دعـوة للمعـانـاة ..

السعوديين قوم يحبون الكسل ويستعذبونه .. أنظر حولي في محيط العمل ، في المنتديات ، فأرى اغلبهم ضد التفكير !..
بـل .. يسخرون ممن يعاني أو يفكر .. ويقولون لمن يفكر ويناقشهم : إما أن انك مجنونا .. أو ربما ملقوف ! ..
أحيانا أغبطهم على عدم مبالاتهم .. ولكنني أترحم على حالهم في الغالب ..

يا سادة .. كل إنسان لا يعاني ما هو إلا فردا في قطيع ..!
هـو معدة فقط يعيش ليأكل لا يأكل ليعيش ..!

ورد في كتاب مترجم للكاتب الأمريكي "ول ديورانت" أنه أمبرم اتفاقية بينه وبين زوجته "أريل" ومن الاتفاقية ندرك أهمية المعاناة ..
لقد إتفق مع زوجته أن تصبر عليه لمدة أربعين سنة فقط !..
في هذه الفترة قرأ ثمانية ألاف كتاب .. وسجل ملاحظاته على أحداث التاريخ في عدة ملايين ورقة صغيرة ..
وفي النهاية أصدر كتابه العظيم : "قصة الحضارة" .. في عشرة أجزاء ضخمة ..
وكان من الغربيين القلائل الذين أنصفوا الإسلام ..

كان يقول لزوجته :
أصبري يا أعز الناس .. وقفي في صلابة اذا ما سقطت من التعب .. أصبري .. حتى أعرف أن تعبي لن يضيع ..
وصبرت المسكينة أربعين عاما فقط !..
لقد عانى فأفاد البشرية وعانت زوجته فساندت جهده .. ولولا صبرها ومعاناتها لم نجح في شيء ...
والبشرية ما كانت لتتقدم شبرا واحدا لولا معاناة الأفذاذ من أبنائها الذين عانوا لتتقدم .. وفكروا لتتحضر ..

والمعاناة نوعان : سلبية .. وإيجابية .. ولتبيان الفرق دعونا نتذكر الحكايتين التاليتين :
- الحكاية الأولى .. وخلاصتها أن شخصا إستيقظ من منامه ليجد أنه قد تحول الى صرصار .. مقلوبا على ظهره .. يسمع ما يقوله الناس من حوله .. ولكنه لا يستطيع المشاركة أو التدخل .. أنه صرصار تافه .. أنه لا شيئ !..
لقد إنتقل بعقل الإنسان الى عالم الحشرات .. أو يجسم الحشرات الى عالم البشر .. إنه يعاني ولكنها معاناة سلبيه .. ربما ما حدث له من علامات المسخ ..!
- أما المعاناة الإيجابية .. فـ حكايتها (احب ان استشهد بها كثيراً) تقول الحكاية بأن مدينة هاملن الألمانية إمتلآت بالفئران فجأة .. ملايين الفئران ضايقت السكان في حقولهم ومنازلهم وشاركتهم غذاءهم ..
ولم تنفع المحاولات العديدة للتخلص منها ، فقام أحد شباب المدينة بأخذ مزماره والعزف للفئران التي إكتشف شغفها بالموسيقى ..!
فتبعته جميع الفئران وقادها الى النهر وهو يعزف لها فغرق في النهر ، ولكنه أغرق معه جميع الفئران وأنقذ قومه من شرها ..
هذا الزمار هو حلم لكل مجتمع راغب في التقدم ..
ومهمته يقوم بها كل إنسان يعاني ، يفكر .. هو يحث الناس بعمل افقده حياته على ان لا يعيشوا فقط ..
بل أن يعيشوا بصورة أفضل ..

والأن أحبتي على كل منا أن يختار ..
- إما أن يكون زمارا..
- أو أن يكون صرصارا ..!

تحيااااااااتي