قصة (حزينة) من إحدى دهالـيز الإنترنت .

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد اخباركم قصتي وارجوا ان تسمعوني الي النهايه

انا ام لثلاثة اولاد عمري 28سنه

اعيش مع زوجي واولادي

متدينه كنت اصلي وبعد فترة تركتها

مشكلتي هي :

اني تعرفت على شاب على الانترنت وقلت له اني غير متزوجه وعمري 22سنه

اعطيته رقم الجوال وتلفون البيت

واصبح يكلمني كل يوم بل كل ساعه

كنت في بدايه الامر اضحك على ذلك الشاب المغفل

لكني في ما بعد وقعت في حبه نعم احببته

وهو ايضا احبني حب جنوني وانا والله منذ ذلك الحين وانا حالي تغيرت كرهت زوجي واولادي وكان كل همي هو ان اكمله

لقد اصبحت امارس معه الجنس على الهاتف كل يوم مرة ومرتين واتمتع معه كثيرا

سامحوني اخواني بالله على صراحتي

انا احب ذلك الشاب احبه

اريد منكم اخواني بالله ان تدلوني علي طريقة لتركه والابتعاد عنه

انا حاولت كثيرا تركته لكني لم استطع انا اواجه صعوبه في البعد عنه

بالله عليكم دلوني انا انسانه تافهة لا استحق الحياة اريد ان ارجع كما كنت الي زوجي واولادي والي ربي ايضا

أخيتي . . يظهر من كلامك أنك نادمة على ما بدر منك مع هذا الشاب وتجاه هذا الشاب . والندم توبة ، ولكن عليك مع الندم أن تعزمي بصدق على ألاّتعودي إلى هذا أبداً مخلصة في ذلك النية لله عز وجل ولذلك علامات منها أن :

1. تعودي إلى صلاتك فتؤديها على وقتها ولا تتركيها أبداً إلا في الظروف المانعة من ذلك .

2. تتوقفي عن استخدام شبكة الإنترنت إطلاقاً فلا تستخدميها أبداً إلا فيما يقربك إلى الله عز وجل كاستخدامك لهذا الموقع المبارك بإذن الله عز وجل .

3. تغيري رقم الجوال ، ولا تردي على هاتف المنزل إلا للضرورة ، وأقفلي الخط إن كان هو المتصل ، وإن كان بالإمكان تغيير هاتف المنزل فهذا هو المطلوب .

4. تتحببي إلى زوجك وأولادك ، وتكرسي جهدك في ذلك .

5. وقبل كل ذلك ، عليك أن تلجئي إلى الله عز وجل لجوءاً صادقاً في أن يخلصك من هذا الأمر الشنيع ، وإذا رأى الله صدقك في ذلك فأبشري بالنفحات الإلهية وبالفتوحات الربانية .

أخية . . واسمحي لنا بكلمة :

تقولين أنك كنت متدينة وكنت تصلين ولكنك تركت الصلاة وذلك كما هو واضح من رسالتك بسبب تعرفك على ذلك الشاب . قد يأتيك الشيطان ويقول : إنك في حاجة ماسة إلى استخدام الشبكة لتتعرفي على ما يدور في العالم وما أشبه ذلك من الوساوس . نقول أخية : _ بعد أن عرفنا ندمك ولكنه التذكير والتنبيه حتى لا تقعي مرة أخرى _ إحذري وساوس الشيطان ، واعلمي أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ، وهاأنت قد رأيت نتيجة سوء استخدام الإنترنت ؛ تركت الصلاة ، وتحملت كذباً ، وكرهت زوجك وأولادك ، وارتكبت الفاحشة ، وألقاك الشيطان في شباك هذا الشاب ، وكل ذلك يبعد عن الله وعن محبة الله عز وجل .

ثم اعلمي _ رعاك الله _ بأن حبك لهذا الشاب أوجب سخط الله عليك ، وما هي النتيجة التي تتوقعينها من شاب يطارد امرأة أو فتاة ؟ إنه يريد أن يلقيها في مستنقعات الرذيلة _ وهاأنت قد رأيت ذلك بنفسك _ ثم يرم بها بعيداً متبرئاً منها ويذهب إلى غيرها ولسان حاله يقول : ما كان لي عليك من سلطان إلاّ أن دعوتك فاستجبت لي فلا تلوميني ولومي نفسك . وقد يوسوس الشيطان لك ويخوفك بأن هذا الشاب قد يكون سجل صوتك أو أخذ صورتك فإن أنت ابتعدت عنه فقد يؤذيك ويحاول فضيحتك يإرسال الشريط أو الصور إلى زوجك ، نقول : لاتلتفتي إلى ذلك واعتصمي بالله وادعي الله بصدق أن يسـترك وينجيك من شره وكلي الأمر لله فإنه يحب المتوكلين .

أخية . . إن وجدت صعوبةً بعد هذا في الابتعاد عنه فتذكري أن الله يراك ويرى ما تفعلين وأنه هو القادر أن يرسل عليك هادم اللذات فيسلبك روحك التي بين جنبيك دون استئذان ، واعلمي أن الأعمال بالخواتيم فاحرصي على ألاّ يأتيك الموت إلاّ وأنت على طاعة ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلاّ وأنتم مسلمون ) .

أمّا قولك :لا أستحق الحياة ، فالحياة ليست ملكاً لأحد غير الله عز وجل يحيى من يشاء ويميت من يشاء ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسـك التي قضى عليها الموت ويرسـل الأخرى إلى أجل مسمى ) . نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يوفقنا وإياك إلى التوبة النصوح والاستقامة عليها بإخلاص ومتابعة حتى نلقاه ، والله تعالى أعلم .

الشيخ عبدالله بن سعيد ...