مـلاعب النساء والمشجعات السعوديات !

لم تعد المرآة السعودية تخجل من نفسها ، وربما الأصح أنها تحررت من خوفها
بعد أن تقلصت دوائر العقاب فأصبح أمرا مألوفا ظهورها في مدرجات الملاعب تشجع منتخب بلادها وهي التي
لم تكن تجرؤ قبل سنوات على السفر إلا متخفية ومتسترة كأن في سفرها نوايا إرهابية .!

كانت الوكالات والصحف ، في البدايات تعرض صورها من باب الاستغراب والتعجب ،
إذ لا يعقل أن تتجرأ سعودية على الظهور من غير حجابها التقليدي في ميدان شديد الاختلاط
وكثير العنف مثل المدرجات الرياضية .

وخلال فترة أصبحت صور السعوديات تظهر وفقاً لامتيازهن في نمط التشجيع أو طريقة صبغ وجوههن
لأن تكرار حضورهن ألغي مبدأ المفارقة والدهشة .
وبالمناسبة فإن صبغ الوجه بالكامل يشكل نوعا من الحجاب !

اللافت أن هذا الحضور لم يثر ، حتى الآن ، الزوبعة المتوقعة المتصلة بأي ظهور علني للمرأة
بما أن الأوصياء عليها لا يشاهدون المباريات أو لأنهم لن يستطيعوا منع ذلك ،
فالمباريات المعنية تقام خارج البلد ، والحلول المتاحة أمام المتربصين بالمرأة محدودة منها :
**المطالبة بمنع سفر المنتخب للعب في الخارج وصولا الى القدرة على منع النساء من الظهور ،
**أو اصدار قانون يـجّـرم التي تحضر مبارة كروية بتهم مخيفة ،
**أو إلغاء كرة القدم كلياً ،
**أما آخر الحلول واصعبها فهو منع المصورين من التقاط صور السعوديات أو متابعتهم
وحرق أفلامهم فلا يطلعون على محارمنا ..!

في المقابل على مناصري المرأة المطالبة بعكس ذلك تماماً مع الدعوة إلى التكثيف
من مباريات المنتخب الخارجية مهما كانت التبريرات .

استمرار الحضور النسوي لمباريات المنتخب يفتح بابا غير متوقع في الصراع الدائر في حدود السلطة عليها ،
وإذا كان خصوم القصيبي قد أحبطوا مشروعه المحافظ لعمل النساء ,
ويدركون أن قيادتها للسيارة مسألة لا يمكن تطبيقها قريبا ،
فأنهم الآن يواجهون أزمة حقيقية في كيفية السيطرة على هذا الجانب
الذي يبدو أنه سيكون التمهيد الفعال لتطبيق الرياضة النسوية ومن ثم الخطوات التحررية التابعة لها .

الصعوبة أنه لا يمكن منع النساء من السفر إلى أبو ظبي ..
فلا يبقى سوى الدعاء أن يــُهزم المنتخب شر هزيمة فينقطع التدفق النسائي تلقائياً ،
أو ابتلاء المشجعات بالشلل والكساح ..!!

يقال إن الحرية تكتسب ولا تمنح ،
وإذا كانت الخطوات الأخرى بطيئة فإن هذه الخطوة فعالة وسريعة المفعول
شريطة أن يجتهد اتحاد الكرة في تحسين مستوى المنتخب
إلا إن كان يتبنى موقف باب سد الذرائع وأن دمار الكرة السعودية أهون من ظهور امرأة متبرجة !!!


تحياااااااااااااااتي

الكاتب / جاسر الجاسر
جريدة / شمس /02/01/1428هـ