الإهداءات


عطر الكلمات (خاص بالمنقول)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-25-2004, 03:29 AM   #31
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية غجرية المنفى
غجرية المنفى غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 853
 تاريخ التسجيل :  Apr 2004
 أخر زيارة : 03-09-2005 (06:26 AM)
 المشاركات : 6 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue





بلزاك....
حملتك الأيام بعيداً عني..
و لا غيمة تخبرني مكانك..
ولا ريح تحمل لي أخبارك..
وكل ما بقي لي..
آثار الشوق في عيناي..!

***
هل ذنبي إني..
جعلتك "بوصلة للحب"..
فتاهت سفني في بحرك/الغياب؟

***

بلزاك....
عدْ "ليّ" .. وسأقتسمُ معكَ الزمان ..
خذْ ..ما تبقى..
و لي .. "ما قد كان" !

[SOUND]http://muha.jeeran.com/iLoveU.mid[/SOUND]


 
 توقيع : غجرية المنفى

وسنمضي.. سنمضي كلاً في طريق..
و إلى المنفى حيث... الوطن ....!!

التعديل الأخير تم بواسطة غجرية المنفى ; 08-25-2004 الساعة 03:36 AM

رد مع اقتباس
قديم 10-07-2006, 04:09 AM   #32
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية $بلزاك$
$بلزاك$ غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 190
 تاريخ التسجيل :  Jan 2003
 أخر زيارة : 07-09-2009 (12:25 AM)
 المشاركات : 619 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي 22-04-2004 ( منتديات بني عمرو) آخر مشاركة ..



وبعد غياب حال دون إكمال الحكاية ، أعود لكم أحبتي لنكملها ..
لأن لكل نهاية بداية و العكس ,,,,,,

** ويجب ان اكرر ما أشرت اليه في البداية ..

فصول هذه الحكاية ..
قد تكون طويلة للبعض و قصيرة للبعض الآخر ..
قد تكون طبيعية لبعض البشر وعاطفية للبعض الآخر ..
قد يراها البعض ضرباً من الخيال ، أو يراها البعض الآخر مأساة تروى وتدفن في مقبرة الحياة ..
ومع كل الاحتمالات .. والتردد في صياغة أول حرف ، كما التردد في إكمالها هنا .. أستقر القرار على المواصلة ..


اقتباس:
(22-04-2004 02:54)
هي : مرحباً .. كيف حالك .. أين أنتَ ؟ سمعت أنك سجين غرفتك منذ شهر ، ولا أحد يعلم ما بك ؟
هو : ألا تعلمين أنت ِ ؟ فكرت أن أعطيكِ فرصة للتفكير !!
هي : التفكير بالدراسة جيد .. و مفيد .. مستقبل الإنسان و أنت تعلم أهمية الدراسة عند أهلنا !!
هو : ما بكِ .. أتمزحين أو تحاولين أن تغير الموضوع ؟
هي : أود أن أغني لأم كلثوم .. فـ اختر أغنية ؟
هو : أنت عمري .. أود أن أسمعها منكِ ..
هي : سأغني .. ماذا أغني .. أنت عمري لا أنت لست عمري .. أنت ,,, أنت ،،، أنت ،،،
هو : أنا ماذا .. ؟؟
هي : ما الذي جرى لصوتك وكأنك تنتظر خبراً فاجعاً ؟؟
هو : اختاري ما شئت .. فصوتكِ الجميل سيمنح أي أغنية جمالاً أكثر ..
هي : سأغني .. أنساك ..
هو : هل تريدين نسياني فعلاً ..؟
هي : أبو الشباب .. لقد اتصلت لأنني أود التحدث معك ، فلا تعكر الجو واسمع الأغنية .. بكل هدوء !!

"" و أحب تاني ليه .. و اعمل بحبك إيه "" غنت أنساك ... أطربته عندما أضفت جمالاً جديداً لأغنية أم كلثوم .. وكأنها تؤكد حبها له فتعلن أنه من المحال أن تنسى حبه و لا يمكن أن تحب غيره ! .. .. فماذا هي فاعلة بحبه الذي برهنت أنه يسكنها ، يطربها ، يزيدها جمالاً ورقةً !!

هو: الله .. لقد أزداد حبي و تعلقي بهذه الأغنية أكثر ..
هي : أود أن أقول شيء .. و أنا متأكدة منه .. ولكن الخوف يمنعني .. !!
هو : الخوف من ماذا .. ؟
هي : لا أعرف .. كلما فكرت بك .. يراودني شعور غريب ، يخيفني .. لا أعرف ما هو .. !!
هو : تكلمي .. فمنذ زمن و أنا أنتظركِ .. لتسمعينني هذه الكلمة !!
هي : هل تحبني ؟
هو : إن كان مقدراً للحب أن ينتهي من هذا العالم ، سيأتي كل العاشقين إلي ، أتعلمين لماذا ؟
لأمنحهم بعض من الحب الذي أملكه الذي كتب لكِ أنتِ وفقط أنتِ !!
هي : ولكن .. هل نحن فعلاً نتحدث عن ذاك الحب الذي يربط عاشقين معاً ، الحب الذي ينمو بين أثنين ، الذي نقرأ عنه في القصص والأشعار ..!!
هو : نعم ،، إنه الحب الذي جعلك تطربينني في هذه الساعة و كأنكِ في زمن أم كلثوم ، إنه ذاك الذي يجعلنا نتحدث وكأننا جيل القباني أو حتى قيس وليلى ، إنه الحب الذي لا يعترف بزمنٍ أو حدود !!
هي : أتعلم ، إنه أروع إحساس ، مختلف ، عذب ويعذب في ذات الوقت .. و خصوصاً عندما تتوهج فيك اللوعة والشوق للقاء أو حتى لسماع صوت الحبيب , أحياناً أود لو أن لي جناحان فأطير إليك وأجلس أمامك أراقبك وأشبع ناظري من رؤياك حتى بدون أن نتحدث ... حياتي .. هل تعتقد ..
هو : لحظة .. لحظة .. ماذا قلتِ ..!!
هي : ما بالك .. ماذا قلت !!
هو : قبل قليل .. نطقت بكلمة .. لم أحس بجمال موسيقاها إلا هذا الفجر .. سأحتفظ بهذا التاريخ .. للذكرى !!
هي : اليوم التاريخ & 13/02 &
هو : ما أروعكِ .. اخترت اليوم الأنسب لاتصالكِ الأجمل ..
فأعلنتِ شرعياً ولادة هذا الحب .. الذي أرى أنه سيكون أجمل حب ..
هي : وأرى أنه سيكون أعذب حب ،، وسنعذبه كثيراً !!
هو : الحب من يعذب العاشقين والمحبين وليس العكس !!
هي : نحن عاشقين سنقلب النظام و نعذب هذا الحب الجامح !!
هو : كما تشائين ،، فلنعذبه وليعذب كلانا الآخر ,, ولنمضي معاً أجمل عمر ..
هي : هل ستكون زوجاً صالحاً أم كبقية أبناء جنسك ، زوج تقليدي يبتسم لكل فتاة جميلة ! هو : أنا إنسان لا أرضى أن امنح ابتسامتي لأي جمال إلا من مستوى من أحببت ، وبما أنكِ قد احتكرت ذاك الجمال الذي أعشق ، فلا تخافي لن انظر لأي فتاة ، فالحب لكِ والابتسامة لكِ وكل شيء لكِ بعد أن منحتِ قلبي أجمل و أدفأ منزلٍ في هذا العالم .
هي : عمري ... ـأود أ ن ..
هو : ردديها .. فإنها تطربني .. تنسيني أشياء كثيرة مررت بها رغم صغر سني .. ردديها واجعليني أعلو فوق السحاب ..
هي : لا أعرف .. ماذا وجدت فيني ؟
هو : غروركِ النابع من عنادكِ .. كبرياؤكِ الذهبي وشعركِ الغجري .. ثقتكِ بنفسكِ .. نغمات صوتكِ ..أناقتكِ ..ابتسامتكِ .. حسد الناس الذي أراه في عيونهم عندما تختالين أمامهم ..
هي : كفانا الله شر الحساد !!
هو : أتعلمين أنني عندما فكرت يوماً أن الموت حق ، فدعوت الله أن ارحل قبلك ، و لكن عدت عن دعوتي خائفاً أن يعذبك ألم الفراق فدعوت أن ارحل بعدكِ وليعذبني ألم الفراق !!
هي : أحبك أكثر من أي شيء ولن احتمل يوماً بعدك عني ، أنت من منحته كل مشاعري وأعلنت له الحب وفاءً !!
هو : ما أسعدني من إنسان ، لا أعتقد أنه يوجد في هذا العالم من هو أكثر مني سعادة !
هي : أنا أكثر منك سعادة .. ما رأيك !!
هو : أحقاً ... ما تقولين .. أيكون ما تملكين من حب أكثر مما أملك !
هي : للتو قلت أن العاشقين في الأرض سيتجهون إليك .. لتمنحهم بعض من الحب .. فكيف أكون !
تأخر الوقت .. و يجب أن ننهي هذا الحوار .. أحلام سعيدة .. أحبك .. أحبك .. أحبك ..

وقبل أن تغلق السماعة .. أطربته .. فجن .. بآهات " أنت عمري" و " أنا بأعشقك " .. ثم صمتت .. تنتظر منه الكلام !
لم يجب بعدما سمع ما سمع .. خاف أن يعكر صوته على قلبه سماع تلك الترنيمات الموسيقية و أغلق سماعة الهاتف ..
---------------------------------------------------------------

نكمل لاحقاً ....

تحياااااااااتي



 
 توقيع : $بلزاك$

"كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"

" أنوريه دى بلزاك"


رد مع اقتباس
قديم 10-08-2006, 03:50 AM   #33
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية )OPEN~M!ND(
)OPEN~M!ND( غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 163
 تاريخ التسجيل :  Jan 2003
 أخر زيارة : 09-14-2012 (04:27 AM)
 المشاركات : 697 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: بدايتي ..كانت..نهايتي .



بلزاك ........... هل أنت هنا أم هناك ؟
لقد أشتقت إليك وأنقطعت بي السبل ....... ولم أجدك إلا هنااااا
كيف بيروت و صخرة الروشة صخرة الموت أوالعشق أو كلاهما معاً .....؟
أنتظرك،


 
 توقيع : )OPEN~M!ND(


،

إذا أردت التحليق مع الصقور
فلا تضيع وقتك مع الدجاج !


[/CENTER]


رد مع اقتباس
قديم 10-08-2006, 05:08 AM   #34


الصورة الرمزية السااااري
السااااري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4428
 تاريخ التسجيل :  Mar 2006
 أخر زيارة : 10-04-2008 (05:34 AM)
 المشاركات : 507 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مشاركة: بدايتي ..كانت..نهايتي .



ولوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو
مبدع
بكل معاني الابداع
لااجد ما اقوله ولكن
بالفعل مبدع ومتمكن
تسلم
اخوك
السااااااااااااااري


 
 توقيع : السااااري



رد مع اقتباس
قديم 10-09-2006, 09:16 PM   #35
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية $بلزاك$
$بلزاك$ غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 190
 تاريخ التسجيل :  Jan 2003
 أخر زيارة : 07-09-2009 (12:25 AM)
 المشاركات : 619 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مشاركة: بدايتي ..كانت..نهايتي .



)OPEN~M!ND(
مرحباً سيدتي العقلية المتفتحة ..
مرحباً "صاحبة السمو" بـ عودتكِ لبني عمرو ..
رغم المهام والألقاب إلا أن الوفاء طبعكِ وديدنكِ ..
أنا هنا و هناك !!
باقات من الورود لحضوركِ ...
*****

الساري ..
شكراً لك سيدي واتمنى متابعتك
فهي تشريف و دافعاً للكتابة ...


تحياااااتي .......



 
 توقيع : $بلزاك$

"كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"

" أنوريه دى بلزاك"


رد مع اقتباس
قديم 10-09-2006, 09:23 PM   #36
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية $بلزاك$
$بلزاك$ غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 190
 تاريخ التسجيل :  Jan 2003
 أخر زيارة : 07-09-2009 (12:25 AM)
 المشاركات : 619 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مشاركة: بدايتي ..كانت..نهايتي .




المكان :" في بقعة من هذا العالم "
الزمان :" قبل أن تنتهي الأزمنة "
________________________

هي : صباح الخير ..
هو : أهلا بأجمل صباح .. أهلاً بمن اشتقت لها
هي : إنني على خصامٍ معك و لن أرض حتى تعدني أنك ستنفذ ما أريد !
هو : ما بالك .. ما الذي حدث ؟
هي : حدثني النور ، ووضح لي أنك لم تعد مهتماً بدراستك ، وأنك دائم في غرفتك بين الأشعار والأحلام ؟
هو : ما أرق هذا النور ، ما أوفى هذا الصديق .. أتعلمين أنه غضب مني في ذاك اليوم عندما تحدثنا عن الحب ؟
هي : لماذا .. ؟
هو : ناديته بـ "كاتم الأسرار" .. وأنه "ساعي بريد" .. و ساعي البريد عادةً يجهل ما يحمل من بريد ؟
هي : هل جننت كيف تسمع أعز أصدقاؤك هذا الكلام ؟
هو : كنت أمازحه ، حاولت تغيير الموضوع حيث كان يتحدث عن الدراسة ومللت حواره ؟
كنت أود أن نتحدث عنكِ و عن الحب الذي أعيشه والفرح الذي يضمني ؟
هي : و هل تحاول أن تغير الحوار معي أيضاً .. لن أصالحك حتى تعدني ؟
هو : حسناً لك مني وعداً أن أدرس ،، هل ارتحت الآن ؟
هي : لقد اشتقت لك كثيراً .. ولولا أنك في فترة اختبارات لاتصلت بك كل ساعة بل كل ثانية ؟
هو : كل عام وأنت بخير .. الشهر المبارك سيحل بعد يومين إن شاء الله .
هي : وأنت بألف خير ..
هو : شهر رمضان جميل في كل مكان ..
هي : أرجوك حبيبي اهتم بدراستك ، لا أريد أن أكون سبباً في ابتعادك عن الدراسة ؟
هو : لا تخافي ، وإلى الملتقى ..

اليوم الأول .. وكالعادة .. إفطار الكثير من الأقارب في بيت والده ، ما أجمل أمسيات رمضان .. يلتقي هو وأصدقائه .. بعد صلاة العشاء .. في حديقة الحي .. قلة منهم من كان يحضر صلاة التراويح والأغلبية كانوا يركضون بعد الإفطار مباشرة للاختفاء وسط شجيرات الحديقة التي تتوسط الحي .. يتوارون عن الأنظار .. ويشعلون سجائرهم من بعضهم البعض .. يطفئون عطش النهار بدخان جمر من نار !

كان صاحب الدكان " أبو احمد " عجوزاً تقياً .. يبدأ عمله بعد صلاة التراويح .. اعتاد هذا العجوز رحمه الله أن يمر من وسط الحديقة ليرى هؤلاء المراهقين وكانوا يختفون خلف الأغصان .. لكي لا يراهم يدخنون .. و يمنعهم من دخول البقالة .. مع أنه يبيع علب السجائر في دكانه الصغير . !!

وفي بداية مساء .. والشمس ترسم خيوط غروبها اللامع .. قبل موعد الإفطار خرج إلى الحديقة ..يحرك الدقائق الثلاثون الباقية على الإفطار .. و إذ به يراها عائدة من بيت عجوز فقيرة بالحي لا تبعد عن منزلهم كثيراً .. كانت مسرعة الخطى نحو منزلها .. فاتجه إليها ..
يملأه الشوق الذي لا ينتهي .. وقف أمامها مرحباً .. وكانت متوترة .. يملأ الغضب عينيها .. !!
هو : ما بكِ مستعجلة .. هل هناك شيء ..
هي : لا شيء .. إنني ذاهبة إلى المنزل .. ولا أريد أن أتأخر ..
هو : سأرافقكِ ..
هي : ليس هناك ضرورة لأن ترافقني .. ثم أود منك أن تنسى كل شيء ..
هو : ماذا تقصدين .؟؟
هي : الأفضل النسيان ..


ذهبت مسرعة وبقي كجثة بلا حراك .. هذه حديقته التي نصبوه فيها زعيماً .. قد تحولت إلى غابه مخيفة ، أنكرته زعيماً بعد أن شهدت أوراق شجيراتها على الإعلان الأخـير .. وتلك هي الزهرة التي لا تذبل .. قد ذبلت اليوم في يومٍ ربيعي ماطر .. !!
لم يصدق .. ما سمع من كلمات .. بل كلمتين .. ( الأفضل النسيان ) .. بدأ يسأل الرصيف الذي كان يمشي عليه إلى جانبها ..
راح يسأل جدران المنازل المحيطة .. وأوراق الشجر التي اصفرت فجأة كأن الزمان خريفاً و ليس ربيعاً .. !!

لجأ إلى الصديق الصدوق .. إلى النور .. محتاراً بما سمع .. ناداه .. صرخ به .. ما الذي حدث .. وكيف تنطق بكلامٍ كأنه خنجرٍ غرس في ظهره .. حاول الصديق النور أن يخفف من وطأة ما قالت .. منبهاً إياه أن جميع نساء الحب .. يمرن بمرحلةٍ ما يجربـن قوة الحب لدى من يحبهن ، والممكن أن تكون زهرته لجأت لهذا الأسلوب لتتأكد من حبه .. !!
لم يقتنع .. فـ صديقه لم يرى عيني زهرة السوسن كيف كانتا تنظران إليه عندما نطقت بجملتها المخيفة .. !!
لم يرى كم كانتا تحملان من الحزن والندم والقهر .. فلا يوجد في هذا العالم من يستطع أن يفسر لغة عيون المحب سوى قلب حبيبه !!
نعم عندما تحدثت إليه قبل قليل .. كان كلامها نابعاً من عينيها .. كانت تخاطبه بلغة لا يفهمها إلا هو .. كانت حبيبة جريحة !!
ولكن مما .. ؟ .. فهو لم يخطئ .. فما الذي حدث .. ولماذا اتخذت الزهرة الفتية هذا القرار ؟
أمضى أول الليل في حديقته مع صديقه .. وأكمله وحيداً .. حتى شروق شمس الصباح .. !!
كانت الليالي تمر عليه ثقيلة يابسة رغم قطرات السماء الجميلة التي كانت تغازل وريقات الشجر في الحي !
ما عاد يذهب إلى عمه ويرافقه إلى المسجد المجاور لمنزله .. ما عاد يجتمع مع صحبته تحت الشجر .. لم يعد يهتم بدارسته !!

جاء احد اصدقائه .. يسـأله عن سر ابتعاده عن المجموعة .. يحاول أن يساعده .. قال له : ألسنا أصدقاء منذ سنوات .. ألم تقف معي في كل مشاجرة ولا تسألني من المخطئ إلا بعد أن نشبع الطرف الآخر ضرباً ..
حاول لأيام أن يفهم .. ولم يجب صديقه .. وكان يغير الموضوع .. فهو جنوبي قروي .. لا يمكن أن يقول أنه عاشق !!
-----------------------------------

نكمل .. تحياااااااااتي


 
 توقيع : $بلزاك$

"كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"

" أنوريه دى بلزاك"


رد مع اقتباس
قديم 10-10-2006, 01:55 AM   #37
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية $بلزاك$
$بلزاك$ غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 190
 تاريخ التسجيل :  Jan 2003
 أخر زيارة : 07-09-2009 (12:25 AM)
 المشاركات : 619 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مشاركة: بدايتي ..كانت..نهايتي .



وبعد واحد وعشرون يوماً .. و في الليلة الثانية للعيد .. شاركه في سهرته (مشاهدة فلم على الفيديو) اثنان من أصدقائه ، فـ والده غادر مع والدته وعمه إلى الرياض .. لحضور مناسبة زواج أحد الأقرباء هناك .

خلال السهرة .. كان الهاتف يرن كل دقيقة .. وكانت الخادمة ترد عليه ولا أحد يجيب .. !!
طلب من الشغالة أن تأتيه بجهاز الهاتف الموجود في الصالة !
مرة أخرى يرن الهاتف .. وكان أن رد أحد الموجودين ولم يجب أحد أيضاً .. فنظر إليه صديقه مبتسماً بلهجة نجدية : ( أقول .. قم بس رد وقل للملقوفة هذه تتصل بعدين .. ألين يخلص الفيلم .. أنت ما تمل من هـ البنات . )
ابتسم وطلب منه أن يفصل السلك لكي يرتاحوا من رنينه .. وراح الثلاثة يتابعون الفيلم ..
شعر بملل .. وخرج من الغرفة متوجهاً إلى القسم الثاني من المنزل ولاحظ أن أخواته والخادمة نيام ..
كانت الساعة تقترب من الثالثة فجراً .. ولا يسمع سوى صوت الأشجار التي تراقصها ريح الشتاء ، وصوت التلفاز في الجانب الآخر من المنزل .. عاد إلى الغرفة وعاتبه صديقاه على تركه لهم .. !! جلس خلف احدهم يحاول إزعاجه ليكسر الملل المفاجئ ..
فتارة يضغط على كتفه وتارة يغمض عينيه .. وصديقة يطلب أن يتركه يتابع الفلم .. !!
التفت إلى الهاتف المسكين .. كأنه يناديه أن يدفئه بحرارة السلك .. تذكر رنين الهاتف .. وتسائل عمن يتصل في هذه الساعة ولا يجيب ..؟ كان لرنين الهاتف نغم مختلف .. فقام بوضع السلك في الجدار .. غير واثق من أنه سوف يسمع رنينه مرة أخرى ..!
وما أن تسللت الحرارة إلى الجهاز حتى راح يغرد .. أمسك السماعة بيده .. لم يستطع سماع الصوت الخافت .. بسبب التلفاز ..
لم يعرف من الذي يتصل .. لم يميز الصوت ولكن شيء ما طلب منه أن ينتقل بالهاتف إلى غرفة أخرى .. !!
ذهب مسرعاً كأنه يحمل بين يديه قطرات ماء خائف من أن تنساب من بين أصابعه !
قام بإيصال السلك مرة أخرى .. في جدار جديد .. وجلس على الكرسي الأقرب ..

هو : نعم .. ألو ..
هي : ما بك .. أين ذهبت ؟
هو : هل هناك شيء ..؟ .. أكل شيء على ما يرام ؟
هي : نعم لا تخف .. فقط اتصلت لإلقاء تحية العيد .. ألسنا في أيام عيد ؟
اسمع لا أعرف كيف أبدأ الحديث ولكن ..

كان يرتجف .. نعم يرتجف كأنه يقف وسط المطر عارياً .. طلب منها الانتظار قليلاً .. فاتجه يرتجف إلى غرفته وارتدى فرائه الأسود .

هي : ما بك .. ؟
هو: لا أعرف .. أشعر بالبرد
هي : اطلب منهم أن يعدو لك كوباً من الشاي ..
هو : الكل نائم ،، لن أسامحك على ما فعلتيه بي في ذاك اليوم .. !!
هي : منذ اللحظة التي حدثتك فيها عن ضرورة نسياني وأنا أبكي حتى وصلت سريري .. ولم أخرج من غرفتي خلال عطلة نهاية الأسبوع !!
هو : شاهدتكِ أمس في العيد ، رأيتكِ حزينة ..
هي : كنت أتوقع أن تبدأ بتحية العيد ولكنك تجاوزتني مع أنني كنت مع من ألقيت عليهم التحية ، خرجت من الصالة إلى الغرفة الخلفية في ذاك المنزل وبكيت كثيراً .. رغم تعبي .. وانظر النتيجة .. صوتي بالكاد يسمع .. !
هو : إن لصوتك في كل أشكاله ، نغمات موسيقية رائعة .. أتعلمين أنني لا زلت أرتجف ..!!
وواصل الحديث .. لا أعلم فجأة بعد أن طلبت من أحد الموجودين معي في المجلس بأن يفصل سلك الهاتف ، ثم قمت بنفسي وأحضرت الهاتف وصرخت به أرجوك لن أغلق الخط .. أحسست أن من يتصل كل لحظة يريد أن يحادثني ، فكانت أجمل نغمات صوتية أسمعها اشتقت لكِ كثيراً .. سامحكِ الله كيف استطعتِ أن تصبري على هذا البعد طوال هذه المدة !!
هي : ومن قال لك أنني استطعت الصبر .. بعد يومٍ من لقاؤنا في الحديقة .. كنت كلما أحاول الاتصال بك يأتي شيء غريب فيمنعني .. ثم أنني حسبت أنك من سيتصل .. !!
هو : فضلت عدم الاتصال حتى اعرف ما الذي حدث .. وقد اتصلت أمس في صباح العيد فلم تجيبي وعندما حضرت للمنزل عرفت أنكِ في المنزل الكبير منذ الصباح الباكر ..
هي : أتعلم أنني هربت منك .. علمت أنك سوف تحضر ففضلت ألا أكون في المنزل !!
هو : تهربين من لقائي! وتبكين لأنني لم ألقي بتحية العيد عليكِ .. !! ما بالك حبيبتي .. أتحاولين أن تختبري قوة حبي بعد كل هذه المدة ؟
هي : أحبك .. ولن أسمح لأي كائن أن يوهمني بعد اليوم ..
هو : من الذي حاول أن يزرع الشك بيننا ..
هي : لننساه و ليعاقبه الله .. ولندعو أن يمنحنا الله القوة لنبقى معاً.. .
هو : حبيبتي كم أحبك ، وأود لو أنني أمامك الآن .. أقسم لأشجونا بأشعارٍ لم يقلها أي عاشقٍ ولا حتى ابن الملوح
هي : تعال في عصر الغد ، ولنخرج معاً فترافقني إلى بيت صديقتي .
هو : لكنني لن أستطيع المكوث معكِ في بيت صديقتكِ
هي : ومن قال أنك ستمكث ولو لحظة ، فأنت سترافقني في طريق الذهاب والعودة فقط !!
هو : حسناَ إلى لقاء الغد .

لم يكن أحد غير صديقه النور يعلم أنه عاشق حتى الثمالة .. كم تمنى أن يكون النور معه في هذه الساعة .. !!
راح يركض إلى صديقيه وأقسم عليهم ان يبقوا معه .. كانوا ينظرون إليه باستغراب شديد .. كان يقفز يريد أن تلامس يديه سقف الغرفة , فتح المكتبة .. وجاء بشريط فيلم لعبد الحليم حافظ .. وراح يستمع لحوار الحب وأغاني العندليب .. شارفت الساعة على التاسعة صباحاً وكان الاثنين قد ناما منذ الساعتين . .
كان مستلقياً على أريكة في شرفة المنزل التي تطل على الحديقة .. ما أجمل ورق الشجر .. حين تلمع عليه قطرات الندى ..
لأول مرة يرى في الأرض منظراً يشبه السماء ولمعان نجومها
طلب من الخادمة أن تأتيه بإفطاره .. فقد قرر أن يتناوله في هذه الشرفة على صوت العصافير وكأنها تعزف له لحن السعادة ..
كان من ضمن التعليمات التي تركتها والدته مع الخادمة أن يكون عصير البرتقال الطبيعي وأكواب الحليب بديلة للشاي .. لم يكن يلتزم بتلك التعليمات من قبل ..
إلا هذا الصباح .. بدأ إفطاره بكوب الحليب وأنهاه بكأس البرتقال .. بل أنه طلب كأساً أخرى .
استغربت الخادمة .. فلم تعتد منذ أسابيع ثلاثة على ما تراه هذا الصباح .. فأخبرت أخته الكبرى التي جاءت ومعها فنجان قهوتها التركية وجلست بجانبه على الأريكة .. مستغربة في نظراتها هذه الابتسامة الصباحية التي كانت قد غابت منذ فترة .. وطلبت منه أن يذهب إلى النوم .. فهذه أول مرة تجده يصل الليل بالنهار وأشعرته أنها غاضبة !
ما أجبره على الذهاب إلى سريره أنه يجب أن يرافق حبيبته في الرابعة عصراً إلى منزل صديقتها .. فطلب من الجميع أن يعملوا على إيقاظه في الثالثة ظهراً .. والتفت إلى اخته : اسحبِ بي من سريري مثلما تفعلي حين توقظيني للمدرسة !
لم ينم .. طويلاً .. ففي الثانية ظهراً استيقظ .. وغادر المـنزل إليها.........
-----------------------------------------

نكمل لاحقاً ....

تحياااااااااتي




 
 توقيع : $بلزاك$

"كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"

" أنوريه دى بلزاك"


رد مع اقتباس
قديم 10-10-2006, 02:39 AM   #38
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية دواس علف
دواس علف غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 715
 تاريخ التسجيل :  Jan 2004
 أخر زيارة : 05-01-2007 (11:17 PM)
 المشاركات : 116 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: بدايتي ..كانت..نهايتي .



بلزاك ما اروعك حين تلامس عواطفنا
بل انك اقتحمتها بكلامك
ما اجمل سردك وصياغته
الله عليك فقد سرحت معك بعقلي وقلبي
ولم تكتفي بتفتيح الجراح بل اصريت على ان تعذبنا بالانتظار لتكمل لنا تعذيبنا0
ما اروعك بلزاك
انا في انتظارك


 


رد مع اقتباس
قديم 10-10-2006, 09:41 PM   #39
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية )OPEN~M!ND(
)OPEN~M!ND( غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 163
 تاريخ التسجيل :  Jan 2003
 أخر زيارة : 09-14-2012 (04:27 AM)
 المشاركات : 697 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: مشاركة: بدايتي ..كانت..نهايتي .



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة $بلزاك$
)OPEN~M!ND(
مرحباً سيدتي العقلية المتفتحة ..
مرحباً "صاحبة السمو" بـ عودتكِ لبني عمرو ..
رغم المهام والألقاب إلا أن الوفاء طبعكِ وديدنكِ ..
أنا هنا و هناك !!
باقات من الورود لحضوركِ ...


لتعلم سيدي أن لا الألقاب ولا الأماكن سوف تبعدني عنك
وعن جمال ماتكتب . . . هات لنا بالمزيد ولاتبخل


 
 توقيع : )OPEN~M!ND(


،

إذا أردت التحليق مع الصقور
فلا تضيع وقتك مع الدجاج !


[/CENTER]


رد مع اقتباس
قديم 10-11-2006, 02:53 AM   #40
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية $بلزاك$
$بلزاك$ غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 190
 تاريخ التسجيل :  Jan 2003
 أخر زيارة : 07-09-2009 (12:25 AM)
 المشاركات : 619 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مشاركة: بدايتي ..كانت..نهايتي .



عزيزي/ دواس علف

ابعد الله عنك عذاب الدنيا والآخرة
الشكر يتمنع خجلاً أمام حروفـــك
و لطف عباراتك ..

كل التحايااااااا لشخصكم الكريم
-----------------------------

)OPEN~M!ND(

مهما كتبت من عبارات الشكر والتقدير لن توفيكِ حقكِ
سيدة الكل ..
مكان يتشرف بحرفكِ ينجلي عنه الألم المصاحب لكل حرف
اضعه هناااااا

كـ وني بخير



 
 توقيع : $بلزاك$

"كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"

" أنوريه دى بلزاك"


رد مع اقتباس
قديم 10-11-2006, 03:08 AM   #41
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية $بلزاك$
$بلزاك$ غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 190
 تاريخ التسجيل :  Jan 2003
 أخر زيارة : 07-09-2009 (12:25 AM)
 المشاركات : 619 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مشاركة: بدايتي ..كانت..نهايتي .



المكان :" في بقعة من هذا العالم "
الزمان :" قبل أن تنتهي الأزمنة "
-------------------------------------------

هي : مرحباً ، حضرت مبكراً
هو : أليس الآن موعد الذهاب ؟
هي : أنت تعلم أنه بقي للموعد ساعتين ..
هو : لم احتمل الانتظار .
هي : لقد أعددت بعض الشاي ، أتود أن تشرب معي ؟
هو : وهل سأجد أجمل من كوب شاي مع أجمل حبيبة ؟
هي : أرجوك إن الجميع في الصالة و لسوف يسمعونك .
هو : لقد اقتربت الامتحانات ويجب أن تعوضي ما فاتكِ في العام الماضي ، و إن كنتِ بحاجة لأي مساعدة سأكون جاهزاً !!
هي : إلا أنت ... إن احتجت أي مساعدة في دراستي سوف اطلبها من غيرك ، فـ الدراسة معك مستحيلة ، وسنفشل معاً !!
هو : لماذا ؟ سوف اقترح على أبويكِ أن أحضر إلى هنا لأدرس وأراقب دراستكِ .!!
هي : لن ننجح .. !! ولن تقترح شيء وإن اقترحت فلن يوافق أحد على ذلك .. فلا تضيع وقتك !!
هو : وكيف سأراكِ ؟
هي : سوف أزوركم في نهاية كل أسبوع .
هو : حرام عليك .. أتتحملين بعدي أسبوعاً كاملاً ؟
هي : لو كان الأمر بيدي لما ابتعدت عنك ، ولكن يا حبيبي يجب أن نكون واقعيين ، فنحن ما زلنا طلبة علم وعلينا الاهتمام بدراستنا وخصوصاً أنت ، فلديك من لا يلاعب على هذا الأمر .!!
هو : سوف نتحادث هاتفياً كل يوم ، موافقة !!
هي : موافقة ..
هو : ألم يحن وقت الذهاب إلى صديقتكِ ؟
هي : نعم وأنا جاهزة الآن !!
هو : أتعلمين .. أود لو نكبر بسرعة هذه الرياح فنصل إلى عمر العشرين ، ونبدأ حياتنا معاً !!
هي : نحن ولدنا معاً .. وأمضينا سنوات طفولتنا معاً .. ونحن الآن في بداية عمر الشباب معاً ..
فلماذا تريدنا أن نكبر بسرعة ونحن دوماً معاً ..
هو : أتحبين الرسائل ؟ .. أود لو نبدأ في المراسلة .. فيكتب كلاً منا ما يريد ويعبر عما في داخله اتجاه الآخر ..
فالإنسان عندما يكتب ، يبدأ في نسيان كل شيء محيط به ، فقلبه هو الذي يكتب ومشاعره هي التي تملي عليه ما يكتب !!
هي : أعلم .. وأحياناً كثيرة أود الكتابة إليك .. ولكن لقاؤنا المستمر لا يسمح لي بالكتابة !! هو : أما أنا فأكتب .. و قد كتبت قصيدة في أبها ..؟
هي : في أبها .. وكيف ولم تذهب إليها سوى مرةٍ واحدةٍ !!
هو : أشتاق لها .. رغم أنني لو وضعت فيها لضعت في شوارعها ، أتذكرينها في الصيف الماضي عندما زرناها .. ؟
هي : بالطبع أذكر .. أتذكر ليلة وصولنا ..؟
تمنيت لحظة رأيتك أمام ذاك المنزل في المساء مع البقية .. تجلسون أمام الخيمة البيضاء أن نطير معاً إلى هنا .. إلى حيث ذكريات طفولتنا وصبانا .. تمنيت لو أرافقك الطريق عندما أخبرنا والدي أنكم ستغادرون في الغد .. لم أكن أعرف من الأقرباء في أبها سوى القليل ولكنني كنت أحس أنني أعرف كل من فيها ..
أتعلم اشعر كأن أبها مكان ولادتنا .. وأشتاق إليها كثيراً ..
هو : أقسم لولاكِ لرحلت لـ أبها ، ولعشت فيها بقية عمري !!
لا أعلم لماذا لم يستقر والدينا ومن معهم في الجنوب كبقية أهلنا .. !!
ولكنني أتوقع أنه في يومٍ قريب سنجتمع كلنا في ديار أجدادنا ، فنعيش معاَ وكم أتمنى أن لا يطول ذاك اليوم فيأتي سريعاً !
هي : بعد أن عدنا من رحلة أبها ، سمعت والدتي ووالدتك يتحدثان عن بناء منزل جديد في الجنوب ، وهذا يعني أنهم بدؤوا التفكير في ما نتمناه ..
هو : أحس بذلك ..
هي : ولكن سأشتاق لصديقاتي ومدرستي !!
هو : أنا سوف أشتاق لحديقتي والمزرعة الجميلة .. وصوت العصافير في أول الصباح .
سوف أشتاق للزاوية الشهيرة .. ومنزل السور الأبيض حيث اعترفت لكِ بحبٍ يسكن جسدي و قلبي وأيامي !
هي : تشتاق للزاوية من أجل مدرسة البنات ... نعم ما زال لدي صديقات وقد تحدثن عنك وعن أصدقاؤك !!
هو : ولكننا لم نضايق أي طالبة ، لا من بعيد أو قريب ..
هي : هل تعلم أن هناك معجبات بك و ببعضٍ من أصدقاؤك ..
هو : من ؟ من ؟
هي : لن أقول.. .. ولن تعرف مني شيء !!
هو : حسناً هذا هو المنزل وسوف اتصل في السابعة مساءً إن لم تتصلي أنت قبلها !! سأكون في بيتنا أو في بيتكم ؟؟
هي : إلى اللقاء ولا تتأخر عن السابعة ..

.. وفي الموعد قرع جرس الباب .. فاستقبلته (صديقتها) .. متسائلة إذا ما كان يود تناول الكيك الذي صنعته والدتها وألمحت له أن أبيها موجوداً في المنزل .. فهي تعلم أن "البدوي- القروي- القبلي" لا يدخل بيتاً لا يكون فيه رجل ..!!
شكرها معتذراً عن قبول الدعوة .. وأستأذنها أن تنادي زهرة السوسن ..

هو : مرحباً .. هل أنتِ مستعدة ؟
هي : أهلاً .. ما شاء الله ما هذه المواعيد .. قلت في السابعة و اتصلت .. ثم قلت أنك ستحضر خلال عشر دقائق و فعلت !!
هو : وهل عندي أهم منكِ .. وكيف سأخلف موعداً قطعته و لمن .. .. لكِ أنتِ .,, ؟؟
هي : علينا أن نذهب إلى السوق .. فقد وعدت من في المنزل أن نحضر لهم بعض الحلويات ؟؟
هو : ولكنني.. لا أحمل نقوداً تكفي ؟ لماذا لم تقولي هذا من قبل !!
هي : سوف أعطيك بعض المال كدينٍ ترده متى ما شئت ؟ ثم أنهم اتصلوا بي من المنزل وطلبوا ذلك ؟
هو : لا .. سوف نجعل طريقنا إلى منزلي أولاً .. لأحصل على النقود ونذهب من هناك ..؟
هي : سوف يشاهدنا والدك ويرسلنا مع السائق ، فلنذهب لوحدنا ومعي نقود تكفي !!
هو : حسناَ أتودين أن نذهب بسيارة أجرة ؟
هي : ما زال الوقت مبكراً .. لنمشي قليلاً ..
هو : من الأشياء الجميلة في هذه المدينة أن تمشي في منطقة (الـ.....) متجهة إلى داخل السوق .. فذاك الطريق تكسوه الأشجار والهدوء .. وهو جميل جداً
هي : كما تشاء .. حتى الطريق تريد أن يكون أكثر رومانسية ..
هو : بل أريده أن يفخر أن أروع عاشقين مشيا معاً من خلاله .. فيزداد جمالاً .. وإشراقاً .. وغروراً
هي : لنذهب الآن .. ما أجملك عندما تتحدث في الخيال .. ولكن خيالك يخيفني دائماً .. فلنذهب ..
هو : سنذهب إلى محلٍ أعرف صاحبه .. ولديه حلويات جميلة ، إنه في منتصف السوق ؟
هي : ولماذا ذاك المحل .. إنه بعيد .. على مقربة منا محل جيد نستطيع شراء ما نريد منه ونعود إلى المنزل ..؟
هو : سأكون صريحاً .. أود أن أطيل الطريق .. ثم أنني لن أسمح أن تدفعي الفاتورة وأنا معكِ .. ماذا سيقول صاحب المحل ؟
هي : حبيبي أرجوك لا نريد أن نتأخر .. ثم أنه في منتصف سوق المدينة ازدحام كبير وسنتأخر أكثر ..!
هو : من هناك سنعود بسيارة أجرة .. فلا تعارضينني .. أرجوك ..
هي : حسناً أوافق بشرط .. أن ادفع المال أنا .. فليس هناك فرق بيني وبينك وإن شئت سأعطيك المال هنا قبل الوصول وتدفع أنت !!
هو : ماذا افعل بكِ .. وبهذا العناد المسيطر على تصرفاتكِ ؟
هي : لا شيء .. لا توافق إن كنت مخطئة .. وعليك أن تتخلص من أن الرجل هو كل شيء .. فنحن نستطيع أن نتصرف يا سيدي في كثير من الأحيان ..
هو : لكِ ما شئتِ .. ولكن تعلمين أن هذا في دمنا و لن نستطيع العيش بدونه .. الرجل رجل والمرأة امرأة
هي : لا أعارضك .. ولن نحل محلكم .. وسنبقى في حاجة دائمة لكم .. ولكننا نود أن نجسد شخصيتنا في أشياء من السهل أن نقوم بها .. فالمرأة يا حبيبي لا تريد سوى حرية تقبل بها أنت .. وتقتنع هي بها !!
هو : المرأة اليوم في حالٍ أفضل من الأمس بكثير .. ولا أعتقد أنها تحتاج أكثر.. فهي تعمل وراح تقود سيارتها وتخرج بكل حرية وتسير بكل أمان . .
هي : أتقبل أن أقود السيارة .. أتقبل أن أعمل .. أتقبل أن أذهب إلى صديقتي فأرافقها إلى السوق لوحدنا ..؟؟؟
هو : من ناحية العمل فلا مانع لدي أبداً .. وأما السيارة فأنت تعلمين أن وضعنا يختلف عن بقية أهل المدينة .. فنحن لا نقبل أن تقود بناتنا السيارة أو أن تسافر لوحدها إلى مدينة أخرى ..
هي : لأنك جنوبي وإلا لأنك سـعودي ..!! .. على أي حال أعتقد وبما أنكم معشر الرجال قد وافقتم أن تخرجوننا من بيوتنا إلى العمل بعد اعتراض دام لسنواتٍ طويلة ، سيأتي اليوم الذي توافقون على أن نقود السيارة .
هو : إذا كنت تسألينني عن ذلك اليوم سوف أعارض .. لكن لا أدري إن جاءت ابنتي في الغد هل سأبقى معارضاً أم سأوافق !؟
هي : صدقني أكاد أجزم أنك ستوافق .
هو : هذا هو المحل .. ما نوع الحلويات التي تريدين ؟
هي : أريد من هذا .. وهذا وذاك .. وتشكيلة من هذا أيضاً .
هو : لن تدفعي الحساب !
هي : واتفاقنا .. !!
هو : أحياناً .. يضطر الإنسان لأن ينقض الاتفاق من أجل مبدأ !!
هي : حتى لو كان هذا المبدأ خطأ ؟ .. ثم لماذا وافقت من البداية .؟
أنتم دائماً هكذا .. تتحدثون بأي شيء وفي النهاية تنفذون رغبتكم ! !
هو: لنذهب الآن .. فقد تأخر الوقت ..!!
هي : والحساب من سيدفعه .. ؟
هو: سآتي في الغد و ادفع له .. فهو يعرفني .. أنا زبون دائم لديه !!
هي : حسناً .. لنذهب ، ولكن لن أعقد معك أي اتفاقٍ حتى تقسم أنك ستلتزم به !!
هو: هناك اتفاقات لا تحتاج لقسم .. إن كانت مبنية على أساس رغبة الإنسان الذي يعقدها ..
هي : بدأت بفلسفتك التي لا أقوى عليها .. فدعنا من حوار الاتفاقات ولنستقل سيارة الأجرة .. فهل ستدفع غداَ لصاحب السيارة !!
هو : لا سنوصلكِ إلى بيتكِ .. ثم اذهب به إلى بيتنا وهناك ادفع له ..
هي : لديك حل دوماً لكل شيء .. !!
هو: حسناً هذا هو البيت .. في رعاية الله
هي : يا عم ليس معه نقود .. مع السلامة .. أراك غداً ..


ويتحرك به سائق السيارة العجوز .. وهو ينظر إليها كالريم التي لا تخشى سهم صياد .. ثم ينظر إليه وهو في المقعد الخلفي يراقبها كيف تجتاز وسط الحديقة بكل شموخ وجمال : وفقكما الله يا بني !
يجيب السائق بابتسامة .. امتزجت بغضب ٍ وشكرٍ وأيضاَ .. خجل !!!

نتابع ..... تحياااااااااااتي




 
 توقيع : $بلزاك$

"كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"

" أنوريه دى بلزاك"


رد مع اقتباس
قديم 10-11-2006, 03:32 AM   #42
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية $بلزاك$
$بلزاك$ غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 190
 تاريخ التسجيل :  Jan 2003
 أخر زيارة : 07-09-2009 (12:25 AM)
 المشاركات : 619 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مشاركة: بدايتي ..كانت..نهايتي .



\
/
كان أن عاد والده ووالدته من الرياض ، وبقي عمه هناك لمتابعة الرحلة العلاجية التي قرروا له أثناء مراجعته لمستشفى الملك فيصل التخصصي عمه الذي سافر قبل أيام قليلة وقد أوصاه بعائلته في غيابه وإلا يقوم بأي عمل يغضب الزعيم .. مما يعني زيادة الاهتمام بالدراسة !

أوصاها أن تبقى قوية كما رباها ، وأن تهتم بدراستها وأخواتها الصغار ، ألا تغضب والدتها .. !!
وطلب منهما معاً ، أن يتصلا به هاتفياً إن احتاجا أي شيء .. من الرياض قرروا أن يسافر إلى أمريكا ..

هو : ما الذي جرى لكِ ، عهدتكِ قوية ومؤمنة .. لماذا تبكين ؟
هي : لماذا طلبوا منه أن يسافر .. لماذا ؟
هو : لقد اتصلت بهم في الرياض وعرفت أن رحلة أمريكا لإجراء تحاليل طبية للتأكد من أن التحاليل التي كانت في الرياض سليمة وإن شاء الله سنحتفل بعودته كما احتفلنا به عندما عاد من رحلته العلاجية في أوربا !
هي : لا أعرف منذ يومين وجدت والدتي تبكي .. ولما سألتها لم تجبني وذهبت إلى غرفتها ولم تخرج سوى في اليوم التالي !!
هو : أحياناً الإنسان يبكي من لا شيء .. فما بالك وزوجها بعيد عنها في رحلةٍ علاجية وهي رحلة وقائية لا أكثر
هي : إنني خائفة .. خائفة كثيراً .. ألا أراه مرة أخرى .. خائفة أن افتقده .. وأبقى وحيدة ..!!
لقد تحدثت مع والدتي بضرورة السفر إليه .. يجب أن نكون بجانبه .. فيزداد قوة بنا !!
هو : ما بالك .. ما هذا اليأس .. تتحدثين وكأنه يصارع الموت .. هل جننتِ .. أقول لكِ أنها رحلة وقائية !
هي : سأدعو له ليل ونهار .. سأدعو بأن يعود إلينا سالماً معافى .. ويضمنا بابتسامته من جديد .. في المكالمة الأخيرة كان يضحك معنا ويداعبنا كأننا أمامه .. وكلما انتهت المكالمة تغيب والدتي في حجرتها فتبكي .. حتى في صلاتها تبكي ؟
هو : سأذهب الآن إلى المنزل وإن احتجتم لشيء .. اتصلي بي .. ولا أريدكِ أن تبكي ففي البيت أطفال صغار .. ويجب أن تكوني عون والدتكِ في الاهتمام بهم ..!!
هي : إلى اللقاء .. !!

خرج من المنزل .. كان جاهلاً أنها تعلم كل شيء عن حالة والدها الصحية .. لم يجازف ليخبرها بما يعلم خوفاً عليها وكانت تحجب عنه ما تعلم خشيةً عليه لأنها تعلم مدى الحب الذي يسكنه اتجاه والدها .. !!
صار يأتي كل يوم إلى بيت عمه .. يحمل الألعاب للصغار أنواع الحلويات والعصائر .. كان يمضي ساعات في مداعبة الصغار .
لم يكن يريد لهم أن يشعروا بغياب أغلى الرجال إلى قلبه .. بل أنه كان يؤنس نفسه بوجودهم فيتناسى غياب عمه ..!! هذا العم الذي طالما قام بحمايته من غضب الزعيم ..
اتصلت به قبل موعد النوم .. كما تعودا

هي : مرحباً .. لقد قررت والدتي السفر ..
هو : هل ستذهبون جميعاً ..
هي : لا الصغار فقط سوف يرافقونها .. اتصل عمي الكبير من الرياض وطلب منها أن تحضر لترافق الوالد إلى أمريكا ..
هو : أود لو نرافقهم فنقضي معهم أياماً جميلة في أمريكا ..
هي : سأذهب إلى هناك .. لن أبقى هنا ووالدي بعيدان عني .. لن أبقى هنا !!
هو : سمعت أن والدي سوف يرسلكم إلى الرياض بعد انتهاء الدراسة ..
هي : لا أعتقد أنني سأنتظر حتى نهاية الدراسة .. سوف اتصل بوالدي واطلب منه أن يسمح لنا بمرافقته .. !!
هو : لقد تحدثت معه في الرياض .. وقد سألني عن دراستي و طلب مني أن أنجح .. وطلبت منه أن يعود إلينا !!
هي : سيعود بإذن الله .. هل تعلم أننا نجيب على خمسين اتصالاً تقريباً في كل يوم من كل مدينة و من أناسٍ لم أسمع بهم من قبل .. يسألون عنه وعن صحته ومتى يعود .. أحد المتصلين قال أنه سيعد وليمة كبيرة عندما يعود والدي وأن هذه الوليمة ستوزع على الفقراء ، وأنها وعد ودين عليه ..
هو : إن شاء الله سيعود .. وسوف نقيم ولائم كثيرة في كل مكان .. إن شاء الله
هي : أحبك كثيراً .. ووجودك بقربي ساعدني كثيراً وشد من أزري .. أحبك ..
هو : أود أن أنهي المكالمة الآن لأنام على أروع وأحلى نغمات في العالم .. تصبحين على خير ..
هي : أحلام سعيدة ..

هو : في ظهيرة اليوم التالي .. ومن أن عاد من المدرسة حتى اتصل بها في المنزل ..
هل غادروا إلى الرياض ..
هي : نعم ذهبوا في العاشرة صباحاً مع السائق إلى المطار .. والرحلة في الحادية عشر .. أعتقد إنهم في الرياض الآن ..
هو : إنها الواحدة والنصف وقد وصلوا الرياض بالتأكيد ..
هي : سأتصل بهم الآن ..
هو : حسناً .. أراكِ فيما بعد ..

أنهى المكالمة سريعاً لكي تتصل في الرياض و تطمئن على وصول والدتها . .


هي : مرحباً .. كيف حالك !
هو : بخير وأنتِ .. هل اتصلت ِ ..
هي : نعم وسوف يغادرون جميعاً إلى أمريكا بعد عشرة أيام !! تمنيت لو كنت معهم ..
هو : سوف نستقبلهم إن شاء الله في المطار عندما يعودون وسوف أستأجر عشرون سيارة .. سأجعله موكب فرح لمدة ساعتين من المطار حتى المنزل .. سأعد حفلاً كبيراً .. أتعلمين لقد تحدثت مع والدي عن هذا الأمر ووافقني الرأي !!
هي : عندما يعود سنقيم حفلاً لمدة شهر .. شهراً كاملاً .. دعوه يعود أولاً .. وسترى هذه المدينة حفلاً كبيراً كبيرا .!
هو : إن شاء الله .. سأذهب الآن و سنلتقي فيما بعد ، إن احتجتِ شيئاً فاتصلي بي .
هي : في رعاية الله .. لا تتأخر ، لا أطيق أن أبقى وحيدة ، وأنت بعيد عني !!
هو : حسناً سأعود في المساء .. إلى اللقاء


يخرج وحيداً في شوارع المدينة ، غير مصدقٍ لما سمع من أخبار عن والدها ، و غير مدركٍ أنه أخفى عنها حقيقة المرض !!
وحتى الآن لم يكن أحدهما يعلم أن الآخر مدركاً لمأساة المرض !
وهكذا بقيا معاً يخفي كلاً حقيقة الأمر عن الآخر خوفاً على هذا الآخر !!

كان يمشي بضع ساعات في مساء المدينة .. كان الكثير يشاهدونه ويسألوه عن الرجل الطيب الذي تقدره هذه المدينة كثيراً
كان أكثر إنسـان يكتسي الشموخ مع طيبة و كرما و صبرا .. الذي كاد مرة أن يبيع سيارته ليساعد رجلاً مسجوناً بسبب دين بعد أن جاءت عائلة السجين وبكت عند باب داره .. لكن مرافقيه طلبوا منه انتظار الزعيم الذي قام بكل شيء أراده أخيه !
يذكره صاحب هذا المحل الصغير الذي يصلح الدراجات وإطارات السيارات .. يذكره حين وجده يحمل ابنته الصغيرة التي وقعت من الطابق الثاني للعمارة التي يسكنها ، يوم كان يركض بها إلى المستشفى فوقف هذا الرجال بسيارته الألمانية الفاخرة .. وطلب من شقيقية ومني أن نستقل سيارة أجرة إلى البيت و وضع الطفلة وأبيها في المقعد الخلفي وطار بهما إلى المستشفى ..!!
يذكره ذاك الفلاح الذي وجده صدفة حين كان متجهاً ببعض الضيوف الذين وصلوا من الرياض للتو .. في فصل الصيف .. فدعاهم إلى مأدبة غداء في احد المنتزهات .. فوجدوا الفلاح يبكي على قارعة الطريق .. !!
توقف عنده .. ونزل وجلس أمامه مستفسراً .. لقد داهمت حشرات سامة أرض هذا الفلاح .. وسوف تقضي على محصوله إن لم يقضي عليها ولم يعد يملك من المال ما يكفي لشراء المواد التي يجب أن ترش فوق الأرض !!
كان المبلغ المطلوب أكثر مما يحمل في محفظته .. ولأن ضيوفه ليسوا بغرباء .. فقد جمع كل ما لديهم مع ما لديه ومنحه للفلاح وأعطاه رقم هاتفه في المدينة التي عاد إليها بعدما انتهت نقوده وأنهى ما يحمل ضيوفه أيضاً !!
يذكره صاحب الإبل الذي جاء مستنكراً ما قامت به دورية بمصادرة بعض من إبله التي اقتربت من مدينة وسط صحراء البدو ..
كان هذا البدوي العجوز .. يوبخه وهي طريقة كبار السن من البدو في طلب مساعدة أبناء القبيلة الواحدة !!.. "كان يعتقد انه من نفس القبيلة"!!
((لو كان الشيخ … رحمه الله على قيد الحياة لما استطاع أحداً التعرض لي .. لكن أنتم ما فيكم خير .. ولا عون)!!
ابتسم .. وغادر برفقة هذا العجوز على الصالون الذي اخترق به طرق الصحراء و أعاد الإبل لصاحبها وتناول بعض من لبنها مع حبات تمر (ثم اخبر العجوز انه جنوبي من قبيلة كذا) وعاد في منتصف الليل إلى بيته !!

هي : عمت مساءً .. أين كنت منذ ساعات وأنا اتصل أود أن تجيب أنـت ؟
ألم تقل أنك ستعود في المساء ، أين كنت .؟ ؟
هو : لقد ذهبت إلى داخل المدينة .. ولم أحبذ العودة إليكم في وقت متأخر !
هي : منذ متى وتخاف من رقيب في هذا البيت ، هل سبق وسألك أي إنسان لماذا حضرت في هذا الوقت أو ذاك ؟؟ أنه بيت عمك يعني بيتك ..
هو : ما بالك حبيبتي !! لما أنت منزعجة ؟؟
هي : لا أعرف ، أصبحت عصبية بدرجة لا تتخيلها ، لم أعد أطيق أن أبقى وحيدة ؟؟
هو : وهؤلاء الذين حولك ، لقد حضرت عائلة بكاملها للمكوث معكم ..
حاولي السماح لهم بأن يتحدثوا معكِ ، فهم يحبونك مثل الآخرين .. وسوف تعتادين عليهم وتروحين عن نفسك بعض الشيء !!
هي : لا أطيق بـُعد والدي وجزء من أخوتي ، إنها المرة الأولى التي نبتعد بها عن بعضنا البعض ؟
هو : سيعودون جميعاً ، فقط لندعي أن تكون عودتهم سريعة ويكونوا جميعاً سالمون معافون .

يحاول أن يخبرها وتمنعه كلماتها ، يمنعه خوفها وقلقها وحزنها من ابتعادهم عنها ، فكيف يستطيع أن يخبرها بالحقيقة ، وأن الله كتب لوالدها عمراً من المتوقع أن ينتهي بعد أشهرٍ قليلة !!!
وتحاول أن تخبره ويمنعها ذاك الأمل المتدفق مع كل كلمة ينطقها ، ذاك التفاؤل الذي يعيش معه ويكبر في كل لحظة ، فكيف ستخبره بالحقيقة ؟



نكمل لاحقا.... تحيااااااااااتي



 
 توقيع : $بلزاك$

"كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"

" أنوريه دى بلزاك"


رد مع اقتباس
قديم 10-13-2006, 03:39 AM   #43
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية $بلزاك$
$بلزاك$ غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 190
 تاريخ التسجيل :  Jan 2003
 أخر زيارة : 07-09-2009 (12:25 AM)
 المشاركات : 619 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مشاركة: بدايتي ..كانت..نهايتي .



\
/
هو : ما بالك صامته ! ألم تتصلي لتتحدثي ، حبيبتي لقد اشتقت لكِ كثيراً ، أتعلمين البارحة رأيتك في منامي ؟
هي : وكيف رأيتني ؟
هو : تلبسين فستاناً أبيضاً ، وتركضين بخطى مسرعةً نحوي ، فأضمك إلى صدري غير آبهين بمن حولنا من بشرٍ أو أشباه بشر
هي : أيكون فرحاً قريباً !!
هو : إن شاء الله ..
هي : وماذا بعد . . . .
هو : ثم تطلبين مني شيئاً ، وألاحظ أن خديك قد أحمرا ، وعينيكِ لفهمها نوعاً من الحياء !!
هي : هل قبلتني عندما طلبت منك ذلك ؟
هو : وكيف عرفت أنني سأقول ذلك ؟
هي : ألا تذكر أنه كان حلمك قبل أشهر ..
هو : ما أروعكِ .. لا تنسين شيئاً .. ومع ذلك يقال أن الأحلام تتكرر !!
هي : الأحلام والأموات لا يتكرران أبداً ً !!؟

هنا لاحظ أنه لن يستطيع أن يغير الموضوع أو يخرجها من دائرة الشك التي كان يعتقد أنها مكبلة فيها ، فقرر أن ينسحب ويتركها تمضي بقية الليل مع دموعها !!
هي : ما بالك ، هل تود النوم ، إن كنت متعباً ، فلنتحدث غداً !
هو : حسناً إلى اللقاء ..
هي : أحبك
هو : أحبكِ

غاب يومان .. فلم يعد قادراً على أن يتحمل بث الأمل والتفاؤل بعدما سمع من والده أن آخر تقرير طبي صدر لحالة عمه .. أن الحالة صعبة جداً .. ولكنه عاد إليها .. ليكون أكثر قرباً .. فهي بحاجة إليه وهو يخاف أن تسمع الخبر ولا يكون بالقرب منها .

هي : مرحباً لماذا تأخرت .. أين كنت ..؟ لقد اشتقت لك كثيراً !!
هو : تعلمين أنني مشغولاً في الدراسة ولدي امتحان صعب ، ورقيب أصعب في المنزل ؟
هي : كيف حالك ؟
هو : بخير وأنت … ؟
هي : هل علمت أنني سأسافر إلى الرياض
هو : هذا ما أتى بي اليوم ، ولكن لماذا تسافرين ؟
هي : لم أعد احتمل البعد عن والدي ؟
هو : والدراسة .. كيف ستتركينها الآن ؟
هي : سأعيد السنة الدراسية في العام المقبل ، لا يهم !!
هو : وأنا !!
هي : اسمعني ، يجب أن اذهب وأكون قريبة من والدي ، فمن يدري ماذا تخبأ لنا الأيام !!

تأكد بشكل قاطع أنها تعلم كل شيء ، خرج بدون أن ينطق بكلمة واحدة ، مسرعا خشية أن يبكي مثل الليلة الماضية عندما سمع والده يتحدث مع رجلاً كان يسأل عن صحة والدها وحالته الصحية !
خرج إلى حديقته ، وتحت تلك الشجرة الكبيرة راح يبكي في داخله ، داعياً الله أن يعيد والدها لها وله ولجميع من أحبه !!
كان يمضي ساعاتٍ طوال في هذه الحديقة التي تمكن من السيطرة عليها ومعه مجموعته الصغيرة المؤلفة من تسعة أشخاص ، سيطروا عليها من المجموعة التي كانت قبلهم والتي انتقلت مجبرة إلى حي آخر ..
نعم كان ومجموعته أشبه بحماة هذا الحي الذي فيه يقطنون ، لم يكن أحداً ليتجرأ عليه أو على مجموعته ، وكان أفراد المجموعة يمثلون التيارات الموجودة في هذه المدينه ، فتجلى من خلالهم الفكر الديني والليبرالي والقبلي !!
وكان يحاول الربط بين التيارات الفكرية الثلاث مجتمعةً ، ومع ذلك كان يعود إليها دوماً وينسى تلك التيارات وأصحابها !!

هو : مساء الخير ، هل ستسافرون براً !!
هي : نعم ، لم نجد حجزاً في الطائرة ، والمهم أن نصل إلى والدينا
هو : تباً لهذا الحظ , لماذا لا أملك المال ..؟ .. لكنت استأجرت طائرة خاصة تقلكم إلى الرياض !
هي : حبيبي لا يهم وما الفرق ، إن شاء الله سنصل الرياض وسوف أكلمك مباشرة ؟
هو : أود لو أضمك وأقبل رأسك ..
هي : اقترب مني ..
هو : أبلغيه سلامي ، وأخبريه أنني أنتظر عودته وأنني مشتاق له كثيراً !
هي : حسناً إلى اللقاء ..
هو : سألحق بكم حال انتهاء الدراسة ؟
هي: أحبك , ولا أطيق البعد عنك ، ولكنني وضعت بين نار بعدك ونار فراق والدي ؟

أرادت أن تكون قريبة من والدها في محنته مع المرض ، وقبلت أن تحتمل فراق حبيبها إلى حين .. وعلم غايتها مما سهل عليه أن يقبل قرارها .. قبلها كما تمنى على رأسها أمام الجميع ، تحركت بها السيارة .. كانت تنظر إليه من وراء النافذة الخلفية ، كانت قوية جداً أبت أن يرى دمعها الذي بكته بحرقة في داخلها ..
عاد إلى البيت مسرعاً ، بحث عن السائق ولم يجده .. فذهب إلى مكتب تأجير السيارات خلف الحي الذي يقطن ، انتظر ساعة حتى جاء السائق ، وركب معه .. طلب منه أن يسرع ، فرفض فأعطاه من المال ما يكفيه شهراً ليجلس في بيته بلا عمل ، مشت به السيارة مدة الساعة ولم يلحق بها !! كان قد قرر أن يرافقها في الطريق إلى الرياض ..
ولكن لم يستطع ، فلم يلحق بها في الطريق وكأنها استقلت طائرة لا سيارة أو كأنه مشى في غير طريقها مع أنه لا توجد سوى طريق واحدة إلى الرياض .. وبعد ثلاث ليال مرت ثقيلة عليه كان اللقاء مجدداً ..عبر الهاتف :

هو : مسـاء الـخير ..
هي: اشتقت لك ..
هو : حاولت اللحاق بكم في الطريق ولم أستطع ..
هي : كنت أود أن أعود .. واطلب منك أن ترافقنا .. شعرت بخوف كبير يجتاحني بعد مغادرتنا المدينة .. لم يؤنس طريقي سوى دموعي ..
هو : أخبريني كيف هو عمي ؟ .. أكيد طار من السعادة بوجودكم حوله ..
هي : احتضناه جميعاً وبكينا .. لمحت الدموع في عينيه .. حتى أن خالي خرج من الصالة !!
هو : حبيبتي .. لا أتصور أنكِ بعيدة عني .. هل تعلمين أنها المرة الأولى التي نبتعد بها عن بعضنا البعض ؟
هي : و ماذا أقول أنا ؟ .. لا أتصور أنني لا أراك تدخل علينا وتصرخ : جائع .. أين الغداء .. يا ناس .. أهٍ .. لولا أنني جئت من أجل أبي .. لطلبت أن أعود .. إليك
هو : سأحاول السفر إلى الرياض .. إن شاء الله سوف أقنع والدي واحضر .. أيضاً سأطلب منه السفر برفقة عمي إلى أمريكا !!
هي : المهم أن تهتم بدراستك الآن .. أرجوك حبيبي .. ثم أنك وعدتني أن تكون الشهادة هدية لي أنا وأنا فقط ..

استمرت الاتصالات بينهما شهوراً عدة .. ثم جاء أحد الأصـدقاء من الرياض .. ومعه كانت الرسالة الأولى التي تكتبها له ..
قالت له في بعض من وريقات الرسالة :
((حبي .. ووهج حياتي .. أيها العاشق المجنون أشتاق لك كثيراً .. اشتاق للإبحار في عينيك وهي تتأملني كفراشة تبث عبيرها فوق الأزهار
كيف حالك ؟
أتعلم أن الرياض جميلة ، لقد أخذونا في كل مكان فيها ، وتجولنا كثيراً في الأسواق ..
ولكن مع جمالها إلا أن مدينة الذكريات تبقى الأجمل لأنك موجود فيها .. نعم حبيبي لأنك أنت فيها .. فكل ما بها من ذكريات كانت معك ولن أتصور أن أكون فيها إن لم تكن معي أنت .. كيف هي دراستك ، أتمنى أن تكون بخير .. هل اشتقت لي كما اشتقت لك أنا ؟
أيا حبيب العمر لو تعلم كم أنا معذبة هنا ، كم أنا مشتاقة إليك ، يعذبني الشوق لرؤياك .. أه لو تأتي وترى الحزن وقد كسا أيامي وتمكن مني كما لم يتمكن من قبل))!!

وصفت له الرياض .. أسواقها .. عمائرها .. سياراتها والازدحام في شوارعها .. أخبرته أن أجمل ما في الرياض .. الليل .. والمطعم الإيطالي .. وصحراء الثمامة …
كان يبتسم حين وصفت له كيف تعثرت بالعباءة وكادت تقع على الأرض وسط أسواق العقارية لولا أن خالهما ، أمسك بيدها ونظر إليها مبتسماً .. حين رفعت الغشاء الأسود عن وجهها وقالت له :
خالي .. بليز زز .. أبغى أتنفس !! .. فراح بها وبمن معها من العائلة إلى مطعم إيطالي .
ضحك أيضاً وهي تصف له كيف كادت عمتهما أن تضرب بحذائها أحد المراهقين الذي كان يلاحقهم وكيف كانت تستغرب هذه العينة من البشر فتقول : لا أظن أن هؤلاء يعرفون شيء عن كوكب الأرض !!
كانت الوريقات عديدة .. تجاوزت العشرون .. كانت تضعه معها في كل لحظة حتى في أحلامها .. ورغم الابتسامات والمواقف الطريفة التي كتبتها له .. إلا أنها كانت حزينة .. حزينة جداً !!!
قرأ كلماتها .. مئات المرات .. كانت الأحرف دواءً كتبه له طبيب ليتنفس ..
وضع رسالتها الأولى بين كتبه .. فيقرأ حين يصحو وحين يمشي في الشارع .. وفي المدرسة .. وفي طريق العودة .. وقبل النوم كانت الكلمات كأغنية من أغاني فنان العرب .. فنانه المفضل .. يرددها .. يغنيها ..
-----------------------------------------------------------


نكمل لاحقا.... تحيااااااااااتي



 
 توقيع : $بلزاك$

"كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"

" أنوريه دى بلزاك"


رد مع اقتباس
قديم 10-16-2006, 03:26 AM   #44
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية $بلزاك$
$بلزاك$ غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 190
 تاريخ التسجيل :  Jan 2003
 أخر زيارة : 07-09-2009 (12:25 AM)
 المشاركات : 619 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مشاركة: بدايتي ..كانت..نهايتي .



المكان :" في بقعة من هذا العالم "
الزمان :" قبل أن تنتهي الأزمنة "
________________________

أمريكا .. ذاك البلد الذي تخيله بعيداً جداً .. كم تمنى في أن يزوره كثيراً !!
اليوم موعد سفر "عمه" إلى أمريكا.. سافر من أجل العملية الجراحية التي لم يكن هناك مفر منها .. كان الأمل في نجاحها ضعيفاً فالمرض قد تقدم كثيراً في جسده !!
رافقه بعض من العائلة .. واصدقاء حميمين له لم يتركوه أبداً و كانوا مثل ظله أينما حل تبعوه ..
بقيت هي ..في الرياض .. للاهتمام ببعض الصغار الذي لم يرافقوا الوالدين!
كان مشتاقاً لها ..وخائفاُ على أبيها الذي تعلق به وأحبه كما لم يحب أي رجلٍ آخر .. كان جالساً في بيت والده الجديد الذي انتهى من بنائه قبل أشهر فقط .. والذي انتقلوا إليه حيث أنهم وجدوا الراحة فيه في ضواحي المدينة .. كان أن اتخذ غرفة في الزاوية الغربية الشمالية للدور العلوي ، وجعلها نسخة طبق الأصل لغرفته القديمة التي لم يبق بها سوى غرفة نومه !
اتجه إلى غرفة في الدور السفلي .. وأجرى الاتصال إلى الرياض .. فأجاب من أجاب ..
سأل عن صديقاه سعد و (النور) اللذين كانا وسيلة الاتصال بينه وبين حبيبته ، فوجد في المنزل أحدهما .
كان سعد يريد أن يتحدث معه عن الصحبة و أخبار المدينة .. لكن العاشق كان يتصل من أجلها ، فطلب من الطيف أن يذهب إليها و يخبرها أنه سوف يتصل بعد الساعة على ذات الرقم ..

هو : مساء الخير .. كيف حالك ؟
هي : لقد اتصلت في الوقت المناسب .. أتعلم أنه سافر قبل قليل .. ودعناه في المطار ومعه بعض من أفراد العائلة !
لم أستطع أن احتمل ..لقد بكيت بين ذراعيه .. وبكى معي الجميع ؟
هو : هوني عليك ، فكلها أيام وسيعود سالماً إن شاء الله ..
هي : سوف نلحق به كما وعدوني هنا .. لم أتركك لأجلس في الرياض بعيدة عنه ، سأذهب إليه !
هو : حسناً ستذهبين ، ولكن لا تبكِ الآن ، وأخبريني ألم تشتاقين لي ..
هي : حبيبي أنتما فقط من أفكر بهما ولا يهمني من تبق من البشر .. نعم أهرب للتفكير بك ونار الشوق تسكنني ، ولكن التفكير بك والخوف على والدي .. يعذباني كثيرا ً !!
هو : سنلتقي إن شاء الله ... عما قريب ولسوف نتذكر هذه الأيام ، ونحكي كيف صبرنا عليها !!
هي : اسمعني لا أستطيع أن أبقى أكثر معك الآن .. وسوف أحاول الاتصال في أقرب فرصة ..
هو : حسناُ في رعاية الله و اهتمي بنفسك .. أحبك
هي : أحبك .. أحبك .. أحبك
بقيا على اتصالٍ معاً .. وفي كل مرة رغم لهيب الأشواق وحممه البركانية بسبب بعدهما عن بعضهما إلا أنها كانت دوماً تبدأ بالبكاء على والدها وتنهي الاتصال بالبكاء على فراقه في هذه المرحلة التي تشعر بها بوحدة رهيبة !!
دعي والده لحضور حفل زفاف أحد الأقارب في الرياض .. وقرر في نفسه أن يرافق الزعيم !!
أخيراً وبعد هذه الأشهر سوف يلتقي بها في الرياض .. ركض إلى والدته طلب منها أن تحدث الزعيم بأن يأذن له بمرافقته للرياض ..
رفض الزعيم .. ولأول مرة لا يستسلم لقرار الزعيم ، حاول مرة وأخرى ورابعة حتى حصل على الموافقة !!
وكان السفر .. في الطريق .. برفقة الزعيم وخاله الذي كان يقود السيارة السريعة ..
كان في المقعد الخلفي .. وحيداً شارد الذهن .. يفكر باللقاء بعد هذه الأشهر ، لا يعرف الرياض جيداً فراح يفكر كيف سيجد الوقت ليجلس معها ويحادثها.. في الطريق لاحظ خاله أنه غارق في التفكير .. صامتاً لا يهمس بشيء .. لم يكن خاله يعلم أنه هذا الشاب الذي يرافقهما الطريق يتمنى أن يغمض عيناه فلا يستيقظ إلا في الرياض .. أتعبه طول الطريق .. .!!
كان يأمل لو يستطيع .. أن يختصر المسافة ويطوي طريقهم الطويل !
في بداية مساءٍ صيفي شديد الحرارة .. وصلوا الرياض .. كان والده يشير باليمنى واليسرى محدثاُ إياه عن جمال الرياض !!
لم يكن منصتاً لحديث والده أو تعليقات خاله .. كان يفكر في أي منزل ستكون ..!!
وصلوا إلى بيت خاله .. فسأل عن صديقيه .. فلم يجدهما .. اتصل ووعده سعد بالحضور بعد قليل .. وبعد طعام العشاء حضر سعد .. وما كاد أن يجلس حتى حدثه .. سأل عنها ضحك صديقه على هذا المجنون .. ولم يعر سخريته أي اهتمام بل طلب منه أن يقله إلى هناك !!
لم يكن يعرف طرق الرياض .. وإلا لأستقل سيارة الأجرة إليها .. جاءه ابن خاله يعرض عليه أن ينام في غرفة جانبية ويتعهد له بعدم إزعاجه أبداً بعد هذا السفر !! ..
لو شاء الله لقلبه لخرج من بين القضبان ولصفع هذا الشاب الذي يهذي بساعات نوم !
صاح قلبه : لم احضر من هناك باحثاً عن النوم !!
تدخل هنا سعد وشرح أنه سيرافقه وسوف ينام في بيته الليلة .. فأنقذه من كرم ابن خاله العنيد !!
كان سعد يمشي أمامه .. دخل في الصالة الكبيرة .. وهو يتبعه تتطاير نظراته باحثة عنها من خلف الجدران !
استقبلنه أخواتها ، فهن يعرفنه جيداً .. إنه بمثابة أخٍ لهن جميعاً .. إلا هي فقد رفض أن تكون أخته منذ الصغر ..
لكنه اليوم تمنى أنها لو كانت صغيرة فتركض إليه .. فيضمها ويقبلها كباقي الصغار ..
مدت له يدها .. كم تمنى لو يطير بها من وسط هذه الصالة إلى البعيد هناك حيث السور الأبيض ..
جلس يجيب على أسئلة من الحضور .. ولم يكن يعلم كيف كان يجيب ، فجل تفكيره ومشاعره وهواجسه كانت تتجه إليها كلما لاقته بعينيها تبتسم ، وكان يذوب مع كل ابتسامة ..
أخيراً .. أنها أمامه .. ولكن كيف سيحدثها .. كيف سيصرخ لها أنه يحبها .. أن الشوق قد تمكن منه كثيراً ..
كيف وكل هذا الجمع في ذات البيت ...أقسم ألا تغفو عينه قبل أن يحدثها ..
وبعد مؤامرة لعقد اللقاء اشترك بها اكثر من طرف .. بعد ساعة من حضوره ..

كان لقاء السطح المشئوم :

هي : كيف حالك .. ؟
هو : مشتاق لكِ .. أتعلمين لم أكن أتخيل أن حبي لكِ بلا حدود ؟
هي : وكيف دراستك .. متى ستعلن النتائج ؟
هو : سأعيد السنة .. فقد أعلنت رسوبي لنفسي منذ أن رحلت من هناك ..!
أنتِ .. أخبريني .. بكل شيء .. !
هي : أود أن نتحدث بعقلانية بموضوعٍ يتعلق بنا ..!
هو : ماذا هناك .. ؟
هي : أتذكر عندما قلت لك أن التفكير فيك .. يعذبني كثيراً .. ؟
طوال الفترة الماضية كنت أفكر بالعلاقة التي تربطنا ..!!
كنت أود أن أشرح لك في مكالمة هاتفية أو في رسالة أرسلها إليك ، ولكن خوفي عليك وخوفي من أن لا تفهم كلامي كان يمنعني ..!!
ولما سمعت أنك ستحضر للرياض ، قررت أن أحدثك .. بكل شيء !!
هو : ما بك .. تتحدثين وكأن هناك شيء ما.. شيء مخيف .. تحدثي .؟
هي : حسناً .. كنت مترددة في الحديث ، ولكن أعتقد أنه حان وقت الحديث ..
إن ما بيننا من ارتباط وعلاقة .. وما نتخيله أنه حب .. شيء مؤقت !!
لأننا منذ طفولتنا معاً ، متعلقين بوجود بعضنا البعض .. وهذا ما يدعونه غرام المراهقة .. !!
لذلك أرى أنه من الأفضل أن نعيش كأي أثنين تربطهما صلة القرابة ..
فالحب هذا لن يكبر ولسوف يكون حملاً ثقيلاً علينا معاً !!
أعترف أن لك مكانة خاصة في قلبي .. أعترف أنني أميزك عن الباقين .. !!
ولكن هذا ليس حباً ولا أريد منك أن تتعلق بي أكثر ..
لا أريد أن تعيش أوهاماً أكثر من ذلك .. وعلينا أن نواجه الحقيقة .. !!
نحن ما زلنا في بر الأمان .. ونستطيع التراجع قبل أن نبحر في هذا الحب .. فيغرق ويغرقنا معه ؟؟
أرجو أن تفهم كلامي .. أرجو أن تكون حكيماً في ردة فعلك
وأتمنى أن تبق الأخ والصديق فمكانتك في قلبي لن تتغير مهما كانت ردة فعلك ..
يجب أن أذهب .. الآن .. الوقت تأخر .. !!

لم ينطق بأي كلمة ..
كانت على مقربة منهما فتاة تسمع حوارهما .. تسمع كلماتها التي كانت كأسهم صياد تصيب الفريسة في كل الأنحاء !!
سمع تلك الفتاة تصرخ في حبيبته وتصفها بالمجنونة المستهترة ..!!
كان يقف ينظر إليها.. وهي تسير مسرعة عائدة إلى الطابق السفلي ..
ركض باتجاه الفتاة .. سألها هل يحلم .. هل ما كان هنا حلماً .. أستحلفها بالله أن تقول له أنه يحلم .. !!
ولكن أكدت له .. أن حبيبته تفكر في هذا القرار منذ شهور ؟؟
جلس على الأرض .. وأشعل سيجارة كانت الأخيرة في جيبه .. راح ينظر إلى السماء .. يسأل نفسه لماذا … ما الذي حدث ؟؟
عاد هو الآخر إلى الصالة .. لم تكن هناك .. فقد سجنت نفسها وحيدة بين جدران أربع .. كانت تبكي .. فلماذا البكاء ؟
جاء إليه صديقاه .. يسألهما ما الذي حدث .. لم يكن أي منهما يعلم بشيء .. .. !!

وفي اليوم التالي .. وبعد حفل الزفاف .. قرر العودة .. إلى حديقته .. إلى السور الأبيض .. وكان أن عاد وحيداً في ذات الطريق ؟
كان يسأل نفسه ألف سؤال في الثانية .. لماذا .. ؟؟
لم تغمض عيناه طوال الطريق الذي كان طويلاً جداً لدرجة أنه شك بأنه ذات الطريق الذي سلكه قبل يومين !!
وصل مدينة الذكريات ومن هناك هرب إلى ملجأه .. واصل الطريق إلى الجنوب .. حيث القرية الصغيرة التي استقر بها جده قبل سنوات طويلة ..
هناك في القرية .. كان يسير طوال النهار يطلع جبل وينزل الآخر ، لا يعود إلى المنزل الذي بناه والده .. إلا عندما يحس أن التعب قد تمكن منه ..
أمضى أياماً كأنها تجاوزت السنين ، كان كل يوم يعيد كل الذكريات .. يحلل ما حدث ..
يصرخ بصوت يتردد صداه في الوديان عندما كان يشعر أنه عجز عن التفكير ..
الحزن ثوبه الجديد الذي لبسه مجبراً .. ثوباً لا يقيه برد الشتاء ولا حرارة شمس الصيف الملتهبة !
كانت الطيور في السماء حزينة بحزنه .. وتلك القرية الفقيرة التي لم يزرها المطر منذ فترة طويلة !
كان أهل القرية الصغيرة .. قليلون جداً .. فلم يكن سوى عشر عائلات .. كان اغلبهم يجتمعون كل مساء .. يتسامرون معه .. يحكون له قصص عن أجداده والقبيلة .. لم يكن معهم !!
عاد من جديد إلى مدينة الذكريات .. ومن جديد إلى مدرسته ذات الجدران العالية التي تسلقها يوماً وقفز منها هرباً من المدير !!
رحلت عنه البسمة التي كان يعرفها الجميع ، كان يمضي الساعات الطوال على ضفة السد الذي يقع إلى الجنوب من مدينته ..
كان يذهب إليه كل يوم وحيداً .. كان يرى العوائل هناك .. كان كلما لمح فتاة وشاب يتخيلها بجانبه ؟
بدأ يسير في طرقاً سوداء .. تعلم أشياء وأشياء .. لم يكن يعرفها .. من قبل .. !!
لامس الكأس الصفراء من أصدقاء السوء .. وراح يزور شباب جعلوا الانحراف هدفهم ..!!
مرت سنة .. على قرارها القاتل ..
وفي بداية الاختبارات التي ينتظرها الجميع من حوله .. هرب في أول امتحان .. هرب إلى قريته !
أرسل الرسالة الأولى المشهورة إلى الزعيم .. معتذراً منه أنه فشل مرة أخرى .. طالباً منه السماح له بالسفر إلى الرياض .. !!
كانت (هي) قد سافرت إلى أمريكا .. وكان السلطان وهو من أصدقائه المقربين على اتصال معها ..
كانت تسأل السلطان عنه وعن أحواله .. وفي ذات الوقت كان السلطان ينقل سؤالها إليه ..!!
فلماذا تسأل عنه ما دامت هي من اتخذ قرار النهاية !!
صفح عنه الزعيم .. ووعده بأن يرسله إلى الرياض .. فعاد إلى البيت .. وفي الأيام الثلاثة الأولى حصل على جميع أوراقه الدراسية ليرحل إلى الرياض !
--------------------------------------


نكمل لاحقاً ..... تحياااااااااااتي



 
 توقيع : $بلزاك$

"كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"

" أنوريه دى بلزاك"


رد مع اقتباس
قديم 10-16-2006, 03:57 AM   #45
مركز تحميل الصور


الصورة الرمزية $بلزاك$
$بلزاك$ غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 190
 تاريخ التسجيل :  Jan 2003
 أخر زيارة : 07-09-2009 (12:25 AM)
 المشاركات : 619 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مشاركة: بدايتي ..كانت..نهايتي .



\
/
و في أمسية صيفية رائعة في الخيمة البيضاء كان هنالك ضيوفاً مدعوين عند والده على وليمة العشاء ، رن جرس الهاتف ..
كان الهاتف أمامه .. ولكن شيئاً ما منعه من أن يجيب ، حمل الهاتف وهو يرن أمام الجميع و تقدم به إلى الزعيم!
استغرب الحضور أنه لم يجب .. فهو الذي لم يسمح لأي إنسان أن يرد على الهاتف غيره لكي لا تسأل عنه أي من الفتيات الخمس اللواتي صارت كل واحدة منهن حبيبة لوحدها !! .. إلا أنه لم يرد على هذا الهاتف وأعطاه لوالده ..
كان الخبر الصاعقة .. لقد .. مات أغلى الرجال ..!!
جلس في مكانه وغاب عن الوعي .. ولما عاد إليهم .. كان حتى الرجال يبكون رحيل أغلى الرجال !!
خرج من حوش البيت إلى الأشجار المحيطة .. لم تدمع عينه حتى الآن .. !!
عاد بأحد الشبان الذي ركض يبكي خارجاً .. لم تدمع عينه حتى الآن .. !!
دخل .. إلى البيت .. فوجد أمه .. وبعض من النسوة .. يصرخن فقدان أغلى الرجال .. لم تدمع عينه حتى الآن .. !!
أغلى الرجال .. كان معروفاً بين أفراد القبيلة بأنه أطيب الرجال قلباً .. وأكثرهم مرحاً .. و أشدهم إرادةً .. !!
حتى أهل مدينة الذكريات عرفوا عنه طيبته وكرم أخلاقه .. فصار ملجأ الفقير .. وصاحب الحاجة .
كان أغلى الرجال قد سافر قبل سنوات إلى ألمانيا في رحلة علاجية وهناك لم يشأ أن يسمع بنصائح الأطباء وعاد إلى بيته وأهله وأصدقائه مؤمناً أنه سيرحل في اليوم الذي كتبه له الله عز وجل .
رحل أغلى الرجال .. ذبلت أزهار المدينة حزناً .. والرياح اشتدت في غير موسمها كأنها حزنت عليه !!
سهر وحيداً حتى الصباح .. كانت العصافير تزقزق كل صباح .. ولكنه لم يسمعها هذا الصباح ..لم تدمع عينه حتى الآن !
تمكن منه النعاس للحظات لم تكمل الساعة حتى جاءه الزعيم وأيقظه من فوق الأريكة التي تتوسط الصالة الكبيرة في البيت !! ولم تدمع عينه حتى الآن .. !!
نظر إلى أبيه .. سأله في نفسه : كيف ستحتمل العيش بدون ذراعك الأيمن ؟
وكأن الزعيم سمع سؤاله .. جلس بجانبه على الأريكة التي كان قبل قليل ممدداً عليها ، تحدث معه : أنها مشيئة الله ..!!
كان الزعيم يتحدث .. وكان هو في نفسه يعاتبه لأنه لم يسمح له بالسفر إليه .. فمنذ سنتان غادر أغلى الرجال هذه المدينة ولم يراه !!
حتى الزعيم بكى في غرفته .. إلا هو .. لم تدمع عينه حتى الآن .. !!..
كان طوال الوقت صامتاً ..
ينظر إلى الرجال الذين وصلوا للتو من قريته بعدما وصلهم خبر وفاة عمه للعزاء والوقوف على استقبال المعزين
رأى رجلاً من أقربائه بجانب شجرة صغيرة يبكي .. ولم تدمع عينه حتى الآن !!
من الطبيعي أن يبكي الرجال مثل النساء .. كأنهم في سباق بكاء .. والفرق أنك تسمع صوت بكاء المرأة بعكس الرجل ..
إلا في هذا السباق .. كنت تستطيع أن تسمع صوت الرجال يبكون ويصرخون أغلى الرجال بصوتٍ أعلى من صراخ النساء اللواتي تجمعن من كل صوب .. وحتى هذه اللحظة .. لم ينطق بكلمة .. ولم تدمع عينه حتى الآن .. !!

بدأ العزاء .. اليوم الأول .. كان الزعيم يتوقع قدوم الكثير من الناس معزين .. مشاركين في أحزانه بفقدانه أغلى الرجال !!
ولكن لم يكن الزعيم يتصور هذا الحجم من الناس ، حتى أن الرجل الأول في المدينة أمر بوضع من يتحكم بحركة المرور أمام بيت الزعيم لتجنب أية حوادث من شدة الازدحام !
منتصف الليل .. وقف أمام الزعيم الذي كان يتحدث مع بعض الرجال .. و كان ينظر إلى الزعيم .
حسبه الزعيم أنه يود الخروج , فطلب منه أن يذهب لأجل أن يبعده عن جو العزاء .. على أن لا يقود السيارة ..
فرد عليه بسؤال كصوت الرعد في السماء :

هل أنت متأكد من أنه رحل !!!!

صرخ .. بكى .. وركع على رجليه أمام الزعيم .. وعيناه تدمعان .. تنظران إلى الزعيم ..!!
حاول الزعيم أن يضمه إلى صدره .. صرخ به أن يتوجه إلى غرفته .. وصاح أحد الرجال من كبار السن بأن يتركوه يبكي .. ؟
كان الكثير ممن يعرفون العلاقة بينه وبين عمه .. خائفين عليه ، وكانوا يراقبونه ويطلبون منه أن يجلس فيستريح بدلاً من وقوفه مستقبلاً المعزين مع الزعيم .. ولكنه لم ينطق .. لم يبكي .. إلا في منتصف الليل .. في ذات الساعة التي سمع بها الخبر في الليلة الماضية !!!
كان يصرخ .. يصرخ .. يصرخ .. حاولوا نقله إلى المستشفى ورفض ..
راح يمشي بالشارع وثلاثة من أقربائه يراقبونه من بعيد ..
ما زال يصرخ .. كان يضرب شجر الشارع .. يحطم الأغصان .. يمزق وريقات الشجر !!
وقع على الأرض .. ركض الثلاثة إليه و حملوه بالسيارة إلى المستشفى .. يسابقون الريح التي هبت في تلك الليلة فجأة !
وبعد ساعات عاد إلى غرفته .. وأغلق الباب لمدة أسبوعين حتى أن العزاء لم ينتهي وكان المعزين يأتون من كل أنحاء البلاد !!
..
قرر السفر .. قرر أن يرحل إلى الرياض .. لأول مرة يشعر أن هذه المدينة تسكنها الأشباح ..
فلم يعد يتعرف على شوارعها ولا حدائقها .. و لا حتى من يقطنها من البشر ..
قرر السفر .. حدث الزعيم وحصل على موافقته مباشرة .. !! وفي يوم السفر .. طلب من مرافقيه أن يتريثوا قليلاً حتى يعود ..
اتجه إلى حيث السور الأبيض .. والدلة العربية .. إلى منزل أغلى الرجال الذي لم يغلق منذ أن بناه أغلى الرجال .. !!
وقف يناجي جدران المنزل ونوافذه .. يتذكر أياماً لا مثيل لها كان قد أمضاها في هذا البيت .. أياماً كانت بعمر السنين .. !!
في الصباح ترك مدينة الذكريات التي ترعرع فيها وعرف فيها أم كلثوم وميادة ووردة وفنان العرب ونزار قباني وجبران خليل جبران وفيروز ووديع الصافي وسيد درويش وعمر أبي ريشة وحافظ إبراهيم .. ودع هذه المدينة ودع حديقته .. متمنياً أن يكون لها زعيماً من بعده يستحقها .. يقدرها!
ودع أصدقائه والدمع سجيناً في أعينهم .. وقف أمام الحائط الكبير لمدرسته وودعه ..
ذهب إلى صاحب المتجر الذي كان يستدين منه ليكرم أصدقائه .. وأعطاه ما تبق له من نقود .. حتى العجوز كاد أن يبكي ..
ومن أمام مدرسة الفتيات مر .. مودعاً نوافذها وأسوارها .. متمنياً أن تجد شاباً من بعده يحترم حرمتها ..
كانت الصرخة تسكنه .. أراد منها أن تخرج إلا أنها أبت ..
سأله صديقه الرائع الذي رافقه في رحلة الوداع هذه .. ألن تشتاق .. ألن تغير قرارك وتعود .. ؟
لم يجبه على سؤاله بل لف ذراعيه حول صديقه مودعاً إياه كآخر من يودع .. نعم بكى صديقه ..!!
تمنى له التوفيق وأعطاه أرقام الهواتف التي سيجده عليها في الرياض ..
ساعات طوال .. جديدة في ذات الطريق التي سلكها من قبل إلى الرياض .. ؟

--------------------------------------------------

نكمل لاحقاً ......... تحياااااااتي



 
 توقيع : $بلزاك$

"كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"

" أنوريه دى بلزاك"


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
على جدار الزمن الغادر .. كتبت نهايتي ..!! الفارس الملغمق الخواطر 15 02-03-2009 02:45 PM
×?°إلى من كانت حبيبتي ×?° صبي ذات العلب الخواطر 3 11-24-2006 08:08 PM
لم أعرف بدايتي من النهايه...ولكنني تعلمت من غدرها الكثير.. >> لاري << عطر الكلمات 5 04-10-2004 12:58 AM
بدايتي معكم .. نهاية .. قصتي .. همسة امل عطر الكلمات 13 04-12-2003 02:13 PM


الساعة الآن 06:32 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir