تعليمنا ... بين المتشددين والمستشرقين .. ولكم الراي

مؤلف النص يحيى الأمير: ناقشنا أفكارا وليس أحداثا حلقة "طاش 16" عن تطوير التعليم بالسعودية تثير جدلا كبيرا


جدة - (العربية)سعود الخلف
تناولت الحلقة الثالثة من مسلسل طاش "طاش" قضية تطوير مناهج التعليم في السعودية، ورفض بعض المسؤولين ذلك بحجة الدفاع عن ثوابت الدين والوقوف في وجه "تيارات التغريب" التي تهاجم البلاد.

وجاءت الحلقة تحت عنوان " التطوير" لتناقش كذلك مشكلة الظلم الذي يتعرض له بعض الشباب السعودي من أصحاب الكفاءات أثناء رغبتهم في الحصول على وظيفة في التعليم.

وأدى النجم ناصر القصبي شخصية الدكتور عبد الرحمين الذي عين مسؤولا عن تطوير التعليم والمناهج في المملكة العربية السعودية ومحاولة تغيير وضع المناهج للدخول إلى المستقبل بعقل منفتح، ولكن د. عبدالرحمن يواجه برفض شديد من بعض المسؤولين في وزارة التعليم على أفكاره نحو التطوير.

---

بعد حلقتين خذل فيهما الثنائي ناصر القصبي وعبد الله السدحان متابعي مسلسل طاش ماطاش حينما تناولا قضيتي الحجر على الآباء وظاهرة الفقر، تمكنا من تسجيل قفزة نوعية بتناول مشكلة التشدد في مناهج التعليم، وهي واحدة من أهم القضايا الحساسة. وناقشت هذه الحلقة بشجاعة وحرفية واضحة ليستعيدا من خلاله المكانة التي حققاها عند مقاربة مثل هذه القضايا. واجهت حلقة التعليم بشجاعة مشكلة تجذر الفكر المتشدد في المنهج الخفي وبعض المكامن في المنهج الظاهر للتعليم، على رغم المحاولات المستمرة لتخليص مناهج التعليم من هذا الفكر. سجل الثنائي السدحان والقصبي ملاحظة مهمة في هذا المجال ألمحا من خلاله إلى أن محاولات تطوير المناهج لم تتمكن من مواجهة هذا الفكر واجتثاثه، وذلك يعود إلى سببين:
الأول: يعود أن تطوير التعليم انصب اهتمامه على الشكل الخارجي، وعلى نحو أدق على الوسائل التعليمية من حيث توظيف التقنية وإحلال المقررات الرقمية محل الورقية دون أن يكون تطويرا لجوهر التعليم نفسه، وتم قياس النجاح في هذا المجال في عدد الأقراص المدمجة الموزعة وأجهزة حاسوب تزود بها المدارس، أما السبب الثاني: فيتمثل في توجيه الاهتمام إلى تطوير المناهج العلمية مثل الفيزياء، الرياضيات، الكيمياء، والأحياء، بينما ظلت المناهج الأخرى وعلى رأسها المناهج الدينية مستبعدة من التطوير في ظل رفض يخلط بين تطوير المادة التعليمية وهو أمر ضروري والثبات المضمون الديني وهو أمر لا يقبل الجدل، ولما كان التفكير المتشدد يرتكز على المناهج النظرية ظلت عمليات التطوير غير قادرة على تخليص المناهج التعليميه منه.
ولم تكتف الحلقة بطرح تغيير المناهج، بل تجاوزتها إلى جوانب تعليمية من خلال فرز هيئة التدريس، وظهر ذلك في عزل العقول المتفتحة والمتنورة عن ممارسة العملية التعليمية وإحالتها إلى كوادر إدارية تحت خشية لامبرر لها من أن تنحرف بعقول الطلاب عما يتوهم المتشددون ضرورة أن يتسم به الطلاب من الالتزام، إضافة احتواء مقررات التعليم على أفكار تكرس لتوتر العلاقة مع الآخر، ونجحت الحلقة في كشف أن معالجة المقررات المدرسية لم تحقق ماهو متوقع منها من حيث تخليصها من الفكر المتشدد الذي لاينظر إلى الآخر من خلال علاقة الحوار والتعاون معه بقدر ماينظر إليه على أنه عدو يترصد بنا ويكيد لديننا.
والأمر الثالث أن المناهج اللاصفية وتتمثل في الأنشطة التي يتم اختصارها إلى محاضرات تتسم بالعنف والتحذير والوعيد الشديد، وتؤكد على ضرورة التنبه لفساد الأخلاق والحذر من انحراف المجتمع، وهو الأمر الذي من شأنه أن يفضي إلى تدشين علاقة غير سوية بين التلميذ ومحيطه، إذ تكرس هذه الأنشطة علاقة عداء بين التلميذ ومجتمعه، وتهيئ التلميذ لدور يدفعه إلى ممارسة العنف في سبيل تغيير الفساد الذي استقر في ذهنه عن المجتمع.
على رغم حدة موضوع حلقة طاش في تناول واقع المناهج التعليمية والضغوطات التي تمارس ضد أي تطوير للمناهج والتدخلات المستمرة للوقوف في وجه الإصلاح، إلا أنها كشفت عن أن الإصرار على تطوير المناهج وتخليصها من التشدد يظل الحل الوحيد لمستقبل وطن يحترم الآخر ويؤمن بقيمة الاختلاف وتربط بين أفراده علاقات المحبة والتسامح، وهو الأمر الذي لا يتحقق بغير العزيمة والإصرار والشجاعة في المضيء قدما ورفض أية محاولات لعرقلة المسيرة.

---

طاش حازت على اعجابي ..
دعونا نناقشها...
مارايكم بهالحلقه ؟؟
ومامدى مصداقيتها ؟؟
وهل يحتاج تعليمنا لتطوير..؟؟
انتظر ارائكم..,,
ولي عوده لاثراءالنقاش..
السفير
الاثنين 9 شوال 1430