يوجد لديهم هموم أو إرتباطات أو إتصالات أو أعمال تلهيهم عن بلادهم وحلالهم والتي تعتبر الأهم لديهم ..


الآن تغير الحال كلياً من طبيعة إلى معيشة إلى بشر .. العائلة الواحدة الآن تعادل في العدد ما يساوي عدد بعض القرى قديماً .. العالم الآن في تطوّر حركي وإتساع عمراني .. ولا نستطيع مقارنته بالوضع القديم في أي شيء كان .. الناس تكاثروا وتشتتوا وإفترقوا ولا يكادون يجتمعون حتى الأخوة وهم أخوان تجدهم لا يرون بعضهم بضع سنين .. والسبب السعي خلف الرزق والمعيشة وكيفية التعايش في هذا الزمان وتأمين المستقبل لهم ولعائلاتهم من بعدهم ..

لو قارنا بين الماضي والحاضر .. لوجدنا أن الماضي جميل بما كان عليه .. ولكن لا نستطيع العيش والتعايش معه لو رجعنا إليه ..


وشكراً ع الطرح .. وآسف ع الإطالة ..

../

لا تعليق؛؛

فقط أسجل إعجابي بما كتبت..؛ والتعليق أتركه للمخضرمين بين العصرين ..؛

/..

معزوفة حقاً تستحق التوقف
بحجم ما بداخلها من وصف
وبحجم مابداخلها من حياه
إلا أنني تمنيت يوماً أنني
لحقت بالماضي الجميل وعشته كثيراً
لقمة عيش بسيطه ..
وفاء ..محبه ..تواصل بين الناس
ترابط دائم ..يد واحده ..
كلهم على قلب رجل واحد ..
زمن جميل حقاً..!

على عكس ما نعيش اليوم
من نقلات غير طبيعيه في كل المجالات
ويبقى لا مقارنه بينهما في كل شي
شتان بين الأمس واليوم
فوارق عدة لا يمكن أن يتسع المجال لذكرها
ولكن تبقى لكل زمان ناس رجال ونساء ..!

شرد بي التفكير بعيداً
في الماضي الجميل
ولعله يعود إلى صوابه ..!

تقبل أصدق التحايا ..!

سنا المجد

اجدت فيما كتبت بارك الله فيك .

نعم هي حقبة زمنية وانتهت بخيرها وشرها والحمد لله على نعمه التي لاتعد ولاتحصى ومن عاش زمنك وقبل زمنك يرى الفرق الكبير والخير الوفير .
مع وجود التباعد الاجتماعي وضعف روح الالفة والمحبه ولكنها ضريبة الحضارة والنعمة لم يعد احد محتاج احد الا ان كان عنده مناسبة يحضرها وهو راع الفضل بعكس زمان كان لكل شيء طعمه وذلك لعدمه .

لاهنت لاهنت .

من وجهة نظري
يبقى لكل زمن نكهة تلازمه
ولايخلو زمن من إيجابيات وسلبيات سواء الماضي أو الحاضر

سنا المجد
يعطيك العافيه موضو رائع

ابوريان

شكراً لك على حضورك الرائع
دمت بعطاء

نبـع الغـــلاء

شكراً لك على حضورك المميز وإضافتك الجميله
دمت بعطاء

ابوالعــز

شكراً لك على حضورك وتشريفك
دمت بعطاء

ابومانع

شكراً لك على حضورك وإشادتك وانطباعك الفريد
دمت بعطاء

ابوفهد

شكراً لك على حضورك وإضافتك المميزه
دمت بعطاء

أجدت الوصف بدقه وكأننا نعيش الاحداث كمارويتها ..
حياة جميلة تمنيت لو أعيشها للحظات حتى أُقارن بين الفترتين ..
طرح راائع

الرافعيB

شكراً لك على حضورك الرائع
دمت بعطاء

طيف الذكريات
شكراً لك على حضورك وشعورك الجميل
دمتِ بعطاء