الإهداءات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 09-04-2003, 09:08 AM
مركز تحميل الصور
سهارا غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 67
 تاريخ التسجيل : Oct 2002
 فترة الأقامة : 8059 يوم
 أخر زيارة : 11-09-2006 (05:46 AM)
 المشاركات : 268 [ + ]
 التقييم : 1
 معدل التقييم : سهارا is an unknown quantity at this point
بيانات اضافيه [ + ]
شاب رثى نفسه



اللهم يسّرني لكل مايحسن خاتمتي



قصيده غريبه من نوعها

ليست الا رثاء النفس
قيل انه كتبها احد الشباب رأى في منامه انه توفى ورثى نفسه فيها


جاني وانا في وسط ربعي وناسي " " جاني نشلني مثل ما ينشل النـــاس

مني نشل روح تشيل المآســـــــي " " تشكي من ايام الشقى تشكي اليـاس

اثر الالم في سكره المـــوت قاسي " " ماهالني مثله وانا انسان حـــساس

جابوا كفن ابيض مقاسه مقاســــي " " ولفوا به الجسم المحنط مع الـراس

وشالوني اربع بالنعش ومتواســي " " عليه ومغطى على جسمي البـــاس

وصلوا علي وكلــــــهم في مــآسي " " ربعي ومعهم ناس من كل الاجناس

ياكيف سوا عقبنا تاج راســــــــي " " وامي الحبيبه وش سوى بها الياس

اسمع صدى صوت يهز الرواسي " " قولو لها لاتلطم الخــد يانـــــاس

قولولها حق وتجرعت كاســـــــي " " لاتحترق كل يبي يجرع الكـــــاس

اصبحت في قبري ولابه مواسي " " واسمع قريع نعولهم يوم تـــــنداس

من يوم قــــــفوا حل موثق لباسي " " وعلى رد الروح صوت بالاجراس

هـيكل غريب وقال ليه التــناسي " " صوته رهيب وخلفه اثنين حـــراس

وقف وقال ان كنــت يانـمر نـاسي " " هاذي هي اعمالك تقدم بكــــــراس

ومن هول ماشفته وقف شعر راسـي " " وانهارت اعصابي ولاارد الانـفاس


يالـيتــني فكرت قبل انغمـاســي " " بالـغفله اللي منتـهاها لــلافلاس


وفزيت من نومي على صوت ناسـي " " واصرخ واقول الموت وأحذر الناس



قائل القصيدة توفي في حادث مروري بعد يومين

(رحمه الله وأموات المسلمين )

اللهم ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين



 توقيع : سهارا

** دعاء ..
**حسبي الله لا إله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم**
من قالها سبع مرات حين يصبح كفاه الله ما اهمه من امر دنياه في ذالك اليوم ..
ومن قال..
** شكر النعمة..
((اللهم ما أصبح بي من نعمةأو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك
فلك الحمد و لك الشكر))..فقد أدى شكر يومه ..أحمدو الله في كل حين على نعمه التي لا تعد ولا تحصى..

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرأ..

رد مع اقتباس
قديم 09-04-2003, 09:48 AM   #2


الصورة الرمزية الوفــــاء
الوفــــاء غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 363
 تاريخ التسجيل :  Jun 2003
 أخر زيارة : 11-24-2008 (06:48 AM)
 المشاركات : 4,939 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



اخت سهارا لقد قرأت القصيدة من قبل وسمعتها ايضا في كاسيت ..

ما اروعها لانها تذكير لشئ عظيم سيصيبنا لا محالة حتى كل منا يفتح دفاترة القديمة ويصلح ما يستطيع ان يصلحة فبعد الموت لا ينفعه شئ فهو من سيبقي وحيدا في تلك الغرفة المضلمة (القبر) وهو من سيتلقى الجزاء على كل اعماله ...


جعلنا الله من اصحاب اليمين ومن اهل الجنة امين يا رب العالمين...


لفته رائعة اخت سهارا جزاك الله الف الف خير ..



تحياتي لج

الوفااااء


 


رد مع اقتباس
قديم 09-05-2003, 04:59 AM   #3
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية سهارا
سهارا غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 67
 تاريخ التسجيل :  Oct 2002
 أخر زيارة : 11-09-2006 (05:46 AM)
 المشاركات : 268 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
الله يغفرلنا



الله يعطيك العافيه الوفااا
وطبعا كل انسان يتعرض للخطا والمعصية
ولكن الإنساااان لازم يتوب
والله يحسن خاتمتنا جميع ولا يميتنا الا على عمل خير
قولو آميــــــــن..


 
 توقيع : سهارا

** دعاء ..
**حسبي الله لا إله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم**
من قالها سبع مرات حين يصبح كفاه الله ما اهمه من امر دنياه في ذالك اليوم ..
ومن قال..
** شكر النعمة..
((اللهم ما أصبح بي من نعمةأو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك
فلك الحمد و لك الشكر))..فقد أدى شكر يومه ..أحمدو الله في كل حين على نعمه التي لا تعد ولا تحصى..

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرأ..


رد مع اقتباس
قديم 09-05-2003, 05:04 AM   #4


الصورة الرمزية سعيد بن عبدالله
سعيد بن عبدالله غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 211
 تاريخ التسجيل :  Feb 2003
 أخر زيارة : 01-07-2017 (08:17 PM)
 المشاركات : 1,971 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



قليل من رثى نفسة
لان كل نفس لا تعلم متى تموت

تحيااااتي سهارا


 


رد مع اقتباس
قديم 09-05-2003, 02:39 PM   #5
مؤسس شبكة بني عمرو


الصورة الرمزية صالح آل سلمان
صالح آل سلمان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 360
 تاريخ التسجيل :  Jun 2003
 أخر زيارة : 09-02-2024 (06:13 AM)
 المشاركات : 15,930 [ + ]
 التقييم :  18
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



شاعر يرثي نفسه

لقد وعدتكم أن أضرب لكم في هذه الأحاديث بكل سهل، وأسلك كل واد، وأتحدث عن رجال الفن كما أتحدث عن رجال العلم، وأن أجيئكم مرة مع شاعر أو موسيقي، كما أجيئكم مرات مع الأئمة والقواد.

وهاأنذا آتي اليوم ومعي شاعر.

شاعر لم يغن مع الحمائم في الروض الأغنّ، ولم يَهِم مع السواقي في الوادي الضائع، ولم يدلج مع النجم في الأسحار الندية بعطر الفجر، ولم يتبع الشمس في العشايا السكرى بخمر الغروب، ولم يرقب طيف الحبيب في الليالي التي تكتم أسرار الهوى.

ولأن سابقت شاعرية الشعراء الزمان فسبقت الشباب، وظهرت بوادرها في مدارج الصبا، وملاعب الفتوة، فإن هذا الشاعر لم تنبثق شاعريته إلا على سرير الموت، وشفا المردى، على عتبة الدنيا خارجاً منها، وعتبة الآخرة داخلاً إليها. في الساعة التي يَعيا فيها الشاعر، ويؤمن فيها الكافر، ويضعف فيها القوي، ويفتقر فيها الغني، ولم تنبثق إلا بقصيدة واحدة، ولكنها كانت نفحة من عالم الخلود فخلد فيها.

* * * * * * * * * *

قصيدة وهبها للموت، إن تغنى له فيها، فوهب له الموت بها الحياة.

لم يتفلسف فيها تفلسف المعري، ولا تجبر تجبر المتنبي، ولا أغرب إغراب الدريدي، ولكنه جاء بأقرب الأفكار، في أسهل الألفاظ، فجاءت من هذه السهولة عظمة القصيدة.

والفنون كلها تموت يا سادة إن أكرهتها على الحياة في جو التكلف، التكلف في التفكير أو التعبير. إن الفنون لا تحيا إلا في الانطلاق والحرية.

كل الفنون: الكتابة والشعر والتصوير والموسيقى، حتى الإلقاء، فليفهم ذلك من يظن أن الإلقاء الجيد هو التشدق والتقعر، وإمالة اللسان، وقلب الحناجر، وضخامة الأصوات... وما نسمعه كل يوم في الإذاعات.

* * * * * * * * * *

شاعر لم يعش شاعراً، ولكنه مات شاعراً.

عاش عمره كله يغني بسنانه للحرب، لا يغني بلسانه للحب، لا يعمل لوصال الأحبة، وسلب القلوب، ولكن يعمل لقطع الطرق، وسلب القوافل. كان لصاً من أشهر لصوص العصر، ثم تاب ومشى إلى الجهاد في جيش ابن عفان، حتى أدركته الوفاة وهو على أبواب خراسان، فرثى نفسه بهذه القصيدة، التي لا أعرف في موضوعها ((أي رثاء الشاعر نفسه)) إلا قصائد معدودة في آداب الأمم كلها.

وإنها لتختلف الألسنة والألوان، وتتبدل المذاهب والأديان، وتتباعد المنازل والبلدان، ولكن شيئاً واحداً لا يختلف بين نفس ونفس، ولا يتبدل بتبدل الأعصار والأمصار، هو العواطف البشرية، إن أناشيد المجنون لليلى أناشيد كل عاشق أينما كان، وقصة (بول وفرجيني) قصة كل شاب مغرم في كل زمان، وخطب (فيخته) هي خطب كل أمة قد هبت تبني المجد، وتعمل للحياة.

ومن هنا جاءت عظمة الأدب، وجاء خلوده، إنه ليس كالعلوم. إن قرأ طالب الطب في كتاب ألّف قبل أربعين سنة فقط سقط في الامتحان، أما طالب الأدب فيقرأ شعراً قيل من ألف وخمسمائة سنة ولا يزال جديداً كأنه قيل اليوم، لا، لا تقولوا إن العلوم تترقى وتتقدم وتسعى إلى الكمال، لأن الجواب حاضر، إن الأدب قد بلغ سن الرشد، وحدّ الكمال، من قبل أن يولد العلم، وقد عاش البشر دهوراً بلا علم، ولكنهم لم يعيشوا يوماً بلا أدب. إن آدم قال لحواء كلمة الحب، لم يحدثها في الكيمياء، ولا حل معها مسائل الجبر في رياض الجنة ((هذا كلام الأدباء)).

الشعر أخلد من الكيمياء، وأبقى من الرياضيات. كم مرة تبدلت نظريات العالم، منذ نظم هوميروس قصيدته، إلى اليوم. وأشعار هوميروس لا يزال لها رونقها ومنزلتها.

لا أعني الشعر الذي هو الرنات والأوزان، ولا الألفاظ المنمقة التي تحمل معنى، ولكن أعني بالشعر، حديث النفس، ولغة القلوب، وكل ما يهز ويشجي ويبعث الذكريات، وينشئ الآمال، ويقيم النهضات، ويحيي الأمم. الشعر الذي يشعرك أنه يحملك إلى عالم غير هذا العالم. وسواء بعد ذلك أكان منظوماً أم كان نثراً. إن عقد اللؤلؤ لا ينزل قيمته أن ينتثر، لأن ثمن الخيط نصف قرش!

وإليكم الآن مقاطع من هذه القصيدة، ولو اتسع المجال لشرحتها شرحا ينسي الناس الأصل، ولكن أين المجال، والوقت ربع ساعة؟

عربي عاش عمره كله في جزيرته، ما استمتع بحياته، ولا ناجى طيف ذكرياته، ولا انتشى برحيق آماله، لأنه لم يجد يوم راحة، يخلو نفسه إلى نفيه فيحس لذة الأحلام، وجمال التذكر، وسحر الأمل، لينبثق في نفسه الشعر المخبوء فيها، كما يختبئ الماء في بطن الجبل، يرقب معولاً يفتح له الطريق.

وهاهو ذا الآن ملقى على صعيد غريب عنه، في بلاد لا يعرفها ولا تعرفه، ولا يألفها ولا تألفه، فهو يتذكر الآن (الآن فقط) بلده وأرضه، ويدرك قيمة تلك النعم الجسام، ولا يدرك المرء قيمة النعم إلا بعد زوالها، وتثور في نفسه الأماني، فلا يتمنى إلا أن يبيت ليلة أخرى بجنب الغضى، وأن يسوق كرة أخرى إبله إلى المرعى، ويذكر كيف كان يزدري هذه النعمة التي يراها الآن عظيمة، ويتمنى (وليس ينفع التمني) لو أنه لم يسر من تلك الديار، أو لو أنه طال الطريق حتى يستمتع بها.

واسمعوه الآن يقول بألفاظه ورنّته، وقافيته الباكية التي تذكركم بقصيدة أخرى من وزنها وروّيها، لشاعر يماني غريب هو عبد يغوث:

ألا ليـت شعـري هـل أبيتـن ليلـة * * * * * بجنب الغضى أزجي القلاص النواجيا 1

فليـت الغضى لم يقطع الركب عرضه * * * * * وليـت الغضى ماشى الركـاب لياليا

لقد كان في أهل الغضى (لو دنا الغضا) * * * * * مـرار ولكـن الغـضى ليـس دانيـا

ويلوم نفسه ويعجب منها كيف سوّغت له أن يقبل بهذا النفي راضياً مختاراً، ويعجب من أبويه كيف لم ينهياه، وما الذي جاء به إلى باب خراسان وقد كان نائياً عنه:

ألم تراني بعت الضـلالة بالهدى * * * * * وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا 2

لعمري لئن غالت خراسان هامتي * * * * * لقـد كنت عن بـابي خراسـان نائيـا

فلله درّي يـوم أتـرك طـائعـاً * * * * * بنيّ بـأعلى الرقمتيـن ومـالـيـا 3

ودرّ الظـبـاء السانحات عشية * * * * * يخبِّـرن أني هـالـك مـن ورائـيـا

ودرّ كبيـريّ اللذيـن كلاهـمـا * * * * * عليّ شفيـق نـاصـح لـو نهـانيـا

واسمعوه كيف يفتش عمن يبكي عليه فلا يجد أحداً، لا يجد من يبكيه إلا سيفه وفرسه، وليس ينفع الميت أن يذكره ذاكر إلا ذاكراً بدعاء أو صدقه، ولا يضره أن ينساه الناس، وما حفلات التأبين للميت ولكن للأحياء يصعدون على قبر الميت ليقولوا للناس انظروا إلينا، واسمعوا بياننا، وصفقوا لنا، ولقد صدق سبنسر إذ قال: كلنا يبكي في المآتم وكل يبكي على ميته.

ليس ينفع بكاء ولا نواح ولكنها غريزة التمسك بالحياة والاستكثار منها.

تذكرت من يبكي عليّ فلم أجد * * * * * سوى السيف والرمح الردينيّ باكيا 4

وأشقـر خنذيـذ يجرَّ عنانـه * * * * * إلى الماء لم يترك له الدهر ساقيـا 5

وأرجو أن تتجاوزوا عن كلمة (خنذيذ) التي ترونها غريبة ولم تكن غريبة أيامه. وانظروا إلى جمال الصورة وروعتها. هذا الحصان يتلفت يمنة ويسرة ويدور وينعطف ويفتش عن صاحبه فلا يلقاه، فينسى الطعام والشراب، حتى يبرّح به العطش ولا يجد من يسقيه، فيجر عنانه (انتبهوا إلى دقة الوصف في جر العنان أي الرسن) إلى الماء.

لو أن مصوراً صور معنى هذا البيت لكان لوحة من لوحات العبقرية، وما أكثر ما في هذه القصيدة من صور.

* * * * * * * * * *

وهاكم هذه اللوحة التي بلغت من الروعة أبعد الغايات، والتي تذيب القلوب، فتسيلها دموعاً.

هذه اللوحة التي أعرضها كما هي، لا أحب أن أفسدها بشرح أو تعليق:

ولما تراءت عند مرو منـيّـتـي * * * * * وخلَّ بها جسمـي وحـانت وفـاتـيـا

أقـول لأصحـابي: ارفعوني فإنني * * * * * يقـرّ لعينـي أن سُهيـلٌ بـدا ليـا 6

فيا صاحبي رحلي دنا الموتُ فانزلا * * * * * برابيـة ؛ إني مـقـيـم لـيـالـيـا

أقيما علي اليـوم أو بعض ليلـة * * * * * ولا تعجـلاني؛ وقـد تبيـّن مـا بيـا

وقوما إذا ما استُلّ روحي وهيئـا * * * * * لي السَّدر والاكفـان ثم ابكيـا ليـا 7

وخطّا بأطـراف الأسنّـة مَضْجَعي * * * * * ورُدّا على عيـنـي فضْـلَ ردائـيـا

ولا تحسداني – بارك الله فيكما - * * * * * من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا

خـذاني فجـراني ببُردي إليكمـا * * * * * فقد كنت قبل اليـوم صعبـاً قيـاديـا

ويعلم أنه لن يجد من يقوم على قبره، ويشيد بذكره، فيرثي نفسه، ويكشف عن فعاله بمقاله:

وقـد كنت عطّافـاً إذا الخيـل أدبـرت * * * * * سريعاً إلى الهَيْجا إلى من دعانيـا

وقد كنت محمـوداً لدى الزاد والقـرى * * * * * وعن شتمي ابن العم والجار وانيا

وقد كنت صبّاراً على القرن في الوغى * * * * * ثقيلاً على الأعداء عَضْباً لسانيـا

ويعود إلى إتمام هذه اللوحة الرائعة، فيتصور مسيرة أصحابه وبقاءه، وحيداً في هذه الفلاة:

غذاة غد يالَهْف نفسي على غد * * * * * إذا أدلجوا عني وخُلّفـت ثـاويـا

وأصبح مالي من طريـف وتالد * * * * * لغيري وكان المال بالأمس ماليا

* * * * * * * * * *

ويسأل رفيقيه حاجة له هي آخر حاجاته من دنياه، أن يحملوا نعيه إلى أهله، إلى بئر الشبيك، حيث يزدحم بنات الحيّ، يملأن الجرار، ويستقين، فيصرخ، فيدعن ما هنّ فيه، ويلتفتن إليه، وتسمع زوجته، فيلقي إليها بوصاته، وما وصاته إلا أن تقف على القبور. علَّها تذكرها بقبره الضائع، حيث لا زائر ولا ذاكر:

وقوما على بئر الشُّبَيك فأسمعا * * * * * بها الوحش والبيض الحسان الروانيا

بأنـكـما خَلّفتُمـاني بِقَفْـرَةٍ * * * * * تهيـل عليّ الريـحُ فيها السوافيـا

ولا تنسيـا عهدي خليليّ إنني * * * * * تَقَطّـعُ أوصـالـي وتبلى عظاميـا

فلن يعدم الوالون بيتـاً يُجنُّني * * * * * ولن يعـدم الميـراث مني المواليـا

* * * * * * * * * *

ويا ليت شعري هل تغيرت الرحى * * * * * رحى المثل أو أضحت بفلج كما هيا 8

إذا مـت فاعتادي القبـور فسلمي * * * * * على الرّيم أسقيتِ الغمام الغواديـا 9

ويعود إلى حاضره، ويشتغل بنفسه، ويرجع إلى ذكر بلده وأهله، ويختم القصيدة بهذا المقطع:

قلِّب طرْفي فوق رحلي فلا أرى * * * * * به من عيون المؤنسات مراعيا

وبالـرمل منا نسـوة شَهِدنني * * * * * بكَين فَدينَ ا لطبيـب المداويـا

فمنهن أمي وابنتـاها وخـالتي * * * * * وباكية أخرى تهيج البواكيا 10

وما كان عهد الرّمل مني وأهله * * * * * ذميما ولا بالرمل ودّعتُ قاليـا

* * * * * * * * * *

يا سادة. لقد مات مع مالك في تلك السفرة آلاف وآلاف، ولا يزال الناس قبله وبعده يموتون، فينساهم ذووهم، ويسلوهم أهلوهم، وهذا الشاعر جعلكم تذكرونه، وتبكونه بعد ألف وثلاثمئة سنة، وأنتم لا تعرفونه.

وهذه هي عظمة الشعر، وهذا هو خلود الشاعر.

* * * * * * * * * *
منقول
تقبلوا تحيات اخوكم
[moved]دباس الجارح[/moved]


 


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اذا عاد التاريخ نفسه!!! الأزدية مواضيع الحوار والنقاش 8 02-19-2012 11:02 PM
قرد خايف من نفسه بسمةالكون الصور والأفلام والفلاش 12 07-10-2010 07:58 PM
يرثي نفسه قبل الموت؟؟؟ عقيد القوم عطر الكلمات 5 08-29-2006 11:42 AM
وراودته عن نفسه ... !! سهيل الجنوبي رياض الصالحين 1 12-24-2004 11:33 PM
ما سأل أحد نفسه ليش.... سلطان القلوب الطب والعـلوم 2 11-22-2003 01:58 AM


الساعة الآن 04:07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir