الذبايح والعزايم إرث تاريخي يجب التخلص منه
موضوعي
أخبرني والدي حفظة الله أن لدينا ضيوفا (يعزون عليه) وأنه دعاهم إلى وليمة مختصرة في منزل الوالد . طبعا في أعرافنا القبيلة أن الوليمة المختصرة هم عشرة أشخاص فأقل ، حضر عند والدي شخصين فقط ، و العشاء كان خروف قيمته 800 غير المقبلات التي حول السفرة ، العشاء تقريبا كانت قيمته تربو على الـ1000 ريال. طبعا وكالعادة خدشوا بأصابعهم بعض الأجزاء من الخروف وقالوا (أنعم الله عليك) ثم أقوم أنا بعدها بالبحث عن فقراء يأكلون باقي الأكل أو أكرمكم الله (برميل الزبالة) أمام الباب.
هذه أسميها (ثقافة الذبايح) هو منتشرة بكثرة وبشكل مبالغ خصوصا بين أهل الجنوب وقبائل نجد من البدو ، وهذا موسمها مع بداية الإجازة في فصل الصيف حيث تكثر الزواجات و المناسبات وفيها من الإسراف و التبذير مالله به عليم.
فهناك بعض القبائل ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك ، فبعضهم يضعون الخروفين والثلاثة على صحن واحد إكراما لضيفهم.
الذبائح كانت كرما في زمن كان الضيف فيه محتاج للأكل ، وبهذه الكرامة أنت تسد رمقه وتكسب أجره ، لكن في زماننا أصبحت (العزيمة) نوع من المباهاة والتفاخر بين الناس أيهم أكثر تبذيرا.
بالنسبة لي ، فأنا إذا زارني ضيف عزيز في المنزل فإنه سيأكل من أكل البيت أو (الله يخلي مطعم ........) أو غيرها من المطاعم ، و نتحدث سويا و نضحك دون تكلف أو رسميات.
والله لو ذهبت قيمة هذه المباهاة بالذبائح لقفراء حي منفوحة بالرياض أو الكرنتينا في جدة أو حي قنبر في خميس مشيط لكان خيرا لهم.
|